|
| LinkBack | أدوات الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
ذهبية:: أُُمسِيَّةُ شِتَآءٍ عَلى أَوتَآر الضَيآع / ~ ، قُصَّة {•• فقدان الحياة .. والسفر داخل الجحيم على الأشواك .. ! ظننت في البداية أنها قصة السعادة الأبدية ، أو على أقل تفكير بعد الحادثة أنها كسندريلا .. ستعيش تعيسة ، ثم تفتح لها أبواب الأمل من جديد وبعدها ، كل شيء .. رحل ، هي .. هو ولم يبقى لي سوى ذكريات ميّتة ، قتلها الزمن وتركني بين فتاتها .. في الوحشة ~} يتبع ، الرجاء عدم الرد ! ~\
__________________ التعديل الأخير تم بواسطة Mѕ. TєMαЯi ; 01-24-2014 الساعة 01:03 AM |
#2
| ||
| ||
منظور الحياة في فكري .. عبارةٌ عن مزيجٍ من عدة خصال تكوّنت بتعاضدها رياح الخريف الدافئة .. ونسيم الربيع المعطر بعبق زهور الحدائق الخضراء .. بمكونات رئيسية بدأت بطهارة الروح والوجدان .. وصفاء القلوب النابضة ، وشعاع النور الذي يتراقص مضيئاً حلكة الليالي حين ينطق البشر بأسمه ..[ أملٌ ] يعيد نور البصيرة الى حياة البائس المنهك .. المغلوب على أمره ! [فاقد الأمل] .. ! لا يتواجد سطر تُرِك خصيصاً لهذا الاسم ، فالحياة لم تُخلَق الا لتحيى على أرضها المنبسطة الرطبة أجساد أمتلأ جوفها بالروحٍ ، لتمسي متيقظة ، مشرقة ، مفعمة بالحركة في طبيعة توازي بقية المخلوقات .. على طريق ممهد لخطوات الكثيرين .. رغم تفاوت الأصناف ، وتعدد الهيئات الظاهرية .. والباطنية ، هكذا أصل الحياة الراسخ في فكري بأيمان صادق ، كما أبصرها أمام عيناي .. كلما أرتفع ضوء الصباح لينير السماء بداية كل يوم ، وأشرقت بشمس تهبنا ضوء الحياة الذي يوقظنا بعد سباتنا الموارى بستار الفجر .. وظلمة الشوارع ، رغم أنوار مصابيحها التي تحاول جاهدةً ككل مرة تعويض جزءٍ مما افتقدناه في نهار أيامنا .. ! وحين يسري السؤال في خلدي معلناً مراده بالوصول الى أجابة ، كيف البشر يجنون ثمار الأرض الطرّية في وسط خطاهم المتنقلة .. ؟ لكني ما ألبث لسويعات حتى أمسك بخيط الادراك الذي يفسّر لي بأريحةٍ أن عقولنا الثابتة تدفعنا دائماً لطرق كسبنا لقمة العيش بهناء .. وعدل ! وان اختلفت الأدوات والأساليب من شخص لآخر .. تبقى النتيجة فردية لا تتبدل ، .. وهو الانصاف والمساواة بين نفوس الجميع ، فيحيى هكذا كل فردٍ منا نحن البشر بسلامٍ ويسرٍ والفضل فيه هو تعاوننا الذي يوّحد طرقنا الى نهجِ متكامل .. ! هذه هي القصة التي اعتقدت بوجودها ، وآمنت بواسطتها أن أصل الحياة ماهو الا حكايةٌ جميلة تهبنا ما تحتاجه أرواحنا قبل أجسادنا ، لنسير معاً كشخص واحد .. منتصرٍ على العقبات المتمردة ، التي تتطفل كل حين لتحول امام استقرار نور الشمس الوضّاء .. وزرقة السماء .. وبهاء الأرض ! وطريقي ، هو أحد تلك الطرق .. ! ## لكني أيقنتها حقيقة الوجود هذه ، حين رفع الستار على مصراعيه ليكشف لي مشاهد مسرحية تتحكم بها دمى مجوفة .. خاوية من الروح .. ! رديئة ، صلبة.. باردة ، قابلة للكسر اذا رميتها ، والأهم من هذا أنها منعدمة من الأحساس .. ! فان جرحت وآلمت ، أو تألمت هي .. فلن يكون لها نصيب من ذات الشعور سوى ذاك المتلقي .. الذي سيواجهها !! تتراءى منها بشاعة المنظر والخِلقَة ، ويفوح عبقها الملّوث بوحل الخطيئة و السخيمة ، ترنو بدهاء يفوح مكراً ، وتمارس القنص عن بعد لسلب الأرواح أدركت في هذه الحقيقة جنساً ملطخاً غير أنسيّ .. أمتزج مع خليط البشرية الحيّة على أرضنا ، لربما هو غزو منتحل قَدِمَ من كوكب بعيد .. أو فصيلة لا تمدّنا بصلة ولا تربطنا بشيء .. ! ولكن أفكاري المشكوكة قد أنهارت أمام ما لم أتوقعه .. وأصدِّقه ان لم أبصره بعيني ! زيف تتلاعب به عقولٌ مستأذبة ! خاتمة الحكاية أنقلبت علقماً يجرعني مرارة عكّرت لذة نشوتي .. وحبور نفسي الذي امتلكتها بين وسطٍ غفير منعّم ، أنها حثالة البشر ! .. أصحاب القلوب السوداء ، اندثرت بكسوة تمارسها بزمنٍ يخلو من ذرات الانسانية، والأمر الذي باغتني وقتها( هوَ ) .. الذي كان الأقرب لقلبي معها ، أيقنت انه كان منهم !! فتبعثرت آمالي و أمنياتي أمام وجهات مبهمة ، حتى غدوت فكراً محطماً كلما استقام تهدّمت قواعده .. ! يتبع، الرجاء عدم الرد !~\
__________________ |
#3
| ||
| ||
[ الثالث عشر من تشرين الثاني ، 2002 ، مدينة نيرما الترفيهيّة ] أرتفعت العجلة الدائرية الملونة لتعلو للمرة الثالثة ، تصحبها صيحات الأطفال الصغار بين أهاليهم ، ألحان ضحكاتهم المتألقة أنساب على ثغر كل واحد منهم ، حتى بعد أن استكانت عند أقصى نقطة ثم انجرفت في لحظات لأدنى منطقة .. وواصلت محركاتها الضخمة الدوران والعمل لتستمر أصواتهم المتمازجة في خليط مثير متجانس الألوان .. ما بين فرحة غامرة وتصفيق حماسي يطالب بالمزيد ، دون تعبٍ . قرص الشمس المشتعل حرارةً طغى على أجواء صيفية مشرقة ، في سماء بددت مناظر الغيوم بصفائها الفيروزي، هذه الأجواء في منتصف العام ، وقت مناسب للّهو وممارسة النشاطات العائلية ، الازدحام بلغ ذروته في المنتزهات ومدن الملاهي التي أجنت محصولها الوفير دونما انقطاع .. ! والمتاجر المكتظة تتنافس بعروضها الخيالية في ايطار تقليدي ترتفع فيه المنافسة ، وكلٌ يريد مجاراة الآخر بأحدث ما نزل في سوق المدينة الشعبي .. ! مناخ حماسيّ حار .. ! نزلت قدمي داخل غمرة الصخب المتلاحق ، ## رنين يصم أذناي الصغيرتان ، وحركة الأشخاص المحتشدة الظاهرية في بهرجة فاقعة الألوان من حولي تخطف البصر !! ، هؤلاء أمثالنا جائوا ليستنزفوا مقدار من وقتهم في التسلية .. أو هذا ما أعتقدته داخلي ! الكثير هنا .. ، مما أحاطني برهبةٍ لم أذق مضمونها من قبل ! .. رؤوسهم شاهقة كناطحات سحاب !! .. وقاماتهم ممشوقة بتفاوت يميّز الأول عن الثاني .. ! هيئاتهم أعجوبة ، لكن الرونق الأجتماعي هو ما شدّني لأستقيم على ذات الخطى .. محدّقة في مزيج من القسمات بلا نطق !! وبينما كانت تحيطني هالةٌ وهمية تزحف بعشوائية حولي .. أحكمت اغلاق جفناي شاعرةً باضطراب يجرف توقعاتي البهيجة الى حافة التلاشي ، ماهو هذا التناقض الغريب المستمر !؟ تراءت ذبذبة صوته المألوفة يخاطبني بمداعبة ،" - هاقد وصلنا ! ، حديقة الملاهي ! كنت عالمة بالاجابة مسبقاً ، وهو أخبرني بها كي يقع التأكيد على مقعد الشك الذي راودني ! .. فلم تبدو ظاهريتها كما في حلم خيالي الوردي الذي انغمست بداخله .. سارحةً بأفكاري داخل السيارة قبل أن أتيقن من وصولنا ،عندما همست في أذني ليتدفق دفء صوتها عبر أوردتي .. فأعود به بعد نداءات الواقع ، وحتى بعد رؤيتي لضخامة البوابة التي رفّت عليها عالياً صورة الدب الضاحك .. أزمعت على انتقائه فور دخولنا ، لكن مشهد الصورة الطافحة حجب عني عمالقة الألعاب .. التي حجزتها مسبقاً في ذاكرتي .. ! أنرت عيناي المحدودتا المدى بجزءٍ من الضوء ، حتى رفعتها لأبصر ابتسامة على شفتيه .. فأدركت أنه ينظر الي في انتظار ردودي الحماسية !! لكني باغته باخراج حيرتي من محجرها ، - اهذه حقاً ؟ .. مدينة الملاهي تضم من هم بمثل قامتي وسني ؟! ، لكني لا أستطيع الرؤية من هذه الأجساد الطويلة ! سمعت نغمة ضحكته المتميزة بطابع المرح .. فور انتهاء بضع ثوانٍ ، فأطلّت الغرابة على محياي وأنا أشد على أصابعه المشبوكة بكفي ، وفي عيني نظرة مرتابة من هذا الوضع الفوضوي !! - لماذا تضحك بابا ؟ - ألم تتوقي شوقاً لرؤيتها ؟ ، هيا بنا اذاً - ولكن .. ، هؤلاء .. استكان مستوى صوتي خفيضاً لأقف عند ما ابتدأت مصراحته في بساطة كلمات ، فنظرت أليه ينحني الى مستوى طولي .. لأتمعن الرؤية الى سترته الرسمية السمراء ، أخذ يرفع ذقني الصغير ليشدني الى عيناه - لا تخافي ، أنهم أناسٌ مثلنا جائوا ايضاً لكي يرفّهوا عن أنفسهم .. ويبعدوا أجواء العمل مثلي حين وعدتكِ بقضاء العطلة الأسبوعية في هذا المكان الكبير رفّت عيني متسائلة في هدوء ، - هل تعني أنني استطيع اللعب معهم ؟ حدّق رويداً ، وأكمل مرحاً - بالطبع ! .. يمكنكِ ايضاً تكوين العديد من الصداقات ، فهنا لا يوجد الكبار فقط بل الصغار في المرتبة الأولى دققت باجابته الشافية وجعلت أتفرّع بنظراتي الى كل زاوية لأتبيّن بالصورة الحقيقية .. التي لم ينتبه عقلي لها ، ضحكة هنا .. وابتسامة هناك ، ملامح تتلألأ باشراق .. وعذوبة الأصوات تنطلق في جزء من الثانية داخل كل بقعة .. ! أخذتني شهقة التعجّب والدهشة ، ليمتد ثغري اخيراً كاشفاً عن ضحكة طال اخفائها عن عيناهما ، ليبادرا ببسمة حانية أهداءً جميلاً كي يرتاح خلدي بشكل أكبر ، رقصت فرحاً وأنا أقفز .. وأخذت أحث الخطى لأتقدم .. وأنسل بخفة نورسٍ مجنّح بين الازدحام الذي مللت من التحديق به ، فما أحسست سوى بكفين متينين يحيطان بخصري ويرفعاني عالياً ! سمعت ضحكاته التي تبعتها ضحكتها الناعمة - ما رأيك ؟ هل أرفعكِ عالياً ؟ صحت بحيوية - أكثر فأكثر! فارتفع جسدي الصغير ليضعني حول رقبته وهو يداعب يداي ، ويأرجحني كل حين.. أما هي فقد كانت تمسح على خصل شعري الكستنائية .. لأفيض من منبع سعادة لا ينضب .. ! - ماما ، بابا .. أنا أحبكما ! يتبع، الرجاء عدم الرد ! ~\
__________________ |
#4
| ||
| ||
حاضرٌ يتدفق بحلاوةٍ .. ، وذكرى تبهج النفس .. ! صورة ما خلتها تصبح بين طيّات ورق الزمان العابر .. في غبار الماضي ، بل ! .. حاضر ومستقبل .. وأمل يزداد عطره الفواح بشذى يسكرني داخل بحبوحة السعادة الأبدية ، .. دنيا مشرقة .. ومتألقة .. ! ولوحة واحدة فقط .. شوّهت بقية اللوحات في متحفي الفني الذي يزخر بأروع اللحظات .. وأجمل الذكريات ، عندما كسى خليط الرمادية الباهت الحزين مع عتمة أطفأت شموع قلبي المنيرة .. الى جدران حياتي المطلية بأبهى الألوان .. ! ،، [ كانون الأول ،حي بلانواز ، شارع 23 ، صباح الجمعة في تمام الساعة الثامنة والربع ] أجواء فرنسا ، في أوج شتاء مثلج كالصعيق .. ! بعد لهيب الشمس الحارق الذي سخّن الطرقات ، في صيف حيوي مشرق انقضى .. ما حبذّت وداعه بهذه السرعة ! وقد قررا صباح هذا اليوم الذي بدى بهيئته كفجرٍ تطل عليه أنوار بداية الشروق الباردة .. أمام أمواج البحر المهيبة .. المتلاطمة مع صخور الشاطئ .. ! بدى كحقيقةٍ أبصرها لكنه لم يكن سوى أحد التشبيهات التي أصنعها بواسطة أداة الخيال الخاصة بي .. داخل مستودع ذاكرتي ، فنحن نقضيها مشياً بأحدى الشوارع المحاذية لحيّنا .. ! في حبور وهدوء .. نتبادل الأحاديث ، نتشارك الضحكة .. ! وبسمةٌ حلّقت على شفتاي الملمومتان ، تارةً أرسلها بهدوء فكري ونفسي حين أحدق في يداهما المتشبثتان بكفاي الصغيران .. ، على اليسار هي .. بنظرتها الحالمة .. البهيّة ، عقيق منصهر يتلألأ في عيناها المتناغمة مع نقاء الذهب المنسكب على خصلها المنسدلة .. ،وجانبي الأيمن بدت لي جبهته التي تناثر عليها شيء من شعره البني .. وربطة عنقه الزرقاء التي أتمعن في منظرها المتوافق ، كتفسيرٍ عشوائي ينشأ داخلي اعجز عن مداركته ، وهو يلقي بين حديثه الذي بدى لنفسي مشوّقاً ضِعفَ عدم ادراكي لمعانيه المتجاوزة حدود تفكيري الموازية سنين عمري .. ! انسجمنا بأبهى حلّة تدلل على مفهوم الرابطة الأسرية .. بل أشد من ذلك ! ليست لأنه الشعور ذاته .. ينطلق مع كل نبضة .. بل لأنها تجسّدت داخل خلايانا كروح بيضاء واحدة ! .. فيها تتجاذب كرات الحب الممغنطة، وتتلاقى مفاهيم حروفنا .. و يزداد تحصننا بعقيدة تدفع عنا كل سوء ، الا أمر باغتني في ريبةٍ ، مشيئة القدر المعقودة بكل درب نحن من سالكيه .. لا يمكن الفرار منها ، وبها أيقنت أن أبوابها لا توصد بقوة انسان ، أو برجائه الصادق بغية ايقاف الزمان ! حتى خلت في لحظة .. مصيرٌ قادم باتجاهنا ، يدنو بيسرٍ دون تمهّل .. ليقذفنا في قاع عسير !! حين انتصفت الساعة ، وبعد أن ألقيتها نظرة خاطفة الى طريقي بين خفة خطواتي وضحكاتي .. أمتدت حدود بصيرتي أضعافاً لتلتقط ذلك المشهد المتحرّك بعدسةٍ دقيقة .. في داخله لم يتسع مجالاً للحديث .. أو توجيه سؤالٍ قصير يعبّر عن حالة الأستفهام و الرهبة التي افترست قلوبنا قبل أجسادنا !! شابٌ ثمل خرج عن ايطار وعيه ، انزلق المقود من بين يديه ليسقط رأسه على جانبٍ داخل السيارة ! سيارة زرقاء انحرفت عن مسارها من العدم بعد أن تراءت من شارع فرعي ، عجلاتها أبت التوقف بعد اختراق أقصى سرعة لديها .. وفي الطريق الذي تسلكه بشكل هجومي سيبتلع الحي والجماد .. الأخضر واليابس ، وما كان يشمل سوى عائلة من ثلاثة أفراد هم نـــحن !! حدث مفاجئ قلب الأمور .. غيّر وجهتنا ، بدّل مصيرنا .. لازالت دميتي الصغيرة التي أشتراها مؤخراً ليلة البارحة ، مغلّفة جديدة .. لم أفتحها ، فان كانت هناك فرصة مخبأة حجبتها غمامة جثت على عيناي ، فاني أرغب بالرجوع حالاً كي أفتح باب غرفتي ، وأتّجه راكضةً أليها .. ! لحظات معدودة، تضاربت بطيّاتها الأفكار والظنون .. والاحاسيس المهيبة ! وشعرت بثقل جسدي كأطنان من حديد ، ضاقت نفسي وأظلمت بصيرتي .. وكأني بي أزحف بقدمان تطلان على شفى حفرةٍ من نار .. ! مخالب الزمان الدامية على اهبة انقضاضتها بين صيحاتها حين احتضنتني خشية فقداني ، فان كان الضرر الذي سيتلقاه جسدها كله بدل الجميع ،فقد هوّن عليها هذا مرارة الفقدان ، وعيشاً رثاً مشبعاً بدموع الأحزان على فراق فلدة كبدها ، وطبول تقرع بين احشائها تداخل صداها في شرايين اذني التي التصقت بضلوع صدرها المرتعشة لتهمس لي .. ان لا خطر محدق داخل حجرٍ محصّن لايزال يتنفس .. ! لكنها لم تكن خاتمة الخطر الآتي .. فهو ما زال يترقّب فريسته المغلوبة على أمرها ، ترقب العطشان .. الذي اسلم عن مقاومة ألم جوعه ، وبها .. حُسِمَ الأمــر !! ألمٌ اعتصر عظام ذراعي حين قبضت كفّه على كتفي بشدّة ، في جزء من الثانية .. حلّقت عالياً في السماء ! .. وسط ذهولٌ تاه ببريق عيناي وتوقف عقلي عن عمله ، ارتطم جسدي بحائط أحدى المتاجر المغلقة بعد أن قذفتني كلتا يداه لأصبح بعيدةً عن بقعة الخطر المضطرمة .. الى أن هويت كدمية مجوّفة .. اتدحرج كالكرة .. ليستقر مكاني على الرصيف المقابل ، وتستكين قدرتي على ظهري المهشّم .. بعد أن تعالت شهقة حادة تحررت من محجرها لتنطلق الى العنان !! أرتفعت صيحتها ، ورفرفرت أجنحة الحمام على مصرعهما الختامي .. تاركةً بقايا من ريشها حين ارتحلت .. !! صمـــــت !! مرت بي تيارات الرياح الباردة ، لتتلبد السماء .. ! ## أحسست بتلك الكتل الكروية الهشّة ، تتحدر بخفّة ليندثر جسدي الهامد داخل طبقات من ثلج تكوّنت في سكون .. وازدادت سمكاً ، حتى أكتست الأرض بردائها الناصع .. ! والوخز المؤلم الذي باغتني بأبره المدببة ما بين شق الحياة وبداية الاحتضار .. تدّلت روحي على حافة سفح النهاية بوهنٍ صامد ! ولكن جزءً منفصل عن ذاكرتي بدى شاغراً .. وآخر مفكّراً .. منقّباً عن اجابة السؤال ونتيجة الختام ، فجعلت أبث القدرة في خلايا منهارة لعلي أحضى بوقودٌ يعينني على الزحف .. ! لم يكن هناك أمل .. همس .. حركة ، سوى بخار يتجمع تارةً ثم يتشتت مع جزيئات الهواء،.. الى أن سرت حرارة داخلي وارتفع رأسي عن موضعه .. ويا ليتني لم أفعل ! أغلال كبّلت أطرافي الخادرة .. وموجة حادة خطفتني برعشة بارزة حين أحسست أن شيئاً بدأ يتمزّق في أحشائي كتلة من الدماء القانية .. تنساب من فتحات أدميت جسدين بالجروح ، والداي مرميان بلا أنفاس .. بلا قلب نابض لفتني هالة الرعب ، وتسلل الوجل خلسة ليتقد ناراً حارقة ، للتو عاد حسّ الروح بوجداني ، .. وصفعتني لفحة هواء حملت دماً من عنقها لتصيب وجنتي اليمنى فتتلطخ .. وتُصبغ بحمرة دمٍ انزلقت الى زاوية شفتي العليا ، جفت دموع عيناي .. وعلقت صرختي .. ! ،فجوة انجرفت بعمقها .. !! انتشلت فيني قدرة الأحساس بهويّة النفس ، وأدراك ما تصورته .. ! يتبع، الرجاء عدم الرد !~\
__________________ |
#5
| ||
| ||
[الرابع من كانون الثاني ، 2003 ، ما بعد منتصف الليل ] - أبتعدي ! .. لا تتمسكِ بي هكذا أيتها الحثالة ، لم أعد بحاجة أليكِ ! " ## دفعها بقسوة ليلقيها على الفراش وسط عبرات نحيبها وتوسلها ، فانهارت اثر اشتداد لسعات المرض الذي لم تحمل عليه قدرة لمقاومته ..! وجعلت تقاوم بصبرٍ ثقيل لتتلفظ ببضع كلمات استعصى بلوغها الى حنجرتها ، وهي تنهض بوهن - أرجوك لا ، .. أعلم أني أصبحت عبئاً ثقيلاً .. لكن .. لا تتركنا ! .. نحن بحاجة اليك " دنت منه رويّداً وهي تضغط على آهاتها ، بينما انتصب هو بين نظراته الماقتة .. وملامح دفنت برمالِ شاطئ ترتفع أمواجه غضباً وأخذت تشكــو ودموعها تجري كنسياب القطرات في النهر ، - ربما لن أصمد طويلاً ، لدي رجاء واحد قبل أن تأخذني المنيّة .. أبنتنا ! أرجوك أودِعُهَا معك .. أحمِيها ، فهي لا تحتمل الوحدة بعد ما مرت به من أزمة نفسية لما شهدته على حادثنا ، هذا آخر ما أتمناه في حياتي الفانية .. أتوسل أليــ.. أرادت أن تنطق ببقية حروفها حتى تكتمل وصيّتها ، لكن حرارة الصفعة التي تلقتها من كفّه المتين قد أخرست لهيث أنفاسها قبل أن تتبعثر كلماتها وتتداخل لتنسكب على هيئة دموع ساخنة لحقت بأقرانها .. ! جفَلت ، بدت تنظر للفراغ وجزءٌ من وجهها يتصلب .. صامتة بلا نطق.. ، وهو يشير بيده بين موجات صراخه العالي ، - وماذا بعد ؟ .. ماذا ؟ ، هل ستغّير حالنا المادي العصيب الآن بعد عمليتكِ المكلفة ؟ ، ولم نستفد منها شيئاً .. لا زلتي طريحة فراشكِ العفن هذا ! أمتدت كفها تغطي شفتيها المرتعشتين ، أما هو فكان يرمقها بنظرات اشمئزاز شديد .. ثم همّ بالمغادرة مستديراً ، لكن أصابعها الضعيفة تشبثت بقميصه لعلّها توحي له بالاجابة بدل الحديث ،وهي تنتحب .. بألمٍ - اذا لم تعد تطيق رؤيتي فخذ ابنتنا وارحل .. وعش أنتَ حياتك التي تريدها لكن لا تتركها ، اما أنا فسأبقى هنا ، أنها صغيرة .. لا تقوى على العيش هكذا ، وبانتظارها مستقبل لا تعلم بمصيره ! وأهتزت شفتاها لابتسامة ضعيفة هشّة كي تحاول جاهدة أقناعه دون خلق مشاحنة عنيفة تنتهي بكومة من الضرب المبرّح الذي صار جزءً من جسدها وهي تقول، - لا تقلق أنا سأتدبر حالي ، فإن وافقت سأكون سعيدة .. سأكون بخير ، فقط .. أرجوك ! هكذا حادثته برجاء صارخ ، وهي تتمعن في عيناه المحتدة بتوّسل شديد .. ، ظلّ مطبقاً الصمت ، هادئاً .. مسترسلاً الرؤية أمامه ، ما برح يحرّك ساكناً وهي تدنو منه في استمرار وضع مريب يتصاعد بوتيرةٍ ساكنةٍ ، الى أن عاد بصره الى عيناها واقترب ناحيتها .. ليقرّب المسافة الفاصلة ويصل همس فمه بمحاذاة اذنها باستهزاء ، و سخرية .. يتمتم ، بينما تذعن لكلماته لعل فيها ما يداوي صدرها المتقرّح - أمامها مستقبل .. ، أهذا كل ما يهمكِ ؟، أنظري الى نفسك في المرآة .. الى وجهكِ المشوّه كيف أصبح .. الى رائحة جسدكِ النتنة كلما دفنته تحت الفراش ، أيتها الميتة .. انه لم يبقى كثير من الوقت حتى تتحولي الى جثة تفوح منها النتانة .. والتحلل !! وبهذه الحروف الجارحة .. اجرعها علقماً ، بهذه الأسهم السامة التي أذاقت والدتي مرارة العيش ، وقسوة الحياة .. سمّاً يزيد من أوجاعها .. يدمي قلبها النازف ، حتى فلتت القدرة من يدها وانزلقت من على كتفه لتستكين متدليّة .. ! وآخر ما أعطاها هو قبلة على خدّها .. وابتسامة امتدت من زاوية شفتيه .. تلذعها بازدراء واستصغار ، وهو يفحصها من رأسها الى أخمص قدميها .. قبل أن يبدأ بجريرته ، تاركاً أياها متصلبة بين شهقاتها .. واوجاع المصير .. ! كانت تلك .. أخر لوحة ، صّفت بين لوحات ذاكرتي المدلهمة ، بكاء يتبعه بكاء ، .. صيحات تتقشعر لها الأبدان .. صرخات تنطلق ، أصوات تهز كياني كلما انهال مبرّحاً جسدها الهزيل .. جراحات مخيفة .. كدمات تملأ ساقيها .. ذراعيها .. وجهها ، .. حتى فقدت قدرة الوقوف .. ! هذا ما أبصرته قبل آخر ابتسامة نسيت صورتها ، وأنا ممسكة بدميتي الوردية بخوف .. أنصت الى ما يجري .. أراقبهما خلف الباب .. الى أن اوصده وأتراجع هلعةً .. أخبّأ نفسي في أحد الزوايا ، ## كل هذا كان نيّفاً على صدري .. ! ## أستندت وراء باب غرفتي، أنزل جفناي بقوة محاولة عدم الأصغاء .. عدم الرؤية ، خارت قواي وسقطت على الأرض .. أنكست برأسي بين ركبتي .. أنتحب بصمتٍ وأحكي لعقلي سراً أين ضحكته ومرحه .. ؟ .. أين بسمتها وسعادتها .. ؟ ، أين ذهبا ؟ .. أين هما ؟ .. كيف رحلا عني ؟ ، ماما .. بابا .. ؟!! يتبع، الرجاء عدم الرد !~\
__________________ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صَـوٍَر عَلى دَرٍوٍَب الزٍَمــنْ | فراشة الطاقة | مواضيع عامة | 10 | 08-13-2013 05:46 PM |
وَأحْيآ عَلى بَقآيآ [ ذِكرىْ ] | Đгεαм | مدونات الأعضاء | 24 | 07-16-2013 11:47 AM |
قَصَّة ُ مِن الأحزان ِ الشاعر العمر | قلم الآقصى | شعر و قصائد | 3 | 12-25-2008 12:12 AM |
اليَمين عَلى مَن أنكر | حقيقة لا خيال | نور الإسلام - | 0 | 07-30-2008 09:28 AM |