فلنبدأ:
1- تَعْرِيفُــ القِصَّةِ القَصِيرَةِ:
تعرفها الكاتبة الأمريكيّة الشهيرة ( كاترين آن بوتر ) بأنها تلك التي تقدم فكرة في المقام الأول ...ثمَّ وجهة نظر..... ومعلومة ما عن الطبيعة البشريةبحس عميق ..... وبأسلوب أدبي مكثف ..
و هي أيضا سرد قصصي قصير نسبيًا يهدف إلى إحداث تأثير
مفرد مهيمن ويمتلك عناصر الدراما. وفي أغلب الأحوال
تركز القصة القصيرة على شخصية واحدة في موقف واحد
في لحظة واحدة. وحتى إذا لم تتحقق هذه الشروط فلا بد أن
تكون الوحدة هي المبدأ الموجه لها. والكثير من القصص
(القصيرة التي تتكون من شخصية واحدة أو مجموعة من الشخصيات)
تقدم في مواجهة خلفية أو وضع، وتنغمس خلال الفعل
الذهني أو الفيزيائي في موقف. وهذا الصراع الدرامي أي
اصطدام قوى متضادة ماثل في قلب الكثير من القصص
القصيرة الممتازة. فالتوتر من العناصر البنائية
للقصة القصيرة كما أن تكامل الانطباع من
سمات تلقيها بالإضافة إلى أنها كثيرًا ما تعبر
عن صوت منفرد لواحد من جماعة مغمورة.
ويذهب بعض الباحثين إلى الزعم بأن القصة القصيرة
قد وجدت طوال التاريخ بأشكال مختلفة؛
تجسدت بأروع صورة في قصص رب العالمين في كتابه الكريم
مثل قصص الملك داوود، وسيدنا يوسف ،
وابراهيم ومحمد عليهم الصلاة والسلام
فكان القران الكريم كثير مايحتوي
على الأسلوب القصصي ..
وكانت الأحدوثة وقصص القدوة الأخلاقية هي أشكال
العصر الوسيط للقصة القصيرة. ولكن الكثير من
الباحثين يعتبرون أن المسألة أكبر من أشكال مختلفة للقصة
القصيرة، فذلك الجنس الأدبي يفترض تحرر الفرد العادي
من ربقة التبعيات القديمة وظهوره كذات فردية مستقلة تعي
حرياتها الباطنة في الشعور والتفكير، ولها خصائصها المميزة
لفرديتها على العكس من الأنماط النموذجية الجاهزة التي لعبت
دور البطولة في السرد القصصي القديم.
ويعتبر ( إدجار ألن بو ) من رواد القصة القصيرة
الحديثة في الغرب . وقد ازدهر هذا اللون
من الأدب،في أرجاء العالم المختلفة، طوال قرن مضى
على أيدي ( موباسان وزولا وتورجنيف
وتشيخوف وهاردي وستيفنسن )، ومئات من فناني
القصة القصيرة. وفي العالم العربي بلغت
القصة القصيرة درجة عالية من النضج على أيدي يوسف
إدريس في مصر، وزكريا تامر
في سوريا ، ومحمد المر في دولة الإمارات.
ومن الممكن تعريفها أيضا بأنها:
في الغالب تدور حول شخص أحدث حدثا بديعا مثيرا مشوقا أو مرعبا فجًّا غليظا مقنعا،
فى مكان ما وزمان ما
، له حاجة يريد أن يحصل عليها ،
وهدف يريد تحقيقه من أجليهما فيحدث حدثا أو يقع بسببه حادثة ،
وبما أن الإنسان مقدر عليه الابتلاء فسيمتحن فى حاجته وصلابة هدفه ،
وعليه لابد أن ينجح ويواصل طريقه ، وهو حتما لا يعيش بمفرده بل فى وسط آخرين وربما لهم نفس الحاجات أو يختلفون ،
فينشأ صراع فيعترضونه ، ويصارعونه ،
ويحاول التغلب عليهم فيزل ويعانى بسبب هذه الزلة ويتعطل هدفه ويصعب عليه حاجته فتتعقد السبل تعقيدا تاما ،
ويحاول قدر جهده التغلب على هذه العقدة ويبذل أقصى ما فى وسعه فلا يستطيع ،
إلا أن يمن عليه الله بانفراجة من عنده ،
فتتيسر أمامه الطرق ويجتهد أيما اجتهاد وينتصر على مصارعيه ويحقق حاجته ولكن يقف له المصارعون بالمرصاد ،
فيمن عليه الله بيسر من تعرف على آخر من بين مصارعيه أو من غيرهم يكتشف حقيقته ويساعده فى بلوغ هدفه ،
وعندها يستطيع أن يقرر رأيا من خلال تجربته ،
ويدلى بحقيقة عامة من خلاصة ما أحدثه وانتصر وتفوق به فتكون النهاية.
القصة القصيرة كلون ادبي له مميزات خاصة كما ان له اسلوب خاص
ينظر له البعض على انه سهل التعامل به ربما لاننا لا نعرف ادواته وطريقة التعامل به فالقصة القصيرة لها ضوابط اكثر صرامة ولها تكثيف
وقتي " زماني " ويجب ان نلتزم باسلوب معين وطريقة سردية مركزة
على فكرة محددة وشخصيات قليلة جدا وربما موقف فقط .
تعتمد على الغوص النفسي او المكاني والموقف الذي تعتمد عليه .
ولقد نشأت القصة القصيرة فى منتصف القرن ال19م فى روسيا على يد (جوجول) ثم انتقلت الى أمريكا فأوروبا ، وكان ازدهارها فى القرن العشرين حينما تعددت اتجاهاتها ، وكثر كتّابها ،واحتفلت بها الدراسات الفنية.. الحديثة.
تعتبر القصة القصيرة أقرب الفنون الأدبية الى روح العصر ، لأنها انتقلت بمهمة القصة الطويلة - أى الرواية - من التعميم الى التخصيص ، فلم تعد تتناول حياة بأكملها بكل ما يحيط بها من ظروف وملابسات مثل الرواية ، وانما اكتفت بتصوير جانب واحد من حياة الفرد أو خلجة واحدة من خلجات النفس تصويرا مكثفا يساير روح العصر فى ايجاز ، بكلمات منتخبة تؤدى الى جلاء حقيقة واحدة ، أو تحديد رأى معين، أو نقل انطباع خاص.
الفرق بين القصة و الرواية في ايجاز:
اذا كانت الرواية - أى القصة الطويلة - تتناول قطاعا طوليا من الحياة، فان القصة القصيرة تتناول قطاعا عرضيا ، واذا كانت الرواية تتوغل فى أبعاد الزمن، فان القصة القصيرة تتوغل فى أبعاد النفس البشرية.
وهي أيضا عمل أدبي يصور حادثة من حوادث الحياة أو عدة حوادث مترابطة، يتعمق القاص في تقصيها والنظر إليها من جوانب متعددة ليكسبها قيمة إنسانية خاصة مع الارتباط بزمانها ومكانها وتسلسل الفكرة فيها وعرض ما يتخللها من صراع مادي أو نفسي وما يكتنفها من مصاعب وعقبات على أن يكون ذلك بطريقة مشوقة تنتهي إلى غاية معينة.
انتهيت من تعريف القصة القصيرة بطرق مختلفة ليسهل فهمها لكن الأساسي
و المهم أن تكون مبنية على مبدأ الوحدة...
2- طُرُقُ كِتَابَةِ القِصَّةِ:
1- فقد يأخذ الكاتب حبكة ثم يجعل الشخصيات ملائمة لها.
2- أو يأخذ شخصية ويختار الأحداث والمواقف التي تنمي تلك الشخصية.
3- أو قد يأخذ جوًا معينًا ويجعل الفعل والأشخاص تعبر عنه أو تجسده.
3- الأُسُسُ البِنَائِيَّةُ لِلْقِصَّةِ القَصِيرَةِ:
انه لما كانت القصة القصيرة تعد من أصعب الأشكال الأدبية ، فان نقّاد هذا الفن الأدبى يحاولون وضع مجموعة من المقومات والمبادئ تشكّل أسسه البنائيةالفنية ، حتى يترسّمها كل من يريد الابداع فى هذا المجال ومنها :
أولا مبدأ الوحدة : وهو أساس جوهرى من أسس بناء القصة القصيرة فنيا ، فالقصة القصيرة يجب أن تشمل فكرة واحدة تعالَج حتى نهايتها المنطقية بهدف واحد ، وطريقة واحدة ...و ان هذا المبدأ هو الأساس الذى يميز كل قصة قصيرة جيدة عن غيرها ، اذ ان طبيعة القصة القصيرة لا تسمح بعناصر مختلفة تدخل فى سياجها ...
ثانيا مبدأ التكثيف : حيث ان القصةالقصيرة هى الفن الأدبى الشديد التكثيف والتركيز و الموضوعية ، و ما دامت القصةالقصيرة تعالج موضوعا واحدا ، أو جزئية من جزئيات حياة شخص ما ، ويتلقى القارئ أثرها ككل ، وفى الحال وبسرعة أيضا ، فان عنصر التركيز يجب أن يكون مقوِّما من مقوماتها الايجابية الخاصة بها .
ثالثا تفاصيل الانشاء : وذلك حرصا على تأكيد مبدأ (الوحدة) أولا...و (التكثيف) ثانيا...فان تحقيقهما يتطلب عناية خاصة فى كل ما يتصل بتفاصيل بنائها وانشائها...وذلك ضمانا للاحكام الفنىّ...وعلى هذا فان التفاصيل يجب أن تكون جزءا فى البناء الكلىّ .
4- كَيْفَ تَكْتُبُ قِصَّةُ قَصِيرَةً؟؟
1- أول مميزات القصة القصيرة هو حجمها ، فهي لا تزيد عادة عن عشرين أو ثلاثين صفحة ، كما قد تصغر إلى أن تكون صفحة أو صفحتين ، وهذا هو الحجم المناسب للنشر في مواقع شبكة (الإنترنت) .او حتى في الكتب...
2- ومع أهمية الحجم ، فإنه ليس الفارق الجوهري ، بل إن أهم عناصر القصة القصيرة هو الفكرة أو الحدث الذي تقوم عليه القصة ،،
وأهم ما يميز الحدث فيها أنه مركز وبسيط ومختصر ، فإذا كانت القصة أو الرواية تشبه الشريط السينمائي في امتداده وتتابع مشاهده ،فإن القصة القصيرة تشبه المنظر الذي تلتقطه آلة التصوير دفعة واحدة ، ومن زاوية واحدة ..
3- لكي يصل الكاتب إلى هذا التركيز والتكثيف الذي تتميز به القصة القصيرة فإنه:
أ- يختار مشهداً معيناً ، أو حادثاً ، أو شخصيّة في موقف أو ما شابه ذلك من جزئيات الحياة اليومية ..
ب- يعطي هذا المشهد شكلاً فنيّاً له بداية ، وعقدة ، ونهاية يصلح التوقف عندها ..
4- شخصيات القصة القصيرة محدودة وقليلة ، هي أحياناً شخصية واحدة أو شخصيتان...
5- الزمان الذي تمتد عليه حوادث القصة القصيرة محدود بيوم أو أيام ، وربما ساعات أو لحظات...
6- والمكان كذلك محدود ؛ لا يتعدى حدود البلد الحي...
7- والحدث الأساسي الوحيد ، أو الشخصية الرئيسية ، هو الذي يقود البناء اللغوي...
8- وإذا استعمل الحوار فإنه:
أ- يكون مختصراً ، يطوي دلالاته ورموزه في أقل قدر من الكلمات ..
ب- ويكشف عن طبائع الشخصيات وسماتها النفسية متضامناً مع الحركة الحسيّة والتحليل النفسي ، والوصف الخارجي ..
9- وتنتهي القصة القصيرة عادة بلحظة التنوير ، وهي التي تمثل ختام الحادث...
10- وبقدر ما يكون الختام طريفاً ومفاجئاً ومرتبطاً بما مضى من القصة تكون روعته وتوفيقه...
11- كما أن استطاعة القارئ أن يعرف نهاية القصة قبل أن ينهي قراءتها يفسدها تماماً ..
5- عَنَاصِرُ القِصَّةِ القَصِيرَةِ:
1- الفكرة والمغزى: وهو الهدف الذي يحاول الكاتب عرضه في القصة، أو هو
الدرس والعبرة التي يريدنا منا تعلُّمه ؛
2- الحــدث: وهو مجموعة الأفعال والوقائع مرتبة ترتيبا سببياً ،
تدور حول موضوع عام، وتصور الشخصية
وتكشف عن صراعها مع الشخصيات الأخرى … وتتحقق
وحدة الحدث عندما يجيب الكاتب على
أربعة أسئلة هي : كيف؟ وأين؟ ومتى؟ ولماذا وقع الحدث ؟ .
ويعرض الكاتب الحدث بوجهة نظر الراوي
الذي يقدم لنا معلومات كلية أو جزئية ، فالراوي
قد يكون كلي العلم ، أو محدودة ، وقد يكون بصيغة الأنا
(السردي). وقد لا يكون في القصة راوٍ ، وإنما يعتمد
الحدث حينئذٍ على حوار الشخصيات والزمان
والمكان وما ينتج عن ذلك من صراع يطور الحدث
ويدفعه إلى الأمام .أو يعتمد على الحديث الداخلي …
3- العقدة أو الحبكة: وهي مجموعة من الحوادث مرتبطة زمنيا ، ومعيار
الحبكة الممتازة هو وحدتها ، ولفهم الحبكة
يمكن للقارئ أن يسأل نفسه الأسئلة التالية : -
*ما الصراع الذي تدور حوله الحبكة ؟ أهو داخلي أم خارجي؟.
*ما أهم الحوادث التي تشكل الحبكة ؟ وهل الحوادث مرتبة؟
على نسق تاريخي أم نفسي؟
* ما التغيرات الحاصلة بين بداية الحبكة ونهايتها ؟
*وهل هي مقنعة أم مفتعلة؟
* هل الحبكة متماسكة؟
* هل يمكن شرح الحبكة بالاعتماد على عناصرهامن عرض وحدث صاعد وأزمة،وحدث نازل وخاتمة؟
4- القصة والشخوص: يختار الكاتب شخوصه من الحياة عادة ،
ويحرص على عرضها واضحة في الأبعاد التالية :
أولا : البعد الجسمي : ويتمثل في صفات الجسم من
طول وقصر وبدانة ونحافة
وذكر أو أنثى وعيوبها ، وسنها .
ثانيا: البعد الاجتماعي: ويتمثل في انتماء الشخصية إلى
طبقة اجتماعية وفي نوع العمل الذي يقوم به وثقافته
ونشاطه وكل ظروفه المؤثرة في حياته ،
ودينه وجنسيته وهواياته .
ثالثا :البعد النفسي : ويكون في الاستعداد والسلوك من
رغبات وآمال وعزيمة وفكر ، ومزاج الشخصية
من انفعال وهدوء وانطواء أو انبساط .
5- القصة والبيئة: تعد البيئة الوسط الطبيعي الذي تجري
ضمنه الأحداث وتتحرك فيه الشخوص
ضمن بيئة مكانية وزمانية تمارس وجودها .
6- الشُّرُوطُ التِي يَجِبُ مُرَاعَاتُهَا عِنْدَ كِتَابَةِ القِصَّةِ القَصِيرَةِ:
(1) الشخصيات: حيث يشترط فى القصة القصيرة اذا ماتعددت فيها الشخصيات لسبب ما أن تكون جميع شخصياتها فى التحام تام ، وتوافق كلىّ، فتبدو كل شخصية كما لو كانت منسوجة فى الأخرى ، حتى تتحقق للأثر وحدته ، ولا تحتاج القصةالقصيرة الى الجرى وراء شخصيات ثانوية ، كما أن الوصف الطويل للشخصية ، قد أصبح زائدا عن اللزوم..
(2) الحوار: وقد تشمل القصة القصيرة (حوارا) قليلا...وقد لاتشمل أى حوار على الاطلاق ، واذا وجد الحوار فانه ينبغى أن يكون عاملا من عوامل الكشف عن أبعادالشخصية ، أو التطور بالحدث ، أو تجلية النفس الغامضة ، أو ايضاح الفكرة المرادالتعبير عنها...
(3) الصراع: حيث يعتبر بمثابة العمود الفقرى فى بعض القصص القصيرة...وقد يكون الصراع (خارجيا): أى يدور خارج الشخصية فى البيئة المحيطة ...وقد يكون الصراع (داخليا): أى يعتمل فى أعماق الشخصية من الداخل ...وهو فى الحالتين لابد أن يكون ذا قيمة ، وغير مفتعل ، حتى يمكن تقبّله ، وليبلغ تأثيره فى النفس...
(4) التشويق: لأنه يجب أن يكون هناك ترقّب وتلهّف من جانب القارئ ...وهو مايجعلهم يشترطون فيها أن يكون التشويق أساس المتعة الفنية فيها...
(5) الصدق : بمعنى أن تكون القصة القصيرة صادقة مع الواقع الذى تقدم اليه ، أي أن تكون كل عناصرها وأجزائها وتفصيلاتها مقنعةعند اختيارها..
7- اتِجَاهَاتُ القِصَةِ فِي المُجْتَمَعِ وَ أَنْمَاطُهَا:
الإتجاهات:
أولا الاتجاه الرومانسي : وذلك فى الثلاثينيات حيث تأثر الكتّاب بالاتجاهات الأدبية الفرنسية وظهرت موضوعات الحب عند يوسف السباعى واحسان عبد القدوس ...ولكن محمد عبد الحليم عبدالله عبر عن مأساة الانسان الريفى الذى يطحنه الفقر....
ثانيا الاتجاه الواقعى : وظهر بعد الحرب العالمية الثانية كرد فعل لحركة المجتمع فى السياسة والاجتماع والاقتصاد ....ورأينا محمود بدوي يكتب عن عمال التراحيل لأول مرة فى الأدب المصرى الحديث....ولكن يعتبر ( يوسف ادريس ) في الستينيات هو أبرز الكتّاب الواقعيين ، حيث جعل القرّاء العاديين يهتمون بمتابعةالقصة القصيرة ، لأنه كتب مالم يبح به زملاؤه ، وكان منطلقه ثوريا تقدميا، ورؤيته الفنية شاملة ، وواكبت قصصه حركة المجتمع وتطورها ، وصدرت له أول مجموعة قصصية عام 1954 بعنوان (أرخص ليالي) وتحدث فيها عن أخطر مشكلة تواجه المجتمع المصري وهى مشكلةتنظيم الأسرة..
الأنماط:
. أذكر بعضها فقط.. للفائدة.. هي الأنماط الأكــثر انتشارا و تداولا..
*المــيثولوجـيا..
هو المــزج بين الأساطير و الزمن المعـاصر..دون التــأثر بما شكلته
لنا الأسـاطير من سحر و جمــال..
أو حتــى التقيد بأزمنتها و أمكنتها.
*التسجيلية..
لا تعني الخــواطر و الوجدانيات..أو الكتابة الإنشائية..
بل هي قصص في إطارها المألوف..
و لكن بإضافات إبداعية جديدة.. تضمن للكاتب
الحرية و الوجدانية معــا..
*السيكولوجــية ..
قصص.. تطمح إلى تصوير الإنســان..
و عكس أفكــاره الداخلية..
تصل إلى المستوى النفسي
للإنسـان.. و تفند مشــاعره و أحاسيسه..و تتحدث
دائمـا عن أشياء خفية في النفس البشرية..
*الفانتــازيا..
أعتبره أشرس أنواع القصة القصيرة..فهو ذو طـابع متمرد..
متميز بالغربة و الضيــاع..
هو أسلوب ثوري..على الأساليب التقليدية...
و خروج غير مألوف عن الـدارج بحيث يطغى
على المـادة... يهدف كاتب هذه النوعية من القصص
إلى إبراز مـدى الفوضى الفكـرية و الحضـارية..
لدي إنسـان هذا العصــر.. و حياته..
فهو يرفض التقيد أو الرضوخ للواقع..
8- بَعْضُ النَّصَائِحِ للنُقَادِ:
1- في البدء يجب قراءة القصة عدة مرات للتعرف الى مضمونها ومحاولة الوقوف على عناصرها وادواتها ولغة الكاتب فيها.
ولا بأس من معرفة خلفية عن الكاتب تشي بمضامين قصصة ومفاهيمه وافكاره التي يعبر عنها في كتابته..
2- لنعود الان الى عنوان القصة من حيث الجدة والتركيب والابتكار والعلاقة بينه وبين مضمون القصة وادواتها من (زمان ومكان وشخصية) واتفاقه مع الجو النفسي العام للقصة ....الخ...
3- تاتي جملة الابتداء في القصة:
واهميتها تاتي بانها تقود القارئ الى الاقبال على القصة او النفور منها وقد تكون دليلا للحكم على اسلوب الكاتب ومنهجة ..
4- الشخصية القصصية:
هل استطاع الكاتب رسم الشخصية بدقة ؟؟ بداية من اختيار الاسم وانسجام هذا الاسم مع صفات الشخصية او مستواها المادي او الاجتماعي او الثقافي وارتباطه بالبيئة او الموروث من عادات وتقاليد.
وماهي وسائل الكاتب في اظهار هذه الشخصية ودرجة اقتناعنا بها وبالفكرة التي تحملها ؟
5- الحدث:
في القصة القصيرة يجب ان يكون هناك حدث رئيسي واحد حتى وان تعددت الاحداث الجزئية
وهذا الحدث يجب ان ننتبه له من حيث الواقعية ومستوى معقوليته وفنية الكاتب في تجسيدة وتصويره ..
6- الزمان والمكان:
فهل الزمان الذي يستغرقة الحدث زمن خارجي او نفسي داخلي ؟ وكيف عبر عنه القاص وهل للمكان دلالة ما في سياق القصة ؟
7- الوحدة:
وحدة الهدف والحدث والانطباع فالفكرة الاساسية من القصة يجب ان تكون واضحة تماما وتستاثر اهتماما القارئ ولا تشتته وتدخله في اجواء القصة من البداية حتى اخر كلمة..
الوحدة عنصر مهم جدا تظهر منه حذاقة القاص وفنيته في كتابة قصة جيدة .
8- اللغة القصصية:
هذا ما يميز كاتب عن اخر،، فلكل كاتب لغة قصصية خاصة به ومفردات وتراكيب يلجأ اليها ..
فاللغة هي وسيلة الكاتب في ايجاد قصة ذات بنية جمالية وفنية تشي بالمضمون وتميز الكاتب في ذات الوقت..
*.....................................*
لنتغاضى عن فكرةالبعض في أن القصة القصيرة هي أصعب من كتابة الرواية بسب ضيق المساحة المعطاة للكاتب ...ومطالبتنا له بأن يضغط أفكاره ومشاعره ...ويرسم شخصياته ... ويقول كلما يريد قوله بأقل عدد من الكلمات
ولنناقش مسائل أخرى مهمة لنا...
بطبيعة الحال لن نتحدث هنا عن عدد الكلمات التي على الكاتب استخدامها ...ولاكيف سيستخدمها ....
ولن نرسم خطوطا يسير عليها كل من يريد كتابة قصة قصيرةمؤثرة......
ولن نضع مقادير ومكونات لمايجب أن تكون عليه القصة القصيرة .. ....
سنقول فقط أن على من يريد أن يكتب قصة أن لايكتب إلا عن مايشعر أنه قادرٌ علىالتعبير عنه بيسر ..و يجيد الكتابة فيه بتمكن ... ويحسُّ أنَّه بصفة خاصة مفتون به بشكل كبير ....
كلمة افتتان هنا مهمَّة ... فهي بعينها الكلمة التي استخدمها عالم النفس الشهير كارل يونج حين قال : ( إن الإفتتان هو المفتاح ... فحين تجد نفسك مفتونا تماما بشيء ما ، فباستطاعتك إذا كنت مسيطرا على المباديء الأساسيةأن تستخدمه في توسيع موهبتك وتجويد ابداعك ...
ولكن انتبهوا هذا الإفتتان لايجب أن يتركَّز على ماهو عادي وواضح ولايحتاج إلى شرح ...بل يجب أن يتركَّز على ماهو غريب ومثير للإهتمام ....
وعلى الكاتب بصورة خاصة ملاحظة أن عليه مهمةتوصيل هذا الإفتتان المثير إلى المتلقِّي الذي سيقرأ القصة... ليجعله يشعر بنفس شعوره حين كتبها . ...
هذا يعني الإستغراق التام في العمل القصصي ...الإندماج فيه ...التمتع بكل تفاصيله .....
وهذا هو بالضبط ماعناه الرسام (روبرت هنري ) حين أبدى ملاحظته تلك حول الإرتباط بين الفنان وعمله ....فهو ينصح تلاميذه بقوله (لكي يكون الفنان ممتعا للآخرين لابد أن يكون في البداية ممتعاً لنفسه ، وأن يكون قادرا على الشعور المكثَّف ، والتأمل العميق...)
.
هذه هي أهم النقاط التي يجب على الكاتب الإرتكاز عليها من أجل كتابة قصة مميزة ومثيرة للإهتمام ....وجديرة بمسمى قصة قصيرة ... البداية ..والحبكة.. والنهاية... والشخصيَّة ... والأسلوب القصصي المكثف الذي يعتمد على الجمل القصيرة واختيار الكلمات المناسبة التي تؤدي المعنى دون تطويل.......
وطبعا الزمن القصصي ....فهو الأهم لدينا .. ..
وهذا يعني أن يكون هناك زمن محدد للحدث أوالموقف ...دقائق...ساعات ...يوم مثلا ...أو ليلة كاملة ....تستطيع أن تجعلها يوما وليلة إن شئت ..لكن ..لاداعي لتمطيط الزمن حتى لاتتحول القصة إلى شيء آخر......
*........................*
أتمنى أن أكون بموضوعي الشامل هذا قد قربتكم من ما تعنيه القصة القصيرة
فلن أقول أنني عالمة أو مميزة...
فلا أحد يولد عالما لكنني تمنيت عند كتابتي لهذا الموضوع أن تعم فائدة كبيرة
و يتمكن من كانوا يجهلون أسس القصة القصيرة كتابتها الآن بدقة...
محترمين ما تمليه أسس الناقد عليهم..
ليتمكنوا من انتاج العمل القصصي الذي سيأسر الألباب ان شاء الله..
الموضوع منقول من عدة مصادر من عدة كتب ومقالات...
فقد ارتأيت فيه أدق التفاصيل لمنع وقوع الأخطاء.....
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه