عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree21Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 12-28-2015, 10:07 PM
oud
 
الفصل الخامس عشر

أصوات نقاش حاد بين متحدثين ليسا بغريبين صوت رجولي تعشق سماعه والصوت الأخر لعجوز تكاد تفقد السيطرة على صوتها الهادئ أما هي فتشعر بأنها تسبح في أعماق المحيط لا تميز ما يقال والصداع يملأ رأسها أنه حلم مزعج أجل حلم مزعج ودفنت وجهها في صدر مارتن معتقدة أنها تدفن وجهها في الوسادة ثم عادت لنومها كطفلة بريئة "من أنت أيها الشاب؟ " حدق فيها وهو يدخل المنزل حاملاً بين يديه كاثرن لا شك أنها الخالة ليزي اكتفى بالصمت إجابة على سؤالها فقالت " لا عجب أن تنسى كاثي الدروس التي تعلمتها أمام رجل مثلك؟ " قال بهمس حتى لا تستيقظ كاثرن " سأضعها في غرفتها ثم أعود إليك سيدتي " أكمل طريقة إلى الأعلى دون انتظار موافقتها .وضع كاثرن على سريرها بلطف مبالغ فيه سحب يده بنعومة من تحت ظهرها وعدل الأغطية ثم خرج ليلقى السيدة العجوز لكنه لم يجدها فجلس على الأريكة متكأ بذراعية على ساقية الطويلتين شابكاً كلتا يديه أمام فمه وألف فكرة تدور في رأسه ... تمطت كاثرن على سريرها بكسل وأخيراً استوعبت أنها في سريرها كيف أتت إلى هنا؟ بداء السؤال محيراً لفترة لكنها تذكرت أحداث الأمس لا شك في أن مارتن هو من أتى بها إلى هنا " أوه لا ليس مرة أخرى هذا سخيف جداً " نزلت من السرير وهي تفكره أنه كان على ديانا أن تيقظها كونها نامت من شدة الإرهاق لا يعني أن يحملها مارتن إلى غرفتها تباً لعنجهيته نظرت إلى الساعة كادت لا تصدق أنها نامت كل هذا الوقت أنه الصباح لكن الوقت لا يزال مبكراً لذهاب إلى الشركة.دخلت الحمام فرشت أسنانا ثم ألقت نفسها تحت المياه الباردة بعد ذلك عادت إلى غرفتها وهي تلف شعرها بالمنشفة وتنظر إلى عينيها في المرأة طويلا دون تفكير نظرت إلى الساعة الحائط أمامها ستتناول إفطارها ثم تذهب إلى العمل ألتفتت باتجاه صوت رنين هاتفها أمسكت بالجاكت الملقاة على السرير وأخرجته لتجد أن مارتن هو المتصل لن تجيبه رمت الهاتف مع الجاكت وفتحت خزانة ملابسها لتخرج ملابس العمل أرتدها بهدوء وهاتفها لا يكف عن الرنين نزلت لتتناول إفطارها وتطلب سيارة أجرة لذهاب إلى الشركة عوضاً عن سيارتها التي تركتها حين أصطحبها مارتن إلى المستشفى في سيارته بالأمس وما أن انتهت أمسكت هاتفها وأجابت على المتصل الغير مرحب به " نعم " " صباح الخير كاثرى " "صباح الخير هل لي أن أعرف الموضوع المهم الذي يجعلك تزعجني هذا الصباح؟" " أردت أن أخبرك أنه ليس عليك الذهاب إلى الشركة لأن والديك طلبا مني أبلاغيك بالذهاب إليهما " " أخشى أنك تأخرت لأني في طريقي إلى هناك إلى اللقاء " وقبل أن يضيف كلمة أخرى أغلقت الهاتف وقالت " كل شيء سخيف هذا اليوم " .عندما دخلت إلى الشركة لم تجد كيم في مكتبها تعمل كان هذا على غير عادتها عقدت حاجبيها قد تكون ذهبت إلى دورة المياه هذا أمرٌ محتمل اتجهت إلى مكتبها وفتحت الباب لترى مارتن جالس خلف المكتب وأمامه كيم في حاله من الخضوع وهي تمسح دموعها قالت كاثرن بنفاذ صبر " ما الذي يجري هنا؟ " فقال مارتن لكيم " يمكنك الانصراف الآن " خرجت كيم بخطوات سريعة وهي تغطي وجهها الأحمر عن الموجودين وتغلق الباب خلفها وعند انغلاق الباب انتبهت كاثرن إلى وجود رجل أخر أطول من مارتن وشديد الضخامة عاقداً ذراعيه على صدره كان مخيفة بنسبة لها فالتفتت بحده لمارتن وضربت كلتا يديها على المكتب أمامه وقالت " هل من الممكن أن تخبرني ما الذي يجري هنا ؟" "أحل أوضاع الشركة يا عزيزتي " " ولذلك اتصلت بي لتبعدني من هنا أليس كذلك ؟" " تقريباً " " كذبة أخرى يا مارتن ؟" " ليس كما تتصورين ولكن لماذا أتيت ؟" وضعت يديها على خصرها ونظرة بهزل له وهي تقول بسخرية "أسمح لي سؤال غبي جداً " ثم صاحت "أتيت لأعمل في شركتي " وقف مارتن من الكرسي متكاسلاً ثم دار حول المكتب ليقف أمامها وهو يتكأ بإحدى يديه على المكتب بينما الأخرى في جيبه وقال "لكن ليس لهذا اليوم يا مشاكستي " أشارت بيدها إلى الباب وصرخت "أخرج من هنا الآن " أمسك مارتن يدها وأعادها إلى جنبها وهو يقول " أخشى أني أنا المضطر... لن أقول لطردك تأدباً... لكن سأقول أخراجك من هنا " " سأطلب من الحرس أن يأخذوك أن لم تخرج " ثم نظرة بشك للرجل الجامد كالصنم والذي أبتسم لها بسخرية على الفور وكذلك فعل مارتن .مدت يدها بسرعة لتلتقط سماعة الهاتف الذي على المكتب وقبل أن تضغط الأرقام أغلق مارتن الخط بأصابعه بينما تناول بيده الأخرى السماعة وقال " أخشى أن هذا سيزعجك لكن والدك هو الذي طلب مني أن أكون هنا " "لماذا؟" " لأنه كان هناك أمور لا يمكنك القيام بها والتعامل معها " "بل لأني فتاة لا يمكن الاعتماد عليها أو الوثوق بها شكراً جزيلا لك لقد أوضحت الصورة لي " ثم رمت حقيبتها على المقعد الجلدي وقالت "قد تحتاج هذه وبلغ والدي أني لن أعود إلى الشركة مرة أخرى " وعندما استدارت سمعت خلفها فرقعة من أصابعي مارتن فوقف الرجل الضخم أمامها معترضاً طريقها فقالت بسخط لمارتن " أي نوع من الألعاب هذه؟ " " لما لا تجلسين لأوضح لك؟ لقد فهمت الأمر بشكل خاطئ " " وإن لم أفعل ؟" "سيقوم بذلك فرويدريك" أبتسم فرودريك على الفور وقال بصوت مرح وهو يحني رأسه احتراماً لها "سيكون ذلك من دواعي سروري آنستي " " أية حماقة تجري ؟؟ " أمسك مارتن بذراعها وقادها إلى أحد المقاعد وهو يقول " ستفهمين كل شيء الآن" وعندما جلست جلس هو على حافة المكتب أمامها وقال " هكذاً أفضل والآن سأخبرك لكن أحذرك من أن تقاطعيني لقد عرفت الفتاة التي كانت السبب في الخلاف بين أبويك " "هل كانت كيم ؟" أمسك مارتن بذقنها الجميل وقال "قلت دون مقاطعة على كل حال لم تكن كيم لكنها فتاة أخرى تعرف كيم وكانت هي السبب خلف تلك هذه المتاعب وقد اعتمدت على المعلومات التي مع كيم لأن والدك كان يثق بها وكان قد طلب منها أن تحدد موعداً له مع أمك وإن لم تتمكن من ذلك فعليها أن تحاول فهم المشكلة منها هكذا كان الأمر " "وكيف عرفت أنت؟ " "أمر بسيط جداً أخبرني السيد ألبرت أن كيم الوحيدة التي تعرف بأمر السيدة ألبرت وما أن تأكدت شكوكي حولها طلبتها إلى المكتب وناقشت الأمر معها " "ألهذا كانت تبكي؟ " " لقد أمرتها بأن تبحث لها عن عمل أخر خلال الأسبوع القادم " "لكنك لم تعرف من هي الفتاة الأخرى؟ " هز رأسه نافياً فقد فضلت كيم التكتم على اسم الفتاة وقال "لهذا أمرت كيم بترك الشركة خلال أسبوع أن لم تخبرني من تكون الفتاة " صمتت كاثرن قليلاً وقطبت جبينها كيم فتاة هادئة متزنة لماذا تفعل هذا لأبيها؟ هل من الممكن أن تكون تلك الفتاة تأسر كيم بإحسانها؟ .رفعت رأسها لمارتن فبان عنقها الجميل وهي تقول له "ولماذا لم تترك معالجة هذا الأمر لي؟ " "ببساطة لأني وعدتك يومها أني سأنهي هذا الأمر " وتذكرت ذلك بالفعل كان هذا بعد أن ذهبت لأمها ومارتن معها وتذكرت لمست يده الدافئة عندما سألها أن كانت تثق به ثم وعدها أن ينتهي هذا الكابوس المزعج بنسبة لها بينما مارتن لم يشأ أن يخبرها أنها لا يمكن أن تتعامل مع الأمر بسبب طلعها الحاد قالت له " وكذلك فعلت " "جيد والآن عليك الذهاب " وقفت بتحدي وقالت "أوه لا أسمح لي لقد أتممت عملك فعليك أنت أن تذهب " "أخبريني هل تفضلين الخروج مشي على قدميك أو محمولة على كتف فرودريك " "ماذا؟!" نظر مارتن إلى ساعة يده وقال "أمامك خمسين ثانية " "لكن اللعبة غير عادلة " "عليك أن تذهبي لوالديك" "وإن قلت لك أني لن أذهب؟" لم يعرها مارتن اهتمامه بل أبتسم وقال وهو ينظر إلى ساعته "بقي ثلاثين ثانية " فصرخت في وجهه "أنا لا أمزح يا مارتن " "عشرين ثانية " هنا تقدم فرودريك وهو يبتسم لها فمشت بعصبية نحو الباب وهي تقول "لا بأس يا مارتن سأريك وسأنتقم لنفسي أعدك " أغلقك الباب بقوة خلفها ليصدر صوت مزعج تبادل الرجلان اللذان في المكتب الابتسامة أما كيم فقد قفزت من كرسيها ذعراً معتقده أن كاثرن غاضبة منها وقفت كاثرن قليلاً ثم انتبهت إلى كيم ترى لماذا تشعر بالعطف على كيم هل لأنها تحبها أم ماذا ؟مشت نحوها بهدوء ثم قالت لها بصوت منخفض "لماذا فعلت ذلك يا كيم؟ " أخفضت كيم رأسها وقالت "أنا آسفة آنسة ألبرت لم أكن أعلم أن الأمر سيصل إلى هذا الحد؟" " وماذا كنت تتوقعين بنشر أسرار من كنت محل لثقته ؟" "هل علي أن أترك العمل إذا لم أخبركم باسم الفتاة كما قال السيد روبرتسون؟ " هزت كاثرن كتفيها وقالت " أخشى هذا " "وأين سأذهب ؟" " لا أعلم يمكنك الاحتفاظ بعملك لو أخبرتني " "أقسم لك أني لم أكن أعلم أنها ستفعل هذا " " لا يمكنني مساعدتك إذا لم تخبريني " "لكني ..." وضعت كاثرن يدها على كتف كيم وأشارت برأسها أن تجلس وسحبت الكرسي الذي أمام المكتب وجعلته بجوار كرسي كيم ثم قالت "لماذا لا تقصين على ما حدث منذ البداية ؟" نظرت أليها كيم بقلق وتردد لكنها في النهاية قررت أن تتكلم "ماذا لو أخبرتك ماذا سيحدث لي؟ " "أعدك أن تبقين في عملك " "وماذا عن الفتاة ؟" "لنعرف من هي أولاً ثم نقرر ما الذي تستحقه " بدأت كيم تحكي لكاثرن منذ البداية ما حدث معها من أن صديقتها بدا عليها الاهتمام لمعرفة أسم سيدها في العمل وكيف أنها بعد هذا أبدت استغرابها لصديقتها عندما طلب منها السيد ألبرت أن تتحدث مع زوجته وقد بدا على الأخيرة الاهتمام المفاجئ لدى سمعها الخبر كما أقسمت أنها لم تكن تعرف عن نواياها السيئة وأنها سرقت العنوان من حقيبتها دون علمها.سألتها كاثرن " هل أنت أسيرة لإحسانها؟ " "كلا لكنني عرفتها لأنه بين والدتينا صداقة " " لم تقولي لي أسمها بعد ؟" نظرت كيم بقلق لكاثرن التي شجعتها بابتسامتها "تدعى ميشيل بيكر" " هل أنت متأكدة من هذا يا كيم؟ " "أجل هل سيحدث لها شيء؟ " " اطمئني ستكونين خارج الموضوع ولكن لا تخبري أحد بما أخبرتني به " "وهل سأبقى في عملي؟" "بكل تأكيد يا عزيزتي كيم أنت إنسانة جديرة ذات كفاءة عالية " نظرت إليها كيم والشك في عيناها فقالت كاثرن "لقد أعطيتك كلمتي لكن عليك أن تعيدني بالإخلاص لشركة ألبرت " قالت كيم بحماس مندفع "أعدك آنسة ألبرت وشكراً جزيلاً لك ؟" وقفت كاثرن وقالت "حسناً أعتقد أنه علي الذهاب الآن استمتعي بأجازتك الأسبوعية وأنسي كل شيء إلى اللقاء " في هذه الأثناء خرج مارتن وقال "ألا تزالين هنا؟ " " ليس هذا من شأنك؟ " "هل تعتقدين هذا ؟" "بل أني واثقة منه " مشت كاثرن متجه نحو المصعد وقد عزمت الخروج هذه المرة فاقترب منها مارتن ومشى بجوارها رفعت كاثرن رأسها بثقة و فجأة مدت ساقها أمام ساق مارتن ليتعثر ويقع على وجهه لكنه أنتبه لها وجعل ساقه أمام ساقها فتعثرت هي وكادت أن تقع فأحاطها بذراعية من خلفها وألصقها بصدره "ما الذي تفعله دعني أذهب؟ " همس في أذنها "وتسأليني؟ كان علي أن أفعل هذا" "سأتأخر على والدي " ألصق خده بخدها وقال "هل تمانعين إن ذهبت معك ؟" "لا أعتقد أنك تحتاج إلى إجابة وإن لم تحررني فسأصرخ بأعلى صوتي " "وهل ستفعلين ذلك؟ " حاولت تحرير نفسها منه وهي تقول " لا تتحداني ؟" شعر بالإثارة أكثر جرأ حركتها وهي ملتصقة بجسده فقال " إذا ً أنا أتحداك" وفي الحال فتحت فمها لتصرخ لكنه سبقها ووضع يده القوية على فمها ودفعها نحو المصعد وصوت ضحكته المخنوقة في إذنها وقال "حان وقت الذهاب " كان لا يزال يطبق يده على فمها وسبقهما فرودريك للمصعد ودخل فيه ينتظرهما وعندما رأت كاثرن ابتسامة فرودريك أصرت على الانتقام لنفسها .وبمجرد أن أغلق باب المصعد وخفت قبضة يد مارتن على فمها عضت يده بكل ما أوتيت من قوة حاول مارتن تخليص يده من بين أسنانها وقد أحمر وجهه من شدة الغضب لكنه لم يفلح وسحب فرودريك كاثرن من يديها لكنه لم ينجح إلا في زيادة ألام مارتن الذي صرخ أحست بطعم شيء دافئ في فمها فأفلتت يده التي نزف منها قليل من الدم من جرأ عضتها نظر للحظة في يده وأطلق شتيمة غير مسموعة ثم أمسكها بقوة من ذراعها وجذبها إليه والشرر يتطاير من عينيه "أيتها الشقية " ومع أنها تخاف منه إذا غضب بهذا الشكل إلا أنها أحبت أن تكمل وتتوج انتقامها فقالت وهو تبتسم انتصارا "ما كان عليك أن تفعل معي ما فعلت أم أنك تعتقد أن من حقك أن تضايق الآخرين دون أن يضايقوك؟ " وفجأة نبهه فرودريك إنهم وصلوا لطابق الأرضي و بأن باب المصعد سيفتح بداء مجموعة من الناس بالدخول بعد خروجهم فأفلتت كاثرن من مارتن و هرولت مسرعة باتجاه الكاراج ثم انطلقت بسيرتها إلى حيث الفندق الذي يقيم فيه والديها .....

lazary likes this.
__________________
  #17  
قديم 12-28-2015, 10:08 PM
oud
 
الفصل السادس عشر

عادت كاثرن إلى منزلها و نظرت إلى ساعة الحائط إنها الحادية عشرة لقد قضت وقتاً ممتعاً مع والديها وكانت سعيدة بالمعلومات التي حصلت عليها عن مارتن أنها معلومات كافية بنسبة لها ولكنها شعرت بضيق وهي تتذكر تفاصيل الحوار الذي دار مع والدتها قالت في نفسها "إذا فقد كانت أمه السبب الرئيسي في نظرته المشوهة عن المرأة " وشعرت بالاشمئزاز عندما تذكرت خيانة أمه "ماذا كان أسمها ؟ أوه أجل أنه أنجيلا " خلعت سترتها ورمته على الكنبة البيضاء إنها الآن تجد له عذراً وتفهم كيف يفكر عقله وستعرف كيف تتعامل معه لكن السؤال هل ستكون هناك امرأة قادرة على تغير فكرة مارتن؟ ربما من يعلم لكنها وثقة من شيء واحد أنه إن تزوج فلن يتزوج عن حب سيكون مثل معظم الأغنياء الذين لا يتزوجون إلا ليحصلوا على وريث من صلبهم يتولى أمر أموالهم لابد أن يأتي يوم وتتواجه مع مارتن لكن هذه المرة ستكون مواجهة بصورة واضحة.صوت رنين الهاتف يقطع عليها أفكارها .تناولت السماعة وقالت وهي تجلس "آلو " "مرحبا كاثي هذه أنا سالي " " ومن سيكون غيرك فأنا ليس لي صديقة سواك " ضحكت سالي و قالت وهي تقلد صوت عمتها " هذا شرف لي يا عزيزتي " ثم عادت إلى طبيعتها وقالت " بالمناسبة اتصلت بك لأقول لك شيء مهم يتعلق بمارتن " قالت كاثرن بصوت كسول وهي تتمطى "ما هو ؟" " لا يبدوا في صوتك الاهتمام " "أخبريني أولاً ثم سأخبرك أنا ما لدي " " أها حسناً ما عرفته كله يتعلق بالعمل فقط وليس بحياته الشخصية لكن الرجل مشهود له بالاتزان " " ولكني لا أسميه أتزان بل عدم ثقة وهذا يفسر استقامة هذا الرجل " "ماذا تقصدين من هذا ؟" شرحت كاثرن لها بكلمات بسيطة موضحة السبب ثم قالت " دعينا من مارتن وأخبريني هل ستتمكنين من حضور احتفال ادوارد" "بالطبع " "جيد فلدي مفاجأة لك " "الحمد لله أن الاحتفال غداً وإلا لما تمكنت من الصبر " قالت كاثرن في نفسها وهي تضم أحدى ساقيها "أراهن أن ادوارد سيرمي بنا خارج الفندق سنفسد الاحتفال" ************************* كان الاحتفال رائع ومنظم بدقة أجتمع فيه الأصدقاء جميعهم كما التقاء رجال الأعمال وساد جو من الوئام بين الضيوف السيد ألبرت مع والد سكوت في حين وقفت ألفيا مع أختها ليزي يتبادلن الحديث عن الأيام الماضية بينما جلست كاثرن مع سالي وقالت لها الأخرى "إذاً ما هي المفاجئة؟ " "ستسمعينني؟" "كلي أذان صاغية " "هل تعرفين ميشيل بيكر ؟" "وهل يمكن أن أنساها ؟ تلك الفتاة الفاسقة لقد لقنها سكوت درساً لن تنساه أبداً لكن ما الذي ذكرك بها؟" " لا أعرف مدى علاقتها مع سكرتيرة الشركة لكنها كانت السبب في الشقاق بين والديّ " صفرة سالي ثم قالت "أتمنى أن لا يكون مداها هذه المرة كبيراً؟ " " لا لقد عاد والديّ إلى ما كانوا عليه لكني أريد أن أقتص منها " قالت سالي بعدائية واضحة في صوتها " هل تريدين مني أن الطلب من سكوت أن يؤدبها ؟" "أوه لا أنا لا أفكر في هذا كما أني وعدت كيم بأنها ستبقى خارج القضية " " لا يمكنني التصديق أن كيم متواطئة معها " "و أنا متأكدة من ذلك أيضاً لكن الفكرة التي في رأسي شيء مختلف تماماً" " مؤكد أنها غريبة " "أتعلمين طلبت من كيم أن تأتي بها إلى الحفلة " " ماذا!! لابد أنك جننتِ يا كاثي هذا ليس عقاباً صارماً " " إهدائي يا عزيزتي سالي أنا لم أنتهي بعد فقد تتلقى من سكوت ضربة أخرى أما أنا وأنت فلن نكف عن مضايقتها " "لقد نسيت ادوارد فهو يكرهها أيضا؟" " لنشفق عليه أنه مشغول مع سارة كما أننا لا نريد أن نفسد هذا الاحتفال" تنحنحت سالي وهي تعتدل في جلستها وقالت "لقد أتى سكوت ومارتن " أجابت كاثرن دون أن تلتفت " أرى أنهما قد أصبحا صديقين " جلس كلا الرجلين وتبادلوا الأحاديث حتى أستاذان سكوت وسالي لتبقى كاثرن مع مارتن بمفردها قال مارتن "وأخيراً.. أنتي مدينة لي بالاعتذار لما فعلته بي يوم أمس " كان يقول هذا وهو يريها يده التي رسم عليها أثر أسنانها وعلى وجهه ابتسامة ساحرة فقالت بحده "ما كان عليك أن تتجاوز حدودك معي ؟ " ثم وقفت دفعت واحده و وقف هو بدورة وقبل أن تستدير لتذهب بعيد عنه أمسكها من معصمها وتأمل فستانها الملتصق بجسدها بلونه الوردي الذي تلاءم مع بشرتها وشعرها "لما لا ننهي الحروب التي بيننا يا كاثي؟ " "لست أنا من بداء بها يا مارتن ؟" "اتعنين الصلح !؟" " أعني أنه عليك أن تصلح ما بداخلك قبل أن تصطلح معي " أشار برأسه أنه يفهم واقترب منها كثيراً بينما كانت تتراجع بخطواتها إلى الوراء شخص واحد لا حظ أن مارتن يتودد إلى كاثرن ولم يعجبه هذا فاتجه نحوهما ولم يصل إلا حين أنحنى مارتن ليقبل كاثرن وقبل أن تمس شفتيه وجنتيها "أنت أيها الشاب ؟" التفت مارتن ليلتقي بعيني العجوز التي تقدح شراراً وقد ضاق صدره لهذه ألمقاطعه أما كاثرن فقد رحبت بها لأنها تريد الابتعاد عن مارتن " ليس للمرة الثانية وأمام عيني ؟" ثم نقلت بصرها إلى كاثرن "لا عجب أنك واقعة تحت سحر هذا الرجل " عقدت كاثرن حاجبيها وقالت "أنا لست واقعه تحت تأثير أحد خالتي... " ضربت العجوز الأرض بعصاها في حركة عصبية وقالت "لم أعلمك هذا أبداً يا كاثي كما أني لم أعلمك الكذب " هنا تدخل مارتن وهو يقول "أسمحي لي ..." أشارت له العجوز بيدها "أصمت أنت " ثم أكملت مع كاثرن التي بدا الضيق على وجهها "هل لك علاقة به؟ " "كلا أنه ..." وارتخت كتفاها وهي تضيف "كما قلت لك سابقاَ صديق لأبي ولا علاقة لي به " "إذاً كيف تفسرين لي دخوله إلى منزلك وأنت محمولة على ذارعيه " فغرة كاثرن فمها وتوهج وجهها جراء الفكرة التي تحاول أن تلمح إليها الخالة ليزي وقالت وهي تكاد تجد صوتها "لقد فهمت الأمر بصورة...." "كفى " ظهر الاشمئزاز في عيني الخالة و وجهها وحتى في صوتها حين قالت "كان علي أن أعرف هذا من قبل فتاة جميلة مثلك.... " " لا يا خالتي لا تخطئي أقسم لك أن الذي في راسك لم يحدث أبداً " وزادت توهجاً من نظرة مارتن في وجهها فقالت خالتها "إذا أتركية وتعالي معي " نظر إليها مارتن وفي عينيه تتراقص ابتسامة خبيثة فقالت "أنت أقبح إنسان شاهدته في حياتي يا مارتن " أقترب منها ليتكلم لكن الخالة حالت بينه وبينها بعصاها كي لا يقترب أكثر فقال بهدوء "كما أعطتك الخالة ليزي فرصة كاثرى أعطيني أنت فرصة لأتكلم معك" "لا أعتقد انه هناك شيء بيننا يقال كل ما أطلبه هو أن لا تراك عيني ثانية" "إذا أعطيني خمس دقائق ثم ليذهب كل منا في طريقة " ودون أن تنتظر إذن من خالتها قالت "تفضل " "ليس على مسمع خالتك يا عزيزتي " وعندما أبدت موافقتها قالت الخالة بازدراء " ماذا؟ ظننك ..." "أرجوكِ يا خالتي أنا راشدة بما فيه الكفاية لأعرف ما أفعل ثم أننا أمام عينيك وسألحق بك بعد خمس دقائق" أشارة خالتها بشفتيها بحزم و انحنت برأسها دلالة على الموافقة وحين ابتعدا قالت كاثرن بنفاذ صبر "هل لك أن تخبرني من الذي اخبر خالتي بهذا؟ ليس هناك أحد يعلم بدخولك منزلي سواك " "هل من الممكن أن تهدئي لتسمعيني ؟" عقدت يديها أمامه وقالت "أني أسمعك" وعندما أخبرها ما حدث بهدوء قالت "أوه لا يا مارتن ليس أمام الخالة ليزي لم تكن بحاجة إلى ..." واحمر وجهها قبل أن تكمل فقالت "أعني أنه لم يكن ضرورياً " كاد أن يقول انه ضروري بنسبة له لكنه قال ببرود وهو يرفع حاجبيه وكأن صوتها المخنوق و وجهها المحمر اللذان يعبران عن غضبها لم يعنيان له شيء "لقد كنت متعبة جداً ومرهقة فاقترحت على الطبيبان أن أحملك إلى غرفتك" أشتد غضبها من وقاحته فقالت "اقترحت ؟ اقترحت؟! أتعرف أين المشكلة يا مارتن" "أين؟" "عنجهيتك غرورك بنفسك إنقاصك من الآخرين كما أنك لا تحب أن يقال لك كلمة (لا ) و الأسخف من هذا أنك إن حكمت على أحد حكماً خاطئاً فإنك لا تبدله أبداً كما أنك تعم في عقابك وثوابك دون أن تخص الشخص المعني " "هل حقاً أنا كذلك ؟" "وأشد أيضاً " "لكنكِ تشاركيني في هذه الصفات يا طفلتي" وقبل أن تجيب انغرست أظفار في كتف كاثرن العاري بحقد ولم يخفى هذا عن عيني مارتن الذي كاد أن يكسر تلك اليد التي آذت كاثرن التفتت كاثرن لتلتقي عينيها بعيني فتاة شقراء جميلة فاتنة ورائحة عطرها الناعم تداعب أنوف من حولها "مرحباً عزيزتي كاثي مر زمن طويل قبل أن نلتقي " فكرت كاثرن أنه لم يكن الوقت المناسب لتتفرغ لميشيل بيكر لكن لا بأس لقد أتت للجحيم بقدميه رحبت بها و بكيم الواقفة بجانبها في صمت قالت ميشيل بدلال واضح وهي تنظر إلى مارتن نظرة ذات مغزى كرهها "ألن تقدمينا لبعضنا يا كاثي؟" "أوه بتأكيد ميشيل هذا السيد روبرتسون الآنسة بيكر والآن اسمحوا لي" وقبل أن تذهب أمسكها مارتن وقربها منه وقال بهمس "مع من تتركيني؟" قالت بصوت لا يسمعه غيرهما "مع كلابك البوليسية التي تحاول حمايتك من شري" "لن يتمكن احد من خطفي من شرك أو منك إن أردتي" ولأنها كانت في قمة غضبها منه ومن ميشيل لم تدرك معنى ما قاله ولم يبدو في عينيها أي اثر وخطت خطوة لتبتعد فأمسكها بذراعها مرة أخرى وأعادها أمامه ليضيف قائلا ببطء "كما لن يأخذك احد من قلبي" بدا ارتباك واضحاً عليها لكنها قالت حزم "سنرى" "الخالة ليزي غاضبة فقد انتهت الخمس دقائق" "لست بحاجة لتذكري كي اذهب" "لو كان بيدي..." قاطعته بسرعة "الأفضل أن اذهب " اشتعلت ميشيل غضبا لتهامسهما أما كاثرن فأثناء مرورها تعمدت أن تدوس بكعب حذائها العالي على قدم ميشيل بقوة وابتعدت ضحكت ميشيل برقة في محاولة منها لتغطية الأم الذي تشعر به و قالت له "يمكنك مناداتي ميشيل" "أما أنا فأفضل أن أبقى السيد روبرتسون" لم يكن هذا كافي بنسبة لها فلم تتعود على الرفض بعد أن صدها سكوت عادت تتذكر الموقف المخزي الذي حدث لها يوم أن خرجت من البار وهي في حالة سكر تام بعد أن أسرفت في الشراب ورمت نفسها وهي شبة عارية على السكوت الذي مر بذلك المكان وهو كاره له فلم يكن ليأتي إلا لأنه كان يبحث عن رجل أخبروه أنه لن يجده إلى هناك أبعدها عنه بشدة وعندما ألقت بنفسها علية مرة ثانية صفعها على وجهها بقوة وخرج من البار وهو يشتمها ويشتم الرجل الذي كان يبحث عنه نفضت من ذهنها تلك الذكرى المشينة و مدت يدها بنعومة لتضعها في يد مارتن وهي تقول "هل تمانع لو رقصنا سويا؟" عندما نظر في عينيها الزرقاوين أدرك أن الفتاة جمالها خارجي و أنها خبيثة من الداخل وليست بصفا كاثرن المشاكسة نظر خلف ميشيل ليرى كاثرن مع خالتها يتناقشان يبدو أن نقاشهما لن ينقضي وعليه إنهاء هذا الموضوع قريبا أتاه الصوت الرقيق "لم تجبني بعد سيد روبرتسون؟!" نزع يده من يدها بخفة وردد كلمة حفظها من كاثرن "أعتذر فأنا لا أجيد الرقص" وقبل أن تقدم على قول شيء قال " عن أذنك آنسة بيكر" وأبتعد عنها في هذه الأثناء جلس الأربعة حول طاولة واحدة سكوت يتحدث مع الخالة ليزي ويبدوا أن العجوز مستمتعة معه فقالت سالي لصديقتها "هل تنوين جعل ميشيل تخطف مارتن منك؟!" "دعينا نرى إن كان سيجتاز الاختبار أو لا" قالت سالي وعلى وجهها ابتسامة مشرقة "يبدو انه اجتازه بنجاح وفي وقت قياسي" شاهدت كاثرن مارتن وهو يقترب ولاحظت انقباض وجه خالتها حسن جدا ما هي المواجهة الجديدة ؟ لعب سكوت دور الدبلوماسي جيدا واستطاع أن يجعل مارتن يجلس عن يسار كاثرن التي تجلس بجانب سالي وترك العجوز عن يسار مارتن في حين جلس هو بين سالي والعجوز لمس مارتن الأثر الذي أحدثته أظفار ميشيل على بشرت كاثرن النقية والتي أحس نعومتها تحت أصبعه و قال "هل يؤلمك؟" أجابت باقتضاب "لا" فقالت العجوز له "اعتقد أنها أخبرتك أنها لا تريد رؤيتك مرة أخرى!" أجاب مارتن "هذا صحيحة إنها تكرر هذا لي كثيرا كلما رأتني ومع ذلك فأنا أأتي لرؤيتها ولا أعتقد أن هذه ستكون المرة الأخيرة التي اسمعها تقول هذا لي " ووضع يده على يد كاثرن التي سرا فيها قشعريرة باردة فسحبتها وأشاحت بوجهها إلى سالي كي لا تسمع نقاشهما الحاد وقالت "أين ادوارد بعدما استقبلنا لم نراه ؟" ضحكت سالي وقالت "عندما يكون دورك ستتبخرين أنت الأخرى" "إذا انتظري حتى تصبحين جده" "لا اعتقد هذا أوه انظري إن ميشيل قادمة نحونا هذا لن يعجب سكوت أبدا لن يعجبه" "أوافقك على هذا وحفظا على مشاعره ألمرهفه عليها أن تخرج من هنا فلم يعد لها مكان بيننا حان وقت العمل عليك البارد وعلي أنا الساخن " "أرجوك أتركِ الساخن لي" "بل لي أنا يا عزيزتي" "ما دمت مصرة حسنا ومن الأول؟" "سأترك هذا الشرف لك أنت" وقفت لتذهب فقالت سالي "إلى أين؟" غمزت كاثرن لها بعينها وقالت "لأخذ موقعي" "إذا حظا جيدا" راقب سكوت بعينين ضيقتين الشقراء الفاتنة في فستانها الأحمر القصير والذي يصف رشاقة جسدها وهي تقترب نحوهم وتقول "سكوت وسالي يا لها من مفاجأة أوه ليس من حقي أن أتفاجأ أليس كذلك فأينما تكون كاثي العزيزة علي أن أتوقع وجودكما" مدت يدها لسكوت والذي صافحها بهدوء بالكاد استطاع إظهاره بعد أن بذل جهد كبير للمحافظة على أعصابه وقال "وهل أنت مدعوة ميشيل؟" "أنا مرافقة لصديقتي كيم " وعندما تقدمت نحو سالي أظهرت سالي اشتياقها وقبل أن تعانقها وبحركة سريعة بدت لمن حولها بريئة غير مقصودها سكبت العصير الذي كان في يدها على ميشيل التي سرعان ما شهقت وعقدت حواجبها لتلقي على سالي التي قالت "آسفة" نظرة نارية وأسرعت سالي تحاول البحث عن منديل هي نفسها تعلم أنها لن تجده أبداً توقفت ميشيل عن أتلفظ بشتيمة لاذعة عندما شاهدت مارتن ينظر إليها فأسفرت شفتيها عن ابتسامة ساحرة له قبل أن تقول لسالي "لا تزعجي نفسك يا عزيزتي فلا أعتقد انه بإمكاني البقاء بهذا الفستان المتسخ" ثم قالت "سعدت بالتعرف إليك سيد روبرتسون وأتمنى أن نلتقي مره أخرى" كلمتها الأخيرة أثارت كاثرن التي تقف وظهرها إليهم على بعد مسافة قليلة منهم وعندما سمعت ميشيل تتمنى لهم ليلة سعيدة وتودعهم ولم تمشي بضعة أمتار إلا وقد أسرعت كاثرن في مشيتها لتعترض طريقها وتتظاهر بأن قدمها تعثرت بفستانها الطويل ومن ثم سكبت القهوة الساخنة على ميشيل فصرخت هذه الأخرى صرخة مكبوتة يملأها الغيض وعندما رأت كاثرن اتساع عيني ميشيل وهي لا تستطيع إبعاد اللباس الضيق الذي يحمل حرارة القهوة إلى بشرتها نظرت إلى فنجانها الذي لم يبقى فيه إلى القليل وقالت برقة " أمر فظيع!" فصرخت ميشيل وقد جذبت أنظار من حولها " أتسمين اندلاق قهوة ساخنة علي أمر فضيع!" قالت كاثرن ببرود وهي تتصنع الدهشة برفع حاجبيها الأنيقين "بل قصدت خسارتي لقهوتي اللذيذة على فستانك" صاحت ميشيل وهي تشتعل غضبا "ماذا؟" لم يكن قد فات مارتن الذي عقد حاجبيه شيء من حين ابتعاد ميشيل عنهم وكذلك سكوت وسالي والخالة ليزي وعلى وجه الثلاثة ابتسامة استحسان لكاثرن وقبل أن تقوم ميشيل بحركة أخرى تلفت انتباه الحاضرين وتفسد الحفل أسرع مارتن نحوها وقال بحزم "أأسف لما حصل لك آنسة بيكر" فقالت بعصبية "أنها المرة الثانية في هذه الليلة سيد روبرتسون" "لا داعي لكل هذا صراخ آنستي واسمحي لي بتوصيلك " "هذا لطف منك سيد روبرتسون لكن..." وقبل أن تقول ميشيل هذا لمارتن كانت كاثرن قد ذهبت لأصدقائها ورأسها مرتفع بشموخ بعد خروج مارتن وميشيل عاد الضيوف إلى ما كانوا عليه قالت سارة لادوارد "أتسأل لماذا فعلت كاثي هذا ؟" "لقد تعثرت بسبب فستانها الطويل" اقتربت سارة منه أكثر ودست يدها تحت ذراعه وقالت وهي تريح رأسها على كتفه "لقد تعمدت هذا حتى أنها تركتها دون أن تنطق بكلمة اعتذار واحدة" فقال بعفويه "حقا؟ ربما حاولت الفتاة مغازلة مارتن" " أتقصد أن كاثرن تغار! هل تعني أنها تحب مارتن؟ " "أنا لم اقل هذا يا عزيزتي ما رأيك لو انضممنا إليهم؟" عندما جلست كاثرن كان سكوت لا يزال يضحك وقال لها "أنت رائعة يا عزيزتي كاثي أنا فخور بك" "كانت تستحق أكثر من هذا " ثم التفت إلى سالي وقالت "لماذا عانقتها سالي؟ كان بأماكنك رمي الكأس في وجهها " رفعت سالي يديها وكأنها تدافع عن نفسها وقالت "أنا لم أعانقها وهل جننت لقد أنسكب عليها العصير قبل أن أفعل ذلك " ثم أضافت ممازح وهي تنظر فيمن حولها "وطبعاً كان ذلك رغماً عني " ضحكوا جميعهم ثم انتبهوا إلى العجوز التي تشاركهم الضحك وفجأة صمتوا حتى لم يبقى سوى صوت ضحكتها فقالت سالي "أوه نحن آسفون سيدة غرهام لم نكن نقصد ألا نحترمك لكن..." " لقد استمعت بما فعلتماه كثيراً فلم تعجبني تلك الفتاة أبداً وقد كنت أهم بأبعادها لكنك و كاثي قمتما بلازم " قالت كاثرن بحماس "لم أكن أتوقع منك هذا خالتي ؟" فقالت العجوز "أمرٌ أخر يا عزيزتي فقد أعادني هذا إلى أيام طفولتك يوم كنت تسكبين الحساء الذي لا تحبينه من النافذة على حديقتي " أحمر وجه كاثرن عندما ضحك سكوت وسالي فقالت تؤنبهم "ليس من حقكم الضحك ثم أنني لم أكن فتاة سيئة؟" قالت السيدة غرهام "على الإطلاق يا عزيزتي لم تكوني سيئة أبداً " قالت سالي "هل تتوقعون أن القهوة ستؤثر على بشرتها " قالت كاثرن بضيق "لا أعتقد فقد بقيت واقفة لفترة ليست بالقصيرة ..أنظروا وأخيرا أتى ادوارد وسارة " أنظم أليهم ادوارد وسارة قالت سالي بقلق لكاثرن "لقد ذهب مارتن مع مشيل " "وما شأني فليكن إلى الجحيم " "هذا لا يعجبني أبداً يا كاثي " دهشت كاثرن وهي تشاهد مارتن قادم نحوهم ويأخذ مكانه بجانبها تبادل مع أخته حديثاً ودياً ثم أنتقل إلى سالي و كاثرن وقال بجبين مقطب وهو ينظر لهما بنصف عينية " لقد أفسدتما الاحتفال بتصرفكما الطفولي آنستاي " تجاهلته كاثرن وسألت صديقتها بسخرية "هل أفسدنا احتفال ادوارد يا سالي ؟" لم تكن تحبذ سالي أن يطول الأمر خصوصاً وأن مارتن يبدوا جاداً في موقفه بحثت ببصرها عن سكوت لينقذها لكنه لا يزال مع السيدة غرهام وقد انضما ادوارد وسارة لهما ولا يبدوا على أحد منهم أنه منتبه لهم إلا عيني العجوز التي تسترق النظر لهم فكتفت بأن لا تجيب كاثرن وتحدق في كأسها فقال مارتن لكاثرن "انه ليس احتفال ادوارد فقط يا طفلتي هل علي أن أذكرك أن سارة أختي؟" مطت كاثرن شفتيها وقالت "حسناً ربما أفسدناه قليلاً لكن لماذا عدت ألم تعرض على كلبك البوليسي أن توصلها ؟" لم يخبرها أنه طلب لها تكسي وتركها تعود وحدها تجهم وجهه وقال " ما سر كراهية الجميع لها؟" " أعتقد أني اكتفيت منك هذه الليلة يا مارتن " وعندما همت بالوقف قال مارتن "حقاً ؟" أكتفت بابتسامة كبرياء على وجهها وقفت وابتعدت عن كرسيها لترى والديها يبتسمان لها فذهبت نحوهما مسرعة على الأقل هذا أفضل من البقاء بجانب شخص يثير فيها مشاعر متناقضة حب وكراهية شوق و ملل عليها أن تلقي بكل هذا خلف ظهرها فمارتن ليس لها لأنها عدوته الأولى قال لها والدها " ما لذي فعلته يا صغيرتي " "وماذا فعلت برأيك ؟" قال والدها بضيق "لقد سكبت القهوة عن عمد على الفتاة " "أحقاً فعلت ظننت أني تعثرت بفستاني ما رأيك به أليس جميلاً " قال والدها بانزعاج "كاثرن ..." قاطعته ألفيا "تومي كف عن توبيخ أبنتنا " "لكنها أسأت الأدب وأمام الجميع " قالت كاثرن "لا تهتم لهذا ؟ لقد كبرت وأنا مسئولة عن تصرفاتي " "كبرت لكن عقلك يعمل كالأطفال" تساءلت لماذا أصبحت تسمع هذه الكلمة في الآونة الأخيرة كثيرا " أتعرف من هذه الفتاة التي تدافع عنها أنها ميشيل بكير الفتاة التي اتصلت بأمي وأحدثت الشقاق بينكما " شهقت ألفيا ثم نظرة إلى زوجها بمكر والذي كانت الدهشة واضحة على وجهه وقالت ممازحة "ألهذا كنت تدافع عنها يا توماس ؟" رمش بعينية مرارا ثم قال "أنا لا أعرفها فعلاً " قالت ألفيا "أنظر في عيني لأعرف أن كنت صادقاً " وعندما نظرت أليه قال ممازحا وهو يملس شعره الذي أنتشر فيه الشيب عند أذنيه "أتعتقدين أنها معجبة بي؟ " أطلقت ألفيا شهقة دهشة وكأن هذا الأمر صدمها وشاهدت أبنتها تبتسم لممازحتهما لبعضهما فقالت "أحسنت صنعاً يا كاثي كان عليك مناداتي لأساعدك برمي طبق كعك على وجهها والآن أذهبي واستمتعي بوقتك مع أصدقائك واتركيني أتفاهم مع والدك الذي يوشك أن يفقد عقلة " قالت كاثي مداعبة قبل أن تبتعد "عليك به يا أمي ولا تشفقي عليه فالرجال لا يستحقون الرحمة " عادت إلى أصدقائها وهي ترى خالتها ليزي تقف وتستعد للمغادرة وتودع من حولها لتقول لها " هل توصليني بسيارتك يا كاثي؟" لم يخفى على الجميع أنها كانت تحاول أبعاد كاثرن عن مارتن فقالت كاثي مرحبة " بطبع يا خالتي " فقال مارتن "لا يزال الوقت مبكراً أنها التاسعة والنصف " نظرت إليه السيدة غرهام وقالت " أنا كبيرة في السن ومتعبة جداً وأنت تعرف هذا أيها الشاب" تحركت كاثرن بجانب جدتها بعد أن تفرق الجميع ولم يبقى سوى مارتن معهما فأمسك بيد كاثرن وقال "هل ستعودين إلى هنا ثانية؟" إنها لا تكره مارتن ولا تطيق يوم أن يمر دون أن تراه وتستمتع بمجادلته لكن عيني خالتها تقذف شراراً وتقيم موقفها فقالت كاثرن بتوتر "ما الذي تفعله بالله عليك؟" " كاثرى هناك شيء يجيب أن ننتهي منه هذه الليلة قبل أن أبتعد عنك " أنها ليست بالغبية أبداً حتى لا تدرك أن ما سيقوله لها سيكون أمراً مهماً ربما هي متشوقة لسماعه كما أنها لا تريد الابتعاد عنه لكن كبريائها لا يسمح لها أبداً بأن تقول له لا تذهب كما أنها تخاف من خيبة الأمل نظرة في عينية بشك لا يمكن أن يكون كاذباً صوته العذب لهجته الرقيقة نظرة عينية الناعمة حاجبيه المتراخيان أرادت أن تقول له أتصل بي فيما بعد لكن خالتها قالت "أرى أنك تخصها باسم لا يسميها به أحد غيرك أسمع أيها الشاب لقد أخذت من وقتي الكثير وقد أصبت بالأرق منذ ذكرت لي خادمتي أسمك لأني لم أشعر بالراحة أبداً لعلاقتك مع أبنتي التي أحطتها بعنايتي منذ صغرها ولم يكن وجودي هذه الليلة هنا حباً في العلاقات الاجتماعي بل لأبعدك من طريقها وقد ظهر لي أنها تشاركني رغبتي ولست أعجب فهي تربيتي لذا لم يعد هناك الكثير فبتعد عن طريقها سيد روبرتسون " لأول مرة تنطق السيدة غرهام بسيد روبرتسون كما أنها لفظتها بازدراء واحتقار شديدين فقال مارتن "هذا الأمر يعنيني أنا و كاثرى فقط وهي التي تقرر أن كانت تريدني أن أبقاء وأن أبتعد عنها للأبد " قالت السيدة غرهام بهدوء ظاهر "الكلمة الأخيرة لي وما أقوله أنا هو نفسه ما ترغب به كاثي أليس كذلك يا عزيزتي؟" أجابت وهي تنقل عينيها إليهما وكأنها مخيرة بأن تختار أحدهم لكن هذا صعب عليها أجابت بصوت مرتجف "بلى يا خالتي " تجهم وجه مارتن وهو يطبق فكه بحزم واضح فقالت السيدة غرهام "عظيم إذا لقد انتهينا يا سيد روبرتسون" رفع مارتن يديه وأمسك كاثرن بعضديها وهو ينظر في عينيها مباشرة "لقد أثبت لي دوماً أنك الفتاة الشقية المدللة التي لا تتقبل رأي الآخرين إن كان يخالف رأيه وكنت كتلة من النار التي تحرق وتؤذي من يتحداها فهل تخافين منها ومن سطوتها ؟ أم أنك تخشين من سماع ما سوف أقوله؟ " أدركت السيدة غرهام أن من شأن هذا الاستفزاز أن يجعل كاثرن تستمع له فأسرعت تمسك بذراعها وتبعدها عن قبضتيه وهي تقول "هيا يا عزيزتي كاثي لنذهب " نظر مارتن للعجوز والغضب يعصف في عينيه وقال " لا أعتقد أنك ستقلقين عليها لو كانت مع ادوارد أو سكوت " قالت وهي تبتسم "بطبع لا " "إذا لماذا أنا؟" هنا قالت بحقد واضح "لأن عينيك تملك لوني عيني أمك " لم يعجب كاثرن ما قلته خالتها أنها تحمل في طياتها شتيمة لاذعة لم تكن تكف هي عن أسمعها لمارتن كما أنها لم تعتذر له عنها حتى الآن نظرت إليه كان من الخارج بارداً واثقاً وينظر لهما بنصف عينيه ولم تكن تعلم أنه من الداخل يتأجج ناراً فقال بهدوء لسيدة غرهام "فليكن ما تريدين " ثم نظر إلى كاثرن وأضاف بنفس طريقته وأقسى وهو يمد يده "وداعاً يا كاثرى " أنتفض قلبها نحوه وكأنها لم تره منذ سنوات طويلة وهاهي تذوب شوقاً أليه مدت يداً مرتجفة لتستقر في يده وقالت "وداعاً مارتن " ثم سحبتها بسرعة وقبل أن تذهب مع خالتها كان مارتن قد غادر ورحل ليتركها خلفه في

__________________
  #18  
قديم 12-28-2015, 10:09 PM
oud
 
الفصل السابع عشر

بعد أن أنزلت خالتها إلى منزلها ورفض البقاء لتناول الشاي معها قادت سيارتها عائدة إلى منزلها وهي تحارب دموعها لكن دمعه خائنه أبت إلى النزول فمسحتها بسرعة وأخذت ترمش بعينيها لتختفي من عينيها دخلت إلى غرفة الجلوس وهي رابطة الجأش وقد عادت كما كانت مع أنها لا تزال تشعر بثقل في قلبها أضاءت ألأنوار لتكون الغرفة أكثر إشراقا فهي لا تريد إضاءة ذهبية هادئة تزيد من تحريك مشاعرها وتذكر همومها ألقت بمفاتيحها على الطاولة وصعدت إلى غرفتها في الأعلى خلعت فستان السهرة وارتدت بنطال أسود طويل ناعم يتسع عند أسفل ركبتها وبلوزة حريرية وردية اللون مفتوحة من الأعلى بأكمام طويلة متراخية برقة على معصميها غسلت وجهها من المساحيق التي كانت عليه و لبست حذاء منزلي مريح ثم نزلت للمطبخ وصنعت لها كأس من الشوكلاته الساخنة ثم عادت إلى غرفت الجلوس وجلست على كنبتها البيضاء الطويلة تناولت رشفة من كأسها ثم وضعته أمامها لتسترخي بظهرها على الكنبة و تغلق عينيها وتنظر إلى شريط الذكريات الذي يختزنه عقلها وقلبها ولأنها أسرفت في تأملاتها لم تسمع الباب الذي فتح وأغلق لكنها تنبهت على الصوت المنتظم للحذاء الذي يقترب منها فتحت عينيها بسرعة لتلتقي بعيني مارتن الذي لا يزال حاجباه معقودان ولا تعلم هل هو الهم الذي أثقل جفنيه مثلها أم أنه أهدابه الكثيفة هي السبب كان لا يزال بملابسه التي رأته عليها غير أن ربطة عنقه مرتخية وقميصه مفتوح وشعره الطويل غير مرتب وقفت كاثرن وقالت " كيف دخلت؟" أبتسم بسخرية وقال "من الباب!" وجهت إليه نظرة متكاسلة لا تقل سخرية عن سخريته وقالت " أعرف أنه من الباب ألم يكن مغلقاً في وجهك ؟" أجاب ببرود "يبدوا أنك نسيتِ أن تغلقيه " "أوه أجل هذا محتمل إّذا لماذا أتيت هل نسيت شيء؟" " قلت لك أن هناك ما أود قوله " ثم أضاف وقد ارتفعت زاوية شفتيه "بما أنك وافقت خالتك في رأيها بي " "أنا لم أوافقها كل ما هنالك أني لا أريد أن أغضبها حتى لا تتضرر صحتها أن تعرف أنها امرأة مسنة" أرتفع حاجبيه وهو يقول " عذر جيد" " لا يهمني ما يعني لك قولي هذا و بالمناسبة كنت سأتصل بك لأعتذر لك عن ما قالته خالتي " نظر أليها وهو يميل برأسه على أحد جانبيه ولم تفارق شفتيه تلك الابتسامة الساخرة "ألم توافقيها على هذا أيضاً أذكر انك أسمعتني أيها صريحة مراراً وتكراراً " "وأذكر أنا أيضاً أنك فعلت الشيء ذاته على كل حال أنا أقدم لك اعتذاري الآن عن كل كلمة نابية قلتها لك " "لماذا تعتذرين الآن ألاننا سنفترق ؟" "بطبع لا بل لأني مدينة لك بهذا كما أني ممتنة لمساعدتك لي أعني لوالدي المهم ما الذي أتيت لتقوله لي ؟" أخيراً قرر أن يتحرك من مكانه الذي كان يقف فيه وتقدم نحوها ليقف أمامها تماماً ثم قال وهو ينظر بأمل في عينيها "كاثرى هل لي أن أسألك سؤالاً " "تفضل " " هل تحبينني ؟" ذهب التعب عن جفنيها المرتخيان على عينيها وفتحتهما على أتساعهما في وجه مارتن يالها من سخرية هل يتوقع منها أن تعترف له بهذا الحب الذي ألمها في كل لحظة من بعد أن وقعت عينها عليه لن تعترف له أبداً ماذا لو سخر منها ثم ذهب؟ ستحتمل رحيله لكنها لن تحتمل أهانته لتخفض رأسها بعد ذلك في كل مرة تلتقي بها عينيهما لذلك قالت بجفاف " لا " لم يحتمل مارتن هذا الجواب بعد أن قالتها وابتعدت من أماه وهي تمشي متجه نحو الباب هل تحاول طردة بعد أن وصل إلى هذه النقطة الحساسة التي تربط بينهما؟ فقال بصوت قوي واضح ليؤكد ما يقول "بل أنتي تحبينني " جمدت كاثرن في مكانها هل تكون سالي قد كشفت سرها لهو وشت بها ؟ فقالت بحده وهي ترفع يديها بعصبيه " أنا أحبك ؟ من أوحى لك بهذه الفكرة السخيفة ؟" "أنتي " لم يعد لديها ما تقول هل كان حبها له واضح في مرآة وجهها أم في عينيها اللتان تلمعان دائما بحقيقة مشاعرها كالبلور فقالت وهي تضحك مقطوعة الأنفاس وكأنها لتوها قد انتهت من الركض " أنا؟ " ادخل يده في جيبه ليخرج منه دفتراً صغيراً وعندما ركزت نظرها عليه وجدته دفتر مذكراتها الذي بحثت عنه كثيراً وحزنت لفقده دق قلبها بشدة و عادت بعض الكلمات التي كتبها إلى ذهنها في لحظة منذ متى وهو يحتفظ به؟ ولتنقذ نفسها من هذا الموقف المحرج وتخفي ارتجاف يديها وتسارع أنفاسها عن عينيه ألحادتي الملاحظة تحركت من مكانها وهي تصفق بيديها وتقول " برافوا ...برافوا يا مارتن أتعلم أنت تستحق جائزة آوسكار لأفضل ممثل لا أعرف ما الذي جعلني أكتب تلك الكلمات الغبية لكنها لا تعني لي شيء كما أني لم أتوقع منك أن تصدقها بكل سذاجة " بقي مكانه يحدق بها أما هي فعقدت ذراعاها أمامها وقد أحمر وجهها غضباً انه لا يحبها لقد كان يحاول طوال هذا الوقت أن يجعلها تعترف كي يذلها نعم هذا يؤكد كل شيء وإلا لماذا لا يقول لها أنه يحبها انه رجل البرية الذي لا يلق بمظهرة الخشن الاعتراف بوجد ما يسمى الحب قالت بحده "إذا لم يكن هناك شيء أخر فهل تناولني مذكرتي كي أتلفها أو إن شئت فخرج واحتفظ بها لنفسك " عندها وضع المذكرة بجنب كأسها وقد رق تعبير وجهه وقال وهو يقترب منها "كاثرا أنا ...أنا " وكانت تنظر إليه بصمت وهي تبتسم بمرارة وعينيها الغاضبتين في عينية فقال بنفاذ صبر -"أنت لا تسهلين الأمر علي " " أنا أستمع لك جيداً " " لا أعرف كيف أقولها ؟" فصرخت به " إذا قلها بسهوله " أبتسم لها بعذوبة وأسأت هي تفسيره " المشكلة أني لا أعرف كيف " نظرت إليه مستفهمة فأقترب منها أكثر و وقف أمامها حتى ما عاد يفصلهما غير خطوة واحده وهو يمسك أصابع يده اليمنى وينظر أليها ليهرب من نظراتها وقال مبتسما " أشعر أني طفل في المدرسة كان من المفترض عليه أن يكتب مقطوعة ويحفظها عن ظهر قلب ثم يأتي ليلقيها " " لكني أكره الإلقاء وأحب الصراحة و التعبير المباشر فهل تقول ما لديك وتتفضل بذهاب لأني فعلاً متعبه" هنا تحركت يداه لتمسك بيديها ويقبلهما بنعومة ويبقيها على صدره "كاثرى لم أكن أتوقع أن يأتي اليوم الذي أغرم فيه بامرأة وأطلب منها أن تتزوجني" أعادت الكلمة في ذهنها مستحيل! هل يلمح لها بأن تكون شريكة حياته؟ عنفت نفسها أن لا تكون هي الأخرى ساذجة سخيفة لكنه قبل يديها ووضعها على صدره العريض وهي تحس بنبضات قلبه الذي يوازي نبضات قلبها لهذا كررت كلماته بصوت مسموع ولم تكن تعلم هل لأنها تريد سمعها مرة أخرى أم لتطمأن قلبها وتصدق ما قاله " تتزوجك؟؟ " " أه كلا يا كثرى أرجوك أكثر ما يثير غضبي هو تكرارك لكلماتي بغباء مع أنك تتركين معناها " أشتد ضغطه على يدها قليلا وكأنه يؤكد كل كلمة سينطق بها وعينيه غارقة في عينيها كي لا تبتعد عن عالمهما اللذان هم فيه وليستشف الإجابة منهما نطق كلماته وكأنه يهمس لها بسر أحتفظ به طويلاً وحده " كاثرى أنا أحبك وأريد الزواج منك فهل تقبلين بأن أكون شريك حياتك " صعدت الحمرة إلى وجهها خجلاً و فتحت فمها دهشة وعينها لا تزالان غير مصدقتان لكن الفرح يتراقص فيهما والسرور باد على شفتيها آلتان لا تزالان مفتوحة وهي على وشكل الابتسام قلبها الذي أنتفض من مكانه عندما وصلت إليه الكلمة التي يريدها بكل تأكيد وليس فيها كبر أو تملك بل حب وشوق وقبل كل شيء الشفافية والصدق وقبل أن تجيبه أكمل وهو يضم يديها إلى صدره أكثر "حبيبتي كاثرى أنا هائم في هواك منذ وقعت عيني عليك في ذاك السباق ولكني كنت أحتمي خلف قناع القسوة والتمرد والسخرية لأني كنت غاضباً من نفسي كيف وقعت في حب امرأة حمراء مشاكسة وأنا الذي أقسمت أن لا تدخل إي إنسانة إلى قلبي وحياتي وكنت أحاول التثبت من ما أشعر به نحوك واتسمت تصرفاتي بالحماقة كثيراً خصوصاً بعد أن أغضبتك وتركتك ترحلين إلى هنا وعندها فقط أدركت أني غبي وسخرت من نفسي حين تأكدت من أني غارق في حبك حتى أذني وأني لا يمكنني العيش من دونك فهل تتزوجينني ؟" لازالت كاثرى غير قادرة على التصديق وهي تنظر إليه وقد عقدة الفرحة لسنها بينما هو واقف ينتظر أجابتها ولم يفلت يدها من يده لكنها لم تفق إلى بعد أن تكلم مارتن بنفاذ صبر " أنك تكررين نفس المشهد الذي فعلته عندما طردني والدك من المزرعة هل أنت هكذا دائما تتجمدين كالصنم عندما تفاجئين بأمر " "أوه مارتن !؟ " " لم تجيبيني هل تقبلين بي؟ " " بطبع أقبل مارتن يا لك من رجل غريب ألم يمكنك رؤية مشاعري في عيني طيلة هذه الأيام " قال بمكر وهو يبتسم لها ويقترب أكثر حتى كاد يلتصق بها " كلا فأنت متحفظة دائما ولك قناع عالي الكفاءة تخفين خلفه مشاعرك لهذا أريدك أن تقوليها لي يا حبيبتي" " أحبك يا مارتن أحبك " " وستتزوجينني ؟" و من شدت سعادتها كان صدرها يعلو ويهبط لتنفسها الغير منتظم ونبض قلبها السريع الذي يتفق مع نبض قلبه لم تستطع إلى أن تهز رأسها وتتمسك بيديه فقال مارتن وهو يبتسم تلك الابتسامة التي عشقتها عينها " وستكونين أم لأولادي " هنا أحمر وجهها أكثر وابتسمت له وفي عينيها الحالمتين لهيب عواطفها يوازي البريق والمعان في عينيه الرماديتين .انتقلت يديه إلى وجهها ليحيطه بنعومة ويتنقل بصره بهدوء على قسماته الجميلة وكأنه يحاول أن يملأ عينيه منها واستقر نظره عليها طويلا ، لم يستطع ربط جأشه فألقى بكل أسلحته جانباً ورمى بحذره وصبره عرض الحائط وبحركة سريعة طوقها بذراعيه القويتين وضمها إلى صدره العريض بعنف ولم تملك إلا أن تبادله العناق بشغف فأحس بجسدها الرشيق ناعم يرتجف بين ذراعيه فزاد من تملك ذراعيه عليها وازدادت هي في الالتصاق به وتعانقت قلوبهما قبل جسديهما ليغرق كل منهما وينجرفا إلى بحر الحب ويحسا بالأمان والاستقرار بأحضان بعضهما الدافئة بعد طول انتظار اتجها نحو تلك الكنبة البيضاء الطويلة و جلسا بجانب بعضهما ليتحدثان عن ترتيبات الزواج والحب الحقيقي بعيد عن الوهم الذي كان يأسرهما في أول لقاء كان بينهما .

__________________
  #19  
قديم 12-28-2015, 10:09 PM
oud
 
النهاية
__________________
  #20  
قديم 12-29-2015, 01:32 AM
 




عذرا لكن الرواية موجود فعلا بالمنتدي و موجوده بقسم روايات مكتملة
لابد من التأكد قبل نقل اي رواية





__________________





 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
احدث الوان ازيرا هيونداي 2013 , جديد صور ازيرا هيونداي ملاك الرومنسيه قسم السيارات 1 08-23-2013 08:51 PM
من الوهم ما قتل غادةالكاميل علم النفس 3 03-21-2009 11:07 PM


الساعة الآن 08:53 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011