07-15-2014, 06:25 PM
|
|
اسطورة هايدي جولة وتصوير إبراهيم بكري
(هايدي) الجميلة أسطورة الأفلام الكرتونية يعد اليوم كوخها الخشبي في أحضان جبال الألب وسط المراعي الخضراء قبلة لعشاق السياحة، بمتحف يلمع ذهباً يحاكي تفاصيل حياة هايدي، ويجبر أية أسرة تصطحب أطفالها بقضاء إجازاتها بسويسرا على زيارته. فلنحلق سوياً اليوم فوق هايدي القرية التي تستهدف الأطفال بما يحبونه، إستراتيجيتها تعتمد على الإغراء لكل فئة سنية. وها هي سويسرا تقدم الأنموذج الأمثل في مخاطبة عقول الأطفال خاصة أنه في العديد من الأحوال تجد الطفل صاحب القرار في البرنامج السياحي لأنه يحتاج أن يقضي فترة طويلة من برنامجه متنقلاً ما بين ملاهي الألعاب والحدائق والشاطئ وحديقة الحيوان والتسوق. من أجل هذا فالطفل هو العملة الصعبة للسياحة الأسرية.
رحلة المتعة
تشير الساعة الثامنة صباحاً وفقاً لتوقيت (زيورخ) وطفلتي وسن أول المستيقظين من الصباح الباكر والبسمة ترتسم على محياها وهي تغني (هايدي الجميلة.. هايدي الجميلة). أما أنا فلا زلت أغوص في مواقع الإنترنت بحثاً عن موقع (كوخ هايدي)، من موقع لآخر أتنقل بحثاً عن الخريطة ونصائح الزوار، وبعد جولة مأكوكية في الشبكة العنكبوتية وجدت خريطة تفصيلية وإحداثيات الموقع والمسافة ما بين الفندق الذي أسكن فيه والكوخ، تقدر من زيورخ على الخط السريع A3 للقرية 101 كيلو، وأحتاج من الزمن ساعة واحدة فقط حتى أصل لموقع كوخ هايدي في قرية (ماينفيلد).
جمعنا أمتعتنا وحاسبنا الفندق متجهين لوجهة جديدة، فركبنا السيارة وحان البحث عن أقرب محطة بنزين وجدتها على بعد 5كلم، وقد أصابني مؤشر الأسعار بالدهشة بسبب ارتفاع أسعار الوقود في هذا الصباح بشكل غريب فسعر اللتر (6 ريالات سعودية)، لكنني مجبر فدفعت 315 ريالاً سعودياً لمحطة البنزين، وبالقرب من المحطة (سوبر ماركت) تبضعت منها لأجل الطريق، خاصة أن الطرق هناك ممتعة، في ظل قوانين حازمة، فعلى يمينك مراعي خضراء ساحرة ومياه الأودية تخترقها وعلى ضفافها الأبقار والماشية ترعى من حشائش الطبيعة، وعلى يسارك جبال شامخة تطغى عليها الخضرة ومياه الشلالات تتدفق بقوة لترتطم بالصخور حينها تسمع صوت الطبيعة الجميل، صوت يسرح بك في عظمة وقدرة الخالق.
مرت ساعة من الزمن واقتربنا من أقرب قرية من الكوخ، شوارع ضيقة على جنباتها مطاعم صغيرة تعج بالزبائن، ورائحة شواء لحم الأبقار تعطر المكان، وعصير التوت بلونه الأحمر يشد الانتباه، والطاولات الخشبية متعانقة جوار بعضها البعض دون فواصل وحولها كراسي من الخشب يجلس عليها العشرات في حراك منح القرية الصغيرة الحيوية.
الطريق إلى الكوخ
سألت أحد المارة عن الطريق إلى كوخ (هايدي)، رفع يده اليمني وأشار بسبابته إلى طريق ضيقة تخترق المنازل لا يتسع إلا لسيارة واحدة وعلى رحابه سياح يمشون على أقدامهم يجاهدون لصعود الجبل، الطريق متعرج وضيق يحتاج لحذر، والسير بسرعة بطيئة مع ترقب لوحات خشبية صغيرة معلقة في جانب الطريق تشير إلى موقع الكوخ، وكلما صعدنا لأعلى الجبل زادت الرحلة متعة وجمالاً في الطريق .
بعد الوصول الى القرية يستوجب عليك النزول من السيارة وإكمال السير على الأقدام لمدة 10 دقائق تقريباً، الطريق المؤدية للبيت ضيق لكنه في قمة الجمال وفور وصولك تجد أجراساً تتدلى من أعناق الماعز في استقبالك. ويحتوي متحف هايدي على غرفة الجد ذي الشخصية القوية وبيتر وهايدي في غرفة المعيشة والمطبخ والأواني الخشبية بداخلها الجبن والزبدة وملابسها ومجسمات لشخصيات المسلسل، واخيراً كرسي كلير المشلولة وبجانبه المزلاج وكل محتويات المتحف تجبرك على تذكر أحداث مسلسل هايدي.
قصة أسطورة الألب مازالت خالدة
هايدي الفتاة الجميلة أسطورة خلدتها أفلام الكارتون وجميعنا قضى من طفولته لحظات لا تنسى وهو يترقب طلتها.. وهايدي فتاة يتيمة فقدت أبويها عندما بلغت عامها الأول لتتولى عمتها تربيتها ورعايتها، وعندما أصبح عمرها خمس سنوات ظروف عمل عمتها أجبرتها على اصطحابها إلى جبال الألب بسويسرا لتعيش مع جدها المُلقب بشيخ الجبل. وفور وصول هايدي إلى تلك الجبال الشاهقة والمراعي الخضراء شعرت بالراحة والسعادة لتبدأ حياةً جديدة مع جدها. وفي الحقيقة أحبت هايدي العيش في جبال الألب منذ اللحظة الأولى، لجمالها الساحر وبساطة الناس الذين يعيشون حولها، حياة القرية كانت لها أفضل من صخب المدينة وزادت سعادة برعاية خاصة من جدها وجدتها وبيتر.
فقد كانت هايدي مصدر سعادة وفرح للجميع حتى أتى ذلك اليوم الذي غادرت فيه هايدي إلى فرانكفورت، فقد كان ذلك رغماً عنها أو بالأحرى قامت عمتها بخداعها حتى تذهب إلى تلك المدينة.. وعندما وصلت هايدي إلى فرانكفورت التقت بكلارا الفتاة الثرية المعاقة لتصبح صديقتها وتمنحها هايدي العطف والاهتمام.
الحياة في فرانكفورت لم تكن تعجب هايدي، لما فيها من تكلف واصطناع، فهي لم تعتد عليها ولا تستطيع العيش إلا في جبال الألب حيث الطبيعة والحياة الريفية الهادئة المليئة بالسعادة والبساطة.. فهي لم تتكيف مع حياتها الجديدة، فبعد فترة من بقائها في فرانكفورت عادت إلى جبال الألب لكنها بالطبع أحبت كلارا وأصبحت صديقة مقربة لها، فهايدي هي التي ساعدتها على الشفاء من مرضها وكان ذلك عندما أتت كلارا في زيارة لجبال الألب، ويقع بيت هادي كما تخيلته الكاتبة في أجمل مناطق سويسرا.
قصة خرافية
(هايدي) قصة خرافية كتبتها الكاتبة جوهانا سبيري عام 1880م وقتها ولدت أشهر كتب الأطفال العالمية بعنوان: (هايدي فتاة الجبال).
صدرت النسخة الأولى في ألمانيا وبعد سنة واحدة فقط، في عام 1881 تم إصدار الكتاب الثاني (هايدي كبرت)، حيث أصبحت هايدي شخصية ترمز إلى سويسرا، وفي عام 2001م بعد مرور 100 عام على رحيل الكاتبة الكبيرة جوهانا سبيري أصدرت سويسرا عملة نقدية تحمل صورتها، تكريماً لها على ما قدمته لسويسرا من روائع الطفولة العالمية (هايدي).
ولقد تمت ترجمة قصة هايدي إلى 50 لغة عالمية وتبنت السينما العالمية (القصة الجميلة) فظهر ما يزيد عن 12 فيلماً كما أنها ظهرت على شكل مسلسل كرتوني تم إنجازه في اليابان عام 1974م فتحولت هايدي الصغيرة إلى شخصية محبوبة من طرف كل أطفال العالم. |
|