06-30-2019, 05:06 PM
|
|
- الفصل الخامس -
اراحت رأسها على زجاج النافذة بينما تتفحص عينيها الجو في الخارج. شروق الشمس إن امر لطالما استمتعت برويئته
قاطع شرودها صوت ميريل تتذمر بلطف:
- يا للحظ لقد اردت ورئة شروق الشمس من هناك لكنكِ تأخرت هذا ليس عدلاً
حولت ميسا عينيها باتجاه المتحدثة لتشهد ذلك الجمال الذهبي الناتج من انعكاس اشعه شمس الصباح على شعر ميريل.
لوهله قد بدا كقطعة من الذهب الخالص.
ابتسمت وهي تتحسس عنقها ولم تعلق على تذمر ميريل انها متعبه حقاً مما ذكرها انها لم تحصل بعد على مرهم
لعنق سالي. تنهدت بعبوس انها تفقد سيطرتها على نفسها عندما تكون متعبه وهي لا تحب ان يتم لمسها عندما
تكون نائمة ، يكفي مناداتها حتى تستيقظ فهي خفيفة النوم غالباً لكنها لم تنم جيداً منذ فترة طويلة لذا هي ربما
لم تسمع سالي عندما حاولت ايقاظها مما دفعها لهزها بسبب الاتصال المستعجل من المستشفى لكن هذا لا يبرر إرسال
خادمة جديدة بدون تنبيهها... في الواقع لم يكن هناك داع لخادمة شخصية فهي تتدبر امورها بنفسها
-هل يمكنك المرور على أقرب صيدلية
طلبت ميسا بينما تخرج هاتفها لتطمئن على جدها فهي لم تجد فرصه حتى الان للاتصال بوالديها منذ غادرا البارحة
- إن الرقم الذي تطلبه لا يجيب......
قطبت جبينها بينما تستمع إلى نفس الرد من رقم والدها
- ها نحن هنا
قالت ميريل بينما تركن السيارة بجانب الصيدلية المركزية
- آه، صحيح
قالتها وهي تترجل من السيارة
اقتربت جين من المقعد الامامي وهي تراقب ميسا تغيب من مرما بصرها، حيث كانت تجلس في الخلف
تحدثت بينما تضع يدها على ظهر كرسي ميريل وادخلت رأسها بجانب كتفها
- إذن ماهي الهدية التي تخططين لتقديمها لها
ثم تابعت بمزاح
- ارجو الا يكون ضخماً للغاية فأنا لا يمكنني مجاراة الأغنياء
حولت عينيها للحقيبة بجوارها واضافت
-فهديتي متواضعة جداً
-هااه مستحيل ان هديتي ليس لها علاقة بالماديات
أجابت ميريل بينما تضحك بلطف
حدقت جين بوجهها لفترة إنها تبدوا جادة، لكن لطالما كان تقدير ميريل للأشياء الثمينة مختلف عن تقديرها، مما
دفعها للتنهد باستسلام.
عادت جين لتجلس باستقامة عندما رأت ميسا عائدة
اضطرت ميريل للانتظار خمس دقائق قبل ان تُفتح البوابة للسماح لها بالدخول مما جعلها تشعر بالضيق، انها صديقة
مقربه للعائلة ومع ذلك ما زالت تعاما هكذا من بين حين لآخر، لكن أكثر ما أثار غيظها، هي صديقتها التي اعادت
ظهر الكرسي للخلف وتخفي وجهها بقبعة من القش التقطتها من درج السيارة، فقد رفضت مساعدتها للسماح لها
بالدخول بشكل أسرع لو انها فقط تظهر وجهها اللعين امام الكاميرا الخاص بالاستقبال، لانفتحت البوابة من فورها.
-هل انت نائمة.
سألت ميريل بنفاذ صبر وهي تنظر لميسا الممددة على الكرسي ببرود
-همم
همهمة بسيطة هو كل ما وصلها كرد
- اووه يا إلهي....
فُتحت البوابة في تلك اللحظة مما دفعها للسكوت والقيادة بوتيرة غاضبة داخل الأراضي المحيطة بالمنزل
(القلعة السابقة للدوق) من البوابة إلى المنزل كان يجب ان تقطع 15 دقيقة بالسيارة
لكن قبل ان تصل استوقفها أحد رجال الامن امام نقطة امنية على طول الخط المخصص للسيارات
انحنى الموظف باحترام معتذراً لحاجتهم لتشديد الأمن، وبدافع انتقامي سحبت ميريل القبعة التي كانت تغطي وجه ميسا
وجه رجل الأمن أصبح شاحباً عندما تحقق من الفتاة على المعقد المجاور، هل كانت سيدته، انها هي بلا شك أحد اسياد
المنزل الذي يعمل لديه
ميريل لم تمهله فرصه لقول او فعل اي شيء، فقد انطلقت في اللحظة التالية
أقامت ميسا ظهرها بكسل بينما ترفع شعر مقدمه راسها
تكلمت قائلة بينما هي كذلك
- لقد فعلتِ ذلك عمداً
اجابت ميريل بينما تدندن بسرور
- احقا فعلت
هذه المرة استقبلهم رئيس الخدم شخصيا، يبدو ان رجل الأمن قد أجرى اتصالا ليخبره بعودة الانسة الشابة
- هل كل شيء على ما يرام.
- لا تقلقي سيادتك الامور بخير هنا.
اجاب رئيس الخدم وهو يحني راسه بشكل طيف
من الطابق العلوي كان هناك صوت ركض لشخص ما ماهي إلا لحظات حتى ظهرت طفلة تركض عبر الدرج،
ثم قفزت معانقة للشابة الشقراء بينما تصرخ بحماس
- اوه ميريل انت حقا وفيت بوعدك هذه المرة.
قهقهت ميريل بخفة بينما ترفعها وتقبل خدها بقوة
- يمكنني ان اخدع الجميع الا انت ِ ملاكي
- اوه مرحباً، الا يوجد حضن لي أيضاً اوليفيا
قالت جين بينما تميل راسها للطفلة في أحضان ميريل
- اوه جيني متى عدتِ
قالت اوليفيا بينما تقفز الى حضن جين بسعادة
- اليوم فقط.
اجابت جين بسعادة لكم تعشق هذه الطفلة
- ما الذي ايقظك باكراً هكذا.
سألت ميسا بينما تبعثر شعر اوليفيا بحنان
نظرت اوليفيا الى ميريل واجابت بترقب
- اختي ميريل اخبرتني انها ستأتي باكراً لا خذي
ابتسمت ميسا قائلة
- إذا اسمحوا لهذه الاخت الكبيرة فهي تريد اخذ حمام تنعش به نفسها المنزل بالتأكيد هو منزلكم.
ثم تابعت وهي تنظر لرئيس الخدم
- ارجو ان تعتني بهم حتى اعود
تفحص الدكتور إيدن المؤشرات الحيوية للسيد الشاب قبل ذهابه لأخذ بعض الراحة، انها طبيعية مما جعله يتنفس الصعداء.
في طريق عودته للجناح الذي خصص له من قبل رئيس الخدم قابل ميسا التي استوقفته للسؤال عن حال شقيقها
- مرحباً دكتور إيدن، اتمنى أنك مرتاح بإقامتك هنا
أومأ برأسه محاولا اخفاء ارتباكه لرؤيتها في هذا الوقت من الصباح، بينما لم يكن مستعداً لذلك نفسيا بعد
- إذا كيف جرت الامور، الن يحدث اي شيء مشبوه
- كوني مطمئنة سأوليه كل انتباهي.
ابتسمت شاكرة مما دفعه لحبس انفاسه، لم يجرؤ على التنفس حتى سمع صوت اغلاق الباب؛ يبدو انها ذهبت للاطمئنان
على السيد الشاب.
فتح عينيه عندما أحس بيد تداعب شعرة، كلما استطاع رويئته هو شعر اسود طويل ووجه مشوش يبتسم له، يبدو انها
تكلمه، لكنه لا يسمع اي شيء، ليست المرة الاولى التي يُصاب فيها، لقد حصل على إصابات خطيرة سابقاً، لكن هذه
المرة الاولى التي يشعر بهذا الكم من العجز، حواسه بأكملها لا تعمل كل ما يريده هو النوم
عجزة الواضح في التجاوب معها جعل الواقفة بجانبه تقطب
هل إيدن يعطيه جرعات كبيرة من المهدى والمنوم معاً، لقد وعدها انه سيكون حريصاً، وهو لن يكذب ولا سبب له لفعل ذلك.
بعد ان تغادر يجب ان ترسل بعض رجال الامن للتأكد الا يقترب منه سوى الدكتور إيدن
-جوناثان انت تصبح أكثر وسامه كلما كبرت الا تريد ان تذهب مع هذه الاخت الكبيرة في موعد.
تكلمت جين للصبي الجالس امامها، وهي تحاول كتم ضحكاتها، بسبب وجهه الذي أصبح احمر كقطعة من الدم.
تململ الصبي في مقعدة بغير ارتياح فهي قد قطعت طريقه عندما اراد الخروج إلى الحديقة الخارجية وسحبته معها
لغرفة الجلوس لتضحك عليه فقط.
لقد كان سيرد عليها بقسوة هذه المرة لتتوقف عن ازعاجها لكن دخول اخته الكبرى قاطعه
جوناثان هو الاخ الاصغر من ميسا لكنه أكبر من اوليفيا، انه في الحادية عشر، بينما اوليفيا في الثامنة
صفقت ميريل بيديها بينما تقف
- بما ان الجميع هنا لنذهب.
- إلى اين؟
سأل جوناثان بخيبة امل.
- انها مفاجأة، ستعجبك بالتأكيد! هل تريد الذهاب معنا؟
سألته ميريل عندما رأت الخيبة تذهب بلمعان عينية.
وقف الصبي متصلباً، هو يريد مشاركتهم بالتأكيد، لكن لديه اختبار لتحديد مستوا الذكاء بعد ايام، عليه ان يدرس أكثر،
لا يريد ان يحصل على معدل ذكاء اقل من اخوته الكبار، فهذا سيشعره بالنقص.
شعرت ميسا بما يقلقه لذلك ركعت امامه وامسكت بكتفيه ثم تحدثت.
- انت تعمل بجد حقاً، لا بأس بأخذ يوم راحة، اليس كذلك؟
ازداد توتره من تحديقها بوجهه، مع ذلك رفض بحزم ظاهري، فهو أصبح رجلاً ولم يعد طفلاً، لا يمكنه ان يلهوا في
الوقت الذي يجب ان يدرس فيه بجد.
تنهد ميسا الصعداء فلا يمكنها ان تغير رائه عندما يصبح مصمما هكذا.
- إذن انت الرجل المسؤول عن هذا المنزل الآن، هل يمكنني ان اعتمد عليك؟
سألته بينما تشد على كتفيه لزيادة ثقته بنفسه.
- بالتأكيد، ماذا تظنينني طفل!؟
اجابها بفخر.
غادرت الفتيات بينما بقي جوناثان لتوديعهن امام الباب، ثم عاد للداخل ليكمل دراسته، ناسياً انه كان يريد الخروج
عندما قطعت جين طريقه.
- ما كل هذا؟
سألت ميسا وهي تشير إلى كل صناديق الطعام التي يحزمها الخدم في صندوق السيارة.
- لقد كنت وقحة بعض الشي، فقد طلبت من رئيس الطباخين لديكم اعداد بعض الوجبات الخفيفة لنا عندما كنت بالحمام.
اجابت ميريل بفخر.
- لا اظن هذا ما يمكنك ان تسميه ببعض، اتريدين إطعام جيش؟
قالت ميسا بتهكم بينما تركب بجانب السائق كالسابق.
- لا تخافي سأكله لوحدي.
ركبت ميريل وراء المقود، وفي الخلف ركبت جين واوليفيا.
استمرت ميريل بالقيادة لساعة قبل ان تتوقف في منطقة جبلية خالية من اي أثر للبشر وطلبت من الجميع الترجل من السيارة.
- ما هذا؟
سألت جين بتعب.
- اصبري فقط.
بداءة ميريل بالمشي طالبه منهم ان يتبعنها.
بعد دقائق من المشي توقفت امام فتحه ضخمة تبدو لوهله كالكهف، لكن بعدما عبرن المكان تبين انه يصل إلى جانب آخر.
شهقت أوليفيا من منظر السماء حيث كانت تلمع بصفاء عكس ما توقعت انها ستجد.
ابتسمت ميريل بفخر وهي تلمح نظرات الإعجاب في عيون الفتيات.
- هذا ليس كل شيء كما ترون.
قالت ميريل بينما تحثهن للمواصلة.
في الداخل كان هناك شلال صغير ينتهي ببحيرة صغيرة وهذا ليس كل شيء مع اقتراب المرء يمكنه ان يشاهد اسماك الزينة الملونة تسبح بروعه وتقفز للأعلى بين الفترة والاخرى، لكن ما حبس انفاس الفتيات حقاً هو الجواهر الصغيرة الملونة التي وجدت متناثرة في ارجاء البحيرة.
- في الجانب الاخر من الشلال يوجد منجم صغير حيث بداءت الحكومة التنقيب فيه قبل أيام.
فسرت ميريل للفتيات المندهشات
- بالطبع حاولوا الاستيلاء على كنزنا الصغير، لكن والدي قد رفع قضيته بالمحكمة وفاز.
- هذا مذهل
ردت ميسا بسرحان فجمال المكان هو كل ما كانت تحتاجه الان للاسترخاء بعد فترة عمل شاقة. |
التعديل الأخير تم بواسطة Ǎŋg¡ŋąŀ ; 07-02-2019 الساعة 02:00 PM |