الطـريــق الـــذي يفقــــد النهايـــة !! - عيون العرب

**عمر عيسى محمد أحمد** · #1 08-23-2014, 04:11 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

بربر

الطـريق الـذي يفقــد النهايـة !!

( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )

هو ذلك الضمير .. في العمق ينادي .. يلح ويجادل .. جولات من التأنيب قد تلازم العمر دون كلل أو ملل .. وتلك النفس لا تبالي .. تريد وتريد وتريد .. وبإصرار تنازع حتى تنال ما تريد .. وحين ترغب تفقد الصواب لتكون ملحاحة صماء عمياء .. لا تتراجع ولا تتنازل .. بل تتمرد بعناد وتطالب بإلحاح .. ولا تسكت إلا إذا وقعت الواقعة وجرت النزوة والرغبة .. ومهما كانت نوعية الرغبة من متاح أو محظور فالنفس هي النفس .. وإذا نالت النفس لا تكتفي بالجرعة .. ولكنها كالأمعاء تعود لتجوع بعد حين .. وإذا جاعت لا تسكت حتى تشبع .. وإذا شبعت دخلت في مرحلة من الندامة والأسف .. تبكي ثم تبكي وتندم ثم تعتب وتلوم .. وحينها تقسم جازمةَ بأنها لن تعود لسابق التجربة .. ولن تنهزم في جولة أخرى .. ولكنها لا تصدق في عزمها إطلاقاَ .. بل تحير العقول حين تركب الموجة من جديد بنفس المنوال .. وبخيبة تجرب المجرب مليون مرة .. وتصر على خوض التجربة بشغف وكأنها تخوض لأول مرة .. فالأنفس أمرها عجيب وعجيب .. فهي قبل القيام بالتجربة تنسى مرارات التجربة السابقة .. وتراودها الأحلام بحلاوة تجربة جديدة .. فتقسم بأنها لم تذق طعم تلك التجربة من قبل .. وبعد التجربة تقسم بأنها لم تكره شيئاَ في الوجود مثل كراهيتها لذلك الطعم والمذاق .. ثم تتوب وتندم من جديد .. وتتحسر على قساوة التجربة وعلى مرارة الثمار .. ولكنها لا تتعظ ولا تكتفي بذلك القدر .. بل تجادل بمنوال يجلب الحيرة للعقول لتواصل وتواكب مشوار التجارب من جديد .. والمجريات تبدأ في صفحة جديدة بنفس السيرة السابقة .. وكأن التجربة الماضية لم تكن ذات يوم .. فالنفس تريد وتلح .. ثم الضمير يخاطب وينازع .. بعدها تنال النفس ما تريد .. ثم تبكي بمرارة على قسوة الإدمان .. فنفوس البشر محيرة للألباب .. تلح حين تريد وتبكي حين تنال .. وكأن تلك النفوس تفقد ذاكرتها فجأة لتبدأ الخطوة من جديد .. فهي تنسى كلياَ مرارات وآلام التجربة السابقة !! .. ثم تحلم في حلاوة تجربة جديدة .. وفي أعماقها تعلم جيداَ أن النسخ متطابقة !! .. ومع ذلك فهي تجرب المجرب مليون مرة رغم قسوتها ومرارتها !! .. ويخال للمراقب أن تلك النفوس المدمنة تتلاشى في مرحلة عن العدم لتحل محلها نفوس بديلة !! .. صور إدمان تعني دوامة حلقات متتالية لا تعرف النهايات ولا تعرف التوقف .. أصحابها في دوائر من الجدل العقيم .. لا ينتهون ولا يتوقفون عند الإشارات الحمراء .. ولا يكتفون بملذات الإشارات الخضراء .. ولا يهابون بتحذيرات الإشارات الصفراء .. يجلدون أجسادهم بسياط الملذات والرغبات .. ثم يبكون بحرقة حين تنالهم لسعات العواقب الوخيمة .. فما هي كنهه تلك الأنفس المغلوبة على أمرها ؟؟ .. فهل هي تلك النفوس المبتلية ابتلاء المشيئة والأقدار ؟؟ .. أم هي تلك النفوس اللوامة التي تخالف ثم تلوم الذات بغير جدوى ؟؟.. أم هي تلك النفوس الغارقة في دوامة الأماني الخادعة المضطربة الكاذبة ؟؟ .. أما هي تلك النفوس العاجزة عن ملازمة الصراط المستقيم .. الفاقدة لمسالك العفة والسلامة ؟؟ .. أم هي تلك النفوس المترددة التي تلاطمها الأمواج ضعفاَ ووهناَ ثم لا تجد من يسعفها بأطواق النجاة ؟؟ .. هم أهل أسقام هالكة مهلكة يفقدون الترياق ويفقدون الشفاء .. يتسلقون السلم من البداية للنهاية ألف مرة ثم لا يكتفون .. وطوال مشوار الحياة يعقدون العزم ثم لا يلتزمون .. ولا يحدهم عن ذلك المشوار إلا الموت .. فهل يستحقون الشفقة أم يستحقون النقمة ؟؟ .. أم يستحقون ذلك الدعاء ( اللهم أشفي كل مبتل ) .

( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

**ورد الياسمين2** · #2 08-23-2014, 05:39 PM

.

,

/

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف الحال يارب بخير
صراحه موضوعك في قمه الروعه والابداع والرقي
كلام ولااروع هو في الصميم تماما

الطـريق الـذي يفقــد النهايـة !!

كان عنوان الموضوع بحق رهيب وراقي بشكل
اعتدنا ان تكون نهايه لاغلب الطرق الي نسلكها بحياتنا
لكن هناك طرق فعلا لانهايه لها فالموت هو وحده من يختمها دون الوصول الى الهدف المنشود

هو ذلك الضمير .. في العمق ينادي .. يلح ويجادل .. جولات من التأنيب قد تلازم العمر دون كلل أو ملل

كلمات تبعثر كيان الانسان الف مره صراحه
اجزم ان كل من يقرأ مقالك يرى بأن مضمونه يتحدث عنه
كل منا قد مر بصراع مع ضميره حينما اراد ان يقوم بعمل معين
عمل يتعارض من فطره الانسان لربما ظروفه اجبرته
والضروره حتمته عليه ترك انسانيته ليحيى
لكن لابد له اولا من ان يقتل ذلك الضمير ا...

تلك النفس لا تبالي .. تريد وتريد وتريد
حين ترغب تفقد الصواب لتكون ملحاحة صماء عمياء .. لا تتراجع ولا تتنازل .. بل تتمرد بعناد وتطالب بإلحاح ..

فعلا هي هذه نفس الانسان التي بصعوب يستطيع ان يروضها
لربما اذا لم يسيطر عليها منذ الصغر تصبح كحيوان مفترس لايمكن ان يوقفه احد
تفعل المحال لتنال ماتريد
وبالاخير تكون العواقب وخيمه والندم لايفيد
تحاول ان تتوب لكن بمضي مده تنسى وتعود لجشعها

مخيفه هي النفس لولا رحمه الله لأدت بنا جميعا الى الهاويه

مقال اكثر من رائع اندمجت معه بكل جوارحي
كان شيق بكل ماللكلمه من معنى فقد استفدت واستمتعت
حتى ان نفسي قد اقشعرت لكثره عصيانها لخالقها
باقت ودي وشكري لحضرتك

اكيد تستحق التقيم

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
الزر الـــذي أقلق العآلم .!	48	نكت و ضحك و خنبقة	38	06-26-2013 09:59 PM
مــا المكـتـوب عـلـى الخـاتـم الـــذى يلـبـسـه بوش	adham-55	أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه	13	04-16-2006 03:41 AM