عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree215Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 3 تصويتات, المعدل 4.67. انواع عرض الموضوع
  #41  
قديم 03-07-2017, 03:03 PM
 







" و تتبدل الموازين "


كان شاردا في عالم يحجب عنه واقع موقفه الذي جمعه مع من استصغرته بعينها بالأمس، سواد عينيه احتجب يرأس قبعته لبحجب عنه معرفة من أمامه ، لكن ضحكة مألوفة الصوت بدت له لتوضح أين هو ، و لم هو يقابلها ثانية...
استغلالها للموقف كان واضحا حين قالت: لهجة اللطف هذه لا تناسبك البتة، لكن العمل..بلا.

رفع رأسه ليواجه من عرّفت بنفسها توا، و لم يكن يملك سوى الصمت رفيقا لإحراج قد أتقن إخفاءه...

هو تجاهل ما ترمي له برؤية الحمرة التي صبغت حدقتيها و محجريها و..أنفها..

كالأطفال تماما، يحمر أنفها عند البكاء المرير..!

استغرب منظرها لوهلة، فهل لهذه الفتاة شيئ يبكيها..بدت في لقاءاتهم السابقة ميتا يتنفس لاغير، إذاً... لم الميت يبكي!

يدها الممتدة نحوه قادته لإعطائها ماتريد بعدما صرحت به : القلم..لأوقع.

فقد كان ذلك جرس تنبيه له من غفلة جزئية، ليستجيب مقدماً قلم حبر أزرق لتوقع به على ورقة استلام الطرد ، و في هذه اللحظة سألته سؤالا ود الفرار منه: هل أنت جائع؟

لم يكن له نية إيقاع نفسه معها، فهي أكثر شخص يخيفه ، فتاة ذات وجهين...قد تكون آلهة عذابه التي لا يتعرف عليها...

لكن
سبقت زقزقة بطنه في الإجابة بالإيجاب لتنفي رد لسانه النافي، مما جعلها تفسح له مجالا للدخول: أدخل، سأصنع شيئا لنفسي الآن...
أردفت مؤكدة على ما يبعد عنه الإمتعاض: هذا، إن كنت لاتمانع.

رفع الحقيبة المماثلة للون ثيابه متبعا خطاها بصمت

وعى حقيقة أفكاره حول صاحبة هذا المنزل الساكن.. فهو كمقبرة حوت جسداً متحرك بلا روح ، الحيطان و الأرض و السقف..ليست سوى مأمن لا أنس به، رغم مظهره اللائق و ورق الجدران ذو الزخارف التركوازية ، و رغم تناسق الغرفة التي وصلها بعد ثوان ...

هناك رائحة الموت تفوح من زوايا المكان، موت لا يشم رائحته سوى من تذوق مرارته

جلس بإشارة من المستضيفة على الأريكة التي بدت في فوضى نوعا ما، ناطقا ما بجعبته لها : لا تتأخري، لدي طرود لأوصلها.
غابت عن ناظريه من فورها بينما صوتها يصدح في الأرجاء الهادئة تلك: لحظات و يكون أمامك.

لم تبالغ بما قالت، ها هي ذي لحظات و طبق من حساء الخضروات قد وُضِع على الطاولة أمامه، بدأ بملئ معدته الخاوية بينما هي جالسة قربه بصمت، لم تكن تحدق به كعادتها و لم تكن تعبث بشيئ ...
بل أسندت ظهرها الأريكة مشغولة بشيئ مجهول له
كان هذا الموقف هو ما يهدئ من أعصاب نوي ..الصمت و عدم السؤال الفظولي ، و أيضا ..عدم إزعاجه بنظرات خالية المعنى...



مرت فترة و كل على حاله حتى قال : انتهيت.
رمشت لحظات قبل أن تتجاوب معه بجفاف لم تتعامل به مسبقا: أه، أعجبك؟
رمقها بنظرة قبل أن ينهض: ليس بسئ لشخص جائع.

سألت سؤالا آخر علّه يتهرب النطق به: هل ترغب بالمزيد؟..هناك الكثير .
خطى عائداً طريق مجيئه : ما قدمته يكفي .
أوقفته كلمتها العجلة و كأنها استذكرت شيئا للتو: انتظر لحظة .

تركته صاعدة تلك السلالم الجانبية خارج الممر ليستوعب سبب طلبها، و سبب عدم تجاهلها، فعلى ما يبدوا أن أسلوب حركتها العجِلة هو ما جرَّه للإستجابة لشئ لم يبدُ بتلك الأهمية...
عادت تتعدى الدرجات التي صعدتها منذ ثوان بخطى سريعة ، تحمل بيدها معطفا باللون الضبابي مع وشاح أبيض..وصلت له مادة مالديها ليزفر زفرة استياء ناطقا سؤاله بغيظ: ماهذا؟

هي تعلم أنه لن يتقبل ما فعلته قبل أن تهم بفعله، لكن ذلك لم يزلزل قرارها... هي فعلاً تودُّ الشعور بالإنسانية التي افتقدتها في صغرها، لذا أجابت بالسبب الذي يفسر عوضا عن سر فعلها و كلا الغايتين واحدة بالأصح: الجو بارد في الخارج، أظن..أن قامتك تتناسب مع والدي .

واجهها ناوياً تنبيهها عن شيئ ربما غفلت عنه : أليس من الأفضل على الأقل أن تستأذنيه قبل إهداء ملابسه ؟!

نظرت له ثوان ليزداد حيرة من حيرة لحظاتها حتى قطعت حيرته بجملة أوصلت أثرها بهدوء تخللها: هو لم يعد يستخدمها منذ فترة طويلة، إنها ليست سوى ذكراه.

تساؤلات كثيرة قد راودته الآن، كيف لها أن تعطيه ذكرى والدها و أن تجعل شخصا غريبا يستخدم شيئا بهذه الأهمية لها...كلمة ذكرى ،لن تقال لشئ عادي!

لكنها لم تعطه فرصة النطق بل أردفت تكمل ما لديها مطأطأة رأسها ، مخفية ملامحها خلف خصلاتها التي باتت أكثر دكنة من المعتاد ، ونبرة غبن تجلت بحديثها :سمها ما شئت...
التفت لها قائلا ما يبين جهله بمقصدها بهذه المقدمة الغريبة:..هيه؟!!

أكملت بلا اكتراث ردة فعله ،هي..تود إيصال رسالتها له:..حتى لو كنت تراها شفقة ، فهي جيدة في نظري..أنا لن أكذب و أقول أنني أفهمك ، بل لن أدعي أني أتفهمك أيضا...فأنا لا أعرف أي الصعاب التي تواجهها ، وأي المشاكل تعانيها... كل ما أعرفه، أني كنت أتطلع لشفقة...شفقة فقط....شفقة كفيلة بسد رمق جوعي رغم تواجد إرث والديّ ، و تظلل علي عوض المبيت في متنزه كالمتشردة رغم أن هذا المنزل لدي... يوما ما، أردت ذلك ... لكني لم أحصل عليها.. و لم أشعر بها لأطبقها... لا أظن، أني عرفت الشفقة لأعاملك بها...

لاحظ لمعة حزن كانت مقدمة للدموع بمقلتيها ، لذا ضرب جبينها بسبابته قاطعا ما لا داعي له: ألا تظنين أنك اكتفيت بكاءً الليلة، أنت تأخذين وقتي لاغير..و بسببك، لقد تأخرت كثيرا...
أكمل آخذا ما أتت به من بين كفها : أعطني هذا و كفى..

تمتم بكلمته الأخيرة مفهما عدم رضاه بما يرى: سحقاً.
خرج مغلقاً خلفه الباب الذي لا يعلم هل سيرِده مرةً أخرى أم لا، فذلك عائد لصواب ما يراه نوي على كل حال، تاركا هينا التي توسعت حدقتيها لما سمعت، هي ظنت أنها نجحت في إخفاء آثار البكاء قبل مواجهته، لكن يبدوا أنه لاحظ..!


************


عطلة
هذا عيد الكثيرين من الطلاب...

يوم الاستراحة المطلقة من عبء الأغلبية إلا...
آكلي الكتب!

مثلي، مثلها..و مثله..
ليس هوسا بالعلم، و لا بهندسة أو كيمياء...
بلا..
كيمياء لتركيب أمزجة الحياة...
حياة أخرى تتجلى في سطور خيالية
كالتي تقرأها هينا..


دست كتابها الأدبي البحت بحقيبتها الفحمية قبل أن تبدي إجابتها دعوة صديقتها هيلين للجلوس معها و تبادل أطراف الحديث الذي لا ينتهي في عالم الفتيات... و بكل صراحة...
المتحدث هو هيلين لاغير...!

ثوان تلقت بعدها ترحيباً حاراً من والد صديقتها، بمظهر لم يكن عصريا البتة!

تلك البجامة المكونة من سروال رمادي فضفاض و بلوز قطنية مع منشفة مرمية على كتفه الأيسر جعلتها تفكر لوهلة بالعودة قبل أن تُرى في حال تبادل الحديث مع هذا الرجل ...
لكنها طردت هذه الفكرة نجيبة تحيته بإنحنائة لطيفة: شكرا عم هيروشي...
استقامت مردفة : هل هيلين هنا؟
تلقت إجابة من المدعوا هيروشي و هو يحك ذقنه المدبب البادية عليه شعيرات لعدم حلقها بينما جسده فتح مسير دخولها: امممم، أجل...هي منذ الصباح في المطبخ تحاول طهي شيئ لكما.

شعرت بوقوف شعر جسدها من هول ما سمعت توا...
فهل...تحاول هيلين قتلها؟!
إستدارت من فورها للتهرب قبل الفاجعة متحدثة بما يقارب الهمس: أرجوك عمي..لا تخبر هيلين بمجيئي.


كادت أن تكون في عالم الخلاص لولا يد ريك الخفية التي أعاقتها بإمساك قميصها الأصفر: إلى أين صغيرتي ..حتى أنك لم تودعيني.

واجهت عينيه الساخطتان بشكل هزلي لتقول من بين شفتيها المعوجتان: أتركني.
أبدى اعتراضه و هو يرمي بقميصها: لن أدعك تهربين و تجعليني الضحية التي تأكل نصيبك..ذلك ظلم كبير بحقي.
وضعت إصبعيها بين حاجبيها المقطبين: لا أظن أنني المسؤولة لأضحي بصحتي لشهر كامل .

انطلقت قهقهة ساخرة من طرف الأب الذي شهد شجارهما الأخوي ، و كأنها استحقت منزلتها بين عائلتهم الثلاثية...
و لم تطل ضحكته المرحة فقد أسكته إبنه : ما رأيك بالتضحية و أكل كعكتها أبي؟

ازدرأ ريقه و اتجه نحو مخبأه الكامن في الجهة اليمنى بصمت ، و الذي يكون حله الأمثل...

ظهرت الطاهية من زاوية مختفية، محيية بضيفتها بلحنها الجهوري: هذه أنت هينا...تعالي هنا.
حدقت هينا بالمظهر الذي ترائى لها، تود رؤية تناسب بين هذا المظهر و المسماة هيلين...
لا شيء يرتبط ببعض إلا بحقيقة مرَّة، لا هذه القفازات البلاستيكية و لا غطاء الصدر الأرجواني و لا قبعة رئيس الطباخين هذه!
تنهدت رثاء على حالها قبل أن تتوجه نحو الزاوية التي خبئت بها مطبخا مفتوحا ذو طراز حديث ..
جلست بالصالة على أريكة مخملية مُلِئت بنقوش سماوية تشرح النفس برؤيتها و استقرت تستمع لأحاديث هيلين التي بدت في قمة إبتهاجها
تحدثت عن تغير أيامها...
تحدثت عن سعادتها...
تحدثت عن تواضع خاطبها في الآونة الأخيرة و الذي يجزم كونه مؤقتا!
و تحدثت عن هدية خاطبها سينكا ، التي علقتها حلقة بأذنها...

حلق بشكل ماسة صغيرة
استحسنت هينا ذوق ذلك المغرور ، فهما يشعان و يزيدان وجه هيلين بهاء..
مرت فترة و تسامر الحديث طال حتى قالت هينا بجدية عند تذكرها ما أصبح هما بأيامها الحالية ،طالبة معونة صديقتها و استنصاحها : هيلين..
لاحظت هيلين الجدية في عيني ضيفتها فقالت محاولة جر الحديث: حسنا...ما الخطب ؟
نطقت المعنية بالذي أتت لأجله أساساً : أنا..أقصد، لقد حصل لي سوء تفاهم مع أحدهم ، و لا أعرف كيف أتصرف.
ابتسمت هيلين إبتسامة محتفظة بالمرح متفهمة: مادمت لم تصرحي بمن مو، ذلك يعني أنك لاترغبين أن أتدخل مباشرة، حسنا..لا بأس، كل شيئ سيكون على مايرام...لا تفكري بهذا كثيرا.

خلخلت هينا خصلاتها الطويلة الأمامية متنهدة بيأس من حصول ما تبينه هيلين: لا أظن ذلك.
أجابتها هيلين و هي تضمها من الخلف مؤكدة : الحل هو..أن تكوني طبيعية.

استنكرت هينا جوابها الصريح الذي يعني لاشيء في قاموسها: هيلين، أريد حلا جديا.

لم تغير هيلين إجابتها التي تعتقد أنها الأكمل و الأتم بل أصرت عليه محاولة إقناع المترددة أمامها : اسمعي، افعلي ما قلت لك ولن تندمي... كل ماعليك هو أن تكوني طبيعية و تتصرفين على سجيتك مع هذا الشخص ،..صدقيني ، فطبيعتك خير علاج لذلك.

ربتت على كتف رفيقتها برفق مشجعة: لن تندمي أبداً إن فعلت ذلك.
رمقتها هينا بيأس : لقد فعلتُ ذلك مسبقا.. لكن أظن ردة فعلي لم تكن كما يجب.
تواجهت أنظارها العشبية المملوءة أملا، حزما و ثقة مع أنظار هينا القهوائية متقلبة الدرجات مع تردد أفكارها و تزلزل قراراتها....

تحدٍ بين أفكار تؤسس سعادة رغم بساطتها ، و الحكمة في رأي هيلين السديد...
فما فائدة القلق في أمر ليس بيدك...كن أنت لتبدوا كما أنت عليه
عندها سترفع الحجب ليفهم الحق

قاطع صمتهما صوت أخيها الدخيل الذي سارع بصرخة أفزعتهما دون مقدمات حتى: هيلين، أرجوك تصرفي مع زوجك.. سأقطعه إربا عن قريب.

تحول مزاج هيلين للحدة ممتعضة بعدما كانت في قمة بشاشتها : تبا لكليكما..قطعتما لحظاتي الجميلة مع صديقتي.

************

الطرقات
هل تجوبها للبحث عن حلول حياتك ،لبلوغ حيلة تخرجك من حيرة تشوش أفكارك
ما الذي يهدئك...؟!
سوى أنك فرد تعاني بين البشرية التي لم تجد راحة في أيامها الفانية

جابت طرقات ذهنها مع كل خطوة ، علّها بتصفح أيامها الأخيرة تعرف..سر تغيرات حياتها..

لحظة، أي تغيرات ترمي لها...
لم يتغير شيء البتة..
ما تغير هو ذاتها، نفسها..
ذلك الشاب الهادئ، لمَ ألفت عالمه المظلم؟!
ولم تسعى لرضاه و لو بصمت لا يشيد بشيئ..؟!

توقفت
تتفحص إلى أين قادها الشرود و السرحان

سوق مكتظة كالتي تكرهها

أناس تكذب دون رادع
إبتسامات تتصفح الوجوه دون داع
و قظام تتراكض دون مبرر
أحنت رأسها لتحرر نفسها من الحصى المجتمعة حول قدمها بركلة خفيفة
شعرت و كأنها تحرر عقلهامن التفكير العميق الذي قيدها
لم تستطع الساعات بيان وقتها لعقل لم يكن بعالم الإدراك، إلا أنه و بعد فترة بانت خيوط حمراء قد دمجت بسلسلال ذهبي لتكن هناك دلالة على الغروب الذي طالما اجتاح حياتها مهيئا نفسه لظلمة أيامها ، ابتسمت بخفوت واضعة كفيها في جيبي سترتها الطويلة ذات اللون السماوي هامسة لنفسها
“ وقت العودة .“

عادت
لتلاحظ على بعد مسافة ظهور ظل طويل مستند على الحائط الأيسر لمنزلها، تقدمت للتعرف عليه

كان نوي !

أسرعت في خطاها نحوه متمالكة ردة فعلها المتسرعة مبدية برودة في سؤالها اللامبالي: هل أتممت عملك؟
أومأ بإختصار: للتو .
أخرجت مفتاحها من حقيبتها السوداء ذات الزر الفضي التي امتدت من كتفها محيطة خصرها : ماذا تفعل هنا..أنسيت شيئا؟

أسمعها ما أوقف حراكها لحظة: ألم تكوني من اقترح بقائي لديك؟

رغم أن شفتيها لم تبتسم إلا أن عينيها البندقيتان أعلنت إبتسامة رضا، تقدمت بالدخول مفسحة المجال له: إنّ تخيل بقائك معي أمر مزعج، لكنه محتمل قياسا بمبيتك في هذا الطقس.

ورد منزلها معلِّقاً: أنت...صريحة للغاية.
أغلقت الباب خلفه مبدية رضاها بإعتقاده: تظن؟

نزع معطفه ليعلقه على علاقة الملابس القريبة متجها لحيث أمضى الليلة السابقة: أه،في الأمور الجزئية فقط.
توجهت بدورها للطابق العلوي بعدما أعطته شعار أنسه بالمكان: خذ راحتك..قليلا و سأعد العشاء.

دقق نوي بتلك الزوايا علَّه يمضي وقته حتى رأى علبة صغيرة تعكس صورة ما يستهويه

فلم مرعب..!

أخرج الشريط ليضعه بجهاز الدي في دي النحاسي، بادئا جولة إثارة بين أجواء الكآبة التي تحيط به...


ساعة و نيف مرَّت قبل أن ترد عليه ربة المنزل بطبقين من سلطة خضار واضعة أحدهما أمامه و الآخر في الجهة المقابلة، أراد كسر الصمت و لو بشئ ليس ذو معنى

لذا سأل: أهذا هو العشاء الذي كنت تقصدينه؟
رفعت حاجب استنكار و تأنيب له ، فرائحة الطعام الذي بذلته جهدها لطهيه منبعثة في أرجاء المنزل ..

بسطت كفيها على جنبها معلِّقة على سؤاله: بالطبع لا، و عوض التذمر قم بمساعدتي..لن تبقى هنا كمنحوتة أثرية، يتوجب عليك العمل..مثلي تماما.

أدارت جسدها عنه لتفاجئ به قد سبقها !
ظلت تنظر له غير مستوعبة ما يحصل، لقد توقعت منه أن يعترض اعتراضا طفولياً أو أن يحاول إغاضتها ، لكنه الآن يسألها دون مقدمات: أين يقع المطبخ؟
بأن تلبك منها في الإجابة : حسناً ، إنه الباب الذي يقع في الجهة اليمنى للممر ، لماذا؟!

صرح لها بغيته : أنتِ محقة، يجب أن لا أبقى ساكنا دون حراك.

دفعته بكفيها لتحثه أدراجه بينما أحست بالإحراج لما قالته :لابأس لابأس، لقد كنت أمزح معك لاغير.





أطباق نظيفة و أرجاء مرتبة ، و لا أثر لعمل طهي به سوى ما يضم من طعام على الطاولة الخشبية التي توسطت هذه الزوايا الأربع ..

اتجه نوي نحو الأطباق المصفوفة جانبا آخذا بعضا منها لبترك الباقي لتعينه به صاحبة المنزل: هل غسلت الأطباق؟

أجابته بإندماج أزال بعض حواجز الغربة بينهما: ذلك أسهل و أسرع ، لا أنتهي إلا و كل شيء في موضعه ... أ لاتراه أفضل؟

اكتفى بتعليق بسيط على ما يرى: نظيفة للغاية ...و سريعة أيضا.




جمعتهم تلك المائدة البسيطة التي تكونت من طبق الميسو ، سلطة خضار، كبة لحم...
هي لم تكن بسيطة لتلك الدرجة على كل حال!

لاحظت عيناها اندماج نوي في الأكل دون تذمر فالتقطت ذلك استحساناً لها ، فبينت سر ذلك: للعمل في المطعم فضل علي ..لقد عرفت كيف أتدبر أمور حياتي هناك..السرعة، المهارة و الطبخ الذي تأكله الآتي.

صمت نوي قليلا ، يرتب أفكاره و مايجب عليه قوله بعد جملتها و في النهاية توصل إلى
“ يبدوا أنني ممتن لمطعم أنقذني من فضاعة طهيك .“

اهتزاز حاجبيها و إسدال جفنيها كان دليلا واضحاً على أثر جملته السلبي ، و قد تجلّى ذلك بوضوح أكثر في لحنها : أظن..شكر بسيط لن يضر .

بدت الجدية منه : هل يهمك شكري؟

أشارت له بملعقتها النحاسية مؤكدة جملتها الأخيرة: لاتقلق، لن أموت دونه.. أكمل طعامك فقط .

تم الصمت

فما يجب أن يقوله إثنان قد التقيا للتو...
كان كل شيئ طبيعي، نظراته المتفحصة لمسكنه الجديد .. و اشتياق
هينا لأخيها عند رؤيتها لذلك الفلم الذي وضعه جليسها...


طبيعي حقا..
فآخر مرة رأته بها كان أخيها يلفها بذراعيه يطمئنها أن هذا ليس سوى فلم مصور..!

و رغم ذلك ..لم يكن يتوقف عن مشاهدة هذه الأفلام المرعبة..لا تنازل في ما يهواه !

مر الوقت بسلام بينهما ، حتى انتهى الطعام و ملئت معدتيهما...
هنا استفسر نوي عن الأمر الرئيسي في نظره: أين سيكون مكاني؟

أجابته بسخرية صريحة و هي تجمع الأطباق الوسخة:حسنا، أليست هذه الأريكة مناسبة ؟..صدقني إنها مريحة.
أجفلها نظرته النارية التي اخترقتها لحدتها: مزاح سخيف.

ازدرأت ريقها رافعة مابيدها تهربا من اجتماعها معه بين ذات الزوايا: أه، أنا سأذهب لغسل الأطباق هذه...إصعد الطابق العلوي و اتجه يسارا ، هناك ستجد غرفتان..الخاصة بك هي اليمنى...
لم تنتبه هينا لشيء ، فقد اختفى نوي من أمام ناظريها ... و هي لم تفهم هل سمع كل توضيحها أم لا...

تنهدت تمهيدا لعملها و ما لبثت أن أكملته لتتجه نحو محطتها الأخيرة ، غرفة نومها، تهدئة لأعصابها و راحة لجسدها مبتعدة عن الأجواء المتشنجة بينها و بين الضيف نوي...

لكن

لن يسهل ما تريد و ها هو نوي يتوسط غرفتها...بحق، ألم يلاحظ منظرها ..ألوان زهرية و بنفسجية هي ما لوَّن كل شيئ تقریبا..!

ارتفعت نبرتها قليلا لتدفعه للنظر لها: لم أنت في غرفتي؟!
إبتعد عن النافذة التي كان يقف عندها يطل على الخارج بريبة و حذر كانت بادية عليه: حقا، أنت من قلت إنها اليمنى.
زفرت بحنق مشيرة له بالخروج بعدما عكر مزاجها و لو بجهل : أخرج و سترى أنها من الجهة اليمنى أيها الأحول .
توجه نوي للخارج مجيبا ما صعقها : لكن عندما تنظرين لها من الخارج تكون هي اليسرى أيتها الحمقاء.

توردت وجنتيها حرجا من موقفها الغبي لكنها سرعان ما صرحت بوجهه بتلك النبرة الهادئة التي تحملها: لا تعد لهذه الغرفة أبداً.
تعدى نوي حدود غرفتها بعد خطوات مجيبا بلا اكتراث: بالطبع لن أفعل .

ضربت جبهتها براحة كفها بيأس من سلم اللقاء ، ثم استندت على الباب الناصع متنهدة : يا إلهي...

هي الكلمة التي أخرجتها مطلقة غيضها، انزعاجها، حيرتها...غموض أفكارها...

****************


نحاسي...هو اللون الذي تلمحه في هذا المكتب الضيق و الخانق...
بابه النحاسي ذو الطبقات الحديدية العدة تزيد المكان أمنية من كل دخيل ، و الأجهزة الأمنية المتطورة تفهمك أن هذا المكان محط الجدية و الحياة الخفية التي تتوارى عن عقول المحيطين بك...

"الوضع شائك"

جملة باردة قد نطقها الواقف أمام مكتب رئيسه ، ليرمي الآخر الملف الذي بيده بسخط: كيف تؤول الأمور للأسوء في غضون فترة يسيرة..ذلك محير!

أخرج الأول كفيه من جيبي بنطاله الفاحم ليبسطهما على المكتب النحاسي : يجب أن نعيد نوي ، هو بخطر و أجزم أنه لاحظ...

زم الجالس على شفتيه لينهض مدققا على تفاصيل الأوراق المخططة: و كيف يفتنه صعب مراس مثله بالعودة، بالكاد أجبرته على دخول الجامعة التي نراودها.

ظهر صوت رنين هاتف خلوي بنغمة أغنية عاطفية ليبين الرئيس عتابه الشديد : لمَ لم تجعله على الصامت..هذه ألف مرة؟!

إبتسم الآخر بسخرية على حاله المشوم : لا تنس ما سيحصل لو لم أجبها، للتو تصالحنا يا أخي.

أخرج مقابله تأففا ضجرا قبل أن يشير له بالخروج: هذا المكتب ليس مكان حديثكما ، كلمها خارج نطاقي.
خرج مرافقا ضحكة خفيفة قد صدرت منه و هو يجيب حبيبته: مرحبا هيلين...

بينما الصرامة و الجدية لم تترك الرئيس مجال غير نطق ما يؤرقه: خمس إغتيالات بأسبوع واحد..مهزلة!

*********

طلعت الشمس المجاهيل الغامضة...
كل يعرف نطاقه و يجهل ماهو أوسع...
كما هينا التي تعيش هم ماضيها و حاظرها، إن كانت تعتبره شيئا... دون معرفة ما يمر حول القاطن الجديد نوي...

توجهت نحو غرفته لتطرق بابه مرات متوالية دون أن تسمع إجابة منه...زادت الطرق عدة مرات بعد ثوانً من التردد من إزعاجه لتسمع منه كلمة تنبئ عن إنزعاجه: ماذا..؟
بلغه صوتها وهو يتقلب لا يكاد يفتح جفنيه : لم يتبقى شيء على الدوام.. انهض و جهز نفسك..و الفطور جاهز أيضا.

شعرت براحة عابرة لإتمامها ما أرادت، فهي ليست مكلفة بأكثر من هذا..
إن لم يستجب تلك ليست غلطتها ، و تستطيع تركه هنا لترتاح منه طيلة الدوام...

جلس نوي مقابلها على طاولة المطبخ المماثلة لقميصه البني قاطعا شر أفكارها المختفية خلف هدوء وجهها: أظن، يجب أن أقول صباح الخير ..أليس كذلك؟

صمتت لحظات تتفرس بروده الذي أدى عدم سخريته !
فأجابته مؤكدة و هي تدهن المربى بخبزتها المحمصة: أه، صباح النور.

عرك نوي عينيه لتتسائل هي: ألم تستطع النوم؟!

أجابها بشيء لم تقتنع به بتاتاً : تغير المكان مزعج..لاضير، يومان و سوف أعتاد.

لاحظت رف جفنيه بتوال لتفهم أن هذا ليس سوى تبرير فارغ، لكنها لم تهتم ، بل نظرت للساعة الجدارية التي تهتز بكل نسمة هواء: لم يتبقى شي، استعجل ...

توقفت متحيرة ، و منحرجة...هي لا تذكر إسم هذا الغريب الذي يجالسها فطورها الصباحي...
رمقته بنظرة خافته لتسمع إجابته اللامبالاة: نوي...
أتم بعد أن أنهى لقمته الأخيرة بسرعة أدهشتها :.. و ذاكرتك بالفعل صدأة، كم مرة تكرر إسمي أمامك.

وقفت تاركة ما بيدها متجهة للصناديق التي حوت غدائهما،دست أحدهما في حقيبتها البنفسجية و اتجهت نحو الباب لتقدم الآخر له: خذ، غدائك.

كان حائرا، كيف يتصرف...و منذ متى قدم له أحد صندوق طعام...
لقد مضى بالفعل وقت طويل، سبعة أعوام ..قد قضاها بعيدا عن فطور صباحي و صندوق طعام...!

سحب ما مدته متمالكا تضاربت أفكاره..
مقطبا حاجبيه بإنزعاج من نفسه، هو تخلص من تلك العائلة المخادعة..و لا يجب أن يندم على قراره...



مرافقة صامتة

هذا هو واقع ما مر من دقائق حتى وصلوا لبوابة الجامعة...
توقفت هيما عن التقدم موجهة تهديدا مبطنا نحو فاحم الؤبؤتين الذي ينظر للامكان: إسمع، إياك أن تصرح بمكوثك لدي.

رسم شبح إبتسامة باهتة: لن أفعل، لا أتوق للمشاكل، و لا القيل و القال.

ظهر صوت هيلين الصارخ من بعد أمتار و هي تلوح بذراعها محببة: صباح الخير هينا.

زجرت هيما تصرف صديقتها بعين مستنكرة و لسان معترض: ماهذا الظهور بربك؟..تحرجينني بشدك أعين الناس نحوي.

تجاهلت هيلين مجاور هينا الذي يرمقها متمتما في نفسه عن مدى حماقتها ، و أخذت زميلتها متجهة للداخل بادئة حديثها الحماسي: لن تصدقي ، لقد حجز سينكا لنا مقاعد لمشاهدة فلم "حب قاس" بالسينما ...لا تعرفين كم كنت أشعر بالسعادة حين فاجأني بها...لا أكاد أصدق.

مدت شفتيها لرسم ابتسامتها الزائفة متظاهرة بحماس اعترافها: حقا رائع...أحسدك..وددت لو أشاهده..منذ أن رأيت إعلانه و هو يتصدر أفلام هذا العام بروعته....

قشعريرة داخلتها لتوقف حديثها...
بدت شاحبة تستعيد أنفاسها التي بترها بجملته البسيطة كالعادة حين مروره السريع: زيفُ حديثك مزعج.

بسطت كفها على صدرها ، مدققة على ظله الذي اختفى تاركا أثر كلماته...هو يكشفها...يعرفها.. يذكرها...أنها ليست كما تدعي...

شعرت بهزة خفيفة لتنتبه لعينين خضراوين قد بدى عليها القلق : هينا، هل أنت بخير؟
تداركت نفسها لتتوجه لحيث القاعة: أه، شردت قليلا لاغير...تذكرت أنني لم أقرأ درس اللغة.
بقيت تنظر هيلين لها ، و لما لا يقنعها بغرابة تصرفات زميلتها...يبدوا أنها تخفي شيئا ، هذا مؤكد...لكن لا سبيل إلا انتظار بوحها...



مرت الحصص كعادتها، دون أدنى تغيير بشيئ...

هيلين تحاول قدر المستطاع فك رموز تستقر أمامها على اللوح بينما نوي و هينا لا يحتاجان لتركيز و هما يعبران بإجابتهما.. أن فهمهم لهذه الدروس فهم مطلق..!

و ذلك ما يغيضها ...هي بعد كل الجهد لا تنال شيئا و البعض يكسب العلامات دون جهد...

اكتفت بسماع أسئلة الأستاذ الخمسيني المتمرس في تدريسه للطلاب، و بسماع أجوبة صديقتها و كتلة الجليد ذاك...يبدوا أنهما يتفقان!

لقد لاحظت ذلك أكثر من مرة...أن أجوبتهما متمة لأجوبة الآخر...!

انتهى وقت عذابها لتشق إبتسامتها و هي تخرج من حقيبتها علبة سوداء ...

نهضت محددة وجهتها ليقاطعها صوت هينا المستغربة منها..فهي دوما ما تتشبث بها لتأخذها لكافتريا الجامعة المكتظ: هيلين ، إلى أين؟!

أدارت المعنية رأسها نحو التي تقف على بعد نصف متر تقريبا :حسنا، لقد أردت مكافئة سينكا على مفاجأته الجميلة..طهوت له بسكويت القمح التي يعشقها.

واتت هينا فكرة من الأفضل أن لا تظهر لصديقتها
"يعشقها..لكن ليس من يدك.."

*************

جمال يتسنى لك استشعاره
في حب يتغلغل بين أنفاس طهي طاه همه رضاك...
الكثير يقول لم المرأة تطهو و الرجل يأكل ..

و الإجابة سهلة عيانا..و يسيرة الفهم عنوانا

المرأة تحب المشقة لرضا حبيبها و الرجل يهوى شم أنفاسها لأجله و لو في طبق...

ليست معادلة رياضية ، بل حياة عادية و مهما تغيرت المعايير الظاهرية، عند الفقدان سيتجلى هذا العنوان ...

لكن...لكل قاعدة شواذ...

و هذا ما يعتقده سينكا أكثر من أي شيئ اللحظة ، لایعرف ...أيندم و يعتذر لكبرياءه ...

أم يعتذر لمعدته التي يشعر بالأسى نحوها...

هو لا ينكر أنه قبل ثوان فقط كان يمني نفسه برؤيتها... بالتحديق في ابتسامتها التي ترد له الروح...لكن، جزما لم يتمنى تذوق طهيها...فذاك جنون...!

ازدرأ ريقه مانعا نفسه من إظهار ردة فعل تُذهب سِلم لحظته هباء...

وقف مظهرا حماسة لاوجود لها: ماهذا عزيزتي...؟..لم يكن عليك إتعاب نفسك، يكفي مجيئك ليزدهر يومي .

سَلب الصندوق منها ليفتحه مدعيا بهجة لا تمت للواقع بصلة : ياه، بسكويت الشعير...تمزحين؟!

كان لسانها مطبق و وجها محمر الأعين التي نصبت اهتمامها عليها، سواء كانت مستحسنة، فضولي أم ساخطة...

نطقت بما يشابه الهمس له: كف عن التحدث بصوت عال سينكا، الجميع ينظر لنا.
رفع حاجبيه تاركا ما قالته سبيل نجاته: أوه، أنا لم أفعل شيئا خاطئا عزيزتي...

أجهر بصوته مخاطبا من حوله: حسنا، سأقدم لكم شيئا عزيزا علي...بسكويت قد طهته مخطوبتي هيلين.

بدأ يقدم مابيده بكل ثقة المجاورين و هو يعلن حروفه الكاذبة : أتمنى أن يعجبكم طهيهها الفريد.

و في داخله يحتفل بإنتصاره على لحظات الخطر
"أتمنى أن لايكون مسموما فقط "

و بعد أن أنهى ما بالصندوق عاد لها بإبتسامة زينت محياه: إنتهى
كانت تتلاعب بخصلات الذهبية خجلة من اهتمامه الذي أبداه تجاه ما قدمته فقالت: ما دام الأمر هكذا، ما رأيك أن تأتي منزلنا الليلة للعشاء...سأبذل جهدي لأطهوا لك شيئا مناسبا.

لم يكن يعلم، هل له أن يضحك ،،أم يبكي...

ها هو الآن ، يعتذر لكبرياءه بكل صدق و ندم...!

*********

نوي واقف بهدوء ينتظر انتهاء تسامر هينا مع صديقتها ، فهو مقيّدٌ و لا يستطيع الذهاب للمنزل دون مفتاحها ...

لكن يبدوا أن ثرثرة خضراء العين لن تنتهي بسهولة ...

كانت هذه من اللحظات النادرة التي يستلطف بها نوي ظهور أخيها من خلفها ناويا إرعابها ، إلا أنها كانت أسرع بتوجيهها كوع ذراعها...لستستقر في معدته!

اعتلت صرخة غاضبة منه: هي..

أرادت أن نجيبه لكن جملة نوي الساخرة تكفلت بالأمر: هذا ما تجرك له حماقتك..جميل، أشعر بأن هذه الفتاة ليست بذلك السوء على كل حال..ستخفف وطأة مهرج مثلك .

نظر له الأخوين بسخط: ماذا قلت؟!

لكن توقف الهزل عند ذلك الحد بنظرة جدية متجهة نحو نوي الذي يراقبه ببرود مستفز، يا إلهي...و كأنه يقول له...ها أنا ذا أمامك..أمسكني إن استطعت..

"نوي"

توجهت آذان الجميع مصغية لمن أطلق عتابا جليا في ندائه المبهم عدى المعاتبة ذاته ليقول: لدي حديث ضروري معك، تعال إلي الساعة الخامسة.

خلخل أصابعه بين خصلات شعره متنها و هو يجيب: سأحاول.
تحدثت هيلين ناظرة لهينا و نوي بحدة: أنتما في طريق واحد؟!!

أجابها نوي مبرراً: إن الآنسة رينا قبل أيام كانت ملاحقة ، لذا أوصلها في طريقي لكوني قريب منها.

صرخت هيلين بدهشة: مراقبة...من قد يفعل ذلك..و لم...؟!!!!

حاولت هينا التهدئة من روع هيلين التي بدت قلقة : كان فتى مزعج لاغير ..لا تقلقي، كل ما هناك أن هذأ ال..أقصد نوي قد رأى ذلك بالصدفة و حمّل نفسه مهمة إيصالي.

إبتعد ريك و مظهره الذي لم تألفه هينا سابقا لم ينمحي من ملامحه لتتبعه أختها مودعة رفيقتها ...

وكزت هينا نوي لتُنبِّهَه على خطأ اقترفه توا: من هي رينا يا صاحب الذاكرة القوية، لا أظن أن هينا إسم يصعب حفظه.

أشاح نوي بوجهه ع
ماشياً : و هل يتوجب علي تذكر إسم..؟! كل له إسم و ذلك ليس بتلك الأهمية.
حركت هينا وجهها يأسا منه: على الأقل، لا تجعل عدم مبالاتك المفرطة أمرا علنيا.

وضع يمناه الفارغة في جيبه بينما رفع الأخرى لترفع حقيبته خلف ظهره : لم أكذب، هل ترين غير هذا؟

لم تجد نفسها غير متهربة من نظرته التي تقودها الإفصاح عما في خلدها من واقع : الإسم، ليست سوى حروف تجمعت دلالة على شيء معين... لا يهم أن يكون جمادا، نباتا أو إنسانا ،حيا أو ميتا...هو سيطلق عليك و على غيرك من الأفراد بغية تعيين أنك شيء يعرف.... لا أختلف معك بالرأي فأنت محق...و إسمي لا يشذ عن هذه القاعدة فهو إحداها .

************

تنحت الشمس مفسحة المجال لسلطة القمر و سلطة الراحة بعد عناء و سلطة النوم على الخلق ...
مضت ساعات و هي تلهي نفسها ، حتى سمعت صوت الجرس لتباشر بفتح الباب قائلة : تأخرت كثيرا ، إنها الحادية عشرة.

رفع حاجب إستيضاح منها، فهل هي تعاتبه توا ..على الأقل ليدخل قبل أن تسمعه تذكرهت..لكنه سكت عن ذلك و دخل مكتفيا بالإجابة: كان لدي طرد لمكان بعيد قليلا...هل العشاء جاهز؟
همت هينا لإغلاق الباب مجيبة : حسنا، أدخل و استرح أولا.

صرخات مجهولة المصدر اعتلت ليهرول كليهما نحو مصدره...

وصلوا بسرعة لتتسع حدقتيهما ككل من رأى المنظر معهما...
منزل ذو ثلاث طوابق يوشك على الإنهيار بسبب تلك النيران التي تلتهمه بكل لحظة...


أسرع نوي بالتقدم مخاطبا بينما لسانه نطق آمرا: إتصلي بالإطفاء ..فورا.
مدت ذراعها علَّها تمنعه عن التهور الذي ينويه ، لكنها ارتدعت عند تخيلها من بالداخل فحولت منطقها للعقلانية: كن حذراً.

لم يمضِ الكثير و ذي سيارة الإطفاء و الإسعاف متواجدة و رجال مجلببون بزيهم المحمر يحيطون بكل زاوية...
و هي تقف في زاوية تنتظر خروج ذاك الشاب المتهور من براثن نار تكاد تلسعها حرارتها رغم بعد العشرة الأمتار أو أكثر...
لمحت شحوب وجه رجل أربعيني ظهر تواً و بؤبؤيه مفتوحتان على مصراعيها و لسانه يلهج بكلمات غير واضحة و متوازنة تبعا لخطاه التي جعلته يتعثر عدة مرات..: ميرا...هار...طفلاي...طف..زوجتي...!!!...ما الذي يجري هنا؟!

توجهت نحوه لترفعه من تحت كتفيه العريضين قائلة ما قد يهدئ وطأة الصدمة على قلبه: لا تقلق سيدي، لقد هم الجيران و رجال الإطفاء بمساعدتهم...سينقذونهم حتما.

لم يكن يصغي و لم يكن يعي...
حياته ، أنفاسه، حواسه
كلها مرهونة بقرَّة عين تنسيه هم لحظته...

حتى بانت له ملامح الأمل، و بانت لهينا راحة بال لتزين ثغرها إبتسامة راحة لتقول له: أرأيت، إنهم سالمين..طفليك و زوجتك...سالمين.


لم يجبها بل توجه نحو عائلته، زوجته المسدلة جفنيها علامة إغماء و طفليه اللذان لوثتهما دخان النيران التي كانت متعطشة للسعهما...


تقدمت بخطى هادئة نحو المنقذ لتهبه كلمة إعجاب: حمدا لله على سلامتك سوبر مان.

بات ينفض قميصه الزيتي من آثار وصلته و يمسح سوادا كسر بياض وجهه موجداً ذاك التناقض...
"سوبر مان!"
بينت سبب تلقيبه: تتواجد حيثما يحتاجك غيرك ..العمارة و الآن هنا...أتسائل عن القادم من صدف حياتك.

لم يجبها بل حادث نفسه لحظة
"ربما لا تكون كذلك."

تقدم شخص يألفه نوي، ذو الشوارب الشقراء الخفيفة و الشعر المبعثر اللذي يواكبها...
و لم يخفى من مظهره و هو ينظر لهم بكل جدية أن ما يرغب به استجواب يدله على حقيقة ما يجري: عذرا أيها الشابان، هل أستطيع أن آخذ قليلا من وقتكما؟

اكتفى نوي بإستقبال ما يريده هذا المحقق: تفضل.

بدأ المحقق إستفساراته الجافة لإستنباط حقيقة لم تتبين ملامحها: هل لاحظتما أحدا يخرج من المنزل؟

أبدت هينا نفيا بحركة رأسها بينما قال نوي: لا.

"كيف لاحظتما الحريق؟"

هينا و هي تضع سببتها أن شفتيها بتفكير: اممم، حسنا...صرخة إمرأة عالية وصلنا لتسرع بالمجيئ و نرى أن حريقا دب به.

" و ماذا فعلتما؟"


أشارت بعينها لنوي الذي حافظ على مظهره الهادئ : نوي ذهب لإخراج الموجودين و أنا هممت بإخبار الإطفاء.

بانت الحدة في السؤال الأخير لتبدي بعضا من شكوكه: أنتما...لم كنتما أول من وصل هنا؟

أرادت أن تجيب لكن نوي باشر الشرطي بقوله: عفوا...هذا السؤال لامكان له، منزلها قبل المنعطف لذا هو أقرب منزل من هذا المكان...و لهذا، أنصحك برمي شكوكك حولنا جانبا.

إرتسم الشرطي إبتسامة لانت لها ملامحه الصارمة: عملي هو الشك بالجميع فلا تغضب..خاصة أن هناك سرقة قد حصلت في هذا المنزل.
شد هذا الخبر فضول هينا : سرقة و محاولة قتل!..
"لانعلم حتى الآن"

أدار نوي ظهره ليعود أدراجه : لقد أخبرناك ما لدينا ، لذا لا داعي لهذه المحادثة.
أوقفته جملة الشرطي الأخيرة النابعة من فضول و شك جلي : لحظة..ألم نلتق من قبل؟

أعاد نوي جزءا من وجهه ليظهر للمتحدث مجيبا: بلا، أنا من قاطني العمارة السكنية التي حصل بها انفجار....
مشى خطواته و هو يتم:... قلت هذا لتخرجني من دائرة متهميك.

لحقت هينا نوي بصمت و اغتياض من تعامله مع الشرطي...فمهما كان، هو يقوم بعمله..




أغلقت الباب و اتجهت لما كانت على وشك فعله قبل أن يحصل ما يحصل من أمر لم يكن له حسابا، بينما هو اتجه ليرفع عن نفسه بفلم مرعب آخر...

جلست معه لتلاحظ شروده التام...

هل هو يفكر بما حصل منذ ساعة ، أم يفكر بمشاكل مسكنه، عمله...أم يفكر بشيء استحق عمق شروده...؟
لم ينتبه لها و هي تضع طبق السوشي أمامه لتتنحنح جاذبة انتباهه... و ياله من إنتباه ، نصف نظرة من تحت محجريه..

اعتدل بجلسته ليبادرها بالحديث الجزئي كالعادة: كنت أظن أنك خلدت للنوم ...

فهمت أنه يرمي لطيلة غيابه فأجابته مظهرة اضطرارها: و كأني أستطيع...أنت لا تملك مفتاحا أو شيئا ييسر دخولك ،لذا أنا مضطرة للتنازل عن ساعات يومي لأفتحه لك .

قالت له بعد برهة صمت و هي تشد معطفها الصوفي المزرق حولها: سأجهز لك نسخة من المفتاح...
قاطعها ببرود من فوره: لا داعي، سأتدبر أموري..و لن أطيل مكوثي هنا.

رفعت حاجب استفسار: هل حصلت على مكان تستقر به؟

أشبك يديه ببعض لينظر نحوها بجدية أسكتتها و جعلتها تنتظر..المجهول الذي جعله حبيسه بتعابير غريبة...!
هذا الفتى، لا يبدوا سوى لغز يتحرك أمامها..!




قراءة ممتعة،،،،،،


الرجاء عدم الرد








__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم



التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 03-08-2017 الساعة 03:51 PM
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 03-07-2017, 03:37 PM
 







سلام عليكم

أعتذر جدا على التأخير

و يتوجب عليكم قبول عذري..


لا تعرفون كم عانيت في كتابة هذا الفصل
و رغم ذلك لا أجد فيه تلك المهارة ...ح2

طبعا، هذا البارت يعد تعريف مفصل عن الشخصيات

لأني حاولت زيادة الوصف فلم يتسنى لي وضع أحداث أكثر...هههههه

و أيضا، قد تشعرون بالملل لأني جعلت كل مقطع مترتب على مستقبله تقريبا

إن وجدتم إنه ليس بالأسلوب المفيد أخبرني لأجعله مقاطع كما كانت


و شكرا لمتابعتكم الطيبة


جاري تعديل ألوان الحوار








__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم



التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 03-08-2017 الساعة 03:51 PM
رد مع اقتباس
  #43  
قديم 03-08-2017, 01:07 AM
 
هاي سنباي

كنت أريد ان اقول (حجز) لكني لا اعرف كيف افكه

لكن لكِ مني اروع رد غدا، سأنام الآن.
__________________
مهما زاد عنائي
لا يمكن أن أنساك
حتى إن تنساني
باقية لي ذكراك
لأن الروح داخلي
لا زالتْ تهواك


نبع الأنوار ايناس نسمات عطر
رد مع اقتباس
  #44  
قديم 03-08-2017, 06:39 PM
 




سلاام الله عليكم

الفصل المنتظر قد وصل

كيف حالك ورردة عساك طيبة

امم لقد كنت اسكن المنتدى مؤخرا و لم يكن يمضي دقائق الا و انا عند لوحة تحكم حسابي اتفقد اخرمشاركات لعلي اصادف نزول الفصل...

الى الاحداث و كلمات وردة التي احبهاا

البداية من اخر سطور الفصل السابق جيد هكذا لن يضطر القارئ للعودة ليتذكر ما حدث

لهجة اللطف هذه لا تناسبك البتة، لكن العمل..بلا.

هذا ما يعنيه رد الصاع صاعين خ

انا لا اعلم ما اكتب هل استمر بالاقتباس و قول رأيي عن كل ما خط في سطور هذا الفصل ام ماذا؟؟؟



عطلة

هذا عيد الكثيرين من الطلاب

من بينهم انا

انك بروايتك تخاطبينا نحن لذلك اجد نفسي فيها خ...

يوم الاستراحة المطلقة من عبء الأغلبية إلا...

آكلي الكتب


هذه عبارة مميزة !

مثلي، مثلها..و مثله..
ليس هوسا بالعلم، و لا بهندسة أو كيمياء...
بلا..
كيمياء لتركيب أمزجة الحياة...
حياة أخرى تتجلى في سطور خيالية
كالتي تقرأها هينا


وهذه العبارة احببتها جدا ة لم اعرف ما اكتب عقدت لسانى

****

كل الاحداث بدءا من الحوارات الجميلة التيجمعت نوي و هينا"اكثر ما احب في كل الرواية"و مرورا بتلك اللحظات المرحة والمضحكة التي حدثت عند زيارة

هينا لصديقتها وحوارها مع ريك بشأن التهرب من طبخ هيلين حقا احببتها" كادت أن تكون في عالم الخلاص لولا يد ريك الخفية التي أعاقتها بإمساك

قميصها الأصفر: إلى أين صغيرتي ..حتى أنك لم تودعيني.

واجهت عينيه الساخطتان بشكل هزلي لتقول من بين شفتيها المعوجتان: أتركني.

أبدى اعتراضه و هو يرمي بقميصها: لن أدعك تهربين و تجعليني الضحية التي تأكل نصيبك..ذلك ظلم كبير بحقي.
"

مرورا بمحادثه سينكا و ذاك القابع في المكتب الذي يملأه كل ذاك اللون النحاسي خ لا اذكر الوصف لكن اذكر جماله"وصفك كان رائعا جدا شعرت اني هناك.."اظن من كان مع سينكا هو ريك؟؟

و مفاجأة هيلين لخطيبها بالبسكويت"لم اتمنى تجربته ابدا ههه"و تصرف سينكا للخلاص من المشكلة..

و الحريق الذي حدث و تدخل بطلينا لانقاذ الموقف

كل هذا من عملك "احداث نراها كثيرا في روايات لكن بقلمك وردة اشعر كما و لو قرأتها لاول مرة ، هنا تميزك لك اسلوبك الفريد


الذي لا يمل ابدا


كل الفصل جميل لا اعلم عن اي جزء اتكلم

هذه نقاط استوقفاتي لانها نالت اعجابي بحق

بسطت كفها على صدرها ، مدققة على ظله الذي اختفى تاركا أثر كلماته...هو يكشفها...يعرفها.. يذكرها...أنها ليست كما تدعي...

هذا النوي لم يفعل ذلك

ههه ليس هذا ما اريد ايصاله بك اسلوبك الذي استخدمته للتعبير ام كلماتك لا اعلم هاااا اهرب من الموضوع ام ماذا >.<3

حسنا ديو غير قادرة على ايصال ما تشعر به . سطر جديد

ونالت استحساني و اعجابي ايضا

جمال يتسنى لك استشعاره
في حب يتغلغل بين أنفاس طهي طاه همه رضاك...
الكثير يقول لم المرأة تطهو و الرجل يأكل ..
و الإجابة سهلة عيانا..و يسيرة الفهم عنوانا
المرأة تحب المشقة لرضا حبيبها و الرجل يهوى شم أنفاسها لأجله و لو في طبق...
ليست معادلة رياضية ، بل حياة عادية و مهما تغيرت المعايير الظاهرية، عند الفقدان سيتجلى هذا العنوان ...
لكن...لكل قاعدة شواذ...
و هذا ما يعتقده سينكا أكثر من أي شيئ اللحظة ، لايعرف ...أيندم و يعتذر لكبرياءه ...
أم يعتذر لمعدته التي يشعر بالأسى نحوها...

انك حقا فتاة حكيمة وردة هذا كلام جميل جمل يجسد الواقع الجميل
باختصار اقول
لن اتوقف ان استمررت في الاقتساس..
ديو تشعر بانها هزمت
الى لقاء وردة
اسفة لان الرد ليس بمقام الفصل و ليس بقدر ذاك الحماس
الفصل بطريقة الترتيب جيد اظن لا داعي للعودة للاسلوب القديم..\الاحداث جمال السرد وتلك الجمل الرائعة تغني ..\ لم الحظ اخطاء كثيرة..\تعبك مقدر ، شكرا لاحلى فصل يا احلى وردة
اتحرق شوقا للقادم
دمت بود
__________________


اريقاتو وسام سنباي



وَإِذَا سَئِمْتَ مِنَ (الوُجُودِ) لِبُرْهَةٍ ** فَـاجْـعَـلْ مِنَ (الْــوَاوِ) الْكَئِـيبَةِ (سِيـنَـا)


وَإِذَا تَــعِبْتَ مِنَ (الصُّـــعُودِ) لِقِــمَّةٍ ** فَـاجْـعَـلْ مِنَ (الْعَيـنِ) الْبَئِيسَةِ (مِــيـمَا)





صلوا على النبي

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 05-05-2017 الساعة 11:54 AM
رد مع اقتباس
  #45  
قديم 03-09-2017, 11:05 AM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lazary مشاهدة المشاركة
هاي سنباي

كنت أريد ان اقول (حجز) لكني لا اعرف كيف افكه

لكن لكِ مني اروع رد غدا، سأنام الآن.
هايات غلا

هههههه

يظهر لك زر مكتوب عليه تعديل
لمدة أربع و عشرين ساعة

اضغطي عليه ...

هالمرة مرة الساعات..لكن استفيد من المعلومة
lazary likes this.
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حلل شخصيتك من تاريخ ميلادك وأعرف أسرارها جنة الرحمان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 02-02-2015 10:47 PM
وحدتي..وما ادراك ما وحدتي كي ميناكو شعر و قصائد 25 08-04-2014 11:54 PM
الرجاء من متبعي افلام الكرتون الدخول عندي(( سؤال )) لمسة حزن أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 36 04-13-2013 06:12 PM
*¤®§(*§ تتسارع دقات قلبي السعيدة لتبعد الحزن عن قلبك ولننشر الامل في كل ابتسامة §*)§®¤* كلمات انثى صور أنمي 4 03-06-2013 08:30 PM
لكل وحده تعاني من حبوب مزمنه أو بعد الحف أتبعي طريقتي و ما رأتشوفين ولا حبه أنشاء الله عيود حواء ~ 13 05-18-2008 02:23 PM


الساعة الآن 11:59 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011