عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree163Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 12-31-2015, 12:39 AM
 
المغامرة 1 : اتجاهات فوضويّة (الفصل الثالث) .. 3.2




.
.



اقتربت أكثر فلاحظت تغيّر لون البحيرة إلى اللون الأحمر وقد كانت فقاعات هواء تخرج من هناك, أخفق قلبها بشدة فانحنت إلى البحيرة آملة أن ترى شيء ما بالرغم من عكارة المياه, حامت ببصرها هنا وهناك إلى أن خرجت يد مرتدية قفاز جلديّ أسود من الماء متشبثة باليابسة بالقرب من أشواق, فقفزت بسرعة إلى الخلف وهي تشهق متفاجئة وعادت أدراجها بسرعة مختبئة خلف الصخرة مفزوعة, خرجت اليد الأخرى لنفس الشخص ممسكة بسيف قد يصل طوله إلى المتر ذو قبضة ذهبية اللون, ثم أخرج رأسه ذو شعر بني داكن قصير, كانت أشواق تراقبه من زاوية مُخبأة وبحيث لم تستطع رؤية وجه الشخص الذي خرج الآن من الماء وقد تساقط من جسده وملابسه.

إنّ هيئته الخلفية تدلّ على أنه شاب بشريّ في منتصف العقد الثاني, يرتدي قميصاً وبنطالاً أسودين وزوج من الأحذية والقفاز الجلديّ الأسود, لقد كان يغطي نفسه بالسواد بالكامل حيث بدا مظهره مرعباً خصوصاُ مع السيف الذي يحمله, مسح جبينه وشعره إلى خلف ثم تنهّد ونكس رأسه إلى الأسفل, بدا أنه قد تعب من مجابهة ذلك الاخطبوط الذي أزهق دمه.

ظلّت أشواق تنظر إليه بشيء من الذهول تراجعت خطوة إلى الخلف فأصدرت بعض الحجارة صوتاً جعلت من ذلك الشاب أن يدير برأسه نحوها بسرعة, فاتسعت عينيها وارتعش قلبها حينما وقعت عينيه بعينيها, كانت ملامحه حادة ذو عينين بنفسجيتين, عبوس إلى حدّ ما.

اختبأت خلف الصخرة بسرعة آملة بأنه لم يرها وهي ترتجف خوفاً, فسار نحوها بهدوء, سمعت خطواته يقترب منها فأغمضت عينيها واهتزّا جفنيها بقلق, بضغطة زر في قبضة السيف جعلت من حده أن يدخل إلى القبضة بطريقة سحرية, ثم أدخل القبضة الذهبية إلى جيب بنطاله الخلفي وهو يواصل التقدّم إليها حتى وصل إليها فشعرت به يقف بجانبها.

فتحت عينيها وأدارت برأسها نحوه فإذا به يبدو أكثر رعباً عن قرب بعينيه الحادتين ووجهه البارد كما أنه أطول منها ويبدو أكبر منها, أرادت أشواق أن تتحدث ولكنّ لسانها قد عُقد اللحظة وهي تنظر نحوه بارتباك وخوف, لاحظ هذا الفتى ارتجافها المنبئ بخوفها أو بشعورها بالبرد حيث لاتزال ملابسها هي أيضاً مبللة, فأدخل يده إلى إحدى جيوبه وأخرج منها شيء ما بدا دائريّ الشكل وهو يقول بنبرة باردة: لقد أوقعته بالأمس!

ولكنها لم تلبث أن تنظر إليه حتى رماه إليها فالتقطته حيث بدا أنها قد فوجئت من طريقته في إعطائها إيّاه, وفور أن رماه حتى ابتعد عنها متجهاً نحو المخرج الذي يطلّ على الغابة تاركاً أشواق خلفه وهي تحدّق به بصمت دون أن يسعها قول شيء, حوّلت بعينيها نحو ما التقطته منه فإذا به ذلك الشيء الذي التقطته حينما كانت في المنطقة الفاصلة, والذي كانت تضعه في جيب سترتها الداخلي بعد أن عبرت البوابة, ظلت تقف لوهلة حتى تشجّعت وهرولت خلفه خارجة من المغارة.

هرولت في الغابة وهي تتلفت حولها آملة أن تلمحه, فهو لم يسعه أن يبتعد حيث خرج للتوّ, ولكنها بالرغم من ذلك لم تجده وهي تبحث هنا وهناك حتى تعبت وتوقّفت وهي تلهث وهي تنظر يمنة ويسرة, فظهر فجأة أمامها من أعلى وهو يميل بجسده مقلوباً, شهقت أشواق وهي تتراجع خطوة إلى الخلف نظراً لحركته المفاجئة, لقد كان يجلس على فرع شجرة منخفض مكتف اليدين على صدره, مرت ثوانٍ من الصمت وكلاهما لم ينطق بشيء, لقد بدا وجهه بارداً حاد العينين وهو ينظر إليها, فعدّلت أشواق وقفتها واستقامت وهي تشيح بوجهها, فقال الفتى ببرود: مالأمر؟

رفعت بعينيها لتنظر إليه: هاه!

فقال ببرود: لقد كنتِ تبحثين عني؟

استوعبت أشواق فردّت بتردد وهي تنظر إليه: آه ..نـ نعم, لقد كنتُ .. كنتُ أريدُ أن أشكرك لأنّك..

كانت عينياه لاتفارق النظر إليها منتظراً تتمة كلامها, مما أشعرها بالخجل فأشاحت بعينيها مجدداً وهي تكمل: لأنّك أنقذتني مرتين, شكراً لك لم أكن لأنجو لولا مساعدتك لي

بالكاد شعرت بأنّها تمكّنت من التحدّث إليه, إنها ليست معتادة إلى التحدّث إلى الفتيان خصوصاً حينما تكون وحدها, حوّلت بعينيها نحوه فأشار بأصابعه أربعة وهو يقول ببرود: أربع مرّات

شعرت أشواق بالحيرة, فقد كانت تعلم بأنه هو من أنقذها من هجوم الذئاب الليلة الماضية ومن هذا الاخطبوط الذي جرّها إلى البحيرة, ولكنها تجهل إن كان قد أنقذها أربع مرات فعلاً, فهبط إلى الأرض بقفزة تنم على احتراف وأشواق تراقبه, فأصبح أمامها ووجهه إلى الجهة المغايرة لها, وقال ببرود بدون أن يستدير: يبدو أنّكِ لاتجيدين الدفاع عن نفسك, يوجد منزل بالقرب من هنا, سأوصلكِ إليه

حرّك شفاته مسترسلاً بنبرة جافة: سيكون من الأفضل لو تأوين إليه

شهقت أشواق بدهشة, فسار الفتى أمامها, ظلّت أشواق تقف لوهلة وهي تنظر إليه, وفكّرت: مالذي عليّ أن أفعله؟ أمن الأفضل أن اتبعه؟ إنه ليس خطيراً, لا أظن بأنه سيأخذني لمكان غريب

قبضت على فستانها بيديها, وهو يبتعد عنها خطوة تلو خطوة وهي تراقبه: لو أنه يريد أذيّتي لفعل

هرولت بضع خطوات حتى اقتربت منه ثم أكملت بالسير بهدوء خلفه محافظة على مسافة بينما لاتتجاوز المترين.







وفي مكان آخر من هذهِ الغابة كان سامي يسير وحده وهو يحمل كيس قطنيّ رقيق بحيث يوضّح حجم مابداخله حيث كان بحجم بطيخة صغيرة, فكّر سامي بسعادة: سأكون بخير مع هذهِ الكميّة من الطعام, لقد كانوا لطيفين معي إذ أطعموني وآووني حتى أنّهم قد زوّدوني بالطعام وصنعوا هذهِ الحقيبة القطنيّة لي, سأعود إليهم بعد أن أجد أيهم والآخرين

اتسعت ابتسامته حيث شعر بالراحة, ثم تحوّلت ملامحه تدريجيّاً إلى الإحباط وهو يفكّر: ولكن كيف سأجدهم في مثل هذا المكان, كما أنّ هناك وحوشاً تتجوّل في الغابة

بدأ الخوف يداهمه وهو يسير حتى وجد نفسه أمام بحيرة كان هناك شلال يصبّ فيها, تفقّد ماحولها بعينيه وتنبّه لبعض الحطب المتراكم بعيداً, اتجه نحوه بحذر وهو يتلفّت حوله فقد كان يفكّر بوجود أحد بالقرب, حتى وصل إلى تلك البقعة.

تفقّد المكان حوله فلاحظ شيئاً غريباً على الأرض بالقرب من الحطب, لقد كانت رسمة على الأرض لبعض الأسماك بطريقة سيئة جداً, حدّق سامي قليلاً وهو ينحني ثم اتسعت عينيه وهو يشهق مفكّراً: هذا الرسم.. لا أحد يرسم بهذا السوء مثل أيهم

استقام على ساقيه وتلفت حوله حيث لا أحد, لكنه نادى باسم أيهم مرتين, ثم همس بثقة: لابد أن أيهم بالقرب من هنا, لايُمكن أن يكون بعيداً

ثم توغّل إلى الغابة وهو يتلفت حوله باحثاً عنهم.







نادت أمل باسم أشواق في الغابة وهي تضع يديها حول فمها, فقال أيهم بجديّة: إنها ليست هنا, لعلّها كانت تركض فرحلت بعيداً

همست أمل بشيء من القلق: أرجو أن تكون بخير

ثم فكّرت: بالرغمِ من أن صرختها كنت تنم على خطر محدق

وضع أيهم إحدى يديه على شجرة بجواره بينما كانت الأخرى على معدته وهو يقف بانحناءة, فقال بنبرة مترنحة: هيه! فلنأخذ إستراحة ونأكل بعض الطعام, نحن لم نأكل شيئاً منذ الأمس, أنا جائع جداً

أمل بحزم: ابحث وحدك, أنا لن آكل شيئاً قبل أن أجد أشواق

أيهم بنبرة مترنحة: ماذا؟ ماذا إن لم نجدها؟ يجب أن نأكل كي نحصل على الطاقة لإيجادها, على الأقل نحن نعرف الآن بأنها لاتزال حيّة

أمل بحزم: سأجدها معك أو من دونك

سارت أمل مبتعدة, بينما ظل أيهم واقفاً, تلفتت أمل حولها ونادت باسم أشواق وهي تضع يديها حول فمها, همست: لايمكن أن تكون قد ابتعدت كثيراً

لمحت أيهم يجلس وهو ينظر إلى الحشائش بطريقة غريبة, فرفعت حاجباً وهمست بإشمئزاز: مالذي حدث له هذا الأحمق؟

سارت باتجاهه حتى وصلت إليه, فقالت بحيرة: ماذا هناك؟

فقال أيهم بحيرة: انظري إلى هذا الفطر, لقد كان يتحرّك منذ قليل

حوّلت أمل بعينيها نحو ماينظر إليه, فكان هناك تجمّع للفطر بنيّ أعلاه ويميل إلى الصفرة من الأسفل ذو حجم كقبضة اليد, ففكّرت أمل بإشمئزاز: أهوَ جائع لدرجة تخيّل الأشياء؟

أيهم بهدوء: حسناً هذا لايهم, سأتناوله!

قال كلمته الأخيرة بسعادة وحماس فجأة, فشهقت أمل بدهشة, مدّ أيهم بيده نحوها ليقتلعها, فظهرت عينيها فجأة وهو ترتفع وقالت بنبرة أسى: أرجوكَ لاتأكلني!

اتسعت عينيّ أيهم وكذلك أمل في دهشة, أبعد أيهم يده, فقد ظهرت عينيها وفمها على جذعها الأصفر الآن الذي كان مختبئاً تحت الأرض, وقالت بصوتٍ بدا كطفلة صغيرة: لا تأكلني, سأعطيكَ مظلتي!

أيهم بابتسامة حماسية: إنه يتكلّم أيضاً, هاه! إنه يبدو فتاة!

ظهرت عينين من فطر آخر أكبر حجماً بقليل وهو يرتفع, فقال هامساً بنبرة بقلق: ماذا تفعلين؟ لاتتحدثي إليه!

أمل بحيرة: إنها ليست وحدها

فتحوا أعينهم جميعاً وهم يرتفعون حيث ظهرت ملامح الفطر المتجمّع, لقد جعل الاثنان في دهشة وهم ينظرون إليهم, فقال أحدهم حيث بدت ملامحه كبيراً في السن وقال بنبرة مرتبكة: سنعطيكم مظلاتنا ولكن لاتأذونا أرجوكما

أيهم بحيرة: ماذا تقصدون بالمظلة؟

بدا أن نبتة الفطر الصغيرة تبذل جهداً وهي تغمض عينيها فانفصل الجزء العلوي عنها وأصبحت بشكلٍ اسطوانيّ, التقط أيهم الجزء العلويّ وقال بحيرة وهو ينظر إليه: هذا الشيء وحده لن يكفيني!

انفصل الجزء العلويّ عن جميع الفطر المتجمّع وهي تتطاير لتحطّ على الأرض وسط دهشة أمل وأيهم, فقال الأخير بسعادة: هاه! إنها كثيرة, هذا سيشبعني!

أمل بدهشة: ماذا؟ كيف ستأكل شيئاً يتكلّم؟

أيهم بغيظ: لا تطلبي منّي لاحقاً

جمع أيهم أجزاء الفطر المتساقط وهو يضعها بقميصه بعد أن طواه بطريقة غجريّة, فقال أحدهم بصوتٍ خشن: أرَ أنّكم تتحدثون مع الفطر, هذا كفيل بنشر أخباركم في أنحاء العالم!

أدارا أيهم وأمل برأسيهما إلى الخلف, كان جسداً ضخم الجثة قد يصل لثلاثة أمتار يرتدي وشاح يغطيه من رأسه حتى أخمص قدميه, ولايكاد يظهر منه سوى عينيه اللتان تبرقان شرراً, لم ينطقا الاثنان بشيء وهما يحدّقان به, حتى رفع الغطاء عن جسده وقد كان ممسكاً بخنجر كبير بيده اليمنى, القى أيهم بالفطر الذي سقط على الأرض ونهض مستديراً وكذلك فعلت أمل, بينما كان الفطر في الخلف يرتجفون, فغاصوا إلى تحت الأرض حيث لم يعودوا واضحين, أشهرت أمل سلاحها وقالت بحزم: من أنت؟

ضحك وهو يكتم ضحكته, وقال بغطرسة: أدعى مُهاب حيث يهابني الجميع, وقد جئت أخيراً للقضاء عليكم.. أيها الأسطورة

احتدت عينيّ أمل, فأشهر أيهم سلاحه وقال بحزم: سنقتلك حتى قبل أن تقرر أنت ذلك

همست له أمل: هيه! انتظر!

حوّل أيهم بعينيه نحوها بتعجّب, فهمست أمل بحزم: سنأخذ منه المعلومات أولاً

اتفق أيهم معها حيث همهم, ثم أدارا برأسيهما نحوه, فقال مُهاب بكبرياء: أين بقيّتكم؟ أين الستّة الباقين؟

فكّرت أمل بحيرة: ستة!

ثم استرسلت قائلة بحزم: لماذا تسأل؟ لماذا تريد القضاء علينا؟

أجاب مُهاب بكبرياء وهو يضع أطراف أصابعه على الخنجر الذي يحمله بيده الأخرى: هه! أنا لا أريد, ولكنّ السيد الكبير سيكافي من يفعل ذلك بالتأكيد طالما أنّكم مهددين لوجود لهب

أيهم بحزم: ومن هو السيد الكبير هذا أيضاً؟ لماذا يريد أن يتخلّص منا؟

مُهاب بكبرياء: بالرغم من أنّ السيد الكبير لم يُذكر في كتب الأساطير مثل لهب, ولكنّه يرغب بالتخلص منكم, أنتم لافكرة لديكم حتى لما يحدث بشأنكم, يكفي القول بأنكم ..

احتدت عينه وهو يردف: الأسطورة المنتظرة

حدّق أيهم به, وقالت أمل بحزم: هيه!

حوّل مُهاب بعينيه نحوها فأردقت أمل بحزم: بشأنِ لهب أو السيد الكبير, هل يمكنك أخذنا إليهما؟

أدار أيهم برأسه نحو أمل بسرعة وقد اتسعت عيناه, وكذلك فقد فوجئ مُهاب الذي صمت للحظة ثم انفجر ضاحكاً, بينما كانا أمل وأيهم ينظران إليه بحيرة مقوسّان حاجبيهما وهما لايزال يشهران بسلاحيهما نحو.

مُهاب ساخراً: لا أحد يعرف أين لهب, ولكن السيد الكبير موجود في قلعة لهب بداخل البقعة السوداء التي لم ينجو منها أحد حاول اختراقها, هذا إن تمكّن أحد من تجاوز المنطقة الحمراء سالماً دون أن تفتك به كلابها

فكّرت أمل: البقعة السوداء والمنطقة الحمراء

أيهم بحزم: إذاً لا أحد يعرفُ أين لهب! هل يختبئ خائفاً في مكان ما؟

مُهاب ساخراً: هل تعتقدان بأنّكما ستنجوان منه أيها الصغيران؟ إن ظهر فسيحرق الجميع في رمشة عين

احتدت نظرة أيهم مفكراً: سيحرقنا!

وقف مُهاب باستقامة وقال: ولكن السيد الكبير قد أخفاه في مكان ما, لاتقلقا سآخذكما إليه حينما اقضي عليكما

ظلاّ أمل وأيهما صامتان, حتى قال مُهاب بكبرياء: لقد انتهى وقت الكلام, حان وقت القضاء عليكما!

انطلق نحوهما بسرعة, فأطلقا أمل وأيهم نحوه, احترق جزء من وشاحه الأحمر حيث اطلق أيهم كرات النار ولكنّها كانت تنطفئ بسرعة فاتسعت عينيّ أيهم وهو يفكّر: هل يستخدم محلول ما؟

أما بالنسبة لليزر فقد كان الدرع الذي يرتديه تحت الوشاح لايتآكل بسرعة, ففكّرت أمل: بسرعته هذهِ لن يسعنا القضاء عليه الآن

وحينما وصل إليهما حاولا أيهم وأمل تفاديه وهما يقفزان إلى جهتين متفرّقتين, لكنه أمسك بهما كلاً بيد, اتسعت أعينهما وهما يشهقان, وقع سلاحيهما, فضحك وهو يمسك كلاً منهما من عنقيهما ورفعهما عالياً وهو ينظر إليهما, ضحك وهو يراقب مقاومتهما حيث كانا يحرّكان جسديهما بعشوائية وأرجلهما تركلان في الهواء وهما يضعان أيديهما على يد هذا الكائن الضخم حيث لامجال لأن يتحررا منه وهما يكزّان بأسنانهما ويغمضان أعينهما في محاولة لبذل كل قوتهما بالتحرر.

مُهاب ساخراً: كنتُ أرغب بأن تقولا آخر كلماتكما ولكن لامجال الآن, سأقتلكما وسآخذ بجثتيكما إلى السيد الكبير حتى يجعلني فخراً في القلعة وأصبح ذو شأن

قاوما أيهم وأمل وهما يركلان الهواء وهما يختنقان, فقال مُهاب: فلنرَ إن كنتما الأسطورة حقاً, وكيف ستلفظان آخر نفسيكما

.
.


__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء

التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 12-31-2015 الساعة 03:01 AM
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 12-31-2015, 12:47 AM
 
المغامرة 1 : اتجاهات فوضويّة (الفصل الثالث) .. 3.3




.
.



سمع مُهاب صوت صفير غريب خلفه, أدار برأسه فإذا بسامي يقف خلفه وقد بدا عليه الارتباك حينما رآه وهو يبعد حامل سلاحه, ففكّر سامي بقلق: يا إلهي! أخطأته وكشفني!

مُهاب بكبرياء: الشخص الثالث! انتظر سيحين دورك قريباً بعد أن انتهي من هاذان, انظر كيف سأقضي عليهما

اختنقا أمل وأيهم أكثر فأكثر حيث بدآ يفقدان قوتيهما للمقاومة وقد ضعفت قدراتهما, استجمع سامي شجاعته وقال بتردد وقلق: د.. دعهما! دعهما حالاً!

تجاهله مُهاب ثم سمع صوت الصفير مجدداً أعاد برأسه إلى الأمام حيث مصدر الصوت, وإذ بالمسنن ينطلق نحوه بسرعة, اتسعت عينيه وحاول تفاديه بسرعة ولكنّ المسنن أصاب طرف عينه فتمزّقت, صرخ مُهاب وألقى بأمل وأيهم على الأرض في حين عاد المسنن إلى حامله بيد سامي الذي كان يراقب بدهشة.

وضع مُهاب يده على عينه المصابة حيث نزف الدماء متألّماً, حوّل بعينيه نحو سامي حيث لم يعد يرَ بصورة جيّدة, فاهتزّ سامي مرتعباً حالما نظر إليه, فأشهر سلاحه نحوه بسرعة, حوّل مُهاب بعينيه نحو أمل وأيهم اللذان كانا يتحرّكان بتثاقل ثم قال بحنق: سنتقابل في وقت لاحق! أيها الأسطورة! سأقضِ عليكم لاحقاً

ثم ركض هارباً حيث ظلّ سامي يشهر بسلاحه نحوه حتى ابتعد, أبعد سلاحه وزفر بأريحيّة حيث يكاد يقع على الأرض, ثم هرول نحو أمل وأيهم حيث انحنى نحو الأخير وقال بقلق: أيهم! هل أنتَ بخير؟

وضع أيهم يده على عنقه وهو يجلس, وقال بتثاقل مغمضاً عينيه: لقد كانت قبضته قويّة

جلست أمل وقالت بتثاقل وهي تنظر نحو اتجاه مُهاب: تباً لقد هرب!

سامي بقلق: مالذي تقولينه؟ من الجيد أنه هرب, لقد كاد يقضي علينا جميعاً

أمل بحزم وهي تغمض إحدى عينيها: لقد كان بإمكانك القضاء عليه أيها الأحمق

صمت سامي لوهلة, ثم قال بتردد وهو يقطّب حاجبيه: لقد.. كان قويّاً

نهضت أمل وكذلك فعل أيهم الذي قال بعد أن استردّ أنفاسه: لقد نجونا على كل حال

استقام سامي وأضاف بحيرة وهو ويتلفّت حوله: أجل ولكن.. أين أشواق؟ ألم تكن معكما؟

أيهم بهدوء: لقد فقدناها منذ الأمس, ولكننا سمعنا صوتها بالقرب منذ مدة

أمل بحزم: أجل ولذلك يجب علينا أن نكمل البحث عنها, فلا ندري مالذي يمكن أن يحدث لو وجدها هذا الذي يُسمّي نفسه مُهاب

هرولت أمل مبتعدة, وهرول سامي نحو المكان الذي كان واقفاً فيه وانحنى ليلتقط تلك الحقيبة القطنيّة البيضاء وتبع أمل, بينما كان أيهم يجمع الفطر في قميصه بسرعة وهو يقول: مهلاً, انتظراني!







كانت أشواق لاتزال تسير خلف ذلك الفتى الغامض الموشّح بالسواد, كانت تنظر إليه بين الحين والآخر محاولة تفسير سبب صمته حيث لم ينطق بكلمة منذ أن قرر أخذها لمأوى, لقد مرّت أكثر من الساعة بهذا الصمت فبدأت تشعر بالملل, حاولت أشواق فتح حوار معه, فقالت بسعادة: إذاً.. أنت من هنا؟ أقصد.. بأنّك تسكن هذهِ المنطقة أليس كذلك؟

صمتت لتسنح له فرصة للإجابة لكنه لم يفعل, حيث تجاهلها مكملاً سيره بصمت, فكّرت أشواق بحيرة: لربّما كان سؤالاً غبيّاً

فكّرت أشواق قليلاً لتبحث عن حوار مناسب, ثم قالت بابتسامة: هل تعرفُ هذهِ المنطقة؟

لم يجبها الفتى, لقد تجاهلها مجدداً, شعرت أشواق بالتوتر وهي تطبق شفتيها إلى الداخل مقررة الصمت ثم بدأت تشعر بأنّ العالم يدور من حولها, فمال جسدها حتى اصطدمت بإحدى الأشجار إلى يسارها فوضعت يديها عليها تحاول ألا تقع, لاحظ الفتى توّقف خطواتها فأدار برأسه نحوها, فإذا بها تقف بإعياء, فقال ببرود وهدوء: مابك؟

اعتدلت أشواق في وقفتها وقالت وهي تضع يدها على رأسها: أنا آسفة, لقد شعرتُ بالدوار قليلاً

فكّرت بشرود: صحيح, أنا لم أتناول شيئاً منذ البارحة


وضعت يدها الأخرى على بطنها وهي تشعر بتقلّص أمعائها حيث الجوع, كانت تنظر بشرود إلى الأسفل وعيناها تهتزّان قلقاً: لا أريدُ أن أفقد قوتي الآن

شتت شرودها تفاحة حمراء أمامها, رفعت برأسها بحيرة فإذا بهذا الفتى يقف أمامها ويناولها التفاح قائلاً ببرود: تناولي هذهِ, إنها كفيلة بإبقائك على مايرام حتى تصلين إلى المأوى, لاتتباطي وإلا قد يحلّ علينا الليل قبل أن نصل, ستجدين الطعام هناك على كل حال

تناولت منه التفاحة وهي تقول بطواعية بحماس: حـ حسناً, شكراً لك

استدار وأكمل سيره بلامبالاة ففكّرت بحيرة: متى أحضر هذهِ التفاحة؟

تبعته وهي تسير ببطء محافظة على نفس المسافة, ظلّت صامتة لوهلة دون أن تأكل وهي تحدّق به يسير أمامها بثقة, ففكّرت: أنا سأكون بخير إن كان هذا الشخص بجواري ولكن ماذا عن أمل والبقية؟ أشعر بالقلق, مالذي حلّ بهم؟ هل هم بخير؟ هل أكلوا شيئاً منذ الأمس؟ هل هاجمتهم تلك الذئاب بالأمس؟

اهتزّت حدقة عيناها وهي تقطب حاجبيها, إنها تشعر بالقلق الرهيب بداخلها وألف فكرة وفكرة تدور برأسها, حتى توقف الفتى فجأة فتنبّهت إليه وهي تتوقف بدورها وتنظر نحوه بحيرة, فقال ببرود: لاتتهاوني, فأنتِ لستِ في عالمك الذي تعرفين

فتحت فاها بدهشة, فأردف ببرود وهو ينظر نحوها بطرف عينه التي التمعت: يمكنكِ العودة من حيث أتيتِ ولكن ليسَ بعد

احتدت نظرة عينيه أكثر وهو يردف: لايزال الوقت مبكراً على العودة

أشواق بحيرة: مالذي تقصده؟ لستُ أفهم

استدار الفتى نحو اتجاهها وقال ببرود: لاتحاولي الإجابة على كل الأسئلة, يكفي أن تبتعدي عن الخطر وتأوين إلى مكان آمن

حدّقت أشواق نحوه بشيء من القلق, ثم قطبت حاجبيها وقالت بانفعال بنبرة قلقة: و ولكن..

استرسلت بنبرة أقل حدّة وهي تنكس رأسها: ولكنني فقدت أصدقائي, ولا أعرف أين أجدهم, أنا قلقة عليهم, يجب أن أجدهم أولاً

حدّق إليها قليلاً بصمت, ثم أدار برأسه إلى اليسار فجأة ووضع يده حول أذنه, ثم قال: إنهم قريبون

اتسعت عينيّ أشواق وهي ترفع رأسها لتنظر إليه بحيرة حيث وجدته يقف أمامها بنصف استدارة, فقال الفتى ببرود: إذا واصلتِ السير إلى الأمام فستجدين المأوى

ظلّت أشواق تنظر إليه بحيرة, فاستدار ليصبح أمامها وقال ببرود: أخبري رفاقكِ ألا تبحثوا عن الإجابات فالخطر يدور حولها, وقد يكلّفكم حياتكم

قطّبت أشواق حاجبيها وهو تفكّر: حياتنا!

حدّقت به لوهلة, نحو عينيه الحادتين, إنها تبدو مرعبة بتلك النظرة الجادة, هوَ فعلاً يبدو مرعباً لمجرد رؤية مظهره, شعرت بقشعريرة تسري بأجزاء جسدها, ثم قالت بقلق: ولكن.. أين رفاقي؟ هل تعرف أين يمكن أن أجدهم؟

فجأة سمعت صوت أمل وهي تتحدث مع أحدهم بانفعال حيث لم تكد كلماتها واضحة, فاتسعت عينيها وهمست: أمل!

هرولت أشواق باتجاه مصدر الصوت بسعادة, لكنها توقفت فجأة بعد بضع خطوات حيث لم تبتعد كثيراً ونظرت إلى الخلف حيث الفتى لكنها لم تجده, تلفتت حولها آملة رؤيته بين الأشجار والحشائش, ثم رفعت برأسها حيث فكّرت بأنه قد يكون على أحد الأشجار كما ظهر سابقاً ولم تجده, ظلّت تقف لوهلة وهي تفكّر, لقد بدا هذا الفتى وكأنه قد استخدم خاصيّة سحرية ليختفي, فجأة تذكرت أمراً وهي تفكّر: مهلاً.. هذا الفتى..

تذكرت حينما سقطت في النهر وبدأت تفقد الوعي, إنها لم تفقد وعيها بالكامل وقتها فقد كانت تحاول فتح عينيها وهي تشعر بنفسها تُحمل, لقد أخذت نظرة خاطفة بالكاد, تذكرت وجهه وحدة عينيه, نعم لقد كان هو من أنقذها من الغرق المحقق في النهر, ظلّت أشواق تقف لوهلة وهي تفكّر: لقد كان هو إذاً

تذكرت حينما أنقذها من وحوش الليل ومن الاخطبوط الذي جرّها إلى البحيرة, ثم لمحت صورته وهو يشير للرقم أربعة, وبالرغم من أنها لم تعرف المرة الرابعة التي أنقذها فيها إلاّ أنها ابتسمت ثم وضعت يديها حول فمها وصرخت بسعادة: شكراً جزيلاً

تحرّكت أوراق الشجر متطايرة, حاملة موجات صوتها نحو أذنيّ سامي الذي اتسعت عينيه فجأة وهو يدير برأسه إلى الجانب, لم يكن متأكداً من صوتها ظنّ بأنه يخيّل إليه مع صوت نسمة الرياح فقد كان خافتاً بالنسبة لبعده عنها, كما أنّ صوت أمل يزمجر بهم وهي تقول بانفعال: إذاً؟ سنتركك هنا

وجّهت كلامها لأيهم وهي تنظر إلى الخلف نحو أيهم, وكذلك فعل سامي الذي يحمل حقيبة قطنيّة بين يديه, فقال أيهم بترنّح وهو يجلس على الأرض: أنا فعلاً جائع, ولكن إن أردتما الرحيل فاذهبا

أمل بحزم: لا أعلم إن كان سامي سياتي معنا ولكنني ذاهبة

أوقف سامي أمل وهو يقول بارتباك: مهلاً أمل, إن تركناه هكذا فقد لانجده مجدداً

أمل بحزم: انظر إليه كيف يترنّح, لن أبق معه! سيؤخرنا وأشواق لاتزال وحدها, من يدري مالذي تعانيه الآن

سامي بقلق: و .. ولكن ربما علينا أن نأخذ قسطاً من الراحة ونتناول شيئاً

أمل بحزم: أنتَ ابق معه وأنا سأذهب لأبحث عن أشواق وحدي

سارت أمل خطوة بينما ظلّ سامي واقفاً فقال أيهم بهدوء: لا عليكَ سامي, اذهب معها فقد توقع نفسها في الخطر, أما أنا فيمكنني العناية بنفسي

برز عصب على جبين أمل فاستدارت وهي تقول بغضب: ماذا؟ أنت من يحتاج لمساعدة! انظر لنفسك كيف تحتاج لتناول الطعام بهذا الشكل, يال ضعفك!

أيهم بانفعال: إنها حاجة فطرية أيتها الغبيّة, أنا لم أتناول الفطور بالأمس, سأكون أكثر قوة منكِ بعد دقائق قليلة, لابد أنكِ جائعة ولكنكِ تحبين التكبّر أيتها المتكبّرة

أمل بغضب وهي تقترب منه: من تدعوه بالمتكبرة أيها الأنانيّ الوقح!

نهض أيهم وردّ بغضب: أنتِ تريدين أن يسير الجميع وفق ماتريدين

أمل بغضب وهي تشير نحوه: أنت من يفعل ذلك الآن!

أيهم بغضب: أنتِ تفعلين ذلك!

كان سامي يراقبهما بتوتر وهو ينظر نحو كليهما فقال بارتباك: توقفا! ماذا تفعلان؟ هذا الشجار لن يفيدنا الآن!

تجاهلاه أيهم وأمل وهما يتشاجران, فلمح سامي من يركض نحوهم من بعيد, وإذا بها أشواق وعلى وجهها إبتسامة سعيدة, فشهق وهو يقول بدهشة: هاه! إنها أشواق!

توقّفا أمل وأيهم عن الشجار, ونظرا نحو ماينظر إليه, وأشواق تنادي من بعيد باسم أمل, فشهقت أمل بدهشة: أشواق!

ابتعدت أمل من أيهم ووقفت مستقبلة أشواق التي ركضت حتى وصلت إليهم, ثم انحنت لتضع يديها على ركبيتها وهي تلهث, فقالت أمل بشيء من القلق: أشواق! هل أنتِ بخير؟

لم تجب أشواق بل قفزت نحو أمل تعانقها وهي تبكي قائلة: أوه أمل, لقد كنتُ قلقة جداً

ابتسمت أمل بسعادة وقالت بلطف: لاعليكِ, نحن جميعاً بخير الآن

ابتسم سامي بلطف, بينما راقب أيهم وملامح وجهه تنم على الإنهاك مع انحناءة جسده حيث بدا وكأنه لم يأكل منذ أيّام, حتى سقط على الأرض, فقال سامي بدهشة: أيهم هل أنتَ بخير؟

ابتعدت أشواق عن أمل وهي تنظر نحو أيهم بحيرة ودموع الفرح في عينيها, بينما أكتفت أمل بإدارة وجهها إلى الخلف حيث أيهم وقالت بإشمئزاز: تشه! إنه فعلاً مثير للشفقة

شعرت بالدوار فجأة وهي تميل قليلاً فأمسكت بها أشواق حيث وازنت نفسها, فقالت أشواق بقلق: هل أنتِ بخير أمل؟

أمل بابتسامة مطمئنة: نعم

قالتها وهي تشعر بأنّ معدتها تتقلّص إثر الجوع الشديد الذي شعرت به اللحظة, فالانشغال بالأحداث ينسيها الشعور بالجوع وقد مرّ أكثر من يوم كامل عن آخر لقمة تناولتها.




.
.


__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء

التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 12-31-2015 الساعة 03:12 AM
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 12-31-2015, 01:04 AM
 
المغامرة 1 : اتجاهات فوضويّة (الفصل الثالث) .. 3.4

.
.

وحينما حلّ الليل وأودع بسكونه في الغابة السوداء, كان الحطب الذي تتآكله النار يتوسّط دائرة الرفاق حيث اختاروا بقعة ما بين الأشجار, قد جُمع الجزء العلويّ من الفطر وتم بعثرته حول النار ليُشوى وقد كان بحول الأربعين أو الخمسين قطعة, حيث كان أيهم ينتظره لينضج وهو يراقبه, قالت أمل بهدوء: يبدو أنّ هذا المكان عالم آخر تماماً, وقد تم استدعائنا إلى هنا عبر تلك البوابة الغريبة التي سحبتنا قسراً, ليست لديّ فكرة عن السبب ولكنه عدوّ للشخص الذي يُدعى لهب والذي علَمَ بقدومنا ويريدُ القضاء علينا لأننا نشكل تهديد له

سامي بحيرة: ولكن.. لماذا نشكّل تهديد له؟ نحن حتى لانعرفه

أمل بهدوء: لا أعلم, ربّما الأسلحة التي حصلنا عليها في المكان الفاصل هي مايهدده, وقد أرسلها الذي استدعانا إلى هنا

أيهم بهدوء: وهناك أيضاً السيد الكبير, الذي يعمل لمصلحة لهب

حمل سامي سلاحه بيده وقال بهدوء: إنها أسلحة قويّة فعلاً رغم أنّ كل منّا يملك سلاحاً يختلف عن الآخر, فأنا حصلت على الترس المسنن, وأيهم حصل على مسدّس ناريّ, وأمل حصلت على ليزر فتاك, وأشواق..

لم يكمل جملته إذ أدار برأسه نحو أشواق التي كانت تحمل شيئاً صغير بجحم كف يدها دائريّ الشكل, فقالت أشواق بحيرة: لا أعلم مايكون, فأنا لم استخدمته مطلقاً

قفز أيهم نحوها وهو يقول بدهشة: هاه! كيف كنتِ تدافعين عن نفسك طوال الوقت؟ لقد كانت تلك الكائنات في كل مكان!

صمتت أشواق لوهلة ثم قالت بتردد: في الحقيقة.. كان هناك شخص ما

شهق الثلاثة في دهشة, فأردفت أشواق بهدوء: لقد كان فتى بدا أنّه من عالمنا, إنه قويّ فعلاً وقد دافع عني طوال الوقت حتى من دون أن أدرك, لقد أنقذني مراراً من خطر محتم

أمل بدهشة: وأين ذهب يا أشواق؟ أين هو؟

أشواق بحيرة: لا أعلم, لقد اختفى فجأة حينما كنتُ قريبة منكم

أيهم بدهشة: هل أنتِ متأكدة أنه من عالمنا؟

أرخت أشواق بعينيها إلى الأسفل محاولة تذكّر ملامحه وهي تقول بهدوء: اممم نعم! أظن ذلك! حتى أنه بدا أكبر عمراً بعامين أو ثلاثة

سامي بدهشة: هل يملك سلاحاً أيضاً؟

أومأت أشواق بالإيجاب وهي تقول: أجل, كان يحمل سيفاً طويلاً يقاتل به

بدت على سماتها الحيرة وهي تسترسل: ثم.. أخفاه بطريقة ما

تذكرت بأنها لم تره معه حينما خرجت من المغامرة وهي تسير خلفه, نظر كلاً من سامي وأيهم لأحدهما الآخر في دهشة, فقالت أمل بهدوء: الأربعة الباقون!

شهق الثلاثة في حيرة وهم يديدون برؤسهم نحوها, فقالت أمل بجديّة: ذلك الذي يُدعى مهاب سألنا عن وجود ستة باقون حينما كنّا نقاتله أنا وأيهم, هذا يعني بأنّ الأشخاص الذين سيأتون إلى هنا ثمانية, وتبقّى أربعة باقين لم نلتقي بهم

سامي بحماس: إن كان ذلك الفتى واحد منّا فهناك ثلاثة باقين

أدارت أمل برأسها نحو سامي بغضب وهي تقول: كنتُ سأقول ذلك!

كزّ سامي أسنانه واتسعت عينيه بخوف وهو يطبق شفتيه ببعضها, فقال أيهم بعينين تلمعان حماسة: والأهم من ذلك فهم يقولون بأننا أسطورة, الأسطورة المنتظرة

حوّل الجميع بعينيه نحو أيهم, فقال سامي بقلق وإحباط: هذا يبدو مخيفاً

أمل بهدوء: بل يبدو ممتعاً

شهق سامي وهو ينظر نحوها, فقالت بابتسامة واثقة: إنهَ ليسَ أمر حقيقيّ فعلاً كما نشعر, فتلك الكائنات تموت بطريقة ألعاب الفيديو, يبدو الأمر أشبه بأننا قد دخلنا إلى لعبة فيديو لإتمام مهمّة معينة بعد أن تم تزويدنا بالأسلحة

أضاف أيهم بحماسة تكافيء حماستها: صحيح

أدار سامي برأسه نحو أيهم بسرعة مقطباً حاجبيه, فأردف أيهم بابتسامة واثقة: الشخصية الرئيسيّة الشريرة التي جئنا للقضاء عليها هو لهب, وهو يريد الدفاع عن نفسه والقضاء علينا برسل أعوانه قبل أن نفعل نحن بصفتنا الأسطورة

احتدت ابتسامته وهو يقول: إنه أمر ممتع فعلاً

تبادلا أيهم وأمل ابتسامة الحماسة وهما ينظران نحو أحدهما الآخر, بينما بدت على سامي ملامح القلق, حتى قالت أشواق بهدوء: ولكن ذلك الفتى..

أداروا برؤسهم نحوها, فأردفت بقلق: لقد قال بأنه من الأفضل أن نلتجأ لمأوى ونبتعد عن الخطر, وإن حاولنا إيجاد الإجابات فقد يكلّفنا ذلك.. حياتنا

حدّق الجميع إليها لوهلة, فقال سامي بقلق وهو يقطّب حاجبيه: إنه يبدو منطقيّاً, نحن علينا فعلاً أن نستمع إليه ونلتجئ لمكانٍ آمن فهذا المكان خطر

أمل بحزم: مالذي تقوله؟ إلى متى علينا الإلتجاء لمأوى والإختباء؟

أيهم بحزم: نحن قد لانعود لعالمنا قبل أن ننجز مهمة القضاء على لهب

سامي بقلق: ولكن.. تلك الكائنات قوية وقد تقضي علينا, نحن حتى لانعلم من الذي أرسلنا أو كيف يمكننا أن نصل إلى لهب أو السيد الكبير لننجز مهمتنا, إنها ليست مجرد لعبة فنحن قد نموتُ فعلاً!

أمل بحزم: في قلعته, في البقعة السوداء, والمنطقة الحمراء

شهقا أشواق وسامي وهما ينظران إليها: هاه!

أمل بحزم: إنه المكان الذي يختبئ فيه السيد الكبير بالرغم من أنه لاأحد يعلم أين هو لهب, ولكننا سنجده وسنعود إلى عالمنا إن وصلنا إلى هذا السيد وقضينا عليه

حدّقا سامي وأشواق نحو أمل بقلق وهما يقطّبان حاجبيهما, فقال أيهم بحزم: صحيح, إن ظلننا نختبئ فلن يتغيّر شيء, يجب أن نقضي على لهب وإلاّ فسنظل في هذا العالم, وربّما للأبد

حدّقا سامي وأشواق نحو أيهم بقلق وهما يقطبان حاجبيهما, ثم نظر كلاً منهما للآخر لوهلة, فقالت أمل بحماس وبابتسامة واثقة: حسناً, بما أننا وضحنا الأمر فسيكون الأمر الأسهل لو كنّا معاً, وحتى نكون معاً يجب أن نضع بعض القواعد التي سنسير عليها كمجموعة

رمقها أيهم بنظرة اشمئزاز وهو يهمس: الآن تقول بأنه علينا أن نكون سوية

كانت أشواق تنظر نحو أمل باهتمام التي أردفت: أولاً يجب علينا أن نتعاون وندافع عن بعضنا البعض مهما كان الخطر بدون وضع أيّ مصالح شخصية

أشارت بإصبعها للرقم اثنين وهو تردف: ثانياً, يجب أن تناوب في النوم, على أحدنا أن يبق مستيقظاً للحراسة وفي حال قدوم أحد يجب عليه أن يوقظ البقية

شعر سامي بقشعريرة تسري في جسده وهو يستمع باهتمام, بينما كان أيهم لايزال ينظر نحوها باشمئزاز وهو يرفع حاجباً أردفت أمل: ثالثاً وهو الأهم على قراراتنا أن تكون حسب الأكثرية

ختمت أمل كلامها وهي تقول بابتسامة واثقة: وأخيراً, يجب أن نعيّن قائداً على المجموعة

أيهم بنبرة باردة: لاتتحمسي, إنه بالتأكيد ليس أنتِ

أدارت أمل برأسها بسرعة نحو أيهم حين كان يجلس بجانبها وقالت بغضب: لماذا؟

نظر أيهم نحوها من طرف عينه وقال ساخراً: لأنكِ فتاة والقيادة للرجال

أمل بانفعال: هاه! عنصريّ جدّاً! مانوع هذا التفكير الضيّق؟

أدار أيهم برأسه نحو سامي قائلاً بسعادة: أنتَ لاتريد أن تصبح القائد اليس كذلك؟

سامي بابتسامة مرتبكة: لستُ مهتماً بذلك أيهم

أيهم بابتسامة واسعة: هاه! لقد تقرر الآن!

أمل بغضب: مالذي تقرر أيها المعتوه؟ قلنا أن نقرر حسب الأكثرية

أدار أيهم برأسه نحو سامي وقال بنبرة جادة: ليست لديكَ مشكلة بالتصويت لي أليس كذلك؟

ابتسم سامي بارتباك, فأدارت أمل برأسها نحو أشواق وهي تقول بجديّة: لمن ستصوّتين يا أشواق؟

شعرت أشواق بالارتباك, وقبل أن تجيب قال أيهم بانفعال: أنا سأصوّت لنفسي

أمل بانفعال: وأنا سأصوّت لنفسي

قرّب كلاً منهما رأسه نحو الآخر وهو يكزّ بأسنانه حيث تصادمت نظراتهما بغضب, فقال سامي بابتسامة مرتبكة: إنه ليس من المهم فعلاً أن نحدد قائداً الآن طالما سنسير حسب قرارا الأكثريّة

حوّلت أشواق بعينيها نحو النار, فقالت بدهشة وبنبرة ناعمة: أيهم! لقد نضج الفطر, احذر ألاّ يحترق!

تناول أيهم قطعة دفعة واحدة وهو يرميها إلى فمه, مضغها بسرعة ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة واسعة فقال بحماس: إنه فعلاً لذيذ, ينقصه بعض الملح فحسب, هيه! اسمعوا! من يصوّت لي سأعطيه منه, أنا من جمعه على كل حال

أمل بغضب: هاه!

فتح سامي الحقيبة القطنية التي كانت على الأرض بجواره وقال بابتسامة: صحيح! يمكننا جميعاً أن نتقاسم الطعام الذي أعطتني إياه كرات القطن

أخرج مافي الحقيبة فكان عبارة عن لفائف بيضاء حول عود خشبيّ تشبه غزل البنات, واسترسل سامي: إنها فعلاً كائنات لطيفة وذات نوايا طيّبة رغم أنها لم تتكلّم مثل الآخرين

ناول سامي اللفيفة الأولى لأشواق وهي تقول بابتسامة لطيفة: بالرغم من وجود تلك الكائنات التي تحاول مهاجمتنا إلاّ أن هناك آخرين يرغبون بحمايتنا

أجاب سامي موافقاً, فأعطى لفيفة أخرى لأمل التي رفعت حاجباً وقالت بحيرة: ماهذا الشيء؟ هل هو صالح للأكل حقاً؟

وزّع سامي اللفائف الأربع بينهم منتهياً بأيهم وابقى الأخيرة لديه وهو يقول بابتسامة: ليسَ لذيذاً ولكنه جيّد وسيعطينا القوة, سيكفينا لهذهِ الليلة جميعاً مع الفطر الذي أحضره أيهم

أيهم بغيظ وهو يخبيء الفطر بين يديه: أنا لن أعطي هذهِ الفتاة حتى تتنازل

أمل بغضب وهي تقفز إليه: بخيل! كله وحدك!

أشواق بابتسامة: وأنا أيضاً لديّ ما سنتقاسمه

أدخلت يدها إلى جيب سترتها الداخليّ وأخرجت تفاحة حمراء اللون, فقالت أمل بحيرة: من أين أحضرتها يا أشواق؟

أشواق بابتسامة: لقد أعطاني إيّاها ذلك الفتى, لكنني لم أتناولها حتى الآن

تنهدت أمل ثم همست بهدوء: بالرغم من أن هذا الطعام لايُشبِع ولكنه أفضل من لاشيء, سيكون من الأفضل غداّ أن نبحث عن طعام منذ الصباح

حدّق أيهم نحوها لوهلة حيث سمع كلماتها, أخذت أمل قضمة من اللفيفة ثم لاحظت تلك اليد التي امتدت نحوها وقد امتلأت بقطع الفطر, حوّلت بعينيها نحوه فقد كان أيهم يعطيها إيّاه, فسألت بهدوء: مالأمر؟

كان أيهم قد قسّم الفطر كله على المجموعة بالتساوي, فقال بجديّة: القاعدة الأولى.. يجب علينا أن نتعاون وندافع عن بعض البعض, وكجزيء من هذا البند يجب أن نتقاسم الطعام الذي نحصل عليه, وهذا نصيبك من الطعام, حسناً هذا جزء منه وسأعطيكِ عدد مساوٍ من القطع

حدّقت أمل نحوه لوهلة نحو عينيه الجادتين حيث التمعت زرقتها مع انعكاس ضوء النار عليها, وكذلك فقد راقبا سامي وأشواق بصمت, فأشاحت أمل بعينيها وقالت: لا أريد

أيهم بدهشة: هاه!

ثم قال بغضب: لقد تنازلتُ عن حصة لي من أجلك أيتها المتكبّرة

أمل بانفعال: أنا لن أتنازل من أجلك أيها البخيل الأنانيّ, ولستُ بحاجة لشفقتك

أيهم بغضب: إنه ليسَ كما تريدين, نحن مجموعة واحدة ويجب أن تقبلي حصّتك

أمل بغضب: إنه ليس من شأنك, فلتُ بأنني لا أريده

أيهم بغضب: ستكونين عالة علينا غداً لأنّكِ لم تتناولي جيّداً

أمل بغضب: سأكون قويّة, أنا لستُ ضعيفة مثلك

أيهم بغضب: من سيكون الضعيف؟ أنتِ لن تكونين قادرة عن الدفاع عن نفسك

أمل بغضب: يمكنني الاهتمام بنفسي حتى بدون تدخّلك مهما حدث

أيهم بغضب: لاتتصرفي بأنانية الآن

أمل بغضب: لست أنانية, أنت من يريد أن يفرض عليّ مايجب تناوله

وبيما كانا يتجادلان, شعر سامي بالإحباط وهو يراقبهما بجوار أشواق التي ظلّت تأكل بصمت وشرود مفكرة: ذلك الفتى الغامض لم يكن سيئاً ولكن لماذا اكتفى بإنقاذي عن بعد, لماذا كان يراقبني؟

اهتزّت حدقة عيناها بقلق, ثم اتسعت فجأة وهي تفكّر: مهلاً, هل كان يراقبني طوال الوقت حقاً؟ حتى حينما كنتُ أقضي حاجتي

شعرت بالخجل كما بدا من تلّون خدّيها احمراراً وهي تفكّر: كم هذا محرج!

وضعت يديها على خديها بشرود وقد ظلّت بوضعها لوهلة حيث لم ينتبه لها أمل وأيهم اللذان يتشاجران وسامي الذي يسرح بفكره, حتى شتت شرودها تنهيدة سامي وهو يقول بإحباط: لا أعلم كيف لهذهِ المجموعة أن تصمد فعلاً في هذا العالم الخطر, مالذي ورّطنا في هذا؟, أشعر بالقلق مما يمكن أن يحدث مستقبلاً

ابتسمت أشواق: ولكن لابأس, طالما أننا جميعاً معاً فسنكون بخير وسنساعد بعضنا بعضاً, لاتقلق

أدار سامي برأسه نحوها فإذا بها تبتسم بلطف نحوه, شعر سامي بالارتباك قليلاً, لقد بدت ابتسامتها جميلة ومطمئنة اللحظة, فأشاح بعينيه وقال بارتباك: أ أجل

تجادلا أيهم وأمل طوال فترة تناول الطعام وهما يدخلان من موضوع لآخر بينما كانا سامي وأشواق يراقبانهما بصمت, لكنّ هذهِ السمرة لم تطل كثيراً بسبب تعبهم الشديد فناموا بالتناوب آملين بأن يكون الغد أسهل في هذا العالم, وربما لم يكن ماحدث لهم سوى قطرة ذات تناهٍ متعالٍ في بحر مغامراتهم السخيّة بالمخاطر والحافل بالأحداث الصعبة.

__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء

التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 12-31-2015 الساعة 03:14 AM
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 12-31-2015, 01:36 AM
 
المغامرة 1 : اتجاهات فوضويّة ( تقرير + خروج )


.
.





السلام عليكم ورحمة الله و بركآته

كيف حالكم جميعاً أعزائي..؟
مارأيكم بطول الفصل..؟ جميل أليس كذلك؟

انتهت أحداث المغامرة الأولى ( اتجاهات فوضويّة ) < مع انتهاء السنة
والتي قمتُ فيها بتوضيح بعض الشخصيات الرئيسيّة وهم أمل وأيهم وسامي وأشواق
الذين وجدوا انفسهم في عالم آخر أطلق عليهم الأسطورة التي ستغيّر الظلم الموجود في هذا العالم الغريب
وكل واحد منهم يملك سلاحاً يميّزه عن الآخر
وكما تم التوضيح فلا يزال هناك شخصيات أخرى من الأسطورة المتكوّنة من ثمانية أفراد
لربّما ذلك الفتى الغامض يكون أحدهم وربّما لا :nop:

كما قالوا فإنّ هذا العالم قد يكون عبارة عن لعبة أُجبروا عن الخوض فيها بشكلٍ حقيقيّ
فالبرغم من أنّ الكائنات ليست حقيقيّة ولكنّهم قد يخسرون حياتهم إن تعرّضوا للأذى
لذلك لامجال للتهاون, ولامجال للهروب

فهناك من يريدُ أن يقضي عليهم طامعاً لأن يحصل على مكانة جيّدة عند السيد الكبير الذي يعمل لمصلحة لهب
لهب هوَ الظلم في هذهِ القصّة, والسيد الكبير يعمل لمصلحته
لماذا؟ وكيف؟ ومالعلاقة..؟ لاتزال هذهِ الأمور مجهولة

في المغامرة القادمة بإذن الله ستتعرفون على الشخصيات بشكل أكبر
عن ماضيهم وعن شخصياتهم التي ستبرز أكثر
وكذلك.. فالفتى الغامض لن يغيب عن الأجواء

سآخذكم إلى جولة من الرعب نوعاً ما, وستكون مختلفة عن المغامرة الأولى
فمقرّنا لن يكون الغابة, بل منزل مظلم ستحدث فيه أمور غامضة

لن أتحدث كثيراً وأحرق عليكم الأحداث
انتظروني بعد أسبوعين أو ثلاثة حسب الظروف
يكفي أنني طرحتُ الفصل الثالث كاملاً وقد كنتُ أود تقسيمه مرتين
ولكنّ ردودكم أسعدتني كثيراً وحفّزتني
فبجانب التعبير عن مدى إعجابكم أرجو دائماً أن أجد منكم النقد فهو ماسيطوّرني angel2
أنا سعيدة جداً وممتنة لمتابعتكم حتى الآن
لاتعلمون كم تعني لي هذهِ الرواية

فقد أعدتُ كتابتها لتظهر أخيراً بهذا الشكل
ومازلت أكتب نهايتها وأعيد كتابة المغامرات الأولى حالياً حتى تتكامل
فالحمد لله الذي أعانني على إعادة صياغة المغامرة الأولى
لتكون بالشكل الذي أعجبكم.. كما أتمنى

إن كان لديكم أي سؤال أو نقطة مبهمة أرجو أن تسألوني
وإن كان لديّ بعض الأخطاء رجاء نبّهوني
أتقبّل كل الانتقادات بصدرٍ رحب angel1

رأيكم بالفصل الثالث + بالمغامرة الأولى بشكل عام
بأسلوبي في الكتابة وفكرة القصة بعد وضوحها





أرجو منكم المتابعة دائماً وبإذنِ الله لن أخذلكم في الإثارة والتشويق
طبتم وطاب تواجدكم أعزائي, دمتم جميعاً بكل الود



والآن أترككم مع المشهـد الأخير من مغامرتنا الأولى
نعم إنه مثل تلك الأحداث التي تظهر في نهاية حلقات الأنمي بعد شارة النهاية
اعتبروا هذهِ الثرثرة شآرة النهاية



.
.







وفي مكان ما, بعيداً جداً حيث بناء منتصب تحيط به غيمة سوداء كثيفة, سار أحدهم بخطوات ثابتة ومتناسقة في الظلام محدثة وقعاً مهيباً خطوة تلو خطوة يطرق حذائه المعدنيّ على أرضيّة فاخرة, حتى توقّف في تلك القاعة الواسعة, وقال بصوتٍ وحشيّ مخيف بنبرة هادئة: سيدي, لقد وصل الأسطورة فعلاً وخبر وجودهم منتشر بكل مكان, بماذا تأمر؟ هل نرسل الجنود إليهم؟

كان يقابله في الجهة الأخرى قد انعكس ضوء القمر عليه حيث وقف بجوار فتحات جدارية, بدا ظلّه بهيئة بشريّة, وقال بنبرة أكثر هدوءاً بصوتٍ قد اختلط مع صوت الرياح: كلا, لايزال الوقتُ مبكّراً لتدخلنا, فالفأر لم ينجز مهمّته بعد

أمال الآخر بجسده نحوه تبجيلاً, فقال الواقف أمام الفتحة بهدوء: ولكن.. تلك الأسلحة لايجب أن تترك بين أيدٍ خاطئة

أدار برأسه ليواجهه وهو يقول بعيين حادتين: إنّها أكثر أهميّة من القضاء عليهم يا كاسح

رد الآخر وهو ينحني مبجّلاً: أمرك سيدي, سأفعل ذلك حالاً

مع انتهاء المحادثة عزفت الرياح صوتاً مرعباً مع لوحة الغيمة السوداء, وكأنّ مايختبئ هنا أشد رعباً وخطراً مما يتوقع أحد, فمالذي ينتظر الجميع في أحداثٍ لاحقة؟


.
.



__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء

التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 12-31-2015 الساعة 06:31 PM
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 12-31-2015, 08:54 PM
 
حجز
Mulo chan likes this.
__________________




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قرعه دورى أبطال أوروبا لتحديد المجموعات + جائزه أفضل لاعب فى دورى أبطال أوروبا gharib86 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 10-24-2011 02:08 PM
صور أبطال القناص المشتاق إلى الجنة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 25 04-08-2011 03:13 PM
أبطال الكاندام فتاة الحلم أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 52 06-15-2010 11:02 PM


الساعة الآن 03:44 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011