06-03-2016, 02:53 PM
|
|
الفصل الحادي عشر / 1
-إن كانت العناصر المتمردة تدرس تحركاتهم وقدراتهم فعلينا أن نضمن أن لا يحصلوا على المزيد من المعلومات.
-أوافقك الرأي , جد حلاً لذلك وأنا سأذهب لعملي.
فتح ليوناردو الباب ثم خرج
قطّب روبنسون حاجبيه في استياء مع صوت الصكّ الصادر من الباب أثناء إغلاقه و قال بحبور :
-هذا الفتى لا يزال يكنَّ لي حُبَّاً غريباً .. أكاد لا أصدّق أن تجاوز الثلاثين , =_=
طُرق الباب مرة ً أخرى لتظهر من خلفه ماري وهي تتنحنح مع حمراء الخجل الذي كان بادٍ على وجنتيها
نظر لها روبنسون و دقق :
-هل من أمر ما ماري ؟
ردّت ماري بخفوت :
-أتمنى أنني لم أزعجك سيَّدي و لكن يبدو لي أن نقاشاً حادَّاً قد حدث بينكُما , فأردتُ أن أطمئنّ !
ظهر طيف بسيط لإبتسامة عابرة على وجه روبنسون و هو يحاول كبتها حتى لا تكون ضحكَة غبيَّة و قال :
-لا تقلقي ماري لم يحدث شيءٌ على الإطلاق و لا تهتمي بطريقة ليونارد في إغلاق الأبواب مرةً أخرى .
سعلتْ ماري بارتباك :
-حاضِرة !
نطقتها و غادرت تماماً ليخيم جوُ هادئ على مكتب السيد روبنسون بينما اجتاحته الظلمة إلا من ضَوء خافت لم يتجاوز حدود زاويتِه لــ يضرب ذلك الرعد بقوة و يطل وهج البرق بكبريـــائه على النافذة
ترك روبنسون كرسيه ليستقيم واقفاً وهو يدير برأسه للنافذة يُشاهد قطرات المطر الرقيقــة و هي تنسل انسلالاً فريداً من السماء لتهبط الأرض و تختفي , تسارعت ضربات المطر و قوي وقعهُ لينثر هيبَة غريبة فيتنهّد روبنسون بصمت و يلازم الأسى المكسور عينيه لينطِق :
-متى سيحين الوقت لنمسح الماضي و يدُبَّ التـآلف بيننا ! [ ريكاردو ــ ليوناردُو ]
مع آخر اسمين خرجا لأصداء الغرفة بــهمس لتحملها صدى مسامع فتاة قريبـــة حركت شعرها بدلال وهي تترك يديها من على مقبض الباب و تهمس :
-ريكاردو ...
فكرت جولي قليلاً و هي تحدّث نفسها :
--- يستحسن أن أذهب لغرفتي لأتبادل بعض الترهات مع كاسيدي ولا أن أقطع على عجوزٍ خلوتَه ---
~ 11
لا يَزال واقفاً على ناصيــة الشارع هُنـآك , رافعاً رأسَه للأفق الأعلى , مادّاً يديــه على جنبات اليمين و الشَّمال , قــد غرق وجهه أمام قطرآت المطر الغزيــرة حتى امتد برودتها إلى داخل قلب صاحب العينين العسليتين , سرت رعشــــة في كامل أنحاء جسده و مع ذلك ظلّ بلا حراك أمام قوة المطر , و كأنه يُعلن خضوعه التَّـام و انصيــاعه لبرودتِها !
كان يتمتم و يهمس مُكررا ً :
-ماذا فعلت ُ بحق خالق السَّماء حتى أقع َ في ذلك ؟ , هل لي الحق بمواصلة العيش هكذا ؟ ,
ألا أزال أستطيع العيش مع حُفنــة ٍ من الحُثـــالة ؟ , أأقدرُ و هُم داسُوا على حساة الكثيرين ؟!
فتح عينيَّـــه بهدُوء و هُو يركَّز على انتصـابه في ناصيتـه كـ تِمثَـال تهشَّـمـ على قارعَة الطريق ْ .
اختفت ملامح الحيَاة و ما يُسمَّى بــ " الوجُود " من أطلال عينيه حتّى .
هذه كانت الحقيقـة التي عاش فيها ليونَـارد لمدّة من الزمن تمكَّنت من تجاوز ثلاثة عشر سنَة معه !
حكَّت تلك السيارة السوداء بعجلاتها على أرضيَّة الشَّــارع لتقتحم الشجن و توقظ وحيد المكان هذا
ليلتفت إليها في تشــاؤُم و تنزل نافذة السائق تدريجياً لتظهر من خلفها [ مَـــاري ] و تقول بثقـــة :
- إذن , هل ستدعني أوصلك الآن يا سيَّدي ؟
تململ ليونارد في داخله و ضاعت عينيه مُجدداً كي يفتح البــاب و يركب في صمتْ !
سألت ماري :
- سيدي هل تريدني أن أقلك مباشرةً إلى المنــزل .
ابتسم في عنـاء و قال ساخرا :
- بالطَّبـع , و أين تريدين الذهاب في يوم مطيــر .
ارتسمت ملامح القلق على وجه ماري فكونه يرد بـسخرية معناه أنه يستشيط غضباً .
جلس بجلسته المعتادة بأن يرفع رجلاً فوق الأخرى ... و غرق في سكونــه من جديـــد , ^_^
بعد السير المتواصل بتلك السيارة السوداء و في ذلك الجو البارد حيث كان يهرع المارّة إلى اللجوء لمنازلهم طلباً للدفيء و لأنفـاسٍ حنونــة توقد النَّـار في قلوبهم بعد ما عم المطر و البلل أرجاء لنــــدن الشاسعة و عامها الاضطهاد و اختلاف الطبقيَّـات ... و تظل دوماً مدينة الضبـاب !
ثوانٍ و توقفت السيَّارة أمام منزلٍ تمثَّل بـزخرفة لا مثيل لها و كأننا نقف أمام إحدى منازل أثرياء لندن .
حدّق في تفاصيل منزله الكبير ثم ترجّل من سيارتها بعد أن همس بكلماتٍ ثلاث لم يزد على غيرها :
- أخبري روبنسون أن لا يفعلها مُجدداً , ><
- حاضر سيدي
--- هذا ما نطقت به ماريــا وهي تبتسم بعذوبــــة ---
عاد ذلك الوجه المتشائم ليطغى على محيَّــا ليونـــــارد بكل تسلُّط , دخل تلك الحديقـــة الخضراء الرطبــة
ليتوصَّل إلى باب المنزِل و قبل أن يهم بإخراج مفتاحه من جيبـــه فُتح الباب ليظهر خادمُ ارتدى زياً رسمياً
و رحّب بليوناردو بحرارة وهو يقول :
- حمداً للــــه على سلامتك سيَّدي , لقد قلقنــــا بشأن نومك خارج المنزل لفترة طويلـــة .
- أوه , تشارلي هل تخطط لجعلي أبقى طويلاً في الخــارج .
هذا ما ردّ به ليونـارد وهو يسعل .
خجل الخادم تشارلي وهم بإدخال سيـــده حيث كان باستقباله مجموعة من خدم المنــزل !
الذين رحبوا بسيدهم و بهجة ُ تغمر قلوبهم بــعودتــــه .
كان ليونارد في كل لحظـاته يومأ برأســـه تجنباً لأي كلام معهم أو مع أي بشريِّ آخر .
خلع معطفــــه و أعطاه لتشارلي بينما فرّ راكضــاً إلى غرفتــه ليقفل الباب خلفــــه مباشرة ً .
و يتأمل نفسه في المرآة لدقـائق حتى انتبــه لتلك الرائحـة المقرفــة التي يشمها فما إن أخذ يتفحص
الغرفـة حتى وقعت عيناه على نفســه ليقول بوجه مُضحك بعد أن نزل رأسه للأسفل إحباطاً :
- يبدو أن روبنسون لم يكذب بالفعــل , أحتاج لحمام عاجٍل !
ساعةُ إلا ربعاً من الزمن قضاها ليونـارد في استحمامه حتى يخرج و هو يضع المنشفة البيضاء فوق رأســه
مد يديه للأعلى في راحة كبيرة و تنفس الصعداء بكل عجز ٍ واضح , طُرق الباب ففتحه بتثاقل ليجد خادمـــه
تشارلي يحمل بين يديه كوباً من القهوة الساخنة و هو يبتسم بلُطف :
- تفضَّل سيدي !
- شُكراً تشارلي , ^_^
احتسى كوب القهوة الخــاص به على كرسيــه الجلدي الأسود وهو ينصت للصمت و يدقق في الجدار
ثواني حتى يرخي رأسه على مسند الكرسي من الخلف , ليتنهد و يأخذ ورقاً و قلماً قد وضعا مسبقاً
على سطح طاولتــه ذا اللون البني الأملس .
الغريب في الأمر أنه لم يكتب على الورقـــة سوى أفراد منظمــة [ a.u.k ] بمافيهم أخيــه روبنسون و مـاري , أخذ يضع إشارة [ X ] بجانب كلاً من اسمي روبنسون و مـاري بينما أخذ يحدق بأسماء البقية بغرابـــة و كأنه يستشف من أسمائهم حكايات قديمـة تُروى ...
لحظة مرتَ !
ليفرك شعره بعبث وهو يردد :
- تبـاً لك روبنسون أنت دائماً توقعني في أمور يطول التفكير فيها , =_=
أخرج هاتفه النقال من جيب بنطاله الأسود و ضغط الأزرار لــ يمكث قليلاً و يأتيه رد من الجانب الآخر :
- مرحباً ماري , آسف لإزعاجك في مثل هذا الوقت ...
آ قالها وهو ينظر إلى ساعته الحائطيـــة المعلّقـــة !
ردت وهي تحاول من نفسها من النعاس :
- أووه لابأس سيدي , مالأمر ؟
- الحقيقة أريد أن أطلب منك خدمة بسيطـة , ^^"
- بالطبع , ماهي ؟
- اريد أن أعرف كل شيء كل شيء و أعني أدق التفاصيل عن حياة أفراد منظمتنا الصغار , فهل تستطيعين ؟
- همممـ , قد يكون هذا صعباً و لكن لا بأس اعتبر أن الملفات ستكون عندك !
- شُكراً , بانتظارك .
و أغلق الخط من دون كلمة متجمّلة واحدة , هو لا يطيق الحديث الطويل فما بالك أن يتكلّم .
بشكل مفاجأ وقبل أن يضع القلم من يديه رسم دوائر ثلاث حول كل من :
[ لورا , كايرو , ريكــاردو ]
و سارع بترك القلم من يـــده حتى يأخذ قسطاً من الراحـة لم يأخذه منذ زمن , ^_^
في الصبــاح الباكر و بينما أشعة الشمس تتسلل بكل خفــة من فتحات النافذة لتتسلّط على عيني كارولاين التي فتحت عينيها بانزعاج وراحت ترقب في السرير الذي يمكث قربها لتجد أن لا أحد !
قالت بهمس :
- أجزم بأنها في المكتبــــة تقرأ شيئاً ما !
من ثـــمَّ وضعت يدها على عينيها و راحت تواصل النوم .
( مكتب السيَّد روبنسون )
علا صوت روبنسون وهو يقول :
- كيف تريدني أن أعطيك كامل الحريـــة و أنت ترفض إخباري بما تريد فعله !
رد ليوناردو بكل ملل :
- اسمعني جيداً , لقد أدخلتني في معمعــة كُن القائــــد لذلك عليك أن تكون واثقاً بي لا أن تسأل عن كل خُطوة
روبنسون أنت تعرفني جيداً لذا كُن عاقلاُ و فكَّر جيداً كما كُنت دوماً .
- ولكن ,, قالها روبنسون يعُجب قبل أن يقاطعه ليونارد بعينين مثبتتين واثقتين :
- سأحقق لك ما تُريده و أحقق ما يهمني أن أفعله من كسر أنف لذلك الآسيوي صاحب النظَّارات و هكذا نكون متعادلين و أنهينا الإتفاقيـة بسلام !
أجابه روبنسون مقطباً :
- لم أكن أعتقد بأنك ستأخذ من كونك القائد تحدياً جدّياً ليو .
قال بهدوء :
- ليس تحدياً كما تظن , بل لأن بعض النقاط الناقصـــة لا تعجبني و أحب أن أرى الحروف دوماً كاملة
هذا كل مافي الأمر فقط ْ , ماذا قلت ؟
رفع روبنسون بصره إلى السقف حتى يبتعد عن عيني أخيــه حتى زفر قائلاً :
- لك ذلك ْ , بشرط أن تعدني أن كل الأمور ستكون بخير و سيكونون هم كذلك .
ظهر شبح الإبتسامه على ليونارد :
- تــــــــــــــــــــــم َّ !
خرج من البــــاب ليجد ريكاردو الذي كان يضع أذنيه مرهفاً سمعه لحديثهما طيلة الوقت .. ابتسم بمكر وهو يقول :
- مرحباً بالصغير المدلل !
اغتاظ ريكي لسماعه الكلمة ولكن لم يكن ليردّ عليـــه حتى لا يثبت قلّة صبره في الرد على أمثاله .
تحرك ليوناردو من مكانه و أردف :
- أرى أنك كبرت حقاً ~
هنا انفجر ريكي صارخاً و قال :
- مالذي تعتقد أنك فاعله ؟ أخبرني ؟ أتعتقد بكلماتك هذه ستجعلني أتقبلك يا جامع القمامة ؟
لم و لن تكون أبداً عمّي !
ظهرت عين ليونـــارد التي كانت تنظر بقوة نظرةً أثارت الرعب في نفس ريكي .
حيث قال ليو :
- هه ! ياللوقاحـــــة , وهل تظن أنني مهتم بكوني عمك أو حتى أن تتقبلني .. آسف
لم يكن يهمني قبلاً ليهمني الآن ... فلا تفكر كثيراً في الموضوع ولا تؤخرني عن عملي رجاءً !
و ترك خلفه ريكي الذي وقف مصدوماً من كلماته , و لكن الأخير لم يكن قاصداُ كلماته لأن عينيه عبرت بشكل مُختلف .
جلست على كرسي الحديقة الخشبي هناك و هي تقرأ بهدوء دون أن يلوث جوّها أية شائبــة
ولكن لمحها لرجل قد خرج للتو من المقر بشكل عادي أثار فضولها فراحت تحدّق فيه بسكُون !
و مالبث أن اقترب حتى استطاعت قرآءة ما دار بذهنه و أراد توصيله لها ,
- يهمني جداً أن تقابليني في شارع بيكر , بعد الساعة الخامسة عصراً .. من أجل شيء يهمّك و يهمني بالدرجة الأولى !
و اختفى مع وريقات الشجر الخريفيـــة التي تساقطت للتو من على غصنها , لتكمل لورا بهدوء ما كانت تفعلُه !
فتحت عينيها الخضراوتين بهدوء , نظرت نحو الساعة لتجدها الواحدة ظهراً , أستغرقت بعض الوقت لتستوعب الأمر فلم يكن منها سوى الصراخ فجأه و هي تمسك الساعة و تردد بفزع " كاذب كاذب !! " حولت بصرها نحو آبيغال التي كانت جالسه أمام المرآة و هي تجفف شعرها المبلل , قالت كاسيدي : لماذا لم توقظيني ؟
نظرت نحوها و أجابت بهدوء :
حاولتُ ذلك لكن نومك كان عميقاً هذه المره !
سكتت قليلاً ثم أكملت :
لماذا تريدين النهوض مبكراً على كل حال ؟
احمرت وجنتي كاسيدي و قالت : حسناً لايهم ..
ثم ضحكت ببلاهة, نظرت حولها و استفسرت قائلةً :
أين تلك الحمقاء ذات الشعر الأزرق ؟
آبي و هي تجفف شعرها :
لا أعلم , أستيقظت و لم أجدها ..
نزل ذلك القطار مسرعاً من أعلى السكة الحديدة حاملاً معه صرخات ركابه الخائف و الطائش منها , توقف لينزل منه فتاً أشقر يرتدي جينز أزرق ضيق مع قميص أبيض , كما حمى عينيه بنظارته الزرقاء الأنيقة , نظر نحو صديقته صاحبت الشعر الاشقر المجعد المربوط و النظاره الفوشيه الجذابه , كما أرتدت فستان أبيض عاري الأكمام يصل لأسفل ركبتها , كما كان واسعاً قليلاً من الأسفل .. خرجا معاً خارج نطاق اللعبة ليبتسم ريكاردو بخبث قائلاً : الازلتِ غاضبة لأني أيقضتك ؟
قالت بحده : بالطبع !
ثم ابتسمت بمكر لتكمل : لكن بما أننا هنا فلا بأس ..
نظرت نحوه ثم قالت بستغراب : بالمناسبه لماذا لم تذهب مع جون ؟
اجاب ريكاردو ببعض الإنزعاج :
من المستحيل أن يقبل بالهروب للهو فقط ! كما أن كايرو سيقتلني أن أيقضته من نومه >.<"
ابتسم بخبث و أكمل :
و بما أنه من الممل الذهاب وحدي قررت الذهاب برفقتك ..
تنهدت جولي بملل و قالت :
و متى أشتريت الشعر المستعار إذاً ؟
تحجر ريكاردو في مكانه لكن جولي أكملت و هي تنظر نحو ملابسها :
كما أن اللون الأبيض كئيب جداً ولا يعجبني !
اندفع ريكاردو بكلامه :
لكنك ترتدين الأسود بعض الاحيان !
نظرت جولي نحوه بنظرات غريبه و مخيفه نوع ما , مما صب القشعريره في جسد ريكي
بعد فترة ابتسمت جولي ابتسامه غريبه و قالت : هذا صحيح !
نظرت نحو السماء و أكملت : ربما يضايقني الأبيض لكن الأسود يعجبني لسبب ما ..
اكتفى ريكاردو بابتسامة غبية , تلفت من حوله لتصداد عينه ذلك المكان المشؤوم المكتوب أعلاه " منزل الأشباح "
ابتسم بخبث و امسك يد جولي ليجري برفقتها نحو المنزل , بينما استفسرت جولي قائلةً : إلى أين تأخذني ؟!
نظر لها ريكاردو ببتسامه جذابه تخفي مخططه ثم قال : لمنزل الأحلام بالطبع !
جولي باستغراب :
منزل الأحلام ؟
نظرت نحو الأمام , تحديداً نحو وجهتهم لتقرء تلك اللافته المكتوبه بخط من الطلاء الأحمر المعلقة أعلى المنزل الكئيب , أقشعر بدنها و بلعت ريقها, توقف ريكاردو أخيرا و أعطا العامل البطاقه الخاصة بلعب ليدخل برفقه جولي , تلفتت حولها فظلام حالك تماماً !
جولي محاولةً إخفاء خوفها : ريكي أشعر بشعور سيء ..
نظر نحوها و قال ببلاهة : لماذا ؟ أن الأمر مسلي هيا تعالي !
جولي بصوت مرتعش وهي تضم جسدها : لكني أريد الخروج من هنا ..
نظر نحوها ريكي لفترة , وضع يده على فمه في محاولة كتم ضحكته ! لكنه فشل في ذلك فصوته يعلو شيء فشيء حتى انفجر نهاية المطاف ! فضحكته الساخرة أصبحت عالية جداً !!
توردت وجنتي جولي و صرخت عليه قائلةً :
على ماذا تضحك ؟!!
أمسك ريكي بمعدته و أشار لجولي بيده الأخرى بعد أن أنحنا قليلاً ليقول ضاحكاً :
لا أصدق أنكِ تخافين من هذه الألعاب !
صرخت نافيه : لستُ خائفة !
لم يجبها ريكاردو بل كان منشغلاً بضحكة , نفخت خديها من شدة الغيظ ! نزعت نظارتها و وضعتها في حقيبتها , توجهت نحو ريكي لتأخذ نظارته هو الأخر و لتضعها برفقه نظارتها الخاصه لتقول : لا داعِ لها في مكان كهذا !
ثم نظرت نحوه و صرخت : و أنا لستُ خائفة !!
توقف ريكي عن الضحك و مسح دموعه ثم أخذ نفساً عميقا و قال : حسناً حسناً , لنذهب إذاً
خطا خطواتهما في هذا المكان المشؤوم , لتخرج إحدى الجثث من تحت الأرض مطلقةً ضحكاتٍ ساخره تليها صرخات جولي التي أحتظنت ريكاردو خوفاً , أحمرت وجنتيه مع خفقات قلبه المتسارعه , حك وجهه قليلاً و نظر نحو تلك الدميه التي تشكلت على شكل جثه , أمسك بيد جولي و اشاح بنظره قائلاً : بإمكانك أمساك يدي طوال الوقت أن أردتي !
أستوعبت جولي الموقف , فبتعدت عن ريكاردو و قالت بحزم :
لا ! أن فعلت ذلك سابدو خائفة لن أفعل !!
قطب ريكاردو حاجبيه لكنه قال :
هيا ! انتِ خائفة على كل حال !!
رمقته بنظره مخيفه مما اربك ريكاردو أكثر فهو لم يقصد أغضابها , بعد فترة أطلق نحنحته و توجه نحو جولي ثم أمسك بيدها و قال بعذوبه : و هل ستبقيني قلقاً عليكِ ؟
أحمرت وجنتي جولي و قالت بعد أن أشاحت بنظرها :
فقط قليلاً ! , لكن تذكر لستُ خائفة !
ابتسم ريكاردو : فهمتُ ذلك ..
أكملا السير ليخرج كائن أخضر مما أفزع الأثنان ليصرخا معاً " فضائي ! " فلم يكن ريكي سوى دفع جولي و إطلاق كرات النار لتصيب ذلك الشيء الأخضر اللذي احترق و أشعل معه جرس الإنذار لتبدأ قطرات المياه بلهطول , أستوعب كل من الأثنان ان ذلك الكائن ليس سوى لعبه بلاستكيه وضعت لإخافه الناس داخل اللعبة !
نظرا لبعضهما ببلاهة لثوان , أمسك ريكاردو يد جولي و قال : لنهرب !
ثم جريا معاً خارج المكان . انطلقا خارج المنزل من باب الطوارئ مسرعان ،توقفاُ بعد ان ركضا لمسافة كافية ،أخذا يلتقطان انفاسهما ،نظر كلاً منهما نحو الاخر ثم أنفجرا ضحكاً
قالت جولي بنبرة ساخرة :
لااصدق اننا ضننا انه تلك الدمية فضائياً
اكمل ريكي :
لقد بدأ العمل يؤثر عليناً
مسحت دموعها ثم أعتدلت في وقفتها لتستعيد أنفاسها الطبيعيه بعد هذا الضحك المتواصل , نظرت نحو ريكي و قالت بابتسامه مرحه تعلو وجهها : فلنشتري ثياب جديدة ..
امسكت بشعرها المستعار و قالت :
و أعتقد أن هذه ستحتاج وقت حتى تجف !
أبتسم ريكي بلطف و قال :
أنتِ محقة هذه المره..
" مستحيل ! "
كان هذا هو كايرو اللذي صرخ معترضاً .. بينما صرخ جوناثان بمرح :
رائع ! غلبتك مرتان على التوالي !!
رد عليه كايرو بتحدي :
و لن تأتي الثالثة حتى لو أنتزعت رقبتك من مكانها !!
شاركه جوناثان بتحدٍ أكبر :
لنرى إذاً !
قاطعهم دخول لورا و كاسيدي .. نظرا من حولهما و قالت لورا باستفسار : أين ريكي ؟
نظر كل من كايرو و جون لبعضهم فأجاب الثاني بنبرة غريبه : حسناً لم نجده منذ الصباح لذلك فقد هرب على الأغلب ..
أكمل عنه كايرو : لكن هو لم يهرب لوحده , أليس كذلك ؟
لوحت كاسيدي يدها بملل و قالت :
هذان الأحمقان لا يتعلمان أبداً !
اكملت بعدها بسخريه :
أقسم أن السيد روبنسن سيضع الأصفاد على أسرتهما !!
|
|