مــــــن الذاكـــــرة.... - عيون العرب

**✿H ! N A T A** · #1 05-22-2014, 01:28 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

القصه منقولة من كتاب
1-اسم الكاتب :د.نبيل فاروق
2-اسم الكتاب كوكتيل 2000

مـــــــن الــــــذاكـــرة

فجأة وجد نفسه هكذا..
ملقى وسط طريق خال من المارة...
تحت الامطار...
تطلع حوله في حيره ،قبل ان ينهض واقفا ،ويدير عينيه في المكان في دهشة...
أين هو؟
ما الذي أتى به الى هنا؟
ما الذي يفعله في هذا المكان؟...
كلها اسئلة ملأت رأسه في إلحاح...
ولكن دون جواب..
راح يعتصر ذهنه،محاولا استدرار ذاكرته وذكرياته ....
انه يذكر تواجده في مكان يزخر بالالات.
وعدد هائل من الارقام تتراص امامه ..
وعشرات يلتفون حوله..
ثم لا شئ..
هنا تتوقف ذاكرته..
أين ذهبت؟...
ماذا أصابها؟..
انه لا يذكر حتى من هو،ولا ماذا يعمل !!
لمح من بعيد بقعه ضوء فراح يقطع الطريق نحوها في حيرة،حتى استبانت له ملامحها ..
إنها واحده من استراحات الطرق الصحراويه...
مبنى واحد يجمع ما بين مطعم انيق ،ومقهى مبتكر ،ومحطه لخدمات السيارات ،وتموينها بالوقود والزيوت والشحوم الخاصه..
وراح يتطلع الى الجالسين ..
ثم مال يتطلع الى وجهه الذي انعكست صورته على زجاج سياره متوقفه على جانب الطريق ..
انه حتى لايذكر هذا الوجه.....
انه يشبه كل الجالسين ،وعلى الرغم انه يشعر في اعماقه انه يختلف عنهم ...
ولكن فيم يختلف ؟...
هذا ما عجز عن فهمه تماما..
وفي حيره وارتباك اتجه نحو المقهى ،وجلس،وأتت المضيفه إليه،تسأله بابتسامه عذبه :
_ماذا تطلب؟

لم يدر بم يجيبها !!!
ماذا يطلب؟!
ياله من سؤال؟!.
انه لايفهم حتى ما الذي ينبغي طلبه ..
ذاكرته خاليه تماما،كورقه بيضاء ..
وتطلع اليها ،وسألها :
_وماذا ينبغي ان اطلب.
راها تتراجع في دهشه وحيره ،وخيل إليه ان صوته اكثر رنينا من صوتها واكثر ارتفاعا ،ورجح ان هذا ما أدهشها حتما ،
وما جعلها تحدق في وجهه طويلا ،قبل ان تقول في خفوت:
_أظنك تحتاج الى مشروب دافئ !
لم يعترض ..
فقط جلس ينتظر عودتها بذلك المشروب الدافئ ،وهو يواصل مساعيه لاستعادة ذاكرته ...
وراها تتجه الى الهاتف ،واصابعها تضغط ازراز رقم بدا له مألوفا ،وهي تتحدث في الهاتف في انفعال ملحوظ وبهمس شديد الخفوت...
وأدرك بأنها تتحدث عنه ..
وجلس ينتظر دون خوف أو قلق..
وتطلع في خواء الى نتيجه الحائط المضيئه،التي تشير الى ان الزمن هو السابع من فبراير ،عام الفين وعشره،والى ذلك الشعار فوقها ،الذي يؤكد ان الدوله التي ينتمي اليها تدعى (مصر)...
ثم انتبه الى سياره كبيره توقفت جواره ،وهي تحمل على بابها شعار مميزا ،بدا له مألوفا ايضا،وهي تحمل الرجلين ،اللذين هبطا من السياره ،وراحا يتطلعان إليه ،قبل ان يزفر احدهما في ارتياح ،ويميل نحوه ،قائلا :
_أخيرا عثرنا عليك ...انك مفقود منذ امس.
تطلع الى الرجل في لهفه..
انهما يعرفانه اذا...
اخيرا وجد من يخبره عن هوايته...
من يرشد الى ذاكرته الضائعه....
ورأى الرجل الاخر يميل نحوه ،ويفحص بقعه معينه في رأسه،قبل ان يتمتم:
_كما توقعت..انه خلل بسيط.
وضغط الرجل على البقعه في رفق ...
ولحظتها استعاد هو كل ذاكرته......
او على وجه الدقه أدرك انه لم يفقد ذاكرته ،لانه لم يحصل عليها بعد ....
لابد من برمجتها في اجهزته أولا..
لانه ليس بشريا ..
انه شخص الي....
الى تماما...
اتمنى ان تكون قد نالت اعجابتكم
لايك+تقييم+ردوود ز1ز1
بليييييز
في امان الله حب3حب3

Sakura · #2 05-22-2014, 03:20 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
كيف حالك؟ حب3حب3
اتمنى ان تكوني بخير
القصه رائعه للغايه وخصوصا في ثراء وتراكيب معانيها ز1ز1
من كان يتوقع ان يكون في النهايه انسان الى :/::/:
في انتظار المزيد
في امان الله حب7حب7حب7

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
بداية تالق :-كلمـــــات مــــــن جــــــرح ينـــــــــــزف !!	عمر عيسى محمد أحمد	نثر و خواطر .. عذب الكلام ...	5	06-12-2014 02:18 PM
[ موضوع مُتميز ]╝ مــــــن زحـ═ــام الــــحـــيــاة ╠	darҚ MooЙ	ألغاز	19	12-02-2013 09:46 PM
اتــــــــكـــــــلــــــم مــــــن قـــــــلـــــبـــــــك(مع الملكة ريم حصريا)	الملكة ريم	الحياة الأسرية	3	11-21-2009 10:52 AM