05-27-2016, 08:14 PM
|
|
الفصل العاشر / 2
ارتكز على ظهر الكرسي , فخاطبته ماري بصوتها الانثوي:
-ماذا يجب أن نفعل بهذا الشأن , سيد روبنسون؟
أجابها بحزم:
-بعد أن وصل الأمر لهذا الحد لن نتمكن من فعل شيٍء بشأنه.
عدل ليوناردو وضعيته ثم قال:
-لا أفهم لماذا تعطي هذا الأمر إهتماماَ أكثر مما يجب , لقد ظهرت فتاتان على شاشة التلفاز يدعون أن هناك وحوشاً هاجمتهم ومجموعة من الناس الغريبين قاموا بإنقاذهم .. من يصدق هذه الإشاعات؟
نظر إليه روبنسون بجدية قائلاً:
-علينا أن نمنع تكرر الأمر , من الجيد أننا تمكنا من إخفاء الجثث والحطام قبل وصول أي أحد , وبشأن الأمر الآخر أريد المزيد من المعلومات عنه.
-وجدنا فضائيين من المستوى الثاني يتجسسون علينا سراً أثناء القتال , هرب واحد وأمسكنا بالثانِ لكنه قتل نفسه بعد أن حطم الكاميرا التي كان يحملها معه , أخذت ما تبقى منها لأحد الأشخاص حتى يرى إن كنا نستطيع إخراج صورٍ سليمة.
-هذا جيد , أعلمني بكل المتقدمات عن هذا الأمر.
-ومن سأعلم غيرك؟
قالها بسخرية ثم وقف وخرج من مكتب روبنسون.
في غرفة أخرى من المبنى كانت كارولاين مستلقية على سريرها ترسم بعض الخطوط العشوائية فـي دفتر وضعته أمامها , أما عن لورا فجلست بصمت غارقة في تفكيرها , سألت كارولاين بقلق:
-لا تبدين بخير , أكل شيءٍ على مايرام؟
لم تجب لورا عـليها بل ظلت كما هي.
وقفت أمام المرآة وأخذت تمشط شعرها الأزرق وتصففه , قالت لها كاسيدي بملل:
-أهذا ما تفعلينه في وقت فراغك؟
نظرت إليها جولي بحدة ثم أجابتها:
-وهذا ماتفعلينه أنت في وقت فراغك؟
-أتعنين الاستلقاء على السرير؟ إنه أفضل من الوقوف أمام المرآة لساعات.
تجاهلتها وعادت إلى المرآة مجدداً , بينما كانت آبيغال جالسة على سريرها وتنقل عينيها مابينهما , أخيراً قالت:
-أشعر بالملل , ما خطب هؤلاء الفضائيين ليقل ظهورهم فجأة؟
وافقتها كاسيدي:
-أنا أوافقك الرأي , علينا أن نفعل شيئاً بدلاً من الجلوس ومشاهدة جولي تصفف شعرها. < كاس :coolcool:
-سأعتبر ذلك إطراءً لي.
سألت آبيغال:
-ألديكن أية أفكار؟
تبادلن بعض النظرات التي تقول "لنهرب!" لكن قبل أن تتفوه واحدة منهن بكلمة أضاء ذلك المصباح باللون الأحمر , ابتسمت كاسيدي وقالت:
-يبدو أن الفضائيين يلبون ندائك , آبي.
بادلتها بابتسامة هي الأخرى , لينهضن جميعاً مغادرين الغرفة.
دخـل كايرو إلى قـاعة الاجتماع الكبيـرة بخطوات واثقة , وجـد ليوناردو يجلس بلا مبالاة وإلى جانبه لورا التي كانت شاردة الذهن , قال مستغرباً:
-أين العجوز روبنسون؟
أجابه ليوناردو:
-بما أنني قائدكم فسأرشدكم إلى مهامكم من الآن فصاعداً.
-لابد أنك تمزح!
عبر ريكاردو من جانبه وجلس في مكانه رافقه جونثان ثم جلس هو الآخر , استقر كايرو فـي مقعده لتدخل كارولاين مسرعة وخلفها آبيغال وجولي وكاسـيدي.
بـاشر ليـوناردو في الحديث ما إن رآى العدد قد اكتمل:
-, جونثان , آبيغال , كاسيدي ولورا ستذهبون معاً والبقية سيرافقونني.
دخل روبنسون وهو يقول:
-قد تواجهون فضائيين من المستوى الثاني لذا احذروا جيداً.
ثم نظر إلى ليوناردو قائلاً:
-تعلم أن تتقن عملك.
تجاهل كلماته الأخيرة وخرج مع كايرو , ريكاردو , جولي وكارولاين , أكمل روبنسون:
-سترشدكم ماري إلى الطريق , أسرعوا!
جلـس جونثان في مقعد السائق وآبيغال بجانبه بينما كانت لورا وكاسيدي في الخلف , قالت آبيغال بهدوء:
-لابد أن الأمر خطر بما أن روبنسون كان مستعجلاً هكذا.
سـألتها كاسيدي:
-هل أنت بخير؟ لم تطلبي أن تقودي السيارة اليوم.
-لا أشعر برغبة في ذلك , ولا بأس في قيادة جونثان.
قـال جونثان بعفوية:
-أشكرك على ذلك.
قـاطعتهم لورا ببرود:
-ماري , هل وصلنا؟
-آخر منعطفٍ إلى اليسار وستجدونهم أمامكم تماماً.
-جيد.
توقفت السيارة بعد ذلك المنعطف الذي يقود إلى ملعب كـرة قدمٍ فارغ , اجتمع كثيرٌ من الفضائيين فيه لم يلحظوا وجودهم.
ما إن ترجلوا من السيارة صرخ جونثان منادياً:
-أنتم!
التفت الفضائيون ذو المستوى الأول إليهم ليبتسمون بجنون ويركضون نحوهم بعشوائية.
لم يكتفي كايرو فقال بغيظ:
-هل انتهوا بهذه السرعة؟
أخفض ليوناردو مسدسه وأجاب:
-لا أظن ذلك.
قفز فضـائي ذو بنية ضخمة أمامهم , خمنت جولي:
-المستوى الثاني.
-ابتسم ريكاردو وقـال:
-لنقضـي عليه.
بـدأ الكل بالهجوم عدا لـيوناردو الذي أخذ يتلفت باحثاً عن فضائي آخر يراقبهم , أخيراً وقعت عينيه على ذلك الشاب ذو الشعر الأحمر الطويل , تحرك بسرعة نحوه لتعترض طريقه لكمة من الفضائي ذو المستوى الثاني , اختفى ليوناردو من مكانه حالاً ليظهر حيث كان الشاب الأصهب يقف لكنه اختفى هاربا , اجتدت عينيه ليقول:
-لقد كان من المستوى الثالث.
انشغل الجميع في القتال بينما كان كايرو يلقي أغلب الأوامر , تجمعت بعض السحب فوق المكان لتمطر بينما كان جولي تجمد كل قطرة , وريكاردو يطلق بعض الكرات الملتهبة التي كان يتفادى أغلبها ببراعة , فكر ليوناردو قليلاً ثم انضم إليهم.
صـرخت كاسيدي منادية:
-يا شباب! لدي فضائيٌ من المستوى الثاني هنا!
اسرعت آبيغال إليه:
-أنا آتية.
اهتمت لورا بما تبقى من الفضائيين ذو المستوى الأول بسـرعة ثم نظرت للأعلى قائلة:
-كيف الوضع؟
أجابها جونثان وهو يطير:
-لم يتبقى إلا هذا , ولا وجود لمراقبين.
ذهبت إلى آبيغال وكاسيدي قائلة:
-هذا أمر مطمئن.
نظرت كاسيدي إلى لورا وهي تقول:
-أحتاجك هنا.
قـرأت لورا أفكارها بسرعة فركضت إلى الفضائي حالاً , سبقتها كرة الماء إلى قدميه لتجمدها وقبل أن يتحطم الجليد بثوانٍ قامت لورا ببتر قدمه ليسقط على الأرض بقوة ويصرخ متألماً.
تراجعت لورا حين هاجمها بيده , لتضربه تلك الشجرة الكبيرة بقوة , ابتسمت آبيغال فأومأت لورا لها , ثم تحركت إليه مجدداً بينما كان يبعد الشجرة عنه التي أخذت تتحرك حوله بعفل آبيغال , توقفت لورا فجأة ما إن ظهرت تلك الأفكار في رأسها "أعلم أنك تسمعينني لورا", خاطبت نفسها بحقد:
-كريس!
أخذ تتلفت يميناً ويساراً باحثة عنه , فقد تمكنت من سماع أفكاره حقاً لكنها لم تجد أي أثرٍ له , صرخت كاسيدي منبهة:
-لورا , ماخطبك؟
أدركت ما حولها لتتراجع بخطوات سريعة إلى الخلف حينما وقف مجدداً ورغم فقدانه لقدمه إلا أنه كان قوياً وكأنه سليم , خاطبت لورا جونثان قائلة:
-هناك من يراقبنا , ابحث جيداً.
-لا أحد حولنا , لورا.
نادتها آبيغال:
-لورا , هل لنا ببعض المساعدة؟
ترددت قليلاً ثم قـالت بحزم:
-بالتأكيد.
أطلقت كاسيدي كرتها المائية الثانية وتلتها الثالثة لتحرق أجزاءً في جسده , ركضت لورا نحوه مجدداً بينما كان مشتت الذهن لتتفاجأ بذلك الصوت في رأسها "بالك من ضعيفة" توقفت هنا مرة أخرى وأخذت تبحث مجدداً عنه بإصرارٍ أكبر هذه المرة.
حسمت آبيغال الأمر:
-أياً ماكان تفعلينه , فخذي وقتك. كاسيدي أحتاج منك أن تجمدي جسده كله , ابذلي جهداً.
-لن ينفع الأمر.
-إذا شتتي انتباهه قليلاً .. سـأحتاج لوقتٍ للتركيز.
أغمضت عينيها وهي تخاطب نفسها:
-سأستهدف قلبه هذه المرة وأعضائه الداخلية , لنرى نتيجة ذلك.
هبط جونثان بجانب لورا وهو يحدثها قائلاً:
-مالأمر؟
-أستطيع سماع تلك الأفكار , هناك شخصٌ هنا .. لابد أن تجده!
-اقرأي المزيد من أفكاره إذاً , حاولي تحديد مكانه.
شعرت بضغط كبيرٍ عليها فصرخت:
-لا أستطيع!
تلقى ذلك الفضائي عدة كرات مائية متجمدة وأخرى تغلي , لكنه جثى فجأة على ركبتيه.
قالت آبيغال ومازالت مغمضة عينيها:
-واحد.
صـرخ بصوتٍ عالٍ جداً ليستلقي على الأرض.
-إثنان.
كانت تلك الموجة الثانية فبدأت الدماء تتدفق من فمه , ختمت الأمر بالموجة الأخيرة ليصرخ صرخة عالية أخيرة ويموت.
ألقت بجسدها على الأرض متعبة وقالت بنفسٍ متقطع:
-كان ذلك صعباً.
اقتربت منها كاسيدي وهي تسألها:
-هل أنت بخير؟
-نعم , من الصعب أن أستهدف أموراً لا أراها أمامي.
ابتسمت قائلة:
-لقد أبليت جيداً.
خطرت تلك الكلمة الأخيرة في ذهن لورا "وداعاً", لتشعر بحركة خلف أسوار الملعب , أشاحت بنظرها وقالت بهدوء:
-فالنعد.
قـرب جونثان ساعته إلى فاه.
-ماري لقد انهينا المهمة هنا.
سقـطت تلك الجثة المحترقة أرضاً ليقول ريكاردو بإرهاق:
-كان ذلك متعباً قليلاً.
اتجهوا إلى السيارة لتصرخ جولي قائلة:
-ألن تأتِ معنا أيها القائد؟
نظرت إليها ليوناردو ببرود ثم هز رأسه نافياً , فركبت في السيارة , جلس ريكاردو في مقعد السائق وجولي إلى جانبه , أما عن كايرو فجلس بصحبه كارولاين في الخلف.
ما إن تحركت السيارة , أخذ ليوناردو يتجول في المكان بحثاً عن أي شيء , انتقل إلى المنظمة بعد أن إنتهى.
سـأل روبنسون:
-هل ستجلس أم لا؟
أجابه ليوناردو بعد أن أغلق الباب:
-سأكتفي بالوقوف.
-لقد قاموا بعملٍ جيد في هزيمة المستوى الثاني متفرقين , يبدو أنهم ازدادو قوة.
-إما ذلك أو أن المستوى الثاني أصبحوا أضعف.
-بشأن الجواسيس؟
-ذاكرة الكاميراً تضررت كثيراً ولم نتمكن من إخراج أي شيءٍ منها لكن في مهمة اليوم تمكنت من رؤية فضائيٍ من المستوى الثالث يراقبنا , لكنه اختفى قبل أن أمسك به.
-إن كانت العناصر المتمردة تدرس تحركاتهم وقدراتهم فعلينا أن نضمن أن لا يحصلوا على المزيد من المعلومات.
-أوافقك الرأي , جد حلاً لذلك وأنا سأذهب لعملي.
فتح ليوناردو الباب ثم خرج لينتقل من ذلك الرواق مختفياً عن الأنظار. نهاية الفصل العاشر
وأخيراً وصلنا إلى هذهِ الأجزاء
رأيكم بهذا الفصل ..
لماذا يقوم كريس بالتشويش على قدرات لورا فقط بينما لم يفعل بالنسبة للآخرين؟
هل تتوقعون ظهور كريس قريباً؟ هل ستكون لكريس مواجهة معهم؟
وكيف ستكون ردة فعل لورا بما أنها تعرفه فيما مضى ؟
رأيكم بقيادة ليوناردو للفريق؟
ماقصته ؟ ماهو ماضيه ؟
هل سينجح الفضائيون والمنظمات المؤيدة لهم في خططهم ضد وحدة المقاتلين؟
|
|