06-07-2013, 10:46 AM
|
|
عفوا ايتها الصلاة عفوا ايتها الصلاة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مشهد مؤلم: تسارعت خطواتها نحو سجادتها.. كبرت على عجالة من أمرها.. لم تحرص على تغطية مقدمة شعرها ولا على قدميها.. نسيت أو تناست أن المرأة كلها عورة إلا وجهها وكفيها في الصلاة. ولكن الأمر أعظم من ذلك.. نقرت صلاتها.. لم تتم أركانها ولم تأتي بواجباتها على الشكل المطلوب.. تمتمت بالفاتحة بلا تدبر ولا تأمل.. تركع وتسجد بسرعة عجيبة تكاد معها لا تنطق بشيء لا بالركوع ولا بالسجود.. سلمت ثم رمت بغطاء الصلاة على الأرض وركضت بنفس السرعة التي جاءت بها. ترى ما دهاها؟ ما بالها؟ ما بها؟ لا شيء.. لا شيء البتة سوى أن موعد الصلاة لدى هذه الأخت المسكينة لا يتعدى تلك الدقائق التي تفصل برنامجها أو مسلسلها المفضل، وخوفًا من أن تفوتها ابتسامة ذلك المذيع.... أو همسة ذلك البطل. نقرت صلاتها وكأنها هم وأزاحته عن كاهلها، ونسيت أو تناست قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أول ما يحاسب عليه العبد من عمله الصلاة فإن صلحت، فقد فلح ونجح وإن فسدت فقد خاب وخسر». مشهد مؤلم: وضعت مكياجها بعناية. حرصت على أن تبهر الجميع.... بالغت وبالغت كي تكون نجمة الحفل. وبعد أن أنهت عملها المتقن بموعده تماما... نظرت نظرة رضا إلى مظهرها. ولكنها تذكرت شيئا... أو بمعنى أصح نسيت شيئا. اكفهر وجهها وانزعجت. لقد نسيت أن تتوضأ قبل أن تضع أطنان المكياج على وجهها. فالماسكارا ضد الماء وكذلك أحمر الشفاه. مما يوجب عليها أن تزيل مكياجها بالكلية كي يصل الماء إلى مواضع الوضوء. لم يبق على موعد الحفل شيء يذكر. لا تستطيع أن تفعل أي شيء فالوقت لا يسعفها. همس الشيطان لها: إن الدين يسر وليس عسر.... ولا يكلفك الله فوق طاقتك.. أين ذهبت رخصة القصر والجمع؟ اذهبي أيتها الجميلة إلى الحفل لتفتنيهم.. وإذا عدتِ توضئي وصلي جمعًا وقصرًا. تهلل وجهها واستبشرت.. نسيت تلك المسكينة أن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا.. ذهبت وكأنها ضمنت حياتها وعودتها.. ضاع عن ذهنها أن الله غني عن صلاتها وأنها هي الفقيرة إليه. لم تستحضر قوله تعالى: {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوا مبينا * إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}. والأشد إيلامًا مشهد ذلك الشاب أو تلك الشابة التي أنعم الله عليهم بنعمة الإسلام، ثم يولون الدبر، لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا، ولا يعرفون من الإسلام إلا اسمه، ولا يعرفون من الصلاة إلا حركاتها كما يؤديها أهلها.. أمّا هم.... فلم يسجدوا لله سجدة واحدة والعياذ بالله.. إنهم مساكين، تجب عليهم الرحمة. فقد غاب عن أذهانهم الوعيد الشديد. إنما يحشر من أضاع الصلاة مع هؤلاء فرعون، هامان، قارون، أبي بن خلف وكل إنسان مع من شابه. فهل تعلم يا مفرط ما هي أول عقوبة؟ هل تعلم أن الذي لا يصلي إذا مات لا يدفن في مقابر المسلمين؟ وأخيرًا همسة إلى كل شاب مسلم: هل يليق أيها العاقل أن تتهاون بالصلاة مع جماعة المسلمين؟ أو أن تؤثر الكسل والنوم على طاعة رب العالمين؟ ومسك الختام: إن قدر الإسلام في قلب الإنسان الصلاة، وحظه في الإسلام على قدر حظه من الصلاة. وأخيرًا: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله. |
__________________ |