القصة الاولى: وهي من أيام ملوك الأندلس وبعد
أن ياكل الملوك والأمراء الأندلسيين الأكل من كل ما
تشتهي الأنفس مثل السمك واللحم والدجاج والأرز، وكل
كان يتم وضع بقية الأكل لياكله الفقراء، بعد أن تكون
قد اختلط الأرز بالسمك و الدجاج و اللحم فأصبحت
الباييا أو البقيه، والذي اشتق منه
فيما بعد لفظ (La Paella).
يرجع تاريخ البقية لأيام الخلافة الأموية في الأندلس،
فقد كان أمراء الأندلس وكذلك الموسرين من أهل
الأندلس عندما ينتهون من ولائمهم يأخذون ما تبقى
من الطعام ويعطونه للفقراء من أهل الأندلس، وكان الأرز
يختلط باللحم والدجاج وخضروات متنوعة. وتعود الناس
عليها إلا أن توصل الأمر لأن تصبح البقية طبقا شعبيا يتفنن
الإسبانيون في عملها، فهناك البقية بالرز والبقية بالقمح
والبقية بالمعكرونة، إلا أن أفضل أنواعها وألذها مذاقا
هي البقية البلنسية والتي يتقنها أهل بلنسيا.
ويقال إن أحد الحكام الأندلسيين دخل إلى المطبخ فوجد
الخدم يتناولون طعامهم، فتذوقه ووجده لذيذا، وسألهم
عن اسم الأكلة، فقالوا له انها مجرد بقية، أي بقايا الطعام
تم مزجه في صحن واحد، ومنذ ذلك الوقت اصبح الحاكم
الأندلسي يطلب من الطباخين ان يعدوا له الطبق نفسه،
حتى أصبحت أكلة قائمة بذاتها، أساسها الأرز.
القصة الثانية:يقول البعض إن طبق La Paella
يعود إلى الحقبة الإسلامية، التي استمرت في إسبانيا قرابة
ثمان قرون وحكمت معظم شبه الجزيرة الأيبيرية، واستمد
اسمه من اللغة العربية وبالتحديد من كلمةبقيّةأوبقايا.
كما يقال أنه جرت العادة على استعمال الأرز الذي يكثر
في إقليم بالنسيا الإسباني، و يقال أن العرب هم الذين
أدخلوا الأرز إلى إسبانيا في القرن الثامن وخصوصا إلى
منطقة شرق الأندلس أي بلنسية، ثم يضاف ما تبقّى من بقيّة
الطعام. ولكن هناك آخرون يعتقدون أن هذا خطأ يعود إلى
عدم معرفة اللغة المحلية التي يتكلّمها أهل بالنسيا. فعبارة
(La Paella) باللغة المحلية البالنسية تعني (مقلاة) باللغة
العربية، نسبة إلى الوعاء المقلاة الذي يستخدم لتحضير هذا
الطبق، وهي مقلاه شبيهه جدا بالمقلاة التقليدية، ولكن لها
مسكتان على الجانبين وليس مسكة واحدة، وتأتي هذه
العبارة من الكلمة اللاتينية (Patella) التي تعني نفس
الشيء، ويلاحظ أن عبارتي (Poêlle) الفرنسية (Padilla)
الإسبانية تعنيان نفس الشيء أيضا، ويعود أصلهما إلى
اللفظ اللاتيني المذكور سابقا.
و قد ارتبط (La Paella) قديما بالمنطقة أو الفصل، فإذا
كانت المنطقة جبلية، فإنها تتميز بلحم الدواجن أو الأرانب
أو ما توفر من الحيوانات الداجنة، أما إذا كانت ساحلية،
فإنها تتميز بالأسماك على أنواعها. ومع اختلاف المناطق
والفصول فتظهر أنواعا عدة لا تحصى من (La Paella)
إلى حد جعل سكان بلنسية يؤكدون أنه ليس لهذا الطبق
وصفة محدّدة وإنما بالإمكان أن تطلق العنان لمخيلتك
وبراعتك شرط ألا يغيب الأرز والزعفران والمقلاة، التي
لا بد من استخدامها في إعداد هذا الطبق.
[/QUOTE]