عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree91Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #36  
قديم 02-28-2017, 06:58 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحي لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك
البارت روعه كتير
واتمنى لك المزيد من الابداع والتوفيق
واسفه اذا لم اخبرك باية ملحوظه
لانني لست كاتبه فقط احب قراءة القصص
دمت بخير

  #37  
قديم 02-28-2017, 10:40 PM
 
(4)



الجزء الـرابع ..


هل أتخيل يا ترى أم انه يبدو اكثر هدوءً اليوم ؟ منذ أن عاد وهو يبدو شخص آخر ! هو ليس نسخة ثالثة من كريس اليس كذلك ؟ ما الذي حدث له بحق الإله !
هدوءه هذا يسبب الريبة كثيراً ..!
هذا ما كنت أفكر فيه حتى همس بخفوت : اعتقد بأنني سأتوقف عن سؤالك بشأن الزواج بي ..
ادهشني ما سمعته ولكنني لم امنع نفسي عن الابتسام بثقة وعيناي لا زالتا على التلفاز : من الجيد انك استسلمت أخيراً !
_ لأنك لم تعودي مُخيرة يا شارلوت ..
اسرعت انظر إليه بعدم فهم : هاه ؟ ما الذي تقصده ب..
ولكن لساني قد انعقد عن الحديث حين وجدته يرفع شاشة هاتفه أمامي وفي عينيه نظرة عميقة خبيثة بكل معنى للكلمة !
اتسعت عيناي بدهشة : ما هذا بحق الإله !! متى حدث هذا ؟
انفرجت زاوية فمه بسخرية وهو يطرف بعينه ببطء وكأنه يترقب ردة فعلي راغبا في التمعن والتركيز في كل حركة قد تبذر مني !
ارتجفت شفتاي هامسة وانا أركز في الصورة : أخبرني ما هذا !!
_ اليس الأمر واضحاً ؟
متى تم التقاط صورة كهذه ؟! إنها صورة لي وانا نائمة بعمق وهو أيضا نائم بجانبي !! لا أذكر بأنه قد ..
مهلاً !
في الصورة يوجد بعض أثار مساحيق التجميل ، هذه الصورة التقطها في الأمس بلا شك ! أو ربما اليوم في الصباح الباكر
قبل ان استيقظ ويحظر جيمي !!
في الصورة أبدو نائمة بعمق على جانبي الأيمن ، ووجهه مقابلا لي ويبدو نائماً !
فهمت ..
هو لم يكن نائما بل مجرد تظاهر وحسب !
نظرتُ إليه متمالكة نفسي وتساءلت بهدوء ظاهري : ما معنى هذا ؟
رفع كتفيه وهو يخفض الهاتف : انت صعبة يا شارلوت .. سألتك مرارا وتكرارا ولكنني مجبر على تجاهل رأيك الآن ..
_ ماذا تقصد ؟ هل فعلت هذا لتجبرني على الزواج بك فقط ؟ هل تعتقد بأنني سأتزوج بك لأجل أمر كهذا حقاً ! لا تضحكني ..
قلتها وانا أحاول انتزاع الهاتف من يده ولكنه رفعه يمنعني من أخذه وابتسم هازئاً : لما ردة الفعل هذه إذاً ؟
ثم بدى وكأنه تذكر أمرا واسرع ينزل الهاتف مضيفاً : دعيني أريك أمرا آخر ..
عقدت حاجباي بتوتر حتى شهقت بعدم تصديق : أيها النذل اللئيم ما الذي تظن نفسك فاعل !
متى التقط هذه أيضاً !
من الواضح انني نائمة في غرفتي على السرير ، لقد كانت صورة مشابهة للأولى ولكن المكان مختلف وهذه المرة كنت أستلقي على ظهري لا على جانبي !!
انفجرت بغضب : لقد تجاوزت حدودك كثيراً !
أمال برأسه ببرود : كنت أعلم بأنك ستصيبينني بالصداع والإرهاق لذا اتخذت قراري مسبقاً ..
_ هل خططت لهذا من قبل !
قلتها بعدم استيعاب وحنق فمرر أنامله بين حاجبيه يغمض عينيه بإنزعاج : أخفضي صوتك لئلا يسمعنا جيمي ..
غضبت كثيرا من طلبه ذلك وطريقته التي أبدت لي كم هو منزعج وكأن الصداع أصابه بسببي ولكنني تجاهلت الأمر وقلت بحزم وحذر : ما الذي ستفعله بهذه الصور ؟
_ لا داعي لأجيبك على سؤال كهذا ! أنت تفهمين بلا شك ..
_ أنا حقا لم أفهم شيئاً ، ما الذي تنوي فعله تحديداً !
_ هل لديك أشقاء يا شارلوت ؟
_ لماذا تسأل .. !
ضاقت عينيه وهو ينظر للفراغ بشرود ثم همس بهدوء : دعيني أريك هذه الصورة أيضاً ..
رفع الهاتف أمامي وحينها نظرت إلى الشاشة بتركيز ، ما هذا ؟ ما الذي يحدث هنا !!
لماذا هذه الصورة أيضاً ؟!
سحقا له كيف فعل هذا ! ، في هذه الصورة أنا أبتسم وهو يحيط كتفاي بذراعه .
متى كان هذا ؟
متى وقفت بجانبه وابتسمت هكذا !
آ .. آه ! تذكرت .. كان هذا حين فتحت الباب لتلك المرأة .. ماذا كان اسمها ؟ أماندا !!
شعرت بالسخط والقيت بالوسادة الصغيرة على الأرض محاولة انتزاع الهاتف بغضب وهو يبعده عني ..
حاولت مرارا وتكرارا لأعترض بإنزعاج : توقف عن هذه الحركات الصبيانية واعطني الهاتف بسرعة أو اسرع بحذف
هذه الصور يا كريس !
_ أتذكر جيداً ان سمعتك تهمك كثيراً ..
توقفت في مكاني ويداي في الهواء هامسة : سمعتي !
استوعبت بدهشة : هل تلمح إلى وظيفتي وتخصصي ؟!
حين ابتسم بمكر قلتُ بغيض : أيها النذل ..
لوى شفته وهو يدخل الهاتف في جيب بنطاله ورفع يده لينزل كلتا يداي محدقا إلي بتركيز ..
اجبرني على الجلوس مجدداً وهو يجذب يدي ، ظل ممسكاً بها واخفض عيناه العسليتان نحوها : شارلوت .. استسلمي لأرى الخاتم الذي يزين إصبعك لثلاثة أشهر فقط ..
ما هذا !
كلماته هذه ..
جعلتني أشعر بالارتباك الشديد ! إما أنه يتعمد إحراجي أو .. أنني بالغت في ردة فعلي !!
مع أنها جملة متسلطة نوعا ما ولكنني أيضا أشعر ببعض الاحراج !
انتزعت يدي فوراً دون أن أنظر إليه هامسة : لست كباقي النساء اللواتي كنت تمرح معهن لذا لا تتبع أسلوبك هذا مرة أخرى .. وبالنسبة لما قلته للتو .. لا رغبة لدي في قبول عرضك ولكنني أيضا لن أتجاهل تلك الصور لذا امسحها وحسب
سمعته يتنهد بعمق وشعرت به وقف فنظرت إليه بطرف عيني لأراه قد ابتعد عن الأريكة ووقف في منتصف الغرفة لأواجه ظهره ، عقدت حاجباي اترقب أي كلمة قد يقولها والتوتر لا زال يجتاحني ..
اخفضت ناظري مجددا إلى يدي لألمسها بيدي الأخرى محاولة التخفيف من اضطرابي الذي بدأ يزعجني أكثر ..
ثم رفعت رأسي أنظر إليه ، الغرفة مظلمة ولا ينيرها سوى اضاءة التلفاز والمطبخ التحضيري فقط ، فالمطبخ التحضيري يقع مباشرة بالقرب من باب الشقة ومقابله غرفة الجلوس التي باتت ذات هواء ثقيل علي بسبب كثرة الأحداث التعيسة المزعجة فيها ..
لمحته يبعثر شعره حتى استقرت يده خلف عنقه وسمعته يقول بنبرة جافة ادهشتني : سأمهلك فرصة أخيرة ..
ثم استدار نحوي واقترب بوجه جامد حتى وصل إلي وانحنى ليضح يده اليمنى على الأريكة بجانبي وقال بجدية يجوبها تحذير صريح : دعك من أمر الصور .. أمر سخيف كهذا هو لا شيء بالنسبة لما يمكنني فعله .. أنصحك بالتوقف عن الاعتراض حتى لا أدخل شيئاً أهم من سمعتك إلى اللائحة .. حينها لن يكون هناك مجالا للتراجع ، عندما اتخذ خطوة فلن أعود للخلف يا شارلوت .. استفزازي أكثر لن يكون لصالحك ..
تبادلنا النظرات بصمت ، كان ينظر إلي بثبات غريب بينما حدقت إليه بعيناي الخضراوان الحذرتان والمرتابتان حتى استقام واضعا يده في جيبه وقال متجها للغرفة : سأنتظر إجابتك الأخيرة عند الثامنة صباحاً ..
ولكنه وقف والتفت نحوي مبتسما : غدا سأزيح الستار تماماً .. فلقد أرهقني التظاهر طوال الوقت ..
القى بجملته الغامضة تلك واكمل طريقه للغرفة !
بقيت في مكاني جالسة في غرفة الجلوس استرجع كل ما حدث وافكر بصمت ..
سأكون كاذبة لو قلت بأنني لست خائفة ..
تهديده ذلك .. ما الذي من المفترض ان يعنيه !
ما الشيء المهم بالنسبة والذي قد يقوم باستغلاله ؟ لا .. بل كيف سيعلم بالأشياء المهمة عندي !
شعوري بالارتياب نحوه يزداد في كل دقيقة !
شخصيته ..
إنها تتغير يوما بعد يوم !
لم يكن هكذا في البداية إطلاقاً ! لقد كان كثير الضحك والتبسم ، والآن بات مختلفاً تماماً ولا ادري لماذا ! إن كانت تلك هي شخصيته فلا يجدر بأمر كالزواج أن يغيره هكذا .. غير منطقي أبداً ..! ما السبب إذاً ؟
زميت شفتاي بقوة اعاود النظر إلى يدي ..
" شارلوت .. استسلمي لأرى الخاتم الذي يزين إصبعك لثلاثة أشهر فقط .. "
لم يكن من المفترض ان أشعر بالإحراج حينها .. لم يكن يقصد حتى التفوه بكلمات معسولة .. بل كان يحاول ان يقول بطريقة ما أنني لست مخيرة في الرفض أو الموافقة ..
ضربت جبيني بغيض من نفسي ..
بينما هو يقوم بتهديدي أشعر في المقابل بالإحراج كالمغفلة ..
ولكن ..
فليكن ! لست تلك الفتاة التي سترضخ لتهديداته تلك ، سأجد حلاً لموضوع الصور ، حتى لو اضطررت لسرقة هاتفه ومسحها بنفسي ! وكأنني سأشعره بخوفي منه .. هه !
القيت بكل شيء خلف ظهري فلقد اغلقت التلفاز وكل شيء واتجهت لغرفتي لأنام ، علي الاستيقاظ قبل الثامنة حتى أكون جاهزة للمقابلة ..
في الصباح ، كنت أتناول الفطور على الطاولة الموجودة في المطبخ ، المكان مريحاً جداً بتوزع أشعة الشمس القوية والدافئة في غرفة الجلوس والمطبخ ، والتي كان مصدرها الشرفة المفتوحة على أقصاها وستائرها التي رفعتها مسبقاً ، كان التلفاز مفتوحاً بصوت منخفض على إحدى قنوات الرسوم المتحركة إذ كان جيمي يشاهدها ريثما اعد الفطور ..
إنه يجلس أمامي وبجانبه والده ،لقد اعددت الفطور قبل نصف ساعة وكم أدهشني استيقاظ جيمي مبكراً عند السابعة !
يبدو انه يتبع نظام محدد ، ينام عند التاسعة ويستيقظ عند السابعة تقريباً ..
لقد ارتديت ملابسي مسبقا حتى اغادر فوراً بعد انتهائي من الفطور ، لم أفكر كثيرا فيما علي ارتدائه فلا يوجد الكثير من الملابس لدي هنا ، لذا انتهى الأمر بي مرتدية بنطال جينز ، والقميص الأبيض ذو الرقبة العالية وفوقه سترة بنية ..
كما انني رفعت شعري الطويل متحاشية ان تتناثر الخصل المتمردة كالعادة ، يجب ان أكون رسمية في مظهري حتى لا يكون الانطباع الأول عني سيئاً ..
كنت غارقة في التفكير بالمقابلة حتى سئمت صمتي وتساءلت مبتسمة : هل الفطور جيد يا جيمي ؟
كان يمضغ الخبز الذي وضعت فيه عجة البيض الخفيفة مع الجبن واسرع يبتلعها مميلاً برأسه بسعادة : نعم ! انا سعيد لأننا نتناول الفطور معاً !
حين قالها لم يكن ينظر إلي فقط ، بل إلى كريس كذلك ..
أعتقد بأن جيمي مستاء لعدم رؤية والده في الأيام الماضية ، لابد وانه اول فطور بعد انقطاع دام لفترة قد ازعجته ..
بالمناسبة انا لم اتحدث مع كريس منذ ان استيقظنا ، هو أيضا لم يبادر بأي كلمة معي ..
ولكنه كان يتصرف بطريقة طبيعية مع جيمي ، ولم تفتني النظرات التي يلقيها علي في كل حين ..
أعلم ..
هو ينتظر إجابتي !
لا يوجد لدي إجابة الآن ، لا يجب ان اشغل رأسي بالتفكير في أمور مختلفة عن العمل ..
العمل وحسب ..
نظرت للساعة في هاتفي لأجدها تشير إلى الثامنة والربع ..
علي أن أسرع حتى لا أتأخر ، لقد بحثت عن عنوان المشفى والحمد لله انه ليس بعيد جداً من هنا .. لو خرجت الآن سأصل قبل الموعد بعشرة دقائق أو أكثر ..
نفضت بقايا حبيبات الخبز عن يدي وأسرعت أقف قائلة : جيمي سوف أخرج الآن ، لدي أمر ما لأقوم به ، قد ابقى في الخارج لساعتين ونصف على الأكثر لذا لن أتأخر ..
ارتفع حاجبيه ولمعت عيناه العسليتان بالحيرة : حسناً .. أمي سأكون بانتظارك لنستمتع معاً .
_ بكل تأكيد يا جيمي أنا لم أنسى ! سنفعل ما يحلو لنا ..
أضفت مبعثرة شعره : كن بانتظاري ..
ابتسم بحماس : بالطبع ..
حينها القيت نظرة سريعة على كريس لأراه ينظر إلي كذلك !! ثوان حتى ابتسم : أكمل فطورك ريثما اوصل والدتك للباب يا جيمي ، انتظرني لثوان فقط ..
_ حسنا يا أبي ..
قطبت حاجباي واوضحت له بعيناي برفضي وانا اسرع للباب بعد ان التقطت حقيبتي من على الأريكة ، فعلمت بأنه قد تبعني بالرغم من ذلك ..
فتحت الباب الذي يطل مباشرة على الشارع ولكن يبعد عن الرصيف بمسافة كافية ، وبجانب الباب هناك باب آخر مشابه تماما فخمنت انه سكن أماندا ، شعرت به خلفي فقلت بغية نزول الدرج : اعلم ما تريده ولكنني لا أستطيع التأخر أكثر لذا ..
ولكنه ادارني نحوه ممسكاً بذراعي ، ظل وجهه هادئاً جاداً وهو يقول : من الجيد انك تعلمين إذاً .. إنني في انتظار كلمتك ..
_ لدي أمر مهم ولا يجب ان اهدر وقتي في الـ..
_ قرارك الأخير .. إنني في انتظار سماعه ..
_ أنت تعلم بقراري مسبقاً ..
طرف بعينه اللتان كانتا تلمعان ببريق أصفر إثر انعكاس اشعة الشمس عليهما وعلى شعره ، ثم تغيرت ملامحه وانفرجت زاوية فمه بسخرية : كان أملي سيخيب لو سمعت موافقتك ..
هاه !
أمله سيخيب .. لو وافقت على ما يريده !!
عقدت حاجباي بعدم فهم : ما الذي تعنيه ؟ ألم تقل بأنه من الأفضل ألا أرفض ؟
_ أين تكمن المتعة في موافقتك فوراً !
أضاف بخبث أخافني : كنت في انتظار مبرر أو حجة مناسبة فقط ، هذا كل شيء يا شارلوت ..
م .. ما الذي يقوله انا لا أفهم شيئاً !! مبرر لماذا تحديداً ؟
لم أشعر بنفسي وانا اظهر النظرة القلقة حتى ابتسم مقربا وجهه ، ليهمس في أذني : لقد ازحت الستار .. لا فكرة لديك كم كان التظاهر على وشك خنقي ..
اتسعت عيناي بارتياب ولم أكد أنظر إلى ملامحه حين ابتعد لأنه استدار ودخل !!
وقفت في مكاني بفم مطبق انظر إلى الدرج بشرود ..
لا أسمع سوى صوت المارة والسيارات خلفي .. والتي بدأ صوتها يختفي جراء تزاحم الأصوات في عقلي ..
أصوات بنبرات مختلفة ، أحدها يحذرني ، يشجعني ، يريبني ، والأخير يقول لي أن أمر سيء قد يحدث !!
رفعت يدي إلى صدري محاولة تهدئة نفسي وانا اتنفس بعمق ..
ما هذا الخوف الذي أشعر به ! ؟
حين تعالى صوت قوي لبوق أحد السيارات اجبر الأصوات الأخرى من حولي على العودة مجدداً إلى حاستي فعدت للواقع وانا ارص بأسناني بقوة واستدير لأنزل الدرج بخطى سريعة ..
لأرفع يدي لأول سيارة أجرة ، ركبتها واعطيته العنوان واسندت ظهري لأريحه وانا أنظر من خلال النافذة بشرود ..
ملامحه وصوته الذي تغير فجأة لا يفارق عقلي ..
يا الهي .. لا يجب أن أفكر به او بما يقوله ، علي ان أكون هادئة وان أحافظ على اتزاني ..
هذا ما واصلت ترديده لنفسي حتى وانا أنزل أخيرا من السيارة التي توقفت امام المشفى الضخم ..
دفعت الأجرة وابتعدت عن السيارة لأقف أمام المدخل أرفع رأسي محدقة إلى المبنى والمكان من حولي ..
ضخم .. ضخم جداً !
الساحة الأمامية المليئة بالزراعة هنا وهناك والطريق الذي يتوسط هذه الزراعة ليكون معبرا للناس والذي كان ذو تصميم رائع انيق جعلني أقف ابتسم بحماس شديد !
على هذا الطريق كان هناك تلك الإضاءات الفخمة التي صُممت بشكل ملفت وكأنها إنارات من شوارع لندن !
وفي كل مسافة معينة يوجد مقعد خشبي طويل مصمم بمساند الحديد السوداء الفخمة ! ليس هذا وحسب فخلال كل مقعدين او ثلاثة يوجد لوحات ارشادية او اعلانية فيما يخص مجال الطب والأطباء والمعلومات الصحية ..
أنا أعلم جيدا ان الخدمات الطبية هنا أكثر من ممتازة ، فوجود المرضى أمامي من مختلف الأعمار ولكل منهم مرافقه من الممرضين اللذين يواصلون التبسم بلطف دليل كافي .. إنهم يلقون اهتماما كافيا للصحة النفسية قبل الجسدية !
اسرعتُ في خطاي والابتسامة لا تفارق ثغري حتى دخلت وبحثت بعيناي عن ركن الإستقبال ..
الردهة واسعة والسقف مرتفع كثيراً ، الأرضية من البلاط اللامع الذي يظهر مدى الإهتمام بالنظافة والبيئة الخارجية لدرجة انعكاس أضواء السقف العالية على الأرض بوضوح ! ، لم تكن الأضواء تقتصر على لون واحد بل أن الإنارات الكبيرة كانت بيضاء بينما الصغيرة ذات لون أصفر ، كثرتها وشدتها جعلتني أشعر ان دخول هذا المشفى ليلا سيكون اشبه بالتحديق إلى مجرة كونية !
اخفضت رأسي بسرعة حين سمعتُ صوت انثوي يسأل أحد الزوار ان كان بحاجة إلى المساعدة ، فاتجهت لهناك واقتربت منها ، جيد .. إنه الاستقبال لذا يمكنني السؤال هنا ، ذهبت إلى الموظفة المجاورة لها وابتسمت قائلة : مرحبا ..
بادلتني الابتسامة فوراً : أهلاً ..
_ أنا طالبة على وشك التخرج ، لقد استلمت ورقة التقييم قبل أيام وفي الأمس تلقيت اتصالا لأجل المقابلة اليوم ..
ارتفع حاجبيها مفكرة : مقابلة لأجل الوظيفة بعد تخرجك مباشرة ؟
_ نعم ..
_ آه نعم ، أتى اليوم الكثير من الطلاب ، اعتقد انهم من دفعتك في الجامعة ايضاً ، اتبعيني سأرشدك إلى الطريق ..
أملت برأسي بتوتر : حسناً ..
كنت اتبعها انظر للمكان حولي ، لأكن صريحة فالعمل في مشفى خاص كهذا أمر مشرف جداً ..
لا أكاد اصدق ان حلمي تحقق أخيراً !
دخلنا إلى المصعد وقامت بالضغط على أحد الأزرار ، لحظات من الانتظار حتى خرجنا ، دلتني على الطريق لأجد انني اتجه إلى جناح كبير وفيه غرفة انتظار أخبرتني ان أدخلها وأجلس حتى تعود إلي بعد دقائق .
حين دخلت تفاجأت بوجود ما يزيد عن التسعة افراد وايقنت انهم من دفعتي ، بل أنهم طلاب يدرسون معي في المحاضرات نفسها ولكنني لا أعرفهم سوى بالمظهر فقط ولا فكرة لدي عن أسمائهم .. كانوا خمسة فتيات وأربع شبان وكل منهم منهمك إما في النظر لهاتفه او قراءة مجلة قد اخذها من على الرف الموجود عند زاوية الحائط .. ومنهم من بدى متوترا بسبب تحريك قدمه وضربها بالأرض بحركة سريعة مما أزعج الجالس بجانبه كما يبدو وهو يلقي عليه نظرات خاطفة سريعة ثم يعاود النظر لهاتفه ..
اكتفيت بالابتسامة واتخذت مكانا لي لأجلس ..
ها قد بدأ التوتر يتسلل إلي مرة أخرى ! لا يجب ان يتضح التوتر والارتباك علي أبداً حتى لا يخيب أملي ..
لذا بدأت استنشق الهواء ببطء وعمق وازفره لأخفف من حدة الجو واضطرابي ..
لحظات حتى عادت تلك الموظفة وهي تنظر إلى ورقة مثبتة بمشك الأوراق على مسند خشبي أنيق بحجم الورقة تقريبا وفي يدها الأخرى قلم وتبدو محتارة ..
وقفت امامي ورفعت عينيها إلي متسائلة : ما اسمك يا آنسة ؟
أجبتها : شارلوت .. شارلوت ماركوس ..
عاودت تحدق إلى الورقة بتركيز ثم همست : هل أنت واثقة انك تلقيت اتصالا في الأمس ؟
ارتخت ملامحي : نعم ! أخبرني أن اكون هنا عند التاسعة ..
_ أعلم ، المقابلة ستبدأ عند التاسعة ، ستبدأ الآن .. ولكنني لا أجد اسمك ! هذا غريب ..
حين انهت جملتها اتى موظف لينادي باسم احد الطلاب الموجودين ليكون أول من يدخل للمقابلة ، خرج الشاب فحولت نظري للموظفة مجددا باستغراب : وما الذي يعنيه هذا ؟
_ لا أدري ولكن .. الأشخاص اللذين تم اختيارهم اسماؤهم موجودة في هذه اللائحة ، دعيني اتحقق من فضلك وسأعود بعد دقائق ..
أملت برأسي بشيء من القلق فغادرت بينما احتضنت حقيبتي انظر للأرض بتوتر أكبر ..
لا سيما وان بعض الطلاب بدئوا ينظرون إلي فشعرت ببعض الاحراج ..
اخرجت هاتفي وحاولت تسلية نفسي حتى عادت الموظفة فأسرعت أقف متسائلة : هل تأكدت بشأن الاتصال ؟ ماذا عن إسمي ؟
زمت شفتيها قليلا ثم ابتسمت بلطف : اتبعيني من فضلك ..
نفذت ما قالته بالفعل لأجد انها تأخذني للخروج من هذه الغرفة لنعود إلى ممر الجناح الذي كنا فيه للتو وحينها قالت بهدوء : آنسة شارلوت لقد تلقيت اتصالا في الأمس بالفعل ولكن .. أعتذر بشأن هذا فيبدو ان إدارة الموارد البشرية ستكتفي بالطلاب التسعة الموجودين مسبقاً ..
اتسعت عيناي الخضراوان : ولكن .. كيف هذا ! لقد ..
_ أنا حقا آسفة .. كان على المتصل ألا يتسرع .. سأرافقك يا آنسة ..
حين قالت هذا وجدت نفسي أقف في مكاني بدهشة ..
سيكتفون بالطلاب التسعة فقط ؟!
ماذا عني ! ولكنه أخبرني في الأمس بانه قد تم ترشيحي .. كيف يحدث هذا فجأة !
غير منطقي ! لا يمكنني الاقتناع بما قالته !
نظرت إليها باستياء : ما زلت لا أستطيع استيعاب الأمر ، لقد اخبرني بالأمر بكل ثقة ! لماذا لا تسألي الشخص نفسه الذي اتصل بي ؟
_ الأوامر يتم فرضها من ادارة الموارد ، ولا بد وانه اتصل بناءً على طلبهم ، ولكن .. حسنا انتهى الأمر بإغلاق المقابلات بعد اختيار التسعة اللذين وُضعت اسماءهم أولا ..
هاه !!
ضاقت عيناي بينما ابتسمت : هل أرافقك ؟
_ لا شكراً .. يمكنني العودة وحدي ..
امالت برأسها باحترام ولطف وغادرت بينما واصلت التحديق إليها حتى اختفت عن ناظري ..
أنا لم أشعر بخيبة الأمل والإحباط يوما بهذا القدر !
لا يمكنني تصديق ما يحدث !
اتصلوا بي في الأمس لأكون جاهزة للمقابلة .. ثم يتم اخباري بأنهم سيكتفون بهؤلاء التسعة ! لماذا لم يخبروني عبر اتصال قبل أن أصل إلى هنا إذاً ؟
تقوست شفتاي دون شعور وانا اعجز عن اخفاء حزني ..
تحركت أخيراً بخطى بطيئة مع رغبتي في البقاء والالحاح في السؤال حتى افهم الأمر فقط !
ولكنني في النهاية وجدت نفسي أدخل المصعد بوجه مستاء وانا شاردة الذهن حتى انني لم انتبه لدخول الكثير من الناس مرارا وتكرارا وكل منهم ينزل في طابق معين ..
لا أدري كم عدد المرات التي توقف فيها المصعد ولكنني اكتفيت من وقوفي أخيرا وخرجت منه في الطابق الأرضي ..
مررت عبر الردهة ونظرت لركن الإستقبال بيأس ..
هل رُفض الأمر ببساطة حقاً ؟ هل هذا كل شيء !
بعد كل ما حدث ؟ المجهود الذي بذلته في الدراسة ، قضائي أغلب الأوقات في الجامعة لمراجعة الدروس ، الركض إلى المحاضرات حتى لا أتأخر ولو لثانية واحدة ! والسهر على الاختبارات وبذل أقصى طاقة في التدريب ..
شعرت بالدموع في عيناي ولكنني تمالكت نفسي بصعوبة ..
وتفاجأت بنفسي أعود للاستقبال إلى تلك الموظفة لأقول بجدية : اريد التحدث مع مدير الموارد البشرية ..
ارتفع حاجبيها : ماذا !!
_ من فضلك !
_ ولكن ..
_ لي الحق في التحدث معه طالما انه قد تم الإتصال بي لأحضر إلى المقابلة ! أنا لن أغادر ببساطة حتى اقتنع بما يحدث لي هنا !
_ يا آنسة لا يجب أن ..
_ لا يجب ان تحددوا موعدا معي ثم يتم الغاءه دون اعلامي فجأة ! أنا لست حمقاء لأصدق أمراً كهذا .. اعطني المدير فوراً لأتحدث معه ، أو لأقابله شخصياً ..
بدت وكأنها ستعترض فأسرعت أقول بحزم : وإلا تصرفت تصرفاً أخر ..
لمعت عينيها ببريق الخوف فأسرعت ترفع السماعة الموجودة أمامها وهي تسترق نظرة للموظفة الزميلة بجانبها ..
وقفت بحزم متجاهلة نظرات الناس اللذين يقفون بجانبي أمام الموظفة الأخرى ، لا يمكنني قبول هذا ببساطة !
ليس وكأنني سأدع الأمر يمر هكذا !
ثوان من حديث الموظفة بصوت خافت حتى قالت : حسنا .. أمرك ..
أغلقت الهاتف ونظرت إلي : آنسة شارلوت .. الإدارة مشغولة حالياً ولا يمكنهم النظر في أمور خارج المقابلات التي يتم تطبيقها حاليا مع الطلاب ، هناك تقييم جماعي للوضع لذا من فضلك انصتي إلى ما قاله المسؤول لي ..
عقدت حاجباي : أنا أنصت ..
_ أخبرني أنه يوجد اكتفاء بعدد الطلاب ولا يوجد فرصة تسمح لجلب المزيد ، ويقدم اعتذارا على ما حدث من اغفال بشأن موضوع تنبيهك بالأمر قبل وصولك إلى هنا ، لذلك قام بتوصية على اسمك في المشفى المقترن للمعهد الطبي للتدريب الذي تتعامل معه جامعتك ..
اتسعت عيناي : هاه ! لا يمكنك ان تكوني جادة ! ما هذا الهراء ؟
نفيت برأسها : هذا كل ما يمكنني قوله ..
زميت شفتاي بقوة وضربت الطاولة بيدي بحزم : هل تعتقدين ان ذكرك لكلمة التوصية سيسعدني ! لا يمكنني قبول هذا السخف ، ان كان المدير مشغولا الآن فسأعود لاحقا بلا شك ..
انهيت جملتي وانا القي عليها بنظرة منزعجة واستدير لأخرج ..
لا أدري كيف ..
ولكن ..
إنني أقف الآن أمام باب الشقة ..
لقد عدت وبدت اللحظات وكأنها دقيقة واحدة ! كيف حدث كل شيء بسرعة ؟ لقد هربت من واقع رفضي او توصيتي لمكان آخر واتيت لهنا بسرعة .
أنا لست غاضبة وإنما أشعر بحزن واحباط شديد !
كل الجهود التي بذلتها للعمل في هذا المشفى ذهبت سُدى .
كيف يمكنني التخلي عن حلمي والحافز الوحيد الذي اتكأت عليه ؟
ما الذي سأقوله لعائلتي التي تنتظر الأخبار السارة ! لا سيما وانني اخبرتهم في الأمس بانه قد تم تحديد موعد المقابلة ..
شعوري بخيبة الأمل سيكون مشابها لخيبتهم .. فلقد ساعدني أبي كثيرا بشأن رسوم الدراسة ، وكان لإيثان دور كبير في تحفيزي أيضاً !
ما الذي سيقوله سام حين يعلم ؟ وما الذي قد تفعله أمي !
أطلقت تنهيدة مستاءة ودخلت الشقة انظر للأرض ..
انا بحاجة للاختلاء بنفسي ..
لا أستطيع احتمال ما جرى اليوم لذا علي تهدئة نفسي واستيعاب الأمور والتفكير بروية ..
بتر حبل أفكاري المحبطة اصطدام رأسي فتأوهت وأسرعت أرفع عيناي ..
لم أنتبه لوجوده !
لا أدري كيف لم الاحظه واصطدمت بصدره هكذا، الاحباط على وشك ان يستحوذني بالكامل ، لم أعلق وانما اشحت بوجهي واكملت طريقي رغبة مني في الدخول للغرفة حتى ..
_ لم تكن التوصية بك للمشفى الآخر أمراً سيئاً إلى هذه الدرجة .. يا لك من جشعة ..
تسمرت في مكاني بدهشة دون ان التفت نحوه ، فأضاف بضحكة ساخرة : هل العمل في مشفى خاص راقي أمر مهم إلى هذه الدرجة ؟؟
هل قال ..
هاه .. !
كيف علم بالأمر !
شعرت به يقترب حتى اسند ذقنه على كتفي هامسا بالقرب من أذني بنبرة ماكرة جافة : كم هو مثير النظر إلى الانكسار العميق الواضح على ملامحك !
اجفلت مبتعدة عنه لأستدير نحوه بذهول ، فابتسم واعتدل ليستقيم ..
هذه الملامح .. هل هي لكريس حقاً ! كيف يكون وجهه بعيدا كل البعد عن المرح المعتاد ، حتى لو كان هدوئه مؤخرا مريبا ولكن .. كان وجهه طبيعي !
كيف تكون له نظرة ماكرة كهذه ! .. ليست ماكرة فقط ، بل قاسية وجامدة !
ثم ما الذي يقوله بحق الإله ؟ كيف علم بما حدث لي ؟! هل عين جواسيسا أم ماذا !
_ كيف اكتشفت الأمر ؟! من أخبرك !
تنهد بملل : من الجيد ان جيمي ذهب للتسوق مع أماندا .. يمكننا الآن الحديث كيفما نشاء !
ترقبت ما سيقوله حتى تحرك مستنداً بمرفقيه على طاولة المطبخ التحضيري مبتسماً : كيف كانت المقابلة ؟
_ انا لم أخبرك بأنني ذاهبة لمقابلة عمل فما أدراك بالأمر !
_ لا يعقل ان يكون هناك ما يُخفى عني بشأنك .. ليس أنتِ يا شارلوت ..
أردف متظاهرا بالاستياء : لقد شكرتك لإزاحة الستار المتعب ، لا تقولي لي بانني مرغم على التظاهر مجدداً !
_ ا .. التظاهر بماذا ! ما حوار الألغاز هذا قل شيئا يمكنني استيعابه فانا لا طاقة لدي تسمح لي باحتمال المزيد !
_ نعم بكل تأكيد .. من الواضح ان الأمر محبط جداً ..
أضاف بجفاء وعيناه تلمعان بالبرود : لقد افتعلت الحرب معي بالرغم من انني خيرتك ، رفضت عرضي واجبرتني على التصرف بطريقة ستزعجك ، بصراحة هي لا تزعجني أنا .. أعترف بأنني انتظرت طويلا لتطلقي لي العنان بالتنفس قليلاً ! الضحك والتبسم طوال الوقت أمامك .. كان شيئا متعبا واستنفذ طاقتي ، لم أتخيل أنه سيرهقني هكذا !
م .. ما الذي !!
ظل يستند على مرفقيه وهو يحدق إلي بجفاءه الغريب حتى تساءل : ماذا ؟
طرفت بعيناي بعدم استيعاب : لماذا .. تتحدث هكذا !
_ وكيف سأتحدث ! إنها طبيعتي التي بسببك اضطررت لطمسها تماما .. ولكن يكفي فأنا أيضا لدي حدودي ..
_ طبيعتك !!
_ دعك مني .. الن تبكي وتصرخي بحزن وتوضحي كم كان الأمر مثيراً للإحباط والاستياء ؟
_ كريس ..
ترقب ما سأقوله فأكملت بهدوء شديد : لو كان لأمر المقابلة شأناً بك .. فانا لن أسامحك ! هل تسخر مني لأنك اتبعت حيلة ما ؟ هل هذا ما قصدته بأنني من اتخذ القرار !!
ابتسم بسخرية وصفق بيديه : واخيراً ..
ثم توقف عن التصفيق ونظر إلي باستغراب : وماذا لو قلت بأنني السبب ؟ ما الذي قد أندم عليه ؟
اتسعت عيناي بدهشة وغضب : غير معقول ! ما الذي فعلته بحق الإله !! هل تعلم بأنني كنت أتوق وانتظر هذا اليوم بشدة ! أخبرني ما الذي قمت به !
لوى شفته بتململ ثم ابتعد عن الطاولة متجها إلي ، راقبته بعيناي حتى انحنى لقامتي واحاط كتفي بذراعه ليقول متظاهرا بالاستياء الساخر بوضوح : حسنا يا شارلوت أنا أيضا معذور فلقد مللت مجاملتك والتظاهر طوال هذه الفترة ! مر أسبوع أو أكثر منذ أن بدأت خطوتي الأولى وحاولت جاهدا اتباع خطى أخرى برفق أكثر مع شابة جميلة مندفعة مثلك ، ولكنك أفسدتِ كل شيء واضطررت لاتباع طرق تغضبك ! ظننتِ بأنه لا شيء في يدي ولكنك تسرعت في الحكم علي .. لذا كوني حكيمة أكثر في اتخاذ قراراتك والتفكير بجدية قبل التصرف ..
ابعدت يده عني بقوة ونظرت إليه بسخط : وضح لي ما تحاول قوله .. ما قصدك بالخطوة الأولى !
اشار إلى ثغره بإصبعه السبابة فظهرت تقطيبه انزعاج وحيرة بين حاجباي حتى استوعبت ما يرمي إليه أخيرا وقلت بغيض شديد : أ .. أيها القذر ! ولماذا تذكرني بهذا الأمر الآن أيها المنحرف عديم المسؤولية !
وضع يده على خصره بلا اكتراث : كانت خطوة أولى للنظر إليك عن كثب وانتظار ردة فعل معينة لا أكثر .. ولكنك هولتِ الموضوع بطريقة مثيرة للسخرية ، والآن حان الوقت لأكون صريحا معك بدلا من المراوغة ..
تغيرت نظراته فجأة وحل مكان اللامبالاة السابقة كره غريب !
لم يكن كره وحسب ، بل أنني رأيته يحدق إلي مطولا وعيناه العسليتان تلمعان ببريق عميق مشمئز أدهشني وهو يقول : لم أكن لأطلب منك الزواج ولن أفعل سوى لسبب واحد فقط .. تذوقي القليل من العذاب يا شارلوت ..
أكمل مقتربا بحقد بصوت خافت : سأذيقك عناء دام لسبعة وعشرون عاماً ، ولكنني سأختصره في ثلاثة أشهر يا شارلوت .

نهاية الجزء الرابع ..


اعلم بأنني تأخرت كثيراً واعتذر على هذا
غدا سيكون من الصعب علي أن أضع الجزء الخامس ولكن الخميس سأكون متفرغة باذن الله
وقررت جعله أطول لأن فيه شخصيات جديدة عديدة
سأستمتع بقراءة توقعاتكم ..
__________________


العالم كما أدركه أنا ، وليس كما هو موجود
  #38  
قديم 02-28-2017, 10:54 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rivy مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحي لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك
البارت روعه كتير
واتمنى لك المزيد من الابداع والتوفيق
واسفه اذا لم اخبرك باية ملحوظه
لانني لست كاتبه فقط احب قراءة القصص
دمت بخير
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أشكرك على دعمك وكلماتك الراقية
لا بأس لدي طالما انك ستشرفيني بردودك
وتتواجدي معي وهذا يكفيني ، دمتي بود ..
__________________


العالم كما أدركه أنا ، وليس كما هو موجود
  #39  
قديم 02-28-2017, 11:10 PM
 
سلام عليكم

أخبارك يالغالية

يب...

تطورت و ارتقيتي جدا في الوصف ...

و المقطع الذي لممت به تعليمات القراء تجلت بوضوح في هذا المقطع الرائع

لمحته يبعثر شعره حتى استقرت يده خلف عنقه وسمعته يقول بنبرة جافة ادهشتني : سأمهلك فرصة أخيرة ..
ثم استدار نحوي واقترب بوجه جامد حتى وصل إلي وانحنى ليضح يده اليمنى على الأريكة بجانبي وقال بجدية يجوبها تحذير صريح : دعك من أمر الصور .. أمر سخيف كهذا هو لا شيء بالنسبة لما يمكنني فعله .. أنصحك بالتوقف عن الاعتراض حتى لا أدخل شيئاً أهم من سمعتك إلى اللائحة .. حينها لن يكون هناك مجالا للتراجع ، عندما اتخذ خطوة فلن أعود للخلف يا شارلوت .. استفزازي أكثر لن يكون لصالحك ..
تبادلنا النظرات بصمت ، كان ينظر إلي بثبات غريب بينما حدقت إليه بعيناي الخضراوان الحذرتان والمرتابتان حتى استقام واضعا يده في جيبه وقال متجها للغرفة : سأنتظر إجابتك الأخيرة عند الثامنة صباحاً ..
ولكنه وقف والتفت نحوي مبتسما : غدا سأزيح الستار تماماً .. فلقد أرهقني التظاهر طوال الوقت ..
القى بجملته الغامضة تلك واكمل طريقه للغرفة !
بقيت في مكاني جالسة في غرفة الجلوس استرجع كل ما حدث وافكر بصمت ..
سأكون كاذبة لو قلت بأنني لست خائفة ..
تهديده ذلك .. ما الذي من المفترض ان يعنيه !
ما الشيء المهم بالنسبة والذي قد يقوم باستغلاله ؟ لا .. بل كيف سيعلم بالأشياء المهمة عندي !
شعوري بالارتياب نحوه يزداد في كل دقيقة !
شخصيته ..
إنها تتغير يوما بعد يوم !


،،،،،،،،

لنترك هذا و نتحدث عن تميز البارت من ناحية الحكاية

لن أكذب عليك لم أدهش لتحول كريس فلقد تصورت إنه ليس كما يظهر. ...

لكني أستغرب مما قاله..يود أن يعذبها ماعاناه طيلة سبعة و عشرون عاما

هذا جنون حقا، و هو مريض نفسي ...هذا ما أراه حاليا.

لكن...

لم أصبح هكذا و لم اختارها هي بالذات...لقد تبين لي أن لقاءهما ليس بمصادفة البتة بل هو عمله...هذا المحتال.. هههههه

ستعاني معه على هذه الطبيعة التي لديه...

حساس، عانى الويلات، و قاسٍ حاليا...لأن من المؤكد أنه سيتغير..ههههه

لا افهم لم اختارها و هذا هو ما يحيرني..هل هناك ما يربطهما...

اظن، لقد اكتفى مما عانى..والده، زوجته...

هما السبب بمقدماتك الخفية

.....

لا توقعات لروايتك التي تذهل كل بارت...

لكني اعرف شيئا واحدا...أن كريس لن يكون الأسوء في نظري...

لأنه ذو معدن غريب عن غيره..

و شارلوت ستكون دواءه بمعاناتها، طيبتها، و انفعالاتها...و بداية ستكون بأمومتها لطفله

......

كريس الغامض كان ضحية في ما سلف كلما فكرت بما يجري في توسع نطاق الافكار....

آسفة ، لا استطيع ان اكون سطحية ...ذلك أثر علم النفس الذي أثر بعقلي....

و إن ظهرت المزيد من الشخصيات سأحللها كهذه...


اح، لحظة فكرت أن كلارا لها الحق في طلاقها....هههههههااااااي

لكن ذلك محال...


أطلت و اسهبت عزيزتي...

و ليس لدي انتقاد ، لكن نصيحة أن تجعلي كل بارتك كالذي نسخته هنا...حب5
Anestazia likes this.
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم



التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 03-01-2017 الساعة 01:49 PM
  #40  
قديم 02-28-2017, 11:52 PM
 
البارت روعه حبيبتي انه متير للاهتمام
بالتوفيق في البارت المقبل
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عـذراً لمـن لآ أعجـبهـم ف مهـآرة ذو الوجـهين لـآ أتقنـها .. =) أُنثَى لا يكررها القدر مواضيع عامة 0 08-30-2012 12:19 AM


الساعة الآن 05:29 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011