عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree643Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #451  
قديم 11-29-2012, 08:23 PM
 
Talking

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفكم يا حلوين ، ادري أني تأخرت كثييييييييير :heee:

ان شاء الله البارت يحوز على رضاكم و يكون بالطول المناسب

و على سبيل التغيير باحط الأسئلة اول بعدين البارت :hehehe:

1- ما الذي قصده كلايد بقوله " أتأمنين على نفسك من جون " ؟
2 - ما رأيكم بالبارت صدقا و بعيدا عن المجاملات ؟
3- كالعادة " انتقادات _ اقتراحات _ استفسارات "؟


اتمنى لكم قراءة ممتعه :glb:
__________________
الى اللقاء
رد مع اقتباس
  #452  
قديم 11-29-2012, 08:25 PM
 



تائهة في الظلام -2-

أسرعت جيسيكا وخرجت من الباب الخلفي للمطبخ .. أفقدتها الرياح الشديدة توازنها ولكنها لم تسقط ، لمحت سيارة حمراء فأسرعت اليها .. فتحت الباب الأمامي و جلست على المقعد..
_جيسيكا بتوتر : مرحباً ..
_ كلايد بابتسامة : اهلا ..
ثم انطلق وسط تلك الطرقات التي كانت تعج بالناس على الرغم من الجو البارد في الخارج .. اما في داخل السيارة الهدوء سيد المكان .. كانت جيسيكا تختلس النظر اليه في بعض الاحيان .. ما زالت مفتونة بتلك العينين الخضراوتين حتى شعرت بأن بريقهما غير طبيعي كبريق عيني جون هل هناك ما يربطهما يا ترى ؟ .. أطالت النظر هذه المرة حتى انتبه لها .. التفتت للنافذة بخجل و لقد شعرت بحرارة و دقات قلبها تتسارع .، ارتسمت ابتسامة على ثغره و عاود النظر للطريق ...
" يا إلهي ما هذا الموقف اتمنى لو تنشق الارض و تبتلعني ، الجو يزداد حرارة " هذا ما تردد في ذهن جيسيكا
بينما جلس الآخر يفكر وهو حائر " لا تبدو انها كما حكي لي عنها ، تبدو ساذجة او ان والدها أخفى عنها من تكون" ..
_ توتر قبل أن يتحدث و لكنه قال متحدثا بنبرته التي تبث الطمأنينة في النفس : جيسيكا من اين انتي لا يبدو انك من سكان لندن ؟
_ جيسيكا و هي تحدق للنافذة : من احدى قرى بريطانيا الصغيرة .
_ كلايد : ما الذي دفعك للقدوم الى لندن .. ان كنت لا تريدين الاجابة لا بأس .
_ التفتت اليه و قالت : لقد توفي والدي قبل بضعة اشهر ثم انتقلت هنا للعيش مع جون .
_ قال بحدة : اتأمنين على نفسك من جون! “ أدرك ما زل به لسانه للتو فأردف بنبرته المطمأنه " انظري لقد وصلنا لمنزل الآنسة مارغريت .
أوقف السيارة أمام ذلك المنزل المتوسط الحجم ، ذهبي اللون ، الذي تجمل ببعض زهور الجوري و الياسمين ، سادت فترة من الصمت ، كان ينظر اليها منظرا ان تترجل من السيارة بينما الاخرى تحدق أمامها محاولة استيعاب ما قاله للتو ..
_ جيسيكا بخوف : ما الذي عنيته بقولـ…
_ قاطعها قائلا و هو يسلمها احد العلب : هيا لا يجب ان نتأخر على العُملاء .
فتحت باب السيارة .. ثم خرجت منها لتتطاير خصلات شعرها البنية مع النسمات الباردة .. سارت ببطء نحو البيت .. حتى وصلت لبوابة ذهبية صغيرة .. أمسكت بها أخذت نفسا عميقا ثم فتحت البوابة بتروي لكي يستقبلها شذى الزهور التي تسعد النفس .. سارت على الطريق الظاهر من بين الأزهار المزروعة بالأرض
قالت في نفسها " يبدو أن سكان لندن يعشقون الأزهار " .. وصلت للباب طرقته بكل هدوء ثم تراجعت للخلف ، فتحت الباب سيدة تبدو في الثلاثين من عمرها ، كانت ترتدي قميصا ابيض اللون يصل كٌميّه لمرفقيها وفوقه معطف من الصوف كحلي اللون مع بنطال أسود اللون ، جمعت شعرها الأشقر في ضفيرة ، و قد ارتدت فوق عينيها العسليتين نظارة طبية ، كانت ملامحها تجعلها تدخل قلبك بكل سهولة ..
_ مارغريت بإبتسامة : هل استطيع مساعدتك ايتها الشابة ، آه على ما يبدو أنك تمسكين بكعكتي من مخبز جون .
_ مدت جيسيكا العلبة للأمام لتناولها لمارغريت : أجل ، اتمنى ان تتستمتعي بالكعكة .
_ مارغريت : شكرًا لك يبدو أنك لطيفة ، ما رأيك بأن أدعوك لكي نحتسي الشاي معا .
_ جيسيكا : ربما في وقت لاحق آنستي ، فلدي طلبات أخرى علي إيصالها .
_ مارغريت : كما تشائين ، على شرط ان تعودي لزيارتي .
_ جيسيكا : حسنا سأحاول ، الى اللقاء .
_ مارغريت : الى اللقاء .
ثم أغلقت الباب.. أسرعت جيسيكا خطاها لتعود للسيارة و تحتمي من الهواء البارد ، دخلت السيارة لينطلقا ، لم يحدث شيء يذكر فقد كان الصمت هو سيد المكان و استمرا بإيصال الطلبات الى أصحابها ، لساعتين حتى انتهيا .. ، كانا يسيران في طريق طويل تجمعت الأشجار على جانبيه ما زال الوقت عصرا ، كانت تلك العبارة تتردد في ذهنها •أتأمنين على نفسك من جون • لم قد يقول أمرا كهذا ! ، أما الآخر جلس يعاتب نفسه على ما تفوه به " سحقًا لي " هذا ما قاله في نفسه ، ركن السيارة فجأة على جانب الطريق عند لافتة كتب عليها 400 ميل ، أخذ نفسا ثم خرج من السياره ، وبدأ في السير بإتجاه تلك الأشجار ، أمسكت جيسيكا بمقبض الباب و فتحته ، خرجت من السيارة و هي تهتف بغضب : ما الذي تفعله ، لم يجبها بل سار و هي موقنٌ بأنها ستلحق به ، رأيته جيسيكا يتوغل داخل تلك الأشجار التفتت الى الطريق خلفها لقد كان خاليا من البشر شعرت بقليل من الخوف ، "تبا" هذا ما قالته قبل أن تنطلق خلفه ، رأته واقفا ، أسرعت السير بإتجاهه لتنفس عن غضبها ، فتحت فمها لتبدأ بالحديث و لكن ما رأته أخرسها تماماً وقفت منذهلة تماماً ، التفت اليها ليجدها واقفة خلفه ، قال بنبرة ساخرة : ظننت ان قريتك مليئة بمثل هذه المناظر ، لم ترد عليه بل شعرت بسعادة غير طبيعية غمرتها ، الزهور البنفسجية التي امتزجت بالثلج غطت على خضرة الأعشاب .. الفراشات تطير فوق الأزهار على الرغم من الجو الشتوي .. بحيرة زرقاء تجمدت أطرافها تشعرك بالانتعاش .. وفوقها بُنيَّ جسر خشبي ، رائحة الأزهار و الشتاء و النسمات التي تحرك مياه البحيرة فيمتزج انعكاس الأشجار و الأزهار ليشكل اجمل لوحة فنية ، رأيته يقطف بعض الأزهار ، ثم وقف مبتسما لها ليكمل سيره الى الجسر ، سارت خلفه حتى وصلا لذلك الجسر الخشبي ، جلس و ترك رجليه يتدليان من الاعلى ، فعلت مثل ما فعل ، جلست تراقبه بهدوء و هو يحاول أن يصنع طوقا من تلك الأزهار ولكنه يفشل ويتمتم بغضب ، امتزجت أشعه الشمس مع خصلات شعره الشقراء و النسائم تبعثرها ، نظرت للشمس التي اصبحت تميل للغروب ، السماء برتقالية و ذهبية ، نظرت حولها كيف انعكس لون السماء على الأزهار و البحيرة ...
_ جيسيكا بهدوء : أتأتي الى هنا دائماً ؟
_ أجابها و هو ما يزال مشغولا بالأزهار التي في يده : نعم ، لعلي أتخلص من هموم الحياة .
_ جيسيكا : هموم ! مثل ماذا هموم عمل أم دراسة .
_ نظر اليها ثم قال مبتسما : كم أنتي فضولية !
_ جيسيكا : سألتني و حان دوري لكي أسألك
_ قال وهو ما زال يعمل على تلك الأزهار : هذا يبدو عادلا ، تفضلي بالسؤال .
_ قال و هي تحرك رجليها في الهواء : كم تبلغ من العمر ؟
_ التفت اليها ثم عاود النظر الى الأزهار : الثالثة و العشرون .
_ قالت بتعجب : الثالثة و العشرون ، يجب ان تزاول عملا حقيقيا وليس ان تعمل فتى توصيل .
_ كلايد ساخرا : حقاً يبدو ان عملك هو الحقيقي .
_ جيسيكا : ما زلت في الثامنة عشر من عمري ، وبقي الكثير أمامي .… صمتت ثم هتفت انظر للغروب .
بينما كانت تنظر للغروب الذي هو من اجمل المشاهد .. امسك بيدها و البسها طوق الأزهار ، توردت وجنتيها " يبدو فاشلا في صنع الأطواق لان هذا الطوق مضحك " ..
_ قالت بـ ابتسامتها الساحرة : انه رائع شكرًا لك .
_ نهض متجها الى السيارة : اعلم انه قبيح .
_ تبعته وهي تحاول ان تكتم ضحكتها : لا حقاً يبدو جميلا .
ركبا السيارة ، لقد رحلت الشمس ، وصلا للحي الذي يوجد به مخبز العم جون .
_ فتحت جيسيكا باب السيارة ولكن قبل ان تخرج قالت : ألن تأتي للداخل .
_ قال لها : لقد انتهى وقت العمل و المخبز سيغلق أبوابه و علي العودة للمنزل للاعتناء بوالدتي.
_ جيسيكا : حسنا أراك غداً إذن .
أغلقت الباب ثم اتجهت للمخبز فعلا لقد أُغلقَ الباب الأمامي ، فأسرعت للباب الخلفي ، لقد كان مفتوحا ، تذكرت محاولاتها الفاشلة عندما كانت تريد الدخول لمنزل عمها فاضطرت للتسلسل من النافذة ، دخلت لقد كانتا آليس و جوزفين مشغولتين بإعادة الأغراض و ادوات المطبخ لاماكنها ..
_ آليس : لقد انتهينا آخيرا .
_ هتفت جوزفين بمرح : أجل و لقد و صلت جيسي .
_ التفتت آليس الى جيسيكا فلمحت طوق الأزهار الذي بيدها فقالت بإبتسامة مغزى : يبدو انكِ قضيتي وقتا ممتعا .
_ جيسيكا : يا لكِ من تافهة .
_ جوزفين بمرح : جون في انتظارك
_ جيسيكا بتعجب : في انتظاري !
_ آليس : يا لكِ من خرقاء ، هل نسيتي سبب قدومك الى هنا ؟ سر والدك .
" سر والدي " هذا ما تردد في ذهنها قبل ان تنطلق بسرعة البرق الى خارج المطبخ لتجده جالسا على أحد الطاولات وهو يرتشف كوبا من القهوة الساخنة ، سحبت الكرسي المقابل له و جلست عليه ، انضمت إليهما آليس و جوزفين ..
_ جيسيكا بسرعة : هيا يا عمي اسرع.
_آليس بسخرية : هيا ستنفجر .
أخرجت جوزفين قهقهة بينما نظرت جيسيكا الى آليس نظرات تعني اخرسي
_ وضع كوب القهوة جانبا نظر الى جيسيكا التي تهتز في مكانها قال متحدثا بهدوء : في الواقع لا أعلم الكثير فوالدك كان شخصا كتومًا ، أخبرني بأن امك هجرتك و انتي ابنة الـ5 شهور و أخذت معها أخيك الذي يكبرك بعشر سنوات ... " عادت الذكريات بجون الى ذلك المطعم الصغير في روما حيث جلس مع صديق عمره الذي كان يمسك بابنته الرضيعة التي بلغت خمسة أشهر فقط ، كان الجو ربيعيا دافئا مع مناظر روما الخلابة ..
_ جون : لا اصدق بأن فيدا تركت خلفها رضيعة و هاجرت الى لندن !
_ باركر ( والد جيسيكا ) و هو ينظر لابنته النائمة بعمق و قد بدت عليه الحيرة : لا اعلم هل اعاتبها لانها تركت الصغيرة من دون أم ، أم أحييها على القرار الشجاع الذي اتخذته ؟!
_ جون : اجننت يا رجل ، بالطبع تعاتبها ، أي ام في هذا العالم تترك طفلة صغيرة !
_ باركر : لقد تركتها لسبب اكبر مني و منها لقد تركتها مرغمة لقد تركتها لتحافظ على سلامتها .
_ جون : ما الذي تهذي به ، لماذا أخذت دريك معها ؟!
_ باركر : دريك ، انه امر مختلف لا استطيع ان أوضح لك فقط لا استطيع ان أخبرك .
بعدها نهض من على الكرسي و هو يحمل ابنته بيديه نظر لصديقه بنظرات الوداع ، و لم ينطق بأي حرف ..
بينما جلس جون مكانه يراقبه يبتعد و يبتعد حتى اختفى في طرقات روما ... "
هذا كان آخر لقاء بيني وبين والدك لقد كان غامضا قلقا حائرا ، كانت والدك تسكن هنا في لندن و لكنها على ما اعتقد توفيت فانتقل أخيك للعيش مع جدته في احد مدن بريطانيا ، لم اسمع عنه شيئا و لا اعرف اين هو "
_ جيسيكا بصوت بالكاد يسمع : اتعني ان لي أخا !
_ آليس : لكن ما الذي دفع والدتك لان تهاجر غريب ما قاله والدك و غامض .
_ جوزفين : علينا البحث عن دريك باركر و لكن علي العودة الى المنزل فأمي ستقلق علي ، الى اللقاء ألقاكم غداً .
_ جون بابتسامة : الى اللقاء يا عزيزتي .. بعدما خرجت جوزفين أردف قائلا : سنبحث عن أخيك لا تقلقي و الان دعيني أُريكما غرفتكما لانكما تبدوان متعبتين .
أومأت جيسيكا بالموافقة ، بينما ابتسمت آليس نهضوا جميعا ، و اتجهوا للأعلى ، كانت توجد اربع غرف ، سار جون نجو الغرفة الاخيرة على الجانب الأيسر ، سارتا خلفه ، فتح الباب و أنار الأضواء ثم دخل و دلفتا خلفه ،
كانت غرفة متوسطة الحجم ، مطلية باللون البنفسجي الفاتح ، يتوسطها سرير كبير ابيض اللون ، و كان يوجد به حمام و خزانة بيضاء أيضاً بالاضافة الى شرفة كبيرة يوجد بها طاولة و كرسيين متقابلين ، و توسط تلك الطاولة مزهرية صغيرة يوجد بداخلها زهور الياسمين ..
_ جون : أتمنى ان الغرفة اعجبتكما ..
_ جيسيكا بإمتنان : هذا كثير ، لا اعرف كيف اشكرك
_جون : لا توجد كلمة شكر بين الاب و ابنته .. تصبحان على خير
_ آليس و جيسيكا : تصبح على خير .
خرج جون و اغلق الباب خلفه ، ارتمت آليس على السرير ، و بجانبها جيسيكا ..
_ جيسيكا : انه سرير كبير حقاً !
_ آليس و لقد أغلقت عينيها : اجل ، لم أنم على شيء طري لمدة اسبوع .
_ جيسيكا : انت على حق ، و لكنها كانت تجربة مثيرة .
لم تسمع ردا من آليس التفتت لتجدها تغط في نوم عميق ، أغلقت هي الاخرى عينيها و لكنها لم تستطع النوم فلقد كانت بعض العبارات تتردد في راسها " أتأمنين على نفسك من جون " "لقد تركتها لسبب اكبر مني و منها لقد تركتها مرغمة لقد تركتها لتحافظ على سلامتها " أمضت الليل كله و هي تتقلب على السرير الى ان نامت أخيرا..
نسيتا ان تغلقا ستائر الشرقة فأنارت أشعة الشمس المكان ، بدأت الثلوج بالذوبان على مايبدوا ان الربيع في الطريق ، لم تخرج العصافير لتزقزق و تصدح بأصواتها الجميلة لان الجو كان شديد البرودة ،
_ آليس بإنزعاج : من الذي أضاء الأنوار .
_ جيسيكا و هي تتثاءب : لقد نسينا ان نغلق ستائر الشرفة ، انظري يوجد ساعة هنا ايظا انها الساعة الثامنة هيا استيقظي ايتها الكسولة .
_ آليس و قد غطت رأسها : دعيني أنام فانا متعبه .
_ جيسيكا و هي تدفع آليس : هيا علينا ان نبدأ بالبحث .
_ آليس بإنزعاج : حسنا استسلم سأستيقظ فقط توقفي عن دفعي .
نهضت آليس مرغمة و اتجهت ببطء للحمام ، "و أخيرا نهضت تلك الكسولة ، اشعر بضيق " هذا ما قالته جيسيكا في نفسها ، انطلقت للشرفة و فتحتها لتهوية الغرفة قليلا ، جلست على الكرسي ، لفت انتباهها زهرة الياسمين البيضاء ، تذكرت طوق الأزهار الذي قدمه كلايد لها فركت رأسها بحيرة ، " لم ما زلت افكر في كلماته ، أتأمنين على نفسك من جون ، ما الذي يقصده " هبت نسمة هواء باردة .. تطايرت خصلات شعرها .. ارتعش بدنها .. وضعت ذراعها على الطاولة و أسندت ذقنها على يدها .. بينما كانت تتعبث بتلك الأزهار البيضاء بيدها الآخرى "مم أردتِ حمايتي يا أمي ، و أي ام تترك ابنتها لمصلحتها ، اين انت يا أخي ، لم كان ابي يخاف علي هكذا ، يا الهي متى سأجد أجوبة على اسألتي و أريح رأسي " سرحت بعيدا بأفكارها .. تقدمت آليس للأمام و رأتها شاردة الذهن .. ابتسمت بمكر ثم قالت : اتفكرين بطوق الأزهار الذي على يدك ؟ ، نهضت جيسيكا من على الكرسي متجهة الى الحمام : لا اعلم متى ستكفين عن تفاهتك ! هذا ما قالته جيسيكا قبل ان تغلق باب الحمام خلفها ، " يبدو انها سيكون يوما متعبا ، اين سنجدك يا دريك باركر " آليس..
بعد عشرين دقيقة ..
أغلقت جيسيكا الباب بهدوء ..
_ آليس بهمس : أسرعي بإغلاق الباب .
_ جيسيكا بهمس : ربما يكون نائما لهذا أغلقت الباب بهدو.
_آليس بهمس : انظري كم المكان كبير لا أظن بأن صوت الباب سيوقظه!
_ جيسيكا بهمس : اذا لم تتحدثين بهمس ؟
_صمتت آليس لبرهة ثم قالت بإنزعاج : لا يهم ، هيا فلنستأذن من جون و نذهب للبحث عن أخيك .
_جيسيكا : انت محقة ، ثم أردفت بحيِّرة : ولكن اين هو مكتبه انظري أمامنا ثلاثة أبوابٍ نجهل ما يوجد خلفها .
_ آليس : حسنا لندخل الى الباب الذي بجانب غرفتنا .
اومأت جيسيكا بالموافقة ثم تقدمتا بإتجاه الباب ، أمسكت جيسيكا بالمقبض و فتحته ، اطلتا برأسيهما فقط لداخل الغرفة ، لقد كانت مطلية باللون الزهري ، بها سريران أبيضان ، يفصلهما نافذة كبيرة أضاءت الغرفة بأكملها ، و أمامها مكتبة كبيرة مليئة بكتب عديدة وضعت أمامها طاولة مربعة بيضاء مع كراسي بيضاء ايظا ، الكثير من الصور المعلقة على الجدران ، و كان لسقف الغرفة لون غريب عجيب يحرك المشاعر ،
_……: فضوليتان
جاءهما صوت من الخلف لتقفزا برعب من مكانهما ..
_ جيسيكا بتوتر : العم جون كنا نبحث عن مكتبك واحترنا ففتحنا هذا الباب انا حقاً أسفة لم اقصد
_ آليس ببرود : لمن هذه الغرفة ؟
_ جيسيكا بغضب : آليس !
_ جون بإبتسامة : لا بأس ، تفضلا للداخل لأخبركما.
أسرعت آليس بالدخول ، ابتسمت جيسيكا بتأسف لجون من تصرفات آليس و دخلت الغرفة مرسلة نظرات العتاب لآليس التي جلست على طرف احد السريرين و جيسيكا بجانبها ، بينما كان جون يتحسس الكتب التي تلطخت بالرماد ، و كأنما يستعيد ذكريات مؤلمة و جميلة في نفس الوقت ، قال بصوت مبحوح : كانت لي توأمتان تملئان المكان بضحكاتهما على الرغم من انهما كانتا فتاتين جامعيتين ولكن تصرفاتهما كانت طفولية ، عندما وصلتما لهنا عادت لي ذكرياتهما تصرفاتكما و أنتما تتشاجران على أتفه الأسباب ، تساندان بعضكما ، شخصية آليس الغريبة التي تتحول من مرحة الى باردة .. اشتقت إليهما
عمت لحظة صمت حتى قالت جيسيكا متسائلة : اين هما الان ، ما الذي حدث ؟
_ أخذ نفسا عميقا ثم تحدث قائلا : رحلتا بلا عودة ، الى مكان والدك يا جيسكا
_ جيسيكا بتأثر : انا أسفة ، لم اقصد ان أرجعك للماضي
_ توجه للباب ، ثم قال : يمكنكما الذهاب و البحث عن دريك ، و سأبحث عنه ايظا في المنطقة الجنوبية من لندن .
_ قالت آليس ببرود : انا الغريبة انظري كيف يتحدث عن ابنتيه بلا مشاعر و لم يذرف دمعة واحدة ولا حتى اي تأثر .
_ جيسيكا وهي تغادر الغرفة : ربما انت خالية من المشاعر .
_ آليس و هي تلحقها على الدرج : شكرًا لك يا مليئة المشاعر .
وصلتا للطابق السفلي لم يكن يوجد اي زبائن ، فالمتجر مغلق ، و اليوم عطلة ، خرجتا للخارج كان الجو باردا جداً مع ان الثلج بدأ بالذوبان ، ذهبتا تبحثان عنه في كل منزل من لندن صغيرا ام كبيرا فخما او رثا ، توقفتا قليلا للغداء و اخذ قسط من الراحة ثم سألتا عنه في كل متجر و مركز و بلا اي جدوى لم يكن يوحد اي احد يدعى " دريك باركر " الشمس بدأت بالغروب الجو ازداد برودة ..
_ آليس : ربما لا يسكن في لندن .
_ جيسيكا بإحباط : ربما او ربما لقد نسينا مكانا ما .
_ آليس و هي تضع يدها على كتف جيسيكا : جيس لم ننسى مكانا واحدا بل لم نترك أحدا لم نسأله ، أردفت و هي تشير الى احد المتاجر : ما رأيك بأن نحتسي بعض القهوة .
اومآت جيسيكا بالموافقة و تبعت آليس الى المتجر بصمت ، دخلتا الى المتجر الذي كان مكتضا الجميع يريد كوب من القهوة الساخنة في هذا الجو البارد ، وصلتا الى منضدة الطلبات ..
_ آليس : تريدين قهوتك سادة صحيح ؟
_ جيسيكا : اجل .
بينما كانت آليس تطلب ، كانت جيسيكا تنظر للمكان حولها بقنوط ، حتى وقعت عينيها على تاريخ اليوم .. فتحت ثغرها ...
_ آليس : ما بكِ ؟! آمسكي قهوتك و دعينا نجلس
جلستا على الطاولة بالقرب من النافذة .. بدأت آليس باحتساء قهوتها
_ جيسيكا وهي تحدق الى قهوتها : الاول من ديسمبر.
_ آليس بتعجب : تقصدين اليوم ما به !؟.
_ جيسيكا بإبتسامة : لقد بلغت التاسعة عشر اليوم .
_ آليس بفرح : اليوم هو يوم ميلادك .

_……:دريك
انتفضت جيسيكا من على الكرسي عندما سمعت هذا الاسم و لكن خاب أملها عندما رأت امرأة تصرخ على ابنها الصغير ، عاودت الجلوس مرة أخرى .
_ جيسيكا : ليس سوى فتى صغير .
_ آليس و قد ضمت يدها بيد جيسيكا : لا تقلقي سنجده ، سنبحث خارج لندن .
_ جيسيكا بتفاؤل : بالطبع سنفعل .
ابتسمتا و هما تحتسيان القهوة ، بعدما انتهيتا خرجتا من المتجر وقد لفت إحداهما ذراعها بذراع الاخرى .. القمر ساطع بلون فضي جميل ، طغى على ضوء النجوم ، و خصلات شعرهما تتطاير في الهواء
_ آليس : أخبريني عن طوق الأزهار .
_ جيسيكا بمكر : لن افعل .
_ آليس : كما تشائين كم آود النوم الآن !
_ جيسيكا : لقد و صلنا هيا أسرعي بالدخول .
دخلتا للمتجر الذي كانت أنواره مطفأة تسابقتا على الدرج و هما تصعدان للأعلى ،
_ جيسيكا و هي تلتقط أنفاسها : كم الركض متعب .
_ آليس : أجل .
اتجهت جيسيكا لمكتب جون ، طرقت الباب قبل الدخول ..
_ جون و هو بتحدث بالهاتف : ستكون مراسم الدفن غداً .
_ جيسيكا بتعجب : مراسم دفن !
_ آليس : من الذي توفي ؟
_جون بعدما اغلق الهاتف : والدة كلايد ، المسكين عمل في اكثر من مكان ليوفر لها الدواء و العلاج الى جانب دراسته .
_ آليس : يا الهي .
_ جيسيكا بحزن : ياللمسكين ، سأرافقك للعزاء غداً .
_ آليس : وأنا سأبقى هنا لمساعدة جوزفين على إدارة المتجر في غيابكما .
_ جون : حسنا .
_ جيسيكا : الم تجد أثرا لأخي ؟
_ جون : لا يا عزيزتي صدقيني بحثة في كل مكان لكني لم اجد أثرا
_ جيسيكا بإبتسامة : لقد حاولت .
_ آليس : تصبح على خير .
_ جيسيكا : تصبح على خير .
_ جون : تصبحان على الخير .

ارتمت آليس على السرير ،و بجانبها جيسيكا ، هذه المرة غفتا بسرعة و بعمق فقد تعبتا كثيرا .. ولكنهما لا تعلمان ان ما تخفيه الايام القادمة اشد و أقسى وقد تضطران لترك هذا الفراش الناعم .. من يعلم ؟!

صباح كسابقه ، جيسيكا تحاول إيقاظ آليس التي تستيقظ بعد عناء طويل ثم تقضيان ساعة و نصف لتتجهزا ، و نصف ساعة أخرى للفطور ، أسرعت جيسيكا للأسفل بفستانها الاسود و لحقتها آليس .
_ آليس : هيا يا جوزفين دعينا نفتح المتجر.
_ جوزفين بمرح: أجل هيا .
_ جون وهو ينظر لجيسيكا : هيا لا نريد التأخر .
_ جيسيكا : بالطبع .
خرجت جيسيكا مع جون للخارج ثم تبعته لسيارة سوداء كلون السماء اليوم ، فتحت جيسيكا باب السيارة و قبل ان تدخل رفعت رأسها للأعلى و حدقت للسماء الكئيبة التي هجرتها الشمس و ملئتها الغيوم الرمادية منذ بداية اليوم " هل ستبكين علينا ام معنا ايتها السماء ؟!" هذا ما قالته قبل ان تدخل للسيارة و تغلق الباب ، شغل جون المحرك و انطلق بسيارته..
_ جون : على ما يبدو انها ستمطر اليوم .
_ جيسيكا : اجل.
_ جون : المقبرة ليست ببعيدة سنصل بعد دقيقتين .
_ جيسيكا: أهي بهذا القرب ؟!
_ جون : أجل ، انظري لقد وصلنا .
_ جيسيكا : لم اتعبنا السيارة ، كان بإمكاننا المشي.
خرجا من السيارة و دخلا للمقبرة ، اجتاح جيسيكا شعور غريب ...
_ جون : لقد وصلنا في الوقت المناسب ، سيبدأون المراسم الان .
لم تقل جيسيكا شيئا ، لقد كانت تبحث عن الذي شغل بالها لمحته يقف في مقدمة المعزين ، امام التابوت الذي احتوى جسد والدته ، ملابسه الغير مرتبه ، شعره المتبعثر ، تلك الحدائق السوداء تحت عينيه الحمراوتين لقد كان ينتحب طوال الليل بمفرده ، شعرت بأن دموعها نزلت ، لقد كانت مقهورة لأجله هل أحبته لتلك الدرجة !؟ ، ألم يعتصر قلبها ، حزن عميق ، تذكرت شعورها عندما فقدت والدها ، تخيل شخصا يشاركك يومك دائماً ، تستيقظ فتجده أمامك يصبح عليك ، و تستيقظ في اليوم التالي ولا تجده و من دون اي سابق إنذار يصبح هذا الشخص ذكرى !
مشت وهي تمسح دموعها ، وقفت بجانبه ، لم تعلم ما الذي تقوله ، ففضلت الصمت ، كما كان هو صامتا ، عرفت بأنها مهما قالت من كلمات فإنها لن تنفع ، كانت تحدق به طوال الوقت و الدموع محتشدة بعينيها لم تسمع ما الذي كان يقوله الناس الذين جاؤا ليعزوه ، دفنوا المتوفية و هي لم تشعر ، أفاقت من شرودها عندما دفعها جون من الخلف قائلا : هيا يا جيسيكا دعينا نوصل كلايد الى منزله ، هزت رأسها موافقة ، بينما سار الاخر الى سيارة جون من دون اي كلمة ، نظرت لجون بقلق بينما بادلها بإبتسامة مطمئنة مغزاها لا تقلقي سيكون بخير .
الشمس بدأت بإرسال القليل من أشعتها و لكن الجو مازال باردا ، صمت رهيب في السيارة من المقبرة حتى منزل كلايد الذي لم يكن ببعيد ، فتح كلايد باب السيارة و اتجه الى منزله ، وهذا ما فعله جون و جيسيكا ، وقفوا خلفه يراقبونه وهو يحاول ان يجد المفتاح ، تقدمت جيسيكا و أمسكت بمقبض الباب لقد كان مفتوحا ، دخل كلايد من دون ان يقول اي شيء و اتجه لشرفة المنزل ليجلس على الدرج و حيدا ، دفع جون جيسيكا من الخلف بلطف لتدخل المنزل ، اول ما تلقاه عند الدخول مطبخ مفتوح على يسارك و غرفة جلوس على يمينك ، بالاضافة لشرفة في وسطهما و درج يقود للطابق العلوي .
_ جون و هو يغلق الباب : اذهبي و تحدثي اليه.
_ جيسيكا : و ما الذي ستفعله انت ؟
_ جون وهو يتجه للمطبخ : سأعد له بعض الطعام انظري اليه كيف يبدو شاحبا .
_ جيسيكا : انت محق .
تمشي بخطوات ثقيلة لتلك الشرفة ، تتسارع نبضات قلبها ، يزداد توترها ، فما الذي ستقوله ، كيف تواسيه ، جلست الى بجانبه بهدوء على الدرج .. ، الهدوء قاتل لا شيء سوى صوت الرياح ، الا ان نطقت ..
_ جيسيكا بتوتر : حديقة خلفية جميلة جداً على الرغم من انها صغيرة .
_ كلايد وهو ينظر الى الامام : ما الذي فعلته عندما فقدت والدك ؟
_ جيسيكا و هي تفرك أصابعها ببعض : لم اكن املك سوى البكاء .
_ كلايد : لكنه لا ينفع ، لن يعودوا .
_ جيسيكا بحزم : اذا تخطى الامر ، انظر لتلك الهالات السوداء تحت عينيك ، وجهك. الشاحب ، عينيك المتورمتين من البكاء، لن يعدوا أبدا و الحياة تستمر من دونهم ، اشغل نفسك بالدراسة ، ابدأ بالعمل ، كون بعض الصداقات ، ابحث عن فتاة تشاركك حياتك فأنت في الثالثـ
_ قاطعها كلايد وهو ينظر لعينيها : احبك !
__________________
الى اللقاء
رد مع اقتباس
  #453  
قديم 11-29-2012, 08:44 PM
 
حجز ^^
kαtniS likes this.
__________________




-لا أقبل طلبات التصميم على الخاص-


مِـرآة بـلا إطـار\مُدونتـي|الحـبٌ لـا يستَعبِــدُ أحـداً \روايتـي|القـرآن الكريم|إمح ذنـوبك
رد مع اقتباس
  #455  
قديم 11-29-2012, 09:11 PM
 
مشكوره وننتظر التكملة
kαtniS likes this.
__________________
sweet black
شكرا اختي Ĵust Đrëâm
على التوقيع[/COLOR]


^_^روايتي الاولى انتي نادلتي^_^

http://vb.arabseyes.com/t330593.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بستان قلبى (بقلمى) سحرالنيل نثر و خواطر .. عذب الكلام ... 10 10-21-2016 07:44 PM
سر فوق قلبى وابتعد (بقلمى) سحرالنيل نثر و خواطر .. عذب الكلام ... 6 04-25-2012 06:19 PM
لا تحزن يا قلبي سيرين الدلوعة مواضيع عامة 13 04-27-2010 12:11 PM


الساعة الآن 10:21 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011