عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الأدبية > شعر و قصائد > قصائد منقوله من هنا وهناك

قصائد منقوله من هنا وهناك قصائد مختاره بعنايه و أعجبتك ,منقوله من شبكة الإنترنت او من خارجها

Like Tree1Likes
  • 1 Post By Florisa
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-20-2017, 10:20 PM
 
قصيدة المساء | خليل مطران

[img3] http://mrkzgulfup.com/do.php?img=52224[/img3][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://mrkzgulfup.com/do.php?img=52226');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


فخامة مطلقة
فلور~





المحتويات :


1 خليل مطران
2 تحليل قصيدة المساء
3 مناسبة القصيدة
4 نص القصيدة



خليل مطران :


خليل مطران، شاعر لبناني مصري، لُقّب بشاعر القطرين، ولد عام 1872، عُرف بمزجه للحضارتين العربية والأجنبية في شعره، فغاص في المعاني الشعرية، كان مترجماً ومُؤرّخاً وشاعراً، غزير العلم، مُلمّاً بالأدب الفرنسي بالذات إلى جانب الادب العربي والتراث.


نادى مطران بتجديد الأدب والشعر العربي، وكان رائد من خرج على أغراض القصيدة العربية التقليدية والبنية العربية الشعرية، وحدّد معالم شعرية حديثة متماشية مع التطوّر، ومحافطاً على الروح القديمة فيها


نص القصيدة :



دَاءٌ أَلَمَّ فخِلْتُ فيهِ شِفَائي

من صَبْوَتي، فتَضَاعَفَتْ بُرَحَائي


يَا لَلضَّعيفَينِ ! اسْتَبَدَّا بي، ومَا

في الظُّلْمِ مثلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ


قَلْبٌ أَذَابَتْهُ الصَّبَابَةُ وَالجَوَى

وَغِلاَلَةٌ رَثَّتْ مِنَ الأَدْوَاءِ


وَالرُّوحُ بَيْنَهُمَا نَسِيمُ تَنَهُّدٍ

في حَالَيِ التَّصْوِيبِ وَالصُّعَدَاءِ


وَالعَقْلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَهُ

كَدَرِي، وَيُضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائي




هذا الذي أَبْقَيْتِهِ يَا مُنْيَتِي

مِنْ أَضْلُعِي وَحُشَاشَتِي وَذَكَائي


عُمْرَيْنِ فِيكِ أَضَعْتُ، لَوْ أَنْصَفْتِني

لَمْ يَجْدُرَا بتَأَسُّفِي وَبُكَائي


عُمْرَ الفَتَى الفَانِي، وَعُمْرَ مُخَلَّدٍ

ببَيَانِهِ، لَوْلاَكِ، في الأَحْيَاءِ


فَغَدَوْتُ لَمْ أَنْعَمْ، كَذِي جَهْلٍ، وَلَمْ

أَغْنَمْ، كَذِي عَقْلٍ، ضَمَانَ بَقَائي




يَا كَوْكَبَاً مَنْ يَهْتَدِي بضِيَائِهِ

يَهْدِيهِ طَالِعُ ضِلَّةٍ وَرِيَاءِ


يَا مَوْرِدَاً يَسْقِي الوُرُودَ سَرَابُهُ

ظَمَأً إِلَى أَنْ يَهْلِكُوا بظَمَاءِ


يَا زَهْرَةً تُحْيي رَوَاعِيَ حُسْنِهَا

وَتُمِيتُ نَاشِقَهَا بلاَ إِرْعَاءِ


هَذَا عِتَابُكِ، غَيْرَ أَنِّي مُخْطِىءٌ

أَيُرَامُ سَعْدٌ في هَوَى حَسْنَاءِ؟


حَاشَاكِ، بَلْ كُتِبَ الشَّقَاءُ عَلَى الوَرَى

وَالحُبُّ لَمْ يَبْرَحْ أَحَبَّ شَقَاءِ


نِعْمَ الضَّلاَلَةُ حَيْثُ تُؤْنِسُ مُقْلَتِي

أَنْوَارُ تِلْكَ الطَّلْعَةِ الزَّهْرَاءِ


نِعْمَ الشّفَاءُ إذَا رَوِيتُ برَشْفَةٍ

مَكْذُوبَةٍ مِنْ وَهْمِ ذَاكَ المَاءِ


نِعْمَ الحَيَاةُ إذَا قَضَيْتُ بنَشْقَةٍ

مِنْ طِيبِ تِلْكَ الرَّوْضَةِ الغَنَّاءِ




إِنِّي أَقَمْتُ عَلَى التَّعِلَّةِ بالمُنَى

في غُرْبَةٍ قَالُوا: تَكُونُ دَوَائي


إِنْ يَشْفِ هَذَا الجسْمَ طِيبُ هَوَائِهَا

أَيُلَطِّفُ النِّيرَانَ طِيبُ هَوَاءِ؟


أَوْ يُمْسِكِ الحَوْبَاءَ حُسْنُ مُقَامِهَا

هَلْ مَسْكَةٌ في البُعْدِ لِلْحَوْبَاءِ؟


عَبَثٌ طَوَافِي في البلاَدِ، وَعِلَّةٌ

في عِلَّةٍ مَنْفَايَ لاسْتِشْفَاءِ


مُتَفَرِّدٌ بصَبَابَتي، مُتَفَرِّدٌ

بكَآبَتي، مُتَفَرِّدٌ بعَنَائِي


شَاكٍ إِلَى البَحْرِ اضْطِرَابَ خَوَاطِرِي

فَيُجيبُني برِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ


ثَاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمََّ، وَلَيْتَ لي

قَلْبَاً كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ!


يَنْتَابُهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ مَكَارِهِي

وَيَفتُّهَا كَالسُّقْمِ في أَعْضَائي


وَالبَحْرُ خَفَّاقُ الجَوَانِبِ ضَائِقٌ

كَمَدَاً كَصَدْرِي سَاعَةَ الإمْسَاءِ


تَغْشَى البَرِيَّةَ كُدْرَةٌ، وَكَأَنَّهَا

صَعِدَتْ إلَى عَيْنَيَّ مِنْ أَحْشَائي


وَالأُفْقُ مُعْتَكِرٌ قَرِيحٌ جَفْنُهُ

يُغْضِي عَلَى الغَمَرَاتِ وَالأَقْذَاءِ


يَا لَلْغُرُوبِ وَمَا بهِ مِنْ عِبْرَةٍ

لِلْمُسْتَهَامِ، وَعِبْرَةٍ لِلرَّائي!


أَوَلَيْسَ نَزْعَاً لِلنَّهَارِ، وَصَرْعَةً

لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِمِ الأَضْوَاءِ؟


أَوَلَيْسَ طَمْسَاً لِلْيَقِينِ، وَمَبْعَثَاً

لِلشَّكِّ بَيْنَ غَلائِلِ الظّلْمَاءِ؟


أَوَلَيْسَ مَحْوَاً لِلوُجُودِ إلَى مَدَىً

وَإِبَادَةً لِمَعَالِمِ الأَشْيَاءِ؟


حَتَّى يَكُونَ النُّورُ تَجْدِيدَاً لَهَا

وَيَكُونَ شِبْهَ البَعْثِ عَوْدُ ذُكَاءِ




وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالنَّهَارُ مُوَدِّعٌ

وَالقَلْبُ بَيْنَ مَهَابَةٍ وَرَجَاءِ


وَخَوَاطِرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِرِي

كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائي


وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْني يَسِيلُ مُشَعْشَعَاً

بسَنَى الشُّعَاعِ الغَارِبِ المُتَرَائي


وَالشَّمْسُ في شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ

فَوْقَ العَقِيقِ عَلَى ذُرَىً سَوْدَاءِ


مَرَّتْ خِلاَلَ غَمَامَتَيْنِ تَحَدُّرَاً

وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ


فَكَأَنَّ آخِرُ دَمْعَةٍ لِلْكَوْنِ قَدْ

مُزِجَتْ بآخِرِ أَدْمُعِي لرِثَائي


وَكَأَنَّني آنَسْتُ يَوْمِي زَائِلاً

فَرَأَيْتُ في المِرْآةِ كَيْفَ مَسَائي



تحليل قصيدة المساء :


الأبيات (1-5): يتحدّث الشاعر عن مرض ألمّ به، ويظن أن ألم المرض يشفيه من ألم الحب، ولكنه عذابه يزداد، وفيشتكي القلب والجسد حزناً وألماً، فهما ضعيفان في غمرة الحب والمرض، يضارعان هذا وذاك، فلم بيقَ على قيد الحياة روح واهنة منهكة من حزن اعمى القلب ومرض هدّ الجسد، وبسبب هذا، يصعب على الشاعر ان يرى الامور واضحةً.


الأبيات (6-9): يأخذ الشاعر بنصيحة أصدقائه، فينتقل إلى الإسكندرية طلباً للاستجمام والراحة، فالهوائ العليل والطبيعة الجميلة قادرة على مساعدة الجسم ليستعيد صحّته، إلّا أن الفراغ أشعل نيران الحب في قلبه، وتشتعل اللوعة في داخله، فتزداد حاله سوءاً حين تجتمع عليه حمّى المرض وحمّى الحب لتُنهك جسده الضعيف.


الأبيات (10-20): يقف الشاعر على شاطئ البحر شاكياً له مشاعره واضطراب أفكاره، وآلام نفسه، فيغمغم المساء دون كلام واضح، فتزيد حيرة الشاعر وحزنه، فيتمنّى لو يشتدّ قلبه ويصبح صخراً، وعندما يشعر بالألم يجتاج جسمه يلفّ السواد نظره، وتذبل روحه، ويأكل المرض ما تبقّى من صحّته.


الأبيات (21-27): وعندما يحلّ المساء، يختلط اليأس بالأمل والخوف بالرجاء، ويتذكر الشاعر محبوبته التي يتصوّرها وكأنها ماثلة أمامه، وبين حمرة الشفق والبحرتنحدر الدموع من عينه متزامنة بانحدار الشمس نحو الغروب، متمثلة بذلك صورة واحضة للحزن الداخليّ الذي يسيطر على الشاعر.


الأبيات (28-40): انعكست الحالة النفسية للشاعر على الطبيعة، فتراه يرسم صورة حزينة يتمثّلها بكل العناصر من حوله: بالشمس، والليل، والغروب، والبحر، ويرسم الصور الفنيّة التي لا يمكن أن تدل إلا على الألم الذي يسيطر على نفسه وجسده الهزيل، فيشبّه البحر بالإنسان المضطرب، والمساء بالشخص الحائر، ويربط حزنه بالألم المنشر في جسمه، فينتشران معاً في جميع أعضاء الجسم، ليحزن القلب والجسم والعقل والروح معاً،ويمزج بين نفسه وعناصر الطبيعة ليدور بينهما الحوار، فتتحرّك الحياة في الطبيعة لتحاوره، وتتحرّك حوله، ويتّخذ منها أصدقاء يشاركونه مشاعره وألمه وغربته ووحدته.


مناسبة القصيدة :


في عام 1902م أُصيب خليل مطران بمرض انتقل بسببه إلى الإسكندرية للاستشفاء، وعندما تضاعفت آلامه، لجأ إلى الشعر يعبّر عن مصابه وألمه في قصيدة المساء بأسلوب شعري تميّز بقوة العاطفة وصدق الوجدان.



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][img3] http://mrkzgulfup.com/do.php?img=52225[/img3]
__________________


شكرا لكِ يُونا . على الطقم الأكثر من رائع

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 11-23-2017 الساعة 09:55 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-20-2017, 10:48 PM
 
[img3] http://mrkzgulfup.com/do.php?img=52224[/img3][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://mrkzgulfup.com/do.php?img=52226');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]






المحتويات :

1-تعريف

2-أثاره

3-شاعريته

4-شاعر الوجدان

5-شاعر التاريخ والإجتماع

6-شاعر الوصف

7-الأسلوب



تعريف :


ولد خليل مطران في بعلبك وتلقى مبادىء الكتابة وأصول الحساب في مدرسة ابتدائية بزحلة ثم أرسله والده الى بيروت فدرس في المدرسة البطريريكية وتخرج فيها على يد الشيخ خليل اليازجي وأخيه ابراهيم. تهالك خليل مطران على الدرس والتحصيل وطالع بنهم كل ما وصل الى يده من آثار كبار الكتاب والشعراء ثم غادر المدرسة وله ثقافة واسعة عربية وأوروبية.

نظم الشعر وهو في المدرسة وبقي لنا من شعره اذ ذاك قصيدة "معركة ايانا" والتي لقيت في ذلك الحين مقاومة عنيفة لما فيها من انتهاج نهج حديث في الشعر، ولم يحصر الشاعر نزعته التحررية ضمن نطاق الأدب والشعر بل تعداهما الى السياسة والاجتماع، فعلا صوته ثائرا ً على الاستبداد الحميدي ودعى الى الوعي القومي ومقاومة الظلم والطغيان. فتتبعه عمال الحاكم وأوقفوه ثم ضيقوا عليه فسافر عام 1890م. الى باريس.

أقام مطران في باريس ردحا ً من الزمن يدرس الأدب ويطالع التاريخ فراقته الروح الفرنسية وراقه الأدب الفرنسي ولا سيما أدب الفريد دي موسييه وراقه الأدب الانكليزي ولا سيما أدب شكسبير وانطلاقه الواسع في عالم الخيال والتحليل واتصل هناك برجال الحركة الوطنية التركية من أعضاء حزب "تركيا الفتاة" فتابعت الحكومة التركية تضييقها عليه هناك فقصد مصر. وصادف وصوله الى الاسكندرية وفاة "سليم تقلا" مؤسس جريدة الأهرام. فرثاه الشاعر بقصيدة أعجبت الجماهير وجعلت بشارة تقلا أخا الفقيد يدعو مطرانا ً للمشاركة في تحرير الأهرام فزاد ذلك من شهرته بفضل جودة تعبيره وأناقته في الأخبار.
اشتهر خليل مطران في مصر بشعره وصحافته واتصل اذ ذاك بأحمد شوقي وقبس من نوره واسترشد به في علم العروض وزامله وصادقه. وفي عام 1900م. أنشأ مطران صحيفة نصف شهرية سماها "المجلة المصرية" وهو آنئذ في أوج شهرته فكانت أول مجلة اختصت بشؤون الأدب في تاريخ الشرق. صدر منها أربعة مجلدات ثم انحجبت. وفي عام 1902م. أنشأ "الجوائب المصرية" وهي صحيفة يومية اشترك في انشائها الشيخ يوسف الخازن وناصر بها مصطفى كامل في حركته الوطنية وفي تلك الفترة أصدر كتابه "مرآة الأيام" عام 1906م في التاريخ العام. في جزأين. وجمع أيضا ً كتاب "مراثي الشعراء" لسامي البارودي. وبدأ في ترجمة مسرحيات شكسبير. وأصدر عام 1908م ديوانه "ديوان الخليل" وهو مجموع ما نظمه حتى ذلك العام. تحول بعدها الى عالم الاقتصاد وأصبح مورده الوحيد، ولكنه أصيب بخسارة كبيرة أفقدته كل ما يملك. فنظم عام 1912م. قصيدته المشهورة "الأسد الباكي" صور فيها حالته النفسية تمام التصوير. ثم عين سكرتيرا ً معاونا ً بالجمعية الزراعية الملكية وذلك شفقة من الخديوي فتحسنت حالته المادية وبعد ذلك نظم أول ملحمة شعرية له "نيرون" وأقام له الخديوي عام 1913م. حفلة تكريمية تحت رعايته. ثم قامت الحكومة المصرية بمهرجان آخر عام 1947م. اشترك فيه أكبر رجالات الدول العربية وأعظم علمائها وأدبائها مقرين بتفوق الخليل وسمو أدبه ولقب من ذلك الحين ب"شاعر القطرين" وشاعر "الأقطار العربية".


آثاره:


1- ديوانه باسم "ديوان الخليل" بأربعة أجزاء وفيه قصائد طارت شهرتها مثل "المساء" و"نيرون" و"الأسد الباكي" و"آثار بعلبك" و"وقفة في ظل تمثال رعمسيس".

2- كتابه "مرآة الأيام في ملخص التاريخ العام".

3- ونقل الى العربية روايات تمثيلية لشكسبير منها "مكبث" و"هملت" و"عطيل" و"تاجر البندقية" و"السيد" و"سنا".

4- وله ديوان "الى الشباب" وهو ديوان أراجيز في الحكم والأخلاق.



شاعريته:


الخليل كاتب كبير وشاعرملهم وصحفي قدير. شع اسمه في سماء مصر ولبنان وفي كل مكان وأصبح يتمتع فيها باحترام الخاص والعام. الى حد يفوق التصور. ويمد شاعريته ثقافة واسعة يغلب عليها عنصر التأمل والتفكير والنظر. وهو شاعر مجدد فهو شاعر العقل والشعور معا ً. يأتيك بالأفكار والخواطر متسلسلة مطردة والخيال متسقا. ً

أدخل في الشعر العربي "الشعر القصصي والتصويري" وبرع بالخيال الشعري المجنح والصور البارعة.


شاعر الوجدان:


وهو شاعر الوجدان الذي يغمره جو من اللطف والحنان والهدوء لعب الحب في حياته دورا ً كبيرا ً. تتبع معانيه وحلل عناصره وتتبع خطواته خطوة خطوة. كما لعب الألم في نفسه دورا كبيرا ً. أسبابه ظلم وطغيان يضيقان الخناق.

وبعد عن الأهل وحنين الى الوطن. وخسارة مالية ومصائب حلت بنفسه الشفاقة واحساس عميق مع مسحة من التشاؤم تلف شعره. قال من قصيدته "المساء" عام 1902م. يصف داءه:

متفرد بصبابتي متفرد بكآبتي متفرد بعنائي
ثاو على صخر أصم وليت لي قلبا ً كهذي الصخرة الصماء
ينتا بها موج كموج مكارهي ويفتها كالسقم في أعضائي


وقد يتحول الحزن عنده الى بركان هائل. قال من قصيدة الأسد الباكي اثر اعتكافه في بيته.

دعوتك استشفي اليك فوافني على غير علم منك أنك لي آس
فان ترني، والحزن ملء جوانحي أداريه، فليغررك بشري وايناسي
وكم في فؤادي من جراح ثخينة يحجبها برداي عن أعين الناس



شاعر التاريخ والاجتماع:


ونجد عند مطران شعرا ً تاريخيا ً واجتماعيا ً الى جانب شعره الوجداني. فيهما من روعة الوصف وحسن التعليل ما في شعره الوجداني أيضا ً. قال في قانون المطبوعات الجائر:

شردوا أخيارها بحرا ً وبرا ً واقتلوا أحرار ها حرا ً فحرا ً
انما الصالح يبقى صالحا ً آخر الدهر ويبقى الشر شرا ً
كسروا الأقلام هل تكسيرها يمنع الأيدي أن تنقش صخرا؟


ونلاحظ التغني بالحرية في شعر مطران فهو يحمل على الملوك المستبدين ويطالب بحكام من العرب كالحكام الأولين الذين ساروا في الناس سيرة عادلة. قال من قصيدة مقتل "بزرجمهر" يمثل طغيان الملوك، وان طغيان الملوك ما هو الا نتيجة جهل الشعب:

سجدوا لكسرى اذ بدا اجلالا كسجودهم للشمس اذ تتلالا
هم حكموه فاستبد تحكما ً وهم أرادوا أن يصول فصالا
والجهل داء قد تقادم عهده في العالمين ولا يزال عضالا
عباد "كسرى" ما نحيه نفوسكم ورقابكم والعرض والأموالا
تستقبلون نعاله بوجوهكم وتعفرون أذلة أوكالا
(الأوكال: العجز)

فخليل مطران ينشد البطولة في الشعب واثارة الوعي وشيوع العدل والانتقاضة على الظلم والاستبداد.


شاعر الوصف:


ومطران شاعر الوصف فهو وصاف ماهر من الطبقة الأولى يشمل وصفه المعنويات والماديات يعبر عن أدق التفاصيل والجزئيات. يعتمد على الترتيب والتحليل والتمثيل والتشبيه والتجريد وكل ما من شأنه أن يجسم الموصوف ويحييه ويجعله ينطق. قال يصف آثار بعلبك:

هم فجر الحياة بالادبار فاذا مر فهي في الآثار
ايه ! آثار" بعلبك" سلام بعد طول النوى وبعد المزار
خرب حارت البرية فيها فتنة السامعين والنظار
معجزات من البناء كبار لأناس ملء الزمان كبار


وقال يصف حريق روما من ملحمته الكبيرة "نيرون" محللا ً نفسية نيرون طاغية روما القديمة:

فاز" نيرون" بأقصى ما اشتهى محرقا ً "روما" ليستبدع فكرا
شبت النار بها ليلا ً وقد رقدت أمتها وسنى وسكرى
جمعت أقسام "روما" كلها في جحيم تصهر الأجسام صهرا



الأسلوب:


يتصف مطران بصحة الفكرة ووحدة القصيدة وصدق النظرة والثقافة الشاملة بصياغة بديعة وشعور صادق، وخيال جامع وجمال فني في الأداء، مع لذة عقلية وغذاء في الفكرة والعاطفة والنفس فهو شاعر مجدد، انه شاعر الفئة المثقفة من المجتمع شاعر الأدباء والعلماء شاعر الطبقة المفكرة في المجتمع. كان يهتم بالفكرة أكثر من اهتمامه بالتركيب. ومطران بالشعر الحديث كأبي تمام في الشعر القديم.

كان مطران يريد أن يكون شعرنا مرآة صادقة لعصرنا في مختلف أنواع رقية، يريد أن يتغير شعرنا مع بقائه شرقيا ً ومع بقائه عربيا ً. وأنت اذ تقرأ شعره مدحا ً وغزلا ً ووصفا ً وتفجعا ً وغير ذلك تلمس فيه فلسفة الرضا غالبة على سياقه متفشية في روحه حتى ليخيل اليك أنه أدرك جميع حقائق الحياة فاستوى عنده حلوها ومرها وصفوها وكدرها.

وكان لمطران رسالة تدفعه الى السمو بالانسانية الى أرفع مكان تستأهله بحيث لا يكون لها من هدف الا الحرية والعدل وتأمين الخائف واطعام الساغب ورد ظلامة المظلوم. ويرى مطران أن الشاعر ليست وظيفته أن يكون نظاما ً لغويا ً أو مرتلا ً بين المرتلين الانتهازيين بل عليه أن يكون بين زعماء الفكر ورسل الوجدان ودعاة الاصلاح وأعلام الايمان لجيلهم ولما بعد جيلهم. وانه يجمع بين كل القيم التي تؤهله للزعامة الروحية والعقلية والتي تزاوج ما بين أحلام الشاعر وحكمة الفيلسوف الواقعي.


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][img3] http://mrkzgulfup.com/do.php?img=52225[/img3]
__________________


شكرا لكِ يُونا . على الطقم الأكثر من رائع

التعديل الأخير تم بواسطة باندورا/ραиɒσяα ; 11-21-2017 الساعة 06:06 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-23-2017, 09:58 AM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باندورا يا فتاة انتي شخصية جميلة جداً
شغلك واسع وفخم
غير جمال الموضوع انتي عم تفيدي الطلاب اللي عم يعانوا بشرح القصيدة واخذ الشواهد
لكتابة موضوع
ساعدتي كتير طلاب بنشرك للخير وجهدك
تحية كبيرة مني لكِ * ترفع قبعتها *
ارسلي دعوات ليقدرو الاعضاء يشوفو جمال فنك وشغلك
اعذريني ع الرد السريع حبيت بس قول هالكلام
وبتمنى من قلبي انك ستمري وتساعديهم ببقية المواد
دمتي بود غلاتي
سيسرني التعرف عليكِ
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-25-2017, 02:44 PM
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

لست أجمل من شخصك الكريم دورومي.

شاكرة لكِ ردك الكريم ومجهودك الكبير

في تتبع المواضيع والختم وهذا يتطلب وقتا

ومجهوداً ليس بالهين.

سيسرني أيضا التعرف عليكِ


دمتِ في رعاية الرحمن وحفظه
__________________


شكرا لكِ يُونا . على الطقم الأكثر من رائع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خليل مطران شاعر القطرين.... Ozamaki Girl شخصيات عربية و شخصيات عالمية 17 09-13-2013 10:19 PM
دعاء من قاله الصباح ومات قبل المساء دخل الجنه ومن قاله المساء ومات قبل الصباح دخل الجنة.. ♥rero♥ نور الإسلام - 3 08-29-2013 11:30 AM
اريد ان انساكى (المساء لخليل مطران) محارب الظلام قصائد منقوله من هنا وهناك 12 08-02-2013 03:16 PM
قصيدة خليل الشبرمي التميمي صوت بدون فيديو ملكة القلوب أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 7 03-03-2008 03:10 PM


الساعة الآن 01:02 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011