"سيل من الدماء"
بحر من اللون الاحمر القاني وسط ظلمة الليل الكئيب الذي تسمع فيه عويل الذئاب
وهدير الرياح المدوي المسبب للرعب مشهد حين يراه الناظر يتعجب من شدة اخافته , رعب
يتصور فيه انه سوف يموت مباشرة لكنه في نفس الوقت مكان رائع لتجول محبي المغامرة
الذي يتصورون ان ما يقومون به هو شيء مسلي ممتع
غابة اشتهرت دوما بين الناس بكون من يدخلها لا يخرج ابدا
كانت دوما المكان المناسب لذهاب محبي الاشياء المرعبة حتى يختفوا في ظواهر غامضة
البعض استخدم ظواهر علمية تقول ان هناك شيء اشبه بالحفر العميقة
او مستنقع كبير داخلها بحيث يقعون فيها دون الانتباه لمدى عمقه
لكن في ما بعد اكتشفوا انه لا يوجد اي شيء من هذا
استمر هذا المكان في ارعاب الناس واخافتهم ولعجز الاشياء العلمية عن كشف مغزاه
التجئ الناس لتلفيق الاشياء حوله
صوت همسات الاولاد وهم يتحدثون على شكل مجموعات
:-سمعت ان فيها وحش مرعب يقوم بالتهام من يدخل لها
يجيب الاخر بسخرية:-مستحيل لايوجد شيء اسمه وحش
ليرتعب الاخر ويقول:-اذن ما تفسيرك؟؟
ليقول بثقة:-اعتقد انه شخص مجنون يقوم بقتل الناس اي بالاحرى قاتل متسلسل
نظر له بتعجب ليقول:-وهل يستطيع شخص واحد مجنون القضاء على عشرة من افراد الشرطة الامر مستحيل حتى على امهر القتلة
تعجب الاخر ليقول بخوف:-من قال لك هذا
اجاب:-سمعت ان دائرة الشرطة ارسلتهم لتفكيرهم بالامر نفسه الذي فكرت به انت لكنهم ايضا لم يعودوا
كان واقف هناك يستمع لحديثهم بانتباه وهو يقول محدثا نفسه
:-وحش ها؟؟ ....( ابتسم بغرور) .... يبدو الامر ممتع
ثم مشى بعيدا ليتجه نحو غرفة صفه ويجلس على مقعده ويبقى هادئ لبضع ثوان
ثم تفاجئ بيد تعانقه من الخلف ليقول
:-ايزك مرحبا!
اجابه الاخر ليقول:-هههه كيف عرفتني انت مثل الاشباح كارلوس!
ابتسم له بمرح ليقول كي يثير فضوله
:-هل سنذهب اليوم؟؟
تعجب ايزك من كلامه لياتي امامه ويقول
:-ماذا هل وافقت على القدوم معنا؟؟؟
ابتسم كارلوس بغرور كبير:-احس ان الامر سيكون ممتع
ابتسم صديقه بمرح اكبر ليبدا بالضحك بسعادة ليقترب منه ويقول
:-اجل واخيرا وافقت صدقني سوف نستمتع كثيرا
ساعدني ساعدني ارجوك
كلا لا تفعل ارجوك توقف توقف ارجوك
كارلوس ساعدني
نهض من هذا الحلم وهو يتعرق بشدة وقلبه ينبض بسرعة كبيرة
:-ماذا مجددا ما خطبي مع هذا الحلم؟؟
نهض من سريره ليذهب الى حمام غرفته ويغسل وجهه ثم مسح عينيه بالمنشفة
الموجودة قربه ثم حين ابعد المنشفة ونظر للمراة راها
فتاة بعيون حمراء تلبس ملابس بيضاء مغطات بالدماء
ارتعب واستدار بسرعة ليتعجب من انه لايوجد شيء خلفه
وضع يده على فمه ليقول:-ساصبح مجنون على هذه الحال
هدا من نفسه قليلا ليعود الى سريره غير مدرك للعيون التي تراقبه بحب
باب كبير حديدي مرتبط به سور طويل من السلاسل يحيط بغابة
من شدة كثافتها ترى الظلمات فيها على الرغم من ان الوقت ليس متاخر لهذا الحد
وقف اؤلئك الفتية بشجاعة امامها ليقول احدهم بحماس
:-ياااه اخيرا ها نحن هنا؟؟؟ اتساءل ماذا سنجد؟؟
ليجيب عليه احدهم ببروده المعتاد:-ايزك لا تتحمس كثيرا فقد نختفي مثل الاخرين
ضحك احد الموجودين باستهزاء وقال:-لن تضيعوا ما دمتم معي
نظر له كارلوس بتحدي ليقول:-انت واثق يا كريس
ابتسم الاثنان بغرور قبل ان يقوم هؤلاء الثلاثة بمغامرتهم الصغيرة
التي توقعوا ان تكون الاروع في حياتهم
مشى الثلاثة داخل الغابة واعصاب احدهم تختلف عن الاخر
فواحد اتى لمجرد فضول لا اكثر
والاخر اتى من اجل حماس الموقف والاثار
والثالث اتى ليحصد اكتشاف علمي رائع من ما سيجده
مشوا ومشوا وتابعوا المشي دون ان يصادفوا شيء حتى تعب الثلاثة
ليجلسوا على الارض فيقول ايزك بتذمر
:-اليس لهذه الغابة من نهاية؟؟؟
اجابه كريس:-لا اعتقد هذا
التفت الاثنان لكارلوس الذي كان قد وقف لينظر الى احد الاشجار
فقال ايزك له بفضول:-كارلوس ماذا تفعل؟؟
لمس كارلوس حائط الشجرة ليتحسس اثر ما لخدش عليها ليقول بخوف
:-نحن لم نكن نتحرك على الاطلاق
استغرب الاثنان من كلامه فكيف لا يكونون قد تحركوا وهم يمشون من ساعات
استدار كارلوس كي يفهمهما وهو يشير نحو الخدش
:-لقد كنت اضع علامات على الاشجار منذ ان دخلنا كي اعرف طريق العودة لكن انظرا هذه هي العلامة التي وضعتها حين دخلنا اول مرة اذن نحن كنا نسير في متاهة
نهض ايزك بخوف:-انتظر انتظر اذا كانت هذه هي العلامة التي وضعتها عند دخولنا اذن المفروض ان المدخل قريب من هنا
قال كريس بتعجب:-لكننا لم نمر على المدخل اصلا
ظل الثلاثة في حيرة من امرهم وهم يراقبون الغابة حولهم التي اخذت ظلمتها بالازدياد
بسبب تاخر الوقت لتزيد الرياح من رعب الموقف بتحريكها للاشجار وصنع صوت الحفيف
الذي كان يثير الرعب في قلبوهم حيث انه لم يكن حفيف عادي
بل بدى اكثر بصوت صرخات تنادي لهم ارتعبوا ليقول ايزك
:-امر هذه الرياح لا يبشر بالخير
التفت كارلوس الى يمينه بخوف بعد ان احس ان هنالك شي ما ينظر له
ليرى الفتاة نفسها التي تاتيه في احلامه فتراجع بضع خطوات بخوف
:-شباب من هذه الفتاة؟؟؟
ارتعب الاثنان من سؤاله ليتراجع الاثنان بضع خطوات للوراء بسبب خوفهما من منظرها
كانت بشعر اسود وكان شعرها يغطي نصف وجهها ما عدا عين واحد حمراء اللون
متسعة النظر نحوهم وكانت ترتدي فستان ابيض اللون قصير
وبدون اكمام نظرت الفتاة بعينها نحوهم لتحني راسها على جهة اليمين تعبير عن التعجب
والحيرة ثم ابتسمت بجنون كبير لتقترب منهم بضعة خطوات
وهي تحملق نحو كارلوس المرتعب لتقول
:-كارلوس ساعدني
ولم يسمعوا بعدها سوى صرخة عالية مدوية من قبل هذه الفتاة
لتختفي في الجو دون ترك اي اثر
بدات اوصالهم بالارتعاش ليقول ايزك:-شباب اعتقد ان علينا الذهاب الان
اجابه كريس بصوت مرتعش:-تفكير صائب
ليركض الاثنان الى الامام في محاولة يائسة للعثور على المخرج
لكن احس ايزك بان كارلوس ليس معهما ليستدير له ويراه واقف هناك دون حراك
:-كارلوس هيا لنذهب
رفع كارلوس راسه لينظر لهما بنظرات خاوية ليقول
:-انا اعرفها!! هذه الفتاة انا اعرفها!!
صرخ كريس بغضب:-كفاك سخافة ولنخرج من هنـــ...........
قطع جملته هذه خنجر رفيع اخترق حنجرته ليسيل الدم منها بغزارة
وقف ايزك بذهول في مكانه وقد غطاه دم كريس تماما
وقع جسد كريس ارضا ليموت في لحيظات قليلة
استعاد ايزك بعد ثوان وعيه وادرك خطورة الموقف الذين هم فيه
ليجثوا على ركبيته ويقول وهو مذهول
:-ما الذي فعلناه؟؟؟
ثم استدار ليقول لكارلوس
:-هيه كارلوس اجبني ما الذي فعلناه لقد خسرنا كريــــ....
في تلك اللحظة نظر خلفه ليرى ان كارلوس قد اختفى
فنهض بسرعة ليصرخ منادي باسمه
:-كارلوس كارلوس اين انت كارلووس
كان كارلوس يركض في الغابة دون سبيل او وجهة
بل ما كان يحركه هو غريزته تلك وشعوره القوي بمكانها
والتي كانت دائما وفي كل الاوقات تساعده على العثور عليها
وصل بعدها الى مكان كانت الاشجار فيه اكثر كثافة والرياح تحرك اغضانها
بنسمات هادئة جاعلة من حفيفها حفيف مريح هادئ
يحمل مع صوته هذا الرعب الذي قد مر على تلك الفتاة قبل بضعة سنين
والذي كان هذا النسيم هو الشاهد الوحيد على الماساة التي حلت بها
نظر كارلوس حوله في هذا الهدوء ثم اطلق صرخة عالية مناديا باسمها
:-رياااا اين انت؟؟؟
نظر حوله منتظر جواب منها فجاءة وهو ينظر امامه فتحت له الغابة طريق
من بين اعشابها الطويلة العريضة كان هناك شخص ما يتحكم بها
تحذر كارلوس لكنه مع ذلك مشى في هذا الطريق
وهو خائف من ما ينتظره وكانت الاعشاب تعود معتدلة مرة اخرى
بعد ان يمشي كارلوس مبتعدا عنها الى ان تغور اعمق داخل الغابة
مشى بعد لثوان قليلة وحين خرج اخيرا من هذا الممر العشبي
راى امامه فسحة كبيرة خالية من الاشجار يتوسطها بيت
اسود اللون واضحة عليه علامات القدم والاهتراء والتكسر
وكان منظر يثير الرعب داخل القلوب لكن مع ذلك تقدم كارلوس لكي يدخل اليه
وصل الى بابه وفتحه فراى صالة كبيرة معلقة فيها صور كثيرة
ولوحات رائعة الجمال وكانت الجدران تبدو كانها ستسقط على من فيها
من الطحالب الموجودة عليها ولونها الاسود الداكن
شعر كارلوس بالقليل من الخوف لكنه تشجع ليجعل لسانه ينطق
:-رياا هل انت هنا؟؟؟ اجيبيني!!!
بدات الرياح تزداد قوة لتجعل نوافذ البيت تفتح وتخلق بقوة وسرعة
وكان التراب ينزل من الطابق الاعلى كان البيت على وشك ان يتهاوى
مما جعل كارلوس ينظر الى الاعلى بخوف منها دون الانتباه على ما امامه
وحين هدا الموقف اخيرا ونظر الى امامه راها واقفة هناك وهي تنظر له بحملقة
ليفتح فمه بالنطق بعد ان ارتعشت اوصاله
:-رياا انا اسف انت هكذا بسببي انا
لم يتلقى اي جواب على كلامه فنظر لها بحيرة فاذا بها تفتح فمها
لكن الصوت لم يخرج ابدا كانت تحاول ان تنطق لكنها لم تكن تستطيع
نظر كارلوس بتمعن من بين شعرها الاسود الطويل الى رقبتها ليرى جرح عميق
داخل حنجرتها وكان هذا الجرح مشابه للجرح الذي سببته هي لكريس
مزق حنجرتها ومنعها من النطق ابدا تعجب كثيرا
:-لكنك قبل قليل تكلمتي معنا؟؟
عادت تلك الرياح لقوتها الرهيبة ليسمع صوت منها
:-كنت اكلمك عبر الرياح
تعجب من هذا كثيرا:-ماذا عبر الرياح
اجابته بعد ان هزت الرياح اشجار الغابة:- لماذا يا كارلوس لماذا لم تركتني؟؟؟
حين قالت هذا عاد كارلوس بذاكرته خمس سنوات للوراء
حين كان وقتها مجرد طالب عادي في المدرسة يمتلك اصدقاء ويعيش حياة عادية
رياا:-كارلوس هل ستاتي اليوم؟؟
اجابها بعدم انتباه وهو ينظر نحو مكان اخر:-ماذا اتي الى اين؟؟
ضربته بخفة على راسه ثم امسكت بوجهه وقربت وجهها عليه لتقول بغضب طفولي
:-وعدتني ان نلتقي اليوم من اجل التخييم
نظر لها بخوف من غضبها:-اجل وعدتك بهذا لكن لا اعتقد انني استطيع المجيء
نظرت له بخيبة امل:-ولماذا؟؟
نظر لها كارلوس ببلاهة ليقول:-لدي موعد لعب مع اصدقائي
شعرت رياا باحباط اكبر لتقول:-اتفضل اصدقائك علي انا؟؟
لم ينتبه كارلوس كعادته على الاذى الذي سببه لها بل قال لها بكل عفوية
:-بل افضل اللعب
لم تجد وسيلة غير الابتسام له بحزن لتقول:-اه حسنا اذن ساذهب وحدي
وقف مباشرة ليمسك بكتفها ويقول:-لكن المكان خطر
انزلت ريا راسها وهي مبتسمة بحزن اكبر لتقول:-لا تخف لن يحصل شيء
كانت هذه اخر كلمات سمعها كارلوس منها لانها حين ذهبت وحدها الى الغابة
من اجل التخييم كان هذا كطلب الاعدام لها لان الغابة وقتها كانت مكان ياتي اليه العابثون احيانا من اجل القيام بامور سيئة فحين رؤها وحدها وجودوا فرصتهم المناسب للاستمتاع بايذائها فقاموا بطعنها عدة طعنات ثم لكي ينهوا حياتها ضربوها بالخنجر ليدخل في عنقها
ولم يكن لدى كارلوس شيء ليفعله سوى ان يذرف الدموع في جنازتها
ويعتذر لها امام قبرها الذي كان مجرد حجارة
لم يجد سبيل اخر فها قد خسرها ولم يبقى لديه سوى الالم والحسرة لانه لم يتمكن من ان يفعل اي شيء حتى ينقذها او على الاقل ليعرف من قتلها
ترك اصدقائه كلهم واستمر بالبحث عن قتلتها طوال تلك السنين
دون ان يجد خيط واحد عليهم كانهم قد تبخروا تماما
نظر لها كارلوس بعينين دامعتين لينطق بكلمات اراد دوم ان يخبررها بها
:-انا اسف لو انني اتيت معك لما كنت الان على هذه الحالة
اقتربت منه وكانت الدموع تنزل من عينها حين وصلت له حركت يدها لتلمس وجهه
كانت يدها باردة برودة لا تصدق مما جعل كارلوس يبكي بشدة
لكن لمستها تلك ادخلت ذكرياتها الى عقله ليرى المشهد الذي ماتت فيه
خمسة اشخاص واحد منهم ضربها الى ان سبب لها الكدمات في جسدها كله
الاثنان الاخران كانا يضربانها بالسكين وواحد منهم ضربها على عينها اليمنى
لتفقدها تماما واخر واحد ضربها بالخنجر ليدخله في عنقها
ذلك الاخير كان هو كريس الذي مات قبل لحظات
اما من جعلها تفقد احدى عينيها كان هذا هو ايزك الذي لا يزال في الغابة
تعجب كارلوس من هذا ليقول باندهاش:-مستحيل ايزك!!
حركت رياا راسها لتشير له بنعم اشتعل الغضب داخل كارلوس
فلم يعد يفكر في شيء سوى الانتقام لموتها
فخرج بسرعة من البيت ليعود الى مكان ايزك الذي لا يزال يمشي في الغابة
دون هدف وهو خائف ويتذكر حوله الناس الذين قام بقتلهم في هذه الغابة
سيل من الدماء ورؤية الجثث حوله كان الشيء الوحيد الذي يراه
وهو يكاد يفقد عقله لتظهر امامه تلك الفتاة فجاءة
مشت نحوه وهو يصرخ برعب قائلا:-ابتعدي لا تقتربي
لم تكن تهتم لهذا بل كان كلامه يحفزها لكي تتقدم اكثر نحوه
فاستدار حتى يهرب لكن تعثر بجذور الشجرة ليسقط ارضا ويحاول الزحف مبتعدا
لكن لا مهرب الان من هذا المصير
واثناء زحفه راى امامه ساق اوقفته لينظر للاعلى ويرى كارلوس بعيون غاضبة
محترقة غيضا فحاول النهوض متاملا ان يساعده لكن كارلوس انحنى له
ليمسكه من ملابسه ويرفعه نحوه
:- انت من قتلها؟؟!!
تعجب ايزك من كلامه:-ماذا؟؟؟
اجابه وهو يصرخ بغضب:-انت كنت احد الذين قتلوا ارياا
بدا ايزك بالتلعثم ليبتسم بعد ذلك بكل شر ليقول
:-اجل انا من قتل تلك الحمقاء السخيفة
لم يتحمل كارلوس اكثر فضربه بركبته على بطنه ليسقط متالما وهو يمسك ببطنه
وقف كارلوس بغضب:-لقد خسرتها بسببك
بدات ضحكات شريرة تتعالى من فم ايزك , وضع يده على الارض ورفع جسده
ليقف امام كارلوس ويبتسم بشر:-لقد كان الامر رائعا حين قتلانها كانت صرخاتها ممتعة بالنسبة لنا وهي تنادي باسمك مطالبة منك مساعدتها لكن اين كنت انت؟؟
ثم ضحك بشر اكبر , ووضع يده داخل جيب بنطاله ليخرج سكين منها
وابتسم واستعد للقتال:-وسيكون قتلك اكثر امتاعا
هجم ايزك على كارلوس الذي تفادى هجومه بسرعة بان وقع ارضا فاستغل ايزك هذا ليهرب بعيدا بعد ان اطمئن ان ارياا غير موجودة ركض مبتعدا والابتسامة المجنونة على وجهه
وهو يصرخ في الغابة بجنون ويستدير حول نفسه
:-ارياااا هيا تعالي وانتقمي مني هيا ماذا تنتظرين؟؟؟!! هل انت خائفة مني؟؟
هبت الرياح بقوة لتحرك الاغصان بجنون كبير
:-انت قادمة اذن!!
احس بصوت من خلفه ليرى اريا ورائه تتقدم تحذر منها
:-تعالي واقتليني هيا الم تقتلي اصدقائي البقية ولم يبقى غيري انا
نظرت له اريا بعينيها الحمراوين لترفع راسها وتنظر للسماء ثم تصرخ بصوت عالي
لتهب الرياح من خلفها بصورة جنونية اعادت مراى بصرها بهدوء نحوه
لتمشي بخطوات بطيئة متقدمة اكثر عليه وما ان وصلت لبضع خطوات له
كان ينوي ان يضربها بالسكين لكن الاعشاب الطويلة كانت حليفة لها
لتضربه بقوة وتقيد يديه وساقيه فتسقط السكين ارضا لتحملها ارياا مباشرة
وتقترب منها فما كان منه الا ان صرخ
:-كلا ابتعدي كلا
اتت له وهي تحمل السكين لتضع يدها الباردة قرب عينه اليمنى وهو يرفس برجليه بمحاولة
يائسة حتى يهرب من قيود الاعشاب وهو يصرخ بصوت عالي
رفعت السكين وقربتها من عينه.........فلم يسمع بعد ذلك سوى صراخه المتالم
بعد ان فقد عينه اليمني التي اخذت تنزف بشكل كبير استمر بالصراخ والصراخ
لتتركه الاعشاب فيقع على الارض وهو يتلوى يمين وشمال ممسك بعينه التي اخذت تنزف
كل هذا وكارلوس واقفا بعيدا ينظر لهما فاتى مقتربا لها وحين وصل
اعطت ارياا السكين لكارلوس لتقول بصوت مخنوق بالكاد يظهر من شدة الاذى الملحوق بحنجرتها المصابة:-اقتله
انتهى عذابه اخيرا وخرج من الغابة براحة وحين خرج ونظر خلفه
فجاءة راى السواد يرحل من بين اشجار هذه الغابة ليتنفس الصعداء
........وامام هذا القبر اتى ليضع بعض الزهور ثم يقف ويقول
:-اتمنى ان تكوني سعيدة الان
ثم مشى مبتعدا ليجيبه صوت ضعيف من الخلف
شكرا لك كارلوس
النهاية