عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

Like Tree6Likes
  • 3 Post By sma
  • 2 Post By ǻ ץ Ł ı ļ ●
  • 1 Post By αиτɪĸ
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-24-2015, 03:54 PM
sma
 
موضوع إبداعي::التغــافل والتــغابي المحمود..









يتميز الإنسان عن غيره من المخلوقات ، فهو قادر على الاختيار ، وصاحب إرادة ، وله عقل يهديه إلى الخير ، ويحجزه عن الشر . و الناس فيما وهبهم الله من قدرة على الاختيار يتمايزون فيما بينهم فقليل جدا من يسمو بنفسه حتى يقترب من الملائكة المجبولين على الخير والذين لا يعرفون غيره ، ومنهم من ينحط بنفسه حتى يضارع الشياطين ، وهناك صنف ثالث من الناس وهم من يميلون تارة إلى أخلاق وأفعال الملائكة ، وتارة أخرى تستميلهم الأخلاق والأفعال الشيطانية ، وغالبية الناس هم من هذا الصنف. فالناس في عمومهم ليسوا ملائكة وليسوا شياطين ، فهم يصيبون ويخطئون .

وعلاقاتنا مع الناس في هذه الحياة لا تسير على نسق واحد، إذ لا مفر من أن تحصل زلات من طرفنا أو من طرفهم ، وهذا الزلات تفرض على العاقل الحكيم أن يتغابى أو يتغافل عنها ، حتى لا تمتليء القلوب بالمشاحنات وتتغير النفوس بين الأصدقاء والأحباب.

فمن أراد صداقة الناس فلا بد له من أن يتغافل عما يفعلون، أي يتصنع الغفلة ويجعل نفسه كأنه لم ينتبه إلى ما فعلوا،ثم يعفو ويصفح ويسامح كي تستمر علاقته بهم، وإلا فليعِشْ وحيداً كما قال بشار بن برد:

إذَا كُنْتَ فِي كُلِّ الأُمُورِ مُعَاتِباً … خَلِيلَكَ لَمْ تَلْقَ الذَِّي لاَ تُعَاتِبُهُ

فَعِشْ وَاحِدَا أَوْصِلْ أخاكَ فَإنَّهُ … مُقَارِفُ ذَنْبٍ مَرَّةً وَمُجَانِبُهْ

إذَا أنْتَ لَمْ تَشْرَبْ مِرَاراً عَلَى القَذَى … ظَمِئتَ وَأَيُّ النَّاسِ تَصْفُو مَشَارِبُهْ

والتغابي والتغافل عن الأخطاء علامة من علامات رجحان العقل وحسن الخلق ، يقال أن التغاضي تسعة أعشار العقل ، ويقال أنه تسعة أعشار حسن الخلق..

وروي عن الشافعي قوله: الكيِّس العاقل، هو الفطن المتغافل.

،وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في التغافل عن زلات الآخرين، فمثلاً

تغافل صلى الله عليه وسلم في ذكر خطأ وقعت فيه إحدى أمهات المؤمنين، فلم يذكر كل ما وقعت فيه، وكتاب الله يصور هذا التغافل في أروع صوره فيقول عز وجل: “وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ”.

ومن طرائف قصص التغافل قصة الزاهد الورع حاتم بن عنوان، فقد جاءته امرأة تسأله عن مسألةفاتفق أن خرج منها صوت فخجلت فقال لها: ارفعي صوتك، فأوهمها أنه لم يسمع السؤال ولا الصوت فسُرّت المرأة بذلك.ومن يومها لُقّب بحاتم الأصم.وروي عن صلاح الدين الأيوبي أنه كان كثير التغافل عن ذنوب أصحابه يسمع من أحدهم ما يكره، ولا يعلمه بذلك، ولا يتغير عليه.وكان جالسًا مرة وعنده جماعة، فرمى بعض المماليك بعضًا بنعلٍ فأخطأته، ووصلت إلى صلاح الدين ووقعت بالقرب منه، فالتفت إلى الجهة الأخرى يكلم جليسه، ليتغافل عنها.ولعله لهذا استطاع أن يكون قائداً فذّاً، ألَّف القلوب حوله لمحاربة الأعداء والنصر عليهم.

ليس الغبي بسيّد في قومه *** إنما سيّد قومه المتغابي

مواطن يحسن فيها التغابي والتغافل:

1- بين الأصدقاء والزملاء: فالمرء لابد أن يتغافل عن زلات أصدقائه وزملائه، فالناس كما أسلفنا خطاءون ، فهم ليسوا ملائكة معصومين.

2- بين الزوجين: فالزوج لابد أن يتغافل عن أخطاء زوجته أو تقصيرها في بعض شأنه ، مثل تأخر الزوجةفي إعداد الطعام في الوقت المحدد، وعدم محاسبته لها، أو حتى ذكره لها، ومثل تغافلالزوجة عن تأخر الزوج عن تلبية وتأمين بعض حاجات المنزل أحياناً.3- في تربية الأولاد : فالتغافل في تربية الأولاد أمر في غاية الأهمية ، إذ لا ينبغي للأب أو الأم تتبع سقطات الأبناء والتعسف في محاسبتهم عليها حتى لا يكتسب الأولاد عادات العناد والكذب.وأخيرا…

هناك فرق كبير بين الغفلة والتغافل أو بين الغباء والتغابيفالتغافل أو التغابي هو التغاضي عن بعض الأخطاء والزلات عمدا وهو ضروري في علاقات الناس مع بعضها وفي العلاقات الأسرية وتربية الأبناء كما أسلفنا.أما الغفلة فهي الانشغال وعدم معرفة ما يقع من أخطاء وتقصير ، والشخص الغافل هو إلى الغباء أقرب

فكن متغافلا ولا تكن غافلا

وكن متغابيا ولا تكن غبيا



جهلان إسماعيل السنبسيّ





__________________







سبحان الله وبحمده

التعديل الأخير تم بواسطة #NAIDA ; 07-24-2015 الساعة 09:52 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-24-2015, 04:29 PM
 


موضوع مهم ، نحن فعلا بحاجة ان نكون
متغافلين اذا اردنا الحفاظ و ضمان استمرار
علاقاتنا الاسرية و الاجتماعية بشكل عام ،
ربما من ابرز مظاهر تسرع الناس و عدم
تحكيم العقل والتغافل احيانا هو تزايد حالات الطلاق
و هنا لا بد لنا ان نتخذ قرارا فاذا ما كنا غير
مهتمين كثيرا باستمرار علاقاتنا فلا باس ان نحاسب الاخر
ونرد اساءته باساءة و ننتقده اذا اخطا ، واذا كانا نتمتع
بوجود اشخاص جيدين و مهمين حينها علينا ان نتغافل
عن بعض تصرفاتهم و عيوبهم


موفقة عزيزتي
#NAIDA and ✎NouHa like this.
__________________


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-25-2015, 02:41 PM
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كييف الحال أختي وصايف ؟ ي عسسآك بألف خير
أتفق معك تماماً في ما ذهبت إليه من أن التغافل خلقٌ لا بد لكل إنسان على درجة من التعقل أن يأخذ به في مواضع كثيرة ومواقف عديدة؛
إذ إنه أفضل بكثير من المحاسبة والمؤاخذة على الفتيل والقطمير التي تؤدي في أوقات إلى ضرر أكبر من ضرر التغافل،

ولنا في رسولِنا الكَريم الأسـوةُ الحَسنـةُ عِندما قامت أمُّ سلمة بإرسالِ بَعض الطعام مع الجارية إلى رسول الله صلى الله علية وسلم , وكان الرسولُ يومها جالساً عِند عائشة , فعندما دخلت الجارية، قالت : هـذا لكَ مِن أُمّ سلمة , غَضبت عائشة - رضيَّ الله عنها - لماذا يُرسَلُ إلى رسولِ الله طعامٌ في يومي! فقامت وضربت الطبق فانكسرَ وتبعثرَ الطعامُ في الأرض , عندهـا قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : " غارت أُمُّكم " , وبعدهـا قام فأخذ الطعام و أَكلَهُ وبعدهـا رَدَّ إلى أم سلمة طبقاً فيه طعام وقال : " طبقٌ بطبق وطعامٌ بطعام " .
أُنظري إلى الجهة المشرقة والإيجابية في الموضوع فعائشة لم تَقُم بذلكَ إلاّ لأنها تغارُ على رسولِ الله صلى الله علية وسلم , فلم يقم بالصراخ أو حتى العِتاب ولكنَّهُ يَسَّرَ الموضوع ولم يقم بتكبيرهـا أو حتى إعطائها أي إهتمام.

-
عمومآ طرحتي فأفدتي غاليتي
سلمت أناملك ، وجزآك الله كل خير
تم كل شئ جمييل للموضوع
#NAIDA likes this.
__________________



Merci nahnouha
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-26-2015, 11:41 AM
 
شكرا على الموضوع الرائع جدا
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:50 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011