أسامه طالب جامعي "عادي" نسبياً.. يدرس بكليه اقتصاد في عامه الرابع.. اسامه من نوع الشبان الصريح للغايه لهذا تراه الفتيات فظاً لا يحتمل ..يمشي وحوله أورا من الغموض كتب عليها بالأحمر القاني.. " ممنوع اقتراب الجنس الرقيق ! " .. اسامه شخصيه مثاليه الي حد الملل..وحد حب الأخرين له ! .. فعلي غير المتوقع ! وسط الشباب له كلمه تسمع ومكانه تحترم ! .. كل شئ في حياه اسامه عادي للغايه .. ابتداءً من جر نفسه جراً من السرير..ليرتدي ملابسه المتدرجه من الأسود للرمادي..اغلاق شاشه لابتوبه ليرمي بعدها "خلفيه ناروتو" بنظره مشبعه بالحب..ثم ذهابه الي الجامعه..حيث يقابل شلته الكريمه ..اياد ذو الشعر الأشعث والفكاهه الرديئه..وحماده خلاط المونليكس الممتاز ! .. ثم يجلس في البنشات الأماميه..يشاهد..يكتب ويسمع بأنتباه..لا يشتته سوا تعليقات اياد الساخره علي الدكتوره نجوي..وكيف انها تمتم مع كل كلمه..مع شخير حماده كخلفيه موسيقيه تضاهي معزوفات بيتهوفن جمالاً.. كل شئ كان عادياً..الا ان فكره الأعتياد هذه بدأت ترعب احشائه ! .. ببساطه.. ان اسامه يخشي ان ينسي الحقيقه.. الحقيقه التي اخفاها بعنايه تحت ثنايا شخصيته الغامضه وابتسامته الباهته.. ما يزال ذاك الحلم يراوده كل تاره وأخري..ليذكره بأن واقعه ليس سوا حلم وأن حلمه هو الواقع ! .. فأسامه..يجرجر حقيبته..ليعود الي المنزل كل يوم..ثم يلقي بجسده المنهك علي الأريكه..يحدق مده بسقف غرفته الملئ بملصقات مانشتسر يونايتد..يحملق بصورته المعلقه بالجدار..يتنهد..ثم يضع يده علي وجهه..لتداعب خصل شعره الأسود نسمات التكيف البارده..وشيئاً فشيئاً..يسحبه النوم الي عالم الأحلام..حيث يلتقي بأكبر اسراره ! ( فتاه متوسطه الطول داكنه البشره..متربعه علي الأريكه تقرأ باندماج في احدي راويات ما وراء الطبيعه..تتمتم بكلمات اعجاب غير مفهومه..لتضم الروايه اليها بينما تتبتسم كالبلهاء وهي تردد "رفعت" بكل حب واعجاب.. الوقت..ما بعد منتصف الليل بقليل.. الجميع نائم ..حتي اللصوص سيفضلون النوم في مثل هذا الشتاء القارس..ورغم ذلك حملتها قدماها نحو الردهه لتتاكد ان الأبواب مغلقه ..وكذلك النوافذ قبل ان تبدا في اداء طقوس ما قبل النوم !..لتسمع صوتاً مريباً في الخارج..سقوط اناء للزهور وتحطمه..هذا ما اخبرها حسها "الهولمزي" به ..ورغم انها فتاه..ولكن يبدو ان جزء منها لم يستوعب هذه المعلومه بعد ! قامت بأخذ مضرب اخيها الأكبر..بدلاً عن ايقاظه ! ..وتسلحت بجرأه تملك الكثير منها ..ثم قامت بفتح الباب والقاء نظره من خلفه..بدا كل شئ هادئاً وعادياً..كما في بدايه جميع افلام الرعب ! .. الرياح تداعب اغصان الشجر لتصدر صريراً مريباً..تتابع خطواتها لتتوسط الحديقه..من حيث صدر الصوت..وبالفعل تجد احدي المزهريات علي الأرض..تحدث نفسها برعب..فوالدتها غداً لن تصدق ان لصاً اتي وكسر المزهريه ثم ذهب ..علي اي حال حدث ما حدث..رددتها لتلملم اشلاء الضحيه ثم تلقي بها في القمامه لتهم بالعوده وما ان ارادت ان تغلق الباب خلفها..سمعت صوتاً اخر..صوت جرس قطه ! .. وهنا بدأت مخيلتها تعمل..فلعل بذهابها الي هناك ستدخل في احدي المغامرات التي يخوضها "رفعت" في ما وراء الطبيعه ! ..لتتلالأ عيناها بفرح..الذي سرعان ما يخبو حين تلاحظ امراً مهما للغايه ..هي ليست بمحاضر في جامعه ولا رجل في عقده السادس من العمر ! .. فتعود بوقع خيبتها الي ارض الواقع المرير..تتابع مسيرها نحو مصدر الصوت لتجد قطه سوداء.. عيناها الخضراون تلمعان في حلكه الظلام تلك..حدقت بها مطولاً علي امل حدوث شئ ما ..كتحولها الي وباء يغزو العالم او ربما ان تنتقل روح الشيطان التي تسكن هذه القطه اليها ! ..ولكن..بالتأكيد..لم يحدث اي من هذا ! ..وبعد وقفتها التأمليه الطويله ومواء القطه المستمر..لاحظت ان قدمها عالقه في حبل الغسيل..وكذلك لابد ان هذه الصغيره هي المجرمه المطلوبه..فغالباً هي من قتل تلك المزهريه..تنحنحت بخيبه..لتقوم بفك السلك عن قدمها..متمنيه ان لا ترد القطه علي معروفها هذا ببضع خدشات وعضات..وبالفعل تمت العمليه بنجاح وتحررت القطه ! ..لتموء بسعاده..ليزداد لمعان عيناها الخضراون..لوهله احست بنفسها تجذب اليهما..بانها تسلب من ارادتها في النظر الي اي شئ اخر سواهما ! ..لفحتها نسمات الهواء لترتجف برداً وتستيقظ من هلوستها تلك.. فتهم بالعوده الي الداخل..وهي تفكر في كيف تقنع والدتها بما حدث..ام ربما تتظاهر فقط بانها لا تعلم شيئاً ؟! .. جرجرت قدميها جراً..لتغلق الباب خلفها وتتجه نحو غرفتها وفراشها الدافئ..لتقوم بلف شعرها الأسود الطويل وتضفيره بعنايه..ثم تتدثر بلحافها جيداً..تحدق بالسقف للتسائل بصوت مسموع..سؤال لا يغادر بالها قط ..ويعيد طرح نفسه كلما قرات احدي روايات "رفعت".. " لو كنت شاباً ..هل ستجد المغامرات طريقها الي ؟! ".. فحياه الفتيات ممله رتيبه..جميعهن حمقاوات..رددت وهي تقاوم النوم الذي القي بثقله علي جفونها.. ينتظرن فارس علي جواد ابيض..فينتقلن من كونهن حبيسات برج عالي لحبيسات قصر غالي ! .. " ذوات الضفائر..غبيات للغايه..اتمني لو كنت..شاباً.." قالتها لتستسلم للنوم اخيراً.. ويتجاهل عقلها صوت الجرس اسفل سريرها.. دون ان تنتبه للذيل الاسود المتمايل..لتخرج صاحبته من تحت السرير..تستعد لتقفز بعدها فتتوسطها تماماً..تحملق بأميرتنا النائمه ليزداد لمعان عيناها الخضراون.. ( تزداد انفاسها ..تتعرق..لتحس بعدها انها تحلق..ان احساس بالدفئ يغلف جميع خلايا جسدها..احساس رائع..لا تود ان تستيقظ منه ابداً ! ) استيقظت علي موسيقي صراخ والدتها ..تهديدات صباحيه معتاده..لتنهض بكسل وهي تفرك في عينيها..تفركهما بشده..بينما انتابها احساس غريب للغايه ! ..لماذا تحس بأن يديها ليستا يديها..وانا ..هذه العينين..مهلاً..مهلا.ً.. نهضت فزعه لتحملق بأنعكاس صورتها في النافذه.. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ (الصرخه المعتاده التي تأتي بعد الكارثه ) فهي ما تزال شاب في العشرين من العمر.. بشعر اسود..وعينين بنيتين واسعتين ..يحدقان بها !!!!! بالتأكيد لا شئ غريب في هذا المشهد..سوا انها ليست شاباً !!!!!!!! حيث ستجد والدتها ووالدها يشربان في الشاي.. وقفت امامهما بكامل دهشتها وفزعها.. لتجيبها نظراتهما " في شنو ؟! " .. فيتسمر هو اعني هي في مكانها في انتظار ان يطرداه او يسالاه من انت ؟!..اي شئ سيرضي به في هذه اللحظه وان كان حذاء طائراً نحو وجهه ..المهم شئ يثبت له جنون ما يحدث الان !! ولخيبته..لم يحدث اي من هذا.. "مالك يا ولد ؟! " ..اتي سؤال والده غير مبالياً وهو يقلب في الجريده.. لتعقب والدته " عندكم تست ونسيت تقرا ليو ؟! " لم يسع لدماغه ان يفهم ما يجري او ان يستوعب ما يقولانه حتي ..ام ربما هو فقط لم يرد ان يصدق !! .. حك رأسه..اعتدل في وقفته..بينما حاول ان يتمالك اعصابه وهو يحشر في قلبه الذي يكاد يخرج من مكانه حشراً..ليسأل..السؤال الذي سيحدد له بوضوح ان كان هذا هو الواقع ام ربما الخيال ! اشار والدها الي والدتها بأن ابنهما قد جن..لتوافقه الراي بينما تقوم برمي اوراق الملوخيه في شوربه البصل.. اتي اصراره مندفعاً مع خوف من المجهول متدثر بعنايه..تحت ملامح وجهه المترقبه.. الوالد: اسامه يا ولد انت جنيت ؟!! .. اسامه 00..منو اسامه دا !!!!!! ..انا امامه !!!!!!! نظرا اليه وعلامات الأستفهام تحيط بهما..اما هو فأحتكر جميع علامات الدهشه ! .. ظل واقفاً يتأمل في وجهه كما لو يراه للمره الأولي في حياته ! .. رغم ان البوم صور طفولته يخبره انه ولد بنفس هذا الوجه ! ..وان حياته كامامه لم تكن سوا حلم ! .. الا انه حتي هذه اللحظه يعجز عن التصديق..ويحس بأن هناك شئ ناقصاً..قطعه ضائعه وحتي يجدها عليها او عليه..ان يتماشي مع هذا ( الضرب من الجنون ) .. أسامه طالب جامعي "عادي" نسبياً..يدرس بكليه اقتصاد في عامه الرابع.. اسامه من نوع الشبان الصريح للغايه لهذا تراه الفتيات فظاً لا يحتمل ..يمشي وحوله أورا من الغموض كتب عليها بالأحمر القاني " ممنوع اقتراب الجنس الرقيق ! " .. فهو يخشي ان تتسرب حياته الماضيه اليه..ان تحس الفتيات ..بغرابه هذا الشاب..الذي كان في يوما ما فتاه ! اسامه شخصيه مثاليه الي حد الملل..وحد حب الأخرين له ! .. فعلي غير المتوقع ! وسط الشباب له كلمه تسمع ومكانه تحترم ! .. فهو بعقل شاب وتفهم فتاه ! ..هو الوسطيه التي من الصعب ان تجد عيوباً فيها .. كل شئ في حياه اسامه عادي للغايه .. سوا ان اسامه نفسه..ما يزال يتسائل.. ان كان في يوماً فتاه تدعي امامه..ولكن قطه سوداء عجيبه قامت بتحويله ! ..ام ربما..هو مريض نفسي اخر حاك له خياله قصه مثيره ليضيف الي واقعه القليل من الأثاره..ام ربما..هذا مجرد حلم اخر..سيستيقظ..منه..وتعود امامه لتقرا قصص رفعت كما كانت تفعل ؟!.. ما يعلمه هو..ان عليه ان يظل عادياً.. ان لا يروي هذه القصه لاي كان .. حتي لا يصير احد افراد اسره التجاني الماحي ! وان عليه ان يغفو ليسيتقظ علي الواقع.. ان يظل علي امل ان يلتقي بتلك القطه مجدداً.. ان يعيش حياه اسامه كما لو انه اسامه فعلاً .. فمن يعلم..ان كان سيعود لكونه "امامه" ام لا .. من يعلم ان كان ما حدث..قد حدث فعلاً او لا ! .. لا أحد سوا تلك القطه السوداء..التي ما تزال..تموء..تتمايل..تمشي..وتقفز الي البيوت ليلاً..لتلمع عيناها الخضراون.. تحقق حلم ..(احدهم)..احد ساعدها..ثم القي بأمنيه طائشه..# لتعود اليه كواقع..واقع اراده..ولم يرده !! |