عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة

روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة.

Like Tree796Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #171  
قديم 05-12-2018, 11:51 PM
 
فضي

حل ظلام الشتاء المُكتسي ببرود غير معتاد شوارع موسكو ، حركت خصلات شعرها الأسود للخلف
استعدادا لما هي تخطط لفعله ،لاليزا هو اسمها ، نية القتل كانت واضحة في عينيها التي اكتسحها اللون الليلي ،
اخرجت السكين من ملابسها الشتوية قائلة : إن اطفال هذه المنشأة اللعينة امام حلين لا ثالث لهما
ثم اكملت كلامها قائلة : إما أن يستيقظوا من الذل الذي تشربوه حد النخاع أو أن ينقرضوا من هذا العالم على يدي

اعادت السكين الى جيب معطفها الأصفر الذي لطالما تميزت بإرتدائه و أكملت خطواتها واثقة أن أحد هذين الخيارين
هو ما سيكون واقعا ، حينما وصلت الى مبنى المنشأة ارتسمت على ملامح وجهها
تعابير الحزن وهي ترى دخول طفل جديد الى هذه المنشأة منشأة ألدرفيلد الكئيبة التي تزعم
أنها سوف تخرج أطفال صالحون لا سيئون بينما هي في الحقيقة جعلت الأطفال
يُجسدون المعاناة واليأس بعينها

فتحت باب المنشأة لتعود الى عملها كأحد المشرفين على الأطفال وهي تشاهد المناظر
المهينة من زملائها المشرفين تجاه الأطفال فأستوقفها مشهد لأحد زملائها
وهو يقول لطفل من الأطفال رافعا نبرة صوته : هيا قل أنا لست سوى حثالة وأريد أن أصبح رجل صالح مستقبلا
لم ينطق الطفل بأي كلمة فقام المشرف بصفعه على وجهه وأعاد كلامه مجدد
ومن شدة الخوف واليأس قال الطفل الكلام باكياً ، صرخ المشرف على باقي الأطفال قائلا : وأنتم هيا ليعد كل منكم
الى غرفته و ينام ينتظركم عمل شاق في الغد
أثناء مشي الأطفال وعودتهم وكما هو المعتاد دائما يعود أحد الأطفال باكيا ، أقترب منه صديقه المقرب
ديتروي هو الإسم الذي يحمله وخاطبه قائلاً : مارك لا تبكي قريبا سنخرج من هنا

ففاجئ مارك ديتروي برده لأول مرة قائلا : أصمت انا لست سوى حثالة وأريد ان أصبح رجل صالح
تفاجئ ديتروي من كلام مارك وهو لأول مرة يراه على هذه الحال المزرية منذ أن تعرفوا على بعضهم
أول مرة
أثناء مشيهم صرخ ديتروي للأطفال بعد أن ذهب أغلب المشرفين الى غرف نومهم : لابد أولا أن نقوم بتحرير
أنفسنا فكريا ثم جسديا وسنصل الى الحرية التي نطمح إليها خارج هذه المنشأة الكريهة فلا فائدة
إن قمنا بتحرير أنفسنا جسديا ولم نتحرر فكريا لأننا حينا سنضل نشرب كأس الذل

سمعته ليزا كلامه أثناء مشيها الى غرفتها وبدأت تتخلى عن فكرة القتل التي كانت تخطط لها
لأنها وجدت شمعةً من الأمل يمكن لها أن تقود الأطفال الى المستقبل المنشود وقالت : إن هذا الطفل مثير للإهتمام


^
ثاني مقطع روائي اكتبه في حياتي ولأول مرة اكتب مقطع روائي كبير لهذه الدرجة اخذ مني اكثر من ساعة
كأنه بارت لرواية مو مجرد مقطع روائي من خيالي
__________________
_
رد مع اقتباس
  #172  
قديم 05-16-2018, 04:29 AM
X
 
ذهبي


طرق الباب بملل؛ ضربته البطيئة جعلت صوت الطرقة توحي بضجره، اتاه صوت لا مبالي
- تفضل.

فتح الباب ودخل بهدوء متمتمًا
- يومٌ سعيد.

كانَ مكتبًا مغلفًا بالهدوء، مكتبٌ عادي يقابله أريكتين، في زاوية أخرى يوجد كتب وملفات وأوراق مصطفٌ بعضها فوق بعض؛ غلب اللون الخشبي الداكن على كل شيء.أغلق الباب خلفه وتقدم؛ ليقول الأكبر سنًا
- مالأمر، رازاوا.

قال فيما يجلس على الأريكة البنية
- أريد إجازة.

همهم متفهمًا وسأل
- ألم تحصل على واحدة من شهرين؟

أجابه بملل فيما يشير للخارج
- أجل حصلت لكن طعمها راح مع هذا.

إستفسرَ المدير
- هذا؟

فسر رازاوا بضجر
- صخب باقي الموظفين وإزعاجهم يجفف دمي في جسدي، ألن يذهب طعم الإجازة.

أومأ المدير متفهمًا وقال بهدوء جاف فيما يخرج ورقة من الدرج
- أسبوعٌ يكفي!

رفع حاجبه بإستفهامٍ متمتمًا
- أسبوع! ليست إجازة مرضية!

سأل بضجر
- كم تريد إذًا!؟

- شهر!

أخرج المدير ورقة أخرى من الدرج وقدمها من رازاوا قائلًا
- وقع.

قطب رازاوا وهو ينظر نحو الورقة
- إنها لطلب الإستقالة.

أومأ المدير وقال
- هذا العمل مزعج وفوضوي ومتعب وأنت تريد إجازة مؤبدة.

هتف رازاوا بصجر
- سيدي!

تمتم المدير باستفهام
- ماذا!

تنهد رازاوا قائلًا
- لم أطلب أكثر من إجازة شهر.

إقترح المدير بكل هدوء
- إسمع، خذ إجازة لـ74 عام وإن عدت بعدها لكَ كل ما فاتك من أجر؛ راتب 74 عام ستأخذه بلا أي جهد.

تمتم مستفسر ونظرته المستسخفة تتربع على وجهه
- ولما 74 عام بالتحديد!

أجاب المدير
- أنقصت عمركَ من مئة أي أنك حين تعود سيكون عمرك مئة عام.

أومأ رازاوا متصنعًا الإعجاب ثم قال مستسخفًا
- حينها وإن كنتُ حيًا يستحيل أن تكونَ كذلك!

رمقه المدير بنظرة جامدة للحظة
- لا تقلق سأترك وصية.

تمتم رازاوا برجاء منسحبًا من ذلكً
- صدقني الجلوس معهم في نفس المكان متعب ثم إتي أبذل جهدًا وأستحق آجازة.

تمتم المدير بهدوء
- أسبوعين ولن تأخذ غيرهم لـ 5 اشهر على الأقل.

تنهد رازاوا بقلة حيلة ليضيف المدير
- سأتعامل مع البقية بشأن الإزعاج ولن أنسى أن عملكَ يحتاج تركيزًا لذا سأحاول إبعادكَ عنهم.

إبتسم رازاوا برضى
- عندها لن أطلب إجازة حتى أتزوج!

قهقه المدير بسخرية سرعان ما تنحنح وقال بضجر
- حسنًا إنقلع وعد بعد إجازتكَ.

نهض رازاوا وإنحنى بإمتنان ثم خرج، لقد نجح في جعل المدير يبعده عن البقية؛ على الأقل مكانته تستحق ذلك! هو يدرك إحتياجه لعمله ويدرك إحتياج مديره له، إنه يثبت نفسه لنفسه.

Florisa, ميـآر, .FIRE and 2 others like this.
__________________

-

-
لا تَبُح بما في داخِلكَ لنَفسِكَ فهي لا تَحْفظ الأسْرار.

نُقطَةة إِنتَهىٰ •
رد مع اقتباس
  #173  
قديم 05-20-2018, 05:18 AM
 
خلف الكواليس


ولكن فجاة رأيتهم يلعبون لعبة ما ، وكانوا مستمتعين على ما يبدو ، ثم دعوني لأشاركهم ، فرمى علي أحدهم طوقاً دائري الشكل ، ما أن التقطته حتى تذكرت المدرّبة كيف كانت تمسكه بمهارة في صالة التدريب .. ،هل هي انا حقاً الآن ؟

وبتُّ العب معهم قليلاً ، فأرمي عليهم الطوق ويبادلوني بواحد آخر بعد ان يلتقطه أحد . كانت لعبة عجيبة لكانها لاطفال الروضة الصغار ، ورغم هذا لم اكترث سوى لمشاركتي لعبتهم ثم الإنصراف بشكل مفاجئ .

ورميت الطوق بإهمال ثم انصرفت بالفعل ، حتى مررت من بينهم بلا اكتراث .. وغادرت الى مكان آخر ، كان ذلك المكان هي الغرفة الصفراء المشعة في المسكن .. ، شيء ما حثني للمضي قدماً هناك حتى دخلتها ،ووجدت العميل السري بالهندام الرسمي الأسود ، والنظارة الشمسية الحاجبة لطليعته ، كان ينتظرني..، لكانه يريد ان يهديني رسالة ما تشير إلى مهمة جديدة .

هو يعمل لمنظمة مرهبة ، تقشعر حين تعبر بوابة الدخول ،صاحبة اعمال غير معروفة ، وهي لربما تكون كالسيطرة على العالم او الدولة ، او للتوصل من خلال تجاربها سواء على الجنس البشري أو غيره إلى إكتشاف قد يحدث تحوّلاً جذرياً على الارض .. !ولكن لا أحد يفقه الكنه المختبئ ، ومجموعة جراحين بأكف إحترافية لتشريح الجثث و الفئران البشرية في السجون القابعة في الدرك السفلي من عمارة المنظمة .
وكان هذا العميل غامض إلى حد ما ، يرهب منه الكثيرون ممن يعملون في المنظمة ،وبالأخص أصحاب المهام مثلي ،لقد سمعت عن الكثير منهم من لقى حتفه مقتولاً على يده، بعد أن عادوا بتقاريرهم فور انهاء المهمة ، والمخيف لنا نحن من نحاول أن نؤدي مهامنا على اكمل وجه أنه يشهر سلاحه على كل من يعود إليه ، سواء عاد بعد نجاح المهمة أو فشلها ، لقد كنا على دراية بان من يفشل في أداء عمله سيواجه العقوبة ، ولكن بالنسبة لمن ينجزها .. كان امراً مخيفاً !

ويضع يده في بطن جيبه ،ويحدق ناحيتي بلا مبالاة ..، كأداة لتنفيذ الأمر .
القى الظرف بإهمال وهو يخبرني ما خلف التفاصيل ، لم انتبه لما اخبرني اياه حرفياً ، ولكن كان يعني هذه المرة بان أستخدم متفجّرات لقتل أشخاص في طريقهم إلي كزيارة مفاجئة دبرّتها المنظمة حتى يوقعوا بهم ، وكان علي التصرف بطبيعية وود .. قبل أن ينفجر ذلك الشيئان الغريبان الموضوعان على الطاولة الزجاجية .

وبالفعل حدث ما حدث ، وجائني الضيوف وفق الخطة ، ثم جلسنا لبعض الوقت ، وفي الدقيقة المصيرية رأيت دوي إنفجار في الغرفة ، رأيت الدخان يتطاير! وبعد أن أنسحب عن اجواء الغرفة الخانقة انكشفت اجسادهم مرمية بعشوائية ، واحد يتدلى على الأريكة وآخر على الأرض الرخامية .. ولا أتذكر الباقين .

والغريب في الامر بأنني كنت بينهم .. امامهم ولم أصب بأدنى خدش !

أديت المهمة بنجاح وصعدت السيارة معه ،حتى أعود للمنظمة ، كان لهاثي جليّاً على ذلك الهدوء الطاغي ، أتذكر ان هناك شخص صامت كان يربض بجوار مقعده في المقدمة ، كان العميل يقود بسرعة جنونية، ويتجاوز السيارات بمهارة كأنه معتاد على هذا ، بينما يكلّمني لثوانٍ عندما ينظر لي من الخلف بواسطة تمرير ناظريه إلى المرآة الامامية المتدلاة ، كنت كل ما ابصره فيه تلك النظارة السوداء شبح الفزع ، وكانت تبان عليه دوماً الثقة والاعتيادية .

سمعته يقول وهو ينظر لي من خلال المرآة ،

( هذه آخر فرصة لكِ ، لديكِ مهمة أخرى عليكِ تأديتها فوراً )

لم أفهم كلياً ما تعنيه عبارته الأولى .. آخر فرصة لي ؟ .. لقد أنجزت ما طلب مني بنجاح فما الذي يرمي اليه بكلامه .. ؟ .. اكان يعني بانه سيقتلني عند عودتي من المهمة التالية ؟!

أم ان هناك مقصداً آخر يختبأ وراء كلماته .. لم اكن أعلم بالضبط ، ولكن كان لدي شكوك في عدة أمور معينة .

على كلٍ ، رأيت نفسي في الغرفة المضيئة ، وكان لونها قد انحاز إلى البرتقالية فأصبح نورها أشد غمقاً ،وجهت ناظري إلى المكان واول شيء وقعت عليه عيناي كانت أربعة اشياء غريبة مربعة اكثر من كونها ذات شكل مستطيل ، موضوعة على الطاولة الزجاجية ، فأيقنت انها متفجّرات من نوع آخر ،وان هناك ايضاً زوّار قادمون و مهمتي هي أن أربّع اشلائهم حول المكان بعد أن يصلوا . فعقدت العزم على أن لا يكون هناك ادنى احتمال للفشل ، أجل .. كنت خائفة من الفشل .. وذلك لأني أتذكر كلماته تباغتني كالصدى يرتفع في رأسي . وبالرغم من هذا الخوف كنت واثقة بأن العمل سيكون سهلاً ، بل أني لن أصيب فيه أي شائبة !.. والسبب هو أنني اديت ذات العمل قبل ساعة وكان ذلك سريعاً .

لم أتفاجئ من أن الضيوف كانوا مجموعة اطفال اكثر من كونهم كثيري الحركة ، يتنقلون في المكان بسرعة كأنهم يلعبون الغميضة ، ويمتطون الارائك والطاولة بمرح ، كأن الغرفة هي مكان لعيشهم !

فأصابتني الحيرة في التفكير ، والتساؤل يرمي ذاته بإرتباك .. الوقت يمضي وكلما تأخرت وأطلت انهاء المهمة كان هذا في غير صالحي ، لم يكن وضعاً جيداً ،كنت أحاول ان احرّك المتفجرات نحوهم ، وكلما وضعتها بجانبهم أزدادوا حركة عن ذي قبل ، فجعلت اراقبهم جيداً بإنتباه شديد ، فما لبثت الساعة تحصي العد التنازلي لوقتي المخصص حتى رميت المتفجرات بعشوائية في اماكن وقوفهم .كانوا أربعة اطفال ، لكل واحدٍ مصيره ، ولكن سرعان ما تحرّكوا من مواقعهم واتجهوا إلى الحائط وبمحاذاة زاوية من زوايا الغرفة . حتى انطلق دوي الانفجار القوي مكتسحاً المكان المغلق ! وبدأ الاطفال يصدرون أصوات ضحكاتهم وهم بجوار بعضهم البعض .. لم يصبهم شيء ! وهاجمني الوجل فور رؤيتي لذلك المنظر .. أنه يدل على أن المهمة التي وكّلت ألي .. قد فشلت !!

لم أبصر بعد ذلك سوى أني رأيت جسدي يتحرك بأقصى سرعة .. ، كنت أجري كأني في مطاردة ، وكنت خائفة من أن يقترب مني أولئك الأشخاص اللذين يحاولون الأمساك بي بعد ظهورٍ لم يكن بالحسبان ، واصلت التقدم بكل ما لدي وفي نفسي شعور لا يهدأ البتة .. شعور سوف يوخزني بشدة عندما أركب معه .. ،

ظهرت السيارة السوداء من العدم في طريقي ، بابها الخلفي مفتوح ، ونافذته مفتوحة ايضاً وهو يشير بيده ألي ثم الى الباب لينوهني بالصعود بسرعة ،قبل أن أكون فريسة لتلك الذئاب التي ستفترسني بعد سويعات . كانت الاجواء في أعلى ساعات توترها ، كل شيء كان مختلطاً .. عشوائياً .. وغريباً ، بحيث أن السيارة تميل ذات اليمين وذات الشمال .. وكلما اتجهت لليمين ازدادت بعداً عني ، وكان لدي فقط ثوانٍ معدودة لانتهز أقرب فرصة والقي جسدي الى داخلها.
أبصرت الهلاك يدنو مني .. يريد أن يبتلعني .. قبل أن يحالفني الحظ وأكون بقفزة رشيقة داخل السيارة ، بعد أن أغلقت بابها الذي ظل مفتوحاً وانا على المقعد !

كان الباب مفتوحاً بالفعل وأنا جالسة الفظ هواء رئتاي بصعوبة ، ولكن اللحظة انقضت بعد زمن .. لأراني في ذلك الصمت الرهيب مجدداً ، انه يقود السيارة .. وكنت أشك في وجود احدٍ معه .. !!

كنت أتسائل بين صخب أفكاري اللامتناهية ، وتصوراتي بالموت .. هل سألقى حتفي الآن ؟ .. لقد فشلت وها أنا ابدأ بمحاولة تبرير فشلي،

( أسمعني ارجوك ، لقد كانوا يتحركون بسرعة .. الاطفال ! عجزت عن أصابتهم .. لقد حاولت حقاً بكل جهدي ! .. لا أعلم ماالذي حدث حقاً لقد تحركوا في اللحظة التي وضعت فيها المتفجرات .. صدقني !! .. أنا حقاً لا أعلم .. لقد كان .. صعباً !! .. لم أستطع ، صدقني رجاءً !!)

يالهذا الأحساس ،شعور الخوف يسري حيا في عروقي . كنت على علم بان المنظمة لا تقبل أي مبررات للفشل ، حتى وإن اجتهدت في اقناعها بأصدق محاولاتك والاسباب المنطقية التي اعترضتك .. فلن يجدي ذلك أي نفع ، كل ما يجب ان يحدث بعد الوقوع في الخطأ هو العقوبة ،العقوبة فحسب ،لأن الفشل في المهمة يعني عصيان الأوامر !!

نظر نحوي من المرآة ، استطعت رؤية نظارته الشمسية الحالكة ، ولكن هذه المرة هُيّأ لي بأن عيناه خلف هذه القطعة السوداء تنظر إلى رجفتي وشعوري بالبرد .. في صبرٍ رهيب ،هدوءٍ قاتل!!

لم أتذكر جيداً إن كانت اسناني الخلفية تتصارع فوق بعضها ، أو عن ازدياد موجة رعشتي الطفيفة وانا انظر الى مراقبته لي دون ان ينبس ببنت شفة ، ولكن ما خُتِمَ على ذاكرتي هو انتقالي من موضعي فجأة لأشعر بوجودي بمحاذاته بالضبط .. بل ملاصقة لكتفه الأيسر الذي يتحرك ليقود السيارة !!

( ماذا الآن ؟ .. لا عليكِ ..)

نطقها مقتولة الحسّ ، ولكني كنت أتحسب كل حين لظهور اي سلاح سيوجه ناحيتي ، لجبهتي مثلاً ، أو أي مكان قد يزهق روحي فوراً ، ولكن كل شيء كان يعم بالسكون .. حتى نفسي ،كانت ساكنة ، بينما انظر اليه ما بين لحظة واخرى. لم أكتشف كيف أتسع مقعد السائق لكلينا .

وجدته يعبث بشيء أسود صغير بعض الشيء ، كان يختبأ وراء سترته السوداء ثم يظهر مرة اخرى بشكل غير مكشوف كلياً ، ادركت بعد ذلك انه مسدس ، فأخذت التقط أنفاسي !!

وجهه لذراعي ، التصقت بالنافذة قدر المستطاع ، ولكنه بالتاكيد كان قريباً ، ولم البث أن نظرت للمسدس يرتخي من كفّه كانه تخلّى عن فكرة قتلي ، حتى اخترق اذناي صوت ضحكاته الهستيرية !!

وأنطلقت اول رصاصة فأصابت ذراعي ،

لم أشعر بشيء .. لم أشعر بألمها يتحرك داخلي ،سوى ان هناك شيء عالق بين أضلعي ، ثم رأيته يبتسم بسخرية وعيناه متسليتان بمنظري، أرهبتني اكثر . وسمعت صوت الزناد يتحرك ليصيب ذراعي مرة أخرى ، طلقة ثانية ، طلقتان .. ثم واصل الضحك الجنوني كان به يتذوق متعة في ما يفعله ، ليطلق بسرعة فأصيب بخمس رصاصات في ذراعي اليمنى .
كان عندما اطلق علي الرصاص يقود السيارة بيده اليسرى ، ويطلق باليمنى ، ولم تبد عليه إمارات الارتباك لكونه يمارس عملاً قد يشوش قيادته ،عدا تسليته في تعذيبي كممارسته للعبة حماسية .. !!

( ماذا هناك ؟ .. هل تشعرين بها ؟ .. هل تشعرين بالنزيف ؟ .. أيؤلمكِ ! )

أخذ يوجه عباراته لي وهو يتابع الضحك ، واحسست بدماء ذراعي تنزف .. حتى ازدادت غزارة ، وشعرت بأنها قد تبللت بهذا السائل الذي اثار انزعاجي وهلعي ، سائل يزحف تحت كم قميصي ويواصل التدفق من خمسة ثقوب !!

رأيت انني ملقاة على الطريق وهو واقف امامي ، السيارة مفتوحة قربنا ،وكنت أتسائل عن وجود بضعة اشخاص يراقبونني .. ، كان يضع كفه في جيبه ، ويحمل المسدس في الكف الاخرى . شعرت وقتها بألم في ذراعي المصابة ، كان يراقبني وحسب ،وتسائلت مرة أخرى عن أن هذا الالم الذي يراودني .. أهو حقاً نفسه الذي يشعر به المصاب بعيار ناري في واقعنا ، أهو حقاً ؟

كنت أجرب رفع رأسي لانظر اليه ، ولكني راقبت حذاءه الأسود الانيق يمر بجانبي ، ثم سمعت طقطقته خلفي ، ثم تلاشى صوته ..، فأيقنت أنه وقف يراقبني من الخلف ..، يراقب كيف أني اعاني من ازدياد الألم ، واريد الحركة ولكني مشلولة عن اتيانها.


صفحة إلكترونية 16 ، من رواية ( #### )
__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#


التعديل الأخير تم بواسطة ميـآر ; 05-20-2018 الساعة 07:02 AM
رد مع اقتباس
  #174  
قديم 05-27-2018, 12:14 AM
 
فضي

تقلب في فراشه مستغرقاً في النوم الذي اصبح يتعكر شيئاً فشيئاً ؛ فتح عيناه عندما انطفأت أنوار الغرفة فجأةً ولم يعد يبصر سوى الظلام المخيم ، تأفف ومدد يديه يتحسس وجود هاتفه الذي كان قرب وسادته
وجده أخيراً ليشعله ويرى الساعة 12:7 ، رفع نظره عن شاشة الهاتف ليجد وجهاً عظمياً فارغ العيون يخفى خلف الشعر الكثيف المنسدل على وجهه ، مسخٌ أم روحاً شيطانية ! ماذا قد تكون ؟
كاد ان يتراجع بفزع ولكن تلك الاصابع الطويلة المتعفنة قد اخترقت جسده وانتزعت قلبه مخرجةً إياه بين أنظاره ..!

انتفض برعب وتنهد يمسح وجهه بكفه مرتاحاً بأن ما رآه لم يكن سوى كابوساً مزعجاً
التقط هاتفا واشعله ليجد الساعة 12:6
وما لبث إلا ان طرق على مسامعه صوت صرير الباب الذي يُفتح ببطء وذاك المخلوق الأسواد قابع على الارضية يزحف ناحيته !
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي
رد مع اقتباس
  #175  
قديم 06-03-2018, 02:24 AM
 
فضي

فّكاد أن يستمرّ فيّ خـطّواته لولاّ أنّ اوفيليا تحدثّت بّنبرة جافةّ و باردةة
ـ أنتّ بالفـعلّ مخيف لاّ الأصحّ أنّ أقولّ عنكّ وحشّا يا اخي
قهقهت قليلا و ثم ...
توّقف ادوارد عن السيرّ لوهلة لمّ يعتدّ أنّ يهتم لكلماتّ آحد خصوصاّ اوفيليا فكلّ حرفّ تتفوه به يكونّ لاستفزازهّ و إثّارة أعّصابه لذّلك أنّ
تقوم اوليفيا بالثيران خلالّ هذّه الأيّام التيّ سوفّ تقام جنازة نينا صديقته التي ضحت بكل شييء لديها لاجله فقط لاجل ادوارد
لمّ يعر كلامها اهتماماّ عنـدّما سّارعت اوفيليا بّإمساك ذّراعه مانعةة إياه من المرورّ فّإستدار ادوارد بكلّ كسّل نـّاحيتها ، تحدثّت بّحدة
ـ ألاّ تشعرّ بشيءّ و أنـّا أهينكّ ؟ ألاّ تملك قّلباّ أمّ أن وضيفته معطّلة لدّيك ؟
نـظرّ إليها ادوارد بطرفّ عينه ليبتسمّ فجأة بّعدما عّلت ملامحّه صّفة التهكمّ و الاستهزاء ، وضّع إصّبعه علىّ قّلبه بّسخرية ثمّ عـّاد يّرفعه
إلىّ عـّقله مديراّ إياه فيّ شكلّ دائريّ دلاّلة على وصّفه لاختهه الصغرى بالمجنونّة حينهاّ شعـرّت اوفيليا بالغضبّ العـّارم ينسابّ تدريجياّ إلىّ قلبها
، ما الشيءّ الجيدّ بكتلة الجليدّ هذه لتقعّ كل فتياتّ بّحبه ؟ عـدىّ مـظّهر و الوسّامة فّهو لاّ يملك شيئاّ ، زفرّت بكّره منّ برودة أعصابه
و قدّ أفحمتها و اذاقها الملح في لسانها
قالت محدثةة نفسها ; لطالما ام استطع فهمه ابدا لهذا الفتى .... تباً
ابتسمت ببرود و لبست معطفها القرمزي الانيق مغادرة الى صديقتها المقربة
في وسط هذا البرد اللافح


__________________





أريقاتو لايت مون ع الهدية ( ♡ ^ ♡) لوف يو ♡






صراحة


Tohsaka Rin






-





التعديل الأخير تم بواسطة ℓιηαяα ; 06-03-2018 الساعة 03:25 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ألماسي :: كلماتي خلدت في ذكرياتي " مصطلحات روائية " Florisa روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 8 02-03-2018 08:18 PM
روائية جماعية {My life with my new friends } Real Tay أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 843 04-06-2014 12:05 PM
مقتطفات..... نبع الحنان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 21 08-03-2007 09:16 PM
مقتطفات بلاتين أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 04-12-2007 07:50 AM
:: ضيعتوا وين تحطون اكسسواراتكم ؟؟؟:: اثير الورد حواء ~ 7 06-12-2006 11:26 AM


الساعة الآن 09:19 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011