01-25-2013, 10:39 PM
|
|
سَامَحْتُكِ يَا ابْنَتِي هَا أَنَا أَجْرِي فِي ذَلِكَ الْمَمَرِ الذِي لَا أَرَى لَهُ نِهَايَةً ، أَنْعَطِفُ عِنْدَ كُلِ مُنْعَطَفٍ عَلَيَّ أَنْ أَجِدَ
الطَّرِيقَ الصَّوَابَ وَ لَكِنْ كُلُ مَا وَجَدْتُ هُوَ الظَّلَامُ مِنْ حَوْلِي ، أَسْمَعُ صَوْتَ أُنَاسٍ يَبْكُونَ يَنْحُبُونَ
وَ صَيْحَاتُ نِسَاءٍ وَ أَطْفَالٍ أُحَاوِلُ الوُصُولَ لَكِنْ مْنْ دُونِ جَدْوَى مَرَّت مِنْ أَمَامِي صُورَةٌ لِي وَ أَنَا صَغِيرَة أَضْرِبُ اُمِي بِكَفَيَّ الصَّغِيرَتَيْن لَا أَزَالُ أَذْكُرُ
هَذِهِ اللَّحْظَةَ جَيِّدًا كُنْتُ غَاضِبَةً لِأَنَّ أُمِي لَمْ تَسْمَح لِي بِالْخُرُوجِ ،
وَ هَا هِيَ صُورَةٌ أُخْرَى أَظْهَرُ فِيهَا وَ أَنَا فِي فَتْرَة المُرَاهَقَةِ وَ أَنَا أصْرُخُ فِيهَا عَلَى أُمِي لِأَنَّهَا نَسِيَّتْ
أَنْ تَغْسِل لِي ثِيَابِي التِّي يُفْتَرَضُ بِي أَنْ أْرْتَدِيهَا اليَومَ مِنْ كَثْرَةِ أَعْمَالِهَا
كَمْ كُنْتُ حَقِيرَةً لِأَنَّنِي لَمْ أُبَالِي بِالتَّعَبِ وَ الإِرْهَاقِ الباَدِيَيْنِ عَلَى وَجْهِهَا كَمَا لَمْ أَلْحَظِ الشُحُوبَ و
الهَزْلَ عَلَيْهَا
لَكِنَّهَا فِي المُقَابِل حَاوَلَتْ تَقْبِيلِي فأَبْعَدْتُهَا بِعُنْفٍ و سِرْتُ غَيْرَ آبِهَةٍ بِنَظَرَاتِ الحُزْنِ التِّي كَسَتْ مَلَامِحَهَا
وَتَرَكَتْ هِيَ كُلَّ أَعْمَالِهَا لِهَا قَصْدَ تَنْظِيفِهِمْ
بَعْدَ ساَعَةٍ عُدْتُ إِلَيْهَا لِأَجِدَهُمْ عَلَى ذِرَاعِهَا يَتَمَايَلُون مَدَّتْهُمْ لِي فَأَخَذْتُهُمْ بِقَسْوَة وَ مِنْ دُونِ كَلِمَةِ
شُكْرٍ اِلْتَفَتُ صَاعِدَةً الَى غُرْفَتِي لِتَجْهِيزِ نَفْسِي
وَ بَدَأَتْ صُورَةٌ أُخْرَى لِي مَعَ أُمِي بِالظُّهُور وَ بَدَأَتْ دُمُوعِي بِالنُّزُولِ مَعَهَا اِنِّي خَائِفَة أُمِّي أيْنَ أَنْتِي؟
سَاعِدِينِي ... عُدْتُ أرْكُضُ وَ أَرْكُضُ وَ الصُّوَرُ لَا تَزَال تَظْهَرُ بِدُونِ تَوَقُفْ حَتَى لَمَحْتُ هُنَاك مِنْ بَعيد نُورًا خَافِةً
اِتَّجَهْتُ نَحْوَهُ وَكُلِي أَمَلٌ بِالنَّجَاة كِدْتُ اَصِلُ لَقَدْ فَعَلْتُهَا
وَ أَغْمَضْتُ عَيْنَيَّ مِنْ جَرَّاء ضَوْءِ الشَّمْسِ
التّي تَسَلَطَتْ عَلَيَّ دُمُوعِي لَا تَزَالُ تَتَسَاقَط و جَفْنَايَ اِحمَرَا كَمَا وَجْنَتَايَ
وَ لَا أَنْسَى شَعْرِي المُبَعْثَر
الذِّي اِلْتَصَقَ بِوَجْهِي وَ فَوْرَمَا اِسْتَطَعْتُ الرُؤْيَا فُوجِئْتُ بِوَفْدٍ كَبِيرِ مِنَ النَّاس يَبْكِي أَجَل يَبْكِي
و هُوَ
مُلْتَفٌ بِشَيْءٍ لَا أَسْتَطِيعُ رُؤْيَتَهُ خَطَوْتُ خُطْوَةً وَاحِدَةً فالْتَفَتَتْ وُجُوه الجَمِيعِ نَحْوِي تَحْمِلُ فِي نَظَرَاتهَا
الحِقْدَ و الكَرَاهِيَة و الغَضَب و ابْتَعَدَ البَعْضُ مِنْهُم مُشَكِلِينَ
مَعْبَرًا سَمَحَ لِي بِرُؤْيَةِ الشَّيْء اِنَهُ تاَبُوت
أَنَا أَقْتَرِب بِتَرَدُد وَ قَلْبِي يَدُق أَلْفَ دَقَة فِي الثَانِيَة اِنْحَنَيْتُ لأَقْرَاَ لَوْحَتَهُ فَرَاَيْتُ كَلِمَةَ
"أُمِي"
مَكْتُوبَةً بِاللَّوْنِ الأَحْمَر الكَبِير تَحْتَهَا اِسْمُ أُمِي الكَامِل جَمَعْتُ يَدَيَّ اِلَى صَدْرِي
كَأَنَمَا أحْتَمِي بِهِمَ مِنْ هَذِه
الحَقِيقَة تَرَاجَعْتُ بِخُطْواَتٍ مُتَعَثِرَةٍ الَى الوَرَاء أَهُزُ رَاْسِي اِسْتِنْكَارًا لِمَا رَأَيْتُ نَظَرْتُ لِمَلَامِح
النَّاسِ عَلِي أَجِدُ أَنَّ كُلَ هَذَا مُجَرَدُ مُزْحَة لَكِنْ هَيْهَات
فَقَدْ بَدَاَ النَّاس يَتَهَامَسُون بَعْضُهُمْ يَقُول "أَلَيْسَتْ اِبْنَتَهَا؟ سَمِعْتُ أَنَّهَا كَانَتْ مُزْعِجَة وَ عَالَة عَلَى أُمِهَا"
و الآخَرُونَ يَلُومُنَنِي قَائِلِين: "يَا لَهَا مِن ابْنَة لَمْ تَحْضُر جَنَازَةَ أُمِهَا حَتَى"
ثُمَ فَجْأَةً بَدَأَ الجَمِيع بتكرار جملة واحدة "اِنَّكِ مُذْنِبَة"
تَقَدَّمُوا نَحْوِي وَ هُم يُرَدِدُون وَ أَنَا أَتَراَجَع ثُمَ صَرَخْتُ بِكَلِمَة وَاحِدَة
"أُمِي"
لِاُحِسَ بِدِفء يغمرني
و يدين يحيطان بي التفت لأجدها أمي حتى في موتها لا تزال تدافع عني
لكم أنت عظيمة يا أمي
أبعدتني ثم ابتعدت بقيت أركض خلفها الاحقها اود الاعتذار أن
أطلب منها مسامحتي فانني اعلم
كم انا عاقة لها الآن لكنني لم أستطع الوصول اليها تعثرت و وقعت
لكنني أكملت مسيري نحوها
هي وحدها فجأة اختفت و سقطت في حفرة سوداء صرخت
"أمي"
و شهقت عاليا استقمت
في جلستي و فتحت عيني لقد كان مجرد حلم كابوس أدرت رأسي
فرأيت ملامح رُسم القلق عليها
انها هي تساقطت دموعي من عيني كالمطر رميت بنفسي عليها احتظنها
و أقبل رقبتها و وجنتيها و
جبينها مرددة
"سامحيني يا أمي سامحيني أنا أحبك"
أعلم أنها لا تهفهم ما يجري لكنها احتضنتني بدورها كم هي دافئة و حنون كيف لم الحظ هذا
من قبل بقينا قرابة عشر دقائق بهذا الوضع ابكي على كتفها و
هي تهدأني بعدها رفعت رأسي
لترى عيني المليئتين بالدموع فغرورقت عيناها ايضا
كيف لم أر هذا الكنز من فبل استهلت الكلام قائلة
"سامحيني يا أغلى أم يا أروع مخلوق على وجه الأرض كم كنت حمقاء لأني لم أقدر
قيمتك كم كنت بلهاء لأنني لم ألاحظ سامحيني سامحيني"
فجاء صوتها الغذب رقيقا ناعما كما نظراتها
"سَامَحْتُكِ يَا ابْنَتِي" |
التعديل الأخير تم بواسطة "هيناتا هيوغا" ; 01-25-2013 الساعة 10:49 PM |