01-01-2018, 11:53 AM
|
| |
 عام جديد يهل بملامح التشاؤم !!
[frame="1 80"] [justify]كانت النفوس بريئة طاهرة في ماضي الأزمان .. وكان الحمد والشكر لله يلازم الأحوال في السراء والضراء .. حيث الرضا بالقليل المتاح .. وحيث الصبر على المستحيل العسير .. وحيث القناعة التي تمثل كنزاً .. والقبول بمعطيات الأقدار .. وعدم التلهف لقطف ثمار الآخرين .. كانت تلك النفوس تحمل علامات السماحة والطيبة وتبذل الإخاء .. وهي فضائل ومكرمات تهنأ مسارات الحياة .. حيث تحب لغيرها ما تحب لذاتها .. لا تتنافس على الدنيا كما تتنافس الكلاب للفوز بالعظمة ! .. ولا تتسلق فوق أكتاف الآخرين لتقطف ثمار الدنيا تلك الفانية .. ثم كان هذا العصر العجيب .. وقد تبدلت فيه موازين الأخلاق .. وكل صاحب مهنة أو شأن أصبح ذلك الغول الذي يخيف بالأطماع والجشع .. التاجر فيه أصبح ذلك النهم الشرس .. الذي يؤثر النفس على الآخرين حتى ولو مشى فوق مقابر الموتى من فرط الجوع .. لا تهمه دموع الدامعين .. ولا يهمه بكاء الباكين والشاكين .. ولا تلين قلبه لمعاناة الأرامل واليتامى والمساكين .. همه الأول والأخير أن يغتني وأن يكسب المزيد والمزيد من الأموال بالحلال أو بالحرام .. لا يكتفي بالقليل من الأرباح المتاحة المباركة .. بل بطمع في القدر الأكبر من الأرباح المضاعفة بالأضعاف ..ولا يكترث بسخط المكاسب الفاحشة .. ولا تقف أطماعه عند حد من حدود القناعة .. ولا تعرف أخلاقياته معاني الفضيلة والكرامة .. ولا يملك ذلك الضمير الذي يؤنب عند القهر والمقدرة .. ولا يبالي بالصفات التي تشرف سيرته بالنخوة والشهامة والمروءة والرجولة .. بل أصبح تاجر اليوم هو ذلك الذئب الذي يتربص السانحة ليغتال الفريسة .. وهو ذلك البعبع الذي يمثل الجشع المخيف بالمعني الذي يوافق المعاجم .. والناس في عالم اليوم يواكبون سيرة الغلاء وهم في حيرة شديدة .. ويراقبون مؤشرات الغلاء في ذهول شديد ., كانوا قبل سنوات قليلة يواجهون نزعات الغلاء عند كل شهر تقريبا .. ثم تبدل الحال ليواجهوا تلك الحالات عند كل أسبوع تقريبا .. ثم تبدل الحال ليواجهوا حالات الغلاء عند كل يوم تقريباً .. عند شروق كل شمس .. ثم تبدل الحال ليواجهوا حالة الغلاء عند كل رأس ساعة تقريباً .. واليوم فإن ذلك المشتري الذي يخرج من المتجر ثم يعود مرة أخرى بعد دقائق قليلة ليشتري نفس السلعة يجد أن السعر قد أرتفع !! . حالة من الهوس الجنوني تجتاح عقول التجار .. وتلك ساحات التجارة أصبحت مهزلة ليس بعدها مهزلة .. حالات من الهلع تجتاح التجار والمستهلكين .. ومع الأسف الشديد لا توجد جهة مسئولة تتدخل لإيقاف ذلك الانفلات الشديد .. ولا توجد جهة توقف ذلك النزف وذلك الهلع والفوضى والظلم .. بل الأوجع والأمر أن الجهات المسئولة هي التي توحي للناس بأن العام الجديد سوف يشهد المزيد والمزيد من الغلاء .. وهي تلك الإيحاءات المقرضة التي تسبب المزيد والمزيد من الأطماع في نفوس التجار .. كما تسبب المزيد والمزيد من الهلع والخوف في نفوس المستهلكين .. وواقع الأحوال يؤكد أن المستهلك يقبع بين المطرقة والسندان ., فتلك الجهات الراعية تمثل السندان بالتلويحات والإشارات .. وهؤلاء التجار يمثلون المطارق بالغلاء والزيادات .. وليس أمام المستهلكين إلا طلب الفرج من رب العرش الكريم .. حيث لا أمل في الجهات المسئولة بالتدخل لكبح جماح الغلاء وفرض نوعا من المعقول في الأسعار والالتزام بدوام الأحوال .[/justify] [/frame] |
المواضيع المتشابهه 
1Likes
العرض العادي
