عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree38Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-10-2014, 04:11 PM
 
شَرْنَقَة ! | the third story [ نَفْسِيّ ] •

.
















.


أبحث عن العضو الذي حاولت جاهداً بتره من أطرافي ،
لتتيقن أنه قد .. تعفّن وأضمحل !!
ذلك الذي يلتوي عنوة ثم يستقر على بقايا العقل المرهق .
ستعلم كيف نظرت الفتاة إلى نفسها من دون عينان !
ستدرك لما السمآء سوداء مع وجود الشمس .. والطرقات حالكة
مع إنارة المصابيح ، ستفهم كل شيء .. حتى الشرنقة !





.







.
__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#


التعديل الأخير تم بواسطة ميـآر ; 04-10-2014 الساعة 05:14 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-10-2014, 04:24 PM
 
.







*
*




ظِلٌّ يراقب السماء، حتى بعد أن هطلت .. !
ويمسي على آمال الكائن المستفيق تحت ذكرى منسيّة ، وبعد صحو الزهر في انقضاء ذبولة .. والتصاق حبات الندى اللؤلؤية على وريقاتها اليانعة ، بدى مفكّراً ، هادئاً .. يجوب السكون بحثاً عن الضائع المفقود .. !!
أما العبق النرجسي للأرض ، يحوّلني الى حالة سائلة تسيل مع سُكرة تأملٍ تنبثق ببطء من كل جانبٍ يرتبط بالفكر الموّسع .. الى خارج نطاق البصيرة الماديّة ، ولكنه لا يعمل الا في جوهر الروح النقي .. غير الملطّخ .. !
وحين اذنٍ ، يهيّأ له أنها قد هطلت .. هطولاً وهمّي نشأ من ثغرة أعادت جزءً منفصلاً عن ذاكرته المواكبة لكل حدثٍ ، لتغدو على شباك ذكراه الحالية بقايا من رماد غابر عكس مجراه ناحية ريحٍ حملت بطيّاتها المدفون والظاهر المتحول..!
فلم يستطع التمييز .. أهي تدللـه على مسير ٍنهايتهُ الاجابة المنتظرة ، أم تمرد من النفس أبتغاءً لأعاقة استرساله الداخلي .. ؟!
ومضى الدهر تاركاً سنين الزمان ليحل موقعها الجديد ، والى أن تنتهي صلاحية زمنٍ ويأتي غيره .. تتلاحق الظنون ويستمر الفكر .. الى نهايات مغلقة ، بلا مصير يحمل النتيجة .. !!
وبعد .. تنتهي حكاية لتولد غيرها ، القارئ والسامع فيها يختلفان ، لكن الشيء المبطن تحت معاني الكلمِ يبقى ثابتاً ، وفي ثبوته يلتقط ألسنة المارة بما فيها من سيء وجيد .. فالمصطلح لا يهم أن أُعْجِبَ به المتحدث .. !!
وها أنا تحت ذات السماء .. على ذاتِ الأرض ، أراقب .. وفي الابصار التحّول الشامل لنفوس الانس قبل العالم الخارجي .. الذي بات متسخاً بأقدام الكثير ..
لذا عندما تود جوارحي الانطلاق في رحلةٍ داخل غفوة حلم قصيرة ، تصفي شوائب العقل والنفس لتمسي أكثر نقاءً .. تصطدم بحائط فولاذي مشبّع بأنفاس الكثير من الكائنات التي في مظهرها صورة وحشٍ كاسح غائبٌ عن عقله .. !!
ولا أنقب عند اذن عن المجهول بين أوساط سطح الحياة الخارجية ، بل داخل عالمي الباطني المدفون .. الذي خُلِقَ لرغبتي في الترحال الى ما وراء الطبيعة الطاهرة التي تندست واستفحلت ببؤرٍ لا يهلك المسترجل اليها من النجاة !! .. ، فاستقرت ذاتي على طريق محايد خلى من أرتباطات تصل السجايا البشرية التي أصبحت أحللها من النظرة الاولى..

هذه اللحظة .. تدنو روحي من الطافح الى العميق ، وكلما قرُبَت على بطء تسلسلي أخشى من ابصار القادم ، هل سيعلمني بالأجابة الموعودة .. ؟ أم كان مجرد تمرّد خارج عن المألوف ؟! .. فأتراجع ! ، مرةً .. ، وحين اعيد الكرّة بعد ترتيب بضعة أوراق عالقة .. يبدأ نداء والدتي في موعده القياسي .. !!
- ميراجين ، عدتي مجدداً للسهو عن واجبكِ المدرسي !

آه أجل ، المعهود في نطقها كل وقتٍ.. طبيعتها البسيطة ، عذراً .. لا استطيع كبح جماح نفسي النشطة .. بالأخص في هذه الفترة من بعد الظهيرة ، لكي لا أخسر الفرصة النادرة في السفر الى بعض المناطق ، ولكنكِ يا أمي دائماً ما تكونين في عجلة من أمرك بسبب زمن الحياة الخارجية السريع ، امام بطء عقارب ساعتي الافتراضية. .!
- المعذرة ، سأبدأ فيها حالاً .
وتبدأ التنهيدة التي تفشي خبر علمها للاجابة السريعة قبل أن تُسمَع :
- بالطبع ، والا فأين ستكونين.. على متن طائرة نفاذة تحلق حول الكرة الأرضية !
سكن صوتها للحظات ، فأدركت انها عادت لاكمال غسل الأطباق ،
التشبيه البلاغي الذي تظنه والدتي لأحلام اليقظة خاصتي قرب فارسٍ نبيل !!؟ ، وكم أخطأت مجدداً !، لذا لا أحبذ سماع عبارتها تلك ، ففيها وصفٌ مناقض لما كنت بداخله ، ولكنه في ذات الأمر سيشكل راحة بديهية لعدم اكتشافها ما يختص بالسر بين ثنايا عقلي .. ! ، و اذا ارادت اكمال الواجب المدرسي رغم انني لم افتح حقيبتي بعد ! حقيبة المدرسة ،انها تحمل صورة بطة صفراء أنثوية بمحاذاتها بطة عملاقة تحيطها بأحد أجنحتها ، .. يال الرومانسية.. !
هه ، لم أكن مقتنعة بها ولكن .. منطلبات شراء المستلزمات اللازمة عندما ترافقني والدتي الى السوق ،

ربما سيكون يوماً حافلاً بعمل مكثّف ..




يتبع ،

.
__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-10-2014, 04:35 PM
 

.








*
*




{ السابعة وأربع وعشرون ، مساءً }

التلفاز الذي انتقاه والدي من متجر أنطونيو ،البائع السمين ، يجعلني أشعر كأني داخل محطة مذياع على البث المباشر .. رغم ذبذبة الصوت التي تنطلق قبل الصورة .. !!
وحتى وان نزلت غرفة الجلوس كي اكسب متنفساً جديداً يريح رؤيتي وعقلي ، أسلي نفسي بمشاهدة أي شيء كان ، أو الحديث المتقطع الذي لا يتجاوز الدقائق مع والدي حين يبلغ الكلام الى حنجرتي ثقلاً فيستعصى علي اخراجه .. من كسلٍ ، أو عدم رغبةٍ في نسج موضوع يتم النقاش حوله .. !

- تباً ، تعطّل مرة أخرى ، هذا الجهاز ، يا ألهي ! كم مرة علي ارجاعه الى التصليح !

أما نوباته تلك على جهاز التحكم بالتلفاز ، تبدأ حين يتعطّل عن العمل .. ! ولكن يبدو أنه ينزعج حين يستذكر كلمات والدتي عندما أخبرته بحيطةٍ وحذر : هذا النوع من الأجهزة ذو سعر رخيص لا ينفع ، فلا تهدر المال مقابل شرائه .
والآن تبدأ بعبارة والدي الافتتاحية أول نصوص المسرحية الشهيرة ، التي أشهدها كل يوم ، فتأتي أمي ضجرة بوجه متكّهم .. عليها امارات الضيق بيّنةً .. لتُعلِمَ للشاهد عليها أنها حقاً ستدخل في مشاجرة أو ستنطق بما يتفجر داخل صدرها كالنيران على هيئة تأنيبٍ قاسي ،
تقف أمام والدي الجالس على الأريكة ، بعد أن وضعت آنية ممتلئة ببعض الفواكة على الطاولة ،

- قلت لك حتى تجاوزت المرة العشرين .. هذا التلفاز مع هذا الجهاز يجب أن يرميا في حاوية القمامة لتتلاقفة القطط الشاردة كخردة عديمة النفع ! ، ألا يكفي جهازنا القديم بما فيه من أعطال .. وبدل أن تشتري شيئاً متطوراً ومستحدث ..
قاطعها بتعنيف بعد تنهيدة أكسبته شيئاً من التحكم بوتيرة اعصابه ، على ملمحه الغضب من جهة .. والانزعاج من ثرثرة والدتي ،
- حسناً حسناً ! سمعت هذا فيكفي ، وهل سيطلب حديثكِ الفارغ جهازاً جديداً .. غداً سأذهب في الصباح الباكر لشراء آخر
- ومن أي متجرٍ كالمعتاد سوى ذلك الأخرق السمين أنطونيو الذي ينصب على المارة بأسعاره الزهيدة على قطع مستعملة لا تساوي قرشاً واحداً
- يكفي ..
- أني أحذرك كي لا نُخدَع به مرة بعد مرة ولكنك لازلت عنيداً ..

وأطلق صرخة غضب خرجت عن ايطار صبره النافذ ،
- قلت يكفي ! .. غداً سأشتريه من متجر آخر ، أنتهينا !

فرمقته بتلك النظرة المستشيطة المعبّرة عن انفعالها وعدم قدرها على اطالة الحديث ، ثم استدارت بتوترٍ بارزٍ.. !

و من هنا يمكنني القول أني الضيفة الوحيدة التي دُعيَت الى هذا العرض القصير ، فيه لُمَّ جزء بسيط عن خلفية الأبوين في المنزل ، من ناحيتي فقد تقبلّته حتى أصبح روتينياً ، بدايته ونهايته هي ذاتها الغير مختومة بحلٍ أوسط .. !
ولكني دائماً أبصر في والدي مقداراً من العقلانية والحكمة أكبر من حجمها لدى والدتي ، ولولا أموره الخاصة بالعمل التي تثير ارهاقه وضيقه فأني أخال أنه سيحمل هدوءً أكثر مما يحمله الآن ، ولكن رغم هذا .. فوالدتي تفلت أعصابها بأية لحظة ، وتولّد استفزازاً للمرء حين تواصل حديثها بلا أهمية سوى ابتغاء لاخراج ما تود اخراجه من كلمات .. حادة .. أو جارحة ، وتأنيب الواقف أمامها وكأنه ليس بشخصٍ ذو عقلٍ يستطيع التفكير والادراك .. !!
ومن نطقة النهاية يأتي دوري ، وعلي اطاعة الأوامر راغبة أو مرغمة ،

حين تأتي نبرة صوتها بعصبية اتجاهي وهي للتو خرجت من المشاحنة ، وترغب بألقاء بعض اللوم على أي شيء تراه لكنها تحاول اختزانه ،
- ميراجين ، قومي وأذهبي لشراء ما نحتاجه في هذه القائمة .

وتهديني أياها بعصبية مع المحفظة ، ورقة صغيرة مطوية تحتوي المكتوب من اسماء المستلزمات المنزلية التي نستهلكها في كل الاوقات ، فاستلمتها بهدوء وخطوت حتى الباب ، لألتقط معطفي الأرجواني من علاقة الملابس ، وأُخرِجَ حذائي الجلدي الأسود ، أرتديته .. وهممت بالمغادرة .. !

،،


داخل سكون الطرقات ، تردد صدى إرتطام حذائي الجلدي على الرصيف الرطب ، خطاي بطيئة ،كفاي مخبآن داخل جيوب المعطف الذي يقاوم جاهداً صد لسعات البرد عن أجزائي المتهاوية ، لكني لأرغب بتخبئة أنفي داخل قماش قطني دافئ بسبب قرصات الهواء البارد أكثر من كفّاي .. !! ، فجربت انزال رأسي حتى ياقتي القطنية .

السماء مكتظة بالغيم الرمادي، والأرض أحتفظت ببقايا الثلوج على بعض الأمكنة المغلقة ، في الأزقة ، وأسقف بعض البنايات والمنازل ، وبالرغم توقف هطوله اخيراً الا أن هذه الاجواء القارصة ماهي الا بداية لأوج شتاء فرنسا المثلج كالصعيق .. !
المارة يتجولون في الأرجاء ، هنا و هناك .. ، ثمة سيدات الطبقة الراقية يتسوّقن وبجعبتهن مجموعة من الاكياس المنوعة ، على طقطقة الكعب العالي تخطو كل واحدة منهنّ على جانب من الرصيف في عجلٍ مبالغ .. فحتى بلوغ التاسعة مساءً تُغلق أكثرية المتاجر المشهورة .. !
وبعض المتشردين المتناثرين بين الأزقة وقرب الحيطان ، يتريثون الفرصة الذهبية للامساك بحقيبة ممتلئة بالنقود عن قصد ، ثم الهرب بعيداً للأستفادة منها بشكل كليّ .. !!
والبقية يتوزعون ،عندما آتي مصادفة بمحاذاة أحدى نوافذ المطاعم الزجاجية وأنا أمشي ، أبصر الطاولات التي ضمت مجموعات متفاوتة من الأشخاص في وليمة عشاء .. أمسية ، أو دعوة .. أما البقية يفضّل تناول وجبته الصغيرة بشكل فردي دون مشاركة أحد ، وهذا ما أفضله أنا .. لكن دون المكوث في القسم العام .. !
يهيّأ الي من قسماتهم الشرهة أن الطعام مهما نفذ من اطباق عدة ، سيهضم الذي بداخلهم في غضون ثوانٍ ليطالبون بالمزيد .. حتى التخمة !

الشيء المفضل الذي امارسه في الطرقات عند أداء شيء كالشراء ، هو تفسير نطاق الوجوه أمامي في عنفوانها .. لأكتشف ذات الاجابة الناقصة حين أرى جوهر الروح المصطنع يصاغ على هيئة قسمات لوّثت من صفائه ، النظر الى وجه رجل ضاحك مع رفيقه وهما في أوج حديثهما الشيّق ..و لاتزال عيناه ترمقه بمقتٍ لا يُرى بالبصيرة المجردة ، وتلك السيّدة التي مسحت على رأس الصغيرة التائهة .. ثم أبتسمت بعطف أليها لتبادلها الطفلة ابتسامة اهداءً ممتناً لأواصلها الى غايتها الضائعة ، دون تيقنها بانها ترمقها باستصغار لمظهر ثيابها البالية .. !! ، لانها يتيمة تمضي عمرها في ميتم صغير متهالك ، وهاهي تدخل عبر بابه الخشبي المهترئ بلا علمٍ لما انجلى على قسمات الأخرى التي كشفت صورة حاقدٍ.. متعالٍ على من هم أقل شئناً ، لأجل انها من طبقة رفيعة !!

- يال للقذارة ..

همستها باشمئزاز وهي ترفع طرف ثوبها ، واستدارت راحلةً .. !

يكسبني هذا الزمن الجامد عند قطع المسافة من المنزل الى المتجر صورة من معاني البشر خلاف ما يجري على ملمحهم الزائف المزدحم بأجمل النوايا المصطنعة ، بغية المطامع الزائلة ! .. .. ربما أرى فيها ذات المنظر الليلي الذي أراه من خلال الشرفة ، ولكن عند هذه اللحظة .. مختلفة ، تمكنني من سماع أصواتهم المختلطة عن كثب ، ودقة قسماتهم البيّنة ، فتمسي تعابيرهم مهما كانت ، معلومة الهويّة.. !
وبعد انقضاء ما اراه في شخص ، أرى غيره ، وخلفه الحجب الغير مرئي الذي يناقض تصرفاتهم البهيجة ، .. زيف الكلام والخُلُق ، وتلاعب الابتسامات .. حسن التعامل ، وعين متربصة .. وأخرى حاقدة .. ! ، فيها يتلاشى من استقراري الداخلي ..ويبعث الريبة مغلفة نفسي .. مكثفة من صلابة قوقعتي الحامية ، وراء كل ابتسامة ما لا يبصره الناظرون ، على أرض وطئتها جنايا الكثيرين .. ولازالت مستورة بفخر .. !!

طرفت عيني الى السماء ، امسيت متاملة في لوحتها الفنية المدلهمة، تبدو وكأنها تحيك صوراً ، بمجمل الألوان المعبّرة عن الوحدة الموحشة ، والظلمات السفلية ..و خفايا تتوارى بستار الليل ، صراخات تسبح في الكون على مسافات ، لست عالمة بما تخفي هذه الدقائق ، ماذا يجري .. وما الذي انقضى ، .. هل من شخص قد مات وغيره قد فُتح كتابه على بداية مولودة ، وهل هناك من خَسر أغلى ما يملك نهباً بجشع في غمضة عين ؟ ، في احيان تتشح بالسواد .. وأحيانا أُخر تراها صافية يحلّق بجوفها اسراب الحمام الأبيض ، ولكن ليس بمنظارها ما يعكس لوحة الأرض .. فهي قد أنفصلت منذ زمن بعيد عن السطح .. كي لا تسير على طرقها القدسية أقدام بني البشر .. السوداء .. !

دفعت الباب بيدي .. ودخلت المتجر ،

بدى شبه خاوي .. ليس بداخله سوى قلّة أقلية من الزبائن ، فالتقط أحدى السلال الصغيرة وأتجهت الى ثلاجة زجاجات الحليب ، فتحتها لتلفحني بصفعة هواء بارد لست مستعدة لها، على كلٍ .. اقتنيت ثلاث زجاجات وأنا أرمق صورة البقرة الضاحكة التي وضعت على الملطق الأعلاني ، ثم أغلقتها.
أخذت ثلاث حبات بندورة ، وضممت اليها نوعين من الخضار الورقية ، .. يجدر بي القاء نظرة سريعة على القائمة كي لا أنسى شيئاً .
فتحتها لأرى .. ، جبنة كاملة الدسم .. أوه يا الحظ ! لازالت والدتي مصرّة على تناولها ، رغم أرتفاع ضغط دمها ونصح الطبيب لها بتناول الأجبان قليلة الدسومة .. لو رغبت باختيار الأفضل ، يخيل الي صورتها وهي ترمقني مغتاضة .. من الأفضل ان لا أجرب كالمرة الماضية .. !
بقي الزبدة ، علبة شاي ، خبز ، و .. عسل

بعد مضي القليل من الوقت ، انتهيت من جمع كل ما طُلِب ، ثم دنوت الى زاوية البائع للحساب ،.. وضعت السلة على الطاولة فالتقطها على الفور بطريقة عملية ليصف المشتريات واحدة تلو الاخرى .. !
بقيت أنتظر ريثما ينتهي .. وأنا أنصت الى صوت الآلة ، ..



يتبع،




.
__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-10-2014, 04:44 PM
 
.









*
*





صوتها .. وهدوء المتجر مع تحرّك بعض العلب والخطوات .. شعرت وكأني بي في رواق عيادة طبيّة ، على جانباي عدة غرف ، أبواب مغلقة .. والاخرى مفتوحة .. !


غرفة في اليمين ، كانت تحمل مريضا يستلقي على سريره الأبيض .. يبتسم بوهن والمغذي الذي يمتد بأنبوبه الرفيع الى نهاية طرفه ، أبرة صغيرة دخلت في أحدى شرايينه كي تبعث له بالدواء ، أفراد عائلته ملتمين حوله بسعادة .. يباركون له .. وحفيده الأصغر متشبث بيده اليسرى وهو يداعبه ، بدى رجلاً على مشارف نهايات عمره الطويل .. ولكن بسمته أوضحت الكثير في ثباتها على محياة ..
.
لابد وان قلبه دافئ بجمع حبهم معاً .. ولم شملهم على من وجبت رعايته ووضعه نصب اعينهم في وقت الشدة .. !
أخرج الى الرواق ، وأقف .

تصاعد ضباب في المحيط ، وتكثفت أغلاله حتى أستوى المشهد أمام ناظري .. حائطاً رمادياً مجرّداً من المادّة . .!
أعتنقت أوصال السكون المجوف ، تزحزت من موقعي بمشية واهنة .. وترجلّت على الطريق السائد أمامي في خلوة تلتمس مزيجاً كئيباً يتحرّك داخلاً أطرافي لأستشعر بهيكلي يتقلص بارداً .. يتجسّم معيداً تشكيلي حتى غدوت .. جسماً ضئيل الحجم يزحف على شارعٍ أمتدت أطواله خارج حدود البصر .. !

ما كانت السماء كما المعتاد ولا الأرض بعد أن تمايلت كأمواج المحيط تحت قدماي .. لأسقط بين طيّات الطريق الذي أنصهر متخذاً سائلاً عميقاً أغرقني
وبدا السيل يجرفني بإتجاه المجهول ، وأنا أجاهد قيد الإختناق !!

عقربٌ أهتز في ردهة ..
السادسة والنصف !


سرعان ما أضمحل كل شيء في ومضة واحدة ! .. واستبدلت الارض ردائها .. هوى سقف السماء منسحباً في بؤرةسوداء .. حتى أقفلت وأبصرت جسدي واقفاً في الرواق .. !!
الأبواب الموصدة ، الغرف .. ومصباح يتوسط السقف ، ما بين ثانية مضيئة و اخرى منطفئة !
رواق العيادة الطبية .. كما ألتقيت به قبل ثوانٍ مضت كالساعات !

يزيدني السكون إهتزازاً في حركة المشاعر التي تموج بتمرّدٍ ،فأستجمع حواسي الخمسة عند يقظة لحظية .. !
أسير شيئاً من الزمن ببطء ، فأبصر الممرضة تخطو على عجلٍ .. حاملةً بين كفيّها أكياس معبئة بالدم ! ، لابد أنه وضع طارئ يستوجب العناية القصوى ، .. وحين تجاوزتني .. خيّل ألي أن حرفE كان مطبوعاً على الكيس ، زمرة الدم E ، هذا ما رآه عقلي .. ربما ، وحتى الى هذه المدة المقطوعة عن سلسلة الزمن .. داخل تباطء تصاعدي أنسحب بؤبؤ عيناها الأسود ناحية عنقي .. وهي تكمل هرولتها الى الغرفة اليسارية.. !!
وفي طرفة عين .. تلاشت !

شدتني بفضولٍ غريب اتجاه الباب ، لم أدرك لما تتحرك قدماي الى الخلف .. حيث كانت وجهتها ، راوغت الريبة المتكدّسة وتراجعت أشق طريقها ! .. الى أن استدرت ووجدت جسدي أمام الباب ، لا ، بل أنني تجاوزته حتى وطئت أول بقعة
من الأرضية الرخامية .. !

كانت تنزف بغزارة ، من شقًّ استوطن منتصف تلك جثة حيّة .. تلفظ آخر الصيّحات .. كالجنون ! بعقلٍ منفصم غائصٍ في نوبة الإحتضار .. !، الدم القاني طلا غطاء السرير الأبيض بعد أن لطّخ حيزاً كبيراً من الجسد المزرق النافرة عروقه، لهيثها الحار لكأنها تُشوى أشلائها على جمرٍ تغلي تحته النيران ، وألمٌ نابت من أعضائها يسبب لها لسعات موجعة وهي تتأوه بالصراخ ، شفتاها مدماة ، تجويف شغر محجر أحدى العينان .. والأخرى بيضاء .. !!


عدت خطوة للوراء ، تعرّقت .. ! ، الممرضة تقوم بعملٍ مجهول ، .. لا أستطيع الرؤية بتمعن لأنها مستديرة للسرير .. ذراعها تتحرك بسرعة .. تزداد سرعةً .. صوت شيء أسفنجي يتقطع .. !!

- ماذا تصنعين .. ؟!

لفَظْتُ السؤال بغير أرادة ، تسلل أضطراب يطرق رأسي ، .. استضاقت نفسي من النظر ، وتلك يعلوا صراخها .. ! ، غدوت بسرعة لأسحب كتفها .. فرأيت أصابعها تلعب بالمقص الرفيع والدم يتطاير بقعاً على وجهها !!

- عذراً ، يمنع تواجد الزوّار هنا .. يا آنسة ، شيء يجري على رقبتك .

فتحت عيناي عن آخرهما ، رمقتها برهبة فكانت تبتسم بمتعة ! .. تراجعت أكثر .. فأكثر .. وحاولت الخروج !
لكن إطاراً وهميّاً أحبسني بالداخل .. مشوشة اكاد أظن أني في خضم هلوسةٍ شديدة !!

- عذراً ، يمنع تواجد الزوّار هنا .. يا آنسة ، شيء يجري على رقبتك .

تحسست المنطقة التي آشارت أليها بسبابتها ، فتلطخت بالدماء .. وسال غيرها تحت قدماي .. يتدفق أسفلي .. يزداد إتساعاً !!

- عذرا ً ، يا آنسة ..

أنجرفت في قعرٍ رطب ، وأنا في منتصف سقوطي ، هويت كأشلاء تناثرت كالقطع على الأرض !!
الدماغ منشق عن الرأس ، الأعضاء الحيوية ، الذراعان .. و العينان !
عينان ؟!! .. لا يمكن لعينان أن تسقطا من محجراي ، فلم يكن لي منذ ولادتي عين أرى بها !!
ولدت ناقصة الحواس فحسب .. ، لذا بدوت كالشيطان أمامهم !


عادت الرؤيا بيّنة .. أتضحت الصورة ، فرأيت وجهاً منزعجاً بعض الشيء ، كان البائع !!
- يا آنسة !
- آه ، نعم
- أين كنتي ومنذ مدة وأنا أطلب منكِ الحساب ؟!
يبدو لي ، أين كنت .. وكيف خرجت ، صوت الآلة كان .. كاد يجرفني داخل موقع لو لا هذا الاتزان المختل .. ! أخذني تيّار ذاتي الثانية لبرهةٍ ، كدت بها أفقد الأحساس بالمحيط .. !! بل ربما فقدته لسويعات ..
أرغمت الهدوء أكثر لأمسي متيقظةً ،

- كم الحساب ؟
بانزعاج أجاب : خمس وأربعون قرشاً !

أخرجت المحفظة لأفرغها بالمطلوب ، ناولته المبلغ على الطاولة بينما أمسك بالكيس ، ثم خطوت للباب حتى خرجت ..

تلقت أذني عن طريق الصدفة المعتادة ، بعض الأحاديث .. ، خلت فيها أن الصوت الأول أنثوي بين نبرتها الغضب
- جماد كانت أم انسان ، واقفة كالتمثال الجامد حتى بعد أن انتهت .. وأنا أنتظر دوري كالبلهاء
- اوه لا أكاد أصدق ، فتيات هذه الصرعة الحديثة هو الصلاة لفارس الأحلام عند تمنيه

ماجت شفتاي على صورة ابتسامة تحكي السخرية ! ، فمن طبائعهم حين التعليق على أمرٍ هيّج دافعاً أو شعور .. ،
كل ما يشغلني هو هذه النفس ،
لا أبتغي منها سوى الجمود والثبات كالطبيعة التي أُسستها ، ولكني في الوقت ذاته لست قادرةً على التمسك بجانبها المنطقي .. أكثر من اللازم !

ربما يوجد هناك التنقيب عن الإجابة لزمن الأسئلة ..



يتبع،



.
__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-10-2014, 04:50 PM
 
.



*
*




تابعت سيري عائدة ، وقد بدأ ت كرات الثلج تتحدر من السماء .. كأنها تسبح في الفضاء القريب لتحيك ذاتها على شوارع مدينة أورليون مجدداً ، رداء لا يتبدل .. كأرواح قانطيها ..
يال جمود هذه المدينة الباردة ..
ويال سكون فضائها في الليل .

نسيت أن أخبركم ، فقط .. ، أنا عمياء ، لذا تراني أغلب الوقت أسهو عند المواقف التي أعبرها في متاهة الأسود تلك ، التي رسمت رؤى حياتي كمن وقف على شاهقٍ يترقب ما بين شفا حفرة من نار .. إنقضاء مدته .
آه ! هاقد بدأتم تتسائلون اذاً كيف عرفت صورة الحقيبة إذن ؟ .. وقائمة المشتريات .. وملصق البقرة الضاحكة ،
وتقاسيم الوجوه في طريقي .. ،

يال نظراتكم تلك .. كم ألحظها جيّداً ، ألحظ هذه الدهشة الآن ! .
كما أخبرتكم ، فأنا شرنقة نسجتها حرائر العنكبوت .. روحي السّامة ، مازالت تبصق الكلمات أمامكم على هذا الورق العفن ، أرى الحيرة طاغية على ناظريكم .. ولم لا ؟ أنظروا كيف جعلتكم حائرين فيما تقرأون ..
راقبوا كيف أني تلاعبت بعقولكم !
قلت لكم مسبقاً .. أنا لست سوى عمياء ، تلفظ أحرفها على قطعة من جلدها ،
وتفسّر البشرية في غيهبها الحالك.

تمت




يتبع،




.
__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
My Story ~ Pure Angel مدونات الأعضاء 282 04-10-2014 06:51 AM
Thes is my story محبة الإنمي مدونات الأعضاء 272 04-12-2013 01:30 PM
about my next story akatsuki boy أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 51 11-08-2012 09:29 PM
Just a story!!!! ابو عبدالعزيز أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 12-02-2006 03:59 AM


الساعة الآن 11:39 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011