03-04-2014, 06:20 PM
|
|
المعلم وابن الملك
المعلم وابن الملك
كان لأحد الملوك ابن وحيد يحبه حبا جما ، فلما بلغ الصبي 5سنوات أحضر له والده معلما ليعلمه القراءة والكتابة و مرت الأيام و الصبي يتلقى العلوم النافعة ويجتهد فيها حتى أصبح من أنجب النجباء وكان مهذبا ومطيعا لمعلمه ولا يعصى له أمرا و في يوم من الأيام بينما كان الصبي يراجع إحدى الدروس بدا للمعلم أن يعاقبه عقابا صارما فانهال عليه ضربا بالعصا على راحة يديه حتى أوجعه وسالت دموعه غزيرة على وجنتيه برغم أنه لم يرتكب أي ذنب ولا خطئ وهو بريء من أي فعل . وواصل المعلم التدريس غير آبه بمشاعر الصبي الذي حز في نفسه ذلك العقاب الذي تلقاه ظلما و هو بريء براءة الذئب من ذنب بني يعقوب و مرت سنوات عديدة على تلك الحادثة وأصبح الولد شابا يافعا و لكن أثر ذلك العقاب الذي تلقاه لم يمحى من ذاكرته أبدا وظل يراوده في كل حين . توفي والده بعد صراع مع مرض عضال وتولى ابنه الحكم من بعده ، ذات يوم عندما كان جالسا على عرشه العالي جال في خاطره المعلم الذي ضربه دون أي ذنب فأشتعلت في نفسه نيران الغضب و أمر حراسه أن يحضروا له ذلك المعلم في الحال ، وبدا البحث عنه في كافة أنحاء البلاد . وبعد جهد جهيد تم العثور عليه و اقتادوه إلى القصر ولما مثل أمام الملك سلم عليه بحرارة فنظر إليه الملك نظرة سخط وغضب وأمر الجلاد أن يضرب عنقه في الحال ، استغرب المعلم من هذا التصرف المشين وسأله عن السبب . فرد عليه الملك قائلا والشرر يتطاير من عينه : أتتذكر أنك كنت معلمي عندما كنت صغيرا فأجابه : نعم أتذكر، وهل تتذكر أنك عاقبتني عقابا صارما دون أي سبب ولا ذنب ؟ فأجاب المعلم : نعم أتذكر ذلك جيدا . فقال له الملك : ولماذا فعلت ذلك ؟ فأجاب : لقد أردت أن أجعلك تشعر بمرارة الظلم حتى لا تظلم الناس عندما تصبح ملكا . فعندها طأطأ الملك رأسه وبعد برهة من التفكير قال له : أنت الآن ستبقى معي في القصر لتكون أحد أعيانه . |