عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree3Likes
  • 1 Post By مـــدى
  • 1 Post By مـــدى
  • 1 Post By بديع
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-19-2014, 07:19 PM
 
[ لم أُعطِها اِسْمًا..!] قصة قصيرة







[ لم أُعطِها اِسْمًا..!]
كزهرة عبقة مغلقة على أريجها الفواح..أبى إلا أن يبقى منغلقا على حقيقة الامر..!
لم يعترف حتى لروحه أنه فقدها..و منع نهاه عن الإقرار لفؤاده أنه خسرها..جعل نفسه يتناسى أنها ذات يوم كانت زهرة التي ضمَّخت حياته بعبق خاص لم يفقه لحد الساعة ما هو..!
لا طالما كانت حياته كبستاني شاب بسيط فارغة من كل شيء..إلاَّ الورود..لكنه و بعدما خسرها هي..أدرك أنه خسر الزهرة الوحيدة التي أحَّب من بين كلّ زهوره..!
فجأة هو وجدها..و فجأة فقدها مرَّة أخرى..لم يذكر أنه أعطاها شيئًا..لم يُعطها حتى اسمًا..!
ها هو ذا يجلس الآن إلى طاولة صغيرة منهزما مكسور الجناحين..فارغا إلا من شظايا ذكريات ممزقة بسيف الزمن القاطع..يحاول ملئ فراغه القاتل بكوب قهوة سوداء سواد أيامه من دونها..
يوم وجدها..لم تكن سوى برعمة صغيرة بجمال بِكر..جمال يضاهي زهور الكرز المتفتحة في أوج الربيع..منفردة كانت بجمالها الفاتن..ذلك الجمال الهش الذي امتلكته..
لا حول لها و لا قوة..عاجزة لأبعد الحدود..لا تملك سوى عينان بريئتان مضطربتان..تحملان جملا غير مفهومة..مشتتة تشتت أفكارها..
وجدهَا إثرَ إحدى جولاته في غابةٍ نائيةٍ تبُث هيبتها القشعريرة في فؤاد المَّار بها..كان هناك بصدد البحثِ عنْ أنواعِ زهورٍ أخرى يملأ بها حدائقَه العامرَة..التي لم يكتَفِ من ملأها زهورًا تشبع فراغَه الداخلي أكثرَ ممَّا تملأ الردهاتِ..!
كان يسيرُ فحسب..باحثًا بعينيه القاتمتان "عديمتا الحياة" في ربوع المكانِ..اللتان اعتلتَا وجههُ الأسمر ذو الملامح الغير واضحة التي لا يمكن تفسير ألغازها المطروحة في كل قسمَة من قسماته..
خطواته السريعة التي بدا فيها –كما عُرِفَ منذ زمن-متبلّد الإحساس جانحا للوحدة..مضطربًا عديم الثقة بأي شيء حوله..إلَّا النباتات..!
لفتَت انتباههُ زهرةٌ غريبة الشكل و اللون..بنفسجية غامقة لدرجة جعلت شيئًا من الاسوداد يلجُ لونها الذي لا لون له..أسرعَ على وقع غريزته المتعطشة للورود لاكتشافها..مارًا بين تلك الحشائش الطويلة التي تملأ المكان ..وجد ان الصرح يضيج بهذه الورود ذات الرائحة العبقة الأشبه برائحة أنثى بجمال ملائكي وضَّاح..أخذَ يجتاز تلك الحشائش الطويلة التي هيمنت على المكان و سربلته بخضرتها الكاذبة..لعنها في ذاته..و أخذ يقتلعها بمنجله بشيء من العصبية ليصل إلى غايته التي لا لون لها..
استوقفته ملائكيتها..كانت جالسة هناك تنظر إلى تلك الزهرة الغريبة..بعينين منبلجتين دهشة..تلمسها تارة بأناملها الرقيقة..و تخفض رأسها لتستنشق رائحتها تارة أخرى..كانت كملاك ناعمٍ بجمال فاتن..بدهشة زادتها رونقا جذب عينيه الباردتين المضطربتين لتأملها مطولا..ليس من عادة سكان البلدة التوجه إلى غابته تلك..فالأساطير التي تدور حولها كافية لجعلهم ينفرون حتى من المرور بها..
ألقى معوله أرضا و قرر الاقتراب منها ليكلمها..هو الذي لم يكلم إلا زهورا طوال سنوات مِداد..كان يقترب بحذر و كأنه بصدد التقرب من غزال بري يرعبه أدنى صوت حوله..
-من..من أنتِ؟
صوته الغريب الممزوج ببحة خلَّفها زمنٌ من الصمت المتواصل أرعبها..فتكورت على نفسها و عادت إلى الخلف لا إراديا ترمقه بعينين خائفتين متلألئتين..اقترب أكثر و جلس قبالتها..بصمت..أخذ ينظر في عينيها الخائفتين..
لم تكن تستطيع أن تتكلم..إنها خرساء..لغتها هي عينيها الوديعتين بديعتي الحسن..البراقتان بوهج من البراءة..هي لم تكن تعرف شيئًا عن هذه الحياة رغم مرور أكثر من سبعة عشرة سنة من عمرها..سوى ذلك الظلام المدلهم و البرد الزمهرير الذي كانت تعيشه في حجرة منعزلة..وحيدة في غياهب النسيان..
كانت ببراءة طفلة لم ترَ من الوجود سوى غرفة ولادتها المعتمة طوال سبعة عشر سنة من ميلادها..لا تفقه من هذا الوجود شيئًا..
انتصب من مكانه و قرر المغادرة و تركها هناك..فهي رفضت حتى أن تومئ له بإشارة ما..
خطى بضع خطوات عائدًا إلى حديقته بعدما أخذ من الزهور الغريبة تلك ما اخذ..لكن..لاحظ أنها كانت تتبعه بوجل و بخطوات صغيرة مرتبكة..لم يعرها اهتماما..بل تابع طريقه موقنًا أنها ستغير الطريق..إلا أن صوت قدميها الحافيين الصغيرتين ما انفك يتبعه..إلى ان بلغ بستانه..!
..فُتِنَ بها..جعلت الدم يجري بعروقه الباردة..جعلت قلبه يخفق للمرة الاولى..جعلته يعرف ما هو الإحساس..!
"فاقد الشيء لا يعطيه.."!
ما أسخفها من عبارة..!هي لم تكن تملك شيئا..لا تفقه شيئًا..و اعطته..كل شيء!صارت زهرته الأروع..يعاملها كطفلة صغيرة..يعلمها أسماء الأشياء..يقص عليها الأقاصيص التي تجعلها منبهرة..فلا تجد إلا ابتسامتها الواسعة و تصفيقها الحار الحماسي وسيلة لإظهار دهشتها..
جعلها ترى النور..ترى الوجود بخيره و شره..و تواجهه بكل ما يحمل..عزلاء..لا تملك إلا ذلك الدرع الهش..لا تملكه إلا هو..!
جعلها ملكة عالمه..ملكة قلبه و لبه..أشعرها أنها تملك كل شيء..بينما هو لم يعطيها شيئًا..!
عاشت معه في بستانه زمنا..كانت كل يوم تتعلق به أكثر..كل ما تراه تبتسم ببراءة و غبطة عارمة..طفلة غريرة هيَ..!
دوما ما تبقى معه في حديقته الرحبة المزدانة بالزهور..تراقبه و هو يؤدي عمله..تصغي السمع إلى كلماته التي كان لها وقع نوتات سيمفونية غريبة..لم تفقه أنغامها لكنها وقعت أسيرة غرامها..تكتفي بابتسامة رقيقة على وجهها الفاتن..و بريق إعجاب في عينيها..ربما هذا لأنها لا تعرف غيره..هكذا أراد..أن لا ترى عينيها شخصا سواه..و ان تبقى أسيرة قلعته الخاصة..
يحب كثيرا هشاشة روحها..و جهلها لكل شيء..عشق أفكارها الساذجة البسيطة التي يقرأها في عينيها..
عشقه لضعفها هزم حبه لها..فحطمها..
لكن هذا الحب لم يستطع كبح الطمع..و في الأخير اتضح أنه يحب المال أكثر مما يحبها..
بكل برودة باعها مقابل بعض دريهمات..غير آبه بشعورها..ذلك الذي لم تستطع حتى البوح به..وافق على بيعها لرجل آخر..و تزويجها به..ضاربا حبه لها عرض الحائط..!
حدث أن زاره احد النبلاء الذي اعتاد على ارتياد حدائقه ليقتني الورود لإيوانه..كان في كل مرَّة يزوره أحدٌ يقوم بإخفائها بعيدا حرصا منه أن لا تقع عين أحدٍ عليها غيره..كان خائفا من أن تسرق عيونهم جمالها و رونقها..!
لكن هذه المرة..كانت جالسة في أرجوحتها..تلعب سعيدة بطوق من الزهور كانت قد صنعته ليزين شعرها العسجدي المديد..بينما ولج النبيل..
-من تلك الحسناء هناك..آرثر؟
قال النبيل الشاب بعد رؤيته لها..لجمالها الساحر البديع..ارتبك البستاني آرثر و لم يجد ما يقوله..فرد باقتضاب:
-فتاة فحسب..
-أعلم أنها فتاة..!لكن من ّأين أتيت بها؟أهي زوجتك..؟
-لا ليست زوجتي سيدي..
طأطئ آرثر رأسه بارتباك..لا يستطيع أن يقول أنها قريبته فالجميع على علم بأنه "مقطوع من شجرة"..و لا أقارب له..لم يستطع أن يقول حبيبتي..في بلدة الحب فيها جريمة عقابها السجن..!لم يجد آرثر حلّا غير البوح بالحقيقة كاملة للنبيل..
-أريدها..سأعطيك أي شيء مقابل هذه الفاتنة..
-لكن سيدي..
-من غير لكن..!سأغدقك بالمال..ستصير ملكًا..!أعطني إيَّاها فحسب..
و بالفعل..اغواه المال..!باعَ ملاكه البريء..أخذها النبيل الذي جاء لشراء الزهور..فاشترى الزهرة الأروع...!
هي لم تكن تريد الزواج من ذلك النبيل..مع أنها لا تفقه ما هو الزواج أصلا..لا تدري إلا أنها ستبتعد عن البستاني آرثر..و ستذهب مع شخص لا تعرفه..
اكتفى بإرغامها..بأن أخبرها أنها لعبة سيلعبانها مع النبيل فحسب..! أخبرها ان النبيل شخص جيد يلعب معهما..إنه صديق جديد..فقبلت بغبطة طفلة غريرة تعرض عليها لعبة جديدة مع اصدقاء جدد..!
أما هو..فدفن حبها في مقبرة نائية من قلبه..و ملأ مكانها بذلك البذخ الذي جعله النبيل يعيش به..لم يتذكرها إلا لما سار في جنازتها بعد سنة من آخر لقاء له بها..و قد قضت نحبها بسببه..و انتهت اللعبة التي تألمت خلالها كثيرًا..!غادرت.. تاركة خلفها صبيا جميلا..كان يريد أن يكون ابنه..لكنه في النهاية ابن النبيل..!
ماتت بعد وضعها لطفلها الصغير..كانت وحيدة بالمنزل و لم تستطع الاستنجاد بأحد..فهي بكماء و لا تعرف شيئا..و لا تعرف أحدا..!
و ها هي ذي غمامة الندم تخيم على حياته البائسة..!و بعد موتها..أدرك أنها و طول حياتها لم تمتلك اسما..و لم تمتلك شيئا سوى الألم الذي وهبه لها..
لم يجد حتى كلمة يكتبها على شاهد قبرها..بقي فارغا..لتكسوه الزهور..
و ها هو ذا يعود إلى حديقته..يبث نعيها لزهور التوليب البنفسجية..و يرثيها بالياسمين الفواح..بعبق ذكراها البريئة الصامتة..!
-تَمَّت-




MαrS likes this.
__________________
...
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-19-2014, 07:34 PM
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم أعزائي
ربآآه ! كم اشتقت إليكم جميعًا دون استثناء
أخيرا سمحت الظروف بأن أدخل لفترة قصيرة..فقررت و دون تفكير ان أضع هذه القصة..
حسنا..أريد انتقاداتكم و آرائكم الصريحة حولها..كالعادة
لكم مني فائق عبارات الحب..
اعتنوا بأنفسكم في غيابي :eesh:
في حفظ الرحمااان

ملاحظة:التنسيق مو راضي يظهر معي..لهيك أعتذر منكم
MαrS likes this.
__________________
...
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-20-2014, 07:26 PM
 
Talking

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك مدمد تراكي بخير ؟؟؟

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

انتي ما تتغيري الإبداع كله دائما
في بالك اشتقت لقلمك الرائع
و ها انت ثانية تبدعيننا بقصتك
و تنبثقين بأسلوبك
الذي لا طالما أسر الألباب جميعها
فكرة القصة مختلفة جميلة و فوق كل هذا منظمة
لا داعي للتنسيق كي تظهر روعة القصة
فالكلمات تتراقص في سمفونية مدى
أحببت الشكل الذي وصفت به في البداية
أما النهاية المأساوية فجميلة
أبدعت
و تم اللايك + التقييم
جاري الفايف ستارز
دمتي
__________________


بَديعٌ شَكْلُ وَجْهِي بَعْدَ أَنْ فَقَدْتُ اِبْتِسَامَتِي!

التعديل الأخير تم بواسطة MαrS ; 09-20-2014 الساعة 08:51 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فساتين ناعمة حوامل فساتين حمل قصيرة 2013 فساتين قصيرة للحوامل ملاك الرومنسيه حواء ~ 0 03-31-2012 09:58 PM
مجموعه فساتين قصيرة , افخم فساتين قصيرة 2013 , فساتين قصيرة متميزة 2013 هبه العمر حواء ~ 0 03-23-2012 07:16 PM
مجموعه ملابس قصيرة , اجمل ملابس قصيرة للبنات 2013 هبه العمر حواء ~ 1 03-21-2012 08:51 PM


الساعة الآن 01:48 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011