عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree3Likes
  • 2 Post By S H i M a
  • 1 Post By مؤمن الرشيدي
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-20-2013, 02:04 AM
 
سيد أجواد العالمين محمد صلى الله عليه وسلم




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم:wardah:


إذا ما تحدثنا عن الجود والكرم وصنع المعروف وشخصياته فإن أول شخصية تتسم به
من البشر هو رسولنا وسيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.


ففي صنع المعروف وقضاء الحوائج والإحسان فهو عليه الصلاة والسلام صاحب أعظم
معروف في تاريخ البشرية ، حيث أنقذهم الله به من الضلال والنار إلى الهدى والجنة:
(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)
[آل عمران/164] .

إن حياة المجتمعات لا تستقيم بدون أجواد ذوي مروءات ومبرات ومسابقة لصنع الخير ،
يفزع الناس إليهم في الضوائق والملمات ، ولذلك حفظ التاريخ الإنساني سير الأجواد ومواقفهم عبر القرون ،
ومقدَّمهم هو الجواد المحسن الهادي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.

إنه محمد رسول الله ، الذي كان طول حياته الشريفة على أهبة الاستعداد لنجدة كل مستصرخ أو طالب للمساعدة
من الناس ، مبسوط الكف ، نديَّ العطاء ، كما جاء في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال
: " كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس ، وأجود الناس ، وأشجع الناس ".

محمدٌ رسول الله الذي كان لا ينطق برد أحد يسأله ،
إن وجد لإعطائه سبيلاً أجابه وأعطاه ، وإلا قال خيراً ،
وكان يعطي عطاءً يعجز عنه الملوك أمثال كسرى وقيصر ،
فهو عليه الصلاة والسلام أجود بني آدم على الإطلاق ،
كما أنه أفضلُهم وأعلَمُهم وأكملُهم في جميع الأوصاف الحميدة .

قال الحافظ ابن رجب: " وكان جُوده عليه الصلاة والسلام بجميع أنواع الجُود ،
من بذل العلم والمال ، وبذلِ نفسه لله تعالى في إظهار دينه وهداية عباده ، وإيصال النفع إليهم بكل طريق ،
من إطعام جائعهم ، ووعظ جاهلهم ، وقضاء حواجهم ، وتحمل أثقالهم ،
ولم يزل عليه الصلاة والسلام على هذه الخصال الحميدة منذ نشأ ، ولهذا قالت خديجة في أول مبعثه
: " والله ، لا يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم، وتَقْري الضيف ، وتحمل الكَلَّ، وتكسِب المعدوم ،
وتعين على نوائب الحق "، ثم تزايدت هذه الخصال فيه بعد البعثة وتضاعفت أضعافاً كثيرة".

قال بعض الشعراء يمدح بعض الأجواد،ولا يصلح ذلك إلا لرسول الله عليه الصلاة والسلام:

تَعَوَّدَ بسطَ الكَفِّ حتى لو أنهُ --- ثناها لقبضٍ لم تُـجبه أناملُهْ
تراه إذا ما جئتهُ مـتهللاً --- كأنك تعطيه الذي أنتَ سائلُهْ
هو البحرُ من أيِّ النواحي أتيتهُ --- فَلُجَّتُهُ المعروفُ والجود ساحلُهْ
ولو لم يكن في كفِّه غيرُ روحه --- لَجَاد بها ، فليتق الله سائِلُهْ
وينبغي أن نعلم أننا لن نستطيع الإحاطة بكل دلائل وشواهد جوده وكرمه عليه الصلاة والسلام ،
ولكن نشير إلى نُبذٍ من ذلك وهي دالة على نظائرها ومؤكدة لما قدمناه من تأكد جوده وكرمه وبِرِّهِ عليه الصلاة والسلام.

ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجودَ ما يكون في رمضان ،
حين يلقاه جبريل بالوحي فيدارسه القرآن ،
فَلَرسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريح المرسلة ".

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "وهذا التشبيه في غاية ما يكون من البلاغة
في تشبيه الكرم بالريح المرسلة في عمومها وتواترها وعدم انقضائها".

وقال الإمام النووي رحمه الله : "وفي هذا الحديث فوائد منها : بيان عظم جوده صلى الله عليه وسلم ، ومنها
: استحباب إكثار الجود في رمضان ، ومنها : زيادة الجود والخير عند ملاقاة الصالحين ، وعقب فراقهم للتأثر بلقائهم".

وفي الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله قال: ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال : لا.

وفي صحيح مسلم عن أنس قال: ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئاً إلا أعطاه ،
فجاءه رجلٌ فأعطاه غنماً بين جبلين ، فرجع إلى قومه ، فقال : يا قوم أسلموا ؛ فإن محمداً يعطي عطاء
من لا يخشى الفاقة " وفي لفظ: " الفقر ".

وفي صحيح مسلم عن صفوان بنِ أمية قال : " لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني ، وإنه لأبغض الناس إليَّ ، فما برح يعطيني حتى إنه لأحبُّ الناس إليَّ " .

وقد بلغ به الجود عيه الصلاة والسلام إلى أنه كان يقضي حاجة كل من سأله كما قال أنس بن مالك رضي الله عنه:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيماً ، وكان لا يأتيه أَحَدٌ إلا وعده ، وأنجز له إن كان عنده
. رواه البخاري في الأدب المفرد.

ثم هاهو عليه الصلاة والسلام يحدث عن مكان المال في نفسه يحدثنا عن ذلك أبو ذر فيقول :
كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حَرَّة المدينة ، فاستقبَلَنا أُحُد ، فقال : " يا أبا ذر " ، قلت : لبيك يا رسول الله . قال: " ما يسرني أن عندي مثل أُحُدٍ ذهباً ، تمضي عليه ثالثة وعندي منه دينار ،
إلا شيئاً أرصده لدَين ، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا " عن يمينه وعن شماله ومن خلفه .
الحديث، رواه البخاري ومسلم.

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: وكيف لا يكون كذلك وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم المجبول على أكمل الصفات ، الواثق بما في يَدَيِ الله عز وجل ، الذي أنزل الله عليه في محكم كتابه العزيز:
(وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ: 39].

وهو عليه الصلاة والسلام القائل لمؤذِّنه بلال ، وهو الصادق المصدوق في الوعد والمقال : " أنفق يا بلال ،
ولا تخش من ذي العرش إقلالاً". رواه الطبراني.

وهو القائل عليه الصلاة والسلام: " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان يقول أحدهما :
اللهم أعط مُنفِقاً خَلَفاً ، ويقول الآخر: اللهم أعطِ مُـمْسِكاً تَلَفاً " متفق عليه.

وفي الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام قال: "يقول الله تعالى: ابن آدم ، أنفق أُنفق عليك".

فكيف لا يكون عليه الصلاة والسلام أكرم الناس وأشجع الناس وهو المتوكل الذي لا أعظم منه في توكله ،
الواثقُ برزقِ الله ونصرِه ، المستعين بربه في جميع أمره ؟!

ثم إنه كان قبل بعثته وبعدها وقبل هجرته ملجأ الفقراء والأرامل والأيتام والضعفاء والمساكين ، كما قال عمُّه أبو طالب في لاميته المشهورة:
وأبيضَ يُستسقَى الغَمامُ بوجهِهِ --- ثِمالَ اليتامى عِصمةً للأراملِ
يَلُوذ به الهُلاَّكُ من آل هاشمٍ --- فهم عنده في نعمة وفواضلِ
ذلكم هو محمد بن عبد الله ؛ رسول ربِّ العالمين ، أفضل الخلق وأجودهم على الإطلاق ، وفيه خير أسوةٍ لكل أجواد العالم وأهل الإحسان ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. اللهم صل على نبينا محمد وسلم تسليماً.

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك




التعديل الأخير تم بواسطة عمة إم خالد ; 08-20-2013 الساعة 02:23 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-20-2013, 02:11 AM
 
بارك الله فيكِ
اختي الكريمه
وصل اللهم وبارك علي خير البشر..
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-20-2013, 11:55 PM
 
سلمت يدآك على روعة الطرح
وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار ..
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير ..

اسأل البآري لك سعآدة دائمة ..
شكري وتقديري
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-23-2013, 09:06 PM
 
قلم مداده الايمان والتقوى

لا يسطر اإلا ما هو رائع وعظيم

وهكذا هو قلمكم
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-25-2013, 08:32 PM
 
موضوع رائع .. الحم للاه على نعمة الإسلام
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تقرير عن الحبيب رسول الله " محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم •●ЈoҚЭЯ-sθύĎ121●• نور الإسلام - 15 07-30-2013 09:48 AM
قبر النبي الآعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم صلواتكم على صورة قبره .ادخل وانضر على قبر النبي وصلى عليه SCORPIONKING نور الإسلام - 3 06-15-2010 10:04 PM
الى كل محبي رسول الله صلى الله عليه وسلم الوصف الكامل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فردوسالجنان نور الإسلام - 1 02-20-2010 10:49 PM
محمد صلى الله عليه وسلم كأنك تراه * صلى الله عليه وسلم * hinata90 نور الإسلام - 9 08-17-2009 07:21 AM
ما حكم كتابة ( صلى ) أو ( صلم) أو ( ص ) بعد ذكر محمد صلى الله عليه وسلم وهي اختصار للصلاة عليه ؟ fares alsunna نور الإسلام - 15 05-19-2007 12:43 AM


الساعة الآن 07:05 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011