عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree10Likes
  • 4 Post By DJIHENE
  • 4 Post By DJIHENE
  • 1 Post By Magane dream
  • 1 Post By Star Brighten
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-18-2014, 04:45 PM
 
أكل مَآل اليتيم ~






















-
في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(( اجتنبوا السبع الموبقات )) . قالوا : يا رسول الله وما هُنَّ ؟
قال (( الشرك بالله ، والسحرُ وقتلُ النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكلُ مال اليتيم ، وأكلُ الربا ، والتولي يوم الزحف وقذفُ المحصناتِ الغافلاتِ المؤمنات ))(1) وطبعا انا لإختياري في المسابقة عن الكبيرة الخامسة " أكمل مال اليتيم " سيتم الآن عرض كل المعلومات عنه .



جاء في لسان العرب لابن منظور :

أن اليتيم في الناس من فقد أباه وأن اليتيم في الحيوانات ، والطيور من فقد أمه .

وهذه لطيفه لغوية دقيقة لها مغزى قَلَّ من ينتبه إليها .

وأصل اليُتم في اللغة هو الغفلة وبه سمي اليتيم يتيماً لأنه يُتغَافل عن بره بعد موت أبيه .

وأصله أيضاً الانفراد فكل شيء مفرد بغير نظيره فهو يتيم كما يقال درة يتيمة
أي منفردة.






لقد أولى القرآن الكريم عناية كبيرة باليتيم من الناحية النفسية والتربوية ، ومن الناحية المادية على السواء .

مراعاة لظروفه النفسية بعد فقده لأبيه إذ قد يصيبه شيء من الذل والوحشة لا سيما إن كان أبوه ممن امتثل قول الله عز وجل وعلا :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [التحريم:6]

ولقد ظهرت هذه العناية الكريمة باليتيم منذ الفترة الأولى لتنزل الوحي على قلب حبيبه الذي ولد يتيما فكان يُتْمُهُ تشريفاً لكل يتيم

فهو اليتيم الذي أعاد البسمة والسعادة لليتامى على ظهر الأرض وها هو ربنا جل وعلا يمتنُّ على حبيبه المصطفى بهذه النعمة والمنة فيقول :

{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى{6} وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى{7} وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى } [الضحى : 6-8]

أي ولدت يتيما فآواك الله .

وأحاطك بعنايته وحفظه وفضله .

وكنت فقيرا فأغنى الله نفسك بالقناعة والرضي ، ثم أفاض عليك الرزق الطيب الحلال ، وكنت تائها تبحث عن الطريق في بيئة جاحدة ونفوس شاردة ، وهاجرة محرقة فهداك الله وطمأن قلبك وشرح صدرك ، ورفع ذكرك ، ووضع وزرك .

ومن ثم بعد كل هذه النعم والمنن ، وبعد كل هذا الفضل والفيض يأتيه التوجيه الرباني الكريم :

{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ{9} وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ{10} وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}

[الضحى : 9-11]

ومن هذا المنطلق الكريم بالاهتمام بأمر اليتيم .

يأمر الله عز وجل بالمحافظة على أموال اليتامى ، وعدم تبديدها ، أو تبديلها بالخبيث أو المتاجرة بها فيما حرم الله عز وجل ، فإن هذه الأموال أمانة عند ولي اليتامى سيسأل عنها بين يدي الله جل وعلا . فيقول سبحانه :

{وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً } [النساء:2]

ويقول سبحانه : {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [الأنعام:152]ٍ

وأوجب الله على ولي اليتامى أيضا : ألا يُسْرِف في الإنفاق منها وحذره من المبادرة والإسراع إلى أكلها قبل أن يكبر أصحابها من اليتامى ليأخذوها فإن هذا من أعظم الذنوب والآثام .

وأوجب الله تعالى على ولي اليتامى إن كان غنيا أن يستعفف عن الأكل من أموال اليتامى وإن كان فقيرا فله أن يأكل بالمعروف من غير إسراف ، ولا تبذير وفي أضيق الحدود .

وأوجب الله على ولي اليتامى أيضا أن يرد أموال اليتامى إليهم إذا بلغوا النكاح ، أو مرحلة الرشد والنضج ، وأصبحوا قادرين على تصريف أمورهم وتدبير شئونهم والمحافظة على أموالهم .

وأمره أن يُشْهِدَ عند دفع هذا المال إبراء للذمة ودرأ للشبهة .

ورأى الشافعية والمالكية أن الأمر هنا للوجوب ورأى الحنفية أن الإشهاد مندوب وليس بواجب .

فقال سبحانه : {وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً } [النساء:6]

ومن الآيات القرآنية التي تؤكد وتُرَسَّخ هذه المعاني قول الله عز وجل : {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً } [الإسراء:34]

ويقول عز وجل : {وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً } [النساء:2]

ويقول عز وجل : {وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً } [النساء:6]

ويا لها من خاتمة جليلة { وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً } .

فالله هو الرقيب عليكم الشهيد على أعمالكم ، وأقوالكم وأحوالكم يحاسبكم على ما أظهرتم وما أسررتم في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون .

وصدق الله إذ يقول :

{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } [الأنبياء:47]

ومن بين هذه الآيات القرآنية الكريمة هذه الآية التي تكرم اليتامى أعظم تكريم حيث يربط الله جل وعلا أمر الإحسان إليهم بعد الأمر بتوحيده وعبادته عز وجل . فيقول سبحانه :

{وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً } [النساء:36]

ومع أن كل هذه الآيات السابقة تشتمل على اليتيم واليتيمة إلا أن الله جل وعلا قد خص اليتيمة أيضا بهاتين الآيتين زيادة في تأكيد حقها وتوضيحه فيقول سبحانه :

{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ} النساء3

يقول سبحانه :

{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً}النساء127

وفي صحيح البخاري ومسلم وغيرهما أن عروة بن الأنا قليل الأدب وماتربيتير رضي الله عنه سأل عائشة رضي الله عنها عن الآية الأولى { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ}النساء3

فقالت عائشة رضي الله عنها : يا بن أختي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله ويعجبه مالها وجمالها فيريد ولُّيها أن يتزوجها بغير أن يُقسطَ في صَداقِها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره .

فنُهوا أن ينكوحوهن إلا أن يقسطوا لهن ويبلغوا لهن أعلى سُنَّتهنَّ في الصداق ، وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن .

قال عروة : قالت عائشة : وإن الناس استفتوا رسول الله بعد هذه الآية ، فأنزل الله (1) : {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً } [النساء:127]

وفي صحيح البخاري ، ومسلم وغيرهما أن عروة بن الأنا قليل الأدب وماتربيتير سأل عائشة رضي الله عنها عن قوله تعالى : { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى ..... الآية} [النساء:3]

فقالت يا بن أختي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها فيرغب في جمالها ومالها ويريد أن ينتقص صداقها فنهوا عن نكاحهن إلا أن يقسطوا لهن في إكمال الصداق ، وأمروا بنكاح من سواهن ([1]).

قاتلت عائشة فاستفتى الناس رسول الله بعد ذلك فأنزل الله تعالى : {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء ... الآية}

فبين الله لهم أن اليتيمة إذا كانت ذات جمال ومال ورغبوا في نكاحها ، ولم يُلحقوها بسُنَّها في إكمال الصداق .

وإذا كانت مرغوبا عنها لقلة المال والجمال تركوها والتمسوا غيرها من النساء .

وقالت عائشة فكما يتركونها حين يرغبون عنها فليس لهم أن ينكحوها إذا رغبوا فيها إلا أن يقسطوا لها ويعطوها حقها الأوفى من الصداق ، ثم تأتي السنة ليقوم صاحبها صلى الله عليه وسلم الذي كان يتيماً تشريفاً لكل يتيم ، تأتي هي الأخرى لتكرم اليتيم تكريماً هو من الذروة بمكان .
فوالله لو لم يرد في السنة إلا هذا الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

(( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ، وأشار بالسبابة والوسطى )) ([2])

لو لم يكن فيها إلا هذا الحديث لكفى .

وفي لفظ مسلم : ((كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة ، وأشار بالسبابة والوسطى)) ([3])، أي حتى وإن كان اليتيم أجنبياً عنه ولقد نقل الحافظ ابن حجر قول ابن بطال :

حق على كل من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ، ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك([4]).

وفي الحديث الذي رواه أبو يعلي وغيره وقال عنه الحافظ ابن حجر في الفتح : إسناده لا بأس به ، من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أنا أول من يفتح باب الجنة إلا أني أرى امرأة تبادرني [ أي تسرع لتدخل معي الجنة] فأقول لها مالك ، ومن أنت ؟! : فتقول : أنا امرأة قعدت على أيتام لي )). ([5])

وفي الحديث الذي رواه النسائي بسند جيد من حديث شريح خويلد بن عمرو الخزاعي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( اللهم إني أخرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة )) ([6])

ومعنى أحرج أي ألحق الحرج والإثم الشديد على من ضيع حقهما ، وأكل مالهما فإني أحذر من ذلك تحذيرا بليغا ، وأزجر عنه زجرا كبيرا .

وعن مصعب بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما قال : (( رأى سعد أن له فضلا علي من دونه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( هل تنصرون وبرزقون إلا بضعفائكم ))

رواه البخاري ([7])مرسلا ووصله الحافظ أبو بكر البرقاني في صحيحه وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

((الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله ، أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل )) ([8]) .

الله أكبر .... والأرملة هي المرأة التي مات زوجها .

أي فضل هذا وأي أجر ؟!

والله إنها التجارة الرابحة في الدنيا والآخرة .

فهذه هي مكانة اليتيم في القرآن والسنة .



ومن ثم يأتي التحذير الرهيب والإنذار الرعيب الذي يفزع القلوب الحية ليبين عاقبة آكل مال اليتيم فيقول جل وعلا :

{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً} [النساء:10]

الله أكبر ... إنها صورة مفزعة ... صورة النار في البطون ..... وصورة السعير في نهاية المطاف .

وقد هزت هذه الآية قلوب الصحابة هزا عنيفا وملأتها بالخوف والرهبة ووقعوا في حرج شديد .

كما قال ابن عباس : لما نزلت هذه الآية ، انطلق كل من كان عنده يتيم فعزل طعامه عن طعامه ، وشرابه من شرابه ، فجعل يفضل الشيء أي يتبقى من أكل اليتيم فيحبس له ، ولا يأكله أحد حتى يأكله اليتيم ، أو يفسد .

فاشتد ذلك عليهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل قوله تعالى : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [البقرة:220]

فخلطوا طعامهم بطعامهم ، وشرابهم بشرابهم .

وهكذا رفع المنهج القرآني هذه الضمائر إلى الأفق الوضيء ، وطهرها من غبش الجاهلية ذلك التطهير العجيب ([9]).





نعم فقد يكون الوالدين موجودين على قيد الحياة ، ومع ذلك فإنك ترى أطفالهم كأنهم في عداد الأيتام لانشغال الوالدين بالعمل أو بغيره إذ الوالد منهمك في عمله وتجارته لا يدري عن حال أولاده شيئا والمرأة منشغلة كذلك بالعمل ، أو بالأسواق ، أو بأحدث الموضات وتخلت عن تربيته

للخادمات أو الحاضنات ، فينشأ الطفل كما لو كان يتيما !!!

ورحم الله من قال :


ليس اليتيم من انتهى أبواه
إن اليتيم هو الذي تلقى له
من الحياة وخلفاه ذليلا
أُمَّا تخلت أو أَباً مشغولا



نعم فاليُتم في أصل اللغة كما قال ابن منظور في لسان العرب :

هو أيضا الانفراد فإذا أمسى الطفل بانفراده ووحدته رغم والديه فهو يَحُسُ باليتم .

فالصبي أمانة عند والديه ، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة خالية من كل نقش وصورة ، وهو قابل لكل ما نقش عليها .

فإن عود الخير وربي على الإسلام ، سلم في الدنيا والآخرة ، وإن عود على الشر ، وربي على موائد اللئام شقى وخسر ، وكان الوزر على رأس والديه :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [التحريم:6]

كيفي تؤمن مستقبل ابنك بعد موتك ؟
والجواب من الله تعالى {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً } [النساء:9]

فها هو عمر بن عبد العزيز يدخل عليه ابن عمه سلمة بن عبد الملك وهو على فراش الموت فقال : يا أمير المؤمنين إنك قد أقفرت أفواه ولدك من هذا المال !! فو أوصيت بهم إليَّ وإلى نظرائي من قومك فكفوك مئونتهم .

فلما سمع مقالته قال : أجلسوني فأجلسوه .

فقال : قد سمعت مقالتك يا مسلمة

أما قولك : إني أقفرت أفواه ولدي من هذا المال فوالله ما ظلمتهم حقا هو لهم ، ولم أكن لأعطيهم شيئا لغيرهم .

وأما ما قلت في الوصية : فإن من وصيي فيهم : {اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ } [الأعراف:196]

وإنما ولد عمر بين أحد رجلين : إما رجل صالح فسيعينه الله ، وإما غير ذلك فلن أكون أول من أعانه بالمال آدع لي بَنيَّ فأتوه .

فلما رآهم ترقرقت عيناه وقال : نفسي فتية تركتهم عالة لا شيء لهم وبكى ، يا بني إني قد ترك لكم خيراً كثيرا تمرون بأحد المسلمين وأهل ذمتهم إلا رأوا لكم حقا .

يا بني إني قد مليت بين أمرين : إما أن تستغنوا وأدخل النار أو تفتقروا وأدخل الجنة فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إليّ .. قوموا عصمكم الله .. قوموا رزقكم الله ، وهذا لا يعارض أبدا الدخول في الأسباب ، فلا مانع على الإطلاق أن تسعى ، وأن تكدح شريطة ألا تضيع حق الله تعالى ثم حقوق أولادك من أجل أن توفر لهم السعادة في حياتك ، وبعد مماتك ، والأصل في ذلك

ما رواه مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : (( جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي فقلت يا رسول الله ، إني قد بلغ بي الوجع ما ترى ، وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي ، أفأتصدق بثلثي مالي ؟ قال : لا ، قلت : فالشَّطر يا رسول الله : قال : لا ، قلت : فالثلث ؟ قال : فالثلث والثلث كثير ثم قال : إنك إن تّذَر ورثتك أغنياء خيرٌ من أن تذرهم عالة يتكففون الناس



يقول أحد الدعاة كان صحابي مشهورا بقراءة الرقية الشرعية على المصابين بالامراض النفسية والسحر والعين ، فقال : جاءني يوما أحد كبار التجار يشكوا ألمًا شديدًا في يده اليسرى كان واضحا أن الألم شديد وجهه شاحب ..وعينان زائغتان ..جلس بين يدي بكل كلفة ثم قال : " يا شيخ أقرأ لي " قلتُ : " ممن تشكوا ؟" قال : " ألم شديد لا أعرف سببه ..راجعتُ الأطباء .. المستشفيات ..التحاليل ..كل شيئ سليم لا أدري مالذي أصابني لعلها عين سبق الي ، قرأتُ عليه الرقية الشرعية ودعوتُ له وجاءني ..في اليوم الثاني فقرأت ودعوة له و في اليوم الثالث ..والرابع ..وطالت الأيام والمرض لا يزداد إلا شدة فصارحته يوما وقلتُ له " يا فُلان قد يكون ما أصباكَ ..بسبب دعوة مظلوما آذيته في ماله أو نفسه أو عرضه أو ... فتغير وجهه وصرخ بي : " أظلم أظلم ..أنا ..أنا .." وغضب فهدأت من غضبه ..و أعتذرت ثم خرج ..جائني بعد عشرة أيام فإذا هو بصحة تامة ، أصر أن يُقبل رأسي ويدي ثم قال : " أنت والله سبب شفائي بعد توفيق الله" ، قلتُ : " كيف و القرآءة لم تنفع معكَ ؟ " قال : " لما خرجت من عندك جعل الألم يزداد وكانت كلماتك ترن في أدني .. نعم قد أكون ظلمتُ أحدا أو آذيته ..فتذكرت لما أردتُ أن أبي قصري ..كان هناكَ أرضا ملاصقة له ..فأردتُ شراءها لأجعلها حديقة للقصر ..وكانت الأرض ملك للأيتام و أمهم ..أرسلتُ إليها طلب شراء الأرض فرفضت وقالت : " وما أفعل بالمال إذا بعتها .. بل دعوا الأرض على حالها حتى يكبر الأولاد ثم يتصرفون بها" ، حاولت أقناعها فأغريتها بالمال فأبت .. لكن الأرض كانت نهمة بالنسبة إلي ..فقلت " ماذا فعلت ؟ " قال : " أخدت الأرض بطرقي الخاصة و إسترجعتُ لها إذن بناء من الجهات المختصة أيضا بطرقي الخاصة وبنيتها .. فأم الأيتام لما بلغها الخبر كانت تأتي وتنظر الى العمال يشتغلون في أرضهما وتسبهم وتبكي وهم يظنونها مجنونة ، و أذكر أنها كانت ترفع يديها وتدعو وهي تبكي ومنذ ذلك الحين بدأ في يدي آلام لا أنام منها في الليل ولا أرتاح في النهار ، فأخدت جولة في المستشفيات ثم جئت " ..فقلت : " ماذا فعلت لها ؟ " قال : " ذهبت إليها و إعتذرت منها وبكيت و أعطيتها أرضا في موقع آخر أحسن من الأرض الأولى ، فرضيت ودعت لي و أستغفرت وخرجت من عندها ولجأتُ الى الله بالدعاء وطلب المغفرة حتى بدأ الألم يتلاشى شيئا فشيئا ..حتى زال والحمد لله "

- الحذر كل الحذر من ظلم اليتيم و أكل ماله بغير حق
- ومن يريد السعادة وحياة طيبة فليتجنب ما نهى الله عنه ويلزم طاعته .














رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-18-2014, 04:50 PM
 





















-




السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

كيفكم حبايبي ؟ إن شاء الله بخير
طبعا بعد محاربة الكسل والضغوطات يلي علي مأخرا
وضعت مشاركتي في مُسابقة [ كبائر الذنوب ]
إن شاء الله تعجبكم وكدا
الحين أروح عندي شغل كتتير
أتركمم في رعاية المولى
سلام ~















رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-20-2014, 03:18 AM
 
السلام عليكم

كيفك؟ انشاء الله بخير
الموضوع جميييييييييل الي ابعد الحدود
الله عليكي اتناولتي موضوع مهم وقد التي انتباهانا
الي ذلك الطفل او بالأحرى الأطفال الذين غفلت
عنهم عيوننا وهم أمامنا بصراح الموضوع مؤثر جداً
تسلمي عل المجهود
وإن شاء الله نكونوا استفدنا منه وما تحرمينا من إبداعاتك

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
H A Z Z A likes this.
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-24-2014, 12:37 PM
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

موضوع جد جميل

قيم . مهم

+ فعلا اليتيم لديه مكانة في الإسلام

أنا و كافل اليتيم في الجنة

+ كفالة اليتيم من أحد أسباب دخول الجنة و أمــا أكل ماله و لقمة عبشه قد تحول إلى دخول النار فورا و قد أثرت في الأية الأولى في هذه :

+ أعجبتني هذه النقطة
:
عاقبة أكل مال اليتيم :

ومن ثم يأتي التحذير الرهيب والإنذار الرعيب الذي يفزع القلوب الحية ليبين عاقبة آكل مال اليتيم فيقول جل وعلا :

{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً} [النساء:10]

الله أكبر ... إنها صورة مفزعة ... صورة النار في البطون ..... وصورة السعير في نهاية المطاف .

وقد هزت هذه الآية قلوب الصحابة هزا عنيفا وملأتها بالخوف والرهبة ووقعوا في حرج شديد .

كما قال ابن عباس : لما نزلت هذه الآية ، انطلق كل من كان عنده يتيم فعزل طعامه عن طعامه ، وشرابه من شرابه ، فجعل يفضل الشيء أي يتبقى من أكل اليتيم فيحبس له ، ولا يأكله أحد حتى يأكله اليتيم ، أو يفسد .

فاشتد ذلك عليهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل قوله تعالى : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [البقرة:220]

فخلطوا طعامهم بطعامهم ، وشرابهم بشرابهم .

وهكذا رفع المنهج القرآني هذه الضمائر إلى الأفق الوضيء ، وطهرها من غبش الجاهلية ذلك التطهير العجيب ([9]).

و أول مرة أعرفها :


+ جزيل الشكر على الموضوع الجد قيم

+ التصميم خورافي و خصوصا الفواصل

+ سلمت أناملك اختي

+ نتمنى لك الفوز بأحد المراكز في المسابقة

+ من فضلك لا تنسيني من جديد مواضيعك القيمة الديينة

+ فضلا تقبلي ردي البسيط

في أمان الله و حفظه
H A Z Z A likes this.
__________________






SasuSaku :The best couple ever in my own opinion , no matter how many couples will come already .. Their love will last for ever
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
x~||* \ يوميات مسلم /* ||~x [خاص بحياة مسلم] Monkey.D.yoky نور الإسلام - 6 08-26-2012 12:57 AM
نصائح مهمه لكل مسلم( لمسابقة حياة مسلم) Semony_Angel نور الإسلام - 3 08-18-2012 04:40 AM
مصمم جرافيك محترف من المنزل | مصمم فوتوشوب | مصمم مطبوعات o2website إعلانات تجارية و إشهار مواقع 0 04-05-2012 03:48 PM
توضيح الاسلام بمعناه البسط ارجو الدخول لكل مسلم وغير مسلم محمود22 نور الإسلام - 1 09-30-2007 03:05 AM
اسألك بالله اذا انت مسلم فوت لتعرف اصلك وفصلك يا مسلم فيلم لاول مره على النت والعالم نبيل المجهول أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 38 07-20-2007 10:11 PM


الساعة الآن 12:23 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011