سقط على الأرض بلا نفس و لا صوت توقف صراخه و هو ملقى على الأرض بإغماء
هزته سورا ليستيقظ لكي لا شيء, لم يتحرك ساكنا
كُسر باب الغرفة و تمكنت شيرويا من الدخول أخيرا و أول ما تلقته عيناه منظر أوكامي فهرعت إليه :
لم تُكلم سورا أبدا بل أخذته على كتفها و خرجت به من النافذة و هناك ركضت من سطح مبنى لآخر
صدرت جلبة خارج القسم شبه المدمر و حركات أقدام و تراكض الى أن دخل احد رجال الإطفاء ليصيح مناديا :
ثم قال لسورا و هو متجه إليها: ـ هيا سنُخرجُك من هنا و ستكونين بخير
أخذها معه الى الساحة حيث الطلاب و مسؤولي المدرسة ,ما إن رأتها آسا حتى ركضت إليها و عانقتها بقوة :
و سورا غائبة عن هذه الدنيا و فكرها معه, ماذا حصل له فجأة!
تجمع أهالي الطلاب فور سماعهم الخبر و وصلت والدة سورا و قد أكل الخوف قلبها لكنها اطمأنت و هي ترى ابنتها بخير , و لكن هناك من لم يطمئن بعد بل انتابته نوبة هلع! ,ذلك كان والد يامي بعد اختفائها المفاجئ و مع ذلك واصل الجميع البحث عسى يجدونها لكنها اختفت...و كان الزلزال الذي ضرب شق الأرض و ابتلعتها معها الى المجهول!!
لقد نفت السلطات المعنية وجود أي مؤشرات لحدوث زلزال لا في منطقة المدرسة أو حتى بالقرب منها و هنا بدأ الأمر يزداد غرابة
كان تسوكي لا يزال في الحديقة حين تلقى إشارة لعبور حدود هيكاري عند ملتقى العوالم فسارع وراء اكاي التي كانت عائدة الى القصر و ناداها
فاستدارت إليه: ـ ماذا هناك؟
سألت بلهفة : ـ و هل سورا معه ؟
ـ لا أظن ذلك فهناك طاقتان و حسب و المؤشرات التي لدي تفيد بان إحدى الطاقتين متضائلة تضائلا كبيرا و لهذا قد يستغرق الأمر حوالي الثمانية عشر ساعة للوصول الى هنا
كان شك اكاي في محله و ذلك الشعور الرهيب الذي اعتراها حيال ذهاب أوكامي لم يخطئ’ علمت جيدا أن القوة الضعيفة ما هي إلا طاقة أوكامي , لم يعرفوا ما حصل و لن يعرفوا إلا بعد ساعات طويلة
وصلت سورا و والدتها الى البيت أخيرا و ما انفكت هوتارو تتفحصها و تسال :
ـ لا تقلقي يا جدتي أنا بخير..
صمتت للحظة و أضافت: ـ و لكن..أوكامي..
الجدة هوتارو بتفاجؤ : ـ و هل رأيت أوكامي ؟؟
ـ نعم ..و لم يكن بخير عندما غادر ...لا يهم سيكون على ما يرام
هكذا إضافتها بلا مبالاة محاولة أن تسيطر على نفسها و ألا تظهر قلقها عليه
سألت هوتارو تستوضح: ـ و هل استعمل تقنية العلاج
ـ و ما شأني أنا دعينا منه
و انسحبت من النقاش لكن هوتارو أعادتها بصرامة و غضب:
ـ عودي الى هنا أنا لم أُنهِ كلامي بعد ..إذا كنتِ حقا لا تهتمين و لستِ قلقة فعليكِ ذلك لان ما حصل معه خطير للغاية!
بعدما جهزت سورا نفسها للنوم و قد ارتدت منامتها قفزت الى السرير ثم أتت هوتارو و جلست على حافته تقابلها ,ابتسمت سورا ابتسامة عريضة :
ـ مثل الأيام الخوالي يا جدتي, قصة قبل النوم
ـ صحيح أنها قصة , لكنها واقع حصل لأوكامي قبل أكثر من سنتين
شيء في داخلها امتن لأنها و أخيرا تفتح صندوق الإسرار الأسود ذاك, و هوتارو تكمل:
ـ إن ما يعانيه "لعنة" يستحيل علاجها أو فكها و هي أساس الماضي الذي بين أوكامي و موراساكي و فتاة تدعى ليريا
ـ لا تتعجلي سأخبرك بكل شيء
ـ و هل لهذا علاقة بالكره المتبادل بين أوكامي و موراساكي؟
ـ بل هو السبب الرئيسي لتلك الضغينة..
قبل حوالي السنتين ـ أريد من هذا القماش , ومن هذا , و هذا أيضا, ستبدو ليريا رائعة في هذه الفساتين
بعدما اشترت هانا كل ما تحتاجه عادت متلهفة الى القصر و جلست هي و هوتارو في غرفتها أين راحت تريها كل تلك الأقمشة الحريرية الزاهية الألوان و التي ستخيط منها فساتين لمخطوبة ابنها المستقبلية
ـ أمي أين كنت بحثت عنك طوال الصباح..أوه مرحبا سينسي !
سارعت لتخبئة كل ذلك خلفها كي لا يراها أوكامي الذي دخل لتوه
ـ ههههه كانت لدي بعض الإعمال ^^"
هنا دخل موراساكي و سحب أوكامي : ـ هيا تعال يكفيك تدخلا في أمور النساء
و غمز لوالدته قبل خروجه و هو يجر شقيقه الأصغر معه
أما هانا فقد كانت سعيدة جدا ,غمرتها فرحة لا توصف تلألأت في عينيها و هي تقلب قطع القماش بين يديها و هي تردد : ـ هذا حتما سيبدو جميلا على ليريا
ثم التفتت الى هوتارو : ـ سأناديها لتجرب الفستان الذي أخبرتك عنه
جُرّ أوكامي جرا الى الحديقة من قبل موراساكي الذي قال:
ـ لم يتبقى الكثير على حفل الخطبة و موعد الزفاف يقترب
ـ مجرد التفكير في ذلك يوترني..!
أحاطه موراساكي بذراعه : ـ اسمع..توقف عن التصرف كالفتيات الصغيرات!
و قبل ان يقوم أوكامي بأي ردة فعل ابتعد عنه و رفع قدمه راكلا إياه على بطنه
ـ أنا شقيقك الأكبر و يجب أن أتزوج قبلك لا العكس!
قفز عليه أوكامي و أوقعه أرضا و تشابكا :
ـ اصبر سيحين وقتك قريبا لماذا أنت مستعجل!
تشابكا و تمرغا على الأرض ثم استلقيا على ظهريهما وسط العشب الأخضر و قد تعالى ضحكهما
رفع كل منهما نظره الى أعلى أين حجب جسد ليريا نور الشمس عنهما
ـــ ماذا تفعلان أنتما الاثنان على الأرض؟!
فوقفا بارتباك و نفضا ثيابهما و قال موراساكي بمكر :
ـــ كنت أعطي هذا الأحمق بعض النصائح
أوهمه بأنه يود لكمه حين رفع قبضته أمام وجهه: ـــ سأقتلك!
ـــ ليريا تعالي, هانا تبحثُ عنكِ و تريد رؤيتك
كانت هذه اكاي و هي تنادي ليريا فودعتهما هذه الأخيرة : ـــ حسنا أراكما لاحقا
شعر كل من أوكامي و موراساكي بذراع تلتف حولهما و تحيطهما ,نظرا الى الشاب الأسمر و الذي لم يكن سوى شينزو,كشّر ابتسامة عريضة و قال:
شينزو: ـــ كيف حال العرسان سمعت بأنك على وشك أن تخطب ليريا
لم يكن يرق أوكامي أي موضوع يتحدث عن الخطبة و الزفاف و عما يخصه هو و ليريا ,أما شينزو و موساراكي فكانا مستمتعين بالسخرية منه و جعله أضحوكة الموسم
شينزو: ـــ أحزر يا موراساكي ما يقوله القرويون
ـــ أوكامي بالبذلة الرسمية هههههههههه خاصة و إن كانت بيضاء ههههه
و لم يستطيعا كبح الضحك, فضحكا حتى سالت دموعهما و انقطع نفسهما
بدا يفقد أعصابه..ضغط على اصابعه بين يديه قائلا: ـ سأريكما
تفرق الاثنان في المكان يركضان و أوكامي وراءهما , اتجه شينزو ناحية القصر في حين اختفى موراساكي بين الحشائش
فوقف و قد اغتاظ : ـــ سأمسككما و عندها سأريكما!
ــ هيا تعالي, متشوقة لأرى الفستان عليك
خرجت ليريا و هي ترتدي فستانا ازرق داكن و طويل له ذيل يتسحب من الخلف, بدت فيه في غاية الجمال ’انسدل الحرير الأصفر على كتفيها و انعكس لون الفستان مع زرقة عينيها ,وقفت عند المرآة ترتب شكلها و تتأمل مظهرها ,حقا كانت جميلة و الفستان يناسبها تماما لكن ملامحها المنعكسة على المرآة تخف بهجتها و تتحول الى حزن مرير,سرعان ما كبسته داخلها و هي تعلن فرحا تمثيليا بابتسامة مصطنعة بعد أن جاءتها هانا من خلفها تُسرح لها خصلاتها برقة
ــ أنت رائعة بهذا الفستان ,هيا استديري لأراك جيدا
ــ شكرا..اممم...خالة هانا,لو سمحتِ, هل استطيع الذهاب الآن فأوكامي طلب رؤيتي اليوم
ارتبكت هانا بشدة: ــ أ..أ,طبعا طبعا يمكنك الذهاب!
و هكذا مضت حيث كانت تخطط لملاقاة أوكامي فقد وعدها بمفاجأة و هي بدورها تحمست
سارت بهدوء و هي تبحث عنه لم تشعر بأحد لكنه كان هناك و سحبها من يدها و دون تشعر وجدت نفسها بينه و بين جذع الشجرة خلفها
ـــ الى أين أنت ذاهبة يا حلوة!
أشاحت بوجهها عنه و فهم هو مغزى ذلك :
ـــ ذاهبة لتقابلي أوكامي صحيح؟..
بدا الشاب ذو الشعر الأبيض متألما ً و هو يلفظ العبارة بيأس :
ـــ متى سينتهي كل هذا, الى متى سنلعب هذه اللعبة
ـــ موراساكي أرجوك ..توقف!
ـــ كيف تردينني أن أتوقف و بعد بضعة أشهر ستكونين له!!
ـــ لا تقلها مرة أخرى...أنا لن أكون لأحد...غيرك
لاحظ كيف لاح الأسى في عينيها ,في نبرتها وفي حركاتها و هي تضمه إليها لافة ذراعيها حول جذعه و مسندة رأسها على صدره
لم يملك سوى أن يبادلها العناق و هو يمسح على شعرها الحريري
هنا باعدت عنه و رمقته بتعجب و دهشة: ـــ نهرب و لكن هل جننت؟!!
ـــ نعم جُننت,انه الحل سنهرب من هيكاري و نعيش في احد القرى البعيدة و...
ـــ مهلا لحظة ألا تعلم خطورة ما تفكر فيه, نهرب هكذا و حسب نترك كل شيء وراءنا
ـــ أنت ستكونين معي و لا يهمني شيء آخر ...هيا فكري في الأمر..
ـــ ...حسنا سيغضب والداي ,والداك و سيصدم أوكامي قليلا , و لكنهم جميعا سيقدرون وضعنا في النهاية
ـــ ليريا ,أنا أحبكِ , و إذا تزوجتِ أوكامي فحياتي ستنتهي حتما!
لم تجد حلا أمامها, أصغت لكلامه و أعطت لنفسها فرصة للتفكير فوجدت ما قاله مقنعا
ارتاح و هي تطرح هذا السؤال:
ـ الليلة, منتصف الليل قابليني عند البوابة الرئيسية, احضري حاجياتك و أنا سأتكفل بالباقي
نظرت إليه مطولا ثم عاودت عناقه: ـ أنا احبك
و بينما هما في جو من الغزل و الغنج لم يشعرا بالعيون التي كانت تراقبهما عن كثب
نعم هذه هي الحقيقة الكاملة ..هذا ما كان يجعل ليريا حزينة, كيف تتزوج بشخصٍ لا تحبه أصلا و الأصعب من ذلك أنها تهيم بشقيقه الأكبر عشقا
و هو الآخر شريك في الجريمة حين سمح لنفسه أن يَتغنج بفتاة ليست من حقه
لكنه وقف في وجه القدر و تصدى له معارضا , فترى كيف سيرد عليه قدره هل سيحقق له مبتغاه أم انه يخطط لشيء آخر