...بعد أن تحدث ميشيل مع الطيار فتح نفق تحت الأرض، سار الأربعة خلفه والذهول قد أخذ مأخذه منهم...فقد كان المكان مليئا بالرجال العساكر والأسلحة المختلفة والطائرات النفاثة والدبابات وما إلى ذلك ....تبادل المشاغبون الصغار النظرات فيما بينهم ثم سأل جان بصوت هادئ: لكن أليس من المفترض أن تضعوا لنا عصابات للعينين؟؟ فلا أظن أنكم سوف تعتقلون أطفالا ...أي أنكم سوف تطلقون سراحنا...كما أنّ والدتي سوف تقلق علينا.
أيده الجميع بهزات خفيفة من رؤوسهم ثم قالت جود و وميض الخبث يرتسم في عيناها: نحن نستطيع أن نخبر رجال العصابات عن هذا المكان و سوف نطلب ثمنا للمعلومات ....أممممم، سايو حبيبتي ماذا نطلب ؟؟؟
أغمضت ساي عيناها لبرهة ثم فتحتهما فجأة وابتسمت بمكر لتقول: سوف نطلب منهم ان يصنعوا لنا رخصا مزورة فكما تعلمين أمي و أبي لا يسمحان لنا بالقيادة خارج المنزل ....هل أنتم موافقون ؟؟؟
أجابها الثلاثة مؤيدين في حين أن ميشيل المسكين بقي فاغرا فاهه كالأحمق... بعدما استعاد هدوءه أشار إليهم بأن يتبعوه...ففعلوا من دون أي اعتراض وأعينهم تستكشف المكان بفضول... كانت هناك عدة ممرات عبروها و أبواب أرادوا معرفة ما بداخلها فهناك الكثير من الشائعات عن سراديب الأف بي أي فهناك من يقول أنهم يقومون بإجراء التجارب على الحيوانات والسجناء وأخرون يقولون بأنها سجون لكائنات فضائية أتت من أجل السيطرة على الأرض... كل يفكر ويتكلم حسب ما يشاء...في النهاية كان الفضول أقوى من جود التي سألت بحشرية: ماذا تضعون في هذه السراديب يا ميشيل؟؟؟ هل هي كائنات فضائية كما يقولون...
تنهد ميشيل بصوت مسموع ثم قال لها مجيبا بسخرية: من أين تأتي لك هذه الأفكار أيتها الصغيرة ؟؟؟؟ جل ما نضعه هنا هو الأطفال الفضوليين والمزعجين مثلك ولذلك فاحدري.
نظرت إليه بحنق شديد لكنها قررت أن تصمت بسبب دخولهم لأحد الأبواب... كانت هناك خرائط كثيرة للأمريكيتين بالإضافة إلى خرائط القارات الأخرى وشاشات متصلة بأقمار صناعية للتجسس إلى جانب عملاء الأف بي أي ذووا الزي الأسود كل في مكان... فمنهم من يجلس أمام تلك الشاشات المنتشرة وآخرون يرتدون سماعات للاتصالات أو ما شابه لكن من جدب حواسهم كان رجلا ذا بطن منتفخ أشيب الرأس ولما رأى نظرات الأولاد المتجهة نحوه ابتسم لهم فظهر صف من الأسنان الصفراء.
فقالت ساي ببراءة: يا لك من قائد غريب يا سيدي...لم أرى في حياتي شخصا مثلك أنت تبدو عجوزا كثيرا لتكون في منصبك هذا
أكملت عنها جود: كما يجب أن تعلم أن التدخين ليس بالأمر الجيد... كيف تشعر زوجتك المسكينة حين تنظر إلى زوجها؟؟؟ انظر إلى أسنانك حقا كم أشعر بالشفقة عليها.
انهت كلامها وهي تحرك رأسها يمينا وشمالا دليلا عن عدم الاقتناع فيما ظهر الارتباك على وجه ميشيل في حين ان القائد المسكين شعر بالحرج من هذه الملاحظات وخصوصا أمام جنوده تنحنح بعدها ليزيل كل ارتباك شعر به ثم قال: لقد طلبتكما بسبب ما تفعلانه...أظن أنكما تعرفان هذا أيها الصبيان.
بدأ العرق يتصبب من جبيني جان وإد.
ولما لاحظ القائد ارتباكهما قال: نحن لن نعاقبكما هذه المرة إذا ساعدتمانا...نحن نريد اختراق شيفرة لحاسوب احدى العصابات هذه المهمة لن تكون سهلة فأفضل مجندي فشلوا بسبب العد التنازل فلو استغرقتما أكثر من 15 ثانية سينفجر النظام أوتوماتيكيا
أومأ له كلا من الصبيين وقد التمع وميض التحدي في أعينهما في حين أردف القائد موجها حديثه هذه المرة إلى الفتاتان: أما أنتما يا مرعبتاي الصغيرتان فيبدو انكما سوف تكونان من أبرز العملاء .... هل أنتما موافقتان ؟؟؟.))
هذا ما قالته جود وهي تنهي سرد الحكاية ...بقي الجميع يتعارفون على القادمين الجدد في حين أن كلا من الشيطان والذئب لم يقتربا شبرا من بعضهما وهذا ما كان يخيف ميشيل الذي امتنع عن السؤال بسبب سبق ساي له: جان ماذا ستخبر والدي ؟؟؟
- ما بالك يا جان أنسيت أنك تدرس في جامعة في واشنطن ... فماذا ستخبره عن سبب مجيئك إلى نيويورك ؟؟
- اممممم... سأخبره أنني قررت أن أكمل باقي أيامي مع اختي الصغيرة الحبيبة و أبي فأنا لا أحب أن تأخذي كل حنانه .
ردت عليه ببرود: يمكن أخده كله فأنا لا أرغب في رؤيته أبدا .
كانت كلماتها هذه كافية لإظهار الشخصية الثانية لجان الذي قال والشرر يتطاير من عينيه: أ لأنه تزوج أنت تعرفين أن زواجه من أمي كان زواج مصالح لكنه أعطاها كل الحب الذي تريده أليس كذلك فهذا ما أخبرتنا به ...لا تنسي أنه كان يحب ماري منذ أن كانوا في الثانوية وبعد موت أمي تزوجها وهذا طبيعي.
حين شعرت جود أن هذه المناوشة العائلية ستتحول إلى صراع بين الشقيقان أنهت الحديث ببعض الكلمات الغاضبة...لم يكن لدى الشقيقان أي خيار سوى السكوت لكن تلك النظرات التي تبادلانه دلت على أن الأمر لم ينتهي بعد...بعد هذا الحديث الأخوي الخاص قررت جود انهاء الجو المتوتر فقالت: أتأتين للعيش معي ساي؟؟؟.
كان جواب ساي نظرات مستغربة من هذا الطلب ثم وافقت بعد فترة من التفكير حيث أنها تفضل الابتعاد قدر الإمكان عن المزعجتين.
فقالت جود بفرح: رائع سوف يهدّأ ألبرت من قلقه. أه هذا درس لكيلا أحرق مختبر الفيزياء ثأرا من الأستاذ.
انهت هذه الجملة بضحكة مغتصبة في حين سأل ميشيل بعد صمت: هاااااي انتما من يكون ألبرت هذا ؟؟؟؟؟؟؟.
اجابته جود: إنه بمثابة والد لنا.
بدا الاستغراب جليا على الجميع ما عدا جان ولقطع جو التوتر هذا قال موضحا: ان البرت هو صديق والدي القديم و زوج خالتي لكن علاقتي به ليست جيدة (اكمل بلا مبالاة) هو معقد قليلا أو له مرض نفسي او ....
لكنه لم يكمل كلامه بسبب تلكما اللكمتان اللتان أصابتاها في معدته لتقول بعدها ساي بغضب: نحن لا نسمح لك بإهانته يا هذا ...أفهمت ؟؟؟
بدا الجو مشحونا بين الأقرباء الثلاثة ولإزالته قال ميشيل: استمعوا إلي...أنتم يا أعضاء فريق الذئب من الآن وصاعدا ستكون أوامري هي التي تنفدونها مفهوم.
صمت بعد أن رمى قنبلته يراقب ردة فعل المجموعة فقد كانت معالم وجوههم تكشفهم الصدمة والخوف والتقرب
- ماذا ستظن بنا كلا من ساي وجود إذا وافقنا
- صداقتنا أهم من هذا العمل
- لا يمكن ان نسمح للصداقة التي تشكلت منذ الأزل أن تنهدم في قرار سخيف
كانت تلك هي الأفكار التي طرأت على ذهن كل من سام وفيرو
- ولاءنا لتوأم العذراء و لن نخون عهدنا أبدا
كان هذا ما أرادتا قوله إلا أن أحد سبقهما في الإجابة قائلا بكل ثقة: إنهما تقبلان وهذا أمر.
كانت الحيرة بادية على سام وفيرو أما الشباب فلم يكن لديهم أدنى اهتمام بالموضوع على عكس جان وإد و ميشيل الذين ظنوا ان ما سمعوه غير صحيح لكن وجه ساي الممتقع كان خير معلمٍ لشرح الوضع
- ما الذي قلتيه يا جود إن القرار يعود إلى كل من الفتاتان فما دخلك كما أنهما كانتا سترفضان و...
قاطعتها جود قائلة بغضب: اصمتي يا ساي ألم اقل لك ان غضبك سيأثر على قراراتك.
كان الاهتمام قد بدأ يظهر على الفتيان فالواضح أنهم يشاهدون باهتمام مبالغ وهذا ما لم يعجب ساي التي تركت الغرفة بل والنادي برمته.
تقدم جون من ميشيل مطالبا بشرح للموضوع في حين أجابه قائده باختصار: فيما بعد حسنا ...جان إلى أين تظن أنها ذهبت ؟؟؟
- أنا حقا لا أعرف ...لقد تغيرت تلك الفتاة منذ موت أمي ...آآآآآآآآآآه والله لا أعرف مكانها.
كان القلق باد على سام وفيرو حيث قالتا: جود نحن الاثنتين لا نعرف ما حصل لكن ساي لا تبدو موافقة بالمرة لما لا ...
قاطعتهم جود قائلة بلا مبالاة: لا تهتما بالأمر إن سبب غضبها هو خسارتها في الرهان ومن الآن وصاعدا فريق الذئب قد حل.
كانت هذه الكلمة من بين الكلمات التي لم تتوقع كلا من سام وفيرو سماعها فالذئب هي المجموعة التي شكلوها منذ أن كانوا صغارا في ال6 من العمر قضوا معا الحلوة و المرة حيث كانوا يقومون بتنفيذ المقالب في المعلمين و المدراء فقد قاموا بالسيطرة على المدرسة المتوسطة...جميع فتيات المدرسة يحترمنهن أما الصبيان فيخافونهن، أما الآن فقد اختفت جميع تلك الذكريات ضاعت بسبب كلمة واحدة و ما جعل الأمر أسوأ الطريقة اللامبالية التي قالتها بها.
- كلا لا يمكن أن تكوني تعنين ما تقولينه جود
- بلى أنا أعنيه فيرو وكآخر أمر لي عليكم أن تطيعوه.
هنا اعترضت سام: جود إن ساي غير موافقة ونحن كذلك وبموجب قواعدنا فإن الأمر مقتضي.
- حسنا يا رفيقتاي سوف نعقد اتفاق ... سوف نجتمع غدا هنا وإذا وافقت ساي فسيكون الأمر منتهيا.
هنا اتاهم صوت متسائلا: أتعرفون مكان ساي تلك ؟؟
ابتسمت جود بثقة حيث أجابته: أجل يا...على ما اعتقد اسمك شيرو...وجان لا تنتظروا عودتها إلى المنزل فانا لن أسمح لها بالعودة وتركي وحدي (أكملت بغباء)لقد فقدت سائقي أريد من يقلني من يتطوع ؟؟؟
فقال إدوارد: حسنا اتركي الأمر لي. لكن ماذا تعنين ؟؟؟.
شرحت قائلة: حسنا.... إن روبيرتو هو السائق الخاص لكلينا يعني لست سيدته وحدي وقد طلبت منه على الأرجح أخدها إلى منزلها الذي حصلت عليه من ألبرت في عيد ميلادها الفائت. ...