|
روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
| ||
| ||
السماء ملبدة بالغيوم الرمادية والمطر يهطل بغزاره شديدة وطفل صغير ملقى على الأرض قد بلغ التعب محله , حاولَ تحريكَ ساقيه ولكنه لم يستطع وكأنما تَرفضُ أن تنصاع لرغبة الشديدة فها هو أخيراً قد استطاع الهرب , بللت الدموع خديه وتمنى أن يعودَ إلى قصره الدافئ فلا شك أنهم الآن يتبعونه تصاعدت أنفاسه ولم يستطع السيطرة على نفسه , بدأ بالبكاء بصوتِ مخنوق فهو لا يريدُ العودة لذلك المكان مرة أخرى . ,’ فتحَ عينيه عندما شعر بدفء يحيطُ به وشخصٌ ما يحتضنه بخوف وهو يركض , نظرَ للمكان حوله فوجدَ قصره أمامه حاولَ التحرر بقواه الضعيفة ممن يمسكه لكن الآخر لم يستمع له بل احتضنه بشدّه فهو يعلم خوفه خاصة وأنه يرتجف من شدّة ما لاقاه, رأى خدمَ القصر يقفونَ صفاً وأيديهم على قلوبهم علّ سيدهم الصغير يعود إليهم بخير , تقدّم بسرعة شديدة وأعطى الطفل الملفوف بسترته لأمرأه يبدوا عليها أنها من سادة القصر , احتضنته تلكَ المرأة ببكاء وأخذت تخفف عنه بينما هو من شدّه الصدمة لم يستطع التكلم بل انفجر باكياً في حضنها حتى أنّ خدم القصر تأثروا لذلك المشهد فقد كانَ وجههُ وجسده ممتلئٌ بالكدمات الزرقاء , أخذَ الخوفُ حيزاً من قلوبهم فمن خانَ ذلك الصغير وغدرَ به هو أحدُ الخدم الذي لديهم . ومضت تلكَ الليلة بصوتِ بكاء الصغير الذي أخذَ يتردد صداه في المكان كله حتى بدأ يتقطعُ صوته . ـــــــ صباحٌ آخر يشرقُ على قصر ماليان وبدأت الحياة تَدبُ من حوله فها هي أصوات العصافير بأجنحتها الملونة قد اتخذت من شجيرات الحديقة مسكنا لها ,وأخذت الورود تتفتح بأشكالها وأنوعها وألوانها المتعددة التي تُسر النفوس برؤيتها وتستنشقُ من عبير ها الآخذ , ونافورة متعددة الأشكال في منتصف القصر تعطي منظراً جميلاً لكريستالات الماء الملونة المتناثرة . وفي إحدى غرف القصر الفخمة شابٌ نائم على سرير من حرير ناعم قد انسدلت خصلات شعره التي اتخذت لونه لونَ الكراميل اللذيذة على عينيه , بدأت تظهر تقاسيم الانزعاج على وجهه الوسيم ففتحَ عينيه على إثر تلكَ الذكرى التي دائماً ما تتردد على ذهنه , قامَ بوضعِ يده على جبينه علها تذهب وبعدها بثواني نهضَ بتثاقل على إثر سماعه لطرقِ خفيف على الباب قطب حاجبيه بانزعاج فهذا بالتأكيد أحد الخدم الذين يحتقرهم , مدّ يده للطاولة ليمسك جرساً صغيراً ملفوفاً بشرائط حمراء صغيرة هزه بخفة ليُفتح الباب بعد ثلاث ثواني فقط , دخلَ أحدُ الخدم بملابسه الرسمية والذي يبدوا كبيراً بالسن فآثار الكبر قد ظهرت على شعيرات رأسه لكنّه كان يحتفظُ بحيويته في جسده ألقى التحية على سيده وتقدمَ باتجاهه جلسَ على ركبتيه أمام الشاب الذيَ لتوه استيقظَ من نومه وبدأ يفتحُ أزرار قميصه ليبدل سيده الشاب ملابسه , كانت نظرات الاستحقار تملأ كيان الشاب الناعس وما لبث أن مدّ يده بقسوة ليبعده عنه ويمسكَ بذلته ويشدّها نحو صدره ويصرخ : ـ ابتعد عنّي , لا أريدُ رؤية وجهك في الصباح بعد اليوم , فرؤيتك تعكرُ لي مزاجي . تنهد الخادم العجوز بضيق فهو لم يسلم من احتقار سيده الشاب حتى أنّه لم يراعي كبرَ سنّه وقفَ على قدميه وحافظ على هدوئه وضعَ ملابسَ مرتبة على السرير بقربه وقالَ بطريقة رسمية . ـ أمامك أربعُ دقائقَ فقط لتستحم ثمّ تذهبُ لتناول الفطور فاليوم سيتمُ تسليم أملاك الراحل ليبريت إليك وعليك أن تحضر . خرجَ بعدما قاله ولم ينتظر حتى رده فعلِ من أمامه وانطلقَ ليكمل عمله ويبحث عن الشخص المناسب ليحل محله في الصباح ويرتب أمور السيد بدلاً عنه فهو الشخص العاشر المطرود من الذين كلفوا بهذه المهمة . حملَ الشاب ملابسه بغيض واتجه سريعاً ليأخذَ حماماً دافئاً فنظرته تجاه الخدم لن تتغير أبداً فجميعهم مخلوقات حقيرة لا تحتاج للشفقة أو الرحمة . ـــــــ وفي مكان آخر الحزن يخيم على قصر السيد الراحل فها قد مضى أسبوعٌ منذُ رحيله وهناكَ بعضُ من الأشخاص من خارج القصر يوضبون جميع أغراضه استعداداً لنقلها فقد كانَ دينه ضخماً جداً ولن يستطيع أحدٌ تسديده . وعند إحدى شجيرات القصر المنسقة بشكل مميز يُسمعُ صوتُ بكاء طفلانِ صغيران يرتديان ثوباً أبيضً فضاضاً فهما لم يتخيلا أن يأتي اليوم الذي سيرحلان فيه من هذ المكان الدافئ . وقفَ شابٌ أمامهما وأخذَ ينظرُ لمنظرهما المحزن وإلى قطراتِ دموعها التي تبلل خديهما جلس بقربهما وفردَ ذراعيه ليحتضنَهما بحنان , تفاجأ الطفلان فنظرا إليه بعينهما المبللة بالدموع وصرخا بصوتِ واحد وكلاهما بدأ يتشبثُ بملابسه. ـ أخي رولند . أسندَ ظهره على الشجرة التي خلفه وأخذَ يربتُ عليهما ليخفف من حزنهما وبصوته الهادئ الحنون قال لهما . ـ لا بأس .. سأكونُ معكما .. أينما سنذهب سأبقى بقربكما . رفعت الطفلة رأسها باتجاهه ونظرتْ إليه ببراءة ورفعَ الآخر رأسه لينظرُ إليه هو الآخر ,, كانا متشابهين بشدّة كونهما توأمان إلا أن الطفلة تمتلكُ شعراً أشقر طويلا منسدلاً على كتفيها بينما الآخر يصلُ إلى أسفلِ رقبته. ابتسمَ لهما بطيبة وقال بذات النبرة . ـ أليسَ كذلك لير , لين ؟! . أومأ الاثنان برأسيهما بابتسامة سعيدة فرولند في قرارة نفسيهما لن يتركهما أبداً فهو من أول من قامَ برعايتهم وأخذهم معه عندما كانا سيهلكان من قسوة حياة الشوارع . تحدثت لين وهي تمسحُ دموعها بكف يدها الصغيرة . ـ لو رحلت سوفَ أبقى غاضبة عليك . قاطعها لير بحماسه وفي عينيه إصرار وكأنما يحذر الشاب أمامه من إخلاف وعده . ـ لقد وعدتني بأن تعلمني الدفاع عن نفسي إذا كبرت . أطلق الشاب ضحكات صغيرة على حديثهما معه وضعَ يده على شعرهما ليربتَ عليهما بحنان . ـ لا تقلقا سوف أوفي بعهدي . اطمأنا لقوله وعلت وجهيهما السعادة من جديد اندفعت الصغيرة بكلامها نحو أخيها وكأنما تذكرت شيئاً مهماً لتقولَ بحماسة . ـ لقد نسيت لعبتي سوفَ أحملها معي قبلَ أن نذهب . وافقها توأمهما الصغير لير وأمسك بيدها الصغيرة وأردفَ قائلاً . ـ سوفَ أساعدك في ذلك فلم يتبقى سوى ثلاث ساعات ونذهب لمكان جديد . غادرا معاً بعد أن تناسيا الأمر , بينما بقي رولند وحده جالساً أسند رأسه فانسدلت خصلات شعره السوداء على جبينه لتغطي على عينيه التي تحمل لوناً فريداً لم يُرى من قبل , رسمَ ابتسامة تحملُ بعضَ الألم وهمس لنفسه . ـ سوفَ أوفي بعهدي ما دمتُ حياً . نهضَ وهو يشعرُ ببعضِ الثقل في جسده الضعيف أمسك ذراعه وهب نسيمٌ حركَ طرفَ بذلته فتغيرت ملامح وجهه للحزن فهو لا يعلم ما سيخبأ له هذا اليومَ من أحداث . ـــــــ انتصفت الشمس كبد السماء , واصطفَ جميع خدم قصر ماليان منتظرين أوامر سيدهم الشاب ـ ميلان ـ وصلَ في سيارته الفارهة السوداء ونزلَ منها بغرور مفرط , رفعَ نظارته السوداء إلى شعره وأخذَ ينظرٌ لهم بنظراته المعتادة ليرى إن كانوا جميعاً موجودين . جلسَ على كرسي كان قد عدّ له من قبل , ارتشف من كوب العصير المثلج الذي عدّ خصيصاً له حتى ارتوت نفسه قليلاً من برودته , نظرَ لهم مرة أخرى ثمَ وقفَ وهو يضع كلتا يديه خلفَ ظهره : ـ لا أريد أن تجلبوا أيّ شيء من ذلك القصر العفن وإن قاموا بتوضيبِ بعض الأغراض حتى وإن كانت ثمينة فأخبروهم بأني لا أريدها فسأبيع جميع القصر وما فيه . اعترض الخادم العجوز ورفعَ يديه ليتريث الشاب قليلاً عن قراره . ـ لــكن .. هناك أيضاً بعض الخدم فيه ؟! ما ذا ستفعل بهم !؟ . تغيرت ملامح ميلان للغضب وما لبثَ أن ابتسم بخبثِ ليقول بحدة . ـ لا أحتاجهم ! فماذا أريدُ بمخلوقاتِ حقيرة يمكنها أن تخونَ سيدها ببساطه ؟! . طأطأ جميع الخدم رأسهم إثر آخر كلمة قالها فالجميع يعلم الذنب الذي حصلَ منذُ سنواتِ عديدة ولابد من أنّه لا يزال يذكر اليوم الذي حصلت فيه تلك الأحداث . همسَ لنفسه بغيض وهو يشعرُ بالألم كلما تذكر ذلك اليوم الذي لا يريد عودته : ـ لن أثقَ بكم أبداً .. ولن تتغير نظرتي لكم أبداً أيها الحثالة . حزنَ العجوز شيمون على كلام سيده فهو يعلم بمقدار الألم الذي يحمله ولكن لا يحقُ له أن يقومُ بهذه التصرفات , أراد الاعتراض ولكن كفّ نفسه عن ذلك فلن يجني من ذلك سوى الطرد , نظرَ للخدم من حوله فهم قليلون جداً لا يتجاوزُ عددهم العشرة فقد غادر أكثرهم من قسوة لسان ميلان وإهاناته المتكررة , والباقون هم من أجبروا أنفسهم على البقاء احتراماً لسيدهم وليعلنوا له أنهم مخلصين لهم وليسوا من مجموعة الخونة التي يعتقدُ بهم سيدهم الشاب . بدأوا بالمغادرة واحداً تلو الآخر حتى بقي شيمون , رفعَ بصره فرأى أنه من بقي فحركَ قدميه مغادراً . ـ توقف أيها العجوز . التفت إثر سماعه صوته ونظرَ إليه , ليقف ميلان بقامته الطويلة ويقولَ له بنبرة فيها بعضُ الغرابة . ـ احضرهم جميعاً إلى هنا قبل أن تغرب الشمس , سأنظر في أمرهم فربما أجلبُ بعضهم ليعمل هنا لخدمتي . أومأ شيمون رأسه ببعض السعادة فها هو أخيراً سيتريثُ سيده عن قراره فقد أعجبه نصفَ كلامه فسيكون من الجيد لو بقي بعضهم هنا . غادرَ مسرعاً بينما جلسَ ميلان على الكرسي وحيداً وضعَ يديه على جبينه واتكأ على الطاولة الصغيرة بينما مظلةٌ تحميه من وصول أشعة الشمس إليه . ظهرت على تقاسيم وجهه الألم والخوف ,, فهو لا يزالَ خائفاً من أن يتكرر ذلك اليوم وضعَ يده على قلبه ليسمع نبضاتِه المتسارعة بعنف , عضَ على شفتيه وهو يشعرُ بعدم الأمان .. أرخى ربطه عنقه قليلاً ليتنفسَ بعض الهواء علّه يشعرُ ببعض الانشراح في صدره , ونهضَ ليأخذَ قيلولة صغيرة . فقد تحولت شخصيته تماماً من ذلك الطفل البريء المحبوب إلى شخصِ آخر مختلف تماماً عنه . انتهى الفصل الأول .. |
#3
| ||
| ||
انتهى رولند من حزمِ حقيبته الصغيرة المهترئة , قامَ بحملها إلى الخارج فلا بد من أن يأتي أحدٌ ليقومَ بأخذِهم هنا . أخذَ يجولُ بعينه باحثاً عن الطفلان فعليهما أن يستعدا للرحيل شاهدهما من بعيد يمرحان معاً في حديقة القصر فجلسَ على الأرض ليرتاح قليلاً , وضعِ يديه على العشبِ الرطب النديّ وأخَذ يتأملُ ملامح القصر التي تحيطُ به , كانت أياماً هادئة بالنسبة له عندما كان يعملُ لخدمة العجوز ليبريت .. شعرَ بالملل وهو يتذكرُ ذلك فأدخل يده داخل سترته التي تحمل اللون السكري وأخرجَ سلسلة مزخرفة بألوان داكنة متعددة كانتْ دائماً ما تكونُ حولَ عنقه نظرَ إليها فمرت على مخيلته صورتها وهي تبتسمُ له أغمضَ عينيه وابتسم ثمّ تساءل في قرارة نفسه عمّا تفعله الآن ! , وهل أمورها على ما يرام فهو لم يزورها منذُ مدة , أدخلها لتبقى محفوظة فهي أثمنُ شيء عندها فهي من أمرته أن يحتفظَ بها وستحطمه لو أضاعها . تذكر شخصاً آخر فطأطأ رأسه بابتسامة حزينة وخاطبه وكأنما يريدُ أن يسمعه . ـ .... ايفان أينَ أنتَ الآن ؟! .... هل أنتَ بخير ! ... لم أشاهدك منذُ آخر مرة افترقنا . رفعَ رأسه للسماء وابتسمَ بطيبة ليجعل التفاؤل يدخل إلى نفسه . ـ لا بد من أنّك كبرتَ الآن وأصبحت شخصاً رائعاً .. . مرت بعض الرياح الخفيفة وكأنها تقولُ له أنها ستحملُ هذه الحروف إلى من يقصده وربما هبت لأنّها لم تتحمل رؤية شخصِ كسير يتذكر رفاقه و يتساءل عنهم . شعرَ بأحدهم فالتفت ليرى من يقفُ بجانبه فوجدَ شخصاً ينظرُ له ببلاهة رفعَ نفسه ووقف بتهذيب ووجه الخطاب له. ـ أعتذر .. يبدوا أنني لم أسمعك ؟! هل كنتَ تناديني ! . ابتسمَ من أمامه فقد أُعجب بشخصية من أمامه وطريقته المهذبة , ارتبك قليلاً وقال له وهو يطأطأ رأسه باحترام . ـ أدعى شيمون كبيرُ خدم قصر مالينا , وقد كلفت بأن أُحضر من يعمل عند السيد الراحل ليبريت . ابتسمَ رولند ووضعَ يده على كتفه فهو لا يريدُ لأحد أن ينزل من شأنه أو أن يخاطبه بهذه الرسمية خاصة من شخصِ أكبر منه . رفعَ العجوز رأسه ليرى ابتسامه الشاب الصافية التي تدخل الراحة على قلبِ كل من يراها . ـ لا داعي لهذه الرسمية فأنا أيضاَ خادمٌ مثلك , لا بأس سأقوم بإحضارهم . أومأ شيمون موافقاً وأخذَ ينظرُ إليه وهو يبتعد فمن خاطبه الآن شخصية مبهمة فرغمَ لطفه وابتسامته الصافية إلا أنّه كمن يحمل شيئاً ثقيلاً فوق عاتقه كما أنه لا يزال شابا صغيرا مثلَ سيده لكنه يبدوا ضعيفا بجسده ذاك كما أنّ لون عينيه أسرت ناظره . أسرعَ رولند ليصل إلى الطفلان اللذان لا يزالان يمرحان معاً وقفَ أمام الحديقة ونادهما بصوتِ عال . ـ ليــر , ليــن .. لقد حانَ موعد الرحيل . ما إن سمعا صوته حتى تسابقا إليه بحماسه وكلُ منهما يتحدّىَ الآخر في من يصلُ أولاً وسطَ ضحكتاهما . أسرعا باتجاهه وكلٌ منهما ينظرُ للآخر وكأنما التحدي لا زالَ قائماً . شعرَ رولند بالقلق وهو يراهما يتجهان بسرعة شديدة نحوه مما يجعله يقول بابتسامة وكأنما يتوقع النهاية التي ستحصل له . ـ لا تركضا سوفَ تقعان إذا استمريتما على ذلك . لم يستمعا له بل فردا ذراعيهما باتجاه ودفعاه بحماسة طفولية ليسقطَ رولند على الارض بطريقةِ قوية ويحلّ الصمت لبعض الوقت . .. نهضَ بثقل منهما وأخذَ يتحسس ظهره وهو يشعرُ بالألم فيه بينما الصغيران لم يكفا من الضحك مما جرى مما جعله يضربُ جبهتهما بأصبعه في وقت واحد . ـ استمعا لكلامي في المرة القادمة . نفضَ ملابسه وتحدثَ لهما . ـ لقد جاء الشخص الذي سيأخذنا من هنا , هل قمتم بتوديع المكان ؟! . أومأ برأسيهما بحزن ونهضا من حجر الشاب الذي لم يشعرا بألمِ سقطته تلك . نظرت لين إلى السماء فوجدتها قد بدأت تتدرج نحو اللون البرتقالي فركت عيناها بتعب وأمسكت ببنطال رولند الأسود وبصوتِ متعب قالت له . ـ أخي ,, احملني .. لا أستطيع المشي أكثر فقدمايّ متعبة . ابتسمَ لجملتها فهو كانَ يعلم أنّ هذا ما سيحصل حملها بخفه ووضعها على إحدى ذراعيه لتَسعد بذلك وتشعر بفرحة غامرة مما جعلها تتشبث برقبته , نظرَ الشاب نحو توأمها ورأى ملامح التعب من كثرة اللعب قد ظهرت عليه هو الآخر فيكفي أنهما توأمان ليعلم بحالة كليهما . ضحكَ بخفة وهو يراه يحاول تجنب النظرِ إليه فلا بد أنّه يريد هو الآخر ولكنه خجل من ذلك . نزلّ للأرض ببطء وحمله هو الآخر بذراعه الأخرى دون أن يعلم مما جعله يخاف ويتشبث بملابسه . همسَ الشاب بلطف في أذنه وقال له . ـ إذا أردتَ ذلك فلا تتردد في أن تخبرني فقد تعاهدنا ألا نخفي شيئاً أليسَ كذلك ؟! . ظهرت علامات الخجل على لير ولكنه في نفس الوقت سعيد فها هوَ يحمله مع أخته . هدأ الطفلان ما إن بدأ من يحملهما بالمشي .... لاحَ لـ رولند شيمون الذي ينتظره من بعيد فنظرَ إلى الطفلان فوجدهما قد أغمضهما أعينهما ليأخذا غفوة على كتفه , ظهرت تقاسيم الألم على وجهه وتوقفَ قليلاً ليأخذَ بعضَ أنفاسه ففي بعضِ اللحظات يشعرُ بألم ينتشر في جسده بطريقةِ مفاجئة . فتحتْ لين عيناها لتتفاجأ من نظره الألم على وجه من تعتبره أخاها , وضعت يدها الصغيرة على خدّه وهمست بصوتها الطفولي : ـ هل أنتَ بخير أخي !؟ أبعد تقاسيم الألم من وجهه بسرعة ونظرَ لها بلطف مع ابتسامة رسمها على شفتيه . ـ أجل أنا بخير , أعتذر إن كنتُ أيقظتك . اقتربت لين منه وطبعت قبلة صغيرة على خدّه توردت وجنتيها عندما ابتعدت عنه وقالت بصوتِ أشبه بالباكي . ـ لا تنسى وعدك أنت لن تتركنا . أومأ رولند لها مما أدخل الطمأنينة لقلبها وعادت لتغمض عينيها , علم أنها خائفة من المصير الذي ينتظرهم في المكان الذي سينتقلون له فهو لن يخفي ذلك ولكنّه قد أقسم على حمايتهما ولن يكسر هذا الوعد أبداً فلا قلقَ عليه هوَ فما يهمه هو حياة هذان الطفلان , فهو من قرر بإرادته أخذهما معه . اعتذر الشاب من العجوز الذي جعله ينتظر , بينما أخذَ شيمون ينظرُ بتعجب للطفلين النائمين على ذراعيه فدفعه ذلك ليقول. ـ هل ستحضرهما معك !؟ . ـ أجل , فنحن فقط هم من يعملٌ هنا . لم يصدق شيمون ذلك فكيف بقصرِ بهذا الحجم لا يوجد فيه إلا شابٌ وطفلان فقط ؟! . علم رولند بما يفكر فيه فأخبره بالحقيقة . ـ لقد علم سيدي الراحل أنه سيغادر هذه الحياة فطلب من الجميع التخلي عن خدمته في الفترة الأخيرة فهو لن يستطيع أن يدفع لهم بسبب الديون الضخمة التي تحيط به خاصة من آل ماليان لذا جعل القرار لهم فاختاروا الرحيل . استمعَ له بإمعان ثمّ اتجه نحو باب العربة وأدخل حقيبة الشاب المهترئة وهو يفكر في نفسه عن السبب الذي جعلهم يبقونَ معم ولم يختاروا الرحيل بل فضلوا البقاء , لم يرد الخوضَ أكثر فليس من الأدب إكثار الأسئلة على شخصِ لا يعلم عنه الكثير . صعد رولند العربة المتصلة بخيولِ أصيلةِ بنية اللون وجلسَ على الأريكة التي فيها ثمّ وضع الطفلان في حجره ليدعهما ينامان تأمل تصاميم الحجرة الفخمة نقوشٌ ذهبية على السقف وستائر من الحرير الاحمر على نوافذها فقد كانت بحق مثلَ تلكَ التي توجد في الأساطير القديمة كما أنّ هذا الأمر غير مستغرب فصاحب قصر أل مليان يمتلكُ اسطبلاً من الخيول الاصيلة بالإضافة إلى مجموعات فارهة من السيارات الفخمة . ثواني هي حتى انطلقت العربة مسرعة وحل صمتٌ مطبق على الجميع . بدأت الشمس تدنو من الأرض وكأنما أرادت أن تودعَ من فيها بألوانها الخلابة التي رسمتها في السماء مرور بعض من الوقت جعلَ العجوز يختلسَ النظر للشاب التي بدأت تقاسيم الإرهاق بدايةً على وجهه وهو مغمضٌ عينيه وكأنما لم ينعم ببعض الراحة أبعدَ نظره عنه ليتأملَ الطفلان النائمان بطمأنينة واللذان يتنفسان ببطء وعلى وجهيها الراحة فعلى ما يبدوا أن يديّ الشاب التي تربت على رأسيهما دافئة وكأنما دفعَ إليهما راحته بدلَ نفسه كما أنّهما يتمتعانِ بجمالِ آخذ فتلك الخصلات الذهبية والبشرة البيضاء الناصعة يشبهانِ بحدِ كبير جمال النبلاء . ابتسمَ عندما تذكر أنّه لا يعرف اسمَ الشاب و نسي أن يسأله فأمسكَ زمام الخيل ليبطئ من سيرها فلا زالً هناكَ وقتٌ على غروب الشمس كما أنّه قلق فهو بالتأكيد لن يسلم من سيده فكيفَ لشابِ صغير بعمر الثامنةَ عشر ان يعملَ خادماً عند شخصِ يُقارِب عمره . ـــــــ وفي قصر ماليان , تملل ميلان من حديثِ الرجل الثرثار الذي أمامه كما أنّ شكله يجلبُ التقزز لنفسه وكأنّ شيئاً يخنقُ الهواء عنده , نهضَ الثرثار كما أطلق عليه في نفسه ووضعَ كأس الشراب على الطاولة أمامَ الشاب وقال بنبرة خشنة فيها بعضُ من الخبث . ـ سأغادر الآن ولا تنسى أن ترسل لي بعضاً من كلابِ ليبريت وسأكونُ محظوظاً لو كانت فتاة جميلة أو فتاتين . أطلقَ ضحكاتِ شيطانية تناثرت فيها بعضُ من لعابه المقزز بينما نظراتِ الاشمئزاز تصدر من ميلان فهذا الرجل البدين الذي أمامه سيصيبه بالغثيان في أيّ لحظة تمالكَ نفسه وبنبلِ الأغنياء نهض وتحدثَ بطريقة لبقة فيها نوعٌ من السخرية . ـ لا تقلق سأجلبُ لك ما تريد مقابل صفقةِ محترمة . صمت الرجل على إثر كلامه ونظرَ بعدمِ رضا إلى الشاب الذي أمامه فلا بد من أنّه يريد أن يسخر منه فهو يعلم أنّ تجارته بدأت بالهبوط والتدني . تقدمَ ميلان بابتسامه باتجاه نافذة القصر الزجاجية التي تعكس ضوء الشمس البرتقالي وكأنما ختمَ الحديث بجملته تلك وانتصر. ظهرَ الانزعاج على الآخر فحركَ قدميه مغادراً المكان وقبل أن يخرج من الباب لوح بيده وبابتسامه ساخرة ليؤكد طلبه . ـ سأقتلك لو كانت غير جميلة . تنفسَ ميلان الصعداء عندما سمعَ صوتَ خطواته المغادرة أرخى ربطة عنقه وبنبرة ساخرة . ـ رجل فاسد , لو أنه لم يترك اهتمامه بتجارته لما خسر فيها . تهادى لسمعه صوت صهيل خيل فعلم أنّ شيمون قد عاد من مهمته التي أوكله بها وضعَ يديه على وجه بضيق فلا بدّ أنّ ذلك التاجر الفاسد لم يغادر قصره بعد . ـــ استيقظ الطفلان عندما شعرا بدفعِ بسيط بسببِ توقف العربة فتحا أعينها الخضراء اللامعة فوجدا رولند ينزلُ من العربة رفعت الطفلة نفسها وجلست كما فعلَ لير تماماً وبدأت تفركُ عيناها فلا بد من أنّهما وصلا شعرت بهزِ خفيف لتلتف نحو أخيها الذي بدا مدهوشاً بطريقة ما وهو يشير بإصبعه لشيء ما ويقول لها . ـ أختي أنظري إليه ... إنّه ضخم .! . نظرتْ إلى حيثُ يشير لتدهشَ كثيراً مما تراه ظهرت تعابير الفرحة على وجهها وأمسكت بيد أخيها وبنبرة حماسية أخذت تقول له . ـ إنه أضخم من القصر الذي كنّا فيه لننزل ....... . أخذت بيدِ لير وهي بأشدّ فرحتها فهذه أول مرة ترى قصراً بهذه الضخامة والجمال نزلا من العربة ومن شدّة حماستها اصطدمت بأحدهم لتسقط هيّ مع لير الذي كانَ معها . ـ ما ذا تفعلان ! . رفعت لين رأسها بسعادة عندما سمعت صوت رولند فصرخت بفرحة وهي ترفعُ رأسها لتخبره . ـ لم أرى مثله أبداً .... إنه جميل. ضحكَ الشاب من فرحتها المفرطة فهكذا هم الاطفال نزلَ بمستواها ووضعَ يده على شعرها وقالَ بنبرة لطيفة . ـ اسمعي .. نحنُ لا نزال جدد هنا ولا نعلم ماذا يحدث .. . نظرً لكليهما وخاطبها بنبرةِ جادة . ـ لا تقوما بعملِ ضجة هنا فنحنُ لم نقابل سيد القصر بعد . هدأت فرحه الصغيرة وشعرت ببعض الحزن فهو صادق في قوله , ابتسمَ عندما أوصلَ ما يريد قوله لهما , نظرَ إلى لير وأمسك يده ووضعها على يد أخته وقال له . ـ كونا حذرين وانتبه لأختك .. تجولا قريباً من هنا على مدّ بصري .. اتفقنا !. أومأ لير بابتسامه وشعر بفرحة غامرة فها هو رولند يعتمد عليه في حمايته أخته التوأم . نهضا من الأرض وأمسكا بأيدهما ثمّ تقدما لينظرا للقصر من بعيد وللأشياء من حوله . تنهد الشاب عندما ابتعدا عنه قليلاً فلا بدّ من أي يكونَ الأمر صعباً عنده ,شعرَ بأحدهم يربت على كتفه فالتفت بذعر . ـ يبدوا أنّكَ متعب ما رأيك لو تجلس هنا إلا أن يأتي سيد القصر . ابتسمَ رولند ومسحَ العرقَ الخفيف عن جبينه فهذا لم يكن سوى شيمون . ـ لا داعي لذلك .. لستُ متعباً . تنهد شيمون فهذا الشاب الذي أمامه لن يعترف أبداً بأنه منهك بينما وجهه يفضحُ ذلك . ـ انتظر هنا .. سأرجع العربة لمكانها وبعدها سأعود .. وسيأتي صاحب القصر بعد قليل . طأطأ الشاب رأسه باحترام لمن أمامه وقالَ له بطريقة مهذبة . ـ شكراً لكَ على الاعتناء بنا طولَ هذه المدة .. كما أنني أتطلع للعمل معك . شعرَ العجوز ببعضِ الإحراج فكيف بشابِ مثله أن يبدي له هذا الاحترام والتهذيب المفرط , ضاعت الكلمات من فمه فقال له وهو يجر الخيول ليذهب لها . ـ أخبرتك ..لا داعي لذلك ... ـــــــ مرت نسمة هواء باردة ابتعد فيها العجوز شيمون وبقي رولند وحده في ساحه القصر , التفت لعله يرى أين ذهب الطفلان فوجدهما يركضان بفزعِ نحوه وهما يصرخان باسمه . فزعَ واقترب بسرعه منهما وعندما وصلا عنده اختبآ خلفَ ظهره وتشبثا بملابسه لم يعلم ما حصل لها فقال بنبرة خائفة بعضِ الشيء . ـ ما لذي حصلَ لكما ؟! هل حدثَ شيء ؟! . كانت لين تدفن وجهها في ملابسه ويدها ترتجف تحدثت بصوتِ مخنوق وخائف . ـ إنه رجل شرير ... إنه يطاردنا . تعجب لكلامه المبهم فسأل من جديد لعله يلقى جواباً واضحاً . ـ لير أخبرني ما الذي حصل !؟ . رفعَ الأخير رأسه وهو لا يزال يلتقط أنفاسه . ـ إنه .. إنه ... لقد أخذَ بسؤالنا هل أنتم خدم السيد ليبريت ؟! وبعدما أجبناه .... .... . لم يكمل لير كلامه بل توقفَ وهو ينظرُ لشيء ما خلفَ رولند بخوفِ وصدمه . تعجب رولند لذلك فكل ما عرفه هو شخص قامَ بسؤالهم ثمّ أخذَ يطاردهم . تكلمَ ذلك الشخص بصوته الخشن وبسرعة البرق أمسك بيد لين وسحبها مما دعاها لتصرخ باسم رولند . التفت الشاب بصدمه ليرى رجلاً أمامه بدين بعضُ الشيء وتظهر على وجهه ملامح الخبث كما أنّه يمسكُ بيد لين بل ومن أمامِ عينيه أخذها ! . تغيرت ملامح وجهه للجدّية وتقدمَ نحو الرجل الذي لا زالَ يمسك بـ لين بقسوة , أخذها من عنده عنوةً واحتضنها بإحدى ذراعيه فقد كانت لين خائفة وجسدها يرتجف و قالَ لمن أمامه . ـ من أنت ؟! وما لذي تريده من إفزاع طفلةِ صغيرة ؟! . لم يزل الرجل مصدوماً بل لا زالَ ينظرُ ليديه التي كانَ يمسك بها يد الطفلة والتي اختفت في غمضه عينِ وأصبحت محميّة من شابِ لم يرى وجهه إلى الآن . أطلقَ ضحكاتِ خبيثة ورفعَ رأسه لينظرُ لمن يتحدث معه بطريقة غير مهذبة . ـ أدعى جايد .. تاجر الأواني الفضية المزخرفة في هذه البلد . قطب رولند حاجبيه فهو يشعرُ بأن هذا الجايد شخصُ سيء الطباع , فتحَ فمّه وقالَ له بنبرةِ فيها بعضُ الصرامة . ـ إذاً أنتَ لستَ صاحب القصر .. . ابتسمَ جايد لجرأة هذا الشاب تقدمَ نحوه ثمّ أمسكَ بمقدمة ملابسه وجذّبه نحوه بقوة , بينما ظهرَ الخوفُ جلياً على لير الذي سارع باحتضان اخته ليحميها من الخطر . تألمَ رولند وشعرَ بالاختناق فـ يدُ ذلك الشخص قوية بعضَ الشيء حاولَ التحرر منه ولكنّ جايد وضعَ أصابعه على ذقنه ورفعها بشدّة ليرتفعَ وجهه رولند ويصيرُ مقابلاً لوجهه... نظرَ جايد إلى ملامحه وأخذَ يتأملّها, سُحر بعينيه التي تحملُ لوناً أزرقاُ مائلاً للونِ الرصاص معَ لمعةِ جميلة تظهرُ فيها فقال له بخبث . ـ أنتَ وسيم ! هل أنتَ حقاً فتى !؟ . لم يعد باستطاعة الشاب رولند أن يقفَ وهو يرى الخوفَ في عيني التوأمان خلصَ نفسه من قبضته وتراجع للخلف حتى سقط على الأرض , أخذَ يلتقطُ أنفاسه بينما جلسَ التوأمان خلفَه يحتميان به رفعَ رأسه و نظرَ إلى جايد الذي أخذَ يوجه الكلام له بخبث . ـ ربما أغيرُ رأيّ وأطلبُ من ميلان أن أخذكَ أنت . صفقَ بيديه ثلاثَ مرات لينتبه الجميعُ لذلك الصوت ويلتفتونَ نحو مصدره . ابتسمَ جايد عندما رأى القادم وقالَ له بحماسه . ـ ميلان .. لقد غيرتُ رأي . توقفَ الشاب ميلان عن المشي عندما وصلَ إلى جايد و أخذَ يبعثرُ نظراته وينظرُ لثلاثة الذينَ يجلسونُ على الأرض , ابتسمَ عندما رأى شاباً بنفسِ عمره بملامح قلقةِ وهو ينظرُ بريبة , أخذَ نفساً عميقاً ثمّ التفت نحوَ جايد ليقولَ له بصرامة . ـ ألا زلتَ هنا ! . ابتسمَ جايد بارتباك واضح وأخذُ يُفركُ يديه مع ابتسامة بشعة ظهرت على شفتيه . ـ لقد أردت المغادرة ولكنّي شاهدتُ بالصدفة خدمَ السيد ليبريت . نظرَ إليه ميلان بعينِ حادة جعلته يتجمدُ في مكانه ويخفي ملامحه البشعة التي يظهرها كتفَ بذراعيه وقالَ له بنبرةِ غرور . ـ لقد رأيتَ بعينك لا توجدُ فتاة بينهم لذا غادر قصري حالاً . قالَ ذلك ثمَ نظرَ لـ لرولند بابتسامة واسعة تحملُ بعضَ السخرية وأتبعَ قائلاً . ـ يبدو أنّ السيد ليبريت ذكيّ بعضَ الشيء فقد أخلى سبيلهم ولكن لا زال لدينا ثلاثةُ ضائعين هنا . ظهرَ على وجهه جايد الامتعاض ولم يعجبه طريقة ميلان في الحديث معه مما يجعله يلتفُ بجسده مغادراً بغيرِ رضا منه وعينه على ذلك الشاب الذي رآه . أخذّ ميلان يتابعُ جايد بعينيه حتى خرجَ من قصره , أخذّ نفساً عميقاً ثمّ رفعَ خصلاتِ شعره إلى الخلفِ بغرور وبقيّ يحدقُ بالطفلين الذي ينظرانِ له وهما يتشبثانِ بملابسِ الشاب الوسيم الذي أخذَ ينظرُ للأرض ولم يُكلف نفسه عناء النظرِ إليه . جاءَ شيمون وهو يحملُ كرسي جلبه من حديقة القصر وضعه بجانبِ ميلان الذي جلسَ عليه سريعاً ووضعَاً ساقاً على ساق وأخذَ ينظرُ لهم بينما غادر شيمون ليؤديّ عمله ويترك سيد القصر يتحدثُ مع الثلاثة الجدد . ابتسمَ ميلان بسخريه وهو لا زالَ يحدقُ بالطفلة لين , وجه كلامه للشاب الذي لم يرى ملامحه بعد وقال له . ـ يبدوا أنّهما متعلقيّن فيكَ كثيراً أيها الشاب . رفعَ رولند رأسه وظهرت على ملامحه الجديّة فقد تلمسّ في جملة ميلان بعض الشرّ . تفاجأ ميلان بملامح الشاب الذي أخذُ ينظرُ له بنظراتِ حادة , أطلقَ صفيراً وقال بسخرية . ـ يبدوا أنّك تمتلكُ بعضَ النظراتِ السيئة ! ... أخبرني ما اسمك ؟! . لم يطمئن رولند له فوقفَ ونفضَ بنطاله الأسود من التراب الذي علقَ به... وضعَ يديه على شعرِ الطفلان الذي لازالا يتشبثانِ به وقال . ـ أدعى رولند .. وهذا الطفل لير وهذه لين . أُعجب ميلان بطريقته الهادئة التي يُعرفُ بها نفسه .. ابتسمَ بخبثِ وقالَ وهو يضعٌ يده على ذقنه مفكراً . ـ أظنني لا أحتاجُ لثلاثتكم ... سأكتفي بكَ أنت . قالَ جملته الأخيرة وهو يشيرُ إلى رولند باحتقار . اتسعت عينُ الشاب بقلق وقالَ له بارتباك وهو يشعرُ بيديّ الطفلان اللتانِ تشّدان على ملابسه . ـ ماذا تقصد ؟! . وضعَ راحة يده على خده وبابتسامة كبيرة وهوُ يحدقُ بهم . ـ كما قلت ... سوفَ أرسلُ هذه الطفلة مع ذلك الشخص جايد ... والآخر ... . توقفَ قليلاً ليُفكر أو ربما لأنّه يريدُ رؤية المزيد من القلق الذي يزدادُ في وجهه رولند والذي بدأ يتضحُ تدرجياً . ـ ربما سأرسله لأحدَ أصدقائيّ ليعملَ تحت خدمته . شدّ رولند قبضةَ يده وشعرَ بغصةِ في حلقه فهذا الشاب الذي أمامه .. يبدوا أنّه شخصٌ بلا ضمير فكيفَ يريدُ تفريقهم وهو يرى بعينيه أنّ هذان الطفلان توأمان عضَ على شفتيه فلا بدّ من أن يجدَ حلاً سريعاً لذلك , فيبدوا أنّ ميلان جادٌ فيما قاله ترددت في ذهنه محادثته مع الصغيران وكيفَ وعدهما بأنّه لن يتركهما أبداً أغمَضَ عينيه بشدّة وأخذَ يُفكر في طريقة ما لُيخرجَهما من هذه العقدة بينما أخذَ ميلان يستمتعُ برؤية ملامحِِ رولند المضطربة بابتسامة كبيرة . انتهى الفصل الثاني .. |
#4
| ||
| ||
حرام عليكي ليش أنهيتي البااارت الحلو ..الجميل .. الجذاب .. آآه يا ألبي |
#5
| ||
| ||
البارت رووووووعة
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
روايـــة..حــــلم فـــوق السحـــــآآب | ŔowlЄy | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 169 | 03-02-2015 03:55 AM |
رواية خادمي كان صديقي | ƬăẂăǤ | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 7 | 08-19-2014 11:57 AM |
بقيتَ ولا كانَ الزمانُ ولا بقى | ǻ ץ Ł ı ļ ● | قصائد منقوله من هنا وهناك | 3 | 08-04-2013 04:01 PM |
صديقي مهما فعلت .. تبقى صديقي ...:: | اريج العمر | مواضيع عامة | 5 | 03-01-2009 05:01 PM |
صديقي مهما فعلت .. تبقى صديقي ...:: | اريج العمر | مواضيع عامة | 5 | 10-25-2008 08:55 PM |