أقترب ذاك الوسيم بكل هدؤء وكأنه قد حاصر فريسته , لمعت عيناه لأنعكاس وهج الشمعه التي بيده وكلما يقترب تراجعت تلك الوردية خطوتان للخلف , نظر إليها وأبتسم عندما ألتصق ظهرها على الحائط فتلك الفتاة حقاً كانت خائفه وعيناها محمرتان بشده لبكائها المستمر وتريد الهروب منه , ظل هو ينظر لعيناها الورديتان وقال بصوته الذي يسحر اي فتاة كانت :
-فقط هذا الطلب ألا يمكنكِ تنفيذه ؟..... أنا دائماً اقف في صفك في جميع المشاكل التي مررتِ بها ولكن أنتِ ...يبدو أنك نسيتِ ..لولا وجودي لما كنتِ حيه ...
تجمعت الدموع في عيناها وهي تنظر إليه , أنزلت رأسها بكل ألم :
-لا ..لا يمكنني أبداً نسيان ذلك أن حياتي .... هي أمانتك ولكن هذا... لايمكنني فعله ...
أسرع هو بالرد عليها بصوت شبه غاضب :
-لما لا....؟ لماذا لا يمكنكِ ؟
نزلت دمعه حارقه من عيناها و وقعت على يده الذي كان ممسك بها :
-لأنني لا أعلم أين سيوقف الزمن قلبي أن كنت معك !
صدم و أطفئ الشمعه براحه يده ورماها ,نظر إليها بكل عصبيه :
-لا تتحدثي عن القدر ...أنتي لن تفعلي هذا لأن في قلبك أحساس جديد تجاهي...أخبريني هيا.. لا تنكرين .. أنتِ خائفه لبقائكِ معي , وقول كل هذه الأكاذيب ... أخبريني .. لأنكِ...
رفعت عيناها المتعذبتان حتى تصدم بهذه الجمله التي أهتز كيانها عند سماعه :
-وقعت في حبي ؟!
فتحت عيناها على مصراعيه لتدع الدموع تتساقط بهدوء ,أكمل هو بعصبيه :
-لهذا تحاولين الأبتعاد عني ؟!

"نـــ .....نعم ! "
أخترقت هذه الكلمه آذنيه وصدمته تماماً فلم يتوقع أنها كانت تحبه بصمت طوال هذه المده وشعوره لم يكن خاطئاً , أرتسمت ابتسامه نصر على ثغره وظل ينظر إليها , أشاحت هي بوجهها بعيداً :
-نعم ... أنا مستعدة لفعل ما تريد !

تلاشت الأبتسامه من على شفتيه منتظراً ما ستقوله :
-أمام الجميع ... أنا مستعده لأكون خطيبتك المزيفه !!!
عضت شفتاها وجرت عنه والدموع تتساقط من عينيها بحرارة , ضرب هو يده بقوة على الحائط لانه حقاً كان يشعر بشيئ غريب تجاهها رابط موثوق وقوي ولكن بعدما سمع ما سمع تأكد بأن كل ما شعر به كان وهماً .......
"لماذا جعلتيني أشعر براحه شديدة بقربك؟ ..لماذا سحرتي عيناي بجمالك ؟... لماذا أمتلكتي قلبي بأسلوبكِ ؟..... والأن تخبريني بأن كل هذا وهم ؟.... لماااااااااااااااااااااذا ؟؟؟؟؟َ!!!!!!!!!!!!"
أهتزت كل زوايه من المنزل بصراخه هذا ,جث على ركبتيه ووضع يده على وجهه "لمااااذا جعلتيني أعيش في وهم كان مستحيلاً حتى أن يخطو في حياتي؟."