عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree1Likes
  • 1 Post By mohamed_atri
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-03-2013, 02:51 AM
 
الا ترضى ان تكون لنا الاخرة ولهم الدنيا

الحمد لله الذي لم يستفتح بأفضل من اسمه كلام، ولم يستنجح بأحسن من صنعه مرام. الحمد لله الذي أقل نعمه يستغرق أكثر الشكر والحمد لله الذي لا خير إلا منه ولا فضل إلا من لدنه. وصلى الله على سيدنا محمد الذي أدى الأمانة مخلصاً، وصدع بالرسالة مبلغاً ملخصاً، صلى الله على أتم بريته خيراً وفضلاً، وأطيبهم فرعاً وأصلاً، وأكرمهم عوداً ونجراً، وأعلاهم منصباً وفخراً. وعلى آله الذين عظمهم توقيرا، وطهرهم تطهيرا، وبعد يقول العلامة بن الجوزي رحمه الله في كتابه (فيض الخاطر) كما هو على نسخة دار الكتب، وفي مكتبات العالم عدة نسخ منه بعنوان: (صيد الخاطر).جمع فيه أعمق ملاحظاته عن النفس والحياة، من خلال مختلف نشاطاته الفكرية التي كان يمارسها. و في فصل فلسفة الصبر والرضا قال
ليس في التكليف أصعب من الصبر على القضاء، ولا فيه أفضل من الرضى به.
فأما الصبر: فهو فرض. وأما الرضا فهو فضل.
وإنما صعب الصبر لأن القدر يجري في الأغلب بمكروه النفس، وليس مكروه النفس يقف على المرض والأذى في البدن، بل هو يتنوع حتى يتحير العقل في حكمة جريان القدر.
فمن ذلك أنك إذا رأيت مغموراً بالدنيا قد سالت له أوديتها حتى لا يدري ما يصنع بالمال، فهو يصوغه أواني يستعملها.

ومعلوم أن البلور والعقيق والشبه، قد يكون أحسن منها صورة، غير أن قلة مبالاته بالشريعة جعلت عنده وجود النهي كعدمه.
ويلبس الحرير، ويظلم الناس، والدنيا منصبة عليه.
ثم يرى خلقاً من أهل الدين، وطلاب العلم، مغمورين بالفقر والبلاء، مقهورين تحت ولاية ذلك الظالم.
فحينئذ يجد الشيطان طريقاً للوسواس ويبتدي بالقدح في حكمة القدر.
فيحتاج المؤمن إلى الصبر على ما يلقى من الضر في الدنيا، وعلى جدال إبليس في ذلك.
وكذلك في تسليط الكفار على المسلمين والفساق على أهل الدين.
وأبلغ من هذا إيلام الحيوان، وتعذيب الأطفال، ففي مثل هذه المواطن يتمحص الإيمان.
ومما يقوي الصبر على الحالتين النقل والعقل.
أما النقل فالقرآن والسنة، أما القرآن فمنقسم إلى قسمين، أحدهما بيان سبب إعطاء الكافر والعاصي، فمن ذلك قوله تعالى: " إِنَّمَا نُملي لهمْ ليزْدَادُوا إثماً " . " وَلَوْلاَ أَنْ يَكونَ الناسُ أمة واحة لجَعْلنا لمنْ يكفُرُ بالرَّحمن لبُيوتهم سقفاً مِنْ فِضَّةٍ " ، " وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيْهَا فَفَسَقُوا فِيهَا " . وفي القرآن من هذا كثير.
والقسم الثاني: ابتلاء المؤمن بما يلقى كقوله تعالى: " أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَم اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمُ " ، " أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأسَاءُ وَالضَّرّ؟َاءُ وَزُلْزِلُوا " ، " أًمْ حَسِبْتُمُ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ " وفي القرآن من هذا كثير.
وأما السنة فمنقسمة إلى قول وحال. أما الحال: فإنه صلى الله عليه وسلم كان يتقلب على رمال حصير تؤثر في جنبه، فبكى عمر رضي الله عنه وقال: كسرى وقيصر في الحرير والديباج، فقال له صلى الله عليه وسلم: أفي شك أنت يا عمر ؟ ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا ؟.
وأما القول فكقوله عليه الصلاة والسلام: لو أن الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء.
وأما العقل: فإنه يقوي عساكر الصبر بجنود منها أن يقول: قد ثبتت عندي الأدلة القاطعة على حكمة المقدر. فلا أترك الأصل الثابت لما يظنه الجاهل خللاً.
ومنها أن يقول: ما قد استهولته أيها الناظر من بسط يد العاصي هي قبض في المعنى، وما قد أثر عندك من قبض يد الطائع بسط في المعنى، لأن ذلك البسط يوجب عقاباً طويلاً، وهذا القبض يؤثر انبساطاً في الأجر جزيلاً، فزمان الرجلين ينقضي عن قريب. والمراحل تطوى. والركبان في السير الحثيث.
ومنها أن يقول: قد ثبت أن المؤمن بالله كالأجير، وأن زمن التكليف كبياض نهار، ولا ينبغي للمستعمل في الطين إن يلبس نظيف الثياب، بل ينبغي أن يصابر ساعات العمل، فإذا فرغ تنظف ولبس أجود ثيابه. فمن ترفه وقت العمل ندم وقت تفريق الأجرة وعوقب على التواني فيما كلف، فهذه النبذة تقوي أزر الصبر.
وأزيدها بسطاً فأقول: أترى إذا أريد اتخاذ شهداء، فكيف لا يخلق أقوام يبسطون أيديهم لقتل المؤمنين، أفيجوز أن يفتك بعمر إلا مثل أبي لؤلؤة ؟ وبعلي إلا مثل ابن ملجم: أفيصح أن يقتل يحيى بن زكريا إلا جبار كافر، ولو أن عين الفهم زال عنها غشاء العشا.. لرأيت المسبب لا الأسباب، والمقدر لا الأقدار، فصبرت على بلائه. إيثاراً لما يريد، ومن ههنا ينشأ الرضى.
كما قيل لبعض أهل البلاء: ادع الله بالعافية، فقال: أحبه إلي أحبه إلى الله عز وجل.
إن كان رضاكم في سهري ... فسلام اللّه على وسني
haruno sally likes this.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-03-2013, 08:32 AM
 
جزاك الله خيرا على إفاداتك.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-06-2013, 03:07 AM
 
شكرا اخي وهب الله لك اليقين والسلامة وزادك علما
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فأحبوا سيدنا محمد فحبه خير في الدنيا و الاخرة rama ali مواضيع عامة 2 10-22-2010 11:53 PM
ما هي اغلى امنياتك في الدنيا قبل الاخرة المحارب 14 حوارات و نقاشات جاده 1 09-06-2009 02:08 AM
الظلم ظلمات في الاخرة ، ونزع للبركات في الدنيا فريال (نور الإسلام ) نور الإسلام - 1 08-10-2007 09:42 AM
هده جنة الدنيا فما بالك بجنة الاخرة ........صور ام محسن أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 04-19-2007 09:17 PM
هذة افاعى الدنيا ........فما بالك بافاعى الاخرة؟؟؟؟؟؟ امال أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 7 08-20-2006 04:04 AM


الساعة الآن 06:27 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011