10-14-2014, 11:14 AM
|
|
صباح الخير مدرستي (بقلمي)
تحية عطرة للجميع بعبق ذكريات المدرسة
نعم ستظل ذكريات المدرسة وصدى أيامها العبقة
محفورة في دواخل كل واحد منا بمداد من نور وأحرف
من ذهب ،تحكي روعة المشهد
صوت الجرس مازال صداه يعانق آذاننا
القلم .. والكراسة .. والسبورة .. والدرج ..
والمسرح .. وعلبة الهندسة .. والمسطرة
الطباشير ..فسحة الفطور .. الفصل ..مكتب الناظر
مكتب المعلمين
طابور الصباح .. نشيد العلم ....
تظل كلها وتراً يبعث الألحان في ربيع حياتنا
يدوزن دواخلنا سحراً وجمالا
ونظل نحن أنغاماً شجية من مكوناتها..
أصدقاء الطفولة والصِّبا
نلهو ونجري ونلعب وصهيل ضحكاتنا
يبعث الدفء في أوصال الكون
وصوت المعلم يقرأ الأناشيد
تتجاوب معه أصوات التلاميذ
(تدّفق أيها النيل وفضْ
بالخير والرزق..
وطفْ بالزرع عطشاناً
ورويّ حقوله واسقِ
جعلت بماءك الصحراء
بعد الجدب بستانا)
فيصدح لحن عبقري يعانق عنان السماء
وهناك المطالعة وقصصها الفاتنة
أما الحارس فهو يطارد بعض التلاميذ المشاغبين
وهناك رئيس الفصل يثني ورقة لكتابة أسماء
المشاغبين..
ولعل واحدة من اللحظات الجميلة التي تجعلنا أكثر
سعادة حينما ينظر المعلم إلى ساعته ، ثم يطلب
من رئيس الفصل أن يقرع الجرس لكيما نذهب
للبيوت ،
بائعات الفطور والحلوى يشكلّن حضوراً
أنيقاً يضفي جمالاً وسحراً على المشهد
الفول المدمس..الحلوى ، والجيلاتي ....
السمسمية ..
وكيف نسلو ذاك المعلم الذي يأتي في
الحصة الثالثة أو الرابعة ويوبخنا على أننا قد
أسرفنا كثيراً في أكل الفول ومن عجب
أنه يقع تحت يده بعض التلاميذ الذي يغطون
في نوم عميق ..
كيف نسلو الصف الأخير من الفصل والذي كان
يضم أعتى وأقوى التلاميذ بنية جسمانية
وطولاً فارعاً .. وكانوا مفتولي العضلات..
مهامهم تلبية نداء المعلم أن ياتي
أربعة منهم ليحملوا أحد التلاميذ المشاغبين جدا
من يديه ومن رجليه ..
وكيف أسلو معلم اللغة العربية الذي كان
أبو الفصل .. لا يتحدث إلا باللغة العربية الفصحى
وكان يرفع عقيرته بتهديدنا على غرار مقولة الحجاج
بن يوسف (وَاللَّهِ لأَحْزِمِنَّكُمْ حَزْمَ السَّلَمَةِ ، وَلأَضْرَبَنَّكُمْ ضَرْبَ غَرَائِبِ الإِبِلِ )..
فترتعد فرائصنا وترتعش أوصالنا
ويطير فؤدانا زعراً
جراء هذا الوعيد المرعب..
وذات يوم أراد أن يجلد أحد التلاميذ فقال له
بصوت جهوري :
هيا !!!
إنبطح أرضاً
واتجه شرقاً
وإن قمتَ
سوف أزيدك ضرباً
فينفجر الفصل بالضحك المتواصل ، وتظل ملامح
المعلم متجهمة ،صارمة
من منا ينسى لحظة الإعلان عن النتائج
يأتي المعلم ..وفي معيّته النتائج مرتبة
بشكل جيداً .. فترنو أعيننا إليها
بين الرهبة والأمل .. بين الخوف
والسعادة
وما أن يبدأ صوت المعلم ينطلق عاليا
ً
( الأول :.........)
(الثاني:..........)
تكتنفنا موجة من الهيستريا .. فنصفق
بهوس وجنون وفرحة .. ورويداً رويدا
يسري فتور بين التلاميذ ..ويعم الصمت
فكأنما على رؤوسنا الطير..تخوفاً من نتائج
تكون في آخر الترتيب ..
وتأتي الإجازة..
ونسعد ونمرح..
ثم نعاود الكّرة من جديد..
لقد فتحت المدارس أبوابها
لقد عدنا إلي مدرستنا وكلنا نشاط ، حيوية،
وحماسة..
نلتقي من جديد مع أصدقائنا .. نركض ونلهو
ونضحك .. و براءة الأطفال ترتسم على وجوهننا ..
فهي زادنا ورصيدنا
شكراً أيتها المدرسة لكل لحظة وارفة قضيناها
على ربوعك الطيبة..
شكراً ايها المعلمون والمعلمات وأنتم من غرس
فينا القيم والأخلاق والعلم والمثل.. بـــ قلمي |
.
التعديل الأخير تم بواسطة ★мσσπ ℓเgнτ ; 10-14-2014 الساعة 07:09 PM |