بِسم الله الرحمَن الرَحيم والسَلامُ عَليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتهًُ اللهَم صلِ على سيدنَا محمد عليهِ أفضلُ الصَلاة وَالتسليم .
أردتُ في هَذا الموضَوع أن أُعطي للخَاطرة القَصصية حَقها وأن أُفهم للبعضَ أن الخَاطرة القَصصية تختلفُ تَمام الاختلاف عن القِصة القصيرة فشَتان ما بينهما وَلم أرى إلا هَذا القِسم الذي سيساعدني في حل هَذه المُشكلة العويصة !!!
...
مِن المعروف جلياً أننا نعَرف مَا المقصود بالقِصة القصيرة وَما المقصود بالخَاطرة وأعتقِد أن كلٍ منكم يَبرع بشيء منهما .
الخَاطرة القَصصية منَ الممُكن أن نضَعها من مناظير القصة القصيرة وأيضَاً تُعد الخاطرة منظوراً من مناظير الشِعر رُبما، كُلٍ منهما اجتمعا على مبدأ واحد ومعنى واحد :
" أن الخَاطرة القَصصية مَكمنٌ ومن منابع الإبداع كــ القِصة والرواية وَشعر والخاطرة وكل أنواع الكِتابة ! "
منَ منكُم لم يُجربها ، أنا على يقين أنكم قد جربتموها من دون أن تدروا أن ما تكتبوه خاطرة قصصية أو أنكم علمتم بالأمر متأخرين ، مثلي تقريباً فلقد كنتُ كثيراً ما أكتب قصصاً أعتبرها قصصاً قصيرة ، لكن فجأة أدركتُ أنا ما أكتبهُ ليس قصصاً قصيرة أنما خواطر قصصية - بعضُها - !!
...
وأن شاء الله في هَذا الموضوع البسيط سأعرفكم عن الخاطرة القصصية كيَ نحل مشكلتها وأنها مختلفة تمَام الاختلاف عن القصة.
....
سبب التسمية :
الخَاطرة القصصية تُشبه إلى حدٍ ما القصة وإلى حد ما أيضا الخاطرة وهي متكاملة في انسجامها مع بعضها تقريباً ، وسبب تسميتها بِهَذا الاسم :
الجواب : هو التشابه في كلاً منهما ، فالانسجام الذي جمع بينهما أنسجا لنا نوعاً من أنواع الكِتابة إلا وهي الخاطرة القصصية !
..
نُدرك جلياً أن الخاطرة حِس شاعري وندرك أصلاً أنها من مناظير الشِعر وليس القصة وأن شاء الله في موضوع آخر سأحدثكم الفرق بين الخاطرة والقصة .
الخاطرة أحساس شاعر يعبق بالحِس والشاعرية ولنقل الرومانسية ومن المؤكد أن الكلمات هي التي تُبين أحساس هَذا الشاعر !!
ومن هُنا أتت الخَاطرة القصصية لكي توسع نطاق الكاتب أكان شاعراً أو قاصاً أما الروائي مهمته وَصفيّة ومداركهُ أعلى ويحتاج نطاق أوسع ووجد أن الرواية هي مكمنهُ وربما لن يحتاج إلى الخاطرة القصصية !!
هي أتت لِتوسع إحساس الشاعر ، توسع مَداركهُ ، عواطفهِ الجياشية المتكامنة في كلماته والقَاص أيضاً لكي تعطيه حِساً عاطفياً يزدانُ في كلماته !
ومن أجلِ أن تَكتُب خَاطرة قَصصية ، يَجب أن تكون لديك تلك الأسس النفسية التي تكون متواجدة في نفسيتكَ ودواخلك ::
" ولا ننسى يَبرعُ فيها من لهُ الإبداع الكتابي !" :
1. الإحساس ، مشَاعر جياشية في الكلمات ، القُدرة على كِتابة خَاطرة قصصية تزدان بالإحساس !
2. المَعرفة الكَاملة ، حتى ولو بجزء بسيط في كلاً من : القِصة والخاطرة ، لكي تستطيع كِتابة خاطرة قصصية ، جميلة تُعجب للقراء .
3. الارتكاز على فِكرة مُعينة ، غير مشتتة فيهَا حِس وَعّظي أو شاعري .
وأنا مُوقنة أنكم ستبرعون فيها ، إذا كانت لديكم المَقدرة وَالثِقة والإبداع !!
..
أتبع هَذهِ الخطوات وآليات البسيطة كي تقدر على كِتابة خاطرة قَصصية جميلة واسعة المدارك لِنفسك فيها عَبق من عبقِ إحساسك : :
1. الإلهام ، يَجب أن تجد شيءً ملهماً لنفسك ومشاعرك ودواخلك وعقلك ، لكي تقدر على الكِتابة جيداً!
2. اختيار الفِكرة الذائقة لنفس ومحببة ، وكما قُلنا الارتكاز على فِكرة معينة غير مشتتة بحتة !
3. فليكُن إحساسك واسعاً ، وأبدأ بالكتابة في صدر واسع وأنشر عبق ما تملكهُ في كلماتك
" فالكَلمات هي التي تُبين مشاعرك ونفسيتك وأحاسيسك المختلفة !! "
4. تعلم ، وسع معرفتك في المفردات والصيغ وأختر الكلمات المناسبة وضعها في مكانها الصحيح ، يجب أن يكون لك عِلم وافر في الأدب والنحو !!
5. أختر النهاية المحببة والذائقة لنفس جميلة ، ولا تُطل في الكتابة ، بل أجعلها خاطرة قصصية قصيرة لطيفة !
6. أختر العِنوان الجميل ، المُبهر يحكي مضمون ما كتبتهُ !
وخِتاماً أن لم تكن الخاطرة جيدة ، حاول الكتابة مرة أخرى وثالثة ورابعة وخامسة وعاشرة حتى تشَعر أنها أصبحت جيدة جاهزة للقراءة . وتذكر كُلما نقدك أحد أكثر كُلما زادت معرفتُك بما تمارسه !!
..
والخَاطرة القصصية تَختلفُ عن القِصة في عدة أمور : 1. من حيث المشَاعر والأحاسيس التي تبينهُ الكلمات .
2. وأنها تنفي فِكرة الحِوار ، أنها غير موجودة بُتاتاً في الخاطرة القصصية ! " نقطة مهمة جداً فهي تخلو من الحوار ، سوى حديث الكاتب النفسي فقط لا غير !
3. والنهَاية المُدهشة ، فالقصة تتبع النهايات الحزينة أو السعيدة أما هي عكس !
4. العِنوان اللافت ، والمبهر ، عكس القصة القصيرة تمتاز في عناوينها البسيطة التي تحكي مضمون القِصة .
5. استخدام الضمير المُتكلم" نحن أو أنا " أكثر من الضمائر الأخرى كــ"هو" في القصص القصيرة !
6. التنوع في الأفكار أما شاعرية أو الوعظية ، عكس القصة أنها ترتكز أكثر على الأفكار الوعظية والمفيدة للقارئ .
7. عدم وجودها لشخصيات سوى الكاتب " ضمير المتكلم" .
رُبما هُنالك اختلاف بينهما ، وأنا أرى أن ما يُميز الخاطرة القَصصية ، خلوها من الحوارات وعدم وجود الشخصيات ووجود حِس شاعري فيهَا والنهايات المُبهرة !
...
أرجو أنني وضحتُ لكم مَا هي الخاطرة القصصية ، وما سبب مجيئها ، ولِما ظهرت ؟
أسئلة رُبما أجبتُ عن أجوبتها ، رَاجية من المولى التوفيق والإعجاب في ما كتبت ، وأود رؤية رأيُكم في الخاطرة القصصية القصيرة ، وهل ستجربونها ؟
آملة آن أرى إبداعاتكم فيهَا ، مبهرين نظري بما كتبتم .
وصيامَا مقبولاً وطاعة مقبولة أن شاء الله . وكُل عام وأنتم إلى الله أقرب . والسلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ .
07-24-2013, 05:54 PM
الخَاطِرة القَصصية !! 
3Likes
العرض العادي
