عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree1Likes
  • 1 Post By آدم مجدي
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-11-2013, 03:03 PM
 
تحذير السلف من البدع + بدعة المولد : الشيخ زيد البحري



( تحذير السلف من البدع + بدعة المولد )

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

أما بعد : فيا عباد الله :
كبراء النصارى لما حرَّفوا شرع الله عز وجل ، دخلوا في الصوامع والبِيَع وأتوا بعبادات لم يشرعها الله سبحانه وتعالى فذمهم جل وعلى فقال { وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا }الحدي7 ، فدل هذا – عباد الله – على أن البدع من الخطورة بمكان ، قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( ربَّ مريد للخير لم يصبه ) والبدعة – عباد الله – لها شرور عظيمة عرفها الشاطبي رحمه الله في الاعتصام فقال رحمه الله " هي الطريقة المخترعة في دين الله لتضاهي الطريقة في شرع الله يراد منها الزيادة في التعبد "
وكما أن فعل البدعة مذموم كذلك لو ترك شيئا ابتدعه في دين الله يكون مذموما ، فمن حرَّم على نفسه ما أباح الله من أكل اللحم وتزوج النساء ونحو ذلك ، فإن هذا يُعد من " البدع التَركية " قال عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ }المائدة87 ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال لذلك النفر لما قال " إني لا آكل اللحم ولا أتزوج النساء " قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين ( من رغب عن سنتي فليس مني )
أما لو ترك الأكل من أجل أنه لا يرغب فيه أو من أجل أن يتقوى بدنه فلا إشكال في ذلك .
وصاحب البدعة – عباد الله – حري بأن تغلق عليه أبواب التوبة ، جاء في حديث أنس رضي الله عنه عند الطبراني وصححه الألباني رحمه الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله احتجز التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته ) وكان صلوات ربي وسلامه عليه في خطبة الجمعة كما عند مسلم يحذر من البدع ( وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ) عمم ، أي بدعة ضلالة ، لا بدعة سنة ولا بدعة مباحة ولا محرمة ولا واجبة ولا مكروهة ، الجميع بدعة ، ولذلك يقول الشاطبي رحمه الله " لو أننا صنفنا البدع إلى بدعة واجبة أو محرمة أو مسنونة أو مباحة أو مكروهة ، لما كان في ذكر البدعة في النصوص الشرعية أي فائدة " لم ؟ لأن كل شيء يصدق عليه أن يكون واجبا أو محرما أو مسنونا أو مكروها أو مباحا "
والنبي صلى الله عليه وسلم فيما يحص البدع كان يعظم هذا ويفرده بمواعظ بليغة ، في سنن أبي داود والترمذي والنسائي من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه أنه قال ( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب ، قلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا ) فمما أوصاهم ( قال : إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) وهذا يدل على خطورة البدع ، ولذا قال ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ )
وصاحب البدعة – عباد الله – خليق بأن يحرم من الشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم ، لم ؟ لأنه لما خالف طريقته عوقب بذلك ، في حديث ابن مسعود رضي الله عنه في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أنا فرطكم على الحوض ) يعني متقدمكم على الحوض ( وليُرفعن رجال منكم ثم ليختلجن دوني ، فأقول يا رب أصحابي ، فيقال إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك )
وابن مسعود رضي الله عنه كما في المسند روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه خط ذات يوم خطا مستقيما وجعل خطوطا عن يمين وعن شمال هذا الخط المستقيم ، فقال صلى الله عليه وسلم في الخط المستقيم هذا صراط الله ، وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليها ثم قرأ {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ }الأنعام153 ) .
وكل ما يؤتى في دين الله عز وجل مما لم يشرعه الله عز وجل ولم يشرعه رسوله صلى الله عليه وسلم فإنه مردود على صاحبه ، في حديث عائشة رضي الله عنها كما في الصحيحين ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) وفي رواية عند مسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) من اخترعها ابتداء تُرَد عليه ، من ضاهى وتأسى بغيره ممن اختلق هذه البدعة فعمله كذلك يرد عليه ، هذا ما أفادته الروايتان في هذا الحديث .
وبعض من الناس حينما يعظ الناس تجد أنه في كل ما يعظهم به يسرد القصص ويأتي بقصص ربما يتكلف فيها ويزيد فيها وربما قد يفضي به هذا الأمر إلى أن يكذب ، لكن حتى لو لم يكذب ، سرد القصص بكثرة فيما يأتي به الواعظ هذا ليس محمودا ، ابن مسعود رضي الله عنه معلوم أنه من أكثر الصحابة الذين رووا التنفير والتحذير من البدع ، عمرو بن زرارة كما جاء في معجم الطبراني وصححه المنذري كان جالسا مع أصحابه وكان يلقي عليهم بعض القصص وبعض الطرف – يعني بعض الأشياء التي يدخل بها السرور على أنفسهم من خلال القصص – فلما أتى ابن مسعود رضي الله عنه ورآه ،فقال يا عمرو لقد ابتدعت في دين الله بدعة أو أنك أهدى من طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه !
قال عمرو : فرأيت من حولي فإذا بهم قد فروا جميعا )
ماذا قال ابن مسعود ؟ ( لقد ابتدعت بدعة في دين الله أو أنك أهدى من طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ) رضي الله عنهم ، ولذلك ما كانوا يتحدثون إلا بما جاء به الدليل، وهذا هو الذي ينفع القلوب، وهذا هو الذي يبقى في النفوس وفي القلوب، ولذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه كما ذكر ذلك شيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم ، قال ( السنة خير من الاجتهاد في البدعة ) يعني لو أنك تعظ الناس بموعظة قصيرة فيها من النصوص الشريعة أنفع وأبلغ من أن تذكر قصصا كثيرة ، لو أنك تعمل بسنة قليلة واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم خير لك من أن تصلي صلوات لم يشرعها النبي صلى الله عليه وسلم .
ولذلك قال ابن مسعود ( إياكم والتنطع والبدع وعليكم بالأمر العتيق ) ما هو الأمر العتيق ؟ الأمر القديم ، يعني ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة ومن سار بعدهم ،
وفي هذا الزمن ولاسيما في هذه السنوات القريبة نسمع بعض الفتاوى الغريبة التي تخرق المُسَلَمات ، بعض الناس يقول " يا أخي أفتى فلان بهذا ، وأجاز هذا "
نقول الأمر الأول : ما قاله معاذ بن جبل رضي الله عنه ، ومعاذ هو أعلم الأمة بالحلال والحرام ، قال رضي الله عنه ( إن على الحق نورا ) والله إن الكلام المدعم بالنصوص والله إن النور يظهر عليه ، هذا أولا .
الأمر الثاني : ( عليك بالأمر العتيق ) هناك أشياء في عصر الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله ، هناك أشياء مفصول فيها يعني محرمة ، يأتي بعض الأشخاص ويقول هذه حلال ، أو أن الله اصطفاني للأمة حتى أبين لهم هذا الحكم – سبحان الله – من أنت ؟! ، ولذلك إذا اشتبه على أحد من الناس أمر في مسألة ما عليه بالأمر العتيق ، يعني مشايخنا الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليهما نحسبهم والله حسيبهم ممن سار على طريقة السلف، كانوا إذا تحدثوا لا يتحدثون إلا بما قال الله عز وجل أو قاله النبي صلى الله عليه وسلم أو بما أثر عن السلف رحمه الله .
ولذلك ابن عمر رضي الله عنهما يقول ( كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ) بعض الناس يقول الناس كثر يعملونها ، نقول حتى لو كان أكثر الناس يعملون بها ، هي ضلالة ولو رآها الناس كلهم جميعا لو رأوها حسنة فإنها ضلالة ، ولذلك قال الحسن رحمه الله " إن أهل السنة هم القليل فيما مضى وهم القليل فيما بقي " هذه سنة الله عز وجل أن أهل السنة يكونون قلة ، ولكن العاقبة للمتقين ، أتى أناس من أهل البدع وأتوا ببدع ومع ذلك لم يبق لهم اسم ولم يبق لهم أثر ، وإنما بقي الأثر لأهل السنة ، الإمام أحمد رحمه الله وقف وحده في بدعة خلق القرآن ومع ذلك لما نتحدث لا تستسيغ ألسنتنا أن نقول أحمد بن حنبل – لا – نجد أن اللسان اعتاد على " الإمام أحمد " شيخ الإسلام رحمه الله عاش في عصر أتي فيه ببدع عظام وسجن أكثر من مرة رحمة الله عليه ومع ذلك سطَّر الله عز وجل اسمه ، ولذلك قال رحمه الله " إن أهل السنة هم القليل فيما مضى وهم القليل فيما بقي " .
قال الفضيل بن عياض رحمه الله " عليك بالسنة ولا يضرك قلة السالكين لها ، وإياك والبدعة ولا يغرنك كثرة الهالكين " لم ؟ لأن الله عز وجل قال {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ }الأنعام116 .
أبو إدريس الخولاني رحمه الله يقول " لو رأيت في المسجد نارا لا أستطيع أن أطفئها خير من أن أرى بدعة في المسجد لا أستطيع إزالتها "
بل إن صاحب البدعة يسود وجهه يوم القيامة وصاحب السنة يبيض وجهه كما فسر ابن عباس رضي الله عنهما قوله تعالى {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ }آل عمران106 .
قال أبو العالية رحمه الله " ما أدري أي النعمتين أنعم الله عز وجل بها علي أفضل ، هي أن هداني للإسلام أو أن سلمني الله عز وجل من هذه الأهواء والبدع "
نحن في عصر فيه متقلبات ، فيه أراء كثيرة ، وسائل التواصل تأتي بأشياء غريبة من الأحاديث المختلقة التي أتى بها الصوفية أو الرافضة ، بعض الناس يؤلف أدعة
ويقول هذا الدعاء يفرج كذا ، هذا الدعاء مجرب ، هذا إذا دعي به مثلا عند الكعبة أو إذا قيل في المحراب أو ما شابه ذلك قُبل -سبحان الله ، لسنا بحاجة إلى أن تؤلف أدعية ، لسنا بحاجة ، الشرع كافٍ ، وإلا أصبحنا مشرعين ، كل منا يأتي بدعاء من عنده ويقول " هذا الدعاء جربته ونفع " نحن نقول – عباد الله – لا بأس أن يدعو الإنسان بدعاء من عنده { وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }الأعرا80، فإذا كان الدعاء سليما له أن يدعو بما شاء ، لكن أن يقول إن هذا الدعاء جرب ونفع في إزالة هذا المرض، أو أن هذا الدعاء جرب وأتى برزق ، هذا ليس من شرع الله عز وجل .
ولذلك قال عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه ( ارض لنفسك بما رضي به القوم لأنفسهم ) من هم القوم ؟ الصحابة رضي الله عنهم ، وقال ( قف حيث وقف القوم فإنهم عن علم وقفوا وببصر نافذ كفوا ) كفتهم الشريعة .
ولذلك يقول شريح رحمه الله لرجل ( اتبع ولا تبتدع فإن لك فضلا ما اتبعت الأثر ) سبحان الله أي إنسان يتبع الأثر ما قاله الله عز وجل أو قاله النبي صلى الله عليه وسلم أو قاله الصحابة الكرام رضي الله عنهم يكون له فضل ، لم ؟ { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }المجادلة11 ، كان شيخنا ابن باز رحمه الله إذا ألقى بعض المحاضرات كان يعد له في محاضرته أنه ذكر ما يقرب من ثمانين آية ، يعني يؤتى بثمانين آية في محاضرة في غضون ساعة يدل على أن معظم ما يتحدث به رحمة الله به هو القرآن ، ولذلك رفع الله عز وجل ذكره واسمه .
قال الأوزاعي رحمه الله : " صبِّر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا واسلك سبيل السلف الصالح فإنه يسعك ما وسعهم "
وقال الحسن رحمه الله " لا تجالس صاحب بدعة فإنه يمرض قلبك "
وقال يحيى بن كثير رحمه الله " إذا لقيت صاحب بدعة في طريق ففر منه إلى الطريق الآخر "
قال الإمام مالك رحمه الله " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ، لم ؟ لأن الله سبحانه وتعالى يقول { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً } المائدة3 .
يقول الفضيل بن عياض رحمه الله : " إذا علمت أن الرجل يبغض أهل البدع رجوت الله عز وجل أن يغفر له "
قال الإمام الشافعي رحمه الله يقول " والله لو لقي العبد ربه بكل ذنب ما خلا الشرك خير له من أن يلقى الله بشيء من هذه البدع "
قال النووي رحمه الله كما ذكر ابن حجر رحمه الله عنه قوله في الفتح تحت حديث ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) يقول النووي رحمه الله " ينبغي أن يشاع وأن ينشر هذا الحديث وأن يستعان به على إبطال المنكرات .
قال شيخ الإسلام رحمه الله " العبادات مبناها على الشرع والاتباع لا على الأهواء والابتداع "
ولذلك يقول ابن القيم رحمه الله " القلوب إذا اشتغلت بالبدع أعرضت عن السنن "
فحذاري حذاري من البدع ولاسيما في هذا العصر ، وهذا ما أراه من طرق وسائل التواصل فيما يأتي إلي من رسائل عبر هذه الوسائل ، يقول " انشر تؤجر " والله بعضها بل في كثير منها " انشر تؤزر " لا يجوز لأحد أن ينشر شيئا ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن يسأل أهل العلم المختصين بذلك ، ولذلك نرى أشياء غريبة أتت ، وهذا كله بوابة لولوج البدع إلينا ، فليحذر المسلم كل الحذر من البدع ، ولا يغتر بأن فلان قال كذا أو فلان قال كذا ، لسنا بمشرعين ، وابن آدم ليس بشيء ، متى يكون شيئا ؟ بقدر ما يتمسك بشرع الله عز وجل ، هذا يكون قدره ، بقدر ما يقلل من ذكر النص بقدر ما يقل قدره وبقدر ما يكثر منه بقدر ما يعظم ويعلو قدره .
الخطبة الثانية
أما بعد فيا عباد الله :
من البدع التي قد تحدث في مثل هذه الأيام في شهر ربيع الأول ، من البدع التي ربما تقام في بعض البلدان الإسلامية وترى عبر الشاشات بدعة إحياء مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا من البدع ولا شك في ذلك ، لأمور :
أولا : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكره ولم يحض عليه ، وهو يخص نفسه ومع ذلك لم يفعله ولم يأمر الصحابة رضي الله عنهم ولم يأمر الأمة بأن يحيوا مولده عليه الصلاة والسلام .
وهذا يجرنا إلى أمر من فتوى صدرت من بعض من ينتسب إلى أهل العلم من أن الإنسان يجوز له أن يعمل حفلا بمناسبة مرور سنة على مولده ، فهذا من البدع ، إذا كان مولد النبي صلى الله عليه وسلم من البدع فكيف بهذا ! وقد صرَّح شيخنا ابن عثيمين رحمه الله في " القول المفيد " أن المسلم إذا عمل حفلا من أجل مرور سنة على مولده أن هذا من البدع وليس من شرع الله عز وجل "
فلا يجوز للمسلم أن يعمل هذا ، ولا يجوز لأحد أن يأخذ بأي رأي يأتي إليه عن طريق سمعه أو عن طريق بصره ، هذا من الخطأ العظيم .
ثانيا :
أن الصحابة رضي الله عنهم والتابعين كانوا أحرص الأمة على الخير ، ووالله لو كان فيه خير لأقاموا هذا الاحتفال .
ثالثا :
أن الاحتفال بمولده عليه الصلاة والسلام فيه تشبه بالنصارى ، والنبي عليه الصلاة والسلام قال كما عند أبي داود ( ومن تشبه بقوم فهو منهم ) النصارى يحتفلون برأس السنة الميلادية ، لم ؟ يقولون لأن عيسى عليه السلام ولد فيها ، فمن احتفل بمولد النبي عليه الصلاة والسلام فإنه يكون بذلك متشبها بالنصارى ، ومعلوم أن النصارى هم الذين ابتدعوا في دين الله عز وجل كما أسلفت في أول هذه الخطبة .
رابعا :
أنهم يستغيثون بالنبي صلى الله عليه وسلم ويغالون فيه ، وهذا من الشرك { قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً }الأعرا88، قالها عليه الصلاة والسلام ، فهو لا يملك ضرا ولا يملك نفعا ، ومع ذلك يستغيثون به وهو ميت صلوات ربي وسلامه عليه .
خامسا :
أنهم يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من قبره وأنه إذا قام يأتي إليهم ، وكيف يعرفون مجيئه ؟ أنه يشع نور منه عليه الصلاة والسلام ، ولتعملوا أن النبي صلى الله عليه وسلم كما جاءت بذلك الأحاديث أنه لن يقوم من قبره قبل قيام الساعة ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ( أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة ) والنبي صلى الله عليه وسلم لم يخلق من نور ، الصوفية يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم خلق من نور – هذا خطأ – وليس هناك دليل ، بل صرح الألباني رحمه الله بأن كل حديث في كون النبي عليه الصلاة والسلام خلق من نور وأنه نور يشع أن هذا من الأحاديث الباطلة التي لا تصح عنه عليه الصلاة والسلام .
سادسا :
أنهم يأتون بمنكرات من معازف ، واختلاط بين الرجال والنساء .
إذاً هذا الأمر من الخطورة بمكان .
لو قال قائل : هم يقولون إن النبي عليه الصلاة والسلام لما سئل – كما عند مسلم – لما سئل عن صيام يوم الاثنين ؟ قال ( ذاك يوم ولدت فيه وبعث إلي فيه وأنزل عليه فيه )
نقول : سبحان الله ، هل قال النبي عليه الصلاة والسلام احتفلوا به ؟ لا ، لما سئل عن صيام يوم الاثنين ؟ ذكر ثلاثة أسباب ، أنه ولد فيه وأنه بعث إليه فيه وأنه أنزل عليه القرآن فيه ، ولم يذكر شيئا من ذلك ، بل هم يحتفلون في اليوم الثاني عشر ، ومعلوم أن المؤرخين اختلفوا هل ولد النبي صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول أو ولد في رمضان ؟
بعضهم يقول في رمضان ، ولو سلمنا أنه ولد في ربيع الأول ، اختلفوا هل ولد في اليوم الثاني ؟ هل ولد في اليوم الثامن ؟ هل ولد في اليوم العاشر ؟ هل ولد في اليوم الثاني عشر ؟ كل هذه آراء أربعة أتى بها المؤرخون .
نسأل الله عز وجل أن يعصمنا من البدع ومن الفتن ما ظهر منها وما بطن .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-12-2013, 07:09 PM
 
بارك الله فيك
نسال الله ان يجنبنا البدع
ما ظهر منها وما بطن
ويحيينا علي سنة المصطفي صل الله عليه وسلم...
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رابط قناة مصحف الشيخ زيد بن مسفر البحري : الشيخ زيد البحري آدم مجدي خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 12-11-2013 03:02 PM
شباب السلف : الشيخ زيد البحري آدم مجدي خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 11-24-2013 04:43 PM
تحذير المسلمين من بدعة الاحتفال بمولد سيد المرسلين ام ولدها نور الإسلام - 4 09-11-2009 07:51 PM
رد الشيخ الحويني على حلقة (خدعوك فقالوا : دي بدعة) لمصطفى حسني النصر والتمكين خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 1 05-30-2009 11:45 AM
بدعة المولد النبوي عثمان أبو الوليد نور الإسلام - 57 04-09-2007 03:48 PM


الساعة الآن 11:08 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011