بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشاركتي بمسابقة قصة قصيرة





قلت له بكل ما أوتيت من صوت : لا لا سأدخل للمدرسة ..
أردف لي المعلم بغضب : سارة .. أنت لن تدخلي .. أنظري للمدرسة .. تكاد تصبح رمادا من جراء الحريق
رفعت خصلات شعري المبتلة التي عانقت جبيني .. للخلف وقلت وأكاد أجزم بأن صوتي قد وصل لنهاية العالم : لن أترك صديقتي .. تقاسي الأمرين من الحرارة وأنا أنعم بالبرودة .. هنا
أجابني وقد رفع كفه عاليا وكأنه يود صفعي : أصمتي لن تضحي بنفسك .. لأجل فتاة قد تكون من عداد الموتى الآن
قلت له وقد امتلأت مقلاتي بالدموع : ماذا تنتظر .. أصفعني .. هيا
قلت أخر كلمة بصوت مرتفع ..
أنزل كفه لمستواه وقال بهدوء : لن تدخلي .. وأنتهي الأمر ...
قال جملته الغبية والتي جعلتني أستشيط غضبا ...
وذهب تاركا إياي أتخبط بين ثنايا عقلي وصرخات قلبي .. التي جعلتني أتأوه ..
نعم فهي صديقتي ... نعم لن أتركها ... تذوق طعم النار والحرارة اللاجمة .. وأنا ذي هنا .. أتنفس الأكسجين بينما هي تتنفس الدخان وثاني أكسيد الكربون .. لن أستمتع بالهواء وحدي .. هذا ما جعلني ..
أركض بكل ما أوتيت من قوة لأدخل للمدرسة ..نعم دخلت ... لأجد النيران تلتهم .. كل جزء بها
كنت لا أستطيع الرؤية .. كان الدخان يجعل الرؤية تكاد معدومة ..
بدأت بالسعال .. وبدأت أفقد قدرتي على التنفس .. أصبحت عيوني تدمع بسبب الدخان .. أغمضت عيناي .. وبدأت بالصراخ بأعلى حنجرتي : لجين ... لجـــــــــــيـــــــــــــن
كنت أصرخ لصديقتي التي لطالما كانت أختي .. معي بالسراء والضراء ... لا لن أتركها تذوق كل هذا الألم وحدها
هل أنا عديمة الإحساس .. لأجعلها .. تقاسي هذا وحدها
كنت قد فقدت الرؤية تماما وبدأت رئتي بالتقلص .. دون الأكسجين

ــ ماذا ؟؟ .. كيف حصل هذا .. أين كنتم .. كيف تعرضون أحد الطالبات للخطر ..
هذا كان كلام المعلم الغاضب والثائر لأحد المطفئين ..
صرخ أحد الطلاب : لقد خرجت يا أستاذ ..
ألتفت للخلف وذهب مسرعا إلي ليقول : سارة .. أنت بخير .. ألم أخبرك ...............
بتر جملته واعتلته الدهشة وهو يرى لجين مسقطة رأسها على كتفي من الخلف ..
أقترب مني وحملها .. حيث كنت قد حملتها على ظهري
كان لوني قد أصبح أسودا من النيران وأدخنتها.. وقعت على الأرض وأجهشيت بالبكاء
صرخت بكل صوتي : لجين ... أختي .. حبيبتي .. لقد تركتني وحيدة بعالم .. لم أحبه إلا لوجودك به
بدأت دموعي بالسقوط وقد ملأت الأرض ..
بدأت بمحادثة نفسي مثل البلهاء : لجين .. صديقتي لماذا .. لماذا ؟؟ هل تكرهينني لدرجة أنك تتركيني وحيدة .. لجين أقسمت بيوم أنك لن تتركيني .. لماذا أخلفت بوعدك .. لجين لقد أصبحت وحيدة .. لجين .. أرجوك عودي .. لجين أنا أحبك .. لجين أنت أختي ..أختي , نعم أختي ولن تكوني غير نصفي الأخر .. كيف سأعيش من دونك الآن ..
لفظت كلماتي الأخيرة .. لأدخل بعد ذلك في إغماءة .. محزنة كئيبة دون صديقتي

ــ سارة ..
نظرت له , نعم هو المعلم .. كانت الرؤية أشبه بمعدومة .. ولكنها بدأت بالوضوح
قال ليا بابتسامة حزينة : كيف حالك ..
قلت له بغضب : وكيف تريدني أن أصبح وقلبي قد توقف عن نبضه عندما ..ماتت صديقتي .. كله بسببكم
قلتي جملتي الأخيرة .. وقد أشهرت سبابتي بوجهه .. والدموع قد أخذت مجراها على وجهي ...
أمسك سبابتي وأنزلها ليهاجمني بنفس الغضب : أنت حمقاء , لقد عرضت .. نفسك للخطر .. لجثة هامدة لا غير .. أنظري لنفسك .. تعانين ضيق التنفس وتقلص بالشعب الهوائية .. والجروح والحروق تملأ جسدك الصغير
هنا هدئت وابتسمت وسط دموعي لأقول ببرود مميت : أنت مخطئ ... عندما وصلت لها كانت على قيد الحياة .. والذي لا تعلمه أنها ....

عـــــــــــودة لذلك الوقت
ركضت عندما سمعت صوتها تنادي باسمي .. بصوت يكاد يكون غير مسموع
ركضت دون أن أرى شيئا محددا .. وصلت لها .. وقلت بابتسامة واسعة : لجين .. أنت حية
عانقتني وقالت بسعادة : كنت أعلم أنك ستأتي ..
ابتسمت وقلت : نعم لن أتركك وحدك .. أنا هنا لأجلك ..
أغمضت عيناها وقالت بهدوء وابتسامة لا تزال مرسومة على شفتيها : أحبك
لتلفظ بعد ذلك أنفاسها الأخيرة..
صرخت بعد ذلك صرخة مدوية ... هي من أرشدت المنقذين .. لمكاني ...

عــــــــــــــــودة للوقت الحالي ..
أدمعت عيون المعلم .. بينما أسقطت رأسي على الوسادة وأغمضت عيناي التي بدأت بإسقاط كل دموعها
ابتسمت وشعرت بأنفاسي .. تتعالي .. لأدخل بعد ذلك في نوم ... لا رجوع ... منه
شعرت برفرفة وسعادة بقلبي حين رأيتها وقلت بابتسامة قد شقت شفتاي : لجين
أردفت لجين بابتسامة مماثلة : ســــــارة , كنت أنتظرك ..
عانقتها بكل قوة وضحكاتنا تعالت بذلك المكان الذي كان أشبه بالأحلام ..
مليء بالزهور والألوان المريحة للعيون ...
أمسك معلمي الفاضل الغطاء الأبيض ليغطي وجهي ... وعيناه قد أسقطت دموعها
هذه هي الصداقة ..
الصداقة عقل واحد وقلب واحد بجسدين
الصديق هو الشخص الوحيد الذي يأتي إليك عندما يبتعد عنك جميع العالم

النـــــــــــــهـــــــــــــاية
أتمني تعجبكم ...
وإذا كانت جيدة .. أحتاج .. لتقييمكم وردودكم ولاتنسوا لايكتكم :baaad:
أما الآن ..... بـــــــأمان الله وحـــــــــفظه