هذا ما تحس به حين تتعرض لضربة سكين تخترق جسدك
وتجعل دمائك تسيل كانها ماء شلال
نزيف حاد يخرج من شرايينك التي قد تقطعت
ولا تعود تشعر بجسدك كانك تخدرت تماما ولكن بعد هذا الشعور بالخدر
ترى السواد يبدا بالدخول الى عينيك وبعدها
لاشيء
على تلك الارض الباردة التي كان المطر يغسل الدماء التي انتشرت عليها
من تلك الجثة الهامدة التي كانت مطروحة ارضا دون حراك او رمشة صغيرة
ثوان قليلة بدت كانها سنوات طويلة من الالم والمعاناة
كان الهدوء هو سيد هذا المكان الذي لم يكن يسمع فيه سوى ارتطام قطرات المطر بالارض
بعد ثوان من السكون اخذ صوت ما يكتسي على اجواء المكان
كان صوت شخص يمشي نحو تلك الجثة المدماة وصوت حذائه
هو الوحيد الذي اخذ يسمع ضمن ظلام هذا الليل
الذي كانت ظلمته تمنع العيون من الابصار داخله وان ترى اي شيء
وقع اقدام ينذر بخطر قادم لشخص بعيون زرقاء وشعر طويل ليبرز لونه الاشقر
ضمن سواد ظلمة هذا الليل
بكل هدوء قد مشى نحو جثة معينة ليظهر ضوء بسيطة لمعالم المكان
الذي كان مليء بالجثث لعدة اشخاص كلهم كان قد ماتوا
اقترب اكثر واكثر من الجسد وحين وصل لقربها انحنى على الارض
ولمس هذه الجثة واخذ يبحث في ملابسها عن شيء ما
يعرفه تماما وكيف هو شكله وبعد ان وصل للجيب الداخلي لسترة الميت
عثر على ضالته واخرجه فاذا هو قرص حاسوب بلون ازرق مميز
لا يبدو عليه انه قرص عادي فوقف هذا الشخص ليبدا بالنظر للقرص باهتمام كبير
وهو يقلبه ثم اخرج من جيبه هاتف محمول ليتصل بشخص ما
بضعة رنات واجاب صوت متلهف يقول
:-اذن هل عثرتي عليه؟؟
اجابته بصوت هادئ ذو نبرة متفاجئة لتقول:- اجل انه قرص ازرق اللون
اردفت بنبرة حادة:-لكن عليك ان تلتزم بوعدك
اجابها ذلك الرجل:-اجل بالتاكيد سوف افي بوعدي فقط احضري لي هذا القرص
وضعت القرص في جيب سترتها السوداء الداخلي ثم اخذت تلعب بشعرها بتكبر وغطرسة
:-لكنه يبدو فعلا قرص مهم اظنني في النهاية سوف ازيد السعر
اغتاظ الرجل:-ماذا؟؟؟ اليس كافيا عليكِ 100 مليون
ضحكت بنوع من السخرية لتقول:-انها كافية لكن اريد معها ان تحرر اخي
اجاب بتعجب:-اخوكِ ومن هو؟؟
ردت عليه بغضب:-الفتى الذي تعامله كخادم لك انه مارك
ضحك الرجل:-اذن انت اخت مارك كان يجب ان اتوقع هذا
وبكل غضب اجابت:-كفى سخافة وقل هل انت موافق؟؟
فكر قليلا قبل اتخاذ قراره ليجيب عليها بعد برهة من الزمن
:-حسنا موافق
ابتسمت واقفلت الخطا ثم وضعت يدها على صدرها في الجزء الذي به القرص
ونظرت نحو الجثة وقالت بالم كبير
:-لن يطول الوقت على اسرك يا اخي
صوت البحر الذي تلعب النوارس حوله وتتراقص قرب مياهه وكان المياه
تحفزها على رسم لوحة جميلة داخل ذاكرة تلك الفتاة
مياه صافية نقية ورائحة هواء البحر المالح الذي كان يشعرها بالراحة
ويقفل امامها ابواب المستحيل والذي كان يشعرها انها تستطيع فعل اي شيء
اما الرياح التي كانت تحمل لها الرائحة فقد كانت تلعب دورها الكبير
في جعل تلك الفتاة تشعر بالراحة لتنظر نحو السماء الزرقاء بابتسامة
ثم تتقدم نحو ماء البحر لتحس بحركة المد والجزر على قدميها
سمعت وسط هذا الجو ضحكات اطفال كثر حولها
ومن بينها صوت ينادي لها من الخلف قائلا
:-ماري هيا بنا لنذهب
استدارت تلك الفتاة الى مصدر الصوت الذي قاطعها لتراه فتى شاب صغير في العمر
بشعر اشقر يصل الى ما دون رقبته ببضعة سنتيمرات لتبتسم وتركض نحوه وهي تقول
:-انا قادمة اخي
بادلها اخوها ابتسامتها الرقيقة وهو سعيد ليمسك بيدها حالما اقتربت منه ويقول بحنان
:-هل استمعتي؟؟؟
اجابته تلك الطفلة الصغيرة ببراءة كبيرة وهي تبتسم:-اجل استمتعت كثيرا
ضحك الاخ بخفة :-ههه هذا جيد اذن
عاد الاثنان الى البيت ليفتحا الباب ويتفاجئا بان المكان مظلم تمام
تعجب مارك من هذا وتوجه نحو زر المصباح ليشعله وحين فتحت الاضواء
تعجبا لرؤية المكان مبعثرة اغراضه مع اختفاء بعض اشياء
ارتعب مارك من هذا وحمل اخته التي كانت فزعة تنظر حولها وهمس في اذنها
:-ماري اهدئي يا صغيرتي
نظرت له ببراءة لترد عليه بعد برهة:- اين ماما وبابا؟؟
تعجب من كلامها :-لا ادري لنبحث عنهما!!
بدا الاثنان بالبحث داخل المنزل ولكنهم لم يجدوا اي احد فاخذا يناديان والديهما
لكن لم يرد احد على النداء واثناء بحث الصغيرة ماري عنهما
اقتربت من باب غرفة الحمام لترى من تحت فتحة الباب مادة غريبة عليها
لم تكن تعرف ماهي لصغر سنها فانحنت بكل براءة لتضع اصبعها فيها ووتنظر لها
بتمعن ولاحظت كونها لزجة وذات لون احمر قاني جدا فما كان منها
الا ان اقتربت من الباب لتفتحه لكي تتاكد من اين تاتي هذه المادة
كان مارك منشغل بالبحث داخل غرف البيت الكبير
واحدة تلو الاخرى بيأس لعلمه انه لن يجدهما فلو كانا موجودين لاجابا عليهما
وفجاءة اثناء بحثه ارتعب لسماع صرخة ماري
فركض بسرعة الى حيث مصدر الصرخة وهو ينادي باسمها
وحين وصل اليها راها جالسة امام باب الحمام وهي تضع يديها على فمها
وتبكي بالم كبير وهي تنظر بعيوم متعجبة حزينة الى مافي داخل الحمام
وراى الدماء على الارض فما كان من مارك الا ان اقترب لينظر الى داخله
لا يدري لماذا عرف ما سيجده بالتاكيد
وقد صدقت توقعاته فقد راى والديه ميتين بصورة بشعة جدا
حيث كان والده منحورا من رقبته بينما امه قد اصيبت بسكين في ظهرها
لم يسيطر على نفسه فوقع على الارض جاثيا ودموعه تجري مثل شلال
وهو يراقب والديه الذين قد قتلا للتو
فتحت عينيها وهي في تلك السيارة بعد ان لاحت لها هذه الذكريات القليلة
التي كانت بالنسبة لها من اسوا لحظات عمرها وهي صغيرة
نظرت نحو الخارج بعيون باردة لتقول محدثة نفسها بهمس
:-حان وقت الانتقام اخيرا
حل ضوء الصباح على تلك المدينة التي كانت شوارعها دائما
مكتضة ومزدحمة بالناس حتى في الليل وكانت دائمة الحركة دون توقف
وفي احدى شوارعها كانت الابنية العالية هي الاكثر وجودا
ومن بينها كان يوجد بناء عالي ضخم جدا
وقفت امامه تلك الفتاة وهي تنظر الى اعلاه ثم تمتمت ببضع كلمات وهي واقفة هناك
:-انتظرني يا اخي سانقذك بالتاكيد
دخلت بخطوات واثقة الى داخل المبنى لترى امامها مكتب تجلس خلفه موضفتان
مشت نحو الموضفتين وحين وصلت قالت
:-هلا اخبرتي السيد الن بحضوري
تعرفت الموضفتان عليها فقالت احداهما
:-انسة ماري كنا في انتظارك يمكنك مقابلة السيد الن انه في الطابق العاشر
قالت ذلك وهي تشير نحو جهة المصعد
بدون حرف اخر توجهت ماري نحو المصعد ثم ركبته وضغط على زر الطابق العاشر
جلس خلف مكتبه بزهو كبير وهو ينظر امامه الى الباب بخوف
حيث اخذت كل الاحتمالات السيئة تدور في خلده وقد فكر بكل شيء من جوانبه كلها
كعادته ولكن مع ذلك فقد كان الخوف من حدوث المفاجات يرعبه
فلم يرد لخطته ان تتعرقل باي شيء
قاطع تفكيره هذا رنين من الهاتف الذي قربه فضغط على احد ازاراه
ليسمع صوت احد موظفيه يقول
:-لقد وصلت الانسة ماري
رد عليه امرا:-اذن ماذا تنتظر ادخلها!!
فتحت الباب الكبيرة التي امامه لتدخل تلك الفتاة الجميلة باردة الوجه
التي كان شعرها يشبه خيوط الشمس الذهبية وعينيها مثل صفاء زرقة البحر ونقائها
تقدمت نحو ذلك المكتب بخطوات واثقة لتقف امام ذلك الرجل لتقول
:-السيد الن اليس كذلك؟؟؟
نظرت لها بحملقة:-اجل يا انسة ماري
ابتسمت ابتسامة باردة:-اتصور انك حضرت لي اموالي ومعها اخي
رفع الن يده ليفرقع باصبعه امرا مساعده الذي حالما راى هذا
انحنى له وقال:- امرك سيدي
نظر الن نحو ماري وقال:-هل احضرت القرص الخاص بي؟؟
نظرت له لتختفي الابتسامة من على وجهها لتقول ببرود اكبر
:-اجل احضرته
ماهي الا لحظات حتى اتى بضعة رجال يلبسون بدلات سواد
وهم يسوقون مارك امامهم الذي كانت لديه جروح على وجهه
انتبه مارك على ماري الواقفة امامه ليتعجب ويقول
:-ماري ماذا تفعلين؟؟
وببرود اجابته:-لانقاذك طبعا يا احمق
تبعت هذا اللقاء الجاف ضحكة شريرة من الن وهو يضع رجل فوق الاخرى
وينحني على المكتب بغرور وعجرفة ليقول
:-ماري ومارك ابنا عزيزنا كريستفور الذي نحرته بيدي هاتين
اغتاظ الاثنان عند سماع هذا لتخرج ماري مسدسها بسرعة خارقة وتوجهه نحو الن
فابتسم الن بغرور ليقول:-هل تريدين ان تخسري ما تبقى من عائلتك
نظرت ماري خلفها لترى ان الحراس قد وضعوا فوهات مسدساتهم على راس مارك
لتعض شفتها السلفية غيضا وغضبا ثم تنظر نحو الن الذي كانت الابتسامة المغرورة
لا تفارق محياه والتي كانت تشعل الف بركان داخل ماري
ادخلت ماري يدها في جيب سترتها الداخلي واخرجت ذلك القرص الازرق
لتقول بنبرة باردة:-هذا هو ما تريده فاعطني ما اريده
حالما لمح مارك ذلك القرص تعرف عليه مباشرة ليقول
:-ماري اياك ان تعطيه ذلك القرص
نظرت ماري بسرعة نحو اخيها الغاضب لتقول
:-ماذا؟؟؟
اجابها بنبرة امرة:-ذلك القرص اهم من حياتي خذيه واهربي
نظرت له بتعجب وقالت:-ماذا تقصد باهم من حياتك؟؟؟
نظر لها مارك بتحذير لتفهم ماري قصده بسرعة وتخبا القرص بسرعة
حين راى الن هذا صفق بيديه ليخرج من الباب عشرة حراس مسلحين
وفي تلك اللحظات القليلة التي خرجوا فيها كان الن قد احيط من قبل ماري
التي وضعت المسدس على راسه واخذت تهدد الجنود قائلة
:-اي حركة وسوف يموت
وفي غرفة مظلمة كان هنالك كرسي يتوسطها يجلس عليه الن وهو مصاب على وجهه
ليدخل عليه شخص ما نظر نحوه ليقول
:-اهذه انت يا ماري؟؟ ماذا الان؟؟؟
اقتربت منه لتخرج القرص من جيبها وتضعه امام مراى بصره لتقول
:-ان لم تكن تريد ان اكسر هذا القرص اخبرني بمحتواه!!
نظر لها بغضب ليبتسم ويقول:-في احلامك
اغتاظت لتمسك القرص بكلتا يديها وهي تهدد بكسره
فما كان منه الا ان قال :-كلا لا تفعلي
تمكنت من السيطرة عليه ليبدا باخبرها بكل شيء عن هذا القرص
قبل بضع سنين تم صنع فايروس يمكنه اختراق اي جدار ناري مهما كان
اي حاسوب اي مركز اي شيء كان هذا اخطر فايروس تم تصميمه على الاطلاق
من يمتلكه فقد امتلك عالم الحواسيب باكمله فابستطاعته ان يمتلك اي شيء يريده
بمجرد ان يبرمج الفايروس لهذا الغرض الذي يريده
ولشدة خطورته حجزت الحكومة صاحب هذا الانجاز المرعب
الذي كان والد الن المتوفى مارلن
ولاجل ان يحقق ما اراده والده قام الن بقتل الشخص الوحيد الذي يمكنه الوقوف
في وجه خططه الا وهو كريستوفر العبقري الذي يستطع تدمير اشد الفايروسات خطورة
ابتسم الن بغرور ليقول:-اتدرين كم كان ممتع لي ان اتخلص من اكبر عائق يواجهني
لم تتحمل ماري كل هذا لتضربه بقوة على وجهه وهي تشتعل غضبا
ثم امسكت مسدسها لتوجه فوهته نحو راس الن
وبنظراتها المحترقة غيظا قالت:-سيكون موتك اليوم
ابتسم لها بسخرية متحديا وهو يقول:-كان اروع شيء رؤية والدتك تتعذب قبل قتلها
لم يسمع بعد هذا اي صوت غير ذلك الدوي المرعب لتلك الرصاصة
التي اخترقت راس الن بكل قوة لتجعل راسه يرجع للوراء نحو الكرسي
وتبدا دمائه بالسير للخروج من راسه لتجعل مسبح الدماء يسير على جسده
ابتسمت ماري بسعادة حيث تحولت ابتسامها الى تلك المشاعر السعيدة
المرتاحة لتنقلب بسرعة كبيرة الى قلق لانه ليس لديها الان شيء لتبادله باخيها
ما عدا شيء واحد
صوت البحر الهادئ الذي كانت تستمع بسماعه اصبح الان
صوت حزين يخبرها باللقاء الخطير الذي لاح لها في الاجواء العاصفة
التي اكتست على ميناء البحر
مشت بهدوء وهي تحمل حقيبة بيضاء لترى من البعيد سيارة سوداء اقتربت
لتقف السيارة امامها وينزل منها 5 رجال ببدلات سوداء
تعجب الرجال حال نزولهم ولمن يتاخروا في سؤالها
:-اين الزعيم؟؟
لم تتردد في الاجابة:-في قبره
تعجبوا من هذا وقالوا بغضب وصراخ:-اذن الصفقة لن تتم
رفعت ماري يدها التي تحمل بها الحقيبة وقالت
:-في هذه الحقيبة الفايروس الاقوى على الاطلاق من يريده منكم فاليتقدم نحوي
ارتعب الرجال لعلمهم تماما ان هذه الفتاة هي اقوى القتلة على الاطلاق
تشجع احدهم ليقترب منها على الرغم من ان اوصاله كانت ترتعش
اخرج مسدسه وهو على نفس الارتعاش
نظرت ماري له باستهزاء لتقول :-لا احتاج الى مسدس لقتلك
ركضت نحوه بينما تابع هو الاطلاق في الهواء دون ان يتمكن من ان يصيبها
وصلت له ماري بسرعة كبيرة لتضرب مسدسه فيسقط ارضا
ثم ضربته بركبتها على وجهه ليخرج الدم من انفه
وتابعت ضربه بلكمات قوية سريعة حتى طرحته ارضا لتحمل مسدس
وتطلق النار على راسه دون ادنى تردد
كل هذا وسط ذهول الحراس البقية
رمت ماري المسدس واخرجت مسدسها الخاص واطلقت النار نحو احد الحراس
لتقتله مباشرة نظر الثلاثة الاخرين لها ليقول احدهم
:-لكنه لم يقترب نحوك
ابتسمت بكل غرور وشر لتقول:-اتمنى منكم فقط ان تموتوا
بدات باطلاق النار نحوهم ولم تمنحهم الفرصة حتى لاخراج اسلحتهم
وبسرعة كبيرة تمكنت من قتلهم
ميناء فارغ مشت فيه ماري وهي تساعد مارك على السير
قال لها مارك بصوت متعب:-هل قتلتي الن؟؟
بكل برود اجابت:-اجل
مارك:-ماذا سنفعل للقرص الان؟؟
فكرت ماري وابعدت اخاها ليجلس هو على الارض
ثم مشت نحو البحر
فتحت الحقيبة التي كانت تحملها لتخرج القرص منها ثم حملته بكلتا يديها
لتكسره الى قطعتين ثم ترمي بها الى النهر لتقول براحة
:-اخيرا انتهى هذا الانتقام
لكن صوت من بعيد قال لها
:-لم يكن هذا تصرفا صائبا مني يا عزيزتي ماري
نظرت الى يمينها لترى مساعد الن العجوز واقف هناك وخلفه الكثير من الحراس
تعجبت من هذا لكن ما فاجاها اكثر كان قول ذلك المساعد
:-ففي النهاية لا فائدة من تدمير الفايروس اذا كان صانعه لا يزال حيا
فهمت ما قاله مباشرة لتقول بغضب:-مارلن
ضحك بشر:-اجل مارلن الرجل الذي صمم اقوى فايروس على الاطلاق وعليكي الان دفع الثمن على تدميره
ابتسمت بشر لتقول:-اولست صانعه اذن ستتمكن من اعادة بنائه
لاحظت نظرات منزعجة على وجهه لتقول
:-الا اذا لم تكن انت من صنعه؟؟
ضحك بشر كبير ليقول بعد ان هدا
:-ذكية تماما مثل والدك طبعا لست صانعه صحيح انني عالم لكنني اهتم اكثر بالسياسة ودخول هكذا مراكز وقد سمح لي مركزي ان اجعل والدك يصنعه
تعجب كلا من ماري ومارك من هذا ليصرخ مارك بعد ان وقف بصعوبة
:-مستحيل ان يقوم والدي بصنع شيء كهذا
رد عليه مع ابتسامه:-بلى,ففي النهاية انه صديق طفولتي وقد عرفت تماما كيف اسيطر عليه لكن ما الفائدة الان لقد ضيع ولداه جهد يده
لم تصبر ماري على المزيد
فاخرجت مسدسها وقتلت الحارس الذي كان قرب مارلن لتقول
:-الطلقة القادمة ستكون اقرب نحوك
فلم يكن من الحراس الا ان اخرجوا كل اسلحتهم لتقول بغرور
:-اتظنون اني اخاف من اسلحتكم هذه
تظاهرت لوهلة انها استسلمت لترفع يديها في الهواء
فتقدم نحوها احدهم في نية ان ياسرها
وحين اقترب عليها مسافة كافية امسكت بذراعه التي فيها المسدس
وادارت المسدس نحو جسده لتطلق النار
ثم تستعمل جسده كدرع لها من اجل ان تتقدم نحو البقية بسرعة كبيرة
ان ماهو معروف عن ماري انها ابرع مقاتلة في المسافات القليلة
فحين اقتربت منهم اخرجت سكينها ثم بدات تقتلهم واحدا تلو الاخر بحركات سريعة
حتى قتلت منهم 4 رجال لكن عددهم كان كبير جدا
عضت على شفتها بغيظ فاقترب منها مارلن باستهزاء وهو يقول
:-لافائدة سوف تخسرين
استغلت ماري اقترابه هذا كي تمسك وتضع السكين على رقبته في نيتها قتله لتقول
:-بسببك ماتت عائلتي
لم يهتم لكلامها بل كانه زاده من غروره وعجرفته وتنمقه
ليشعل البراكين داخل ماري التي كانت بمجرد النظر له تغتاظ فبدات تضغط السكين على رقبته
حتى بدا بجرحه ليخرج الدم منه
وابتسامة مجنونة تعلو وجهها وهي تنظر له بكل غضب
لكن فجاءة شعرت بطعنة غادرة من خلفها لتلتفت وترى احد الحراس قد طعنها في ظهرها
ارتخت يديها وتركت عنق مارلن بهدوء وهي تحس بالم كبير
والدم يخرج من فمها على اثر الطعنة فلم تجد غير توجيه نظرها نحو اخيها
الذي وقف واخذ يتقدم نحوها بخوف مناديا باسمها ليقع ارضا بسبب جروحه
فاخذ يزحف على الارض فقط كي ياتي لها
اما هي فلم تجد غير الارض حليفة لها وهي تنظر الى مارلن وذلك الحارس يبتسمان
بكل شر وضوء القمر الذي كان فوقها هو الشيء الوحيد الذي دخل مراى بصرها
تابعت النظر للقمر وهي تفكر بما حولها
ساقتلكم جميعا
هذا كان كل ما يدور في فكرها لكن جرحها منعها من النهوض والقتال
في النهاية بدات افكارها بالتجمع لتاخذها نحو عالم السعادة التي كانت تعيش فيه مع والديها
والذي انهار في اقل من لحظة صغيرة
جمعت تلك الافكار معها كل غضب وحنق كل تعاسة والم مرت به من اجل تحقيق انتقامها
لتبدا هذه المشاعر بالسيطرة على جسدها وتجعلها تنهض لتضرب الحارس
بالسكين على بطنه فسالت الدماء منه وهو في تعجب وحيرة ثم سقط ارضا
لتنهض هي بعينين خاويتين بلا ادنى مشاعر او احاسيس ثم ركضت بسرعة نحو مارلن
لتضربه هو الاخر بالسكين فيقع ارضا شعرت بالراحة قليلا وهي تراه
ينزف امام عينيها بتالم شعرت ان هذه هي العقوبة التي يستحقها
لم تلبث في مكانها بل ركضت نحو ما تبقى من الحراس الذين جن جنونهم
واخذوا يطلقون النار عليها كانت تلك الطلقات تصيبها لكنها لم تكن تشعر باي شيء
كل ما كان في عقلها هو
القتل ثم القتل ثم القتل ثم القتل
على الرغم من جراحها تابعت قتلهم على الرغم من الرصاصات التي اخترقت جسدها
تابعت تدميرهم حتى اخر واحد منهم
تمددت على فراش من الارض الاسمنتية الخشنة المزعجة
وهي محاطة بالجثث والدماء وتنظر نحو الاعلى
نحو ذلك القمر الذي بدى لها احمر اللون رغم بريقه واشعاعه
لم تحس الى بحركة قربها تحضرت لكي تقتل
لكنها استغنت عن حذرها حين رات ان من اتى هو اخوها الذي كانت عينيه
قد اغروقتا بالدموع جثا اخوها على ركبتيه قربها ليضع راسها على حضنه ويقول
:-لقد حققت انتقامك اخيرا
نظرت نحوه بحزن وهي تبكي:-اجل اخيرا لكن اتعرف القاتل حتى وان كان قتله من اجل العدالة فان عليه ان يموت
فهم اخوها ما قصدته مباشرة لتسيل دموعه على عينيه بكثرة فيحتضن اخته ويبدا بالبكاء المرير وهو يردد قائلا
:-كان يجب ان يكون انا لماذا كان عليكي تحمل هذا انا اخوك الكبير المفروض ان اهتم بك انا
رفعت ماري يدها التي كانت الدماء تملئها لتضعها على راس اخيها المقتب منها باحتضان وهو
يبكي لتبدا بالمسح على شعره وتقول
:-لا داعي لتقول هذا فانا فعلت هذا من اجل نفسي وحسب
اغمضت عينيها بعد ان احست بالخدر التام حتى ان لسانها قد عجز عن نطق المزيد
لتتوقف رئتيها عن العمل ويهدا قلبها ويسكن براحة
وهي ترى في لحظاتها الاخيرة كل شيء عاشته وكل شيء جعلها سعيدة
ثم بكل بساطة ماتت في غمرة دموع اخيها الذي بقي وحيدا
النهاية