عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree163Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #36  
قديم 01-26-2016, 10:00 AM
 
حجز
Mulo chan likes this.
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 01-28-2016, 12:15 AM
 
المغامرة 2 : دخول






عندما أسدل الليل بستاره على الغاب, ولمّا كان القمر بازغاً معلّق في السماء الواسعة, كانت السماء تمطر بغزارة وهي تصبّ بمائها على الأشجار والحشائش, ظهر أحدهم هناك في ظلمة الليل الأكحل, يمشي بهدوء, مبلل, يرتجف خوفاً أو ربمّا برداً وهو يعانق جسده بذراعيه العاريتين حيث ترنّح في سيره متعباً, أسنانه تصطك ببعضها, يمكن رؤية خصلة بنيّة من شعره الطويل ملتصقة بعنقه, توقّف حينما وصل إلى منزل فخم قاتم اللون كبير, وقف وهو ينظر إليه بحيرة, تعالى صوت عواء فوجد نفسه مجبراً ليسير بمحاذاة السياج مبتعداً حتى وصل إلى البوابة الخارجية التي كانت مفتوحة لكنه تردد بالدخول, زمجرت السماء رعداً فاهتزت أطرافه وركض متجاوزاً الحديقة ذات النبات الميّت حتى وصل إلى بوابة المنزل الداخلية وصعد بضع درجات, أمسك بالعروة التي بدت على شكل جمجمة إنسان وطرق الباب, انتظر قليلاً وهو ينظر حوله في توتر وقد انتابه الخوف خشية أن تجده الذئاب, فتوقّف المطر فجأة ونظر إلى الأعلى حيث تشتتت الغيوم, هبّت نسمة هواء باردة حرّك أوراق الشجر وملابس الشخص الذي كان بمنتهى القلق مرتعباً فانفتح الباب مصدراً صريراً مرعباً, لقد كان المنزل مظلماً حينما نظر الشخص إلى الداخل, لم يكد يسعه رؤية شيء حيث شدّة العتمة, ظلّ ينظر إلى الداخل بقلق لبرهة حتى ظهر صوت عواء لذئب بعيد فشعر بالخوف ودخل المنزل متوغّلاً ثم أُغلق الباب بهدوء.

قال أحدهم بصوتٍ بارد جاف موحش: يا رفاق, فلنرحب بضيفنا الجديد ترحيباً يليق به

ظهرت عينيه الحمراوين في الظلام, ثم أربعة أزواج أخرى حمراء الحدقة التمعت حوله, علا هزيم الرعد بصوته و ألقى برقه لتلمع أجسادهم الوحشيّة المرعبة.


.
.



|| خ ـطـوات تائهــة في البـيت الـمتـ ح ـوّل ||


.
.



~||+ ================================================ +||~



ستـــووب ستــوب !!
قبل أن نبدأ ..!!


أريد الاعتـذار لتأخّري, لم أنتبه أنني توقّفت لأربعة أسابيع بدون وضع بآرت
أخشى أن أفقدكم وأنّكم نسيتم الأحداث, هذا لايُمكن أليسَ كذلك ..؟
الفصل الذي سأضعه الآن طويل جداً, تعويضاً لنسياني ~!


بما أنّ المغامرة الأولى كانت أحداثها في الغابة
حيث التشتت والضياع وحدوث كل تلك الأمور الجديدة على أبطالنا
قررت تغيير مسرح الأحداث, ولذلك ستكون هذهِ المغامرة داخل منزل
إنه ليسَ بمنزلٍ عاديّ, فهناك وحوش تسكنها وستحاول التهامهم
لذلك نعم, سنرفع معيار الخطورة قليلاً وسيكون الوضع مرعباً قليلاً
لذلك .. لجودة أفضل نرجو الالتزام بإغلاق الأنوار وقراءة المغامرة في مكان هادئ
ولمزيد من الإثارة سيكون من الممتع الاستماع لبعض الموسيقى المرعبة


نحن على موعد مع الرعب لـ خمسة فصول !
إذاً.. هل أنتم مُستعدّون ؟!



فلنـــبـدأ !!



.
.




__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 01-28-2016, 12:16 AM
 
المغامرة 2 : خطوات تائهة في البيت المتحوّل (الفصل الأوّل) .. 1.1





.
.



وفي صباح اليوم التالي حينما أشرقت الشمس وامتدّ نورها في الأرجاء, صرخت أمل بغضب: كان عليك أن تظلّ مستيقظاً أيها الأنانيّ الكسول

قفز أيهم ليصبح وجهه أمامها وهو ينظر لعينيها قائلاً بغضب: أخبرتكِ أنني لم أنم ولو أنّ أحداً قد أتى لشعرتُ به

أمل بغضب: هذا مستحيل! لقد كنتَ تغط في نومٍ عميق وكأننا لم نضع ثقتنا بك لحراستنا في نهاية الليل

أيهم بغضب: أنتِ أيضاً قد غششتِ, لقد أيقظتني في وقتٍ مبكّر وأصبح عليّ أن أحرس الفترة الأطول

أمل بغضب: نحن نحاول قدر الإمكان أن ننصف الوقت بيننا بالتساوي للحراسة, أنت تعلم باننا لانملك ساعة حتى لنضبط الوقت يا أيهم

أيهم بغضب: نعم, ولذلك أنا قد حرستُ نصف الليل

أمل بغضب: غير صحيح ولكنك كسول, ولسوف تنام حتى لو حرستَ أقل فترة بيننا

حاول سامي أن يهدئهما وهو يقترب منهما قائلاً بشيء من القلق: حسناً توقفا, لم يحدث شيء سيء لنا نحن جميعاً بخير

أدارت أمل برأسها نحو سامي وقالت بغضب وهي تشير نحوه: انظر إليه! إنه لايُعتمد عليه!

أيهم بغضب: اصمتي! أنتِ حتى لم تجربي كيفَ تكون الفترة الأخيرة

أمل بغضب: سأستلمها الليلة ولن أغط في النوم مثلك

تابعا أمل وأيهم الشجار, في حين راقبهما سامي وأشواق بصمت, تثاءب سامي فقالت أشواق له بنبرة اعتذاريّة: آسفة, يبدو أنني أنا أيضاً ايقظتك في وقتٍ مبكر, لقد خشيتُ أن أغط في النوم فجأة

ابتسم سامي وهو يجيب بلطف: لابأس, لقد كان دوري على كل حال, بما أنّ الساعة لاتعمل فعلى أحدنا أن يوقظ من ينوب عنه حينما يشعر بالنعاس حتى لايسرقه النوم

أشواق بشفقة: ولذلك أصبح على أيهم أن يحرس في النهاية لأن أمل كانت تعتقد بأنه لن يبق مستيقظاً لوقتٍ طويل حتى يشعر بالنعاس مجدداً

سامي بمرح مقطباً حاجبيه: وهذا ماحدث فعلاً, ولو أنني لن ألومه فنحن بالكاد نجد الوقت للنوم

فكّر سامي محدّثاً نفسه: أنا نفسي بقيتُ مستيقظاً حتى أيقظتُ أمل من بعدي, كيف لنا أن ننام جيّداً وسط الغابة على كل حال؟

هزّ الكيس القطنيّ الصغير محاولاَ إخراج شيئاً ما حيث لاشيء, صبّت دموعه شلالاً وهو يفكّر بيأس: ولانملك شيئاً يؤكل

تذكرت أشواق أمراً فارتسمت إبتسامة على وجهها الطفوليّ وأصفقت يديها ببعضهما وهي تقول بحماس: صحيح! لمَ لانذهب إلى المنزل الذي دلّني ذلك الفتى عليه؟ لقد قال أيضاً بأننا سنجد طعاماً فيه

توقفا أمل وأيهم عن الشجار حيث جذب كلامها اهتمامهما, فقال سامي بحيرة: صحيح, ربما من الأفضل أن نذهب إليه

أيهم بحيرة: هيه أنتِ! هل تعرفين مكانه؟

أشواق بهدوء وهو تشير نحو اتجاه ما: لقد قال بأننا إن سرنا بهذا الاتجاه فسنجده

قطّبت حاجبيها مسترسلة: ولكنني لستُ متأكدة إن كان الاتجاه صحيحاً

أمل بحزم: مالذي تقولينه يا أشواق؟ ألم نتفق بأن نجد ذلك الذي يدعى لهب لنقضِ عليه ونعود لعالمنا؟

أشواق بابتسامة لطيفة: لابأس, نحن قد نقضي فيه يوماً واحداً حتى نستردّ قوتنا, فلم ننم جيّداً بالأمس

أيهم بحماس وسعادة: أنتِ محقة, فلنبق فيه ولنجمع الطعام حتى نأكل جيّداً اليوم

سامي بابتسامة سعيدة: فلنبق فيه بضعة أيّام أيضاً

صرخت أمل معترضة: ماذا؟ بهذهِ الطريقة نحن سنتأخر بالعودة لعالمنا, يوماً واحداً قد يشكّل فرقاً, فكّروا بسرعة معرفة تلك الوحوش بقدومنا حتى قبل أن نكمِل الساعة

قال أيهم بحماسة متجاهلاً إيّاها: فلنرَ تصويت المجموعة, من يؤيّد أن نذهب إلى المنزل فليرفع يده

رفع أيهم يده بحماس قبل أن ينهي جملته, ففعل سامي بسعادة, ورفعت أشواق يدها قليلاً بحذر وهي تنظر نحو أمل التي كانت تنظر نحوهم وهي ترفع حاجباً وجفنيها إلى النصف وهي تقف بطريقة مرعبة, فقال أيهم بحماس وسعادة: ماذا؟ ثلاثة من أصل أربعة! إذاً فقد قُضي الأمر فلنذهب إلى المنزل

انهى جملته وهو يمد ذراعه نحو الاتجاه الذي أشارت إليه أشواق سابقاً بطريقة مسرحيّة مضحكة, وأضاف سامي وهو يرفع قبضة يده بحماس: نعم فلنذهب!

أمل بغضب: أنتم! لاتقرروا بهذهِ السرعة!

رمقها أيهم بإشمئزاز وهو يقول: أنتِ من قال بأن القرار سيكون حسب التصويت

أمل بحزم: أنتم لم تفكّروا بالأمر حتى! ماذا لو أنّ ذلك الفتى كان يحاول استدراج أشواق لفخّ ما أو أن يبعدنا عن مهمّتنا؟

قال سامي بهدوء وهو يبعد قطعة القطن عن جبينه: أنتِ حتى لاتعرفين أين تقع تلك القلعة الخاصة بلهب, لذلك نحن لانملك خياراً آخر بدل البقاء والتخبط في الغابة

فكّرت أمل لوهلة وبلحظة أصبحت تمسك قميص سامي من الأعلى وتهزّه جيئة وذهاباً حيث استسلم لها وهي تصرخ بغضب: لاتتحدث وكأنّك الشخص المهم هنا

أشواق بهدوء: ولكن يا أمل.. لقد أنقذني ذلك الفتى من الموت مراراً, لا أعتقد أنه كان ينوي إيذائي بطريقة ما

تركت أمل سامي الذي بدا أنه يشعر بالدوار, وقالت بغيظ: أنا لا أشعر بأنّه علينا الثقة به

أيهم بابتسامة واثقة: أنتِ لاتشعرين! هذا غير مهم, نحن سنذهب وسنتأكد من ذلك بأنفسنا

اقترب من أمل بطريقة مزعجة وقالت ساخراً: أم أنّكِ تخافين من ذلك

أمل بانفعال: من يخاف من ماذا؟

أيهم بحماس وهو يشير نحو الاتجاه: إذاً فلننطلق!



~||+ ================================================ +||~



سار الرفاق نحو الاتجاه الذي أشارت إليه أشواق بأنه المأوى الذي وصفه ذلك الفتى الغامض, حتى بدأت الأشجار تتفرّق ولمحوا من بينها ذلك البناء الضخم على يسارهم يتراءى, انعطفا أمل وأيهم مهرولان ثم تبعهما أشواق وسامي حيث كان الأخير يحمل حقيبة بين يديه, ولم يتوقفوا حتى أصبح واضحاً أمامهم, كان منزلاً فخماً أشبه بالقصر العظيم ذو ثلاثة طوابق ولكنه بدا قديماً, ذو سياج حديديّ حوله وحديقة خارجيّة ذابلة ميتة, قد قضى عليها الزمن لتجفّ أوراقها وحشائش صفراء باهتة كمثل هذا البناء الذي لاينم على الحياة داخله, أيهم بحماس: واو, كان عليه أن يقول قصراً بدلاً من مجرد مأوى

اهتزت أطراف سامي فسامي بقلق: إنه يبدو مرعباً, فلنبحث عن مكان آخر نأوي إليه

أمسكت أمل بالسياج بكلتي يديها وهي تقرّب وجهها وتصغّر عينيها متفقدة إياه, حيث لاحظت بقايا المياه على الأرض, تفقّدت المكان حولها فإذا بشيء من الطين عند أرجلهم, فقالت بحيرة: يبدو وكأنّها أمطرت هنا

تفقّدوا المكان عند أرجلهم, فرفع سامي إحدى قدميه وهو يقول بهدوء: فعلاً, على الرغم من أنها لم تمطر فوق روؤسنا

تنبّه أيهم لآثار حذاء أحدهم على الأرض حيث كوّنها الطين فأشار إليه وقال بدهشة: هيه! انظروا! يبدو أنّ هناك من سبقنا إلى هذا المكان

لاحظ الجميع آثار الأقدام التي تنطلق نحو البوابة الخارجية ومن ثم إلى الداخل, لقد كان الأثار أشبه بنصف قدم وخلفها دائرة, بل إنّ بعضها كان ممسوحاً, فقال سامي بقلق: يبدو شكلها غريباً

فقالت أمل بحماس: هاه! قد نجد ذلك الفتى في الداخل! فهوَ من دلّ أشواق على هذا المكان

أشواق بحيرة وهي ترفع عينيها إلى الأعلى: أنا فعلاً لستُ متأكدة من هذا الاتجاه

أيهم بحماس: إنني أشعر بالجوع منذ الآن, يا إلهي! أكاد أشتمّ رائحة الطعام من هنا

هرول أيهم ومن خلفه سامي الذي كان يناديه أن يتمهّل, وحينما دخل الأخير إلى سور القصر تمهّل وهو يحدّق بالقصر, إنه ضخماً فعلاً مترامي الأطراف ويبدو مرعباً مرعباً, إنه مظلماً كما بدا من نوافذه المغلقة, ومن جهة أخرى راقبتهما أمل وقد هبطا جفنيها إلى النصف وقالت باشمئزاز وهي تنظر إليهما بعد أن وضعت أحد يديها على خصرها: كسول شره أحمق

سارت أمل بهدوء تتبعهما, ثم تنبّهت لأشواق التي ظلّت واقفة مكانها, فقالت بحيرة: مالأمر أشواق؟

كانت ترتجف قليلاً فقالت بتردد وخجل: لا أشعر بأنني بخير, أنا قلقة.. إن انفصلنا مجدداً و..

قاطعتها أمل وهي تقول بجديّة بعد أن استدارت نحوها: لاتخافي يا أشواق طالما كنتُ بقربك, لن أدعكِ وحدك

أشواق بقلق: ولكن.. إنني حتى لا أملك أقراص الدواء, هل سأكون بخير من دونها؟ بهذا الوضع فإنني..

اقتربت منها أمل وقاطعتها وهي تضع يديها على كتفيها قائلة بابتسامة: لاتقلقي أشواق ستكونين بخير, لقد تجاوزتِ أصعب ليلة وحدك, أنتِ قوية ويمكنكِ حتى الصمود بدوني, لاتقلقي فحسب حتى لاتصبح الأمور أسوأ, حسناً!

احتدت ابتسامة أمل مما طمأن أشواق بعض الشيء فبادلتها الإبتسامة وهي تهزّ رأسها إيجاباً, فنادى أيهم من بعيد: هيه! هل تمشيان على قشر البيض الآن؟

صاحت أمل بغضب: أغلق فمك! سنأتِ حالاً, لا داعي للعجلة أيها الشره

صاح أيهم: ليسَ هناك داعي للسير كالسلحفاة أيضاً أيتها الغبية

برز عصب على جبين أمل وهو تهمس: من يدعوه بالسلحفاة هذا التافه؟

وهرولت نحوه بغضب وتبعتها أشواق وهي تسير بهدوء وقلق ثم هرولت خلف أمل مكونين مجموعة من الأثار حول السياج, بدا أن أحداً ما داخل المنزل, حيث نظر إليهم من إحدى نوافذ الطابق الثاني وهم يدخلون بعد أن سمع صوتيّ أيهم وأمل, ثم أغلق الستار بأصابع داكنة بدت وكأنّ صاحبها مرتدياً قفازاً أسود, كانا أيهم وسامي يقفان أمام الباب ذو الظرفتين, فقال سامي بقلق: هل سندخل هذا المكان أيهم؟ إنه لايبدو مطمئناً أبداً

أيهم بجدية: مالذي تقوله؟ على الأقل سنجد أحداً في الداخل

فطرق أيهم الباب بعنف بقبضة يده, فأقبلت أمل ومن خلفها أشواق وصعدا الأربع درجات والأخيرة تقول: مالذي تفعله أيها المتخلف؟ انظر إلى هذا!

أمسكت أمل بالعروة التي كانت بشكل الجمجمة متصلة بحلقة طرقت بها فكان صوت الطرق أقل انخفاضاً, فقال أيهم وهو يرفع حاجباً: كيف لهم أن يسمعوا طرق الباب بهذا الشكل ياغبية؟ انظري لكبر هذا القصر

أمل بغيظ: لو لم يكونوا ليسمعوا لما وضعوها أيها الأحمق

فكّر سامي بإحباط: أنا لا أعتقد أنّ هناك من سيفتح الباب على كل حال

ثم قال بابتسامة مصطنعة: أرأيتم! إنه مهجور, هيا فلنعد

فجأة فُتح الباب وسُمعَ صريره بشكل مزعج, حوّل الجميع بأعينهم نحوه, كان شديد العتمة حيث تسللت أشعة الشمس نحوه من خلال الباب, ظل الجميع يقف بصمت وسكون لوهلة, فالمنزل بدا خالياً ومرعباً حيث لاأحد وكّأن هناك شبح قام بفتح الباب, أدخل أيهم رأسه ونادى: مرحباً

مرحبـاً, مرحبـاً, مرحبـاً, مرحبـاً

تردد صوته داخل المنزل حيث لا أحد البتة, فقفز سامي إلى الخلف نازلاً الدرجات الأربع وهو يقول بهلع: شـ شبح! لابد أنّ هناك شبحاً في الداخل فتح لنا الباب, هيا هيا فلنعد بسرعة قبل أن يخرح إلينا!

هبطا جفنيّ أمل إلى النصف وقالت بتضجّر: أنت فعلاً لاتظن بأنّ هناك شبحاً في الداخل, أليس كذلك؟

سامي بخوف: ببـ بلى! لقد ففـ تح الباب لنا, يمكننا حتى توقّع ماهو أكبر من ذلك في هذا العالم, أرجوكم فلنرحل من هنا قبل أن تصبح الأمور كارثيّة

رفعت أمل حاجباً وهي تقول: ماذا تقول أنت؟ كيف لشبحٍ أن يطبع أقدامه على الطين أيها المغفّل؟

تجاوزت أمل أيهم ودفعت بالباب قليلاً فدخلت وقالت بجديّة: هيه, نعلم أنّك بالداخل فقد رأينا آثار حذائك في الخارج, لا داعٍ للتظاهر بأنّك سترعبنا الآن

توقفت بداخل المدخل الواسع حيث تردد نهاية صوتها كصدى مزعج, لقد كانت هناك أرائك مهترئة على اليمين وعلى اليسار, وأمامها درج فخم يؤدي إلى الطابق الثاني وممرين بجانبيه, فظهر أيهم بجانبها وخطواته تطرق على الأرض وهو يجوّل ببصره حوله حتى توقّف نحو تلك الثريّة الفخمة المعلّقة فوقهما فقال بذهول: واو, إنه فعلاً منزل فخم لولا اهترائه وانقطاع الكهرباء عنه

لمعت عيناه سعادة وهو يقول بحماس: قد يقدّمون لنا طعاماً شهيّاً أيضاً

أمل بإشمئزاز: قد نجد أحداً هنا ولكن بالكاد قد نجد طعام ووضع المنزل بهذا الشكل

قالت أشواق عند الباب دون أن تدخل بنبرة قلقة: ولكن.. لايجب أن ندخل حتى يؤذن لنا وإلاّ فقد تحدث لنا مشاكل معهم

أدارت أمل برأسها نحو أشواق قائلة بنبرة واثقة: ولكن تم الإذن بدخولنا منذ أن فُتحَ الباب

فكّرت أشواق لوهلة وهي تقول: اممم صحيح

طرقت أشواق حذائها عند الباب ليخرج الطين منه ثم دخلت بحذر وهي تضم أحد يديها إلى صدرها, فقال سامي بتردد حيث لايزال في الخارج: إ إذاً.. أنتم تحرّوا الأمر, وأنا سأنتظركم في الخارج

وضعت أمل أحد يديها إلى خصرها وقالت بتضجّر: إنها فعلاً مزحة ثقيلة من أحدهم ولكنّ الأمر ليس مرعباً جداً

خرج أيهم إليه وقال بحماس: هيه! إنّ الأمر ليسَ بتلك الخطورة ياسامي

جرّه أيهم من يده فسايره سامي وهو يقول بقلق: مـ مهلاً أيهم ..

.
.



__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء

التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 01-29-2016 الساعة 12:14 AM
رد مع اقتباس
  #39  
قديم 01-28-2016, 12:17 AM
 
المغامرة 2 : خطوات تائهة في البيت المتحوّل (الفصل الأوّل) .. 1.2




.
.


أدخل أيهم سامي إلى المنزل, وفور أن تجاوزا الباب أُغلق من تلقائه وانطبق بسرعة, أداروا برؤوسهم نحوه وصرخ سامي بهلع: لا! لا! لقد أُغلق الباب! من أغلق الباب؟

قفز بلحظة نحو الباب والتصق به وهو يحاول فتحه في الظلام سوى أشعة الشمس الخافتة التي تمر عبر النوافذ, لم يجد قبضة على الباب فبدأ يطرقه بقبضيّ يديه وهو يقول بأعلى صوته وبشكل مضحك: أخرجونا من هنا! نحن لن ندخل مجدداً! أرجوكم أخرجونا!!

أشار أيهم نحو أعلى الباب قائلاً: يبدو أنّ الباب يُفتح عن بعد ولذلك لاتوجد قبضة له

كان يشير نحو أداة عُلّقت فوق الباب, فهدأ صراخ سامي حتى توقّف بالرغم من بقاء نظرة القلق في عينيه, فقالت أمل بإشمئزاز: تباً هذا الشخص الجبان يجعلنا أضحوكة

سامي بخوف: و ولكن الوضع غير مطمئن, لـ لقد حُبسنا! كيف سنخرج الآن؟

باغتتهم تلك الرائحة التي شمّها الجميع, تبدو كرائحة طعام قادمة من الداخل, فاتسعت ابتسامة أيهم وهو يقول بحماسة: طعام! يوجد طعام هنا فعلاً

أمل بحزم: يوجد شخص في الداخل حتماً, لابد أنه المنزل المقصود

أيهم بحماسة: فلندخل ونسلّم عليهم ونأكل بعض الطعام, نحن حتى لم نتناول طعام الإفطار

سامي بدهشة: مـ ماذا؟ هل سندخل هناك؟

أشواق بقلق: نحن لن نقتحم المنزل أليس كذلك؟

أمل بحزم: أشواق, لقد فُتح لنا الباب مسبقاً, إنه يعلم بوجودنا هنا

أخرجت أمل سلاحها من جيبها, وسامي بخوف: لـ لا! لابد أنها الأشباح, كيف لشخص ما أن يعيش هنا, هيا فلنعد, فلنخرج عبر النوافذ

أيهم وهو يرفع حاجباً: مالذي تقوله؟ إنه من الواضح أنه يدعونا لتناول الطعام, هيا فلندخل

أشواق بقلق: ولكنّ العتمة شديدة هنا

وبينما كانوا يتحدّثون أخرج أيهم سلاحه ونقر أحد الأزرار فيه فخرجت شعلة من فوهته والابتسامة اتسعت على وجهه, فوجئ البقيّة حيث شهقوا بدهشة, فقال أيهم بحماس: هذهِ الإضاءة ستكون كافية

أمل بحيرة: ألم يكن سلاحك يطلق كرات ناريّة؟

أيهم بغرور: بلى, ولكنّ هذهِ أحد الخصائص الرائعة لسلاحي والذي يبيّن مدى قوته وأنه الأفضل, فهو يقذف النار ويستخدم للإضاءة والتدفئة

هبطا جفنيّ أمل إلى النصف وهي تهمهم, فتذكرت أشواق سلاحها حين سقط في الغابة حينما كانت الذئاب تطاردها وظهر ضوءاً منه, فقال أيهم بحماسة وبابتسامة واسعة: حسناً فلنتوغّل إلى الداخل وليبق الجميع خلفي, وأنا سأكون قائدكم هنا

اقترب من أمل وقال بابتسامة خبيثة: أنا القائد الآن وستتبعونني جميعاً

أمل بغيظ: ماذا تريد الآن؟

كان أيهم يقفز حولها بين هنا وهناك بعشوائيّة بطريقة كوميديّة, فقالت أمل بغيظ: أيهم, حلّ عني!

أيهم بحماس: هيا فلنتبع الرائحة

تمتم سامي بخوف: نحن فعلاً لايجدر بنا أن نفعل ذلك, لديّ شعور سيء بحق

سار أيهم إلى الداخل ممسكاً بالشعلة التي أنارت المكان, ومن خلفه أمل ثم أشواق وهي تتمسّك بها وأخيراً سامي في المؤخرة, التزم الجميع الصمت وهم يسيرون بحذر وترقّب خصوصاً أيهم وهو يحاول ألاّ يصطدم بعارض ما, لقد زيّن هذا الصمت صوت خطوات أقدامهم التي كانت المصدر الوحيد حيث بدا مايحدث مرعباً حيث حلكة المكان ومدى الإضاءة الضيّق الذي يختفي خلف سامي مباشرة وهو يلتفت إلى الخلف بين لحظة وأخرى خوفاً من يبتلعه الظلام أو يفاجئه شيء ما, فتح أيهم أحد الأبواب الجانبية وألقى نظرة إلى الداخل فقال بسعادة: هيه! انظروا, هذهِ دورة مياه؟

القى الجميع نظرة إلى الداخل, فقال سامي بقلق: إنها تبدو مرعبة في الظلمة

أيهم بحماس: هل يريدُ أحدكم استخدامها؟

سامي بقلق: لقد جاءت في وقتها ولكننا لانملك سوى مصدر إضاءة واحد

دخلها أيهم وهو يقول: لاعليك! سندخل سوياً ولن ينظر أحدنا إلى الآخر

سامي بدهشة: سوية!

طرقت أشواق كتف أمل بإصبعها فأدارت برأسها نحوها نحو أشواق التي همست لها بخجل دون أن ينتبه الصبيان لحركتها حيث كانا يتحاوران, فقالت أمل بهدوء: بما أنها فرصة لن تكرر سندخل أنا وأشواق أولاً وأنتما ابقيا في الخارج حتى نخرج ثم تدخلان أنتما

سامي بقلق: ومع من سيكون الضوء؟

أمل بثقة: من يدخل دورة المياة بالتأكيد

سامي بخوف: هل سنبقَ في الظلام وحدنا؟

أيهم بثقة: تبدو فكرة جيّدة

خرج أيهم من دورة المياه ثم ناول أيهم سلاحه لأمل عند الباب وهو يقول جدية: حاذري أن توقعيه أو تحطميه, أعلم أنكِ تشعرين بالغيرة من سلاحي الآن

ارتسمت ابتسامة ماكرة على وجهه ورفعت أمل حاجباً قائلة بإشمئزاز: هاه! ولماذا أشعر بالغيرة أيها الأحمق؟ كون سلاحك يضيء لايعني بأنه أفضل من سلاحي

أرادت أمل تناول سلاح أيهم منها, ولكنه أبعد يده إليه وقال بمكر: لن أعطيكِ إيّاه

برز عصب على جبينها وقالت بثقة: لسنا بحاجة إليه على كل حال

دخلت أمل دورة المياه وتبعتها أشواق وسامي يهمس بإسمِ أيهم موبخاً, وقبل أن يغلقا الباب وضع أيهم يده عليه ليبقيه مفتوحاً, أدارت أشواق برأسها نحوه فمد سلاحه نحوها ليناولها إيّاه, أدارت أشواق برأسها نحو أمل بانتظار رأيها لكنها لم تجب, فقال أيهم بمرح: احترسا من جنيّات دورات المياه

شعر سامي بقشعريرة تسري في جسده, فتناولت أشواق سلاح أيهم منه, وأغلقت الباب.



~||+ ================================================ +||~



لم تمض سوى دقائق قليلة حتى خرجت الفتاتان من دورة المياه, وناولت أمل سلاح أيهم ببرود وهي تنظر إلى عينيه بينما لم يفهم قصدها, فهمس سامي بخوف: هيا, هيا فلنعد أدراجنا

أيهم بحيرة: ماذا؟ ألم تقل بأنّك تود دخول دورة المياه؟

سامي بقلق: كلا! لم أعد أشعر برغبة في ذلك, فلنخرج من هنا فحسب

أمل بإشمئزاز: تشه! يالكَ من جبان

سامي بقلق وخطوط زرقاء قد ارتسمت على رأسه: نحن من الممكن أن نجد أشباحاً هنا, يجب أن نعود

شعرت أمل بالفضول تجاه أحد الأبواب وحاولت فتحه لكنه كان مغلقاً, وقال أيهم بحماس: ليسَ قبل أن نجد الطعام ونتناوله, إنني أشعر بجوع شديد

سار أيهم في الرواق ومن خلفه البقية, فقالت أمل بمرح: الأمر أشبه بأننا داخل فيلم رعب

سامي بقلق: أمل! ألا تشعرين بالخوف أبداً؟

أمل بابتسامة واثقة: ليس هناك مايدعو للخوف فعلاً, نحن حينما نجد الطعام سنجد الشخص حتماً, ليسَ عليك أن تفكر بأمور مرعبة

سامي بقلق: و ولكن.. أمل.. الأشباح..

اعتلت نبرة صوته وهو يقول: الأشباح قد تقوم بعمل فخ لنا باستدراجنا برائحة الطعام

أمل بإشمئزاز: ماذا؟ أنتَ فعلاً تصدّق بهذهِ الأمور

توقّف أيهم مكانه ففعل البقيّة وهو يقول بحزم: ششش, يبدو كأنني لمحت أحدهم!

قفز سامي متجمّداً مكانه, بينما احتدّ تقطيب أشواق لحاجبيها وهي تختبئ خلف أمل التي رفعت الأخيرة حاجباً وهي تقول بابتسامة ساخرة: حقاً!

أرخى أيهم رأسه وقال بصوتٍ مختنق: نعم, لقد .. رأيتهم, أوه أنا أشعر بهم.. يا إلهي!

اتسعت عينيّ سامي بقلق: أيهم!

أيهم وكأنه يختنق: سـ ساعدوني.. إنه سيلتهمني!

اقترب سامي من أيهم ليصبح بجانب أمل وهو يقول بقلق: أيهم! أنتَ بخير!

هتفت أشواق بقلق: أيهم!

بينما ظلّت أمل تنظر بتضجّر نحوه, بدا أنّ أيهم يتألّم ثم أدار رأسه نحوهم بسرعة وهو يصرخ بصوتٍ وحشيّ واضعاً الشعلة تحت ذقنه حيث بدا شكله مرعباً, فصرخا أشواق وسامي بصوتٍ عالٍ مختبئان خلف أمل التي ظلّت تنظر نحو أيهم ببرود, وبلحظة بدأ أيهم يضحك حاول كتم ضحكته حتى أصبح يضحك بصوتٍ عالٍ: حسناً حسناً لاتبالغا, لقد كنتُ أمزح

ظلّ أيهم يضحك ساخراً بشكل متواصل وقالت أمل بإشمئزاز: تقليدي!

قال أيهم وهو يضحك: لم تروا أنفسكم وأنتم تقفزون من شدة الخوف

بدا على أشواق وسامي الحرج حينما كانا يختبآت خلف أمل, فقال سامي بانفعال: أيهم! ذلك لم يكن مسليّاً, لقد كنّا نحسب أنّ هناك ما ألمّ بك فعلاً

أيهم بابتسامة غرور: لاعليك! لاعليك! لايُمكن للأشباح أن تتمكّن منّي حقاً

سامي بقلق: هناك أشباح فعلاً أليس كذلك؟

أيهم بابتسامة واثقة: سيكون من الممتع رؤيتها

شهقا أشواق وسامي حيث قال الأخير بقلق: ما الممتع في ذلك؟

هبطا جفنيّ أمل إلى النصف وهي تقول: لاوجود للأشباح

أيهم بابتسامة ساخرة: ألا تعلمون! إن الأشباح عبارة عن أرواح غادرت أجسادها بعد الموت, وبما أنّ هذا المكان مهجور فقد تكون أرواح أصحابها عالقة هنا

ارتسمت خطوط زرقاء على رأس سامي واتسعت عينيه وهو يقول بخوف: أيهم! لماذا تقول ذلك الآن؟

حرّكت أمل مزلاج باب لكنه كان مقفلاً, فقالت بحيرة: هذا غريب! جميع الأبواب مغلقة

ظهر صوت من الداخل فجأة كتحريك أثاث على الأرض, أداروا برؤسهم نحو الداخل, فقال سامي بقلق وقد تراجع خطوتين إلى الخلف: مـ ماهذا؟ هناك شيء بالداخل فعلاً! هيا فلنعد بسرعة!

قوّست أمل حاجبيها وهي تقول بحزم: إنه قريب من هنا

تقدّمتهم إلى الداخل ونادتها أشواق, لكنها واصلت السير في الظلام متقدّمة فتبعها أيهم وهو يقول: مهلاً! لاتذهبي في الظلام هكذا!

اختفت عن أنظارهم ثم صرخت فجأة مع صوت ارتطام ما, فركض الجميع نحوها حتى وجدوها على الأرض تمسح على جبينها, فانحنت أشواق نحوها وهي تقول بقلق: هل أنتِ بخير؟

أمل وهي تتأوه: نعم, لقد فقدت توازني بعد أن اصطدمتُ بشيء ما

قرّب أيهم الشعلة نحو الشيء الذي اصطدمت به أمل, فكانت درع حديديّة فضيّة واقفة أمامهم ممسكة بسيف طويل, تلوّنت ملامحهم إلى الاندهاش والارتياب والخوف معاً وهم يتصلّبون في أماكنهم بلحظة, صرخت أشواق بصوتٍ عال مغمضة عينيها, وأشهرت أمل سلاحها وكذلك أيهم بينما ظلّ سامي واقفاً متجمّداً, وبلحظة أدركوا بأنها مجرد درع فارغة تقف بمحاذاة الجدار, فنهضت أمل وأمسكت بيد أشواق مطمئنة: لابأس أشواق, إنها مجرد درع

هدأ الموقف والكل ينظر نحوها بصمت فقد كانت تقف على مفترق طرق يمنة ويسرة, فحكّ أيهم رأسه وهو يقول: كيف يضعونها وسط الطريق هكذا؟

كان سامي لايزال متجمّداً مكانه فهمس بخوف: إنه.. لقد.. لقد تحرّك لوهلة!

أمل بهدوء: كلا لم يفعل! يخيّل إليك لأنّك تشعر بالخوف

سامي بهلع وعينيه متسعان بشكل مريب: بـ بلى لقد تحرّكت, أقسم بأنها قد تحرّكت, هيا فلنخرج من هنا

كانت أشواق تحدّق نحوها طوال الوقت وهي تنظر لوجهه حيث خوذة حديدة, فقالت أمل بمرح: يالك من جبان فعلاً

سامي بقلق: و .. ولكن, أرجوكم فلنخرج! الأمر غير مطمئن منذ البداية

أمل بإشمئزاز: تباً كان علينا تركه في الخارج منذ البداية

شعر أيهم بالرائحة بشكلٍ أقوى فقال وهو يلتف يساراً: من هنا

سار أيهم وتبعه البقيّة, حينما أخذ سامي لمحة نحو الدرع وهو يبتعد, وحالما اختفى النور عنها تحرّك رأس الدرع باتجاههم والتمعت عينان حمراوان منها.

.
.



__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 01-28-2016, 12:21 AM
 
المغامرة 2 : خطوات تائهة في البيت المتحوّل (الفصل الأوّل) .. 1.3





.
.

ساروا حتى لاحظوا إضاءة تخرج من تحت باب إحدى الحجرات, أيهم الذي كان يقف في المقدّمة قال بحيرة: انظروا! الأضواء مفتوحة في الداخل

أمل بهدوء: هناك شخص ما في نهاية الأمر, فلنكن مستعدين

قبضت أمل على سلاحها وفتح أيهم الباب بهدوء حيث كان صريره مزعجاً, فشهق الجميع معاً في دهشة, لقد كانت الجحرة مجهّزة بمائدة طعام ممتلئة بأنواع المأكولات وأربعة كراسي فاخرة حولها, مزيّنة بالشموع على الطاولة وعلى نواحي الحجرة بالرغم من إضائتها الجيّدة, بساط أحمر على الأرضيّة و الجوء فيها دافئ يُشعر بالطمأنينة, ولاأحد في الحجرة البتة فصاح أيهم بحماس وابتسامة واسعة على محيّاه: طعام!

دخل الجميع الحجرة وتوقّفوا عند الباب بينما هرول أيهم نحو المائدة وقال بسعادة: إنه لنا, لابد أنّ هذا الطعام مجهّز خصيصاً لنا

ارتسمت على وجه سامي بعض الخطوط وتحوّل وجهه إلى الأزرق وعيناه متسعتان بشكل صادم وهو يقول بقلق: هـ هذا فعلاً من عـ عملهم, إـ إنّها الأشبـاح فـ فعلاً!

أشواق بقلق: لا أحد هنا, هذا فعلاً أمر مريب.. أمل!

أدارت برأسها نحو أمل التي كانت تنظر إلى خارج الحجرة نحو الممر المظلم, ثم قالت بحيرة وهي لاتزال تنظر إلى الخارج: لعلّ المستضيف يريد إطعامنا أوّلاً, أو أنه فخ فعلاً

أدارت برأسها نحو البقيّة قائلة: وعلى كل حال لن نتناول من الطعام قبل أن نتأكد..

تنبّهت لأيهم الذي كان يأكل من الطعام بشراهة وهو واقف بعد أن وضع سلاحه على المائدة, فانخفض حاجبيها غلى النصف وهي تسترسل: من أنه غير مسموم

قال أيهم بسعادة وفمه ممتلئ بالطعام: هيه! جرّبوا هذا بسرعة, إنه لذيذ فعلاً

صاح سامي في دهشة ثم تقدّم نحوه وقال بقلق: مالذي تفعله أيهم؟ هذا الطعام قد يكون مسموماً

أيهم بمرح: انظر إليّ, لازلتُ بخير

أدار برأسه نحو أمل وأشواق اللتان تقفان عند البابب وقال بمرح: هيه! مالذي تفعلانه؟ الطعام لايؤكل لمجرّد رؤيته, يجب أن نملأ معدتنا بالطعام قبل أن نكمل البحث عن ذلك الفتى

أغلقت أمل الباب, وتقلّصت أمعاء أشواق حيثث صدر صوتها الذي أحرجها وقالت بخجل: ربما علينا تناول الطعام الآن فقد لانحظى بشيء حتى المساء

أمل باشمئزاز: لابأس طالما لن نأكل كثيراً, كما أنّ ذلك الشره لايزال حيّاً بعد أن تناول نصف ماعلى المائدة

تقدّمت الفتاتان بينما كان سامي يحاول إيقاف أيهم أن يتوقّف عن تناول الطعام وهو يتحدّث عن خطورة الأشباح, ومن زاوية غير واضحة قد كان هناك أداة مخبئة لمعت عدستها, لقد كانت متصلة بشاشة في مكان آخر تصوّر مايحدث للرفاق اللحظة, ضحك أحدهم بخباثة وهو يقول بوحشيّة: ضحايانا أربعة هذهِ المرة, يبدو أننا سنحظى بيوم جميل

أيهم لايزال يأكل بشراهة, وبجانبه أشواق تأكل على مهل, أمل تنظر نحو أيهم بإشمئزاز, وسامي يخرج الكيس القطني من جيبه بعد أن طواه عدة مرات مسبقاً بطريقة مرتّبة, وهو يفكّر: ربما عليّ الاحتفاط ببعض الطعام في الحقيبة

وبينما هم على المائدة جلوس إذ تمايلت النار على الشموع وانفطأت من تلقائها, رفع سامي بعينيه نحو الشمعة على المائدة قائلاً بقلق: مالذي يحدث؟

فجأة انفطأت بقيّة الأنوار في الحجرة حتى غلّفهم ظلام دامس وسط شهقاتهم المندهشة, فصاح سامي بقلق: يا إلهي! مالذي يحدث؟

نهضت أمل من على الكرسي وقالت بجهوريّة: اهدئوا! لعلّه انقطاع مؤقت في الكهرباء, هاه!

شهقت أمل فجأة حيث اتسعت عينيها وكأنها لاحظت شيئاً في الظلام, فقال سامي بقلق: لماذا تُطفأ الشموع إذاً؟

ترك أيهم مابين يديه ومسح يديه بمفرش الطاولة ثم التقط سلاحه من على المائدة, وهو يقول وشيء من بقايا الطعام لاتزال في فمه: لاتقلقوا, لن تأكلنا الأشباح لمجرّد انطفاء الأنوار

شعر سامي بقشعريرة تسري في جسده من رأسه حتى أخمص قدميه حينما قال أيهم جملته وهو لايزال متشبصاً على كرسيه يشعر بالخوف, وكذلك كانت أشواق التي ترتجف مكانها دون أن تنطق بكلمة, وما إن أشعل أيهم النار من فوهة سلاحه حتى شهق هو وأشواق وسامي وهم ينظرون نحو مكان أمل, فالكرسيّ خالي وأمل مفقودة, رفعت أشواق يديها إلى فمها, وقال سامي بهلع: يا إلهي! لقد اختفت أمل, لقد أخذوا أمل!

قوّس أيهم حاجبيه ونظر تحت المائدة حيث لم يرَ سوى أرجل أشواق وسامي, ثم رفع برأسه نحو الباب المغلق, وهمس بحزم: هذا مستحيل! أين ذهبت؟

نهض من على الكرسي فقال سامي وعيناه متسعتان لأقصاها: إنهم معنا, الأشباح! لابد أنـ أنهم هنا الآن

همست أشواق باسم أمل بقلق, فقال أيهم بحزم: هيه! لاداعي للمزاح الآن يا أمل

سار أيهم باتجاه الباب فقال سامي بقلق: أيهم! ماذا تريد أن تفعل؟

شوشر له أيهم بأن يصفت ففعل وهو يبتلع ريقه, وقف أيهم بجانب الباب وفتحه ببطء حيث صريره المزعج وهو ينظر إلى الخارج بحذر دون أن يخطو خطوة إلى الخارج, حوّل سامي عينيه نحو أشواق التي بدأت بالبكاء بصمت فقال مهدّئاً بنبرة قلقة: لاتخافي, لابد أنها فعلاً تقوم بمزحة ما

ثم فكّر مع نفسه: مع أنني لا أظنّ ذلك

فجأة اختفأ نور شعلة أيهم, فشهقا سامي وأشواق في دهشة, أدارا برأسيهما نحو الباب حيث أيهم فلم يكن موجوداً كما يبدو, ناداه سامي هامساً بقلق, لكنه لم يجب, ناداه مرة أخرى وهو يقول: أيهم! أرجوكَ ردّ علينا

بدا أنّ أيهم قد اختفى فعلاً, فاتسعت عينا سامي لأقصاها وهو يشعر بتلك القشعريرة تهزّ جلده, وكذلك فقد كانت أشواق تشعر بالخوف الرهيب الذي يمنعها من التحدّث أو التحرّك اللحظة, حتى شعرت بيد تمسك يدها فشهقت بدهشة وهي تنهض تجاريه, فقال سامي بهلع الذي أمسك بيدها: فلنخرج من هنا بسرعة!

هرول ممسكاً بيد أشواق وخرجا من الحجرة مسرعَين, فقال أحدهم بوحشيّة جعل منهما أن يقفا: لايمكنكم الهرب, لن تستطيعوا الهرب أبداً

فكّر سامي بخوف: إنهم فعلاً موجودون!

ثم ضحك بثقة وتعالى صوته وكأنه قريب حتى اهتزّت أطرافهما, فهرولا مبتعدين بحذر باتجاه المخرج حيث الممر, ولم يبتعدا كثيراً حتى اصطدم سامي بشيء ما أمامه وترك يد أشواق التي قالت بقلق: مالأمر سامي؟ مالذي يحدث؟

وضع سامي يديه أمامه فأحسّ بأنه جدار ففكّر بقلق: لا أعلم! يُفترض بنا ألا نقابل جداراً قبل تلك الدرع الحديديّة

أشواق بقلق: ربّما تجاوزناها في الظلام

سامي بقلق: كلا! نحن لم نبتعد كثيراً, يبدو وأنه..

اتسعت عينيه أكثر وهو يقول بتردد وقلق: هـ هناك من وضع هذا الجدار حـ حتى لانـ نستطيع الهروب, الـ الأشباح.. لابد أنّ هولاء الأشباح وضعوها! لقد.. لقد سدوّا المخرج حتى.. يلتهمـ مونا

سمع صوت احتكاك أثاث بالقرب منه فشهق بدهشة وهمس بهلع: أ أشواق, يـ يجب أن ننـ نختبئ في مـ مكان مناسب حتى لـ لايجدونا

صمت لوهلة حيث لارد, ناداها باسمها مجدداً فلم تردّ حيث شعر بأنه وحده, فقال بقلق: أشواق! قولي شيئاً

لم يجبه أحد, فاتسعت عينيه لأقصاها وابتلع ريقه, الصمت يسود المكان والظلام حالك وهو وحده, وبينما هو يغوص في أفكاره وخوفه إذ سمع صوت خطوات بعيدة فصعق وتجمد في مكانه وقد بدأ العرق يتصبب على جبينه خوفاً, كانت الخطوات ثابتة وقويّة وهادئة وكأن من يخطوها تملأه الثقة في نفسه غير عابئ بالمكان, فكّر سامي بقلق: هذهِ ليست خطوات أيهم أو أمل, إنها هادئة جداً, وأقوى من أن تكون خطوات أشواق

اقترب الصوت أكثر, خطوة تلو خطوة بكل ثقة وبكل ثبات, واهتزّت عينيّ سامي وهو يفكّر: إنه شخص آخر, لقد.. أتى!

اقترب أكثر فأكثر فقرر سامي الابتعاد وهو يتخبّط حوله حيث الطريق مسدود خلفه, فوجد باب بجواره ففتحه ودخل تاركاً الباب مفتوحاً.


.
.





مارأيكم ..؟ هل تبدو مرعبة ؟
حسناً نحن لانزال في البداية وستكون الأحداث ممتعة


ماهيَ توقعاتكم لما يحدث, هل فعلاً هناك أشباح في هذا المنزل ؟
مالذي حدث لأمل وأيهم وكذلك أشواق ..؟ إلى أين تم أخذهم ؟
هل قامت الأشباح فعلاً باستدراجهم إلى هذا المنزل ؟
وهل تقصّد الفتى الغامض إرسالهم إلى هنا ليلقوا حتفهم ؟

ماذا تتوقعون أن يكون المرض الذي تعانيه أشواق ؟


رأيكم باسلوبي بهاذا الفصل ..!
لقد استمعت لنصيحة شيشيكو وأضفت بعض الثرثرة بدل توضيح الأحداث من خلال الراوي ~
وقمتُ بمراجعة الفصل كثيراً حتى دُخت وشعرتُ بالملل ..
لذلك إن حدث ووجدتم أخطاء إملائيّة لربما وقعت سهواً أو جهلاً أخبروني بها رجاء


انقـدوني ..
قطعوني نقد وأخطاء, أخبروني كل مابجعبتكم
منكم سأستفيد وبواسطتكم أتطوّر , لاتحرموني خبرتكم

.
.


__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قرعه دورى أبطال أوروبا لتحديد المجموعات + جائزه أفضل لاعب فى دورى أبطال أوروبا gharib86 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 10-24-2011 02:08 PM
صور أبطال القناص المشتاق إلى الجنة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 25 04-08-2011 03:13 PM
أبطال الكاندام فتاة الحلم أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 52 06-15-2010 11:02 PM


الساعة الآن 03:40 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011