عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree460Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 9 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #96  
قديم 12-06-2017, 12:45 PM
 



سلام عليكم

كيف حالك اصليهان؟

أنجزت إنجازا يشكر عليه في مدَّةٍ استثنائية

احسنتِ

تشاز حقا شخص مميز ببلاهته.

لكن لم أظن بتاتا ان له ماضٍ حزين

موت والديه بذات اليوم

لنرىاول شخصٍ لقيه ديف ، إنه شخص لا اعرف كيف اصفه
من غرائب الدهر ، كيف يحبس لألف عام !!!

اضفت نقطة يجب تفسيرها حقا فضائي1

و شهر نوفمبر ، حيث وصفت به الحدث المأساوي
حقا حال تشاز حينها احزنني ، ذلك الفراث اي لم يستطع به
حتى وداع امه ...

طبعا لنعد لحيث ملاحظته و تشبيهه والدته بالوردة الذابلة
كان منظرا مؤثرا و لكن ليتها لم تعده ...هذه الوعود تحطم الشخص الذي ينتظر تحقيقه


ارأيتي تأثري...هههههههه

لنرى ، شرط الخروج هو التعامل مع بيتهوفن ..!

لن انسى كيف اتيتي باللغز السابق أيضا

تعرفين، شعرت ان بيتهوفن ألقى لعنة ما
على نشاز المسكين ليفشل في تلك النوتة مادام لا يعزف بشغف




و اما هو ، أظن ذهب للبعد كعقاب لفلسفته الزائدة و نرجسيته



آسفة تشاز ...هع5
لكنك شخص يرفع انفه غرورا ..ههههههه


و اما تنسيقك و اسلوبك فهو ممتاز

لكن الاسلوب لنمطك انتي كان يحتاج حرمة و كلمات صارخة أكثر

هذا ما اراه


لكن كل شيئ على ما يرام حقا

و إلى اللقاء
البقرة likes this.
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم


رد مع اقتباس
  #97  
قديم 12-07-2017, 05:03 PM
 
مكاني
البقرة likes this.
رد مع اقتباس
  #98  
قديم 12-09-2017, 06:28 PM
 
اهلا
البارت حلو كثير كالعادة
ذي الرواية صارت مميزة عندي

ذي شخصية تشاز حسيتها بالبداية
شخصية مالها داعي ما يفكر بشي بجدية

و ما عرفت مشكلته !

لكن بدت تتوضح بعضها من حديثه عن الوردة اللي فوق البيانوا الابيض

حبيته صراحة ..طفولته البريئة
و ماضيه الاليم
و بعدين جبتي المفاجأة

بيتهوفن !
كثير تحمست من شفت دخوله
و من ديك اللحظة حسيت ان الموضوع فيه سر ثاني

صراحة عجبتني النهاية و الاسلوب

تسلم الايادي
__________________
رد مع اقتباس
  #99  
قديم 12-13-2017, 10:06 PM
 
السلام عليكم و رحمة الله
كيف حالك اورافيس تشان حب0
اخيرا فصل نوفمبر ي كسولين
انا الاسعد و الاتعس ثم الاسعد بذا القسم
انتظرت سبيريت استبدلت و كتبت اورافيس
تشوقت لأقرأ لاصليهان بقدر شوقي لاقرار لسبسر
لاثرثر بشأن الفصل
تصنيف كوميديا و شخصية نرجسية ما سر ذا الاختيار سبيريت
ذا تشاز او ذي تشاز
شكله بنت .. مناسب للشخصية "عازف"
كون اصليهان تكتب فصل باختيارات شخص اخر و باقل من اسبوعين ذا تحد كبير
احسنتِ اصليهان حب0
و الان الى الاحداث :" class="inlineimg" />
هادئ ذا الوصف المناسب للفصل...
اعترفي انت الكاتبة ؟
توقعت قنبلة مقارنة بشخصيتك خ
لانتقل للحبكة و حول اي فكرة دار الحل...
مكان مظلم و شخص غامض.. قاعة و بيان و بتهوفن و ذكرى وفاة والدته ل "نشي",,
اعجبتني الفكرة صراحة حب7
ثم الى الاجزاء التجسد تصنيف الفصل...
اولا حوار و تخبط في الظلام ... ذا افضل مكان للضياع حيث تكون فاتحا عينيك لوسعهما فطريا
بلا فائدة و تفسر كل شيء خطأ و اهم شيء ان تخطئ تقدير المسافات
جلس جلسة القرفصاء ، و بدأ يقفز كالأرنب ، في نظره تبدو خطة آمنة حتى لا يتعث
ر بشيء فيتهشم وجهه الجميل .
تريث قليلًا ثم أكمل قفزه بمتعة و هو يدندن بعض سطور معزوفته ،
لكن ما لبس أن تقطع صوته و انقلب عدة مرات ليوقف رأسه قدم أحدهم
لا استطيع محو صورته الارنوبية عن مخي و اخترتي الارنب .

ذا الجزء... كلام جميل جدا
- ببساطة أنت تفكر في اللحظة الحالية ، و تتجاهل اللحظات القادمة .
ثم ذا المقطع
- المعذرة ، و لكن هل تقف بقدمك على رأسي ؟!. تنحنح بغرور . +
- دعني على الأقل ألملم كرامتي التي التصقت بالأرض عقب قدمك التي لوثت شعري الجميل
عن اي كرامة تتحدث يا تشاز ...
ذا ذكرني بكلامك ليلة "زرقاء اليمامة"
- سيسكن الذباب فمك يا صاح !.
مؤكد كان فاغرا فاهه ببلاهة .. اوو تشاز كم انت لطيف cute1
باختصار...
ندمت لاني اقتبست و كتبت تعليقات سخيفة جافة
الفصل كوميدي متزن .. غير قابل للقياس من خلال المقاطع انما اجمالا
باختصار الفصل ممتع جدا لليندمج معه و ذا حدث معي
ظهور بتهوفن و لحظة ان امسك تشاز يد ديف و تلمسه لرأسه و انتفاض ديف
كان اظرف جزء ضحكت جدا
ثم قبل ذلك الزهرة و حوار تشاز و والدته.. كان مؤثرا بطريقة غريبة
و عن كون الزهرة مريضة لأن لا اشواك لها.. شيء بريء و عميق في الوقت نفسه حب7
و بالعودة لبتهوفن و الاخران^^
بتهوفن عاد اصم .. كم ذ ا شيء جميل بحيث لا يثرثر تشاز و يخرب حل اللغز ؟....!
ثم ذا
- و ماذا اعتقدتني ؟! تمثال مسحور ؟!.
هل هو جاد خ
ختاما بذا المقطع " أخيرًا سأرى أناس مثلي
. رقص ديف و أسفر عن شخصيته الحقيقية المرحة و لأول مرة
".

ههههههههه اخيرا ظهر كنت اتساءل اهو جانب واحد؟
لكن وددت رؤية ردة فعل غريبة بلهاء لتشاز
ثم بعد جزء الحوار ان حذر ديف تشاز عن تحديد مصيره كان فاغرا فيهه بلحظة
و فجأة شد ع قبضة يده ^^ كان اللقطة قفزت بسرعة ^^
لم اثرثر عن كل شيء لكن ليس عندي الكثير لاقول ^^
عدا المدخل شيء جميل و مخيف شوي
كان محمس كفاية لاتشوق لكل سطر
و تركيبته اللفظية كانت جميلة حب0
فصل ممتع و جميل و و التصنيف اصلا يعتمد على الحوار مع
ابداع الكاتب لصنع مواقف ساخرة
احسنت حقا حب8
+
تمكن باللغة ذا اكثر شيء عجبني بالفصل
و لا خطأ ^^
+
وددت قراءة ردة فعل تشاز اثناء وصوله لنقطة اللقاء
من منظور الكاتب
استمتعت جدا بالفصل و استفدت ^^
اتمنى اقرأ لك مجددا :" class="inlineimg" />
تقبلي مروري و ردي المب جميل ذا
دمت بخير
***
و الان بانتظار اخر فصل
تركض تجهزاساسيات الرد
الى لقاء
__________________


اريقاتو وسام سنباي



وَإِذَا سَئِمْتَ مِنَ (الوُجُودِ) لِبُرْهَةٍ ** فَـاجْـعَـلْ مِنَ (الْــوَاوِ) الْكَئِـيبَةِ (سِيـنَـا)


وَإِذَا تَــعِبْتَ مِنَ (الصُّـــعُودِ) لِقِــمَّةٍ ** فَـاجْـعَـلْ مِنَ (الْعَيـنِ) الْبَئِيسَةِ (مِــيـمَا)





صلوا على النبي
رد مع اقتباس
  #100  
قديم 12-20-2017, 09:18 PM
 


.


[LEFT]







مُبهرة هي حُروفك
كريستال











" ما الحبُّ إلّاَ كذبة"
-ديسمبر ، به قد تجمَّدت المشاعر...و تيَّقظ الجهلُ إثرَ ندم-





عندما تحوطك علائم الظلمات و تستقبلك رايات اليأس من الأيام التي ستلي يومك ...
و عندما تسكن بوادر الكره في عمق مشاعرك ..
لن تفهم أنَّ لشيئ كالحبِّ مفهوماً يصدق صاحبه...
هذا هو ما تعتقده هذه الفتاة التي تتقلب خصلاتها بين الفحمي و البنفسجي بلمعةٍ غريبة ..
و ما جعلها تجلسُ هنا هوَ كرهٌ قد تشبت بها و تغوغل بين أضلاعها ، فلا سبيلَ من الخلاصِ ممّّا هي به ، إلّاَ الإنتقام...
كانت تتنفس بعمق تعدُّ الثواني و الدقائق للقاءَ من سيبلغها هدفها المنشود بكسرِ أنفِ ذلك المغرور الذي حطَّم حياتها و هدَّ سورها...

لا تعلم لمَ أطالَ الغياب على غير عادته ، فممّا عهدته منه أنَّه يجلس على هذا المقعد الزهري يوميّاً بغية التسلّي على هكر الحسابات ...
ظهرُ طيفَ إبتسامةٍ عابر على قسماتها الهادئة لاستذكارها أوّل لقاء ..
تستذكرُ حيثُ سلبها الشرود قدرتها على التفكير و هي تراه يبتسم بخبث متطلعا لما تجهله ...
صاحب الشعر الفاحم المطعم بخصلة مناقضة تماماً، قد أخفى مقلتيه بقبعةٍ مشابهة لشعره و ملابسه الداكنة...
لا تعرف ما جرى له، هل حقا استخدام عالم الانترنت يبهج لهذه الدرجة..!

هناك سر لابد انه هو ماجره للاستمتاع..لكن ليس مهما...
هذا ما لقنته لافينيا نفسها لتعود لمزاولة عملها دون اكتراث.....
لكن بعد ثوان من،مروره بجانبها لم تستطع ان لا تقطب حاجبيها معلنة استنكارها...!

فذا صوته الجهوري يشدها لتلتفت لكلماته الدالة على شغب
صبياني من شاب ناهز العشرين و تصدرها بعمر ليس بقليل.

"اسمع، لقد استطعت استخراج المعلومات من تلك الشركة و قمتُ بهكر صفحتهم.. لا تصدق كم كان ذلك سهلا..."

أشاحت بوجها لتتغاضى رغم أن داخلها حرب... مضت دقائق قضتها في عزلة و صمت تفكر بما رأته إلا أنها انتبهت لنفسها متمتمة
" و لم يهمني ذلك... الكثير مخادعون إن لم يكن الجميع."

فكانت حروفها هي ماشكلته صدمة قديمة قد حُفِرَت حروفها على صخرة الذكريات...

فما علَّمه إياها ليون من حقد قد حكته الروح في لوحةٍ سوداء معتمة

إلاَّ أنَّ تقادير القدر أبلغتها خطأ بعض الظنون ، حيث كان هذا المخادعُ مساعدها في شددها و من استقبل آهاتها بإصغاءٍ يخفّفُ عنها أخطاءَ ما مضى ...

تفحَّصت الساعة التي أمامها ، و قدميها تتحرك من تحتِ ذاك المقعد الذي حملها ببطء...
و من ثمَّ أسدلت جفنيها سامحةً لخيالها بالإبحار لنشوة النصر حين تكمل ما تفكِّرُ به ، و لم تستطع إكمالَ ملامح السعادة تلك مع ظهورِ ما هو غيرَ متوقَّع...!




~





"أصبحنا سبعةً الآن"


هذا أوَّل ما طرأ مسامعها من صوتٍ ألِفَته

ثوانٍ احتاجت بها أن توازن جسدها الذي دخل بدوامةٍ و خرج منها لهذا المكانِ المبهم ، لم تتوقع لقاءَ من كانت تنتظر هنا...؟!
و هو لم يكن بأقلَّ دهشة حيث تشابكت حروفهم الخارجةَ من أفواههم...
"أنت/أنتِ؟!"

تنقلَّت بؤبيها ناظرةً لمن شاركوها هذه المعضلة الغريبة ، لم تفهم ...
أهم مقرَّبون كما يظهر فجأة ، أم أنَّها مخطئة ، لكنَّ أغلب الظن أنَّ لهم علاقة بمن اقتحمت عالمه ...
لذا سارعت ببيان الإعتذار جاهدةً على الحفاظ على مظهرها الودي معهم و إن بدى الإرتباك جليّاً و واضحا

"..هل هذا مقرٌ سريّ أو شيء كهذا؟..لقد فُتِحَت بوجهي بوابة في المكان الذي تجلس فيه عادة!...لذلك..أوه..أنا لم أقصد التطفل عليك أو على جماعتك ، صدّقني هايريت! حصل الأمر هكذا و حسب!.."

طمأنها كما يفعل بالعادة مشيراً لخطأ ما توصلَّت إليه و عينيه تبحثان عن سرَّ توصلهم لهذا المقر أو ما شابه..

" أنتِ لم تفعلي شيئًا يا لافينا, و هذا ليس مقرًا سرّيًا-على ما آمل- لقد وصلنا إلى هُنا تماما بالطريقة نفسها التي وصلتِ بها, ظهرت دوامة مُشعة امتصتنا و رمت بنا في هذا المكان.."


تضاربت مشاعرها بين الخوف من هذا الحدث ، الذي تستفسر داخلها عن مسبِّبه ...و عن سرِّ ما اجتمعوا لأجله...
و الأهم ، ما سيحصل..!


و لم يخفى ذلك و هي تخاطبُ هايريت الشخص الوحيد الذي تحمل بوجوده أنساً مما يجتاحها من اضطراب بين هؤلاء الغرباء
" نحن محبوسون هنا!...كيف سنخرج!! ".

تلقت الإجابة المفتوحة السعة من ذلك القمحي الذي بعثر شعره منهكاً
" هذا ما نُحاول اكتشافه.."

لم تعلم ما يجبُ قوله فالتمَّت معهم تتفرَّس ملامحهم التي قد يطول النظر لها و قد يعينها الحظ للعودة مع هايريت لحيث ينتميان ، و بتلك الجلسة التمست اشتراكاً غريبا و لحظاتٍ قد تميَّزت بذكريات مختلفة عن روتينها اليومي ...
فلكلٍّ بصمة مختلفة في جعلِ هذه الجلسة فريدة من نوعها ...



~



"الحب ليس إلاَّ كذبة"
هذا هو ما تشهد به لحقيقة العالم ، إذاً لم هي تعيش هذه الكذبة و معَ ذات الشخص ..!!


لحظة !
توقفت أمامَ الباب الزجاجي العاكس لتتأكَّد من سلامة شعورها ...


تلمست بكفيها الرقيقتين ضفيرتها التي اعتادت عملها أيَّامَ الدراسة...

ها هي ذات الملامح الهادئة ، ذات الضفيرة الطويلة ...و ذات الإبتسامة الفرحة بلقائه اليوم ...
و ذات الملابس التي تشاركت معها ذكرى هذا اليوم الأليم ...
قطبت حاجبيها معلنةً استنكارها لمعلومة، عودة عبر الزمن...!


رفعت عينيها مؤكدة لنفسها أن لاجدوى من الاستنكار ، فما كتب على هذه اللافتة بلغة الأب التي ورثتها ...اللغة الإنجليزية البريطانية ..

سرعانَ ما تنبهت لنفسها ، أنَّ قدر موت والدها سيكون مؤكداً اليوم...
تركت عنان جسدها ليركض ، تركض و تركض لحيثُ والدها الحبيب ...
يجب أن توقِفَ تلك الخسارة العظمى ...

يجب أن توقف ليون ...!!

تصاعدت أنفاسها المنهكة و هي تقابلُ غضبَ والدها الجامح ...
تقدَّمت نحوه و من مكتبه النيلي الذي اعتاد الجلوس خلفه و قالت له بصوتٍ واطٍ و خجل

" أبي ...اسمعني ، أنا لم أكن أعلمُ شيئاً صدقني ..للتوِّ أرسل لي رسالةً بها أنهى كلَّ شيئ لكونه سيسافر إلى لندن بغرضِ إنهاءِ دراسته..."


أعرضَ الأبُ عن الإجابة ، بينما دخل أخيها و مَن هو مِنَ المفترض أن يكون سند ظهرها و عينيه تقدح شرراً و بياضُ عينيه قد تحوَّلَ إلى الحمرة ...
اقترب منها ليدفعها محفزاً جسدها النحيل على السقوط على أرضِ تلك الغرفة و لسانه صارخ بها مؤنباً

" حمقاء...أنت حمقاء لافينيا..."

اكتفت بذرف الدموع بصمت ، فلا فائدة من الحديث مع رون و هو مشتعلٌ بشعلة الغضب هاته...
ربمَّا هو على حق ، لكن ما ذنبها و هم من وثقوا به ناهيكَ عنها ...
من توقَّع أنَّ ثمرةَ جهودِ والدها ستذهب بيدِ ليونِ القذر ، ذلك الرَّجُل الذي ما كاد يبلغ العشرين من العمر و قد كان العاشقَ الولهانِ لها لعامٍ و نيف ...

كيفَ لها أن تصدِّق ، أنَّها كانت وسيلة لسرقته كلَّ ما لديهم عوضَ نور العين التي لا يقوى الحياة دون ابتسامةِ رضىً و سعادةٍ منها..!!

صوتُ تأوهٍ أنذر قلبيهما بالسوء ليلتفتا لصاحبه،ذاك الذي يشدُّ على قميصه من جانب القلب حتى بانت طياتٌ واضحة ..

أسرع أيون لوالده جاهراً بإسمه و علائم قلقه بادية...
" أبي...هل أنتَ بخير؟!"


~


"ما الحبُّ إلاَّ كذبه"
هذا هو درسٌ قد نقشته ذاكرة اليوم...

تكاتفت خيوط الشمس الذهبية على إيقاظها ، لا تصدِّقُ أنَّها غطَّت بنومٍ عميق على طاولة المقهى الجانبي ..!
هذا ما ظنَّته بدايةَ الأمر لكنَّ الأقمشة الذهبية هذه و الستائر القرمزية قادتها لفهم أنَّها في غرفة جلوسِ منزلها، و هذا اللون الأسود الذي ترتديه علامةُ ما خطَّه خطأها من قدر ...
الجوُّ خانق ، لقد أخذت قيلولةً تهرب بها من واقعها الأليم الذي يحكي فقدانها والدها ...
لا أحدَ يصدِّق أنَّها كانت تجهل بأمور عزيزها الذي طالما أظهر حبُّه اللامتناهي المزعوم ، فبالتأكيد كما يظنُّ أخيها الذي دخل رامياً ثقل جسده بعد إتمام الجنازة ...يظنون أنَّها شريكته التي ستلحقه باليومِِ قبلَ الغد ...!
نظَرَ رون لها شزراً و بدأ بمحادثته التي تسعى لتحطيم كيانها المنهدِّ يأساً و حزناً

" هل رضيتِ..؟
قتلتِ والدكِ بسكتةٍ قلبية من أجل صداقتك بذلك الوغد الطامع بالأموال...هل كانَ والدي سيبخل عليكِ بشيئ؟"

قتلت والدها، أيعلمُ ما يقول هذا الرجل...؟!
إنّهَ أبيها و سرُّ وجودها و يستحيلُ عليها وخزُ كفِّه الحانيةِ بإبرة..!

وقفت بصلابةٍ إثرَ الإنزعاج و أبدت مالديها بوضوحٍ و صوتٍ قد علا برفقةِ اهتزاز الحروف إثرَ ارتجاف جسدها



" ألستَ من تنعتني دوماً بالطفلة غير الناظجة ، لعدم نضجي لم ألحظ دناءته ، لكن ماذا عنك..؟ ألست الشخص الحكيم الذي يعتمد عليه والدي، كيفَ لكما أن تثقا به ...هو من كانَ ماهراً بخداعنا جميعاً، بوجهه البرئ و عشقه المزيف لي و تضحياته لتكن أولويات أبي و شركته أولوياته ..."


بترت حديثها اللامجدي مع أخيها الجالس بلا تعبير سوى الإشمئزازِ منها و شدَّت على كيفها البيضاوين سامحةً للدموعِ الحارَّةِ بالتدفق على وجنتيها المحمرتان...

و بالنهاية ازدادت حمرة وجنتها اليسرى بصفعةٍ رمتها أرضاً و نشيجها يعلوا إثرَ إهانةِ قريبها

" هذا المظهر المؤثر من دنيئةٍ مثلك، لن يردَّ والدي إلي و لن يعيد حياتنا لمجراها..."



~



مسَحت تلك المادة الرطبة من تحت عينيها ، نظَرت لخلوِّ المكان و استمرَّت بأرجحة الأرجوحة الحديدية التي اعتادت مجالستها كلَّ ما ضاقَ صدرُها ...
و بعد حينٍ ابتسمت في وجه ذلك المحيي بكفه بصمت، هيَ متأكِّدة أنَّهُ سيبدأ بالسخرية منها لأخذها هاتفه بدلاً من هاتفها..!
استقامت مقتربةً منه و هي تحكم اغلاق معطفها المتجانس بلونيه الفحمي و الأخضر رغبةً في الوقاية من هذا البرد القارس و قالت له باسطةً كفَّها أمامه

" هذا ما هو لك ، أعِد ما هوَ لي ؟"

بعثَرَ بكفه شعره قبلَ أن يضعَ قبعته المعهودة و يخرج من جيب بنطاله الفاحمِ ما طلبت منه ...
كانت تبتسم عينيها و هي تنظر لوجهه البارد الذي يغيضها أحياناً و يصنع بها مقالبَ سخيفة مرَّةً أخرى ..
و كأنها تنتظر منه قتل الوضع الهادئ بما يثير أعصابها ...
اقترب بدوره منها مهبطاً رأسه بجانب أذنها هامساً بصوته الذي لطالما كان المؤثر في مستمعه


" للأسف، لا شيء مميَّز بهاتفك ."

انطلقت منها صرخةٌ كادت تخرقُ طبلةَ أذنه لولا أنَّهُ تنحى بسرعة فاتحاً مسرى صراخها كما تشاء ، و باتت تعاتبه و هيَ تضرب الأرض المفترشة بكتلةِ الثلوجِ تلك

" كيفَ تجرأ هايريت ..؟! من أذِنَ لك بكسر كلمة الدخول و التجسس علي...!!..."

لوَّحت بيدها بطفولية ألانت ملامحه كالعادة و هي تأمره بحدَّة
" هيا، أعطني إيَّاه ..الآن."

إنطلقت من بين شفتيه ضحكة مكتومة انتهت بقهقةٍ جهور و هو يسلَّمها هاتفها النيلي ، و سرعانما هدأ لينتقل لحديثٍ آخر

" لكن ألا ترين تحديد هذا المكان وسط هذا البرد القارس أمرٌ غير طبيعي؟..."

تحولّت بشاشتها لحزنٍ خلف ابتسامة بهتت و هي تجلسُ متربعةً على الثلج

"هذا الشهر أكثر دفئاً من ذكرياته و من الكذبات التي خرجت من قلوبٍ جمَّدها الطمع..."

لم يظهر تغيُّرٌاً ملحوظاً في قسماتِ وجهه ، إلاَّ أن نبرة حديثه حوت من التفهم ما يريح بالها و من الصدق ما يستحوذ على ثقتها

" أنتِ لم تتلمَّسي قلوباً هي أهم من نفسك لقلبك ..أليس كذلك؟!..كل نظرك كان مصبوب نحو قلبك أنتي فلم تكوني تفهمين من يحادثك و ما خطبه و ما همه....و إن ربح جهلك بقلوبهم ستخدعين، كما خُدعتُ أنا و كما أخدع..."
أكمل و هو يبتعد بخطواته ليبعد عن ناظريها البنفسجيان

" برد هذا الشهر ينتهي بعد أن يخلِّص سماؤه من الهموم و قلبنا من الحقد ..ألا تضنين هذا ..؟..فقط لتتلمسي القلوب من جديد..بعد أن تنتهي ثلوج هذا العام"
~

في المدرسة ...مع ذكرى أخرى ..!

تشوُّشٌ لازمها حقا...
هل هي في أحلامٍ متسلسلة ...
لا فتلك أحداثٌ حاصلة ...!
هي متأكدة فذلك الحق و اليقين ...
انتهت ساعةُ دراسة الفيزياءِ التي لطالما كرهتها ، ثمَّ نهضت تبحثُ عن مفرٍّ من هذه المتاهة ِ التي تكرِّرُ أشجانها دون مراعاة الألمِ الذي يستيقظ من سباتِ التجاهل...

اتخذت لها زاويةً صادة في باحة المدرسة و بدأت ترتب الأمورِ بحثاً عن البداية ِ علَّها تلتمسُ خيطَ النهاية ....
أرخت جفنيها بهدوءٍ تفكِّر بسكينةٍ لتتذكر كلمات هايريت مرَّةً أخرى ، تتلمَّس قلب من..؟؟!!
ليون، ذلك الوغد الحقير لا قلب له ...كيف تتلمس قلب من مات منه القلبُ والضمير...
و هل كانَ يرمي أنَّها أنانية...؟!!
لكن ليون أثبت استحقاقه لها بجدارة ، حتى أصبح المؤتمن على الشركة في غياب والدها و أخيها...
حركت رأسها يمنةً و شمالا لتنفض تلك الأفكار و تركز على الخروج ..
قد يكون سبيله الإنتقام بكسر شوكته أو حتى إنهاء حياته ، و قد يكون هذا المكان فرصةٌ لتحقيق أمنيتها ...
لكن كيف...؟؟!
سمعت مناديةً من الأعلى لتكتشف أنَّها صديقتها التي انتبهت لها من النافذة التي تعلوها ببضعِ سنتيمترات ، شعرت بإنزعاجٍ عابر لقطع خلوتها المهمة ، لكن سرعان ما تداركت نفسها مبتسمة لها

" ماذا تريدين سانيتا؟"

قفزت المعنية للخارج برشاقة، جالسة على مقربةٍ منها لتسأل سؤالاً قد غيَّر منحنى أحداثها

" سوفَ تذهبين لحفلةِ عائلة أوليفر ، أليس كذلك"

ظلَّت تستوعب يومها هذا ، حفل عائلة أوليفر ..شهرُ ديسمبر حيثُ التقت ليون و فارقته ...
عمرها لا يتعدَّى السابعة عشرة ...
أبهذا اليوم ستلتقيه؟!
لكنَّها لا تتذكَّر ما قالته سانيتا توّاً

"سيكونُ كلَّ شيئٍ كأحلامٍ وردية ، لا توقظك منها إلاَّ تعاليمَ القلوب.."

~


دسَّت كفيها في جيبي معطفها مرَّةً أخرى ، و هي تتحاور مع نفسها الحاظرةِ هنا بكيف تجري الأمور خارج يد الزمان و المكان ...

و كيفَ لها أن تبدي اعتذارها لأوَّلِ مرَّة لهذا المتعجرف رقم واحد ..فهو قد تصدَّر المركزَ الأوَّل بجدارة...

أشاحت بوجهها في الجهةِ المقابلة لتخفي حرجها مما تسبَّبت به من متاعب و أظهرت ما أرادت له بينما هو يمشي بخطٍ مستقيمٍ بإستقاةٍٍ تامَّة

" آسفة لجرِّك لهذا ... لم أكن أريد إيقاعك بالمشاكل ."

لم تستطع قراءةَ تعابيره خلف ذلك الوشاح المناقض لملابسه السوداء ، لكنَّ صوته كانَ واضحاً ببرودة لحنٍ تلمَّستها

" لا بأس ، نحنُ في المسيرِ ذاته...لكنَّني لم ألحظ قوة انفعالك هذا قبل اليوم... كانَ ذلك مثيراً للعجب حقاً..."

توقفت خطواتها ليدير رأسه نحوها، لقد عادَ ذلك الشحوب الذي يعكسُ الخوف و الغضب !

فنطق مبدياً سخرية توقظها من شرودها
"لن أحملك ثانية إن أغمي عليكِ."

حكَّت ذقنها بتلبك و تابعته سيراً و بعد صمتٍ دقائق بدأت تفسر له سرَّ ما رأى
" ذلكَ الشخص ، قتل والدي.."

ظلَّ صامتاً لبرودة الموقف ، لكنَّ منظرها المكتئب لم يرق له ..و لم يعلم سبب انزعاجه..!
إلاَّ أنه قطع الصمت

" تقصدين من سكبتِ كأس الشراب فوقَ رأسه ما أن تحدَّث معك ...لقد ظننتُ أنه حبيبك و قد خانك أو كالقصص التكرارية هذه...!"

كانت محافظةً على وتيرةً واحدة من الهدوء و هي تجيبه

" أه، كان حبيبي الخائن الذي سلب والدي ماله و روحه في الوقت ذاته ... و بسببه اتهمني أخي بمعاونته و أعرض عني و أهانني ... لقد أفقدني عائلتي كلِّها بإسم الحب الممقوت "

أكملت بعد ضحكة مسفرة عن السخرية للقدر

" و للحظ ، لقيته بذات الفترة التي خدعنا بها..تتخيل ، بعد مرور ثلاثِ سنواتٍ ألقاهُ في موسكوا...!!"



لم يعلم لمَ أسفر عن بعضِ ما يخبئه لنفسه من حقد قديم ، قد يكون ذلك لدهشته لما سمع من وصفٍ من فتاةٍ منهجها الرقة و مشاعرها العاطفة للحب بكونه ممقوتاً

" لقد ظُلِمتِ بإتهامٍ باطل ..كما حصَل مع والدي...لكن ذلك لا يعني النهاية ، فلا زلتي تتنفسين ..."

عرَّفت نفسها لهذا الغريب من فورها عندما لاحظت تساؤله في توقفه عن الحديث

" لافينيا ، إسمي لافينيا كلارك."



استفسرت منه بدوره
" و أنت..؟!"

ظلَّ صامتاً يحاور نفسه عن صحَّة ما سيقدم عليه ..لكنَّه فضل النطق بالصريح

" هايريت .."

مدَّت يدها لتصافحه بينما حدقتيه تتمركز على ملامحها الهادئة التي صبغتها بمرح

" إذاً ،أشكرك هايريت المخادع."

~

صبيحةُ الموعد الأخير ، ترجَّلت من الحافلة التي أقلَّتها لذلك المتنزه ..
تأكَّدت من سلامة منظرها و خلُّوه من العيوب ، و انحنت لتحرك قدمها بحرية قيدها الحذاء عالي الكعب ذو اللونِ الأزرقِ الباهت...
تمنَّت في سرِّها أن يكون تدريب ليون على كرةِ السلَّةِ قد انتهى ، فدوما ما ينسى الوقتَ بسبب ذاك النادي ...
و اليوم قد تميَّز بوعده لها أن يأخذها للعجلة -London Eye-..
ذلك المكان الذي لطالما عشقته...

و ما طال تفكيرها حيثُ لمحته قد سبقها جالساً تحتَ ظلِّ شجرةٍ ضخمة ..مرتدياً سترةً نيلية تحتها قميصٌ فاحم مع بنطالِ جنزٍ مزرق ...

كانَ منظره مميزاً لها في كلِّ حال فلم يكن بالشيئ المهم التركيز على منظره ، إلاَّ أن منظرها كان يعني الكثير لمن عبَّر عن اعجابه
" تبدين رائعة لاف.."

إبتسمت له بسرورٍ لمديحه الذي استهدف تسريحتها اللولبية مع ثوبها الأبيض المطوَّق بشريطة تماثل الحذاء فشكرته بإنحناءةٍ لبقة ثمَّ قالت
" ما يهمني هو جوهر ليون أكثر من منظره ..."

ضحك ضحكةً بسيطة ثمَّ قال بوجهٍ مازح
" هذا هو المتوقع منكِ، لكن ..هل تظنين أنَّكِ تعرفينَ جوهري ؟.."

شعرت بالبعد تلقائياً و المسافةُ تتسع ..
. ، تتَّسع...
ثم تتسِّع...
حتى يختفي و تظهر تلك البوَّابة ثانيةً ...
بوابةُ تلكَ الغرفة التي خُصِّصت لوالدها المتوفى همّاً ، زفرت زفرة استياءٍ من ضياعها الذي لم يكتب له نهاية حتى اللحظة ثمَّ فتحت الباب بهدوء لترى بأيِّ موقفٍ هي وقعت به!

كانَ والدها نائماً على كرسيه المتحرِّك كالعادة و بيده اليسرى كتابٌ علمي كان مشغولاً بالتبحر. فيه بينما الأخرى مرتميةً جانبه ...
ابتسمت بحزن، لهذا المنظر الذي افتقدته منذ أعوامٍ خلت ...

اقتربت بخطواتٍ راعت هدوئها و حين اقتربت جلست تشمُّ عبيرَ حنانه راكعة لدى قدميه و رأسها في حجره الأبوي الذي انقطع نظيره...
لحظاتٌ و كف والدها قد بسطت فوق رأسها تمسِّد خصلاتها المتطاولة على قسماتها الساكنة لترفع بؤبؤتيها المتوسعتان نحوه بشغف منادية
" أبي!"
أجابها
" لا بأس ، سأفعل ما تريدين و أسجلك بجامعة ليون ذاتها .."

انهمرت دمعة قد غدرتها المشاعر و خاصَّة عيني والدها التركوازيتين تعكسان مدى عدم تقبله الجدي لما قررته لمستقبلها...
انحدارٌ من جامعة راقية لتكن مع من سيطر على كيانها..بخدعة !
بانَ الألم المكبوتُ في صوتها و هي تسعى لإصلاحِ شيئ يصعب إعادته كما كان

" أبي ، لا بأس ..سأذهب لحيث تأمرني ..لا أريد أن أكون مع ليون أبداً..."

قبلةٌ على جبينها الصافي قاطع كلماتها لتسمع ما قال بعدها
" لا يجب أن تكذبي عليَّ الآن .. في العام القادم ستكونين معه كما أردتي."

تمسكَّت بكفه بكلتا يديها و كأنَّها ترجوا منه ما يخلِّصها من عذابٍ لم ينقطع منذ رحيله
" لمَ أبي لا تجبرني ... أنا مغفلة و لا أفهم الكثير مما يكون بصالحي ..."

لمحت تبسمَّ حدقتيه اللتان انعكست هي بهما قبل أن ينهض مبتعداً عنها خطواتٍ عدَّة
" هكذا أنا أعلمك ... أنَّ أحلام أبنائنا و ما يريدون هو الأهم لنا نحن الآباء .. فنحنُ عشنا لأجلِ أفراحهم و أتراحهم منذ ولدوا ، و نأملُ دوماً أن يسيرون مسرى سعادتهم ..."

~

لقد فهمت الآن ...
ما كان يقصد هايريت ..
لم يكن يقصد ليون فقط ...
كان يقصد الجميع ، والدها ...أخيها ... و حتى ...
القدر...


~



ستنحني الآهات راكعةً لما توصَّلت له ، فقد فهمت ما كان يقصد هايريت بجملته تلك....
هي لم تتلمَّس أوجاع قلب والدها ، و لا أخيها ... و لم تتلمَّس خيانة ليون لنفسه قبلها هيَ...
فقد خان إنسانيته و ضميره ...

و ما زالت مستمرَّةً على تلك الغفلة عن النظر لقلب غيرها ممَّن يتعرَّض لما تعرَّضت له من خديعةٍ ماكرة

لقد هربت من خيارها و هربت من غضبها لأجلَ نفسها ، و الآن عاودتها رغبة الإنتقام لأجل نفسها أيضا ...


و غيرها ما زالَ غير مرئي لها ..!


هذا المكان الغريب ، ذكَّرها بغرابةِ من كانت تنظر قبل المجيئ ...
قد تعدّى قوانين الطاعة للزمان، و المكان ..و بتخلّلَ اللامعقول كلَّ ما يصدر ، ترى منه عينَ العقل ...!

جلست في زاوية الزقاقِ الذي لم يكن به منفذ للهروب من ذلك الملاحق ، آملَةً ظهور هايريت كما فعل مسبقا ً...لاعنةً حظَّها العاثر بعده لكونه سبب كونها في هذا المأزق ...
هي كانت تود إسداءَ خدمة لا غير ...
لكن ذلك السارق هايريت أدخلها لعبةً خطيرة بتظاهره سيوصل أمانة لصاحبها و هي سترافقه لإبعادِ شكوك الشرطة..!

هي حمقاء حقاًّ، فمنذ متى كان هايريت يهتم بإعادة الأماناتِ لأهلها..، فقط لو لم يساعدها و لم تعرض عليه رد الدَّين، لكانت في شقتها جالسة تشاهد فلمها الدرامي بأمان عوض هذا الأكشن...

أخرجت زفرة قلق مرّاتٍ عدة و اطلقت لأنفاسها عنان الشهيق و الزفير بإرتباك و هي تضمُّ نفسها جالسة ...

باغتتها التفكير بهايريت مرَّةً أخرى ...
لِمَ هو دائمُ المساعدة لها ، رغمَ أنَّ قانونه اللا اكتراث إلا لهدفه بالتلاعب لمجهولٍ لم تعرف عنه شيئاً...بل تجزم أنَّ سر تواجده في ذلك المكان الذي لمهما بعشرةٍ اخرين كان للمجهول هذا ...

سبب كلِّ تماديه على القوانين و كرهه لأصحابها..

ليس هيَ و مهووس التهكير المحطم للأعصابِ فقط ...

بل جميعهم ، مع اختلاف طُرُقهم لكنهم قد جمعوا لحلِّ معضلةٍ من معضلات القدر ...
ربمَّا سبيل الخروج من هذا المكان هوَ تلمُّس قلب ما هوَ أهم ...!

إنَّه القدر ...
ذلك الذي جمعهم بغية إصلاح قلوبهم ، هي لابدَّ أن ترى جوانب الأيام في حياتها عوض التفكير بأمرٍ واحد ...

و الأمر الأول تنفيذ انتقامها بنظرةٍ تسع الجميع...
و من ثمََّ الخضوع أمام الواقع الذي فهمته توّاً...
فقط، لتتقدَّم قدما و تمضي ...

اشتعل ذلك الضياء مشتقاً من ذلك الحائط الذي انتهت له ، نظرت لخلفها و من ثمَّ سمعت صوت هايريت الذي أمرها بالخروج فعبرت تلك البوابة منتظرةً بأمل أن يكون المخرج من هذه الشبكة العنكبوتية التي يصعب فهمها...

لتتعدَّ الشهر و العام معاً ، بإنتظار ازدهار زهرة عطَّرتها خياراتٌ جديدة...


~

ارتمى جسدها النحيل على الأرضِ الإسفلتية بقوَّة فشعرت بجرحٍ قد أسال الدم من ركبتها ...
لكنَّها لم تهتم أو تكترث ، فذي هي في مكانها ...
هذا المكان الذي ودع جسدها و روحها معا قبل مدة تجهلها ... ربما ساعات ، و ربما اشهر متفرقة و ربما اعوام متسابقة متلاحقة ...
لا يهم حقاًّ مادامت هي هنا ...
شعرت بهزة خفيفة لتخرج هاتفها الذي كان معها طوال الوقت في جيب بنطالها الجنز ذو اللون الرمادي...
خطر ببالها أن تتصِّل بمن كان معينها حتى في غيابه لكنَّها سرعان ما عدلت عن الفكرة لكونها خيرُ من يعلم ...

أنَّ يومه كان حافلاً و مُنهكاً...للغاية..
و بالتأكيد، هايريت الذي تعرفه..سيتخطى مغامرته بنجاح باهر ...
فلا داعي للقلق


~


نصبت عينيها على الجالِسِ أمامها و ظهره المحني هو الذي يستقبل تواجدها ...
كانت تعلم أنَّ هذا اليوم مختلف جذرياً لكليهما و هي لديها الكثير لتقوله له ، بدايةً بالشكر على ما قدَّمه لها ...

خطواتها كانت تمضي نحوه بينما ذاكرتها تمضي للوراء ...
لحيثُ أوَّلِ لقاء ، و لحيث ساعدها لأوَّل مرَّة...
حينَ جالسها أوَّل مرة و هي نائمة هنا فقط ليسخر من وضوحها في مراقبته ، و حين انبلجت ضحكةً جهورية من قسماته الباردة ..

و قبل خطوَةٍ من الوصول تكلَّم هو دون أن ينظر لخلفه

" و لِمَ كنتي تنتظرينني لافينيا؟"

جلست على المقعد الخشبي الذي لمَّ شملهما العديدَ من المرَّات ممتعضة من استقباله الرائع

" لازلتَ جافَّ الطبع "

أشارت لحاسوبه المحمول الذي قابله ككلِّ يوم
"ظننتك ستكفَّ عن هذا بعد درس الأمس."

إبتسم بسخرية
" هل تودين أن أتوقف عن تسليتي الوحيدة؟"

أجابته و هي تتخطى نظرته المتمعنة في قسماتها بالتركيز على شاشة حاسوبه

" بل العكس ، لدي طلبٌ خاص بتهكير حساب ليون و سرقة امواله و من ثمَّ ردَّها بشكلٍ غير قانوني و الإبلاغ عنه .. "


ظلَّ يحدِّقُ فيها مطوّّلاً يستوعب طلبها الغير قانوني و من ثمَّ كسر صمته بضحكة خفيفة
" هكذا بدأتِ تعجبينني ...لكن للأسف منذ الأمس و قد أصبحت رجل قانونٍ محافظ على تهكير ما هو في صالح القانون فقط"
فاجأه اصطباغها بالأحمر لما قال، فهو لم يكن يرمي لشيئ ...!
و ما صدمه أكثر أنَّها أهبطت رأسها تتحدَّث عن قراٍّ بدت منه الشجاعة و بدى منه غرابة
" سأعودُ فترة لبريطانيا هايريت ، لأتحدَّث مع رون بشكلٍ سليم و أفهمه أنّني أتقبَّل خطأي بمقداره لا أكثر ... "

أكملت و هي تحملُ عبرة مزجت المسرة بالألم و الآه في مقلتيها اللتان تنظران له

" أشكرك هايريت، لكلِّ ما قدَّمته لي أشكرك.."

شعرَ بالضعف يتسلل لدواخله و هو يرى انكسارَ نظرتها و يسمع كلماتها التي تزيده عجباً من نفسه...
صحيحٌ أنَّهُ قدَّم نصائحَ كان يرى نفسه أحقَّ بها ، لكن أن يُشكر بهذه الطريقة ...!
طرأت بباله فكرةٌ عبَّرت عنه كلماته المتسائلة
" هل لهذا الشكر علاقة بما مررتِ به بالأمس؟"

أومأت إيجاباً ليستيقظ به الفضول و يسأل بخبث
" و ما الدََّرس الذي استفدته مني إذاً؟"

أرادت الإجابة بوثوق لكنَّها توقفت و أوقفت نفسها عن الإجابة ، فكيف لها أن تقول أنَّهُ علَّمها كيف تتلمَّسَ قلوب الاخرين ..و منها قلبه هو ..؟!
نهضت معتذرة بحجةِ إرهاقٍ إثر تعبها من تواصل العمل منذ الظهيرة ، لكن ذراعه لم تتركها فقد ازداد التشوق لمعرفةِ ما جعل من وجهها مصبغاً بالحمرة ..
" أظن ، لا يسمح لك بالذهاب قبل الإجابة"

أشاحت بوجهها قليلاً ثمَّ قالت بلحنٍ سيطَر عليه و كأنَّها ستحقق له أمنيته المكبوتة منذ لقِيَها

" في الواقع ، لقد قلته لي لكني لم انتبه لمقصودك ، و مررتُ بالكثير لأفهمه..."

نظرت للأفق حيث الشفق قد علا
" تعلَّمتُ منك ، من والدي ..من أخي و من نفسي، أنني يجب أن أنتقم لخير مجتمع و ليس لنفسي ، و أعيش سعيدة لأجلِ والدي و أحبتي و ليس فقط لأجلِ ذاتي ... "

أدارت جسدها نحوه
" و تعلَّمتُ أنَّك ستشتاقُ لي كما أنا سأفعل.."

تمردت على شفتيه شبحُ ابتسامة خلفها ما هو خفي من ارتباكٍ أحسن إخفاءه ، لينهض واقفا عندها
" و ما الذي أوصلكِ لهذا الإستنتاج ؟!"

كان جوابها مدهشاً له بالفعل و هي تضع كفَّها على صدره المحجوب بقميصٍ دخاني الظاهر
" لقد تعلَّمت أن أتلمَّس قلوب الاخرين كما قلت لي يومها، و قد سمحت لي دوما بإختراق حواجز قلبك "

بسط كفَّه فوقَ رأسها كما يفعل بالعادة مع اختلاف المعنى من كلماته الساخرة

"أخيرا عقلك الفارغ فهم شيئا تعبت في إفهامك إياه."
ظهر الغضب عليها جليا لتصرخ بوجهه و بيديها الصغيرتين نسبة له تدفعه بعيداً
" ماذا قلت؟!"

اتسعت ابتسامته حتى بان بياض اسنانه
" غضبك يزيدك جمالاً..هل تعلمينَ هذا ؟.."

~












[/COLOR][/SIZE]
[/CENTER]
[/COLOR]







[/COLOR] النهاية


.


Crystãl, Snow., SaRay and 4 others like this.
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم



التعديل الأخير تم بواسطة Crystãl ; 02-08-2018 الساعة 10:29 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:17 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011