السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله
وصحبه وسلم
هذه مشاركتي في مسابقة كبائر الذنوب
اكبر الكبائر
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
انتبه إلى هذا الحديث :
يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح, الذي رواه الإمام البخاري:
((أكبر الكبائر: الإشراك بالله, وقتل النفس, وعقوق الوالدين, وقول الزور))
هذه ليست كبائر, بل هي من أكبر الكبائر متدرجة, هذه الأعمال من أكبر الكبائر, التي يمكن أن يقترفها الإنسان.
اعلم ذلك :
أيها الأخوة, ومن أكبر أكبر هذه الكبائر: الإشراك بالله, لأن الله سبحانه وتعالى:
?لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ?
[سورة النساء الآية:48]
الإنسان قد يرتكب عشرات الأخطاء, لكن الطريق إلى الله سالك, أما هناك خطأ واحد, وهو الشرك بالله, هذا الذنب لا يُغفر.
( إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً )النساء 31
الذنوب الكبائر المذكورة في القرآن (من فتاوى ابن تيمية) :
عن ابن عباس، وذكره أبو عبيد، وأحمد بن حنبل، وغيرهما أن الصغيرة ما دون الحدين: حد الدنيا، وحد الآخرة. وهو معنى قول من قال: ما ليس فيها حد في الدنيا.
أما الكبائر : فهو كل ذنب ختم بلعنة، أو غضب، أو نار، فهو من الكبائر ويدخل كل ما ثبت في النص أنه كبيرة: كالشرك، والقتل، والزنا، والسحر، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات، وغير ذلك من الكبائر التي فيها عقوبات مقدرة مشروعة، وكالفرار من الزحف، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، وعقوق الوالدين، واليمين الغموس، وشهادة الزور؛ وكذلك كل ذنب توعد صاحبه بأنه لا يدخل الجنة، ولا يشم رائحة الجنة، وقيل فيه: من فعله فليس منا، وأن صاحبه آثم، فهذه كلها من الكبائر.
كقوله صلى الله عليه وسلم : (( لا يدخل الجنة قاطع)) وقوله:((لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر)) وقوله: (( من غشنا فليس منا))، وقوله: ((من حمل علينا السلاح فليس منا))، وقوله: ((لا يزني الزاني حين يزنى، وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن)).
من (كتاب الكبائر) للمؤلف محمد بن عثمان الذهبي :
جاء فى مقدمة الكتاب :
الكبائر: هى ما نهى الله ورسوله عنه في الكتاب والسنة والأثر عن السلف الصالحين وقد ضمن الله تعالى في كتابه العزيز لمن اجتنب الكبائر والمحرمات أن يكفر عنه الصغائر من السيئات لقوله تعالى :{ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما } (النساء 31) .
فقد تكفل الله تعالى بهذا النص لمن اجتنب الكبائر أن يدخله الجنة ، وئ : { والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون}( الشورى31)،
و: { الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة } ( النجم 32).
ساقسم الموضوع الى عدة اقسام ليسهل قرائته
1ـالشرك
معناه في الاسلام
2ـانواعة
3ـالايات التي وردت فيه
4ـعقوبته
اولا:الشرك ومعناه
الشرك بالله، مصطلح إسلامي يشير إلى جعل لله شَريكًا في ملكه، ويعتبر الإسلام ذلك من أكبر الكبائر، ويسمى صاحبه مشركًا. والشرك والكفر قد يُطلقان بمعنى واحد وهو الكفر بالله أي التكذيب والجحود به، وقد يُفرَّق بينهما فيُخَص الشرك بعبادة الأوثان وغيرها من المخلوقات مع اعترافهم بالله، فيكون الكفر أعم من الشرك.
معنى الشرك لغة:
قال ابن فارس: "الشين والراء والكاف أصلان، أحدهما يدلّ على مقارنة وخلافِ انفرادٍ، والآخر يدلّ على امتداد واستقامة.
فالأول: الشركة، وهو أن يكون الشيء بين اثنين لا ينفرد به أحدهما، يقال: شاركت فلاناً في الشيء إذا صرت شريكَه، وأشركت فلاناً إذا جعلته شريكاً لك"
وقال الجوهري: "الشريك يجمع على شركاء وأشراك، وشاركت فلاناً صرت شريكه، واشتركنا وتشاركنا في كذا، وشركته في البيع والميراث أشركه شركة، والاسم: الشرك"
وقال أيضاً: "والشرك أيضاً الكفر، وقد أشرك فلان بالله فهو مشرك ومشركيّ".
وقال الفيروز آبادي: "الشِّرك والشُركة بكسرهما وضم الثاني بمعنى، وقد اشتركا وتشاركا وشارك أحدهما الآخر، والشِّرك بالكسر وكأمير: المشارك، والجمع أشراك وشركاء"
معنى الشرك شرعاً:
قال ابن سعدي: "حقيقة الشرك أن يُعبَد المخلوق كما يعبَد الله، أو يعظَّم كما يعظَّم الله، أو يصرَف له نوع من خصائص الربوبية والإلوهية"[6].
وقال الدهلوي: "إن الشرك لا يتوقّف على أن يعدِل الإنسان أحداً بالله، ويساوي بينهما بلا فرق، بل إن حقيقة الشرك أن يأتي الإنسان بخلال وأعمال ـ خصها الله تعالى بذاته العلية، وجعلها شعاراً للعبودية ـ لأحد من الناس، كالسجود لأحد، والذبح باسمه، والنذر له، والاستعانة به في الشدة، والاعتقاد أنه ناظر في كل مكان، وإثبات التصرف له، كل ذلك يثبت به الشرك ويصبح به الإنسان مشركاً"[7].
الفرق بين الشرك والكفر:
1. أما من حيث اللغة فإن الشرك بمعنى المقارنة، أي: أن يكون الشيء بين اثنين لا ينفرد به أحدهما. أما الكفر فهو بمعنى الستر والتغطية.
قال ابن فارس: "الكاف والفاء والراء أصل صحيح يدل على معنى واحد، وهو الستر والتغطية"، إلى أن قال: "والكفر ضد الإيمان، سُمّي لأنه تغطية الحق، وكذلك كفران النعمة جحودها وسترها"[8].
2. وأما من حيث الاستعمال الشرعي فقد يطلقان بمعنى واحد، قال الله تعالى: وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا
وقد يفرق بينهما، قال النووي: "الشرك والكفر قد يطلقان بمعنى واحد وهو الكفر بالله تعالى، وقد يفرق بينهما فيخص الشرك بعبادة الأوثان وغيرها من المخلوقات مع اعترافهم بالله تعالى ككفار قريش، فيكون الكفر أعم من الشرك".
معنى الشرك في الاسلام
إذا كنا نريد أن نعرف معنى الشرك فى الإسلام يجب أن نتطلع على معنى الشرك عند العرب الوثنين قبل الإسلام
كان العرب في الوثنية يدينون بأديان مختلفة ، ويذهبون في عبادتهم مذاهب شتى فمنهم من يعبد الأصنام والتماثيل ومنهم من يعبد الأنصاب ( الحجر الأسود ) ومنهم من كان يؤمن يالنجوم والأفلاك وبالله إلاه القمر . ودعوه بالله الواحد الأحد الذي لا شريك له .
وقد دخلت الوثنية مع الحنيفية التى منها كان محمد والقس ورقة أبن نوفل أسقف مكة لذلك نفهم ذلك من قول " قس بن ساعده الأيادي : " كلا بل هو الله إله واحد ليس بمولود ولا والد " .. لهذا لم يأتى محمد بشئ جديد إلا أن فكره هو ملخص لفكر وثنى ممتزج مع قكر اليهود المتنصرين المعروفين بالأبيونية وحاول محمد أن يرضى جميع الأطراف فأخذ من جميع العقائد التى كانت فى عصرة أشياء محافظاً على الفكر السابق .
. والتوحيد : هو الإيمان بإله واحد أحد لا شريك له ، منفرداً بذاته في عدم المثل والنظير . لا يتجزأ ولا يثنى ولا يقبل الانقسام .[ تاج العروس مادة ( وحد )]
. والشرك : هو أن يُجعل لله شريكاً في ألوهيته ، غير الله مع عبادته ، والإيمان بالله وبغيره [ تاج العروس: مادة ( شرك ) ]. ومن الشرك أن تعدل بالله غيره ، فتجعله شريكاً له . ومن عدل به شيئاً من خلقه فهو مشرك ، لأن الله وحده لا شريك له ولا ند له ولا نديد [ لسان العرب : مادة ( شرك )]
. والدين في جزيرة العربية قبل الإسلام أخذ أشكالاً مختلفة متنوعة ونحن هنا نستعرض البعض لا الكل الوثنيون عبدة الأصنـــــام والأوثان
. كانت الوثنية نوعاً من الدين الذي يُستمد من الطبيعة ، وهى تشبه في الكثير من نواحيها الأشكال البدائية جداً للدين التي يرد ذكرها في العهد القديم
أطلق القرآن اسم «المشركين» لأن العرب الوثنيين أشركوا مع الله إله القمر غيره من المعبودات وعبدوها وظنوا أنها شريكة معه في الإكرام والعبادة. ولكنهم كانوا يقولون لا نعبد هذه المعبودات الثانوية كما نعبد الله إله القمر بل بالعكس إنّا نعتبرهم شفعاء ولنا الرجاء أن بشفاعتهم نستميل الله إله القمر لإجابة طلباتنا وقال الشهرستاني: «إن العرب كانوا يقولون الشفيع والوسيلة منّا إلى الله تعالى هم الأصنام المنصوبة فيعبدون الأصنام التي هي الوسائل» (الملل والنحل ص 109)
الأزرقى فى كتابة أخبار وأثار مكة النصرانية أكد وجود صور مسيحية فى الكعبة فقال ( وجعلوا ( قريش) فى دعائمها ( الكعبة) صور الأنبياء وصور الشجر وصور الملائكة فكان فيها صورة الأنبياء وصور الشجر وصور الملائكة فكان فيها صورة أبراهيم الخليل شيخ يستسقم بالأزلام وصورة عيسى بن مريم
وصورالملائكة فلما كان يوم فتح مكة دخل رسول الله البيت فأرسل الفضل بن عباس بن عبد المطلب فجاء بماء زمزم ثم امر بثوب فبل الماء وأمر بطمس الصور فطمست وقال ووضع كفيه على صورة عيسى أبن مريم وامه عليهما السلام وقال أمحوا جميع الصور إلا ما تحت يدى فرفه بدبة عن صورة عيسى بن مريم وأمه أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار للأزرقى 1/ 165
الشرك بالوثنية والأسلام هناك حجر كريم فى المتحف البريطانى بلندن مرسوم علية الله إله القمر ( هلال) فى الجزء العلوى وأسفله نسر إله سبأ كان النسر من معبودات قبائل حمير بذى الكلاع فى موضع يقال له بلخع من أرض سبأ باليمن راجع كتاب التاريخ العربى القديم لنيلسن وهومل ورودوناكانيس وجرمان ترجمة فؤاد حسين
العنكبوت آية " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنا يؤفكون(61) "
تفسير ابن كثير
يقول تعالى مقررا أنه لا إله إلا هو لأن المشركين الذين يعبدون معه غير معترفون بأنه المستقل بخلق السماوات والأرض والشمس والقمر وتسخير الليل والنهار
وأنه الخالق الرازق لعباده ومقدر آجالهم واختلافها واختلاف أرزاقهم. فتفاوت بينهم فمنهم الغني والفقير وهوالعليم بما يصلح كلا منهم ومن يستحق الغنى
ممن يستحق الفقر فذكر أنه المستقل بخلق الأشياء المنفرد بتدبيرها فإذا كان الأمر كذلك فلم يعبد غيره؟ ولم يتوكل على غيره؟ فكما أنه الواحد في ملكه
فليكن الواحد في عبادته وكثيرا ما يقرر تعالى مقام الإلهية بالاعتراف بتوحيد الربوبية وقد كان المشركون يعترفون بذلك كما كانوا يقولون في تلبيتهم
لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك.
قال القرطبى
أي كيف يكفرون بتوحيدي وينقلبون عن عبادتي
ثانيا :انواعه
قسّم بعض علماء المسلمين الشرك إلى نوعين:
شرك أكبر: وهو صرف العبادة كليًا لغير الله، أو اعتقاد صفات الأولوهية والربوبية بشيء غير الله. وهذا النوع مخرج عن ملة الإسلام، صاحبه مخلد في النار إن مات على ذلك ولم يتب.
شرك أصغر: وهو الرياء، يقول شداد بن أوس: «كنا نعد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر الرياء»[12]. وهذا النوع غير مخرج من الملة، وإن كان محبطًا لثواب العمل المراءى فيه.
إن للشرك الأكبر أنواعاً كثيرة وقعت قديماً وحديثاً. ومن تلك الأنواع ما يلي:
(1) الشرك في الدعاء.
(2) الشرك في المحبَّة.
(3) الشرك في النيَّة.
(4) الشرك في الطاعة والخوف.
وكل أنواع الشرك فيها تسوية بين اللّه تعالى والمخلوقين.
1_الشرك في الدعاء هو سؤال غير الله تعالى في جَلْب نفع أو دفع ضُر. وهو أن بعض الناس يدعون اللّه تعالى. ثم يدعون غيره كالأصنام وأصحاب القبور ونحوهم ممن لا يملك لهم ولا لنفسه نفعاً ولا يدفع ضراً، ثم إنهم قاسوا الخالق بالمخلوقين. وفي الحقيقة أنهم جهلوا ووجهوا الدعاء لغير الله سبحانه وتعالى، مما أوْقعهم في هذا النوع من الشرك
ما دليل النهي عن دعاء غير اللّه تعالى؟
من أدلة النهي عن دعاء غير اللّه تعالى ما يلي: قال اللّه تعالى: { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لله فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ الله أَحَداً }. (الآية 18 من سورة الجن).
2_قبل هذا أريد أن أبين لكم أن المحبةَ قسمان. الأول: المحبة الخاصة لله تعالى. والثاني: المحبة المشتركة العامة. ويحصل الشرك في القسم الأول عندما يجهل الإنسان كيف يحقق المحبة الخاصة التي هي أصل الإيمان والتي فيها تعظيم وإجلال لله تعالى: إذ لا يجوز صَرْفُ شيء منها لغير اللّه تعالى، لأن هذا من شأنه الوقوع في الشرك الأكبر. قال الله تعالى: { وَمِنَ النَاس مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُوْنِ الله أَنْدَاداً يُحِبُّوْنَهُمْ كَحُبِّ الله والذين آمنوا أَشَدُّ حُبّاً للّه}. (الآية 165 من سورة البقرة).
لماذا يكون الذين آمنوا أشدَّ حبا للّه؟
يكون حبُّ المؤْمنين للّه أشدَّ من حب المشركين، لأن حبَّ المؤمنين خالصٌ للّه تعالى وحبَّ المشركين مُوزَّعٌ بين اللّه والأنْدادِ (الشُّركاء) والحب الخالص الصحيح أقوى من الحب المشترك، الذي فيه نصيب لغير اللّه تعالى، وإشراك لغيره معه في الحب الخاص الذي لا يكون إلا له سبحانه وتعالى.
ذكرتَ- لنا قبل قليلٍ- المحبةَ المشتركة العامة، فما مثالها؟
هذا النوع من المحبة طبْعٌ في الإِنسان مثل: محبة الجنّة، ومحبة الإنسان لوالديه وأولاده أو لزميله في الدراسة أو الصناعة أو السفر. أو حب الخيرات. قال اللّه تعالى: { الْمَالُ والْبَنُوْنَ زِيْنَةُ الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً }. (الآية 46 من سورة الكهف). لكن يجب أن تُبنى هذه المحبة على البرِّ والصِّلة طاعةً للّه تعالى وبُعداً عن الفساد، وأن لا تتجاوز المحبُة المشتركةُ العامةُ حدودَها إلى المحبة الخاصة للّه تعالى.
عبد الله:
كيف يحصل من الناس الشرك في النية؟
هذا النوع من الشرك يُسمى الشرك في القصد والإرادة. وتعلمون أن النية محلها القلب ولا يعلمها إلا اللّه تعالى. فبعض الناس يريد الآخرة ويسعى لها بإخلاص وبعضهم يعمل بغير إخلاص فينقص أجره. وبعضهم يريد الحياة الدنيا وزينتها فيقع في الشرك بالنية والقصد. قال تعالى:
{ من كان يرِيدَ الحياة الدنيَا وَزِينتها نوَفَ إليهِم أعمَالهم فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أوْلئكَ الذين لَيْسَ لَهُمْ في الآخرة إلا النار وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيْهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُون}. (الآيتان 15/ 16 من سورة هود).
ولقد جاء في الحديث عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: { إنَّما الأعْمالُ بالّنيَّات وإنَّما لكُلِّ امرئ ما نوى فمنْ كانتْ هجْرتُهُ إلى اللّه ورسُولهِ فهجْرتُهُ إلى اللّه ورسُولهِ ومنْ كانتْ هجْرتُهُ لدُنْيا يُصِيْبُها أو امْرأةٍ ينْكِحُها فهجْرتُهُ إلى ما هاجر إليْه } (متفق عليه). فالحديث يبين لنا أن نية الإِنسان في أفعاله وأقواله يعلمها اللّه تعالى ويُجازي عليها. وكما أن أعمالَ الإِنسان الظاهرةَ عظيمٌ بعضها في الخير وعظيمٌ بعضها في الشر، فكذلك النيات وأعمال القلوب التي لا يعلمها إلا اللّه سبحانه وتعالى.
ذكرت لنا أن الشرك في الطاعة والشرك في الخوف من أنواع الشرك الأكبر فكيف يقعان أو ما هي أسبابهما؟
لقد حصل الشرك في الطاعة والشرك في الخوف من كثير من الناس بسبب الأوامر التي يلقيها إليهم من يحكمهم بخلاف شرع اللّه. ثم إنهم جعلوها مقدَّمةً على أمر اللّه
تعالى، كمن أطاع من يأمُره بالسجود لغير اللّه تعالى. أما من كره وقلبه مطمئن بالإيمان فلا إثم عليه كما لا تجوز طاعة الوالدين في معصية اللّه تعالى. قال الله تعالى: { وَإنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا ليس لَكَ بهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا في الدُّنْيا مَعْرُوْفاً... }. (الآية 15 من سورة لقمان).
لو وقع إنسان في أحد أنواع الشرك الأكبر ماذا يحصل له؟
إن الشرك الأكبر يُنافي التوحيدَ، ويُخرج صاحبَه عن الإسلام ويوجب دخول النار والخلود فيها وحرمانه من الجنة إلا أن يتوب منه في حياته ويستقيم على التوحيد، فإنَّ الله يقبل توبته بفضله ورحمته.
عرفنا شيئاً عظيما عن الشرك الأكبر- حفظنا اللّه منه- الآن نريد أن نعرف شيئاً عن الشرك الأصغر لنتقيه.
قال العلماء: إن الشرك الأصغر ذنب عظيم يجب الحذر منه، لكنه لا يُخرج صاحبه من الإسلام. وللشرك الأصغرِ أمثلةٌ عديدة، كيسير الرياء وكقول بعض الجاهلين: لولا اللّه وأنت، وقولهم: ما شاء اللّه وشئت،... فهذا فيه من الغلو- في المخلوق- ما يوهم المساواة بين الله تعالى وخلقه وإن كان لا يبلغ رتبة العبادة. ولقد ابتُلي كثير من
المسلمين ماضياً وحاضراَ بهذا الشرك الأصغر بسبب جهلهم لخطر هذا النوع من الشرك وتساهلهم فيه، واللّه المُستعانُ. ثم اعلموا حفظكم اللّه تعالى أن أعظم طريق للتخلص من الشرك والابتعاد عنه بكل أنواعه، أن يكون المسلم على بصيرة من دينه ويحقق التوحيد لله تعالى ويبتعد عن كل أسباب الشرك. واللّه تعالى أعلم.
(اللغة)
أنْداد :
جمع نِدِّ، والنِّدُّ هو المثيل والنظير والشبيه.
الفاسد:
الذي لا يصلح ولا يحمل فائدة، بل يأتي بالضرر. حَبِط: فعلٌ ماضٍ بمعنى خَابَ وخَسِرَ، وبَطَلَ وسَقَطَ. مأخوذ من الحَبَطِ وهو نوع نباتٍ إذا أكلته الأنعْامُ يُذْهبُها حَبَطَا فتموت.
حَبط :
فعلٌ ماضٍِ بمعنى خَاب وخَسِر ، و بَطَلَ و سَقَطَ . مأخوذمن الحَبَطَ و هو نوع نباتِ إذا أكلته الأنعْام يُذهِبُها حَبَطَاً فتموت
نوى :
قَصَد- أراد. مثل قول الرجل لصاحبه: نويتُ أن أزورك أمسِ فَنَسِيْتُ.
الغُلُو :
الزيادة مع مجاوزة الحدِّ المطلوب مما يؤدي إلى الفساد. ومنه الفعل الماضي غَلا، والمضارع يَغْلُو.
الخالص:
الصافي الذي لا يُخالطه شيء. كقولك: شَرِبْتُ لَبناً خَالِصاً. لا يُبخسون: لا يُنْقَصون حقَّهم، ولا يؤخذُ منه شيء.
لا يُبخسون
لا يُنقَصُون حَقَهُم ، ولا يُؤْخذُ منه شيء
البِرُّ :
حُسْنُ الخُلُق، وعكسه الإثم سوء الخُلق.
ثالثا:الايات التي ورد فيها
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }لقمان13
{وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً }النساء36
{قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }الأنعام151
{ وان اقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين } { قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا } { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا }
{ وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم وان اطعتموهم انكم لمشركون }
{ اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون }
{ ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون }
{ وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون }
-الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة 22]
(الذي جعل) خلق (لكم الأرض فراشا) حال بساطا يفترش لا غاية في الصلابة أو الليونة فلا يمكن الاستقرار عليها (والسماء بناء) سقفا (وأنزل من السماء ماء فأخرج به من) أنواع (الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أنداداً) شركاء في العبادة (وأنتم تعلمون) أنه الخالق ولا تخلقون ، ولا يكون إلها إلا من يخلق
2-وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ [البقرة 165]
(ومن الناس من يتخذ من دون الله) أي غيره (أندادا) أصناما (يحبونهم) بالتعظيم والخضوع (كحب الله) أي كحبهم له (والذين آمنوا أشدُّ حبا لله) من حبهم للأنداد لأنهم لا يعدلون عنه بحال ما ، والكفار يعدلون في الشدة إلى الله. (ولو ترى) تبصر يا محمد (الذين ظلموا) باتخاذ الأنداد (إذ يرون) بالبناء للفاعل والمفعول يبصرون (العذاب) لرأيت أمرا عظيما وإذ بمعنى إذا (أن) أي لأن (القوة) القدرة والغلبة (لله جميعا) حال (وأن الله شديد العذاب) وفي قراءة {يرى} والفاعل ضمير السامع ، وقيل الذين ظلموا فهي بمعنى يعلم وأن وما بعدها سدت مسد المفعولين وجواب لو محذوف والمعنى لو علموا في الدنيا شدة عذاب الله وأن القدرة لله وحده وقت معاينتهم له وهو يوم القيامة لما اتخذوا من دونه أندادا
3-قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [أل عمران 64]
(قل يا أهل الكتاب) اليهود والنصارى (تعالَوا إلى كلمةٍ سواءٍ) مصدر بمعنى مستو أمرها (بيننا وبينكم) هي (أ) ن (لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله) كما اتخذتم الأحبار والرهبان (فإن تولوا) أعرضوا عن التوحيد (فقولوا) أنتم لهم (اشهدوا بأنا مسلمون) موحدون
4-وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً [النساء 36]
(واعبدوا الله) وحده (ولا تشركوا به شيئا و) أحسنوا (بالوالدين إحسانا) برا ولين جانب (وبذي القربى) القرابة (واليتامى والمساكين والجار ذي القربى) القريب منك في الجوار أو النسب (والجار الجنب) البعيد عنك في الجوار أو النسب (والصاحب بالجنب) الرفيق في سفر أو صناعة وقيل الزوجة (وابن السبيل) المنقطع في سفره (وما ملكت أيمانكم) من الأرقاء (إن الله لا يحب من كان مختالا) متكبرا (فخورا) على الناس بما أوتي
5-إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً [النساء 48]
(إن الله لا يغفر أن يشرك) أي الإشراك (به ويغفر ما دون) سوى (ذلك) من الذنوب (لمن يشاء) المغفرة له بأن يدخله الجنة بلا عذاب ومن شاء عذبه من المؤمنين بذنوبه ثم يدخله الجنة (ومن يشرك بالله فقد افترى إثما) ذنبا (عظيما) كبيرا
6-فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً [النساء 155]
(فبما نقضهم) ما زائدة والباء للسببية متعلقة بمحذوف ، أي لعناهم بسبب نقضهم (ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم) للنبي صلى الله عليه وسلم (قلوبنا غلف) لا تعي كلامك (بل طبع) ختم (الله عليها بكفرهم) فلا تعي وعظا (فلا يؤمنون إلا قليلا) منهم كعبد الله بن سلام وأصحابه
7-مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المائدة 75]
(ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت) مضت (من قبله الرسل) فهو يمضي مثلهم وليس بإله كما زعموا وإلا لما مضى (وأمه صدِّيقة) مبالغة في الصدق (كانا يأكلان الطعام) كغيرهما من الناس ومن كان كذلك لا يكون إلها لتركيبه وضعفه وما ينشأ من البول والغائط (انظر) متعجبا (كيف نبين لهم الآيات) على وحدانيتنا (ثم انظر أنى) كيف (يؤفكون) يصرفون عن الحق مع قيام البرهان
8-قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [المائدة 76]
(قل أتعبدون من دون الله) أي غيره (ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع) لأقوالكم (العليم) بأحوالكم والاستفهام للإنكار
9-قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ [الانعام 14]
(قل) لهم (أغير الله أتخذ وليا) أعبده (فاطر السماوات والأرض) مبدعهما (وهو يُطْعِم) يرزِق (ولا يُطْعَم) لايُرزَق (قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم) لله من هذه الأمة (و) قيل لي (لا تكونن من المشركين) به
10-قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ [الانعام 19]
ونزل لما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ائتنا بمن يشهد لك بالنبوة فإن أهل الكتاب أنكروك (قل) لهم (أي شيء أكبر شهادة) تمييز محول عن المبتدأ (قل الله) إن لم يقولوه لا جواب غيره هو (شهيد بيني وبينكم) على صدقي (وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم) أخوفكم يا أهل مكة (به ومن بلغ) عطف على ضمير أنذركم أي بلغه القرآن من الإنس والجن (أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى) استفهام إنكار (قل) لهم (لا أشهد) بذلك (قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون) معه من الأصنام
11-قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [الانعام 40]
(قل) يا محمد لأهل مكة (أرأيتكم) أخبروني (إن أتاكم عذاب الله) في الدنيا (أو أتتكم الساعة) القيامة المشتملة عليه بغتة (أغير الله تدعون) لا (إن كنتم صادقين) في أن الأصنام تنفعكم فادعوها
12-بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ [الانعام 41]
(بل إياه) لا غيره (تدعون) في الشدائد (فيكشف ما تدعون إليه) أن يكشفه عنكم من الضر ونحوه (إن شاء) كشفه (وتنسون) تتركون (ما تشركون) معه من الأصنام فلا تدعونه
13-قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ [الانعام 56]
(قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون) تعبدون (من دون الله قل لا أتبع أهواءكم) في عبادتها (قد ضللت إذا) إن اتبعتها (وما أنا من المهتدين)
14-قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [الانعام 71]
(قل أندعو) أنعبد (من دون الله ما لا ينفعنا) بعبادته (ولا يضرنا) بتركها وهو الأصنام (ونرد على أعقابنا) نرجع مشركين (بعد إذ هدانا الله) إلى الإسلام (كالذي استهوته) أضلته (الشياطين في الأرض حيران) متحيرا لا يدري أين يذهب حال من الهاء (له أصحاب) رفقة (يدعونه إلى الهدى) أي ليهدوه الطريق يقولون له (ائتنا) فلا يجيبهم فيهلك والاستفهام للإنكار وجملة التشبيه حال من ضمير نرد (قل إن هدى الله) الذي هو الإسلام (هو الهدى) وما عداه ضلال (وأمرنا لنسلم) أي بأن نسلم (لرب العالمين)
15-الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ [الانعام 82]
قال تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا) يخلطوا (إيمانهم بظلم) أي شرك كما فسر بذلك في حديث الصحيحين (أولئك لهم الأمن) من العذاب (وهم مهتدون)
16-ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [الانعام 88]
(ذلك) الدين الذي هدوا إليه (هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا) فرضاً (لحبط عنهم ما كانوا يعملون)
17-اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ [الانعام 106]
(اتبع ما أوحي إليك من ربك) أي القرآن (لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين)
18-قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [الانعام 151]
(قل تعالوا أتل) أقرأ (ما حرم ربكم عليكم أ) ن مفسرة (لا تشركوا به شيئا و) أحسنوا (بالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم) بالوأد (من) أجل (إملاق) فقر تخافونه (نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش) الكبائر كالزنا (ما ظهر منها وما بطن) أي علانيتها وسرها (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) كالقود وحد الردة ورجم المحصن (ذلكم) المذكور (وصاكم به لعلكم تعقلون) تتدبرون
19-لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الانعام 163]
(لا شريك له) في ذلك (وبذلك) أي التوحيد (أمرت وأنا أول المسلمين) من هذه الأمة
20-قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [الانعام 164]
(قل أغير الله أبغي ربا) إلها أي لا أطلب غيره (وهو رب) مالك (كل شيء ولا تكسب كل نفس) ذنبا (إلا عليها ولا تزر) تحمل نفس (وازرة) آثمة (وزر) نفس (أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون)
21-اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ [الأعراف 3]
قل لهم (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم) أي القرآن (ولا تتبعوا) تتخذوا (من دونه) أي الله أي غيره (أولياء) تطيعونهم في معصيته تعالى (قليلاً ما تذكرون) بالياء والتاء تتعظون ، وفيه إدغام التاء في الأصل في الذال وفي قراءة بسكونها ، وما زائدة لتأكيد القلة
22-فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ [الأعراف 30]
(فريقا) منكم (هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله) أي غيره (ويحسبون أنهم مهتدون)
23-قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [الأعراف 33]
(قل إنما حرم ربي الفواحش) الكبائر كالزنا (ما ظهر منها وما بطن) أي جهرها وسرها (والإثم) المعصية (والبغي) على الناس (بغير الحق) وهو الظلم (وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به) بإشراكه (سلطانا) حجة (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) من تحريم ما لم يحرم وغيره
24-أَلا إِنَّ لِلّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ [يونس 66]
(ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض) عبيداً وملكاً وخلقاً (وما يتبع الذين يدعون) يعبدون (من دون الله) أي غيره أصناماً (شركاء) له على الحقيقة تعالى على ذلك (إن) ما (يتبعون) في ذلك (إلا الظن) أي ظنهم أنها آلهة تشفع لهم (وإن) ما (هم إلا يخرصون) يكذبون في ذلك
25-وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [يونس 105]
(و) قيل لي (أن أقم وجهك للدين حنيفاً) مائلاً إليه (ولا تكونن من المشركين)
26-وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ [يونس 106]
(ولا تدع) تعبد (من دون الله ما لا ينفعك) إن عبدته (ولا يضرك) إن لم تعبده (فإن فعلت) ذلك فرضاً (فإنك إذا من الظالمين)
27-وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ [يوسف 38]
(واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان) ينبغي (لنا أن نشرك بالله من) زائدة (شيء) لعصمتنا (ذلك) التوحيد (من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس) وهم الكفار (لا يشكرون) الله فيشركون ثم صرح بدعائهما إلى الإيمان فقال
28-وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ [يوسف 106]
(وما يؤمن أكثرهم بالله) حيث يقرون بأنه الخالق الرزاق (إلا وهم مشركون) به بعبادة الأصنام ولذا كانوا يقولون في تلبيتهم : لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك ، تملكه وما ملك . يعنونها
29-قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [يوسف 108]
(قل) لهم (هذه سبيلي) وفسرها بقوله (أدعوا إلى) دين (الله على بصيرة) حجة واضحة (أنا ومن اتبعني) آمن بي عطف على أنا المبتدأ المخبر عنه بما قبله (وسبحان الله) تنزيها له عن الشركاء (وما أنا من المشركين) من جملة سبيله أيضاً
30-وَجَعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ [ابراهيم 30]
(وجعلوا لله أندادا) شركاء (ليضلوا) بفتح الياء وضمها (عن سبيله) دين الإسلام (قل) لهم (تمتعوا) بدنياكم قليلا (فإن مصيركم) مرجعكم (إلى النار)
31-ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالْسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ [النحل 27]
(ثم يوم القيامة يخزيهم) يذلهم (ويقول) الله لهم على لسان الملائكة توبيخا (أين شركائي) بزعمكم (الذين كنتم تشاقون) تخالفون المؤمنين (فيهم) في شأنهم (قال) أي يقول (الذين أوتوا العلم) من الأنبياء والمؤمنين (إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين) يقولونه شماتة بهم
32-وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ [النحل 51]
(وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين) تأكيد (إنما هو إله واحد) أتى به لاثبات الإلاهية والوحدانية (فإياي فارهبون) خافون دون غيري وفيه التفات عن الغيبة
33-لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَـهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً [الإسراء 22]
(لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا) لا ناصر لك
34-وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً [الإسراء 23]
(وقضى) أمر (ربك) أن أي بأن (ألا تعبدوا إلا إياه) أن تحسنوا (وبالوالدين إحسانا) بأن تبروهما (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما) فاعل (أو كلاهما) وفي قراءة يبلغان فأحدهما بدل من ألفه (فلا تقل لهما أف) بفتح الفاء وكسرها منونا وغير منون مصدر بمعنى تبا وقبحا (ولا تنهرهما) تزجرهما (وقل لهما قولا كريما) جميلا لينا
35-ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَّدْحُوراً [الإسراء 39]
(ذلك مما أوحى إليك) يا محمد (ربك من الحكمة) الموعظة (ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا) مطرودا من رحمة الله
36-وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً [الكهف 4]
(وينذر) من جملة الكافرين (الذين قالوا اتخذ الله ولدا)
37-وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقاً [الكهف 52]
(ويوم) منصوب باذكر (يقول) بالياء والنون (نادوا شركائي) الأوثان (الذين زعمتم) ليشفعوا لكم بزعمكم (فدعوهم فلم يستجيبوا لهم) لم يجيبوهم (وجعلنا بينهم) وبين الأوثان وعابديها (موبقا) واديا من أودية جهنم يهلكون فيه جميعا وهو من وبق بالفتح هلك
38-قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف 110]
(قل إنما أنا بشر) آدمي (مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد) أن المكفوفة بما باقية على مصدريتها والمعنى يوحى إلي وحدانية الإله (فمن كان يرجوا) يأمل (لقاء ربه) بالبعث والجزاء (فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه) أي فيها بأن يرائي (أحدا)
39-وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً [مريم 81]
(واتخذوا) أي كفار مكة (من دون الله) الأوثان (آلهة) يعبدونهم (ليكونوا لهم عزا) شفعاء عند الله بأن لا يعذبوا
40-وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً [مريم 88]
(وقالوا) أي اليهود والنصارى ومن زعم أن الملائكة بنات الله (اتخذ الرحمن ولدا) قال تعالى لهم
41-وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ [الأنبياء 29]
(ومن يقل منهم إني إله من دونه) الله أي غيره وهو إبليس دعا إلى عبادة نفسه وأمر بطاعتها (فذلك نجزيه جهنم كذلك) كما نجزيه (نجزي الظالمين) أي المشركين
42-إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ [الأنبياء 98]
(إنكم) يا أهل مكة (وما تعبدون من دون الله) أي غيره من الأوثان (حصب جهنم) وقودها (أنتم لها واردون) داخلون فيها
43-لَوْ كَانَ هَؤُلَاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ [الأنبياء 99]
(لو كان هؤلاء) الأوثان (آلهة) كما زعمتم (ما وردوها) دخلوها (وكل) من العابدين والمعبودين (فيها خالدون)
44-ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ [الحج 30]
(ذلك) خبر مبتدأ مقدر أي الأمر أو الشأن ذلك مذكور (ومن يعظم حرمات الله) هي ما لا يحل انتهاكه (فهو) أي تعظيمها (خير له عند ربه) في الآخرة (وأحلت لكم الأنعام) أكلا بعد الذبح (إلا ما يتلى عليكم) تحريمه في حرمت عليكم الميتة الآية فالاستثناء منقطع ويجوز أن يكون متصلا والتحريم لما عرض من الموت ونحوه (فاجتنبوا الرجس من الأوثان) من للبيان أي الذي هو الأوثان (واجتنبوا قول الزور) أي الشرك بالله في تلبيتكم أو شهادة الزور
45-حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ [الحج 31]
(حنفاء لله) مسلمين عادلين عن كل دين سوى دينه (غير مشركين به) تأكيد لما قبله وهما حالان من الواو (ومن يشرك بالله فكأنما خر) سقط (من السماء فتخطفه الطير) أي تأخذه بسرعة (أو تهوي به الريح) أي تسقطه (في مكان سحيق) بعيد أي فهو لا يرجى خلاصه
46-فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ [الشعراء 213]
(فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين) إن فعلت ذلك الذي دعوك إليه
47-وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [القصص 87]
(ولا يصدنك) أصله يصدونك حذفت نون الرفع للجازم والواو الفاعل لالتقائها مع النون الساكنة (عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك) أي لا نرجع إليهم في ذلك (وادع) الناس (إلى ربك) بتوحيده وعبادته (ولا تكونن من المشركين) بإعانتهم ولم يؤثر الجازم في الفعل لبنائه
48-وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [العنكبوت 8]
(ووصينا الإنسان بوالديه حسنا) أي إيصاء ذا حسن بأن يبرهما (وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به) بإشراكه (علم) موافقة للواقع فلا مفهوم له (فلا تطعهما) في الاشراك (إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون) فاجازيكم به
49-مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [الروم 31]
(منيبين) راجعون (إليه) تعالى فيما أمر به ونهى عنه حال من فاعل أقم وما أريد به أي اقيموا (واتقوه) خافوه (وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين)
50-مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [الروم 32]
(من الذين) بدل بإعادة الجار (فرقوا دينهم) باختلافهم فيما يعبدونه (وكانوا شيعا) فرقا في ذلك (كل حزب) منهم (بما لديهم) عندهم (فرحون) مسرورون وفي قراءة فارقوا أي تركوا دينهم الذي أمروا به
51-وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ [الروم 33]
(وإذا مس الناس) كفار مكة وغيرهم (ضر) شدة (دعوا ربهم منيبين) راجعين (إليه) دون غيره (ثم إذا أذاقهم منه رحمة) بالمطر (إذا فريق منهم بربهم يشركون)
52-وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان 13]
واذكر (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني) تصغير إشفاق (لا تشرك بالله إن الشرك) بالله (لظلم عظيم) فرجع إليه وأسلم
53-وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [لقمان 15]
(وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم) موافقة للواقع (فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) بالمعروف البر والصلة (واتبع سبيل) طريق (من أناب) رجع (إلي) بالطاعة (ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون) فاجازيكم عليه وجملة الوصية وما بعدها اعتراض
54-إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ [الصافات 38]
(إنكم) فيه التفات (لذائقوا العذاب الأليم)
55-وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الصافات 39]
(وما تجزون إلا) جزاء (ما كنتم تعملون)
56-فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ [الصافات 161]
(فإنكم وما تعبدون) من الأصنام
57-مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ [الصافات 162]
(ما أنتم عليه) أي على معبودكم وعليه متعلق بقوله (بفاتنين) أحدا
58-أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ [ص 9]
(أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز) الغالب (الوهاب) من النبوة وغيرها فيعطوها من شاؤوا
59-أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ [ص 10]
(أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما) إن زعموا ذلك (فليرتقوا في الأسباب) الموصلة إلى السماء فيأتوا بالوحي فيخصوا به من شاؤوا وأم في الموضعين بمعنى همزة الانكار
60-جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ [ص 11]
(جند ما) جند حقير (هنالك) في تكذيبهم لك (مهزوم) صفة جند (من الأحزاب) صفة جند أيضا كالأجناد من جنس الأحزاب المتحزبين على الأنبياء قبلك واولئك قد قهروا واهلكوا فكذلك نهلك هؤلاء
61-أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر 3]
(ألا لله الدين الخالص) لا يستحقه غيره (والذين اتخذوا من دونه) الأصنام (أولياء) وهم كفار مكة قالوا (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) قربى مصدر بمعنى تقريبا (إن الله يحكم بينهم) وبين المسلمين (فيما هم فيه يختلفون) من أمر الدين فيدخل المؤمنين الجنة والكافرين النار (إن الله لا يهدي من هو كاذب) في نسبة الولد إليه (كفار) بعبادته غير الله
62-وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ [الزمر 8]
(وإذا مس الإنسان) الكافر (ضر دعا ربه) تضرع (منيبا) راجعا (إليه ثم إذا خوله نعمة) أعطاه إنعاما (منه نسي) ترك (ما كان يدعو) يتضرع (إليه من قبل) وهو الله فما في موضع من (وجعل لله أندادا) شركاء (ليضل) بفتح الياء وضمها (عن سبيله) دين الإسلام (قل تمتع بكفرك قليلا) بقية أجلك (إنك من أصحاب النار)
63-وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ [الزمر 17]
(والذين اجتنبوا الطاغوت) الأوثان (أن يعبدوها وأنابوا) أقبلوا (إلى الله لهم البشرى) بالجنة (فبشر عباد)
64-قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ [الزمر 64]
(قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون) غير منصوب بأعبد المعمول لتأمروني بتقدير أن بنون واحدة وبنونين بإدغام وفك
65-قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [غافر 66]
(قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون) تعبدون (من دون الله لما جاءني البينات) دلائل التوحيد (من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين)
66-وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم مِّنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الأحقاف 27]
(ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى) أي من أهلها كثمود وعاد وقوم لوط (وصرفنا الآيات) كررنا الحجج البينات (لعلهم يرجعون)
67-فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَاناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ [الأحقاف 28]
(فلولا) هلا (نصرهم) بدفع العذاب عنهم (الذين اتخذوا من دون الله) أي غيره (قربانا) متقربا بهم إلى الله (آلهة) معه وهم الأصنام ومفعول اتخذ الأول ضمير محذوف يعود على الموصول أي هم وقربانا الثاني وآلهة بدل منه (بل ضلوا) غابوا (عنهم) عند نزول العذاب (وذلك) أي اتخاذهم الأصنام آلهة قربانا (إفكهم) كذبهم (وما كانوا يفترون) يكذبون وما مصدرية أو موصولة والعائد محذوف أي فيه
68-وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ [الذاريات 51]
(ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين) يقدر قبل ففروا قل لهم
69-يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [الممتحنة 12]
(يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن) كما كان يفعل في الجاهلية من وأد البنات أي دفنهن أحياء خوف العار والفقر (ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن) أي بولد ملقوط ينسبنه إلى الزوج ووصف بصفة الولد الحقيقي فإن الأم إذا وضعته سقط بين يديها ورجليها (ولا يعصينك في) فعل (معروف) هو ما وافق طاعة الله كترك النياحة وتمزيق الثياب وجز الشعور وشق الجيب وخمش الوجه (فبايعهن) فعل ذلك صلى الله عليه وسلم بالقول ولم يصافح واحدة منهن (واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم)
70-وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً [الجن 18]
(وأن المساجد) مواضع الصلاة (لله فلا تدعوا) فيها (مع الله أحدا) بأن تشركوا كما كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا
رابعا :عقوبته
الإنسان قد يرتكب عشرات الأخطاء, لكن الطريق إلى الله سالك, أما هناك خطأ واحد, وهو الشرك بالله, هذا الذنب لا يُغفر.
ما هي الذنوب التي يغفرها الله, وما هي الذنوب التي لا تترك؟ :
ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
((أن هناك ذنباً يغفر, وأن هناك ذنباً لا يغفر, وأن هناك ذنباً لا يترك))
فما كان بينك وبين الله يغفره الله, لأن حقوق الله مبنية على المسامحة, وما كان بينك وبين العباد لا يُترك, لأن حقوق العباد مبنية على المشاححة, وحقوق العباد لا تسقط إلا بالأداء أو المسامحة, في حالتين؛ إما أن تؤدي الحق, وإما أن يسامحك أخوك عن طيب نفس, من دون ضغط أو إكراه, إذا تمت مسامحة بين العباد, ربنا جل جلاله: يبارك هذه المسامحة, ولا يتدخل.
لذلك: النبي -عليه الصلاة والسلام- كان إذا مات أحد أصحابه, ودعي إلى الصلاة عليه, يسأل:
((أعليه دين؟ فإن قالوا: نعم, يقول: صلوا على صاحبكم, ولا يصلي عليه))
مع أنه من أصحابه, وربما خاض معه المعارك, وربما كان مجاهداً في سبيل الله.
بل إن النبي -عليه الصلاة والسلام- استفتي مرة, فيما إذا كان الشهيد تُغفر له كل ذنوبه, فأجاب بالإيجاب, ثم جاءه جبريل مستدركاً, قال للذي سأله:
((-تعال- يُغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين))
[أخرجه مسلم في الصحيح]
حتى في بعض الأحاديث: لو أن الإنسان مات شهيداً, ثم عاش, ثم مات شهيداً, لا يُغفر له الدين أبداً.
والدين ...... أحاديث كثيرة جداً, وردت في الترغيب والترهيب, تحذر من الدين؛ يجب أن تستقرض لأمر خطير, ويجب أن تستقرض ومعك ما يكافىء هذا الدين؛ عقار, أو شيء ثابت.
لو أن صاحب الدين طالب بدينه, هناك ما يباع لأمر أساسي, وعندك ما يكافىء الدين, وإلا يبقى معلقاً بدينه إلى يوم القيامة.
والإنسان قبل أن يستقرض, ليعد إلى الألف, لأن المال شقيق الروح.
((من أخذ أموال الناس يريد أداءها, أدى الله عنه, ومن أخذ أموال الناس يريد إتلافها, أتلفه الله))
[أخرجه البخاري في الصحيح]
امثله
قصة من واقعنا :
إنسان آخر: سائق سيارة, استوقفته فتاة, ترتدي عباءة: إلى أين يا أختي؟ قالت: إلى أين تريد, خذني إلى أي مكان تشاء, فهم, وعد هذا غنيمة, ولما قضى وطره منها, قدمت له ظرفين؛ ظرف فيه رسالة, وظرف فيه خمسة آلاف دولار, فلما ذهب ليصرف المال, إذا بها مزورة, وضع السجن, ولما فتح الرسالة, وجد فيها سطراً واحداً: مرحباً بك في نادي الإيدز:
?هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ?
[سورة القصص الآية:15]
آلاف القصص, آلاف الجرائم؛ المؤمن الذي له مجلس علم, نور الله قلبه بالعلم, على بينة من ربه, على صراط مستقيم, على منهج واضح, له اتصال بالله, له أخوة في الله؛ يسددون خطاه, يرشدونه, يأخذون بيده, لا يمكن أن يصل إلى هذا الطريق.
لذلك: أكبر الكبائر: الإشراك بالله, وقتل النفس.
ويظل المسلم بخير, ما لم يسفك دماً.
الشرك يؤدي إلى سفك الدم :
أيها الأخوة, الإنسان أحياناً, الشرك يؤدي إلى سفك دم.
تاجر أقمشة عنده موظف, اختلف معه, طرده, جيد, لا يوجد مانع, هذا الموظف أخبر الجهات المسؤولة: أن عنده مستودعاً, فيه أقمشة مهربة, جاء البلاء الأعظم, ضبطت البضاعة -وكلف وقتها قبل اثنتي عشرة سنة, كلف بثمانمئة ألف, يعني مبلغ خيالي, يساوي ثمانية ملايين, عشرة ملايين- ما كان من هذا صاحب المحل: إلا أن قتل هذا الموظف.
الآن: محكوم ثلاثون سنة, مضى منها اثنتا عشرة سنة؛ لو كان موحداً, لو أنه رأى أن هذا فعل الله, ولعل الله يغفر له, لو أنه رأى أن هذا فعل الله؛ لعله تأديب, لعله تربية, لعله ...... رضي بقضاء الله, لبقي مع أهله, وعوض الله عليه.
أنا أقول لكم قصصاً واقعية, البلد مليئة بالقصص, الذي له مجلس علم محصن .......
يا بني! العلم خير من المال؛ لأن العلم يحرسك وأنت تحرس المال, والمال تنقصه النفقة, والعلم يزكو على الإنفاق.
يا بني! مات خزان المال وهم أحياء, والعلماء باقون ما بقي الدهر؛ أعيانهم مفقودة, وأمثالهم في القلوب موجودة.
هذا ما يقع به الإنسان الجاهل البعيد عن مجالس العلم الشرعي :
مرة أخ, بعد ما انتهت الخطبة, قال لي: عندي سؤال, لي عندك مشكلة, أرجو أن تصغي إلي, أصغيت إليه:
عنده زوجة خائنة, وله منها خمسة أولاد, وهو يشك أن كل هؤلاء الأولاد: ليسوا منه, حسناً: مع من تخونك؟ قال لي: مع جارنا, كيف تعرف عليها جارك؟ قال لي: والله أنا السبب, كان عندنا في البيت, قلت لها: تعالي أم فلان, هذا مثل أخيك, من هنا بدأت.
لماذا يجب أن تحضر مجلس علم؟ لتعرف ما ينبغي وما لا ينبغي, ما يجوز وما لا يجوز, الحلال والحرام, المنهج الصحيح.
الشرع حبل الله المتين, من أمسك به نجا.
يعني: مستحيل إنسان يطبق الشر, يصل للمحكمة, مستحيل إنسان يطبق الشرع, يصل للمقبرة مقتولاً, مستحيل.
واضح؛ لو أن السائق له مجلس علم, حينما تقول له: خذني إلى أين تريد, يفتح الباب, ويركلها بقدمه, انتهى الأمر, لو أن هذا الزوج يحضر مجلس علم, لا يسمح لأحد أن يرى زوجته إلا المحارم, انتهى الأمر, ما عرفها, لو أن كل من أصابته مصيبة, عرف الله, ما وقع في هذه المشكلة.
ما سبب المشاكل في الأرض؟ :
أيها الأخوة, خذوا هذه القاعدة الذهبية: ما من مشكلة على وجه الأرض, إلا بسبب معصية.
الأمن الجنائي عندهم قاعدة: كلما وجدوا جريمة, يقول: فتش عن المرأة, وراءها في امرأة.
أنا أريد أن أقول كلاماً, أصح من هذا الكلام:
كلما رأيت مشكلة, فتش عن المعصية؛ أين في معصية, هذه المشكلة وراءها معصية, وهذه المعصية وراءها جهل, والجهل أعدى أعداء الإنسان, والجاهل يفعل في نفسه, ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به, عدوك اللدود, لو مُكِّن منك, لا يستطيع أن يفعل بك, ما تفعله أنت بنفسك عن طيب خاطر:
?وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ?
[سورة البقرة الآية:57]
هم ظلموا أنفسهم.
يقول الله عز وجل:
?فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ?
[سورة البقرة الآية:175]
يعني: كأن الله يتعجب, يعملون عملاً ينتهي بهم إلى الدمار, إلى الهلاك, إلى الفقر, إلى القهر, إلى المرض, إلى الهم, وقد ينتهي بهم إلى القتل.
هؤلاء الذين يُعدمون, الذين يرتكبون الجرائم, ما الذي أوصلهم إلى حبل المشنقة؟ بعدهم عن الله, وغفلتهم, والعمل الذي هم فيه:
?وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى?
[سورة طه الآية:124]
الشرع لا بد من أن يؤخذ كله وإلا لا تقطف ثماره :
أنا أقول لكم حالات حادة, حالات خطيرة؛ لكن هناك آلاف الحالات المخففة؛ إنسان محترم, لكن يطلق البصر في الحرام, إنسان محترم, لكن يؤثر الاختلاط في العلاقات الاجتماعية, إنسان محترم, يتساهل في كسب المال, إذاً: الشرع لا بد من أن يُؤخذ كله, أو إن أخذت شيئاً, وتركت شيئاً, لا تقطف الثمار يانعة منه.
وفي الختام
اقول لك اختي Fobuki Shiroღ جزاكي الله خيرا على هذه المسابقة الرائعة