03-22-2017, 07:17 PM
|
|
" و ما الظلم إلَّا هفوةٌ و خطيئة و ذنب"
أنا و هو ...
كلينا لم تحظى بنومٍ جيدٍ البارحة بسبب ضيفٍ غير مستساغ للورانس أكثر مني...
رغم إدعاءه أنَّه يتحدث لأجل إخباري كل شيئ و ليبرهن لي أن لا شيئ بينهما ، إلَّا أني أعلم أنه كان يحتاج لإخراج تلك الأحاديث لأجله هو...لذا اتخذت الصمت و أصغيت...لكل التفاصيل التي قالها..
لقاءهما الأوَّل في مكتبةٍ ما...
حديثهما الأوّل حور محور ثقافي...
تحول لقاءهما لحبٍّ كما كان يظن ...
و كل شيءٍ بإختصار حتى كيف هدده والده بالتدخل بفصله عن العمل و طرده من شقته مستغلاً وجاهته التي يصعب معارضتها..
لم يصل وقت الفجر إلّا و أنا أعرفه كما لو التقيته منذُ أعوام، و بعد ذلك..هو هدأ و غطَّ في النوم و كأنَّ أذني كانتا المسكن له، بينما أنا... لم يغمض لي جفن..
يتوجب عليَّ التصرف ، حتى لو كان يعارض قراري بقاطعية...
على الأقل سأبعد هذه النقود المكدسة أمامه عن ناظريه
تم تحظير الإفطار بوضعي طبق البيض المغطى بالجبن الذي علمتُ قبل يومين أنه يعشقه!..بعكسي أنا ..
فأطلقت صوتي أبعثه للمجيئ لأكله: لورانس، الإفطار جاهز.
ظهر لي بمنظره المبعثر ذاك ليجرني لإبتسامة ساخرة هو بادلها بصمت قبل أن يتخذ مكانه بادئا بالأكل : شكراً لك.
جلست أحضر له شطيرة و هو ينظر لي، بدأ أنه مرتاح فعلاً بينما أنا تائهة في مشاعري...أشعر أني أسوء فردٍ في العالم و هو يوجه نظراته الهادئة نحوي...
سلمته الشطيرة و سألته شيئاً نبدأ به أحاديثنا الطفيفة التي اعتدنا على خلقها: قلت لي أنَّكَ رأيتَ رونالد..كيف حصل ذلك؟
لم أشأ إزعاجه، لكنَّ فضولي المكبوت لأيِّ شيء يتعلق برونالد حثني على السؤال و هو تسلم شطيرته شارداً في كيفية الإجابة : حسناً، رونالد...لقد التقيته في حفلة لصديق مشترك بيننا..إسمه نيكولاس.
قطع تشوقي بجملته البسيطة تلك و شرع بالأكل مما دلني على أنه يتهرب ، أخرجت تنهيدةً لمعرفتي سرّ تردده ثم قلت: لا بأس، أنا أردت معرفة كيفية لقاءكما لاغير...لن أزعجك حقاً ببكائي أو تساؤلاتي.
ربما
قد سدَّت شهيته من بدايتي التي صنعتها له، حيث أنه أنزل كفيه ينظر لي بصمت...
كدت أتنازل عن ما قلت لأعيد الأجواء لما كانت عليه بعد رؤيتي تشنجها لكنه سبقني بسرده ذلك اللقاء الغريب..:... ~~~~~~
~~~~~~
تشوقها بأن بنظراتها مما جرني للإفصاح عما تشاء و ليتها لم تسأل...
أنا أخشى من ردة فعلها من ذلك اللقاء الذي ختم حاظري معها بصدفة اقترنت بمزحة..
لقد نسيت شيئاً فعاد يقول لي أنه أغرب ذكرى مررتُ بها...
كان قبل أربعة أشهر..حين لقيته و واجهته
ذلك الرجل الغريب الذي كانت تأتيه السيدات طلباً ًللرقص معه على عكس العادة ، و هو كان يرفض طلبهن ... كنت أنا أشترك مع زميليها و نيكولاس صاحب الحفلة الجلوسِ على طاولة واحدة، و فكتور فضح سره بسخريته
" كاترين ليست هنا لتراك أيها المغفل..خذ راحتك"
سأل نيكولاس عن من هي المدعوة كاترين، بالفعل لم أكن مهتمّاً أو مكترثاً ...
كنت متخذا الصمت أسمع عنها و عن عدم جرأة رونالد على الإعترافِ لها، حتى أنه قال إنه يخطط لشيءٍ ما و فيكتور يحثه بسخرية
"حظا موفقا بعد عامين من التخطيط.."
تشوّق نيكولاس لمعرفة من تكون تلك الفتاة التي تغلبت على كبرياء رونالد صعب المراس على حدِّ ما يقول فصرح برغبته تلك، ليهمَّ فكتور بإخراجِ صورةٍ لها...
مازلت أذكر كيف كانت عيني رونالد المماثلة لعيني كاترين في صفاءها ورقتها تقذف شرار سخطها عليه و هو يبديه في لحنه: من أين لك صورتها هذه فكتور؟
و فكتور أجابه أن لايغضب فكاترينِ لا تعدُّه سوى أخٍ عزيز ، هكذا كان أوّل مرة أرى بها وجه زوجتي!
...كانت أهلا ليؤسر أحدا في شراك حبها و هذا ما قاله نيكولاس و هو يثني على ذوقه...
و لذلك أخذ هاتف فكتور يصرح بإعجابه بها ليغيظ رونالد الذي سلب منه الهاتف ليقول..
" لن تحصل عليها و لو بعدَ موتي.."
كان نيكولاس يتسلى على غضب رونالد الواضح حتى بدأ استفزازه يزداد و قال بإبتسامة تطمح لإخراج رونالد من نطاق هدوءه : بعد موتك بالضبط ،سأستغل الفرصة و أسرقها .
لكنه لم ينجح بل تلقى إهانة مبطنة بإستغلال رونالد حظوري حيث طوق عنقي بذراعه يشير لي: أظن، هذا أنسب خيارا منك عزيزي.
أذكر حينها دهشتي و ذهولي
... ماذا عن هذا المزاح الغريب؟!
نطقت مالدي بتلبكٍ واضح: لا أظن... أنني جيد لها رونالد...
لكنه أشار لي بالصمت : أنت ..أفضل من أولئك المختلاّن على الأقل...
أنهيت ماقلت و نظرت لها ، بريقُ الحزن بعينيها... أن أكون الخيار الآخر الذي رآهُ رونالد و لو بمزحة..!
كأنه يطالبها بالمضي قدماً معي أنا..
حتى إن لم يشأ ، فأنا أريد..أن تخطوا خطاي بحياتي ...
عقلي يردع مشاعري من زجرها عن ذلك الحب الذي انطبع على محياها مذ لقيتها ...
في النهاية لم أجد حلا، سوى سلك خطاها هي..لأكن معها على الأقل..
~~~~~~
~~~~~~
هل ما سمعته...حقيقة؟!
أ للتو سألني الذهاب معه لقبر رونالد؟!
يمزح بالتأكيد...
لورانس ، يود أخذي لقبر رونالد..تهدئة لقلبي أنا..!
قد أتوهم ،لكن... لم يخطئ رونالد بقوله أنه الخيار الأنسب
هو فاق كلَّ تصوراتي...
ليس يتفهمني فقط، بل ينحني خضوعا لمشاعري المتزلزلة..
بربك كاترين، كيف لك أن تعذبي شخصاً مثله...
لم أستطع النفي و لا الإيجاب لذا قلت متجاهلة: بحق، لم أكن أتصور أن تكون مهندساً معمارياً..في نظري هو عملٌ مذهل .
احترم انتقالي هذا و أجاب بمرح : ماذا...أ يجب أن أكون شخصية كسولة كالأغنياء المكتفون بالجلوس على مكتب؟!
ضحكت ضحكة خفيفة لما واتتني من فكرة ثم أفصحت عن سببها: لأكن صريحة مع المنظر الذي لقيتك به لأول مرة...ظننتكَ شحاذ.
ظننتُ أنه سيجاريني الضحك على ما ذكرت، فهو كان منظراً مثاليا للذكر لكنَّه و عكس ما توقعت..ظلَّ يبتسم نحوي بصمت ..
يبدوا أن هناك نقطة لم أفهمها فاستفسرته بإختصار: ماذا هناك؟
لا أعرف من أين يأتي بما يسلبني تعقلي للمكوث بعالمه
فقد عدتُ أبحث عن حروف أجمعها لأجيب ما تلفظ به : ضحكتك..أول مرة أراها.
هو صادق، فمنذ التقيته لم يكن لدي سوى همّاً أشركه به..
و هذا أكبر ظلمٍ وجهته له ~~~~~~
~~~~~~
توجهت فوراً لحيث أرسل لي فريدريك عنوانه، و من حسن حظي أنه استجاب لرشوتي البسيطة بتدريسه على الفور...
ذلك الشقي، لا أظنه يشبه أخاه لورانس بشئ..إستغلالي
و مع ذلك
هو يحمل طيبةً لا يتسم بها أحدٌ غير لورانس بالذات...
وصلت لذلك المنزل الذي يحير العقول من تسميته منزلاً ،ثم ترجلتُ بعد دفعي أجرة السائق...
شعرتُ بإنقباض أتى مصاحبا بالتوتر و التردد مما أنا عازمةٌ عليه، ربما لمعارضة زوجي و ربما لشيئ ينبئني بسوء ما.. أجهله...
تشجعت و طرقت الباب التقليدي ذو المقبض الدائري، و انتظرت دقائق حتى فُتِح من قبل شابٍ أنيقٍ فحمي الشعر كملابسه : في ماذا أخدمك يا آنسة؟
أجبته و كفي تتشبث بحقيبتي و كأنها هي من تمسكني لا أنا: أودُّ التحدث مع الآنسة ماريان.
قال لي بجمود اعتاد عليه كلّ خادم مثله على الأغلب: سيدتي مشغولةٌ حاليا و لا تستقبل أحد.
حسناً، أنا لم آتِ لأعد خاوية اليدين ..
بينت إصراري بقولي: أنا أود محادثتها بأمرٍ ضروري.
تركني أدخل و وجهني لإحدى غرف المنزل الواسعة، كانت بوسع منزل لورانس ككل!
جلست على المقعد الخلفي ذو الزخارف بإشارةٍ منه : سأرى إن كانت تستقبلكِ .
ظللتُ أتمعن في ما يعكس لي حياتها...
إنها تشبه منزل والد لورانس الذي شهدته مرة واحدة عند عودتنا من كولومبيا ، غرف كثيرة ..طوابق لا أعرف لم يجب أن تعدها و خدمٌ منتشرون..
فأنا جالسة أنظر لإحدى الخادمات تقوم بتلميع تحفة أثرية فخارية الصنع...
سمعت صوتها
لأنهض مستعدة للترحيب الذي قد لا يروقني ..
و هي لم تفعل شيئاً يسمى ترحيباً، بل وجهت سؤالها الصريح لي و عيناها توجهان لي تهديداً خفيا : أنتِ..ما الذي أتى بك لمنزلي؟..هل، أضعتِ الطريق؟
حاولت أن أستجمع قواي بأنفاسي قبل أن أجيبها بما لن يرقها: أنتِ من أضعتِ حياة لورانس، ثم أتيتِ لإذلاله بتصرفك الوقح... إن كنتِ غاضبة فذلك خطأئي لأني دخلت حياتكما ، و لا داعي لتعذيبه هكذا... أنا طلبت الطلاق و عندها تستطيعين أن تجدي مكانك ثانيةً.
قهقهتها أحزنتني
هي حتى لم تفكر في ما قلته ، بل سخرت منه...
من هو لورانس لها لتسخر من مشاعره كأنها شيءٌ لا يذكر في جدولة ذهنها
قلت و أنا بدأت أقتنع بصدق حديثه البارحة: ما المضحك؟!
اقتربت مني و هي تحدق بي ، من رأسي لأخمص قدمي و بينت بصراحة ما يشغلها: لا أصدِّق أن فتاة مثلك ، قد تزوجت ذلك الأبله... بحق أنا أعجبت به..لأنه بسيط..دوماً ما يحاول إرضائي ، و لأنه كان يراني فتاته... كنت في نظره، الجميلة و اللطيفة و اللتي رآها ازدهار حياته..كنتُ شيئاً مهماً لديه و هذا ما أحببته...
دفعتني قليلاً و أنا غارقة في ما تقله و مازالت تتفوه به: و أنتِ..لا شيء، فتاة وردت حياته لأجل ديون والدها...لم يعجب بمظهرك و أرى له الحق..و لم يرى بك ما يسره سوى حياة تعقدت بقرار أرضخه به والده.
كنتُ مخطأة...
هذه الفتاة المتعالية لا تناسب من أعرف، و لن أسلمه لها...
و إن كنت لن أعيش معه لن أظلمه ظلماً آخر بالإجتماع معها...
كنتُ أعي سرَّ قرار لورانس الآن، رضاهُ بحياةٍ معي عوض العودة لحبه المزعوم..هي حقاً فتاةٌ استمرت في ظلمه بخدعةٍ كان كالدميةِ بها...
لم أستطع إيقاف نفسي التي أرادت إخراج ما يغيضها فصرختُ بوجهها..لا يهم من تكون فهي حقاً كما قلت: أين لورانس من حديثك ماريان؟...أنت لم تتحدثي عنه بتاتاً... كلّما ترينه هو ذاتك التي خدعته بها... جمالك ، وجودك، خبثك...بينما هو لاشيء..لم يكن شيئاً تأسفين على فقده... من أنتِ ...؟!..
صررتُ على أسناني لأكمل : لست سوى شيطانةٍ استولت على قلبه...
جلست تنظر لأضافرها دون اكتراث لشعلة الغضب المتوهجة أمامها و هذا ما زاد الطين بلَّة..
قالت لي : هل أخبركِ لورانس بالمجيئ و التوسل لعودتي...ذلك المغفل، مازال حبيسي.
أخرجت تلك الصرَّة التي أتيتُ بها و رميتها على الأرض رادةً بذلك اعتبار لورانس و اعتباري معه: أتيتُ لأعيدَ لك هذه، لورانس ليس بحاجة للنظر لها حتى..هو جيدٌ في تدبر أموره..و لأخبرك هو عارض مجيئي و قد أتيتُ خفيةً عنه، إنَّه حتى لا يرغب بسماع صوتك.
غضبها الدفين يتقاطر من عينيها و أنا لا أكترث ، خطوت لأخرج قبل أن تظهر حروف أخيرة أبيت إلا الإفصاح عنها فاستدرت نحوها و أنا أنطقها: نسيت... أن لورانس لا يود طلاقي، على ما يبدوا هو حبيس سجني أنا، أعتذر منكِ لأن فتاةً قبيحةً مثلي قد سرقته منك ملكة زمانك.
وقفت
و ملامحها لا ترسم شيئاً يدرك...
اقتربت مني و الخوف قد غلفني و إبتسامة النصر قد غزتني...
يبدوا أني نجحت في استفزاز أعصابها كما فعلت مع لورانس ، شكرا لنفسي المنتقمة له...
لكني...
لم أحسب حساباً لما فعلته...
~~~~~~
~~~~~~
تلك الرسالة تؤرقني...
ما تقصد ماريان بالهدية التي أرسلتها؟!
ما أن تلقيتها حتى عدت للمنزل، أشعر بالقلق... ليس لدي ما أفقده سواها...
إذا التهديد يحتويها ، ما الذي فعلته ماريان؟!
فتحت الباب بالمفتاح الذي أمتلكه و بدأت أنادي بإسمها علّها تخرج و تريح أعصابي...
كلُّ الأنوار مطفئة و لا أثر لوجودها..لا بالمطبخ و لا غرفة الجلوس و لا حتى غرفة النوم...إذا أين هيَ؟!
بكاء .. لقد سمعت بكاءً خفيفاً!
كاترين تبكي ...
ما الذي يبكيها بخفاء عني ؟
توجهت نحو الصوت الصادر من أقربِ مكان كان لي...
الممر الصغير الرابط بين الغرف ، جالسةٌ تضم نفسها و رأسها بين ذراعيها...
نزلت لمستواها أستفسر سر حالتها التي بدأت تشجيني أكثر من ذي قبل..
من يصدق أنَّ لقاءنا لم يكمل أسبوعيه الأولين؟!
" كاترين ، ما بك..؟!"
لم أسمع غير اعتذارها... ما الذي فعلته بحق الله من خطأ يجر تكرارها هذه الكلمة فقط.."آسفة"
أردت أن أواجه وجهها لأحادثها بشكلٍ قد يهدئها لكنها كانت ترفض إظهار وجهها، و استمرت بإخفاءه بين ركبتيها!
أظن ، هناك ما تخفيه عني ...
لذا رفعت وجهها من شعرها بقوة مضطرا..
لم أستطع الرمش حتى...من هول ما رأيته!!!
آثار أصابعٍ قد خطت على وجنتها، و عينها اليسرى تبعت وجنتها في الإحمرار ..أيُّ يدٍ تلك التي صفعتها..!!
أهذا ما قصدته بالهدية؟!
جسدي يرتعش بشدَّة و صدري مخنوقٌ بعبرته التي تكاد تخرج لأبكي بكاء الثكلى...
ما الذي فعلته كاترين...ما الذي جنته سوى بقاءها قربي و للإصغاء لهمساتِ روحي؟!
بسطت كفي موضعَ ألمها الذي أبدا أثره على ملامحها للحظة و قلت بصوتٍ خافت: ألم أمنعكِ؟..لمَ خالفتني؟
أعادت إهباط رأسها ... متهربة من ناظري اللتان حرقا فؤادي بالنظر لما واجهت...
ياله من ظلم في حقها، لأجلِ شيئ لم تكن تريده...
نطَقَت أخيراً بعد مدة من الصمت الذي كاد يوقف أنفاسي القلقة عليها: أردتُ أن أسلمها سعادتك...ظننتُ أنها تستحق تواجدها معك، لكني كنتُ مخطأة ..إنها لا تستحقك لورانس ... تلك المتعالية لم تكن تستحق يوما معك...هي حتى لم تتحدث عنك ..لم تكن شيئاً يذكر لها..كلُّ همها هو نفسها،ذاتها...حقا، أنا آسفة ...
قطعت جملها المتقطعة بعد أن أوصلت لي ، أن سبب دموعها هو حزنها علي و ليست الحرارة التي أشعلت نيرانها داخلي على وجنتها...
" ليست هناك من تستحقني غيرك أيتها الغبية... و أنا لا أبحث عن سواك.." ~~~~~~
~~~~~~
آاااااااخٍ منه هذا الفتى...ذهنه لا يتسم بشئٍ سوى الفراغ...
صرختُ بوجهه و أنا أضربُ الأرضَ بقوة: فريدريك، هذه المرة العشرون التي أعيد بها صياغة المسألة..من المفترض أنك حفظتها..
رفع بؤبؤيه الخضراوين التي ورثهما من والده: مازالت..غير واضحة أيتها المشوهة.
وجدتُ شخصا لسانه ضعفي لساني لذعاً..أفٍّ منه...
كنتُ في عراكٍ معه حتى دخل علينا لورانس. ملامح الإنزعاج باديةٌ عليه: ما بكما؟!...يكاد السقف يسقط فوق رأسي..ألا تستطيعا المذاكرة بهدوء؟
نظرتُ للآتي معاتبة بدوري و القلم الذي بيدي يتحرك ممتعضا معي: أخيك هذا..أشدُّ حمقاً منك .
أبدى استغرابه: و ما شأني ؟!
جلس على الأريكة ليعلونا بحدودِ شبرين ربما و وجه حديثه الجدي بعيداً عن المرح الذي صنعته: كاترين ، ألا تزالُ الصفعة تؤلمك؟
زفرت زفرة ضيق : منذ الأمس سمعت هذا السؤال مائة مرة...كم مرَّةً يجب علي القول أنَّني بخير ..
"هل ستقولين هذا لوالديك..بخير؟!"
حقا، سؤالٌ وجيه... لقد تحدثت والدتي مع لورانس للذهاب لتناول الغداء معهم حذار تهربي المعتاد منها ...و أنا ،لا أعرف بمَ أجيبها بما جرى لي لأول أيامي خارج منزلهما..
شردت ثوان قليلة تدخل بها فريدريك بخبث: أخبريهم أنَّ أخي قد صفعك بعد أن أعماهُ الغضب.
زجرته من فوري: هي، أيّ أخٍ أنت فريدريك ؟.. هل تظنُّ أني سأعود معه للمنزل لو قلت ذلك؟
نظر لي المقصود تارة و لأخيه أخرى ليقول: أليس ذلك ما ترغبين به كاترين؟
شعرت بإستقرار أنظار لورانس علي، و كأنه ينتظر إجابتي ..هو لم يلتقطها دعابةً ما أو حتى هفوات لسان طفل..
هو يرى ذلك حقّاً لا يغيره سوى تصريحِ لساني
أرخيت جفني و قلتُ للمتحدث بتلك الكلمات و أنا أعبث بشعره المماثل لشعر لورانس: أنت مخطئ، أنا لا أطمح للذهاب دون عودة..
عندها قال لورانس جملته القاطعة: فريد، جهز نفسك..سنوصلك للبيت. ~~~~~~
~~~~~~
شهقةُ تلك الأم لم تخفى و جملةُ سخط الأب لم ترتدع عن البيان و هو يبعد خصلات ابنته ليرى اثراً مستقرا بوجنة ابنته بوضوح: من الذي فعل هذا بك كاترين؟..
رمق لورانس الذي مازال يقف بجانب الباب الخارجي ينتظر ما سيجري له بعد ظهور ما أذهله سابقاً لهما...
و كل شيء كما هو متوقع...
تكفلت زوجته بإدخاله و نطقت الحق لتوضيح ما تلبس بالخطأ لهما ، و هي خير من يعذر أيَّ ردة فعل من والديها الذان لم ينعما بنعمة الأبوة إلا بعد عشرة أعوامٍ من زواجهما...
مرت دقائقُ من البحث حتى قال الأب: إذاً ، أنتِ تواجهينَ مشاكل في منزل لورانس.
أجابت والدها: أبي، لورانس لم يفعل لي شيئاً بل أنا لا أدرك مقدارَ ألمه بما حصل ..هو حتى لم يذق طعم الراحة منذ ليلتين .
رجاء كاترين بتفهم والديها لم يكن ذو أثر فذي الأم تنطق ما ألهب قلب لورانس بعد وضعها فناجين من الشاي الأخضر على الطاولة الذهبية : لا يهم من مَن تتلقين الأذى، المهم هو أن هذا الرجل الذي يجلس جوارك ليس أهلا لبقائكِ قربه .. لو كان كذلك لاستطاع حمايتك عن الأذى..و ليس أن أراكِ عروساً محمرة العين .
كان لورانس يصغي فقط و يسمع دفاع كاترين العقيم على ما يبدوا ، هما يعيدان له حوار كاترين الذي لم يتوقف سوى من يومين...
لقد صرَّح بها والدها مؤكداً: إسمعي، لم نزوجك له لتقنعينا بحسنِ حياتك رغم عدم كونها كذلك...لقد خُدعنا و تنازلنا، هو لم يكن غنيا..و قد ترك عمله و مع ذلك لم نتفوه بحرف معارض..لكن ليس أن نرى أثر صفعةٍ كهذه و هو لا يستطيع فعل شيئ..يجب أن تنفصلا.
هو اكتفى بالتفكير و هي باتت تصارع واقعها، أيطلبون منها تركه...
هي لم تأتِ لتسمع شيئاً كهذا...
فوق كل تلك الهموم...
قد تم تعيين طلاقها!
نهض لورانس، بعدَ أن قال جملته التي آلمت قلبها : سأوقع ورقة طلاقها بعد حفر قبري ، فقد تكفلتم بقصاصٍٍ كامل.
قبر...!
قبر كالذي يقبع به رونالد ، الذي وقفت فوقه مع لورانس بالأمس تلبية لطلبه...
هل يخبرها الآن أنه معرَّضٌ للقدر ذاته!
من أين الصبر يأتيها بسماع ما قال، نهضت لتتبعه بينما والدتها وقفت تردعها: أتركيه و شأنه كاترين.
هي تشعر بدوار يداهمها
لا تكاد تفهم ما يجري حولها، والداها ...أليسا من حثاها على هذا الزواج؟!...
ألم يكن والدها يرتدع عن سماع معارضتها بعد إتمام التوافق و أليست والدتها هي من كانت تهدئها و تمنيها بمستقبل مزهر...؟؟
إذاً لم...كل هذا الظلم في حقها و في حقه...
البعد عنه محال...
تركت مكانها و تبعت الراحل عنها ، لقد خرج دون أن ينظر نحوها حتى...دون أن يطلب رأيها..!
لمَ هو أيضا..يشارك بظلمها!
كان قد وصل سيارته الزرقاء الكاتمة ، لتوقفه هي عن صعودها : لورانس، سآتي معك.
تصرَّف و كأنه لم يسمعها لتشعر بقلبها الذي كاد يقتلع من مكانه، هو ذاهبٌ عنها تابعاً ظنونه ...
صعدت السيارة بسرعة ليرمقها بشزر و كفيه تحكمان قبضتهما على المقود: إنزلي.. مسيرتنا قد انتهت هنا كاترين، بالتفكير بالأمر هذه هي النهاية المحتمة... زواجنا لم يكن سوى عبثاً ، أنتِ لا ترين سوى رونالد بحياتك و هذا من حقك .. و أنا لست مؤهلا لإسعادك بحياتي التي باتت أدنى من حياةِ والديك... لذا...
قاطعته بجملةٍ مازالت تهوى إيقاف نبضها: إن كنت ستحفر قبراً فاليتسع لكلينا أيها الأحمق.
صمت...هدوء...
بقيَ دقائق يفكر بما تجهله هي و هو نزاع فرحه و عقله ، حتى قال:إنزلي و...
قاطعته و هي تضرب النافذة التي قربها: قلتُ لن أفعل لورانس، إنها حياتي أيضا...
بتر انفعالها بجملة اتسمت بالبرود و شفة اتسعت بإبتسامة: لتغلقي باب منزلكم فقط.
"ها!"
~~~~~~
~~~~~~
ما أصعب هذا الفراق ...؟!
خمسة أيامٍ ستمضي لتجثوا على صدري هذه الغصة الخانقة...إلى أيِّ مدى رقى لورانس بعيني و أي مكانةٍ استولاها بقلبي...
أتصوَّر أني جهزت له كل ما يحتاجه في سفرته هذه، أغلقت الحقيبة الفحمية بعد تفحص جيّد و بقيت مكاني أقلب الأفكار في ما سأفعل بغيابه...
هو أخبرني للذهاب لمنزل أهلي لكن، لا أرى نفسي مقبلة على مواجهتهما قريياً ..ليس بعد إعلانهما عن ظلمٍ آخر يتصدر لائحة حياتي ...
أقنعته بمكوثي هنا على شرط مبيتِ أخيه الشقي معي ، و ها أنا ذا أحظر نفسي لوداعه...
فهو قد لُزم بالسفر للذهاب للمجيئ ببضاعة مسلتزمات المنزل...فبعد مراجعة الحسابات..هذا أكثر ربحا و ضماناً ...
أتمنى فعلاً أن ينجح في تجارته التي سيبدأها...
سمعتُ خطواته المقاربة قبل أن يجثوا بقربي : كاترين..وقتُ الذهاب الآن.
نظرت له بحيرة، فماذا أقول في لحظةٍ كهذه ...
لاحظت اعوجاجا في ياقته فعدّلتها بصمت بينما هو تصدى للحديث في هذا الموقف كعادته عندما يلاحظ خبرتي في الحيرة: سأشتاقُ لك .
لورانس...
بأيِّ زوايا قلبي أضمك لألاَّ ترحل؟!
لم أنتبه أنني تلفظت بتلك الجملة إلّا بعد ردة فعله!
~~~~~~
~~~~~~
لم أكن أتخيَّل أن لحظةً كهذه ستأتي ...
أن أغضب لأجلِ تأخرِ طائرة..!
كنت أعد الساعات لعودتي طيلة أيام لا أود حتى تذكر كم كانت ، لتأتي لي هذه المصيبة و تتلف ما بقي من أعصابي...
حاولت أن أتصل بكاترين، لكن يبدوا أن هاتفها مقفل...
أتمنى فقط أن لا تقلق بعدما وعدتها بوصولي مبكرا..
ترى كيف هي الآن و ماذا تفعل، هل تفكر بماضيها و رونالد؟!
هل تبكي ...؟
أم تنتظرني أنا...؟!
تبا لورانس، أتركها و شأنها قليلاً...ليست سجينة أو رهينة ...
نهضت من كرسيي أجول بين أسواق المطار تلك...علَّني أجد ما أبل به حلقي و ألقى ما يجعل أفكاري ترتكز...
بين خطواتي و سيري ، لفتني جانب المجوهرات المزيفة ..
وقفت أنظر لما تحويه الزجاجة التي أمامي، و لما أستشفه من طلب كاترين...
هي لن تطلب شيئاً أسرف به مالاً، لكنها طلبت هذا بآخر مكالمة ..عقداً يطوِّق جيدها...
أظنني فهمت، أنا هو الطوق ...
على هذا، لن أكتفي بعقدٍ واحد..
و لا بأس بأن أسرف بشراء كل عقد يستقر أمامي...
ضحكت ملئ فمي لما تبادر بذهني من جنون أرحب به...
حقاً
إن كنت ممتن لشيئ فهو جشع والدي...الذي جمعني بها..
~~~~~~
~~~~~~
أوصلتُ فريدريك لمنزله و توجهت حيث أمضيت أياماً كثيرة من عمري...
بجانب فكتور و..رونالد...
صعدت الطوابق عبر المصعد الكهربائي ، لم يعتريني التوتر من هذا اللقاء أو خوفٌ من معاملته...
فأنا أتيتُ لأوقف ذلك الماضي عند حدِّه و تلك الخطايا التي استمرت بظلمي و ظلم لورانس ...
رحبت بي السكرتيرة سابرينا و أطاعت أمري بعدم التدخل في مفاجأتي لفيكتور زميلي السابق و أخي الذي أبعد نفسه عني كل البعد ،و هذا سهَّلَ الأمرَ علي..
دخلت و أغلقتُ الباب خلفي و هو بات في ذهول أوقفه عن معاتبة الداخل عليه دون إذن...
رأيت شوقاً لي و حنيناً الماضي خلف جملته الجافة: هذه أنتِ أيتها العروس ..؟
اقتربت من مكتبه الذي حقدتُ عليه يوم موت رونالد، هذا المكتب الذي جره لظلم نفسه بتنميه و حسد صديقه حتى ذهب ليكون حظوره في الأذهانِ لا غير: فكتور، أوصلني لقبر رونالد..لي حديثٌ معه.
حديثٌ أنهيه قبل عودة لورانس الذي بدأت أتلهف لرؤية محياه عاجلاً قبل أي آنٍ آخر...
استجاب لي بصمت رافعا معطفه الكحلي خارجاً أمامي و أنا لحقته...
بين ثنايا الصمت الذي يستولي علينا بكتمان قلتُ له ما قد يشد انتباهه نحوي: سيمري ، حفلة خطوبتها الأسبوع القادم.
شعرتُ برعشة سرت بيديه لكنه لم يتحدَّث لأتم أنا: ستفقدها إن لم تسرع.
بيّن عدم اكتراثه بل قال لي: ما الذي جعلكِ تفكرين بزيارة قبر رونالد كاترين؟..لتريه كم من الوقت مضى لتنسيه؟
أجبته و أنا ألف شعري خلفي أجاري تهربه بينما أعرف أنه يغلي من الداخل رغم بروده، و أجزم أن هذه الحقيقة لن تتم بعد معرفته : ألا ترى حكمك عليَّ نوعٌ من الظلم ؟...و لتعرف، لقد جلبني لورانس مرتان لزيارة قبره.
لم يجب و أنا لم أفعل شيئاً سوى الإنتظار...
أظن، عشر دقائق مرّت و نحن في صمت حتى أوقف سيارته يخبرني أننا وصلنا ...
ترجلت و ذهبت لقبرٍ حُفرت معه ذكريات خُطّت لتدفن معه و في قلبي...
كلَّما نظرت لتلك الرمال التي تعلوه أشعر بأن الواقع خذلني و خذل أمنياتي ، و هذا ما يؤمن به لورانس بدوره...
لذا ، كان ملاذي...
لم يخبرني أن أرمي بهذه المشاعر أو أكون له رغماً عني ، و لم يحرمني حلاوة ذكرياتي بل حاول مشاركتي بها...
يكفيه معزة بقلبي ما حصل عليه، أني على قبر رونالد و هو يكتسح ساحة أفكاري ...
ذرفت دموعي بلا صوت و تحدثت بلا غبن لفيكتور: كان يريد الوصول لما وصلتَ له فيكتور...حتى أن الحسد تملَّك منه فـ ...
قاطعني بقوله: لا داعي للتحدث، أعرف كلَّ شيئ..عندما استدعيت لإبداء شهادتي عرفتُ كلَّ شيئ من اعترافات الفاعل.
جلست... أمسك بكفي قبره و كأنها تعبر رماله الحائلة بيننا: لا تحقد عليه...
صدقٌ تلمسته من مقولته: الحقد لدي هو لأنه رحل، و لأنك لم تحترمي رحيله...هذا كلُّ شيء، و لا تظني أني غاضبٌ لسعادتك مع ذلك الوغد .
رفعت كفي لعنقي، تلمست قلادتي ...لم تكن تعبّر لي شيئاً سوى ذكرى ..عايشت حلوها و مرها شئتُ أم أبيت...
أحلام رونالد لم تكن لتتحقق ، و أنا الآن مطوقة بحبَّ دخل حياتي دون إذن...
هي من عجائب الدنيا التي لم و لن أفهمها
"لقد أتيت لأغلق صفحة الماضي فيكتور، لن أقترف خطيئة أخرى بحق لورانس ...يكفيه أني وافقت عليه لأجعله سلاح تحطيمي "
اقترب مني ليمسح دموعي المعارضة لقراري هذا : في كلِّ شدة كاترين، إعتمدي علي .
هذا ما أردته... عودة سندي الذي طالما كان كهف أحزاني و أسراري...أخ لم تلده أمي ..
كم كان التفكير بأنه أبعد ما يكون عني صعباً
تشبثت به ليحيطني بذراعيه تاركا لي خيار البكاء لآخر لحظةٍ تمسكٍ بماضيي العقيم ، كلُّ ما استطعت قوله حينها: أنا أخشى فقد لورانس فيكتور... ماذا لو وقفت على قبره هو الآخر؟!
أخيراً عرفت أنا ما أنا عليه...
خوف من فقدان عزيزٍ آخر، عزيزٍ شوقي له يكاد ينتزع روحي من جسدها!
~~~~~~
~~~~~~
حياتنا، بدأت بظلم!
كلُّ منا بهفوةٍ قد أعلن خطيئةً عظمى لا تمحى إلا بتوبةٍ من ذنب...
رونالد، حسد فيكتور لتبدوا ظلامته لنفسه و لصديقه و لقلب كاترين و حتى..قاتله!
والدي ، طمع حتى بسمعة آخرين فكنت أنا..و هي ضحية
والديها، تجاهلهما حقيقة مشاعرها رغم معرفتهما بكذبتها الواضحة لأجل مصلحةٍ مالية
أنا، قلت لا بأس ..ماريان تركتني
هي، قالت لا بأي رونالد هجرها
و كلانا هوى في هاوية ظلمنا للآخر قبل أنفسنا بجهلٍ عن واقع ما يجري ..فطموحنا هو هلاكنا!
لم تفتأ المصائب بالهطول فوق رؤوسنا..
ماريان ،تكبرها...
و قرار والدي كاترين بالإنفصال كان أشد الظلم في حقي ...و علمت أنه ظلم بحق زوجتي أيضاً...
هكذا مرَّت عليَّ الرحلة، أجد ثغرات مصائبي و مصائب كاترين لأجدها زلات نفوسنا جميعاً..بلا استثناء
حتى تلك الطفلة فيفا لم تستثنى...!
قررت حقاً أن أخطوا بوعي معها، لأستمر بالتحديقٍ بفرح عينيها و إبتسامة ثغرها..
أظن ،الأخيرة هي همي الأكبر الآن...
أخيراً وصلت...
لمنزلي الذي يحمل عبيراً لمسكن روحي ..
أظنها تكاد تجن لتأخري المفرط حتى الآن، الثانية لمنتصف الليل
تقدمت لأفتح الباب و أدخل معلنا عن وصولي المنتظر
"لقد عدت.."
لم أجد جواباً، يبدوا أن كاترين نائمة...
نزعت سترتي الرسمية التي كنتُ أرتديها و توجهت لحيث يجب أن تكون، لكني لاحظت ضوءًا خافتا من الغرفةِ الأخرى...
دخلتها
لأجد كاترين واضعة رأسها فوق الطاولة نائمة بين كومة الأطباق التي حظرتها و نور الشموعِ التي وضعتها على أطرافها...
إقتربت منها ببطء أنظر لها، بدت ملاكاً بذلك الثوب الأخضر المسدل عليه خرقة من نوعِ الدانتيل و تلك الحلقين الذهبيتين في أذنيها...
انحدرت جانبها أبعد خصلاتها الذهبية التي تحجب عني ملامحها ، واضحٌ من تشنج ملامحها أنها كانت قلقة كثيراً...
لحظة...
عنقها
لا يحمل تلك القلادة الي لم تنفك عنها مسبقاً ...
أيكون لأنها طلبت مني قلادة؟!
شعرت بكفي لتجلس بنعاسٍ مستولٍ عليها فسارعت بقول: كاترين، لقد عدت.
لا أعرف...
ما سر تفحصها لملامحي...
ألم تعِ عودتي رغم وجودي قربها..؟!
أم أنها ترتوي الأمان الذي افتقدته على ما يبدوا من هلعها...
بالنهاية أنهت ذلك بجملة شوق
" لا تجرأ على تعذيبي ببعدك هكذا ثانيةً.."
النهاية |
[/QUOTE]
__________________
إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم
فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم
التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 03-25-2017 الساعة 02:24 PM |