|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم ( 4 ) : الشيخ زيد البحري شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم ( 4 ) فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري مازال الحديث عاطرا بذكر شمائل وخصائل المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم . ولولا تزاحم الموضوعات التي ينبغي ان نتحدث عنها في الجمع القادمة لاستفاض بي الحديث عن شمائله وفضائله عليه الصلاة والسلام أكثر وأكثر. ولكنني أقف عند ذكر شمائله عليه الصلاة والسلام في هذه الجمع . عباد الله : حِلْمه عليه الصلاة والسلام : أثنى عليه ربه جل وعلا فقال : ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ)) وقال تعالى : {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } وأما صور حلمه عليه الصلاة والسلام : فهي صور لا تحصى ، سأذكر شيئا منها على سبيل المثال لا الحصر : جاء في الصحيحين : من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم قَسْما ، فأعطى البعض ، فقال رجل : " إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله " فقال عليه الصلاة والسلام : (( من يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله ؟! رحم الله موسى لقد أُوذي بأكثر من هذا فصبر)) وجاء في الصحيحين : أنه عليه الصلاة والسلام لما قسم قسما قال رجل : " اتق الله يا رسول الله " فلما ولَّى الرجل قال عليه الصلاة والسلام : (( ويلك ألستُ أحق أهل الأرض ان يتقي الله ؟! )) فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه : " دعني يا رسول الله أضرب عنقه " فقال عليه الصلاة والسلام : (( دعه ، لعله أن يكون من المصلين )) فقال خالد رضي الله عنه : ربَّ مصلٍ يقول بلسانه ما ليس في قلبه فقال عليه الصلاة والسلام : (( إني لم أُومر أن أُنقب عن قلوب الناس )) وجاء في الصحيحين : من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام كان عليه بُرْدٌ نجراني غليظ الحاشية ، فجاء أعرابي فجبذه جبذة شديدة فأثَّرت في عاتقه عليه الصلاة والسلام ، ثم قال له : " يا محمد مُرْ لي من مال الله الذي عندك " فالتفت عليه الصلاة والسلام إليه فضحك ، وأمر له بعطاء" وجاء في الصحيحين : من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال : " كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء قد ضربه قومه فأدموه ، وهو يقول : (( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون )) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وأما تأنيه عليه الصلاة والسلام : وهو الرفق وعدم العجلة : فإن النبي عليه الصلاة والسلام ثبت عنه – كما في حديث أنس رضي الله عنه أنه إذا غزا قوما انتظر حتى الصباح فإن سمع أذانا وإلا أغار عليهم وجاء في الصحيحين : أن أسامة رضي الله عنه لما تمكَّن من رجل كافر في الحرب ، لما تمكن منه قال هذا الرجل : " أشهد أن لا إله إلا الله " فقتله أسامة رضي الله عنه ، فأُخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( أقتلته بعد ما قال : لا إله إلا الله ؟ فمازال يكررها عليه الصلاة والسلام )) جاء في رواية مسلم : أن أسامة قال : يا رسول الله إنما قالها تعوذا من السلاح . فقال عليه الصلاة والسلام : (( أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ؟ )) وفي رواية أخرى لمسلم : قال : (( كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة ؟)) فمازال يكررها عليه الصلاة والسلام ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ وأما حكمته وتحمله للأذى : فإن قريشا لما رأت عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب قد دخلا في دين النبي صلى الله عليه وسلم خشوا أن يعظم أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، فأرسلوا إليه عتبة . فلما أتى إليه " عتبة " قال : يا محمد ، اسمع مني أمورا وانظر فيها فماذا كان صنيعه عليه الصلاة والسلام ؟ قال : أفعل فتحدث " عتبة "فقال : إنك يا محمد جئتَ بأمر سفَّهتَ به أحلامنا ، وكفَّرتَ به آباءنا ، فإن أردت ملكا ملكناك علينا وإن أردت سؤددا سودناك علينا وإن أردت مالا أعطيناك من المال حتى تكون أكثرنا مالا فقال عليه الصلاة والسلام : (( أفرغت أبا الوليد ؟ )) قال : نعم قال عليه الصلاة والسلام : أتسمع مني وهذا يدل على حكمته إذ أنصت له قال : نعم أسمع فقرأ النبي عليه الصلاة والسلام " سورة فصلت " : بسم الله الرحمن الرحيم } حم ......................... إلى أن بلغ السجدة { وفي رواية : لما بلغ عليه الصلاة والسلام قوله تعالى : ((فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ)) قام عتبة مذعورا فوضع يده على فم النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : " أنشدتك الله والرحم أن لا تكمل " قال الألباني رحمه الله : " إسناده حسن إن شاء الله " وجاء في صحيح البخاري : عن عروة بن الزبير رضي الله عنه أنه قال : " قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص : أخبرني عن أشد يوم مر على النبي صلى الله عليه وسلم من قريش ؟ فقال عبد الله : كان عليه الصلاة والسلام يصلي في حجر الكعبة ، فجاءه عقبة بن أبي مُعَيْط فخنق النبي صلى الله عليه وسلم خنقا شديدا وهو يصلي ، فجاء أبو بكر رضي الله عنه فدفعه ، وقال : " أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله " وجاء في صحيح البخاري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أتعجبون من أمر قرشي ؟! إنهم يشتمون مُذَمَّما ( لأنهم إذا أرادوا شتم النبي صلى الله عليه وسلم قالوا : " أين مذمم ؟ " أين ذهب مذمم ؟ " فقال عليه الصلاة والسلام : (( ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم إنهم يشتمون ويلعنون مذمما ، وأنا محمد )) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ومن تحمله عليه الصلاة والسلام : ما جاء في الصحيحين : أنه لما خرج بعدما أُوذي من قومه خرج إلى الطائف ، فلما أُذي من أهل الطائف ، فرجع مكسور القلب عليه الصلاة والسلام ، ناداه ملك الجبال فقال : " إن شئت يا محمد أن أطبق عليهم الأخشبين ( والأخشبان هما الجبلان المحيطان بمكة ) ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : (( لا إني لأرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا )) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أما شجاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم : فقد جاء في مسند الإمام أحمد عن " علي رضي الله عنه " أنه قال : " لقد رأيتنا يوم بدر، ونحن نلوذ بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وكان أقربنا من العدو" وقال علي رضي الله عنه : " كنا إذا حمي الوطيس ، والتقى القوم بالقوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم " ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أما معجزاته عليه لصلاة والسلام : فقد أُعطي معجزة عظمى ، وهذه المعجزة هي القرآن الكريم : قال عليه الصلاة والسلام – كما في الصحيحين : (( ما من نبي من الأنبياء إلا أتاه الله عز وجل من الآيات على ما مثله آمن البشر، إنما الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي ّ ، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة )) والمراد من هذه المعجزة العظمى أن النبي صلى الله عليه وسلم اُختص بها دون غيره ، وإلا فله من المعجزات ما للأنبياء من المعجزات. وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله : " حسبت هذه المعجزات فبلغت نحوا من ألف معجزة " وقال بعض العلماء : " إنها قد بلغت ثلاثة ألاف معجزة " ومن هذه المعجزات على سبيل المثال لا الحصر : أن النبي صلى الله عليه وسلم – كما في الصحيحين – طلبت منه قريش آية ، فأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى القمر فانفلق القمر فلقتين ، وكان حراء بينهما ، فلقة في جهة ، وفلقة في جهة أخرى . ومن معجزاته عليه الصلاة والسلام : ما جاء في الصحيحين : أنه في يوم " خيبر " قال : (( لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه )) فقال : أين علي رضي الله عنه ؟ فقيل : إنه يشتكي عينيه فأُوتي به رضي الله عنه فبصق في عينه عليه الصلاة والسلام فبرأ كأن لم يكن به وجع . ومن معجزاته عليه الصلاة والسلام : ما جاء في صحيح البخاري : أن إحدى ساقي عبد الله بن عتيك انكسرت فمسحها النبي صلى الله عليه وسلم فكأنها لم تنكسر. ومن معجزاته عليه الصلاة والسلام : ما جاء في صحيح البخاري : أن ساق سلمة بن الأكوع أُصيبت يوم خيبر فنفث النبي صلى الله عليه وسلم فيها ثلاثا فما اشتكاها سلمة بعد ذلك . وجاء في المسند : أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يُخْرِج الجني كان يقول له : (( اخرج عدو الله )) وجاء في سنن ابن ماجة : أن النبي صلى الله عليه وسلم أخرج شيطانا من عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه ، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم على صدره ثلاثا ، وتفل في فمه ثلاث مرات ، ثم قال : (( اخرج عدو الله )) قال ذلك ثلاثا ، فلم يخالطه الشيطان بعد ذلك . ومن معجزاته عليه الصلاة والسلام : ما جاء في المسند : (( أن بعيرا مرّ بالنبي صلى الله عليه وسلم فسجد له ، فقال الصحابة : يا رسول الله أتسجد لك البهائم والشجر ، نحن أحق بذلك منها . فقال عليه الصلاة والسلام : لا ، لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها )) ومن معجزاته عليه الصلاة والسلام : ما جاء عند الدارمي : أن أعرابيا قال : يا محمد من يشهد لك أنك رسول الله ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : " هذه السنمة " وهي شجرة من شجر البوادي ، من شجر الصحراء . فدعاها النبي صلى الله عليه وسلم من شاطئ الوادي فجاءت تقبل تخض الأرض خضا ، فأشهدها النبي صلى الله عليه وسلم ، فشهدت أنه كما قال ثم رجعت إلى مكانها . ومن معجزاته عليه الصلاة والسلام : ما جاء في صحيح مسلم : أنه عليه الصلاة والسلام لما أراد أن يقضي حاجته أتى إلى شجرة فقال : (( انقادي عليّ بإذن الله )) ثم أتى إلى الأخرى فانقادت عليه ، ثم قال : (( التئما )) فالتئمتا فقضى النبي صلى الله عليه وسلم حاجته مستتر ا بهما . ومن معجزاته عليه الصلاة والسلام : ما جاء في سنن الترمذي : أن أعرابيا قال : من يشهد لك أنك رسول الله ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : هذا العذق ، ( وهو عذق النخل ) فدعا النبي صلى الله عليه وسلم هذا العذق ، فجعل ينزل شيئا فشيئا حتى سقط على النبي صلى الله عليه وسلم فأشهده فشهد له ثم رجع ، فأسلم هذا الأعرابي . ومن معجزاته عليه الصلاة والسلام : ما جاء في صحيح مسلم : أنه قال : (( إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم عليّ قبل ان أُبعث ،وإني لأعرفه الآن )) ومنها ما جاء في صحيح مسلم : أن النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة " حنين " لما فرّ من فرّ من الصحابة رضي الله عنهم إذ قالوا : " لن نُغلَب اليوم عن قلة " ، وكانوا اثني عشر ألفا . فلما فرّ من فر نزل النبي صلى الله عليه وسلم عن بغلته ، وأخذ حفنة من التراب ، فقذف بها في وجوه القوم ، وقال : (( شاهت الوجوه )) فلم تدع أحدا حتى أصابت عينه ، فهزمهم الله عز وجل ، وتركوا غنائمهم " ومنها ما جاء في الصحيحين : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قلَّ الماء في الحديبية ، وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده في " ركوة " فجعل الماء يتدفق كالعيون ، فشربوا وتوضؤوا قيل لجابر : كم انتم ؟ قال : لو كنا مائة ألف لكفانا ، كنا خمس عشرة مائة ( يعني كنا ألف وخمسمائة رجل ) ومن معجزاته عليه الصلاة والسلام : ما جاء في صحيح البخاري: أن جابرا رضي الله عنه قال : " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في حالة بؤس وجوع ، فقلت لامرأتي اذبحي عناقاً، فذبحته ، قال : " فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فدعوته إلى أكل هذا العناق ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم أهل الخندق . فرجعت إلى زوجتي وقلت : " صنع النبي صلى الله عليه وسلم ما صنع ، فكيف نصنع ؟ " فلما أتى النبي عليه الصلاة والسلام تفل في العجين ، وبارك فيه قال جابر رضي الله عنه : " وكانوا ألفا ، فأكلوا حتى شبعوا ، وإن خبزنا ليُعجن كما هو " صلوات ربي وسلامه عليه ومنها : ما جاء في صحيح البخاري : أن جابر رضي الله عنه قد ترك والده ديونا عليه ، فأراد جابر رضي الله عنه أن يستنظر غرماؤه فلم ينظروه . وكان لأبيه نخل لا يكفي سداد هؤلاء الغرماء ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فطاف حول الثمار فقال : (( اقضهم )) فجعل يقضيهم ، قال : " فلم ينقص من تمرنا شيء " ومنها ما جاء في الصحيحين : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأنس : (( اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته )) وعند البخاري في " الأدب المفرد " : قال : (( اللهم أطل حياته )) قال أنس رضي الله عنه : " وإن مالي لكثير وإن ولدي وولد ولدي ليصلون إلى مائة " ومن معجزاته عليه الصلاة والسلام : ما جاء في صحيح مسلم : أن أبا هريرة رضي الله عنهكان يسمع من أمه شتما في النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو حزين، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم لأمه أن تسلم ، فلما رجع أبو هريرة رضي الله عنه وطرق عليها الباب ، إذا بها تغتسل ، فلما دخل عليها أعلنت شهادة : (( أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله )) ومن معجزاته عليه الصلاة والسلام : ما جاء في صحيح البخاري : عن عروة البارقي أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه دينارا ليشتري به أضحية ، فدخل عروة السوق فاشترى بهذا الدينار أضحيتين ، فقام رضي الله عنه فباع أضحية بدينار . فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم بدينار وأضحية ؟، فقال النبي عليه الصلاة والسلام : (( اللهم بارك له )) جاء في رواية الإمام أحمد : أن عروة كان يقف في سوق الكوفة في الصباح ، فلا يرجع إلا وقد ربح أربعين ألفا وجاء في صحيح البخاري : انه لو تاجر في التراب لربح ومن معجزاته عليه الصلاة والسلام : ما جاء في الصحيحين : أن رجلا نصرانياأسلم ، فقرأ البقرة وآل عمران ، ثم كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي ، فنسأل الله العافية أزاغ الله قلبه فارتد، فقال هذا النصراني المرتد : " ما يعرف محمد ما يقول إلا ما كتبت له " فلما مات هذا النصراني ودفنه قومه إذا بهم في يوم غده يروونه منبوذا على الأرض ، فأخذوه ودفنوه مرة أخرى ، فلما أتى اليوم الثاني إذا به منبوذ على وجه الأرض ، فدفنوه ، فلما أتى اليوم الثالث رأوه منبوذا على وجه الأرض فتركوه وعلموا انه ليس من أهل الأرض ، علموا أن هذا الصنيع ليس من صنع احد من أهل الأرض ، وإنما هو من صنع الله عز وجل . هذه بعض معجزاته عليه الصلاة والسلام ، وإلا فهي تصل إلى " ثلاثة ألاف " كما قال بعض العلماء . أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه عن ربي كان توابا رحيما. الخطبة الثانية أما بعد ، فيا عباد الله : هناك كتاب ألفه شيخ الإسلام رحمه الله ، وهو في السجن ، وهو من الحجم المتوسط أو يزيد بقليل ، قد أوصله رحمه الله إلى أكثر من " خمسمائة ورقة " ألَّفه رحمه الله عن ظهر قلب في السجن لما حُبس ظلما وعدوانا . هذا الكتاب هو :" الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم " اقتطفت لكم من هذا الكتاب النير نبذا مما قاله رحمه الله : فقال رحمه الله :" إن هناك من السب للنبي صلى الله عليه وسلم يثقل على القلب واللسان أن يقوله " يقول : "ونحن نتعاظمه ، لكن لمسيس الحاجة إليه نذكره " قال رحمه الله : " فالسب إما دعاء وخبر: أما الدعاء مثل أن يقول : لعنه الله أو قبحه الله أو أخزاه الله أو لا رحمه الله أو لا رضي الله عنه أو قطع الله دابره فهذا وأنواعه من السب وكذا لو قال عن نبي من الأنبياء : لا صلى الله عليه ولا سلم ولا رفع الله ذكره أو محا اسمه أو نحوه من هذا الدعاء الذي فيه ضرر على النبي : إما ضرر في الدين وإما ضرر في الدنيا قال رحمه الله : " فهذا إن صدر عن مسلم فهو ردة ، وأما إن صدر من ذمي فإنه ينتقض عهده بهذا السب إذا أظهره " ثم قال رحمه الله :" وأما الخبر : فهو كل ما أعده الناس شتما أو تنقيصا فإن سابه يُقتل به على كل حال ، حتى ولو كان شعرا ، فإن الشعر أعظم لأنه يُروى ويؤثر " ثم قال رحمه الله : " إن ضابط السب يرجع إلى عرف الناس ، فما عده الناس سبا فهو سب " ثم قال رحمه الله : " إن التحاكم إلى غير شريعته مما يوجب الردة ، قال تعالى : {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } وعمر رضي الله عنه قال رحمه الله لما علم بذلك المنافق الذي لم ترض نفسه أن يتحاكم إلى النبي صلى الله عليه وسلم قام فقتله ، قال شيخ الإسلام رحمه الله : " هذا مرسل ولكن له شاهد يصلح به للاعتبار " ثم قال رحمه الله : " ومن آذى النبي صلى الله عليه وسلم فقد آذى الله ؛ لأن حقهما متلازمان ، قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً } وقال رحمه الله :" من أنواع أذيته عليه الصلاة والسلام أن تُؤذى زوجاته كان تُقذف إحداهن " وقال رحمه الله : " من أنواع أذيته أن يُرفع الصوت عنده أو يرفع الصوت عند قبره ، قال تعالى :((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ)) ثم قال رحمه الله :" لأن الرفع قد يشتمل على أذى واستخفاف به عليه الصلاة والسلام " وقال رحمه الله : " من أنواع أذيته عليه الصلاة والسلام الكذب عليه ، قال عليه الصلاة والسلام – كما في الحديث المتواتر - : (( من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)) وقال عليه الصلاة والسلام : (( إن كذبا عليّ ليس ككذب على أحد )) قال رحمه الله :" وتنازع العلماء فيمن كذب على النبي صلى الله عليه وسلم : هل يكفر أو لا يكفر ؟ " قال رحمه الله : " من قال إنه يكفر قال : إنه يُقتل " وقال رحمه الله :" من لم يقل بكفره فإنه يجب عليه ان يقيد عدم قتله بأن لا يكون في هذا الكذب إظهار عيب للنبي صلى الله عليه وسلم " وقال رحمه الله : " ومؤمنو الجن يقتلون كفارهم الذين يسبون النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنشدوا في ذلك أشعارا " وقال رحمه الله :" تطهير من سبّ النبي صلى الله عليه وسلم من الأرض واجب بقدر الإمكان " وقال رحمه الله :" والحكم في سب أحد من الأنبياء كالحكم في سب نبينا عليه الصلاة والسلام " قال رحمه الله :" ولم أعلم أحدا فرق بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أحد من الأنبياء ، لكن الفقهاء يكثرون من ذكر هذا الحكم في حق نبينا صلى الله عليه وسلم لمسيس الحاجة إليه ، ولأن طاعته عليه الصلاة والسلام تجب جملة وتفصيلا ، ولأن الجريمة في حقه أعظم من غيره ، ولأن حرمته عليه الصلاة والسلام أعظم من حرمة غيره " انتهى كلامه رحمه الله ولذا بعض غلاة الصوفية يرفعون النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يصلوه إلى مقام الرب عز وجل أو إلى ما هو أعظم من هذا. ولذا النبي عليه الصلاة والسلام قال – كما في صحيح البخاري - : (( لا تُطْروني ( يعني لا تبالغوا في مدحي ) لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله )) ولذا قال بعضهم : دَعْ ما ادَّعته النصارى في نبيهمُ واحكم بما شئت فيه مدحا واحتكمِ إلى أن قال في حق النبي صلى الله عليه وسلم ( وهذا من الغلو ) : فإن من جودك الدنيا وضرتها وإن من علومك علم اللوح والقلمِ نسأل الله العافية فذكر في جملة ما ذكر من الأحاديث : ما جاء في المسند : عن عبد الله بن الشّخِّير رضي الله عنه أنه قال :" قدمت في وفد بني عامر ، فقلنا له : " أنت سيدنا " فقال عليه الصلاة والسلام : (( السيد هو الله تبارك وتعالى )) قالوا : " أنت أفضلنا وأعظمنا طولا " فقال عليه الصلاة والسلام : (( قولوا بقولكم ولا يستجرينكم الشيطان ، إنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله )) وأختم هذه الخطبة بـ " تواضع منه عليه الصلاة والسلام " : جاء في صحيح مسلم : أنه لما قال له رجل : " يا خير البرية " قال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا خير البرية " فقال عليه الصلاة والسلام – ولا شك أنه هو خير البرية- لكن قال عليه الصلاة والسلام تواضعا منه ، قال : (( ذاك إبراهيم عليه الصلاة والسلام )) |
#2
| ||
| ||
صل الله عليه وسلم بارك الله فيك اخي الكريم...
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! |
#3
| ||
| ||
الله الله عليك مشكور الف شكر وفيت وكفيت مشكورين تقبلوا تحياتي كعضو جديد معكم |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم 3 : الشيخ زيد البحري | آدم مجدي | نور الإسلام - | 2 | 12-21-2013 08:30 PM |
سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم (12 ) : الشيخ زيد البحري | آدم مجدي | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 0 | 10-16-2013 06:12 PM |
سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم (11 ) : الشيخ زيد البحري | آدم مجدي | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 0 | 10-16-2013 06:11 PM |
سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم (10 ) : الشيخ زيد البحري | آدم مجدي | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 0 | 10-16-2013 05:55 PM |
سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ( 7 ) : الشيخ زيد البحري | آدم مجدي | نور الإسلام - | 0 | 10-16-2013 05:48 PM |