يروى عن رجل ذا هيبه ووقارة, كان يعيش مع أسرته في بيت بسيط , لقد عُرف هذا الرجل بين الناس بحكمته ورجاحة عقله , حيث كان الطبيب الوحيد في القرية , وهو الشخص الوحيد الذي يقوم الناس بــ مشورته
إذ كان هناك في العالـم من يحبك فبطبع هناك أشخاص يغارون مما تقوم به أو يستشيطون غضباً عند رؤيتك
خرج كعادته قبل بزوغ الشمس , لكِ يقوم ببعض الأعمال المعتادة حيث يذهب باكراً إلى مكان عمله من أجل ترتيب بعض الأمتعه وغير ذالك يقوم بتجهيز المكان الأستقبال القرويون , كان هذا عمله المعتاد الذي يجني منهُ ثمرات رزقه
بعدما أصبحت الشمس في كبد السماء , و أصبح الناس يتهافتون من كل الجهات , وأصبح السوقُ مزدحماً بتجمعات الناس
دخل رجلٌ في ذات اليوم للحكيم وقال بصوتٍ محموم
- يا أيها الطبيب .. جئتك من بعيد لأطلب منك الدواء المفيد
قال الرجل الحكيم بصوته الهادئ
- أستبشر خيراً إن شاء الله .. فل تخبرني ما هي عُلتك
قال ذالك الرجل بصوته المحموم
- إن معدتي تؤلمني .. وغير ذالك إنها لا تسمح لي بأداء عملي بشكل المطلوب
قال على هدوئه السابق
- مثل ما قلتُ لك , أستبشر خيراً .. ما عليك فقط هو أن تتناول العسل
قال الرجل بقليل من الأستغراب الذي طغى ملامح وجهه
- هل عسلاً فقط ؟!
قال مبتسماً
- عسلاً فقط
خرج ذالك الرجل على عجل ليخبر أصحابه بما قال لهُ الطبيب , وعندما أخبر أصحابه بما قاله
منهم من سخر من علاجه ومنهم في حالة إستغراب , حيث تبادرت عندهم أسئله كثيره
منهم من قال هذا طبيب حكيم ودوائه بسيط , ومنهم من إدعا إنهُ يمزح , لقد زار هذا الرجل المشتكي من ألم معدته
عدة زيارات إلى الطبيب الحكيم , ولم يتلقي إلا إجابه واحده تتكرر في كل مرة
عســل , عسـل , عســـل
جلس هؤلاء المدعين في أحدى أستراحات القرية مع مجموعة من القرويون يتبادلون أطراف الحديث
وبتأكيد حديثهم الرئيسي هو موضوع ذالك الطبيب , فهم كانوا يريدون نشر الفتنة عنه , بسبب غيرتهم منه
فكانوا يقولون كلامً غير صحيح عنه , فمرعليهم أحد الماره فجلس بينهم ليستمع لحديثهم , فعندما لم يعجبهُ كلامهم
نطق قــائلاً :
- أنتم أيها المدعون كيف تستطيعون تأليف هذه الأكاذيب في وقتاً واحد , عجيبٌ أمركم حقاً
فأنا قد زرتُ الطبيب منذو أسبوع أشتكِ من ألم معتدتي وتعرفون بمـأ نصحني " عسل " قال لي بأن أتناول العسل
فأنا لا أعلم هل تناولت العسل أم أنك لم تتناوله لانك لا تشتكِ من شي اصلاَ .. فل العسل لا يتم تناولهُ فقط في
حالات المرض وإنما في حلات الشفاء أيضا .. إنصرف جميع القرويون الجالسين في تلك الأستراحه
فهم لا يريدون سماع المزيد من الآفاك , فهم يعلمون بأن عليهم المداومه على العلاج عند المرض , وعدم تصديق
إي شخص آفاك يريد الفتنة لغيرة
خرج ذالك الرجل من مكان عمله متجها إلى السوق ليبتاع بعض الأغراض من السوق أشترى بعضاً من الأقمشة ذات الألوان الزاهية وبعض من الطعام ليأخذهُ معه .. عاد إلى منزله بعد نهار طويل
أستقبلته زوجتهُ بتلك الأبتسامه المشرقة لتأخذ منهُ تلك الغراض وأردفت قائله بهدوء :
لقد أتتك رسالة من أحد القرويون
سألها وهو ينزع ذالك الوشاح من على رقبته
أمسك بتلك الورقة بين يدية لتظهر على شفتيه أبتسامة كبيرة
قد كتب في الرسالة " شكرا لك أيها الطبيب فلقد تعافت أمي عندما تناولت العسل "
المداومة دائما على العلاج تجعلك في صحة جيدة