|
قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
ليلة سوداء ملاحظة ما سيقرا الان منقول. . إنها ليلة سوداء بحق .. ليلة لا تصدق .. لازال ذهني مشتتاً .. ولا زلت عاجزا عن تصديق ما حدث !! .. ربما .. ربما يجب أن أحدثكم عن نفسي أولا .. فأنا شاب يتيم لا أملك شيئا في هذا العالم إطلاقا !! ؟؟ بل لا أملك حتى الشهادة أو الوظيفة التي تؤمن لي معيشة طيبة .. ومع صحبة السوء بدأت أدخل عالم السرقات ..فأصبحت منعزلا تماما عن العالم .. أنام طوال فترة النهار .. وفي وقت متأخر من الليل أكسر نوافذ السيارات لأسرق كل ما يوجد فيها من هواتف نقالة أو نقود أو أجهزة الكمبيوتر المحمول .. أو حتى العملات المعدنية التي يضعها غير المدخنين عادة في مطفأة التدخين !! كنت أسرق من مختلف المناطق حتى تصعب عملية البحث عني من قبل رجال المباحث .. فأحيانا أكون في منطقة ( الجهراء ) وأحيانا أخرى في منطقة ( الجابرية ) البعيدة كل البعد .. وهكذا .. حتى جمعت ما يقارب العشرة آلاف دينار في سنوات قليلة دون أن يقبض علي رجال المباحث !!.. لقد كنت أنوي ممارسة ما يطلق عليه اسم ( غسيل الأموال ) ولكن على نطاق ضيق بالطبع وأن يكون هذا خارج الكويت .. وغسيل الأموال – إن كنت لا تعلم – هو استغلال اموال يحصل عليها الإنسان بطريقة غير قانونية لعمل مشروع تجاري قانوني * كانت الأمور تسير على أفضل وجه قبل أن تحدث الكارثة !!.. ففي ذات يوم كنت في أحد مطاعم الوجبات السريعة في منطقة السالمية عندما وقعت عيناي على محفظة رجل كان يخرج منها بعض المال ليدفع فاتورة طعامه .. كنت المحفظة مكتظة .. مليئة بالأوراق المالية .. كنت واثقا أنها تحوي مالا يقل عن 400 دينار وربما أكثر .. ووجدت نفسي مفتونا مسحورا اتبع ذلك الرجل إلى خارج المطعم .. تبعته سيرا على الأقدام وهو يبحث عن سيارته في موقف السيارات .. وفجأة .. وجدت نفسي أهجم على الرجل بمطواة صغيرة احملها معي دائما لفتح ابواب السيارات .. ورحت أهدده بكلمات مخيفة واضعا المطواة بالقرب من رقبته ورائحة الخطورة تفوح من كلماتي .. ولكن الرجل كان قويا شجاعا بحق .. إذ لم يفاجئ بهذا الهجوم .. بل بالمقابل أمسك بيدي الممسكة بالمطواة ولفها خلف ظهري قبل أن يأخذها مني ويدفعني بقوة .. هنا جن جنوني .. فهجمت على الرجل مرة أخرى ورحنا نتبادل الضرب من قبل أن أنتزع منه المطواة .. و .. و .. أدخلتها في معدته .. إنها تلك اللحظات التي تتشاجر فيها ثم تفكر بفداحة ما فعلت .. تحولت لحظات الشجار في ثانية واحدة إلى رجل ممدد على الأرض تنزف معدته بغزارة .. وبالطبع لا بد أن يراني أحدهم بعد كل هذا .. فقد كان هناك مجموعة من الأولاد المشاكسين الذين شاهدوا ما حدث .. فقاموا بالصراخ لجذب انتباه المارة .. و .. من دون تفكير أطلقت ساقي للريح .. جريت كما لم اجري من قبل .. والهلع يسيطر تماما على عقلي ..المصيبة أن هؤلاء المراهقين رأوا وجهي جيدا .. بل أن بعضهم تحمس لمطاردتي .. فرحت أركض متجها إلى العمارات السكنية التي تكتظ بها منطقة السالمية حيث أستطيع الاختباء هناك ..وظللت أدخل من حي إلى آخر إلى أن تمكنت أخيرا من الهرب لأصل بعدها إلى شارع عمّان الشهير حيث شقتي القديمة المتهالكة والرعب يسيطر على كل ذرة من كياني .. جلست ساعات طويلة في شقتي وجسدي يرتجف بقوة .. يجب أن افكر بعواقب ما فعلت ..لقد طعنت رجلا .. ربما سيموت .. على الأرجح سيموت .. فقد كان ينزف بغزارة ..يا للهول لم أرى في حياتي كل هذه الدماء .. لقد كان هذا مخيفا .. ثم .. ثم العشرات من الناس قد رأوني ورأوا ملامحي جيدا .. اللعنة .. أنني لفي مأزق رهيب .. آه .. لقد نسيت المحفظة .. لقد سرقت محفظة ذلك الرجل لحسن الحظ .. من المستحيل أن أفعل كل ما فعلت دون أن أسرق المحفظة .. أخرجتها من جيبي بلهفة .. وكما توقعت تماما .. كانت تحوي 450 دينار .. مصروف شهرين – أو ربما أكثر – في جيبي الآن .. جلست ليلتها أفكر بما يجب فعله .. قبل أن أصل إلى حل منطقي جدا .. الهروب من البلد .. إنني أخطط منذ مدة طويلة أن أعيش في إحدى دول الخليج .. ربما ( دبي ) حيث تذوب فيها جميع الجنسيات .. أو ربما ( سلطنة عمان ) حيث أستطيع هناك أن أبدأ تجارة صغيرة دون أن ألفت أنتباه أحد .. ولكن مهلا كيف سأخرج من هذا البلد ؟.. لا شك أن رجال الشرطة الآن يعرفون ملامحي .. لن يكون الخروج سهلا على الإطلاق .. ثم أن ذهابي لدول الخليج لن يكون هروبا حقيقيا .. فقد تسلمني السلطان هناك للسلطات الكويتية في حال كشف أمري .. ظللت أفكر وأفكر ثم تذكرت أمرا هاما .. لدي صديق يعرف العديد من المزورين والنصابين .. ربما لو عرضت عليه مشكلتي .. قد يتمكن من إيجاد حل .. راقت لي الفكرة .. فخرجت مسرعا متجها إلى أحد البقالات كي اتصل بصديقي .. لم أشأ استخدام هاتفي النقال .. فقد اصبت بجنون البارانويا .. أخشى أن يتعقب رجال الشرطة هاتفي .. اتصلت بذلك الصديق من هاتف البقال ورجوته أن يأتي مسرعا لألتقي به في مكان بعيد عن شقتي .. وفي اقل من ساعة كان ذلك الصديق معي .. اخبرته بكل ما حدث .. وتوسلت إليه أن ينقذني وانها ستكون المرة الأخيرة التي يراني فيها إذا ما تمكن من إخراجي من البلد .. و .. لحظات قليلة من التفكير قبل ان يقول : - هناك رجل من جنسية عربية يشتهر بدقته في تزوير الجوازات ..سيستخرج لك جواز سفر مزور لتتمكن من مغادرة البلد .. طبعا لا بد أن تغير شكلك قليلا .. احلق شعرك على سبيل المثال .. او ارتد نظارة .. سكت قليلا كأنه يفكر بجدوى ما يقوله لي .. فاستطرد بعدها بحماس وقد راقت له الفكرة . - نعم .. تغيرات بسيطة في مظهرك مع جواز سفر مزور تحمل فيه اسما مختلفا .. لا أعتقد بعدها أن أحدا سينتبه إليك .. ولو كشف رجال الشرطة أمرك فسيكون هذا بعد فترة طويلة تكون فيها قد ابتعدت تماما ولن يستطيعوا ملاحقتك . نظرت غليه طويلا وأنا أفكر .. همممم .. إنها فكرة لا بأس بها على الإطلاق .. أنا أملك حاليا عشرة آلاف دينار .. وأستطيع أن أبدا حياة جديدة خارج الكويت .. ربما ساضطر للعمل لمدة سنة تقريبا كي أجمع المزيد من المال كي ابدا بمشروع تجاري صغير يؤمن لي مستقبلا جيدا .. وافتت دون تردد .. وقد أخبرني صديقي ان هذا المزور سيطلب 300 دينار نظير خدماته ..إنه مبلغ رائع بكل المقاييس ؟؟ ولم اكن لأرفض .. لا بأس .. لا بأس على الإطلاق .. أخذت بعدها عنوان ذلك المزور الذي يطلق عليه ( أبو كسّاب ) .. ثم ذهبت على شقتي أولا لأجمع أغراضي .. وبالطبع لم أنسى أن أحلق شعري كله بماكينة الحلاقة .. حتى بدوت كـ الممثل المشهور ( كوجاك ) .. واشتريت بعدها نظارة تخفي بعض ملامحي .. إنني أبدوا مختلفا نوعا ما .. فعلا .. حلاقة الشعر تغير الكثير من ملامح الانسان ... حسنا .. هذا رائع .. ثم .. لا يوجد لدي الكثير لأحمله ..كل ما يهمني وضعته في حقيبة صغيرة .. لقد عرفت من صديقي أن ذلك المزور سيصنع لي جواز سفر في ظرف ثلاث ساعات .. وإنني ساسافر بحرا إلى إيران في الصباح الباكر .. ومن هناك سأتجه إلى ( دبي ) .. أو إلى أي دولة خليجية أخرى حيث سأستقر فترة من الزمن قبل الهرب من مكان آخر لم أحدده بعد .. لن تكون هناك خطورة طالما أني سأكون في ( دبي ) بجواز سفر يجعل أختي مختلفا .. خرجت من شقتي في الواحدة فجرا محاولا أن أبدو طبيعيا .. كان التوتر يأكلني من الداخل .. يجب أن أذهب على المدعو ( أبو كساب ) بأسرع وقت ممكن .. إنه يسهر عادة حتى ساعة متأخرة .. هذا ما عرفته من صديقي .. ولم أنسى أن أتصفح جريدة الغد .. تلك الجريدة التي كانت قد طبعت بالفعل وتم عرضها للبيع في البقالات التي تسهر حتى الفجر .. تصفحت الجريدة بقلق لتتجمد الدماء في عروقي .. هناك خبر صغير عن طعن رجل ووفاته أثناء نقله على المستشفى .. يقول الخبر أن عدد كبير من الشهود قد شاهدوا الجاني – الذي هو أنا بالطبع – وأدلوا بأوصافه لرجال الشرطة ..وجار البحث عني .. يا للهول ( ابو كسّاب ) أنقذني أرجوك .. ( ابو كسّاب ) أنقذني أرجوك .. كنت أردد تلك الجملة طوال الوقت كـ المجنون وأنا متجه إلى شقة ذلك الرجل .. لم أعد أستطيع السيطرة على أعصابي .. كنت أرتجف بقوة وبشكل يوحي كانني مصاب بالحمى ..لم استغل سيارة أجرة للوصول على شقة ( ابو كسّاب ) .. كنت أخشى الجميع .. اخشى كل شي ... فاضطررت أن أمشي أكثر من ساعتين كي أصل على شقته في منطقة ( النقرة ) حتى بلغ مني الارهاق مبلغا وصلت على شقة الرجل التي تقع في عمارة سكنية قديمة في الثالثة فجرا تقريبا .. و ... سمعت صوتا غريبا عند وصولي على باب شقته .. همهمة ؟؟ .. لا اعلم .. ترددت كثيرا قبل أن أطرق الباب .. ولكن .. عندما تذكرت المصيبة التي أواجهها .. اتخذت قراري .. طرقت الباب بأصابع مرتجفة .. لحظات قبل أن يفتح الباب شابا في العشرينات من العمر ويشير على بالدخول دون أن يسالني عن هويتي .. دخلت الشقة مستغربا .. وإذا بأمر آخر بمنتهى الغرابة .. شابين آخرين .. وامرأة عجوز .. جميعهم مستيقظين صامتين تماما ينظرون على بنظرات خاوية .. قبل أن أتنحنح بحرج قائلا : -أعتذر عن هذه الزيارة المتأخرة .. ولكن الأمر لا يحتمل التأخير .. هل .. هل أستطيع أن أقابل ( أبو كسّاب ) من فضلكم ؟ لحظات من الصمت قبل أن يرد علي احد الشبان الثلاثة : -هل أنت صديقه ؟ أجبتهم بحرج : -في الواقع .. لا .. لكنني أريده بأمر هام جدا .. خدمة لا تستطيع الانتظار حتى الغد .. نظرت إلي السيدة العجوز قبل ان تلقي بمفاجأة مدوية هي أقرب إلى قنبلة تفجرت بعقلي وقلبي وكل أنحاء جسدي .. عندما قالت بأسى : -لقد تأخرت يا أستاذ .. ( أبو كسّاب ) أعطاك عمره .. لقد توفاه الله مساء أمس .. طعنه شاب في بطنه بمطواه في ( السالمية ).. لم استمع إلى الباقي .. بل صعقت .. صعقت .. صعقت .. صعقت .. لا أعرف كم يجب علي ترديد هذه الكلمة حتى أعبر عن مدى الصدمة التي شعرت بها .. إن الرجل الذي طعنه في الأمس هو ( أبو كسّاب ) نفسه .. يا للهول ..نظرت نظرة شاردة مجنونة في أرجاء الشقة قبل أن أجد صورته معلقة على الحائط .. إنه هو الذي قتلته بالفعل .. لا أذكر كيف خرجت من الشقة .. لا أذكر أنني ودعتهم .. بل خرجت شاردا ضائعا أهيم في الشوارع والشعور بالضياع يسيطر علي ويقتلني قتلا .. لقد أصبحت عملية القبض علي مسالة وقت .. ومن بعيد رأيت مخفر شرطة ( النقرة ) فوقفت أنظر إليه مشدوها .. هل أسلم نفسي على رجال الشرطة ؟؟ .. لا أعلم اشعر بالضياع .. لا يمكن أن يكون هناك حظ سيئ أكثر من هذا .. أن تقتل رجلا ويتضح أنه هو تحديدا من ستحتاج إلى مساعدته فيما بعد .. هذا لا يصدق .. لا يصدق .. عدت إلى شقتي مهزوما منكسرا وفي أسوأ حالاتي المعنوية ..والخواطر تلتهمني التهاما .. لا زلت أفكر .. وأفكر .. إن كان يجب علي تسليم نفسي أو لا .. لا زلت عاجزا عن اتخاذ القرار .. __________________
__________________ |
#2
| ||
| ||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك عزيزتي ؟ عساكي بخير قصة جميلة وإختيارك لنقلها كان أجمل لاشك أن الضمير المستيقظ يكون كالسوط على صاحبه وهنا شعرنا أن تأنيب الضمير لازم هذا الشاب بشده حين أدرك أن من أحتاج اليه هو نفسه من باغته بطعنة غادرة.. تحياتي لكي واشكرك على القصه المعبره فأسوأ ماقد يحصل للمرء أن تكون حياته عبارة عن دوامات من الندم..كم هذا مثير للشفقة دمتي كما تحبين عزيزتي وفي أمان الله |
#3
| |||||||||||||||||
| |||||||||||||||||
__________________
|
#4
| ||
| ||
حجز ضخم
|
#5
| ||
| ||
واو واو واووووووووو القصة كتير حلوة بتجنن كتير وكمان فيها حكمة كتير كبيرة والله حلوة القصة وكتير يسلمو على تعبك الرائع ومجهودك المذهل تابعي تئلقك على اكمل الوجه مع تحياتي
__________________ للصداقة اكبر عنوان |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صفحات بيضاء و ........سوداء | SaRay | مدونات الأعضاء | 283 | 11-01-2015 12:51 AM |
صور ورود سوداء | nene... | موسوعة الصور | 25 | 12-07-2012 12:05 AM |
قطه سوداء............................... تتكلم | ورده التفاؤل | قصص قصيرة | 3 | 09-07-2010 12:13 AM |
هل تمتلك قائمه سوداء؟؟ | زهرة اللافندر | حوارات و نقاشات جاده | 18 | 10-29-2009 03:45 AM |
بعثرة..سوداء..أو (هذيان) | حسناء.. | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 16 | 11-05-2006 08:04 AM |