لحروفك عبق خاص ~ديورين~
بسم الله الرحمن الرحيم ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

كيف حالك ي جميلة ؟ ان شاءالله تكوني بخير وعافية .. ،
ماشاءالله م توقعت تنزلي الموضوع بهالسرعة الله يدون لينا هالنشاط الدائم .. ،

بدايةً منذ قرائتي للعنوان ظننته كتاباً يهتم بتفاصيل حال الزمن وحال الناس فيه
بطريقة تراجيدية بحتة ولكن في نمط تفسيري ومقالي ، وحديث ذاتي بين الكاتب وكلماته
في صياغٍ عام لنقل أفكار و وصف محتويات .. ، لم أعلم بأنها رواية !
وتفاجئت بهذا فقررت تحميلها وقراءتها !!، بحكم أني أميل للروايات أكثر من سائر الكتب
إلّا ما أختص بسردٍ
خاص ومختلف . ع كلٍ الجانب الواقعي فيني لديه الرغبة الملحة والرؤيا لأوصاف الزمان
الحالية والغابرة ، وإن كان هذا الكتاب يحوي أحداثاً ومجريات حدثت قبل الألفية الحديثة
فأني أتوق للمرور عبر أنفاقها الحالكة المأساوية ، هكذا كان الحآل بضحايآ لقو حتفاً لم يستحقوه
وبسبب .. التشييد المقلوب للبنيان العربي !، الإستسلامات في غمار فوضى عارمة لم يتم
تكاتف القوى لقلب موازينها ، ولو تكتلّت بوعاء لكان فرض النتائج الصالحة لنا في سهولة بحتة !

والزمن الموحش ذاك الذي ألقى حقيقته المرّة في أوراق الكتاب هو الزمان الذي لا زال متصّلاً
بالمستقبل الشاهد عليه اليوم بل ومتفرعّاً لمآسي شتَّى مجموعة أسبابها كانت حكم النتائج
الذي تحدث عنها .

"وكان أن جاء زمان عصيب لم نحسب له حساباً فيما مضى، زمان تساوى فيه الحب والكراهية، الإبداع والغباء، الانتهاز والثورة،
وفي ذلك الزمن الفاجع نمت الأعشاب الضارة، وراحت تمتص جذور الخصب والحب،
زمان شبيه بحد المدينة، وملايين البشر كانوا يعبرون فوق ذلك الحد....
وفي ذلك الزمن كنت أمضي نحوها وكانت منجاتي”
-
هذه العبارات لم تتوقف على كونها مرآةً لتلك الأعوام فحسب ، بل تابعت سير أحرفها الحيّة
وانتقلت عبر الوقت حتى اليوم ، انها تشهد على جميع الأزمان الموحشة منذ لقطة إنبلاجها.
ولو حوّلت أحرفاً بسيطة بتغيير كـ..( زمان ضَئُلَ فيه الحب عن الكرآهية ، ..)
لهو وصفٌ متجرّع من مرارة زمننا الموحش الحاليّ ، بل والباعث للخوف والسير فيه كالمشي
المتردد الخطى في الحذر والإرتياب.

ستتم قراءة نصوص الرواية بإذن الله ، إختيار مميز وطرح جميل وواضح
دمتِ بخير .






-