عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree163Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 02-11-2016, 12:48 AM
 
المغامرة 2 : خطوات تائهة في البيت المتحوّل (الفصل الثالث) .. 3.1







سار الأربعة بهدوء وحذر بين الأروقة محاولين إيجاد باب يؤدي إلى الخارج أو على الأقل نافذة ما, ولكن حتى الآن يبدو وكأنهم يدورون وسط حلقة مفرغة, حتى وصلوا لحائط وقف أمامهم وسط الرواق, فقال أيهم بتضجر: اللعنة! ماهذا؟ إنه يبدو وكأنهم يحتجزوننا

حرّكت أمل مزلاج باب بالقرب فإذا به مغلق وهي تهزّه مراراً, شعر سامي بقشعريرة في جسده وهو يقول بقلق: يا إلهي! إنهم يفكّرون بخطة لإلتهامنا الآن

أشواق بقلق: لايمكن

أطلقت أمل الليزر نحو لسان الباب ففتح وصرّ حيث سمع البقية صوته وهم يديرون برؤسهم نحوه, فقالت أمل بحزم: إن أرادوا احتجازنا بطريقتهم فنحن إذاً سنخرج من هنا بطريقتنا

فتحت الباب كاملاً فاقتربوا جميعاً يطلّون حيث إنارة سلاح أشواق توضّح مابالداخل وإذا بها حجرة ضيّقة ذات سلالم توصل إلى الأعلى مؤدية إلى الطابق الثاني, فقال أيهم بهدوء: هيه! لربما هذا الطريق سيوصلنا إلى مكان ما

فقال سامي بقلق: ولكن إن صعدنا السلالم فلن يوصلنا ذلك إلى المخرج

أيهم بحزم: إنه أفضل من الدوان في هذهِ الأروقة مراراً, وإن اقتضى الأمر فسنخرج من النوافذ

شهق سامي بدهشة, وصعد الجميع السلالم حتى وصلوا لنهايته, ففتحت أمل الباب ببطء لكنه لم يصدر صريراً كما توقّعت ففكّرت: عظيم! هذا الباب لايصرّ

ألقت أمل نظرة قبل أن تخطّ قدماها الرواق حيث لا أحد, ثم دخلت وتبعتها أشواق ثم أيهم وأخيراً سامي, ساروا في الرواق قليلاً بصمت وحذر ألا تُسمع خطواتهم, كانت أشواق تتنفس بصعوبة وساقاها تهتزّان, فجأة توقفت وهي تضع أحد يديها على الحائط, لاحظها الجميع بما أنها تملك مصدر الضوء حيث تغيّر اتجاهه, تقدّمت أمل نحوها وهي تقول بشيء من القلق: أشواق! هل أنتِ بخير؟

انحنت أمل نحوها فيما بقي الصبيان واقفين مكانيهما, فقالت أشواق بهدوء: آسفة, لـ لقد أصبت بالدوار قليلاً, سأكون بخير

أمل بقلق: هل أنتِ بخير حقاً؟ يمكننا التوقف هنا قليلاً

أيهم بتضجر: ولماذا نتوقف الآن؟ يجب أن نخرج أولاً ثم نستريح في وقت لاحق

سامي مقطباً حاجبيه: أيهم!

رمقته أمل بغضب ولكن قبل أن تقول شيئاً قالت أشواق: لابأس, يمكنني المواصلة

أمل بهدوء: هل أنتِ متأكدة؟

أشواق بابتسامة مصطنعة: أجل

ساروا بضع خطوات حتى وصلوا إلى مفترق طرق يمنة ويسرة, وفي المنتصف لوحة كبيرة قد رسمت عليها جمجمة إنسان وخلفها قصراً فخماً محاط بأسوار رمادية في غسق الدجى, توقّف الجميع أمامها وإنارة السلاح تركزت عليها, بدت تلك الجمجمة مرعبة وكأنها تنظر إليهم, فقال أيهم بحيرة: أليس هذا هو هذا القصر نفسه؟

أضافت أمل بهدوء حيث وقفت بجانبه: يبدو كذلك

سامي بخوف: هذهِ الصورة مرعبة جداً

أمل بإشمئزاز: أكل شيء بالنسبة إليك مرعب؟

مالت الإضاءة قليلاً, وسقط السلاح أرضاً حيث تنبّه الجميع لأشواق التي سقطت على الأرض, فنادتها أمل باسمها وهي تنحنت إليها وكذلك فعل سامي الذي كان يشعر بالقلق, رفعت أمل رأسها عن الأرض فكان جسدها كله يرتجف وهي تتنفّس بصعوبة, وهناك بعض الدموع من عينيها, فقالت أمل بقلق: أشواق!

لم تكن لتستطيع الإجابة بالرغم من وعيها, لقد خارت قواها في لحظة وأصبحت نصف واعية لما حولها, لسانها ثقيل عيناها ثقيلتان إلاّ أنها أبقت نصفها مفتوحة بالكاد كإستجابة لنداء أمل, فقال سامي بقلق: مالذي يحدث لها؟ هل هي بخير؟

كزّت أمل بأسنانها وهي تقول بقهر: هبوط! إنها بحاجة لطعام الآن

أيهم بدهشة: الآن!

أدارت أمل برأسها نحو سامي قائلة بحزم: سامي! ألديكَ بعض الطعام في حقيبتك؟

سامي بارتباك: هاه! الحقيبة!

شهق بدهشة وهو يقول: هاااه! لقد نسيتها في حجرة الطعام!

أمل بانفعال: تباً! سامي!

حرّكت أمل أشواق لتسند ظهرها إلى الجدار, وهمست لها: لاتقلقي! سأعود قريباً

نهضت أمل وقال أيهم بحيرة: هيه! مالذي يجري؟

أمل بحزم: أشواق تفقد قوّتها إن لم ننقذها الآن فستكون في موضع حرج

أيهم بحزم: ننقذها! مالذي يجدر بنا فعله الآن؟

أمل بشرود ونبرة حازمة: سأحاول إيجاد حجرة المائدة تلك واحضر لها بعض الطعام أو أي شيء ينقذها

أيهم بحيرة: ماذا؟

أمل بحزم: ابقيا معها ولاتتحركا من هنا, سأعود حالاً!

ركضت أمل مبتعدة وهي تركض فاستدار أيهم نحوها وركض خلفها وهي ينادي بحزم: هيه! انتظري!

ركضا في الظلام تاركين سلاح أشواق على الأرض, انحنى سامي والتقطه ثم قال بلطف وهو يقطّب حاجبيه محدّثاً أشواق: لاتقلقي أشواق ستكونين بخير

سمعت كلماته وكل الحوار الذي دار ولكنها لم تستطع أن تجب أو تضيف شيئاً, كانت تركز قواها على ألاّ تفقد الوعي, لقد فكّرت بأنه مهما حدث عليها أن تكون واعية على الأقل في مثل هذا الوقت والمكان الحرج.



~|| ==================| خطوات تائهة |================== ||~




ركضت أمل في الرواق ومن خلفها أيهم حيث كان سلاحه ينير المكان بشكل خافت, حاول إيقافها وهو ينادي: ماذا تفعلين؟ توقفي!

توقّفت وأدارت برأسها إلى الخلف قائلة بحزم: مالأمر؟ يجب أن نسرع!

توقّف أيهم بجوارها وهو يقول بحزم: نسرع من أجل ماذا؟ أخبريني بكل شيء الآن!

أمل بحزم: أخبرتك بأنه علينا أن نذهب إلى حجرة الطعام لإحضاره البعض منه لأشواق

أيهم بحيرة: ولكن لماذا؟ أنا لم أفهم! مالذي أصابها؟

أمل بحزم: أشواق تعاني من ضغط الدم المزمن وقد تصاب بصدمة في هبوط في مستوى ضغط الدم أحياناً, والأمر يصبح سيئاً حينما تتوتر أو تشعر بالخوف أو تتعرّض لأي صدمة نفسيّة, وذلك يجعلها حتى غير قادرة على التحرّك أو التحدّث, وحينما يهبط إلى معدّل ضعيف قد تتعرّض لإغماءة وربمّا تفقد حياتها

كان أيهم يستمع إليها بإنصات, فاسترسلت: يجب علينا أن نجد بعض الطعام ويُفضّل أن يكون مالحاً حتى يرتفع ضغط دمها بشكل أفضل وتعود لطبيعتها

أيهم بهدوء: فهمت

فكّر أيهم مع نفسه: لذلك كانت قلقة جداً بشأنِ أشواق حينما أضعناها في الغابة

استدارت أمل إلى الجهة المغايرة وهي تقول بحزم: والآن فلنسرع, يجب أن نجد أي شيء لنحضره إليها

ناداها أيهم ليستوقفها: مهلاً!



.
.



__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس
  #52  
قديم 02-11-2016, 12:49 AM
 
المغامرة 2 : خطوات تائهة في البيت المتحوّل (الفصل الثالث) .. 3.2





.
.


مالبثت أمل أن تخطو حتى أدارت برأسها نحوه فقال بحزم: قد يستغرق منّا وقتاً الوصول لأسفل لإيجاد تلك الحجرة ومن ثم العودة, كما أنهم قد غيّروا مسارات الوصول لهناك فحتى لو أنّكِ حفظتِ المسار فلن تصلي

أمل بحزم: يجب أن نسرع إذاً, لاخيار لدينا

قال أيهم بثقة: مهلاً.. ثقي بحاسة الشمّ لدي, أستطيع تحديد مصدر الطعام إن كان قريباً

رفعت أمل حاجباً: هاه!

بدأ أيهم يتحرّك بين هنا وهناك وفتحتيّ أنفه تتحرّكان وهو يأخذ نفساً عميقاً بشكل متسارع وهو يشتمّ المنطقة, راقبته أمل باشمئزاز وهي تقول بحنق: هيه! أنت! إنه ليس وقت التهريج الآن, فلنرحل من هنا بسرعة

وجدته فجأة يقف أمام أحد الأبواب ممسكاً بالمقبض فقالت بانفعال: حسناً! سأذهب وحدي!

فتح أيهم الباب وهو يقول بثقة: مالذي تقولينه؟ أخبرتكِ بأنني أستطيع تحديده

شهقت أمل بحيرة, فدخل أيهم الحجرة التي بدت كحجرة جلوس مرتبة بالأثاث حولها, ولا أثر لطعام, تبعته أمل وهي تتلفت حولها فقالت بإشمئزاز: لايوجد طعام هنا أيها العبقريّ

اتجه أيهم نحو إحدى الحوائط والتي كان أسفلها فتحة مستطيلة بعرض المتر و ارتفاعها لايزيد عن نصف المتر, فقال أيهم بابتسامة واثقة: لم أقل أنّ الطعام هنا, ولكنّ رائحته تزداد قوة

هبطا جفنا أمل إلى النصف وهي تقول: أنا لا أشمّ شيئاً

اتسعت عينيها وهي تقول: هيه! إلى أين ستذهب؟

كان قد عبرها حيث بالكاد اتسعت لجسده, فزفرت وتبعته وهي تعبر الفتحة التي أطلّت على رواق أخر مظلم, فنهضت بجوار أيهم وقالت بهدوء: هيه! أنت! لاوقت لدينا!

كانت الابتسامة الواثقة ترتسم على وجه أيهم بعد أن استدار إلى اليسار ووقف لوهلة, فقال بثقة: الرائحة تزداد وضوحاً وهي قادمة من هنا

أخذت أمل ثلاثة أنفاساً عميقة متسارعة فاشتمت رائحة شواء مقرفة وكأنه قد احترق, ثم همست بهدوء: الآن يمكنني فعلاً أن أشتمّ شيئاً ما, هل قام ذئب ما بعضّك وانتقلت إليك جيناته بطريقة ما؟

أيهم بابتسامة مغرورة: هيا عبّري عن غيرتكِ الآن, أخبرتكِ بأنني لن أخطئ

أمل بإشمئزاز: إنّ ذلك ليسَ مديحاً يا أنف الكلب

أيهم بابتسامة ساخرة: أنتِ تغارين فعلاً!

أمل بجدية: فلنتحرّك بسرعة فحسب!

وما إن قاما بخطي خطوتين حتى سمعا صوت احتكاك ما بالقرب, في نفس هذا الرواق شيء ما يحتّك, شهقا بدهشة وهما يتوقفان مكانيهما, تلفتا حولهما حتى أنهما قد نظرا إلى الخلف, فأشارت أمل نحو الحائط وهي تهمس: هناك باب خفيّ!

كانا بالكاد يمكنهما رؤية الباب يتحرّك إلى داخل الحائط حيث كان أشبه بأنّ الحائط يلتهم نفسه مع إضاءة أيهم الخافتة, فظهر نور أبيض خافت من داخل تلك الحجرة التي فُتح بابها الخفيّ الواسع إلى الرواق, وخرج منه درع حديدية أطرقت بقدمها الحديدية على الأرض وهي تسير بهدوء وسط الظلام ممسكاً بشمعة بيضاء الشعلة في يده, سار في الرواق الخالي حتى وصل لنهايته ثم التف يميناً دون توقّف.

لقد كانا أمل وأيهم مختبئين خلف المنعطف اليساريّ حيث أصبحا يرون خلفه وهو يسير مبتعداً, ذهلا وهما يشهدان بأنّ تلك الدرع الحديدية التي رأوها سابقاً الآن تتحرّك, إنها تسير من تلقائها في الظلام, لكنهما ظلا مختبئين بصمت وعينيهما تهتزّان بقلق, توقّف الدرع فجأة وأخذ لمحة خلفه حيث عينيه تلمعان احمراراً لكنه لم يجد أحداً ثم عاد ليكمل سيره.

لقد أسرعا أمل وأيهم بالاختباء خلف الحائط في الممر الذي كانا فيه سابقاً مراقبان الدرع الذي لم تبتعد كثيراً حتى فتحت أحد أبواب الحجرة ودخلت وأُغلِق الباب خلفه, فأشعل أيهم النار وقال بجدية: لقد كان سامي محقاً, هذا المدرّع لعله كان يتحرّك في ذلك الوقت

أمل بحزم: ربما هناك من يرتدي الدرع

ابتسمت أمل بثقة وهي تقول: هذا يبدو مثيراً

أيهم بهدوء: أتعلمين ما المثير أكثر في الموضوع؟

أدارت برأسها نحوه فقال بحماسة: رائحة الطعام تنبع من تلك الحجرة التي دخل إليها

التمعت عينيه الزرقاوين وهو يقول: ويبدو أنّ لديهم وليمة




~|| ==================| خطوات تائهة |================== ||~





وفي ذلك الرواق المظلم الذي أناره سلاح أشواق حيث كان بقبضة سامي وهو يقف على قدميه مسنداً بظهره إلى الحائط, يبدو التوتر واضحاً عليه وهو يهزّ ساقه اليمنى متجوّلاً ببصره بين يمنة ويسرة من حين لآخر, ويركز بنظره نحو تلك اللوحة المخيفة المعلّة على الحائط من حين آخر, محاولاً ألا يبدي خوفه لأشواق التي لاتزال تجد صعوبة في التنفس وهو تشعر بدوار وثقل بجسدها يمنعها حتى من فتح عينيها.

أخذ سامي نظرة نحوها حيث طاقتها الضائعة تشعره بالقلق عليها, قطّب حاجبيه وهو يفكّر: لطالما كانت تعاني من ذلك بالرغم من أنها تحاول إخفاء تعبها حتى منذ أن كنّا صغاراً

تذكّر حينما كانا بعمرٍ أصغر, لربما في الرابعة حينما كانا يلعبان في الروضة فبدأت أشواق تشعر بالتعب, واصلت اللهو معه ومع مجموعة من الأطفال حتى سقط فجأة ولم تعد قادرة على التحرّك فشعر الأطفال القلق وهم يتجمّعون حولها ومن ضمنهم سامي, حتى حملتها معلّمتهم ونقلتها, تذّكر سامي مشاعره في ذلك الوقت, إنه موقف لن ينساه فقد ظنّ بأنها قد ماتت والآن مشاعره تتكرر مجدداً وهو يقف بجوارها قلقاً حيث لايسعه فعل شيء كالسابق.

لم تكن عقليته المضة تستوعب ماحدث حتى طمأنته والدته والتي هي جارة لأمها بأنه مرض مزمن ولكنه لايستدعي الموت بسهولة ومن السهل أن تتعايش معه بظلّ الظروف الهادئة مع الانتظام بتناول أقراص الدواء, علمَ لاحقاً بأنها لم تولد مع هذا الموضوع بل تكوّن بسبب صدمة تعرّضت لها, لقد كان يعلم بأنها تتغيب أحياناً عن المدرسة بسبب مرضها, ولكنها بالرغم من ذلك فهي لاتتذمر أو تتضجّر, الابتسامة دائماً تعلو محيّاها بلطف.

إنّ وحشة المكان الآن والموقف الذي يعايشه يجعله أكثر قلقاً وهو يسمع صوت شهيقها وزفيرها المهتزّ بشكل ضعيف, فانحنى نحو أشواق جالساً وقال بهدوء: كيف حالكِ الآن؟

لم تجب أشواق عليه, فشعر بغباء سؤاله وارتبك فهي لاتستطيع التحدث, ثم قال بمرح: لاتقلقي! أيهم وأمل سيعودان قريباً وسيحضران لكِ ماسيجعلكِ قوية, لاتقلقي فحسب

همهمت أشواق بالإيجاب, فشعر بالتوتر إنه لايمكنه فعل شيء اللحظة سوى الانتظار, نهض ثم فرك يديه ببعضها وكأنّ المكان يزداد برودة فجأة, فكّر سامي بحيرة: أشعر بالغرابة

حرّك سامي الإضاءة يمنة ويسرة إطمئناناً, فلاحظ بعض الضباب الأبيض الخفيف يتكون, شعر بالقلق وهو يفكّر بحيرة: ماهذا؟

شعر بأنه قد يخيّل إليه لوهلة, ولكنّ الضباب يتزداد ويصبح أكثر كثافة, ازداد الخوف في نفسه وهو يفكّر: يا إلهي, هذا لايبشر بخير, يجب أن نبتعد من هنا

انحنى نحو أشواق وقال بقلق: أشواق! يجب أن نرحل من هنا

ردّت بصوت متقّطع وعيناها مغمضتان: و لكــ ن.. أمـ ـل...

سامي بقلق: لاتقلقي! نحن لن نبتعد كثيراً, هيا سأعينك على السير

ساعدها على الوقوف وهو يضع ذراعه حول جذعها ويرفعها بكلّ قوته فقد كانت شبه واعية حيث لايمكنها رفع نفسها, حتى وضع ذراعها حول رقبته, فكّر بأن جسده هزيل ولن يقوى على حملها ليبتعد بها, فقال بهدوء: حاولي أن تسيري معي أشواق

همهمت أشواق بالإيجاب, فشعر برجفة جسدها وهي تحاول التمسّك به بوهن, فقال سامي مطمئناً: لاتقلقي, ستكونين بخير

ثم سارا بتثاقل حيث كان ثقل أشواق كله على سامي, فهي حتى بالكاد تستطيع تحريك قدميها اللتان تُجرّ أطرافهما على الأرض, فسمعها تهمس بصوت متقطع: أ.. آسِـ.. ـفة

سامي بابتسامة مصطنعة وهو بالكاد يسير معها: لاعليكِ, لن يصيبك مكروه, سأحميكِ

سارا في الرواق مبتعدَين عن الضباب الذي ازداد كثافة وقد فُرِش على أرضية الممر, واندمج مع الضباب الصادر من اللوحة وهو يخرج منها ببطء حتى تكوّن جسد ضبابيّ أشبه ببشريّ سمين, امتدت ذراعاه لتدخل إلى اللوحة وأخرج منها الجمجمة المصوّرة التي باتت تتحرّك مع الضباب وكأنها رأسه وقد التمعت نقطتين حمراوين في تجويف العينين, ثم ابتعد متخذاً الاتجاه المغاير للطريق الذي سلكاه سامي وأشواق, وقد اختفت الجمجمة من اللوحة, لقد راقبه سامي من خلف أحد أبواب الحجرات القريبة وقد اتسعت عينيه لأقصاها وأسنانه تصطك ببعضها وهو يرتجف.



~|| ==================| خطوات تائهة |================== ||~




.
.



__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس
  #53  
قديم 02-11-2016, 12:50 AM
 
المغامرة 2 : خطوات تائهة في البيت المتحوّل (الفصل الثالث) .. 3.3




.
.


في تلك الأثناء قال أيهم بحزم وهو يدير برأسه نحو أمل: نحن لانعرف عددهم, إن كان واحداً او اثنين نقضي عليهم, وإن كانوا أكثر فلنأخذ بعض الطعام ونهرب فحسب

قالها وهو يقف أمام الباب وهو يضع يده على المزلاج, في حين كان يمسك بالشعلة التي تنير المكان بيده الأخرى, فقالت أمل بإشمئزاز: ماذا؟ أخائف أنت وتريد الهرب؟

أيهم بحزم: كلا, لكنّ أولويتنا الآن هي إنقاذ أشواق من دون علمهم

زفرت أمل وقالت بهدوء: للتصحيح, أولويتنا هي الحصول على الطعام سواء بعلمهم أو من دون علمهم

أيهم بإشمئزاز: أنتِ لاتحدثي الفوضى فحسب

أطفأ أيهم الشعلة, فردّت أمل بحزم: أنت لاتلتهي بالطعام إذاً

برز عصب على جبينه وقال بحزم: أنا لستُ جائعاً ياغبية

رمقته أمل بإحباط ففتح الباب بهدوء ولم يُحدث صريراً, لقد كان هناك حوار يدور في الداخل, والإضاءة خافتة جداً التي صدرت من الأسفل, ومن الواضح أنّ هناك سلالم أمامهم في هذا الظلام, كان أيهم في المقدمة وهو يهمس: احذري هناك سلالم

همست أمل بحزم: أعلم ذلك

تلمّس أيهم ما أمامه بقدمه حتى خطى خطوته الأولى إلى الأسفل, وكذلك فعلت أمل, سارا ببطء وحذر خطوة تلو خطوة محاولين ألاّ تُسمع خطواتهما, فمن الواضح بأنّ هناك مجموعة من الأشخاص يتحدّثون فيما بينهم في نهاية السلالم خلف المنعطف, قال أحدهم بصوتٍ مبحوح: لا وقت أكثر نضيّعه الآن, يجب أن نلتهمهم قبل أن يجدوا وسيلة للخروج

ضحك آخر بصوتٍ انثويّ ذو نبرة عالية مزعجة ثم قالت: إنهم محاصرون, قل إنّك لم تعد تحتمل وليمة كهذهِ

قال آخر بقلق بصوتٍ خشن: ولكنني فعلاً رأيت أحدهم يملك سلاحاً أسطوريّ, ولولا أنني هربت لما تمكّنتُ من النجاة

وصلا أيهم وأمل إلى نهاية السلالم, وأطلاّ من خلف الحائط نحو تلك الحجرة بعد أن أخذا لمحة نحو ذلك التمثال الموضوع بجانبهما, لقد كانت الحجرة واسعة ذات شاشة معلّقة على الحائط إلى اليمين ومائدة كبيرة في المنتصف تضم مقدار ستة كراسي حولها, بل من الواضح أنها أكبر من ذلك وقد كانت كؤوس الخمر عليها و بعض البيسكويت والتسالي المشكلة وطبق كبير في المنتصف وكأنها حشرات مقرمشة كانت رائحة شيّها مثيرة للغثيان, وثلاثة من الوحوش تجلس على الكراسي وأعينهم تلمع في الظلام, فعلى رأس الطاولة في اليسار كانت الدرع الحديدية التي لفتت انتباههم وقال بصوتٍ بارد هادئ: إذاً لعلّك ستتخلى يامطمور بضحيّتك لـ جمجوم طالما أنّك خائف

قال ذو الصوتِ الخشن بعصبيّة الذي كان يجلس جواره: كلا! انظر إليّ جيّداً يامدرّع! فأنا بالكاد لايمكنني الصمود حتى قدوم الضحايا الجدد الذين لانعلم متى سيأتون

كان يملك جسداً طينيّاً يتساقط الطين منه إلى الأرض ثم يعود مجدداً إلى جسده وعيناه غائرتان في وجهه, فقال أحدهم ذو صوت مبحوح: إذا كان لابد لأحدنا أن يتخلى عن ضحيته فلتكن كشّة فهي سمحت لضحيتنا الأخيرة بالهروب الليلة الماضية

هذا الصوت المبحوح القادم من الجسد الضخم كان متكئاً على الأريكة الخلفيّة, لابد أنه يقصد ذلك الجسد الضئيل أمامه يجلس على كرسيّ بجانب الوحش الطينيّ, ذو الوجه الكرويّ المغطّى بالشعر الشائك المنتفش قبيح الوجه, فقالت بنبرة عالية مزعجة بانفعال: لقد كانت تملك سلاح أسطوريّ كذلك, ولذلك لم أستطع مهاجمتها

أدارت برأسها نحوه مسترسلة: أنتَ أيضاً قابلت ذلك الفتى ولم تلتهمه يامسدوح!

ردّ بتوتّر وارتباك: ذلك الفتى! إنه ليس مجرد أنه يملك سلاح أسطوريّ فحسب, جميعكم تعلمون من يكون, لذلك كان من المستحيل بالنسبة لي مهاجمته كأي واحد منكم إن كان في مثل موقفي, كشّة أيضاً كادت أن تنقضّ على الفتاة التي معهم لولا أن كان ذلك الفتى قريباً

ظلّت كشّة صامتة, وكذلك فقد امتثلت الجميع للصمت لوهلة حيث طالت اللحظة, ثم قال مدرّع بصوته الهادئ البارد: يال حظّنا الشقي, مجموعة من الضحايا يأتون بعد فترة طويلة وكلّهم يملكون أسلحة أسطوريّة, يجب أن نضع خطة جيّدة هذهِ المرة

فكّر أيهم وهو يقوّس حاجبيه: أسلحة أسطوريّة وضحايا! هل يقصدوننا نحن؟

بدت على أمل سمات الحيرة وهي تفكّر: ذلك الفتى! أيقصدون ذلك الفتى الغامض؟

لمحت من ذاكرتها صورة ذلك الفتى ذو العينين الحادة والنبرة الجافة الذي قابلوه صدفة في هذا المنزل, فجأة بدأ الضباب يتكوّن, شعرا أيهم وأمل بالغرابة حيث امتدّ حتى قدميهما, فقال مدرّع: لقد أتى جمجوم أخيراً!

أدارا أيهم وأمل برأسيهما إلى الخلف بسرعة حيث الباب, ففُتح الباب ببطء حيث بالكاد رأوه بسبب الظلام فهو لايملك إضاءة, شعر الاثنان بالتوتر والارتباك فتلك الوحوش أمامهم وهذا القادم من خلفهم ولامفرّ آخر, أخرجت أمل سلاحها من جيبها وأشهرته أمام الباب وهي تقوّس حاجبيها حيث أصبحت مستعدة للهجوم, وبينما كان الباب لايزال يفتح ببطء, فكّرت أمل وحدقتا عينيها تهتزّان قلقاً: يجب أن أهاجمه قبل أن يهاجمنا, لاخيار آخر

شعرت بمن يجرّها من ذراعها, فاتسعت عينيها, ولم تكن سوى خطوتين حتى وجدت نفسها خلف التمثال بجوار أيهم الذي جرّها, فهمست: مالذي تفعله؟

همس بحزم: ششش! لن يرانا أحد هنا

اختبآ خلف تلك المساحة الضيقة التي بالكاد اتسعت لهما والتي بدت نقطة عمياء لمن خلف المنعطف ولذلك القادم من أعلى السلالم, الذي نزل عبر السلالم بطريقة سحرية فلم يكن يملك ساقين سوى الهواء الذي يحرّكه, كانا أيهم وأمل بالكاد محشوران في تلك المساحة متخذين وضعيات مضحكة حيث رفع أيهم يديه بحيث تكون خلف التمثال ورأس أمل كذلك, وكما اقترب كلما حاولا الانحشار أكثر حيث أنّ أمل كان جزء منها خارجاً.

اقترب هذا الوحش الضبابي منهما ووضحت الجمجمة التي وضعها مكان رأسه مع إضاءة حجرة المائدة, حتى توقف أمام التمثال وظهر أمام بقيّة الوحوش,أدخلت أمل ساقها بالكاد وقد ضغطت ركبتها معدة أيهم الذي شعر بالألم لكنه حاول تجاهل هذهِ الوضعيّة المحرجة حتى أصبح كتفها على وجه أيهم, الذي فكّر: هذهِ الغبية تنسى أنها فتاة!

ظلّ ذلك الضبابي واقفاً أمامهم لوهلة وقد قال بصوتٍ عميق وبالكاد يتكلّم: أربعة! إنهم أربعة ضحايا, كيف سنقوم بتوزيعهم بيننا ونحن خمسة؟

قال مدرّع: كالعادة ياجمجموم, طالما أنه ليس هناك من يريد أن يتخلى عن ضحيّته فيجب علينا أن نقترع فيما بيننا وعلى الخاسر ألاّ ينبس ببنت شفة

همهم الضبابيّ ثم سار متقدّماً نحو المائدة فابتعدا الاثنان عن بعضيهما وخرجت أمل أولاً من خلف التمثال وهي تعود إلى مكانها السابق خلف الحائط ثم تبعها أيهم وهو يفكّر: بالكاد نجونا!

جلس جمجوم على أحد الكراسي بحيث يكون الوحيد الذي خلفه مواجه للباب وأخذ الوحوش تتحاور فيما بينها, ففكّرت أمل: يجب أن أجد وسيلة ما لأحصل على بعض البسكويت من على المائدة, ولكن كيف؟

لاحظت تلك الزاوية الشبه عمياء حيث كان البيسكويت على حافة المائدة, فبما أنّ مدرّع يجلس على رأس المائدة في اليسار وعلى يساره مطمور ثم كشة وخلفهما مسدوح, وأمامهما جمجوم فقط فقد فكّرت بأنّ بإمكانها التسلل نحو تلك الجهة إلى اليمين, أيهم أيضاً لاحظ ذلك وفكّر بشيء من القلق: إنهم خمسة ونحن اثنان كما أننا لانعرف قوتهم, سيكون من الخطر مهاجمتهم.. هاه!

اتسعت عينيه فجأة حينما لاحظ أمل تدخل الحجرة بهدوء وصمت وهي تحبو, مفكراً: ماذا تفعل هذهِ المجنونة؟

ولم تمض ثانية حتى وجد أنها فكرة جيّدة إذا أنّ الضباب الذي يغطّي الأرضية يسمح لأمل بالاختباء وهو تحبو خصوصاً مع الإضاءة الخافتة, ففكّر بقلق: قد تكون فكرة جيّدة ولكنها خطرة

راقبها وهي تحبو بحذر, فأخرج مسدسه وأمسكه بكلتيّ يديه مستعداً للهجوم وهو يفكّر: لاعليكِ أمل, سأعمل على تغطيتك, سأحميكِ إن شعرت بوجود خطر

فكّرت أمل وهي تحبو: بهدوء, بهدوء فحسب, يمكنني فعل ذلك

حبت ببطء وهدوء باتجاه المائدة خلف كرسيّ جمجوم, الذي قال بصوته الغليظ: إن لم أخرج من هذهِ المنافسة فأنا أريدُ الفتاة

ألقى بالنرد على الطاولة, و اقتربت أمل أكثر حيث أصبحت بجواره, أطلّت من الطرف الأيمن للطاولة فإذا برأس ذلك المستلقي نحوها حيث من الصعب التقدّم لهناك بدون أن يلاحظها, رفعت برأسها لتنظر نحو جمجوم الذي كان قريباً جداً وهو يجلس على الكرسي بجانبها, لم يرها فهو مركز الآن على رؤية نتيجة النرد, أشار الأول إلى أربعة والثاني إلى ثلاثة, فقال مدرّع ساخراً: أنتَ تبحث دائماً عن الضحايا الضعيفة

ردّ جمجوم: أحب أن تكون ضحيّتي مؤكدة, وأن أحصل عليها بكل بساطة

احتدّ تقويس أمل لحاجبيها وهي تنظر نحو جمجوم مفكرة: إنه لن ينتبه إليّ, يجب أن أتناول قليلاً من البيسكويت فحسب

رفعت بيدها ببطء وحذر نحو الطاولة, وأيهم من الخلف الحائط يراقبها بقلق مفكرة: إنها قريبة جداً, أخشى لو يلاحظون يدها على المائدة, يجب أن ألفت انتباههم لشيء آخر بسرعة

كشة بثقة: لايهمني أي واحد منهم طالما بأنني سأحصل على ضحيّة

مطمور بهدوء: أما أنا فأريدُ ذلك الصبيّ الذي أشهر سلاحه في وجهي, لن أقبل بالإهانة لأنني هربتُ مسبقاً

كان يقصد سامي حيث كان هوَ من واجهه سابقاً في تلك الحجرة, تناول مدرّع النرد وقال بهدوء: بالنسبة إليّ فأنا أفضلّ الضحايا الشجاعة التي تقاوم لآخر رمق, أحب رؤيتهم يحاولون الهرب ويقاتلون دونما فائدة

رفعت أمل يدها ووصلت أطراف أصابعها على المائدة, ومدرّع يسترسل: أحب أن أشتّم رائحة الخوف بين أضلعهم وهم يقاتلون

حرّكت أمل أطراف أصابعها على المائدة وقطرة عرق تسيل على جبينها مفكرة: يجب أن أحصل عليها بسرعة, من أجل أشواق.. يجب أن أسرع!

فكّر أيهم بقلق: اللعنة! إن القى بالنرد الآن فسيتابعون حركته ويلاحظون يدها

حرّكت أمل أطراف أصابعها محاولة الوصول لطبق البسكويت القريب, فقال مدرّع: أريد أحد الصبيين الشجاعين فكلاهما سيقاتل, وسيغامر من أجل حياته!

ألقى بالنرد على الطاولة, فسقطت مزهرية فارغة على الأرض منكسرة, أدارت الوحوش جميعها برؤوسهم نحوها التي كانت خلف مدرّع, فقالت كشة بصوتها المزعج بنبرة هادئة: مالذي يحدث؟

رفعت أمل برأسها نحو الطاولة بحذر فرأت رؤوسهم كلها تنظر نحو الاتجاه المخالف لها, فالتقطت بسرعة أربعة أو خمسة قطع من البسكويت من الطبق حيث أبقت ثلاثة آخرين ثم عادت إلى الأسفل بسرعة, فقال مطمور وهو يضحك: يبدو أنّ تلك المزهرية الفارغة التي كنتِ تضعين فيها زهورك قد انتحرت

فقالت كشة باستنكار: مالذي تقوله؟ كيف لها أن تسقط من تلقائها؟

أعاد مدرّع بنظره نحو النرد الذي توقّف مشيراً إلى مجموع التسعة, لكنّ باله كان مشغولاّ بتذكّر تلك الثواني حينما كان في الرواق وسمع صوت أحد خلفه لكنه لم يجد, فقال بهدوء: بالمناسبة ياجمجوم..

أدار جمجوم جمجمته نحو مدرّع الذي استرسل: بما أنه يمكنكَ الرؤية من خلال الجمجمة حينما تنقلها إلى اللوحات, ففي أيّ طابق كنتَ تحتفظ بالجمجمة حينما عرفت بأنهم أربعة؟




~|| ==================| خطوات تائهة |================== ||~





.
.



__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء

التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 02-11-2016 الساعة 02:34 AM
رد مع اقتباس
  #54  
قديم 02-11-2016, 12:51 AM
 
المغامرة 2 : خطوات تائهة في البيت المتحوّل (الفصل الثالث) .. 3.4




.
.


وبدون أن يلاحظ أحد خرجا أيهم وأمل وهرولا في الرواق بأطراق أصابعهما وترتسم على وجهيهما تقاسيم السعادة كما وضّح ضوء الشعلة بيد أيهم, فقالت أمل ساخرة: إنَهم حمقى بالفعل!, لقد أجدت لفت انتباههم إلى الزهرية!

أيهم ساخراً: إنهم حتى لم ينتبهوا إليكِ حينما كانتِ قريبة جداً خصوصاً ذلك الوحش الضبابيّ الغبيّ!

أمل بمرح: لقد كان ذلك مثيراً, شعرتُ لوهلة بأنني سأضطر لمهاجمتهم وافتعال حرب طاحنة

أيهم بحماسة: لقد كان ذلك وشيكاً فعلاً, لربما كان علينا تجربة أي سلاحينا لتحديد من الأقوى

أمل بحماسة: نعم لقد كانوا خمسة ومناسبين لهذا التحدي

ابتعدا وأيهم يضيف: سنفعل ذلك إن حانت لنا الفرصة لاحقاً

أمل: نعم بالتأكيد

ضحكا سوياً بمرح حتى وصلا لمفترق الطرق عند اللوحة التي تركا أشواق وسامي عندها, توقفا في دهشة حيث لم يجدانهما, فالمكان خالٍ ومظلم, تلفتا هنا وهناك فقالت أمل بشيء من القلق: تباً! أين ذهبا؟ لقد أخبرته بألا يغادر هذا المكان

أيهم وهو يتلفّت حوله: لربما ذهبا لمكان آخر حينما شعرا ببعض الخطر

أمل بحزم: كيف وكل تلك الوحوش كانت على المائدة؟

فجأة سمعا صوت سامي الذي همس بقلق: أيهم!

أدارت برأسيهما نحوه فإذا به يقف خلف باب الحجرة وتبدو على وجهه سمات القلق حيث ضوء سلاح أشواق يصدر من الحجرة, ففتح الباب بالكامل وهرولت أمل نحوه وهي تعاتب: أنتما هنا؟ لماذا تركتما هذا الرواق؟

دخلت الحجرة فوجدت أشواق مستلقة على الأريكة وهي تتنفّس بصعوبة, انحنت نحوها وقالت بعطف: لاتقلقي أشواق هاقد جئت, انظري! لقد أحضرتُ بعض البسكويت من أجلك, لاتخافي إنه ليسَ مسموماً لقد جرّبته

حاولت أشواق فتح عينيها حيث فعلت بتثاقل فبدأت أمل بإطعامها, وأشواق تفكّر بأسى: لطالما كانت أمل محلاً للثقة, بالرغم من وجودنا في هذا المكان الغريب ولكنّها تنقذني في مثل هذا الموقف, كأنني كلّما سقطت فأمل ستأتِ لإنقاذي على الرغم من كل شيء

أمسكت أشواق بيد أمل وقالت بتثاقل: لابأس, يمكنني تناوله

أمل بقلق: حسناً

تناولت أشواق قطع البسكويت الثلاثة المتبقيّة وفكّرت: لا أريد إثقالها أكثر, لا أريدُ أن أضع الجميع في مأزق, يجب أن أكون أكثر قوة حتى نخرج من هنا على الأقل

أثناء ذلك كان أيهم يحدّق باللوحة بغرابة حيث اختفت الجمجمة, لكنه لم يلاحظ وهو يفكّر: هناك شيء غريب في هذهِ اللوحة

همس سامي له يناديه وتبدو على وجهه سمات الخوف والقلق, فسار أيهم ببطء وهو يقول بنبرة هادئة: ما الأمر؟

همس سامي بقلق: ادخل بسرعة!

دخل أيهم وأغلق سامي الباب بحذر, فقال أيهم بحيرة: ما الأمر؟ يبدو وكأنّك رأيتَ شبحاً

سامي بقلق وتوتر: بالتأكيد رأيتُ شبحاً, لقد.. لقد تكوّن من الضباب ثم أخرج الجمجمة من اللوحة, لقد رأيته وهو يفعل ذلك أيهم, ولولا أننا دخلنا هذهِ الحجرة لالتهمنا أنا وأشواق

أيهم بحيرة: أخرج الجمجمة من اللوحة!

استقامت أمل واقفة وقالت بثقة: لاتقلق! إنهم مجرد مجموعة من الوحوش الحمقاء لازالت تتنافس فيما بينها بيننا, كما أنهم يخافون من أسلحتنا بكونها أسلحة أسطوريّة

شهق سامي بقلق, فقال أيهم بجدية: مهلاً, تلك الجمجمة في اللوحة مفقودة فعلاً, وبالتفكير بالأمر فذلك الوحش الضبابي أحضر الضباب معه كما أنّ رأسه عبارة عن جمجمة وقد تكون هي ذاتها الجمجمة التي كانت في اللوحة

اتسعت عينيّ أمل وهو تضيف: هاه! ذلك يعني بأنه رآنا من خلال اللوحة!

أيهم بحزم: إنهم يظنون أنهم احتجزونا في الطابق الأول, ولكن إن أخبرهم بأننا وصلنا إلى الطابق الثاني ومع حادثة الزهرية فسيعلمون بأننا هنا

احتدت عينيه وهو يقول بشيء من القلق: وسيأتون إلينا

اهتزّ سامي قلقاً وقال بخوف: ولذلك لاوقت لدينا, يجب علينا أن نخرج من هنا حالاً!

اتسعت عينيه لأقصاها وهو يسترسل بهلع: و ولكن! من أين سنرحل؟ كيف سنخرج من هُنا؟ الباب مُغلق!

أيهم بحزم: أنسيتَ أنّ هُناك نوافذ عند المدخل؟ سنحطّمها ونخرج!

اعتدلت أشواق جالسة على الأريكة بتثاقل وهي لاتزال تأكل قطع البسكويت بصعوبة, فتقدّمت أمل نحوها وقالت بحزم: أشواق! يجب علينا الخروج من هنا, هل تستطيعين السير؟

ردّت بتثاقل: نعم

فتح أيهم الباب وبادر بالخروج لولا أن نهضت ثم قالت بتمهّل: آه بالمناسبة..

توقّف الجميع وهم يديرون برؤوسهم نحوها بحيرة, فقالت بخجل وهي تقطّب حاجبيها: أسفة لأنني جعلكم تعانون من أجلي, شـ شكراً لكم جميعاً لما قدمتوه, لأنّكما يا أمل وأيهم ذهبتما لإحضار البسكويت لأجلي, وسامي بقي لحراستي, أنا ممتنة لمساعدتكم لي

ابتسم سامي بلطف وقالت أمل بهدوء: لاعليكِ يا أشواق, نحن مجموعة واحدة ويجب أن نتكاتف معاً, ثم إنني قد أخبرتكِ بأنّكِ لن تكوني وحيدة

مالت ابتسامة لطيفة على وجه أشواق, فقال أيهم بحزم وبطريقة فظة: هيا! مالذي تفعلونه؟ لاوقت لهذا الكلام الآن, يجب أن نخرج من هنا بسرعة قبل أن يجعلونا مقرمشات محترقة!



~|| ==================| خطوات تائهة |================== ||~




خرجوا من الحجرة حينما كان أيهم في المقدّمة ممسكاً بسلاح أشواق كمصدر للإضاءة ومسدسه بيده الأخرى, ثم أمل الذي تساعد أشواق على السير حيث كانت لاتزال مُجهدة وضعيفة, وأخيراً سامي وهو يسترق النظر خلفه بين الحين والآخر, عبروا الممر وتجاوزوا اللوحة المعلّقة على الجدار حيث ساروا بمحاذاته, هرولوا حذرين من خطواتهم حتى نزلوا عبر ذلك الدرج الفخم إلى الطابق الأول الموجود أمام الباب الرئيسيّ للمنزل, توقّفوا جميعاً عند نهاية السلالم والدهشة ترتسم على محيّاهم, قطّبت سامي حاجبيه وقال بخوف: مُـ مـُستحيل!!

"لا أحد سيرحل"

هذا ماكُتِبَ على الباب بلونٍ الدم أمام الرفاق حيث ظلّوا واقفين بقلق متجمدين في أماكنهم, والنوافذ غير موجودة.


.
.





سأنتقل مباشرة إلى الأسئلة


رأيكم بالفصل بشكل عام ؟
ماذا تعرفون عن هبوط الدم ؟ < أمزح .. هذا سؤال هذا

رأيكم عن شخصيات وحوش المنزل ..؟
ولماذا يقومون باصطيادهم واحتجازهم فيه ..؟

كيف سيخرج الرفاق من المنزل ..؟
هل سيتمكنون من القضاء عليهم ؟ أم أنهم سيجدون حلاًّ للهروب..؟
ولكن كيف ؟ لاوجود للنوافذ أو للأبواب ..؟ حتّى أنّ الوحوش تتحكّم بتصميم الأروقة وتحريك الحيطان ؟

وهل ستصمد أشواق بالرغم من ضعفها ؟

الفصل القادم ستحدث فيه أمور مثيرة وغامضة ~
وسأقوم بطرحه بعد أسبوع بإذن الله



.
.



__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء

التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 02-11-2016 الساعة 02:39 AM
رد مع اقتباس
  #55  
قديم 02-17-2016, 07:25 PM
 
Smile

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير اختي مولو
اعجبتني روايتك المسلية والغامظة
ابدعت بعباراتك الجميلة واسلوبك الراقي
والفريد من نوعه اعجبني التناسق والتنظيم
بين العبارات happy1good
روايتك رائعة وتستحق التقدير
مع كل تحياتي
ايمان سحر
Mulo chan likes this.
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قرعه دورى أبطال أوروبا لتحديد المجموعات + جائزه أفضل لاعب فى دورى أبطال أوروبا gharib86 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 10-24-2011 02:08 PM
صور أبطال القناص المشتاق إلى الجنة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 25 04-08-2011 03:13 PM
أبطال الكاندام فتاة الحلم أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 52 06-15-2010 11:02 PM


الساعة الآن 10:50 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011