08-02-2013, 04:24 PM
|
|
الوقت هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن إيقافه أو التحكم به، وهذا قانون كوني جعله الله ثابتاً، فكل ثانية تمرّ يذهب معها جزء من عمرك ولن يعود أبداً! فالإنسان هو عدد من الثواني، وسوف تنقضي آخر ثانية من حياتك فجأة! فسارع إلى استغلال هذه الثواني وتسخيرها لتقوم بعمل تنتفع به في الدنيا والآخرة... دقـــات قلــب المــرء قائــلة لـه .. إن الحيــــاة دقائـــق وثـــواني كلمات مضيئةٌ رثاها أحمَد شوقي في ذكرى وفاة مصطفى كامل رحمه الله. قلالٌ هي الكلماتُ ولكِن ما تحويه كبير. فإن بها اعترافٌ واضحٌ وصريح, صرَّح بهِ القلبُ للمرء بإن مهما طال وانفسحَ العُمر, فقَد ينتهي بأيَّة ثانَية. كثيرٌ منا عرَف الوقتَ كعدوٌ يُقتَل لإذهاب الملل, ولكِن معتقداتِهم تلكَ خاطئة, فالوقت هو المادة الخامة للحياة .. يستحقُّ أن يكرَّم ويصادَق, لا أن نراه كشئ يجِب قتلُه بأسخَف الدواعِي. في هذِه الثانيَةِ وحدَها ,, أنتَ أصغر ما كنتَ عليه, وكذلك أكبر ما ستكونه. فمَن واجَهَ الوقتَ كشئٍ بلا قمَة, رأي الحياة لهواً ولعباً, ومن فعل ذلِك فأليس وجودُه حياً أو ميتاً هو نفسُه؟ انظروا معي في هذِه المقارَنة. أن سمعتُم في أحَدِ الأيام أن متشرداً قد مات, فما ردُّ فعل الناس برأيكُم ؟ بالتأكيد سيأسفون للروح الملاقيَةِ ربها, ولكِن لن يدوم طويلاً, ففي خمسِ ثوانٍ سينسِون الأمر. ولكن إذا مات .. لنقُل, طبيبٌ ناجِح, اكتشَفَ علاجاً لأحَد أكثر الأمراضِ المستعصِيَة, فهل سينسى الناسُ الأمر في ثوانٍ ؟ من استغلَّ وقتَه بما هو مفيد, سيقبَعُ في عقولِ الأنامِ ذِكرى, أي بالمختصَر المفيد .. " لا يستوي الأعمى البصير " استغـــلـال الــوقت, وتعبُّـــد المولى سبحانـه وتعالى. " وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا " سورة النساء هذِه الآيَة تتحدَّ عن حال المنافقين حين يأتي ميعادٌ الصلاة, بحيث لا ينشطون لها, ولا يفرحون بها فإن أمعنتم النظر ستجدون كلَمة "كسالى" وليس خيرها في وصفِهم. والآن قد يتساءل الكثيرون منكم, أن ما علاقَةُ الوقتِ بالكسل ؟ حسناً الجوابُ لهذا هو " كــل شئ " تدبير الوقت مهم وضروري جداً, فعلى سبيل المثال, الوقت ما بينَ صلاةِ المغرِبِ والعشاء قليلٌ جداً, صحيح؟ فإن الفطور يأخذ من وقتنا ما يقارب 15-20 دقيقَة, وبعدَ ذلِك يجلس الناس قليلاً, ويتبادلون الأحاديث في ما بينهم,
ثمَ يذهبون للصلاة, وبعدَ ذلِك, حين يأذن المؤذن بقدوم وقت صلاة العشاء, يتذمر البعض قائلين أنهم قد صلَّوا الآن, وأن سيأخروها قليلاً, بعد أن يرتاحوا أولاً. حسناً لكل من يفعل ذلك, أتعلمون أن تأخير الصلاة عمداً, يعتبر عند جمعٍ كثير من أهل العلم كفراً أكبر ؟! - نسأل الله الجنَّة والعافِيَة -. دقاتُ الساعَة التي استهنتم بها ليسَت بهيَّنَةٍ أبداً, فركزوا معي, لو كانَت كلُّ ركعَةٍ تزِنُ ما يقارِبُ الدقيقَة الواحِد, فإنَ الصلوات ذات الأربع ركعات تطلَّب ما يقارب 4-5 دقيقَة وهُم ثلاث, أي 15 عشر دقيقَةً بالكثير, والصبحُ والمغرَب معاً 5-6 دقائق وابالجمع نجد الوقت المخصص للصلوات كل يوم, 20 دقيقَة, وبالإضافَة إلى الوضوء, لا يتعدَّى كل ذلِك 30 دقيقّة ! فلذَلِك, عزيزي القارئ, عزيزتي القارِئة, أتمنى من كل قلبي أن تتبعو هذا البرنام البسيط بحيث تخصصون 23 ساعة ونصف للنوم, الأكل, اللهو, وما تريدو, وأن تخصصوا النصف ساعةٍ هذِه فقَط, لا أكثر, لربِكُم وحدَهُ لا شريكَ له. ارجو عدم الرد |
__________________ -لا أقبل طلبات التصميم على الخاص- |