من المؤكد أنك تفكر بها كلّ بضعة أيام، هذا إذا لم نقل إنك تفكر بها كلّ يوم، نعم ومن هي سعيدة الحظ أو تعيسته تلك التي تفكر بها كل يوم؟ إنها فتاة أحلامك، وهي عبارة عن مواصفات أكثر مما هي من حياة، فهي الجميلة ذلك الجمال الهادئ غير الصاخب، جمال عفيف، جمال ناعم وغير مثير، جمال تشوف حالك فيه قدّام العالم كلها، وبنفس الوقت لا يشكّل خطراً على حياتك الزوجية، لأنكَ تعرف في قرارتك أن زوجتك الجميلة ستخلق لك الكثير من الأصحاب والمحبين والزوار والمعايدين، وسيصبح جارك بشوشاً معك ولطيفاً، وسيطرق الباب عليك في اليوم أربع خمس مرات ليطمئن عليك وعلى ساعة الكهرباء وساعة الماء وساعة الهواء والأهواء وما يحدث في الأجواء، فتقول في نفسك إنك لا تريد فتاة أحلامك هذه، فهي ستسبب لك المشاكل والقلاقل حتى إذا وقفتْ أمام بائع الفلافل، وستتعرض للنظرات وهي ماشية معك، وسيوجه البائع حديثه لها رغم أنك المتحدث، وسيوجه شوفير التكسي الفايق والرايق مرآته عليها وهي جالسة في الخلف بينما ستكون مهمتك أن تنبهه إلى الأخطار المحدقة في الطريق، وسيسألك مديرك كل يوم عن الأهل وما أدراكَ ما الأهل، ثم سيكسر الحواجز ويستبدل كلمة الأهل بالمدام، وعلى كيفها المدام وشو أخبار المدام ستدمن على كأس المُدام وأنت تتمنى أن تتحول إلى فان دام كي تمارس طقوس الجودو والكاراتيه على كل هؤلاء الذين يحاولون أن يستوطوا حيطك ويقفزوا من عليه كي يصلوا إلى أسطورة الكمال وآية الجمال، لا.. لا يمكنك أن تتحمل تبعات حصولك على فتاة أحلامك، لذلك فسوف تبتكر لها حزاماً من العفة يطوقها فيصبح وجهها ملائكياً إلى درجة يخجل فيها هؤلاء الوقحون من الذكور من أنفسهم ومن النظر إليها، وستحيطها بهالة من قدسية البراءة والطفولة، وسترضى بأن تكون باردة برود البوظ وثلوج يبرود، لأن في هذا ضمانة أن لا تستجيب لأصوات الإعجاب، ولنقيق الضفادع ونعيق الغربان، هذه هي فتاة أحلامك.. جميلة.. خارقة الجمال.. عفيفة وشريفة ولطيفة ونظيفة وشاطرة بدليل أنها كانت في الصف عريفة، باردة وخجولة وحنونة ومحافظة بل ومتدينة، هذه هي فتاة أحلامك.
أما فتاة أفلامك فهي ليست بذلك الجمال إياه، فهي فتاة الأفلام، متلونة على حسب السهرة، وماشية على هوى الفكرة، ولا تقول لك أبداً لأ، مع أنها حرة ومتحررة أو بالأحرى وبالعربي المشرمحي فلتانة، وعينها من البسط جوعانة، ترقص في الحفلات، وتظهر ما أمكن من الإمكانيات، ولا تخجل من السباحة والتشمس وأداء فريضة البرونزاج على شواطئ العراة، تتحدث سبع لغات، وتقود أعتى أنواع السيارات، وتغار من وجودها على أزواجهن الزوجات، تتحدث في الثقافة والقيافة وتخالط المجتمعات، ولا تحتاج إلى فان دام ليحميها ولا إلى عنتر بن شداد، إنها فقط تحتاج إلى عداد، بس البنزين غلي، والحياة صارت مستحيلة ولو بالأحلام، وما بين كل هالأزمات ما زلت تحتاج إلى فتاتين، فتاة أحلام، وفتاة أفلام، فإلى أية فتاة من فتاتيكَ تميلُ؟!

__________________

:88: :88: :88: :88: :88: :88: :88: :88: :88: :88: :88: :88: :88: :88: :88:
شكرااااااا ....الظاهر ما عجبت حداااااااااا

__________________

لاء انا عن نفسى أعجبتنى كلماتك كثيرا فانها تروى الواقع شكرا لك على الموضوع اللطيف

__________________
أقسى اللحظات
(أن تقف أمام شخص يبكي ولا تملك الشجاعة لأن ترفع يدك وتعانقه)

أقسى اللحظات(أن يعطيك شخص كل معاني الحب من قلبه وتعجز عن أعطائه معنى واحد من قلبك )

شكرا

موضوعك مميز وواقعي اختي

مشكورة
اضيف نحن الشباب نعلم بهذا الامر فاذا فكر الشاب بتزوج بنت جميلة ومتبرجة يخاف من نظرات الناس اليها عند خروجه من البيت وذلك كما قلتي محاولة المحيطين به كسر الحواجز للتعرف على المدام.
فتاة الاحلام كثير من الشباب كانت حلم وكان نصيبه فتاة اخرى اقل مواصفات
اهم شيء هو الدين ثم النسب، لانه لا يعقل ان تاخذ بنت من عائلة عليها اشكاليات