08-04-2013, 08:48 PM
|
|
{ ليلة القدر فى القرآن و الاحاديث و تعظيمها و قيامها و علاماتها {2{ ][ لَيْلَة الْقَدْر
][ هِي إِحْدَى لَيَالِي شَهْر رَمَضَان و أَعْظَمَهَا قَدْرَا ،
|
حَيْث يُؤْمَن الْمُسْلِمُوْن أَنَّهَا خَيْر مِن أَلْف شَهْر ، و هِي الْلَّيْلَة الَّتِي أَمَر الْلَّه فِيْهَا جِبْرِيْل بِإِنْزَال الْقُرْآَن مِن الْلَّوْح الْمَحْفُوظ إِلَى مَكَان فِي سَمَاء الْدُّنْيَا يُسَمَّى "بَيْت الْعِزَّة" ، ثُم مِن بَيْت الْعِزَّة صَار يُنَزِّل بِه جِبْرِيْل ، عَلَى مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم مُتَفَرِّقا ، عَلَى حَسَب الْأَسْبَاب و الْحَوَادِث ، فَأَوَّل مَا نُزِّل مِنْه كَان فِي غَد تِلْك الْلَّيْلَة
|
نَزَل خَمْس آَيَات مِن }*~ سُوْرَة الْعَلَق .
لَيْلَة الْقَدْر فِي الْقُرْآَن وَ الْأَحَادِيْث الْنَّبَوِيَّة
][ سُوْرَة الْقَدْر][ { إِنَّا أَنْزَلْنَاه فِي لَيْلَة الْقَدْر *و مَا أَدْرَاك مَا لَيْلَة الْقَدْر * لَيْلَة الْقَدْر خَيْر مِن أَلْف شَهْر * تَنَزَّل الْمَلَائِكَة و الْرُّوُح فِيْهَا بِإِذْن رَبِّهِم مِن كُل أَمْر * سَلَّام هِي حَتَّى مَطْلَع الْفَجْر }.
قَال رَسُوْل الْلَّه مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَ سَلَّم :
« تَحَرَّوْا لَيْلَة الْقَدْر فِي الْعَشْر الْأَوَاخِر مِن رَمَضَان » .
قَال رَسُوْل الْلَّه مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم :
« مَن قَام لَيْلَة الْقَدْر إِيْمَانا وَ احْتِسَابا غُفِر لَه مَا تَقَدَّم مِن ذَنْبِه ».
عَن ام الْمُؤْمِنِيْن عَائِشَة بِنْت أَبِي بَكْر رَضِي الْلَّه عَنْهَا و ارْضَاهَا أَنَّهَا قَالَت : « يَا رَسُوْل الْلَّه ، أَرَأَيْت إِن عَلِمْت أَي لَيْلَة لَيْلَة الْقَدْر مَا أَقُوْل فِيْهَا ؟ قَال }*~ " قَوْلِي : الْلَّهُم إِنَّك عَفُو كَرِيْم تُحِب الْعَفْو فَاعْف عَنِّي " » .
عَن عَبْد الْلَّه بْن أَنَبِي أَنَّه قَال :
« يَا رَسُوْل الْلَّه ، أَخْبَرَنِي فِي أَي لَيْلَة تَبْتَغِى فِيْهَا لَيْلَة الْقَدْر ؟ فَقَال : " لَوْلَا أَن يُتْرَك الْنَّاس الْصَّلاة إِلَا تِلْك الْلَّيْلَة لَأَخْبَرَتْك " » . ][ تَعْظِيْم لَيْلَة الْقَدْر ][ يُؤْمِن الْمُسْلِمُوْن بأن الْلَّه عِظَم أَمَر لَيْلَة الْقَدْر}*~ فَقَال تَعَالَى : { وَمَا أَدْرَاك مَا لَيْلَة الْقَدْر } أَي أَن لِلَيْلَة الْقَدْر شَأْنا عَظِيْمَا و بَيْن أَنَّهَا خَيْر مِن الْف شَهْر }*~ فَقَال : { لَيْلَة الْقَدْر خَيْر مِّن أَلْف شَهْر } أَي أَن الْعَمَل الْصَّالِح فِيْهَا يَكُوْن ذَا قَدْر عِنْد الْلَّه تَعَالَى خَيْرا مِن الْعَمَل فِي أَلْف شَهْر . و مَن حَصَل لَه رُؤْيَة شَيْء مِن عَلَامَات لَيْلَة الْقَدْر يَقَظَة فَقَد حَصَل لَه رُؤْيَتُهَا ، و مَن أَكْثَر عَلَامَاتِهَا }*~ لَا يَظْهَر إِلَّا بَعْد أَن تَمْضِى ، مِثْل : أَن تُظْهِر الْشَّمْس صَبِيّحَتْهَا لَا شُعَاع لَهَا ، أَو حَمْرَاء ، أَو أَن لَيْلَتَهَا تَكُوْن مُعْتَدِلَة ، لَيْسَت بَارِدَة و لَا حَارَّة ، و مِن اجْتَهَد فِي الْقِيَام و الْطَّاعَة و صَادَف تِلْك الْلَّيْلَة نَال مِن عَظِيْم بَرَكَاتُهَا فَضْل ثَوَاب الْعِبَادَة تِلْك الْلَّيْلَة . قَال رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم : " مَن قَام لَيْلَة الْقَدْر إِيْمَانا و احْتِسَابا غُفِر لَه مَا تَقَدَّم مِن ذَنْبِه " رَوَاه الْبُخَارِي
.
][ قِيَام لَيْلَة الْقَدْر ][ و قِيَام لَيْلَة الْقَدْر }*~ يَحْصُل بِالصَّلَاة فِيْهَا إِن كَان عَدَد الْرَّكَعَات قَلِيِلا أَو كَثِيْرا ، و إِطَالَة الصَّلَاة بِالْقِرَاءَة أَفْضَل }*~ مِن تَكْثِيْر الْسُّجُود مَع تَّقْلِيْل الْقِرَاءَة ، و مَن يَسَّر الْلَّه لَه أَن يَدْعُو بِدَعْوَة فِي وَقْت سَاعَة رُؤْيَتِهَا ، كَان ذَلِك عَلَامَة الْإِجَابَة ، فَكَم مِن أُنَاس سَعِدُوْا مِن حُصُوْل مَطَالِبِهِم ، الَّتِي دُعُوٓا الْلَّه بِهَا فِي هَذِه الْلَّيْلَة . ثُم قَال الْلَّه تعَالىَّ : { تَنَزَّل الْمَلَائِكَة و الْرُّوْح فِيْهَا بِإِذْن رَبِّهِم مِّن كُل أَمْر } و يُرْوَى عَن رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم أَنَّه قَال
:
" إِذَا كَانَت لَيْلَة الْقَدْر ، نَزَل جِبْرِيْل فِي كَبْكَبَة (أَي جَمَاعَة) مِن الْمَلَائِكَة ، يُصَلُّوْن و يُسَلِّمُوْن عَلَى كُل عَبْد قَائِم أَو قَاعِد يَذْكُر الْلَّه ، فَيَنْزِلُوْن مِن لَدُن غُرُوْب الْشَّمْس إِلَى طُلُوْع الْفَجْر " . فَيَنْزِلُوْن بِكُل أَمْر قَضَاه الْلَّه فِي تِلْك الْسَّنَة مِن أَرْزَاق الْعِبَاد وَءَاجَالِهِم إِلَى قَابِل ، و لَيْس الْأَمْر كَمَا شَاع بَيْن كَثِيْر مِن الْنَّاس مِن أَن لَيْلَة الْنِّصْف مِن شَعْبَان : هِي الْلَّيْلَة الَّتِي تُوَزِّع فِيْهَا الْأَرْزَاق و الَّتِي يُبَيِّن فِيْهَا و يَفْصِل مَن يَمُوْت و مَن يُوْلَد فِي هَذِه الْمُدَّة إِلَى غَيْر ذَلِك مِن الْتَّفَاصِيْل مِن حَوَادِث الْبَشَر .
بَل تِلْك الْلَّيْلَة هِي :- { لَيْلَة الْقَدْر } كَمَا قَال ابْن عَبَّاس تُرْجُمَان الْقُرْءَان فَإِنَّه قَال فِي قَوْل الْقُرْآَن : { إِنَّا أَنْزَلْنَاه فِي لَيْلَة مُّبَارَكَة إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِيْن (3) فِيْهَا يُفْرَق كُل أَمْر حَكِيْم (4
) } هِي { لَيْلَة الْقَدْر } :- فَفِيْهَا أَنْزَل الْقُرْءَان و فِيْهَا يُفْرَق كُل أَمْر حَكِيْم أَي كُل أَمْر مُبْرَم أَي أَنَّه يَكُوْن فِيْهَا تَقْسِيْم الْقَضَايَا الَّتِي تَحْدُث لِلْعَالَم مِن مَوْت و صِحَّة و مَرَض و غِنَى و فَقْر وَغَيَّر ذَلِك مِمَّا يَطْرَأ عَلَى الْبَشَر مَن الْأَحْوَال الْمُخْتَلِفَة مِن هَذِه الْلَّيْلَة إِلَى مِثْلِهَا مِن الْعَام الْقَابِل . ثُم قَال الْلَّه تَعَالَى : { سَلَّام هِي حَتَّى مَطْلَع الْفَجْر } فَلَيْلَة الْقَدْر سَلَام و خَيْر عَلَى أَوْلِيَاء الْلَّه ، و أَهْل طَاعَتِه الْمُؤْمِنِيْن ، و لَا يَسْتَطِيْع الْشَّيْطَان أَن يَعْمَل فِيْهَا سُوَءا أَو أَذَى ، و تَدُوْم تِلْك الْسَّلَامَة حَتَّى مَطْلَع الْفَجْر . عَن عَائِشَة رَضِى الْلَّه عَنْهَا قَالَت : " قُلْت : يَا رَسُوْل الْلَّه إِن عَلِمْت لَيْلَة مَا أَقُوْل فِيْهَا ؟ قَال }*~ قَوْلِي : الْلَّهُم إِنَّك عَفُو تُحِب الْعَفْو فَاعْف عَنِّي" . و كَان أَكْثَر دُعَاء الْنَّبِي فِي رَمَضَان و غَيْرِه :
" رَبَّنَا ءَاتِنِا فِي الْدُّنْيَا حَسَنَة و فِي الْآَخِرَة حَسَنَة و قِنَا عَذَاب الْنَّار " .
][ عَلَامَات لَيْلَة الْقَدْر ][ إِن لِلَيْلَة الْقَدْر عَلَامَات أَشَار إِلَيْهَا الْرَّسُوْل مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم مِنْهَا :- *ان تَطْلُع الْشَّمْس لَا شُعَاع لَهَا بَعْد تِلْك الْلَّيْلَة " قَد يَكُوْن لَإِن الْمَلَائِكَة تُغَادر أَلْأَرْض بَعْد الْفَجْر فَتَحْجُب هَذِه الْكَائِنَات الْنُّوْرَانِيَّة الْشُّعَاع الْقَادِم مِن الْشَّمْس إِلَى الْأَرْض " . * و أَنَّهَا لَيْلَة لَا حَر فِيْهَا و لَا بَرْد لِقَوْل الْقُرْآَن " سَلَام هِي حَتَّى مَطْلَع الْفَجْر " . |
|