عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree21Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-10-2014, 12:26 AM
 
إنْفِصَآلْ الرُوُحْ |~

.












.





لازال عقلي يتأرجح و يعبث بأفكاري ..
المتخذة نمط وهمي يزيد مقدار إستفزازي و توتري كعدّاد صلب عنيد يأبى التوسط على شكلٍ!
توقفي المفاجئ في العوم بتخطي منطقة الطفو على الماء ،
و الولوج لإدراك القاع مع علمٍ لما سأعثر عليه ، فربما أكون صائبة فيما ساجده ،
تلك الظلمة الشائكة .. التي تجعلني مشوشة عديمة الإرادة ، كدمية قطنية تالفة رُميت داخل قعرٍ ممتلئ .
لست من الصنف المتمرّد ، ولكن تمردي يبعث فيّ كروحٍ أخرى فترغمني مكرهة فيما لا أريد .








.


يتبع .. ،
أرجو عدم الرد !
.
__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-10-2014, 01:15 AM
 
.





.






الإسم : إنفصال الروح .
الإسم بالإنجليزي : Split of the soul
النوع : رعب \ نفسيّ \ دموي
الفئة العمرية : ليس لأصحاب القلوب الضعيفة ! ( ممنوعة للأطفال )









استطيع القول بأن حبكة القصّة مفككّة ، ولا أقصد فيها بأنها
تتكون من جزئين ، ولكني جعلت الأحداث متنقلة بين الزمن
الماضي والحاضر ،
لقد تعمّدت وضعها بهذه الصورة وستدركون السبب في نهاية
القصّة .

ملاحظة : القصّة تحتوي على مشاهد دموية وعنيفة غير صالحة للأطفال ،
لقد حددت سن معين ونويت وضعه ولكني في النهاية لن أكون قادرة على تحديد
من سيقرأ لذا ( كل واحد وضميره ^^ )
مع العلم بأني كتبتها بعجلة فقد علمت بأمر المسابقة في وقت متأخر جداً
ولحسن الحظ فترة الإشتراك كانت متاحة مع وقت إنتهاء المشاركات
فسارعت بالكتابة ،
أمممم .. كنت أنوي الإكثار من بهارات الرعب ولكني تخلّيت عن الفكرة X
على كلٍ أتمنى لكم


قراءة ممتعة =)








.







.
__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#


التعديل الأخير تم بواسطة ميـآر ; 10-10-2014 الساعة 02:26 AM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-10-2014, 02:16 AM
 
.








.








(الثامن والعشرون من نوفمبر،2012م )

أنوار الشروق تهبط على أرضية الغرفة الخالية ،
من خلال النافذة المستطيلة المعرّاة من ستار يخفف من حدّة الضوء الساطع ،كانت خاوية بالطبع عداني وذلك الرجل صاحب المعطف الأبيض الذي يهم بخطواته عند هذه الصبيحة الملعونة لاجل غرضٍ ما !
أنني أسمع وقع خطاه يقترب .. ، مثل العادة .
كان من الصعب فرض التأقلم بإكراه على ذاتي بذاتي حتى أبادر بالصمت التعجيزي بغريزية محكمة
عندما يرتفع وابل الأسئلة ذاك منقذفاً إلي ، طارقاً جوانب رأسي من جميع الإتجاهات ،
ولكن عبثاً التنقيب عن الرد أمام كل هذا الإستفهام ..
وبالأخص عندما يصل إلى ذلك الجزء الذي أشك فيه بانه يستميلني بإصرار
حتى أجيب بأي كلمة تدلل على ما يبتغي الوصول إليه، وأنا لا أفقه عما يدور حوله عائداً إلى ذات النقطة !


( " أعلم أن هذا صعب ، قد تشعري أحياناً عند الإستلقاء بوخز سريع عند نهاية أطراف القدمين ..
من الممكن أن تشعري بوجود أشخاص مجهولي الهوية يحيطون بك ،
أو عن ذلك الكابوس الذي كنتِ تتمتمين به .. صارحيني باثيلدس . وأعدك بأن كل شيء سيكون بخير . ")
(" لا أعلم بشيء .. الصداع يراودني ثانيةً .. " )

سرعان ما أرخى قلمه على جزء من الورقة المضمنّة كتابات عديدة ،
( "أخبرتكِ أنه عارضٌ طبيعي لمثل حالتكِ ، سيزول مع المسكنّات التي يجب أن تواضبي عليها ")
عدّل ساقيه ،
( "لنعد إلى محور حديثنا . باثيلدس أكتيون .. متى كانت آخر مرة تتذكرين فيها استيقاظكِ بعد منتصف الليل ؟ ")

لم أدري مطلقاً ما تتربع عليه هذه الأسئلة من إجابات ،
الأمور التي كانت تزعجني وتجعل الجلسة أطول من وقتها الطبيعي ،
مثل ألم جسدي المتكرر الذي يستنزف طاقتي ،و أهدابي التي تحاول السقوط على حين غرة كل دقيقة .. ،

( " أشعر بالبرد .. ")

رفع ناظريه ناحيتي وتعمّن فيّ لعدة ثوانٍ ،
ونفذ سؤالي من داخلي ككل مرة أتوجس فيها من إجابة مسموعة


( "ما الذي أفعله في هذا المكان؟ ")
همّ بإغلاق دفتره المشرّع وعلّق قلمه داخل جيب معطفه ..
( " يمكن للممرضة أن تصطحبكِ إلى غرفتك الآن لترتاحي " )

قالها وهو ينظر إلي .
ثم وقف من على كرسيه وتقدّم ناحيتي لينحني فوق رأسي ، لقد تمكنّت من مشاهدة فمه
وهو يتسّع عندما حرّكه وابتسم

(" لا تقلقي عزيزتي باثيلدس ، أعتقد بان الأمور ستكون بخير .. في المرة القادمة ستصبح بخير أكثر من الآن .. أسمحي لي فقط بأن أفهمكِ أكثر .. وستكونين بحالٍ جيدة ")
وربت على رأسي ،
("عديني أن لا تكثري من التسبب في الفوضى لوقتٍ طويل ، وسأوصي الممرضة الخاصة بكِ أن تقلل من استخدام الشدّة لإجباركِ على الهدوء .. ")
(" سأغرس الشوكة في عنقها اذا جلبت لي ذلك الأرز الذي يحوي مادة مهدئة ")
ضحك قليلاً بمرح ،
(" أعدكِ بأني سأوبّخها ")

ومشى مبتعداً حتى خرج من الغرفة بعد أن ودعّني ككل مرة برفقة بسمة زائفة،
(" ألقاكِ في الجلسة القادمة ")

ماذا كنت أفعل يا ترى في ذلك الوقت ؟ .. كنت خائفة من النظر إلى معالم المكان ،
كان شعري الأسود الطويل يغطي تقاسيم وجهي كستارٍ عازل ، لم أسمح لهم يوماً بأن
يطيلوا النظر كما يفعلون عند التحدث مع مرضاهم ، أعلم أن الرؤية إلى العينان
مع توجيه الأسئلة يثير تدفق الأدرينالين داخلي فأصاب بالجنون .. !

لحظته خلف الباب واقفاً يتحدث مع الممرضة ، وهي تحني رأسها مجيبة ،
أعتقدت مرة أخرى بأنها أوامره ، وأسئلته عن وضعي الحالي ،


(" لا عليكِ .. آه أجل .. ضاعفي الجرعة عند النوم حتى تستيقظ عند الظهيرة .. لا فائدة من الثرثرة معها كثيراً ،.. فقط ناوليها الأدوية المعتادة .. جلسات التنويم المغناطيسي ستُفقدها ذاكرتها تدريجياً ..")

وأُغلِقَ البابْ .

مرة من المرّات حدث هذا لي مع الطبيب السابق ، لقد شاهدت حائط الغرفة
يتمايل مع أجزاء وجهه عندما كان يخاطبني ، ولم يتضح شكل جلي للرؤيا التي تداخلت في معالمه ،
ومفهوم واضح لما كنت أصنع لحظة إهتزاز حدقتاي بسرعة . لقد كان يخاطبني ولكن بشكل مختلف ،

(" ما الأمر باثيلدس ؟ .. هل من خطبٍ ما ؟ .. ماذا ترين أمامكِ ؟ ")
فمٌ متعلّق على جانبٍ ، عينان متفاوتتان في الإرتفاع ، أنفٌ منحنِ ، كل هذا كان بارزاً
على صفحة وجهه الذي ولسببٍ ما ظهر متقوّساً . كنت أضج هتافاً في داخلي ،
انتابتني حالة من التعب بسبب إضطرابٍ في ذهني لم اكشفه ، جلسة من نوعٍ غريب
استخدم فيها بندولاً مضيئاً .. وكانت الغرفة مطفئة المصابيح .
لا أستطيع الشعور بالتغيير في كل هذه التجارب التي أوضع تحتها ،
سوى اني أصبحت اكثر هدوءً .. وإنطواءً في قوقعتي ، وأنني قمت أتجنب التحديق في وجه أي كان ،
لقد فقدت جزءً من ذاكرتي ، أشعر الآن بأني امتلك قطعة صغيرة منها .
هذه البناية الشاهقة التي حبست فيها لأول برهة زادت من شكوكي في تمييز الواقع عن الهوس الذي أشتد فيني .









(الثامن عشر من مارس ، 2010م)
كانت ليلة عاصفة ، سمعت في ساعتها صوت الرعد يقصف في السماء الممطرة . إرتطمت قطرات المطر كوابلٍ فوق سقف غرفتي ، والنافذة أصدرت صريراً بين فراغات زجاجها بسبب شدّة الرياح ، كنت مع كل هذه الأصوات افيق من نومي بشكل متقطع، حتى شعرت باني هويت في ظلمة لم أتخلص منها إلا بعد وقتٍ طويل .. طويل جداً !

أستيقظت عند الظهيرة ، كان المنبه يشير إلى الثانية والنصف . علمت ان والدي قد أغلق جهاز التبريد حتى أعاني من الحر الشديد لانهض ،
يومٌ عكُّ ظهرت الشوارع الأسفلتية فيه منصهرة ، والطرقات خالية من طيف شخصٍ واحد !
لم أسمع صوت باب المنزل يتحرك ككل ظهيرة ، فوالدي أعتاد الخروج لشراء بعض المواد الغذائية .. ،
"المحلات مغلقة! " .. أظن بانه صوت إذاعة الأخبار .. !
لقد أنقطعت الكهرباء هذا اليوم !!! .. يا للحظ التعس !!
اذاً والدي لم يدخل قبل نصف ساعة إلى الغرفة ليطفئ جهاز التبريد .. !


نهضت من فوق السرير ، وللحظة كدت أفقد فيها إتزاني .. أمسكت بمقدمة الكنبة ، باغتني دوارٌ شديد أشعرني بالغثيان .
ألقيت عيناي بعشوائية وبالصدفة توقفت على عقرب المنبه من جديد ،لقد كان يشير إلى الرابعة عصراُ !
كنت أجرب تحريك قدمي اليمنى التي ألتوت على كاحلي .. ، ثم عاجلتني الرهبة بسرعة ! .. إغماض عيناي لن يجلب نتيجة كما في الأفلام الكارتونية للخروج من حلمٍ ما .
هاجت غرفتي في صمت مُرعِب ، وظننته كذلك في أرجاء المنزل كلّه وكأن لا أحد ساكنٌ فيه .

دخلت إلى الحمام وأنا اتوجه إلى المغسلة . لم أكن على سجيتي ، شعرت بان هناك خطب ما بي ولكن لم أستطع معرفته ، حالة غريبة أعاني منها .. صداعٌ نصفي سيجلب الأسبرين له علاج فعّال .. ربما . لقد كنت أمشي مبتعدة عن السرير كأني قدح ممتلئ يخشى الوقوع ، ولكني أتذكر كيف كنت أزحف الآن للمغسلة ! .. لم اكن أمشي إطلاقاً .. !!


تقلّصت أمعائي بشكل فظيع ، أظن بان هناك جزء صلب عالقٌ في منتصف المريء .. نوع من الطعام يرفضه جسدي.
(" ما الذي تناولته ليلة البارحة على العشاء ؟ .. أظن بان الخادمة قد أعدت حساء الخضار المتبّل !! ")

أوشكت على الصراخ ولكني أحنيت رأسي بسرعة وأمسكت الحائط بكفيّ .. حتى تقيأت .. !
نظرت إلى ملامحي في المرآة ،
كانت الدموع التي أوشكت على النزول تمتطي هدبي ، لا شك بان إنتفاخ عيناي كان بسبب نهوضي المتكرر ليلة البارحة.
ثم اكتشفت خطأً احمراً عريضاً تحت شفتي ، لا .. أظن بأن فمي بأكمله متسّخ ! .. مرة اخرى نظرت إلى المغسلة .. ما لبثت قليلاً حتى تجمدّت عيناي مبعثرة النظرة وتراجعت للخلف حتى سقط على مؤخرتي . لست متاكدة مما شاهدته .. أظنه أنف بشريّ ما !!


("
أنا متاكدة من أنني استيقظت للتو قبل دقيقتين .. وكانت الساعة هي .. الثانية عشر والنصف ظهراً !! ")
انتبهت على رائحة أدمغت رأسي ، رائحة لاذعة تفوح كصدأ الحديد ، أمسكت بقميصي فوجدته ملطخ بالدم .. !!
مرت دقيقة أخذتني في شرود عميق .

رفعت كفاي غريزياً امام وجهي وأدرت رأسي إلى الخلف ، حيث شاهدت خطان أحمران بدآ من مقدمة باب الحمام وانقطعا عند مؤخرتي . أنكمشت في حالة إعياء وأنيّت من داخلي ، لم يتردد صدى الإجابة علناً كالشواهد المنطقية التي أفرزت الواقع كالحلم الأسود، وأي إجابة كنت امتلكها ..لقد ضربتني الحيرة .. ، وخطفني الرعب .











( السادس من مارس ، 2010م ، التاسعة والنصف صباحاً )

أصوات الفتيان تتعالى من كل حدب وصوب داخل ملعب كرة القدم الذي يقع أمام المقاعد قرب مبنى الصفوف !
يبدو أن هناك تدريبات مكثفة للمباراة بدأت قبل بضعة أيام ، لهذا أنجلى الحماس وطغى على وجوه أفراد فريق المدرسة وهم يتبادلون الكرة من قدم الى قدم لتحقيق هدف يضمن نتيجة التدريب.
مرر أحد الفتية الكرة بقدمه بقوة ليعطيها الى زميله في الملعب .. وانطلقت في الهواء كالقوس . بدل من أن تتجه الى زميله الواقف أمامه ، أستمرت في التحليق بعيداً لتسقط في النهاية قرب المقاعد . تدحرجت لبعض من الوقت.. ثم أستقرت قرب قدمي !
بقيت الكرة ساكنة ، ولم تتحرك لشدة شرودي عن المكان .

(" هي ! يا صاحبة المعطف الاحمر ! أيمكنكِ تمرير الكرة إلينا ؟ ")

ظل الشاب واقفاً ينتظر وصول الكرة اليه ، ينتظر لوقت طويــل حتى بدت على وجهه الحيرة ، وأزدادت هذه الحيرة لتتحول الى شعور بالغرابة ..
ضربت ألين على كتفي لتوقظني من شرودي ، ولكني في الحقيقة ولم أكن كذلك .
بدأت في خضم صراعٍ داخلي قبل حوالي ست دقائق تقريباً ،كنت أرفع معصمي لأحاول النظر إلى الساعة ولكنه كان يعاود السقوط لكأنه مرتبط بجاذبية أقوى من أن تجعلني أقف من على المقعد .. !

شاهدت هيكل أسود ينحني للأرض ثم يعاود الوقوف ، ثم يتابع الإنحناء بلا توقف .. !!
وأربكني تدحرج الكرة بعد توقفها لتضرب قدمي كل لحظة ، وكأنها متصلة بجهاز تحكّم عن بعد ، تسائلت ما إذا كان الجميع يستطيع رؤي حركتها . لقد جمد كل شيء في موقعه لوهلة .. !، ورأيت فقط أعضاء فريق مدرستنا يهتفون لي برمي الكرة إليهم ولكني لم اتمكن من سماع أصواتهم ، إلى أن شهدت ما لم يكن في الحسبان ! حيث توقف الهيكل عن إنحناءاته المتكررة وتعلّق كالصخر ، وتوقفت الكرة عن التدحرج .
صوت صدرْ .. صوت عنيف نتج عن ميلان عنق الجسد الأسود ، يتمايل وكأنه يتحطم ببطء ، حتى توقف وأرتفعت الذراع عن موضعها ، ثم جمدت في الخواء وفردت كفّها ، فرأيت السبابة تنكسر وتتدلى للأسفل كبندول ساعة حائط !!
وتمزّقت الكرّة ليتدفق سائل موحل نتن الرائحة من داخلها .. وأنفلقت لتُظهر رأساً لجسدٍ بشري في طور تعفّنه قد شغر تجويف في كلتا عيناه ، وكان الذباب الاخضر يحوم حوله .ثم تحرّك فجأة بسرعة خاطفة ليقابلني ! .. فرأيت فكّه ينزف بغزارة .. !!

لم يكد أن ينتهي كل هذا حتى أبصرت المكان يتأرجح أمام ناظري ، ثم تداخلت كل الأصوات في أذني وشعرت بالحموضة في حلقي ، وبغتة تعلّق سؤال بشع داخل رأسي المعطّل ، حديثٌ مبهم لم أدرك من أي زاوية ينطلق ، أحسست بأني أقطر حميماً لأكون مجرّد سائلٍ يغلي ويتساقط على الثلج .. فيهوي إدراكي معه وأنفصل بأكملي عن الواقع .
لم أكن لأسمح لأحدٍ أن يكتشف الحال الذي وصلت إليه .. ،

كانت ألين تراقبني مذعورة عندما علمت أن نداءاتها لي لم تنفع ، هزّت كتفي مراراً ولكني بقيت جماداً في مكاني ، أنتبهتْ على سقوط وشاحي الأحمر الذي كان ملفوفاً حول رقبتي على الثلج ، فأسرعت لإلتقاطه ونفضته.

تردد نداء صاحب الكرة الذي كان واقفاً بين أصحابه في مقدمة الملعب ،

(" هي ! يا صاحبة الوشاح الاحمر ! .. ")

ألين ضمت الوشاح إليها واهتز ثغرها لتخاطبني ببسمة خائفة ،
(" باثيلدس ألن تكفي عن خزعبلاتكِ هذه التي تثير قلقـ .. ")
عندما أرادت إرجاع نظرها إلى موقع جلوسي ، لم أكن متواجدة فيه !

*

هويت على أرضية الحمام ، واضعة يدي على موضع قلبي ، كان صدري يشهق ويزفر بقوة ويضغط على رئتاي ،وشيء ما يزداد ثقله فوق رأسي ، ينمّل أطرافي ، يجعلني شبه فاقدة للوعي وغير منصتة لما أسمعه .
خرجت من دورة المياه ولحسن الحظ لم يكن أحد فيها ، كان جرس إنتهاء وقت الإستراحة رنّ قبيل وقتٍ ضئيل وعاد الجميع لصفوفهم .
غزاني وجع عسير في بطني فامسكته بسرعة ودنوت من الصنبور لأفتحه . إنساب خرير الماء منه وبقيت أتقيئ . تمنيت في داخلي أن لا يعثر علي أحد ، ويشاهدني بهذه الحال ، أعتقدت في قرارة نفسي بأن طبيعتي هذه قد تبعد الكثيرين من حولي ، وتجعلني محطة ذكرٍ على لسان الكثيرين ، لماذا أصبحت أتقيئ بشكل يومي تقريباً في الآونة الاخيرة ؟.. وأخرج من معدتي أجزاءً بشرية !!

(" .. أذنٌ بشرية .. !!! ")
رفعت وجهي لأخاطبني في المرآة ، رأيت إنعكاسي يتذبذب على محياها ، وحاولت رفع يدي بغير إرادة إلى هذا الإنعكاس المشوش .. الذي يمثّل تقاسيم نفسٍ ضائعة بين السراب .
ولامست راحة كفّي المرآة ، فأبصرت من خلالها ظلاً يرتفع على الحائط المجاور ويتضخم شيئا فشيئاً ليلامس السقف .. !
هلعت في مكاني ، وأنا أعِيْ لقطرات لزجة تتساقط فوق خصل شعري .. ثم تنزلق فوق جبهتي وأنفي ، طرفت بناظري إلى الأعلى
فرأيت السقف يقطر دماء !!
تلك اللحظة عصيبة حين هاجمني الشلل في انحاء أضلعي .. !!
جربت الصراخ لعل أحدى الفتيات في خارج الممرات تستقبل صوتي ولكن فكي علق في غير موضعه وأضمحلت نغمة صوتي عن الظهور .. !! وبقيت أنظر الى انعكاس قسماتي في المرآة .. فقط أنا .. !!

انطفئت كل الأضواء أمامي .. وطغى الظلام داخل عيناي ثم قذفني في هاوية .. !!








(ليلة السابع من مارس ، 2010 )

صلّيت هذه الليلة لأجل أن لا أبصر كابوس آخر .. ، حتى أمسيت وسنى وغشيني النوم ، فأرخيت رأسي على الوسادة وأنا ارتجف .
وقع الصمت على زوايا غرفتي ، واعتقدت بأني مازلت مستيقظة .. أو لربما كابوس ولكنه ليس خارج الغرفة .. بل بداخلها!
الأمر الذي جعلني أيقن ما أنا فيه ، هو عندما جثم شيطان الليل على صدري لأصاب بالشلل ، لآخذ بمتابعة كل حدثٍ سيقع في غرفتي المظلمة .

ظهر ظلٌ على الجدار الأيمن للغرفة .. وأخذ بالإرتفاع .. !!
صوت سائلٍ لزج قرمزي بدأ بالخروج من تحت السجاد الاسود .. وأخذ يسيل بغلاظة .. ثم انتشر .
همسٌ ارتفع داخل أرجاء الغرفة .. ،أحاديث مبهمة وأحجيات غريبة تُنطُق على لسان مجهول .. أشبه بشبح !! وشيء ما يزحف من تحت السرير ويتمدد مثيراً صوتاً تتقشعر له الأبدان .. صوت تكسّر وتفرقع عظامٍ ما !
لثانية واحدة مرّت توقف كل شيء عن العمل كالصورة.. لتظهر ذراعٌ قد تدلّى جلدها .. تفوح منها رائحة الدماء .. !! من تحت السرير .. !!
ارتفعت شيئا فشيئا حتى أصبحت بمحاذاة جسدي الذي يصارع الوغى ويأبى السكون .. أمتدت الى ان لامسته بأكمله وقبضت عليه بقسوة لتحجزه عن الحركة نهائيا و تتابع الضغط .. !!
تثقل وتكتم على أنفاسي .. تعصر أحشائي وقلبي ..!!
تريد أن تسحق روحي قبل أضلعي !!
والدقائق تنفذ بسرعة البرق .. حاولت فيها الانتهاء من هذا الوجع المرير الذي يطغى ، إجبار أهدابي على الإرتفاع ، لقد حوتني ليلة الجحيم هذه ، وأذاقتني كما تذيقني في بداية كل ليلة ، عندما يسعى كل فردٍ إلى مأواه ، وأبقى وحيدة صمّاء عن العويل.









أنطوت صفحة بالية استحالت إلى اللون القمحي ، من قبيلة الصفحات تلك التي سكنت دفتراً مهترئاً أتسخ ببعض الغبار .
كان هواء الشتاء يتسلل إلى الغرفة من خلال النافذة المشرّعة ، التي أصبحت مهجورة إلا من أثاث قليل مبعثر مرّ عليه الدهر واغترف ما أغترف من صلابته ،حتى تجمعت بين زاوياه شباك العنكبوت الرمادية . كان الدفتر موضوعاً على الكرسي الخشبي الوحيد الذي انتصف المكان .. حيث فُتِحَ على صفحة ما ..

(الثامن عشر من مارس ، 2010 م )

حلم من الماضي ... ، أعتبره حاضراً ، عن طرق القطع !، هذا هو أقرب عنوان لوصف نوعه .
لهذا الحلم هاجسٌ رهيب جداً ، شعورٌ مروّع إلى حدٍ ما .. ولكنني لم أتأثر له بقدرٍ كبير ! .. لن أقول انها تجربة تمكنت من خوضها لأول مرة ، لانه في الحقيقة أشد من هذا .. ، فقط أقرب تعبير إليه هو كونه كإختبار يقيس مقدار الجانب الأسود الذي يحتويني .. ، أو على أقل تقدير .. طريقة تصرفي ، مدى هلعي او اضطرابي النفسيّ.
كانت باحة المنزل على ما أعتقد .. ، كنت فيها في منتصف الليل ، في بداية المشهد لم يكن الوقت متأخراً .. ولكن بعدها ، استغرق الى الحادية عشر ثم الثانية عشر .
كانت باحة المنزل هادئة على عادتها ولكن بهدوء غريب مع إنارة مصباحنا المعلّق فوق باب دورة المياه التي لا أحبب دخولها دوماً ، وكنت واقفة ولسبب ما شعرت بأن خادمتنا كانت واقفة ايضاً على بعد مقربة مني .. ثم تحركت و دخلت غرفتها ، وربما كان والدي موجود ثم أختفى بشكل فجائي.
على كلٍ .. كل ذلك مر كأنه مجموعة صغيرة من الاحداث الثانوية الطبيعية ، لم يكن هناك سوى ذلك المشهد الرئيسي الذي أستطيع القول بانه عنوان حلمي ، جثّة شخصٍ مدمّى !!
كنت آنذاك أحاول بتر أطراف ذلك الشخص الذي يتلوّى ألماً ، ولكن المشكلة التي أصابتني هي بأنني لم أمتلك القوة العضلية اللازمة لبترها بسرعة ويسر ، كان صعباً علي أن أسرع في عملي حين أغرس المنشار وأحرّكه في كتلة لحم .. بسبب كونه قاسياً جداً ، وكنت عندما أصل إلى جزء العظام يزداد الأمر تعقيداً وصعوبة ، بحيث كنت أبتغي إنهاء القطع بصورة أسرع حتى لا يتوجع ذلك الرجل أكثر من اللازم ، ويشعر بآلام البتر لوقتٍ أطول ..
ورغم التعب الذي كان يطوّقني ويخدّر أصابعي ، كان إمساك رغبتي عن الأكل محالاً بسبب أنني لم أستطع إخفاء حدّة جوعي عنهم لوقتٍ طويل ، أحببت الرائحة وأعتقدت بانه لا مانع هذه المرة إن تذوقت قبل أن أنتهي .
ووصل شعوري إلى أعلى مراتبه ، لأسلّمني الى سجيّة أطالب بالمزيد فيها ، والمزيد منه .. ،أضحيت جثة غرقت روحها في السبات
كنت بين الفينة والأخرى أسال نفسي هذا السؤال " في أي يوم نحن ؟ أين أنا ؟ .. ومن أكون ؟! "
آخر مشهد رأيته في هذا الحلم ، أن الدماء قد جعلت الرخام رطباً ، ولطّخت الحائط الذي يقبع خلف رأسه ، وتلطخت انا ايضاً بها ، لا أدري بالتحديد .. ، لكأنني كنت أحاول أن لا أشم رائحة الدماء النتنة التي تنبعث من المكان الذي تلوّن ، ومن أطرافه بعد أن أصبح مشوّهاً .
كأنني لم أشعر سوى برؤيتها .. ، وحين أستذكرت الرائحة أرتهبت من ولادة أحساسي القميء لها..
هذا كان هو آخر حلمٍ شهدته .









"باثيلدس أكتيون أبيلاردوس ، ذات السادسة عشر ربيعاً ، شهدت مقتل والدتها طعناً حتى الموت والجاني هو والدها الذي أخفى الجثة في قبو المنزل قبل ان تكتشف الشرطة ، لديها إنفصام في الشخصية ، وعدة إضطرابات في العقل ، تعاني من حالة غريبة من الهلاوس وشوهدت بسلوكها الذي أصبح عدائيا في الآونة الأخيرة ، حيث وجدت ملقاة في أحدى أزقة سان ميكال وهي غارقة في الدماء ومغطاة بأشلاء لحم وجلدٍ من الجنس البشري . قتلت خادمتهم ووالدها في باحة المنزل ووجدت مرمية في القبو قرب جثة والدتها عصر اليوم الذي يليه ، تم نقلها إلى المصحة النفسية لسجن محافظة سان خوسيه للعلاج ."

أغلق الطبيب الشاب مارك لوريس الملف الأصفر على طاولته ، ثم رفع كوب القهوة ليرتشف منه مغمضاً عينيه . ترددت دقات منتظمة على باب مكتبه فسمح بالدخول عالماً بهوية الطارق . فتحت الممرضة ساول الباب ودخلت ،
(" صباح الخير دكتور .. ")
(" أهلاً ساول ، هل من خطبٍ ما ؟ ")

جلست ساول على الكرسي المقابل لمكتب الطبيب مارك ، قالت ساول بزيّ الممرضة الأبيض :
(" ظننت أنك أرسلتني لتطمئن على حالها ")

أستدرك الطبيب مجيباً ، بعد أن وضع قهوته الساخنة على الصحن المزخرف ، أبتسم ،
(" هناك سؤال لازلت لم أتمكن من معرفة إجابته .. أولاً أخبريني .. ")

أستند على كرسيّه الجلدي ، وحرّك شعره الذهبي بأصابعه ،
(" كيف هو سلوك باثيلدس اليوم ؟ .. هل استيقظت ؟ ")
(" لازالت نائمة .. ")
(" جيد . ")

وضعت الممرضة ساول ساقهاً فوق الأخرى ، وأتكئت براحة كفّها وهي تنظر إلى الطبيب مارك بإبتسامة ماكرة تناغمت مع حمرة شفاهها الوردية التي رسمت ثغرها بإتقان ، قالت ولازالت البسمة على طليعتها :
(" وماهو هذا السؤال الذي يثير حيرتك طبيبنا العزيز مارك ؟ ")
شبك اصابعه امام ذقنه ، وسرح بناظريه ،قال بهدوء :
(" هل تتذكرين ذلك اليوم ، قبل سنة ونصف .. عندما قبضت شرطة سان ميكال على باثيلدس بعد أن عثروا عليها في قبو المنزل ..
كان صديقي طوني هو الطبيب الجنائي آنذاك معهم ، لازلت أتذكر ما أخبرني أياه عندما أمسكوها ")
نظر الطبيب إلى الممرضة ،
(" لقد كانت فزعة جداً عندما صرخت على الشرطة آمرة بهم أن يتركوها قرب جثة والدتها ، وأكدت لهم بأنها ستسلم نفسها بنفسها ولكن شرط أن ينقلوا معها الجثة ، ولكن ما كنت مهتم بمعرفته أكثر هو لماذا كانت تجيب الشرطة أثناء التحقيق بعبارة واحدة فقط كلما وجّه إليها سؤال ، كانت تقول بانها ليست السبب فيما حدث ، وليست مسؤولة عن جريمة والدها وخادمتهم وجريمة ذلك العجوز الأمريكي الذي لقي حتفه في أحد الازقة . حتى نطقت بتلك العبارة التي لازالت تكررها في جلساتي النفسيّة .. " لقد أجبرني ذلك الشخص على كل هذا .. لم أكن قادرة على فعل شيء عند حضوره .. انه السبب فيما وصلت إليه .. كان يستطيع تحريكي كيفما يشاء مكرهةً ، لم تصدقوني .. ! ")








أنوار الشروق تهبط على أرضية الغرفة الخالية ،
من خلال النافذة المستطيلة المعرّاة من ستار يخفف من حدّة الضوء الساطع ،
كانت خاوية بالطبع عداني وذلك الرجل صاحب المعطف الأبيض الذي يهم بخطواته
عند هذه الصبيحة الملعونة لاجل غرضٍ ما !
أنني أسمع وقع خطاه يقترب .. ، مثل العادة .



تمت





.







.
__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#


التعديل الأخير تم بواسطة ميـآر ; 10-10-2014 الساعة 11:44 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-10-2014, 02:24 AM
 
.








.





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحكم | مسائكم نور وخير ، كيف حالكم ؟
أتمنى أن تكونوا بصحة وعافية =)
هذه مشاركتي في مسابقة ( حكايات وأساطير ملوثة بالدم )

لا تنسوني من آرائكم وإنتقاداتكم
وبتوفيق لكل من شارك=)


في أمان الله.




.







.
__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#


التعديل الأخير تم بواسطة ميـآر ; 10-10-2014 الساعة 03:07 AM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-10-2014, 03:38 PM
 



بسم الله الرحمن الرحيم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كيفك أختي ..
اتمني تكوني بخير ..

مشكورة ع الدعوة اللطيفة ..

أولا أحييك على التنسيق الجميل والمبهر ..
كذلك سردك الرقيق والغامض بكل المعاني الجميلة .." class="inlineimg" />

استمتعت كثير بقصتك ..
فهي غاية بالجمال ..
والرعب قد خط على جوانبها بشكل بديع وتعجيزي ..

أختلجت مشاعري تلك الكلمات المبعوثة من بين أناملك الذهبية ..
فقد حاكت قلبي .. واستطاعت الدخول به عميقا ..
وصفك مذهل ..
ورائع ..
بدايتها والغموض اللذي التف حولها ..
هو ما جعلني أكملها للنهاية ..
رغم الخوف المتبادل أثناء متابعتي للقصة ..

أود شكرك على هذا الجمال الأخاذ ..
فقد صدقت كل المشاعر حوله ..

أخيرا وليس أخرا أقول ..

تم إعطاء الأشياء الحلوة ..
كما تم تقييم الموضع ...
ويسعدني أن أكون أول الردود على هذا الجمال..

وأخيرا أود أن أن أقول لكي ...

أنتظر جديدك بفارغ الصبر ..

دمتي بود وبحفظ الله ورعايته ....
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة هدوئي أخلاق~❀ ; 10-10-2014 الساعة 04:06 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:33 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011